-->

رواية جديدة ذنبي عشقك لميرا كريم - الفصل 27

 

قراءة رواية ذنبي عشقك كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ذنبي عشقك رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميرا كريم


الفصل السابع والعشرون



وَلَكِنْ أَيْنَ أَجِدُ اَلْكَلَامُ اَلَّذِي يَسْتَوْعِبُ كُلُّ مَا فِي قَلْبِي؟"

- الرافعيّ

❈-❈-❈


تطلعت للفُستان الوردي التي 

ترتـ ديه وينسـ اب بنعومة على 

جـ سد ها بالمرآة وهي تستغرب هيئتها المغايرة والاكثر اشراقة. فكانت تتـأ مل ذاتها ببسمة راضية حين اجفلها  تركه 

الحـ سيس على باب غرفة تبديل الملابس المتواجدة بأحد المراكز التجارية بعد أن  أصر يصطحبها معه لشراء بعض الحاجيات ولكنها تفاجأت أن كل ما يقصد شراءه يكون لها وذلك الأمر غريب عليها فدومًا هي من تهتم بالأخرين لا أحد يفعل المثل معها؛ لذلك كانت تشعر بمزيج من المشـ اعر المتضاربة بعضها ممتنة له والبعض الآخر ارتسم على

 وجـ هها وهي تفتح الباب له 

تفـ رك اناملها بكـ فوها، تأملها هو بعيون ضيقة مُقيمة وهو يلحظ 


اشـ تعال وجـ هها وحقًا كان حائرًا كيف لانثى مثلها ان تحظى بالحُسن وحدها، فكانت فاتنة بحق وخاصًة حين تركت العنان لخصلاتها أن تحا وط وجـ هها، فيقسم أنها تستطيع أن تأ سر

اعـ تى الرجال بنظرة واحدة من زيتونها بينما هي رمشت عدة مرات تترقب بعيناها الواسعة رأيه الذي جاء اخيرًا بعد أن اجلى صوته اولًا:

-ممتاز كأنه اتفصل مخصوص علشانك 



زاغت نظراتها وتنهيدة فرت لتعبر عن اضطـ رابها الذي تبع تشكيكها في حُسنها:

-بجد حلو؟ ولا بتجاملني  


شـ ملها بعيـ نه الضيقة قبل أن يقـ ترب بروية منها يضـ عها في محيطه ثم

 أد ارها بين ذرا عيه لتواجه انعكاسها في المرآة و همس بصوته واثق النبرات

بالقـ رب من أذنها:

-بصي لنفسك مرة كمان وانتِ تعرفي إن جمالك فارض نفسه و مقدرش اجاملك



هل للأرض أن تنشـ ق وتبـ تلعها لتتـ ستر على خجلها فقد انتابتها القشـ عريرة حين لفحـ ت

أنفا سه جانب وجـ هها، ومع 

قر به وهمسه المتغزل ويـ ده التي تلا مـ س ذر اعها، دقت طبول قلبها، لتبـ تلع رمقها وتهمهم بخفوت بالكاد يسمع وهي تلتـ فت نصف التفاتة بر أسها:

-مش محتاجة ابص في المراية مرة كمان انا بثق في ذوقك


ابتسم بسمة رائقة للغاية لم ترى مثلها جعلت القلوب تكاد تتطاير مع نظراتها، فكان رغم ثباته إلا ان نظراته التي تضيق عليها بشكل يبعثر كيانها، ومع ذلك التواصل البصري بينهم وفي لحظة إدراك انتبهت هي على حالها لتبتلع رمقها وتسـ لت نظراتها حتى تخفف وطأة تأثيره عليها وتتلعثم وهي تبتعد عن محيـ طه مرتبكة تضـ ع غرتها خلف أُذنها:

-هغير علشان نمشي 



نفى بسبابته واشار عن بعد لأحد العاملات بالمحل أن تأتي وبالفعل اقـ تربت وهي تحمل كومة من الملابس التي قام بانتقائها بنفسه من أجلها، فقد برقت عيناها وتسائلت والتعجب يرتسم على وجهها:


-ايه كل ده!


-اخترتهم وانتِ في البروڤة وعايز اشوفهم عليكِ ممكن!


زاد خجلها مع أخر جملة نطق بها لتبتلع رمقها وتتلجلج وهي بالكاد تلملم حروفها:

-بس ده كتير اوي...



اعتلى حاجبيه ببسمة جانبية واثقة وعقب وهو يضـ ع يـ ده بجيب بنطاله بلمحة من عنجهيته السابقة:

-مفيش حاجة تكتر على حَرم "سليم الكومي" يا "شمس" ولا أنتِ ليكِ رأي تاني! 



نبرته كان ترسل ذبذبات قوية تنم عن تمـ لك محـ سوس يكمن خلفه معنى عجزت عن استيعابه حينها فكل ما فعلته أنها هزت رأ سها ليحـ ثها هو بعدما أشر للعاملة أن تسبقها للداخل:


-ممكن تبدأي والبنت هتساعدك 



اومأت بطاعة دون مجادلة، فكلما خرجت له كان صامتًا لا يستخدم الكلمات فقط يهز رأسه ويحثها أن تتابع وحين انتهت تفاجأت به قام بشراء كل شيء قامت بقياسه بكل متعلقاته من أجلها. 

❈-❈-❈


بعد تلك الأحاديث المطولة التي دارت بينهم في المطبخ توجه إلى غرفة الصغير يفتح بابها وهو يشرأب بر أسه مشاكسًا:

-صباح الخير يا بطل 


رد الصغير تحية الصباح وهو عابس وملتهي يربط رباط حذائه:

-صباح الخير يا "نضال"


لاحظ عبوسه ليقـ ترب منه متسائلًا:

-مالك محتار ليه؟


مط "شريف" فـ مه يائسًا:

-كل ما اربط الرباط يتفك 



وكونه يعلم بطبيعته المتفهمة انه يرفض مساعدة أحد ويحبذ الاعتماد على ذاته؛ جلس

يجا وره قائلًا ببساطة وهو

ينحـ ني على حذائه يحل عقدته بخفة:

-ياعم عندك حق ماله ال Kirox  يعني ليه مينفعش نخرج بيه مش فاهم 


ابتسم الصغير يؤيده ليشاكسه "نضال" ويرشده بشكل غير مباشر وهو يعيد عقد رباط حذائه:

-كنت زيك كده مش بعرف اربطه وحتى لو عرفت كان بيتحل مني ويكعبلني لغاية ما اتعلمت من واحد صاحبي لافة بنت لذينة بص كده



طالعه الصغير باهتمام يراقب

اصـ ابعه التي تعقد العقدة ليهز

 رأ سه وكأنه ألتقطها ثم يحاول فعلها تحت نظرات "نضال" المحسوسة، لينتهي "شريف" قائلًا:

-عملتها زيك دي طريقة سهلة اوي انا هعملها علطول 



أومأ له "نضال" ببسمة حانية ثم  نهض يبعثر شعر الصغير مشجعًا:

-طب يلا يا بطل نفطر سوا قبل معاد المدرسة


هز الصغير رأ سه واقترح عليه بحماس:

-ماشي بس لما ارجع هلعب معاك واغلبك ماتشين



اعتلى حاجبيه ثم استقام

 بجـ سده يُعدل من ياقة قميصه قائلًا بزهو قاصد إغاظته:


-اه تصدق واحشني احساس الفوز اوي


لوح" شريف" بيـ ده يصحح له متعجبًا: 

-فوز ايه! ده انت علطول مغلوب



برقت عين  "نضال" بعد  ردة فعله

 ليقبـ ض على ملابسه من الخلف يرفعه منها مناوشًا:  


-ياعم خلاص مغلوب مغلوب أنت بتعايرني 



نفى "شريف" بر أسه بقوة يستنكر اتهامه، ليتركه "نضال" ويقول  بزهو مصطنع: 

-ناس مش بتيجي غير بالعين الحمرا بصحيح


ناقره "شريف" بلماضة وهو يعدل هندام ملابسه: 

-قصدك خضرا… خضرا كمان هتغالط في الألوان 


قلد "نضال" طريقته الطفولية في نطقها: 

-خضرا… خضرا… ماشي المهم إني مسيطر  


ليدفعه برفق ليسير معه لغرفة الطعام قائلًا بخفة:

-و يلا يا لمض  نروح  نقعد على السفرة  علشان مامتك متقمش علينا الحد…


التفت الصغير بر أسه يذكره بعيون بارقة: 

-مش كنت مسيطر 


وهنا قوس فمه ور فع يـ ده مسالمًا وتابع مازحًا بشكل درامي للغاية: 

-انا اه مسيطر بس ممكن اسيبها تعلقنا عادي دي شرانية وبتعض.


وهنا لم يتحمل " شريف"  وقد انفجر ضاحكًا قبل أن يسير معه بسبب هيئته المفتعلة و مزحاته  التي دومًا تروقه وتغير موده للنقيض بعدها. 

❈-❈-❈


نظرت للخواء حولها بعيون

دا مية ناقمة على حالها تتسائل ما ذنبها؛ هي أحبت بكل كيانها وفرطت بكل ما لها فهل يكون ذلك جزائها!

وهل بالفعل سوف تدفع ثمن تفريطها وحدها، فماذا عنه أَلم يعترف بذلك الرباط الذي اوهمها به أنه يضمن حقها، ترى هل سينفذ تهـ ديـ ده ويقوم بإفتضاحها وهل حين يفعل ستجد قلوب رحيمة ترأف بحالها وتبرر تفريطها!

لا! لا تظن ذلك فواحدة مثلها لم تحظى برأفة أهلها وقاموا بألقائها؛ وكأن الذنب كان ذنبها  فبعد تخليهم عنها باتت

 منـ بوذة، مهمشة لا يحق الاعتراف بها. فكانت تتسارع مع عقلها وهي متكورة في مكانها كيفما تركها تنتحب تارة وتارة آخرى تنعي حالها وفي الأخير اخذت قرارها هي لن تستطيع تحمل العواقب وحدها والمـ وت أهون بكثير لها لذلك نهضت كالمـ غيبة وسارت والشيطان يغـ شي على عينها بستاره القاتم تغلق جميع المنافذ بإحكام ومن بعدها وقفت أمام المقود تطالعه بعيون فارغة و بملامح شاهبة لا حياة بها

وقبل أن تسترد عقلها كانت تدير الأزرة الدائرية لكافة الشُعل ومن بعدها جلست على الأرض 

تحـ تضن سا قيها في أقصى ركن من الشقة تنتظر بلهفة اختـ ناقها. 

❈-❈-❈


القى تحية الصباح على الجميع بينما هي خصها بأن  مال على ر أسها  يقـ بلها  متسائلًا قبل أن يجلس بجوار "شيري" ككل يوم:

-عاملة ايه يا "كرملة" دلوقتي


اجابته "كريمة" ببسمة حانية:

-الحمد لله يا ابني شوية صداع وراحو لحالهم وكتر خيرها "رهف" مسابتنيش 


أومأ لها ثم ارسل ل "رهف" بسمة ممتنة قابلتها هي بسمة تماثلها، لحين جذبته "شيري" من قميصه معاتبة بنزق طفولي:

-مخصماك على فكرة انت وعدتني نخرج  لو بقيت شاطرة وامبارح في Math test  خدت تقيم a ومليش دعوة عايزة اخرج


قر ص وجـ نتها بلطف و فاجئها:

-كنت عامل حسابي يا زئردة حجزت يوم الجمعة مسرح العرض اللي قولتيلي نفسك تشوفيه وبعده هنروح الملاهي و"كرملة" كمان هتيجي معانا


صفق الصغار بحماس شديد بينما 

علقت "كريمة":

-لأ اعفيني يا ابني مش هقدر روحوا انتم وانبسطوا انا لازم اروح لخالتك علشان "مصطفى" هيكتب على "هاجر" من تاني  


تأهبت" رهف" بنظراتها في حين هدر هو:

-ربنا يهدي يا "كرملة" ابقي خدي هدية بالنيابة عني انا و"رهف" وبلغي خالتي سلامي

-حاضر يا ابني 

وبعد بعض الوقت وحين انتهوا من تناول الطعام تناول مِحرمة ورقية يمـ سح بها فـ مه واخبرهم وعـ ينه ترسل سهام داعمة لها:

-يا ولاد عايز اقولكم ان مامتكم من النهاردة هيبقى عندها شغل خاص بيها وشركة كبيرة هتبقى بأسمها


شهق" شريف" ببسمة واسعة وبحركة منتصرة من يـ ده هلل:

-Yes 
 انتِ أدها يا مامي انا فرحان ليكِ اوي 

لتردد "شيري" مثله: 
-وانا كمان


لتقول "كريمة" وهي تربـ ت على 
على كتـ فها: 

-مبروك يا بنتي ربنا يوفقك وييسرلك أمرك 


ردت "رهف" تنسب الفضل له ببسمتها الهادئة: 

-الله يبارك فيكِ يا ماما "كريمة" والله مش انا اللي خططت لكل ده "نضال" 


عقبت "كريمة" بمحبة خالصة: 

-ربنا يخليكم لبعض و ميغيرش عليكم ابدًا

تناوبت "رهف" نظراتها بينهم وكم حمدت ربها على نعمة وجودهم بحياتها، بينما "شريف" صاح محمسًا: 

-تعالوا نتصور selfie يا مامي  بالمناسبة الحلوة دي وانزلها insta 

وافقه "نضال" الرأي وهو يأخذ الهاتف من يـ ده: 

-يلا بينا بس انا اللي هصور علشان انا اطول واحد فيكم

وافقه الجميع والتفوا حوله وبسمات ودودة تزين ثغـ ورهم فكانت صورة عائلية دافئة للغاية تجعل من يطالعها يدعوا بدوام  هناء بالهم؛ ولكن ماذا عن من
يتـ ربص بهم ويستكثر عليهم صفو حياتهم.
❈-❈-❈
من  قال أن النساء تعشق التسوق كان بالطبع لم يَحسب حسابها فقد هلـ كت اقد امها  وكم كانت تتمنى أن يعود للمنزل بها ورغم سعادتها بما جلبه لها وشعورها  بإمتنان عظيم له إلا أنها حقًا لم تجد مبرر لحالها سوى أنها تعودت أن يكون بذلها وتعبها من أجل العمل  لا من أجل أن تكون مُرفهة.
ذلك ما كان يدور بر أسها حين تابع سيره بها داخل قسم خاص لملابس الاطفال يتفقد المعروضات  بينما هي لم تعقب حتى لا يستشعر تعبها لحين لفت نظرها كنزة صوفية يتناسب مقاسها  مع ابن شقيقها وبمجرد نظرتها العابرة لها قام هو بجلبها قائلًا وهو يبحث عن بنطال يناسب لونها:
-ذوقك حلو، ده ل "رامي" بصراحة كنت محتار 

هل يا ترى تفي الكلمات بحقه وتعبر عن امتنانها لا بالطبع لا فهو لا شيء ينصفه من وجهة نظرها فكانت حرفيًا تعشق  خِصاله النبيلة ومرؤته النادرة.


اقـ ترب يضـ ع بيـ دها القطعتين هادرًا: 
- متهيئلي كده تمام تعالي بقى علشان عايز اجيب حبة حاجات ل "ليلى"

لم يكمل جملته إلا وتعالى رنين هاتفه ليخرجه من جيب بنطاله  متأفف حين رأى هوية المتصل: 
- ده من الشغل شكلهم عايزني اقطع الاجازة 

أحبط وجـ هها في حين قال قبل أن يبتعد عن الضجيج ليجيب:  
-ثوانِ هرد يا" شمس" استنيني هنا 

أومات له و وقفت مكانها لحين وجدت صبي يتوارى خـ لف احد العارضات لتقـ ترب منه، و تمـ يل عليه بجـ زعها:

-مالك يا حبيبي أنت كويس


اجابها الصغير بحروف متكسرة:
-كويس يا طنط بس بلعب مع مامي استغماية ومش عايزها تلاقيني 


ابتسمت ومـ ررت يـ دها بخصلاته معاتبة:
-بس كده حرام مامتك هتقلق عليك تعالى نشوف هي فين


نفى الصغير برأ سه وقال وهو يصمم ببراءة أسـ رت قلبها:

-انتِ مش فاهمة اللعبة المفروض هي اللي تدور عليا مش انا 


قهقهت هي وتبعت قولها:
-معلش خلينا نكسر قواعد اللعبة المرة دي


وقبل ان تنهي جملتها وجدت امرأة قوية الطلة ذات شعر حالك طويل وملامح رغم حدتها إلا أنها لم تقلل شيء من جمالها، تقترب منهم معاتبة الصبي:

-كده برضو يا "وائل" حرام عليك مش هتبطل شقاوة

هلل الصغير بحماس غير عابئ باستيائها: 

-كسبتي يا مامي ولقتيني


انتفخت أوداجها وقالت منفعلة دليل على فقدانها صبرها: 

-لقيتك ايه! انا خضتني و لو باباك عرف بشقاوتك دي هيبقى ليه تصرف تاني معاك

تدخلت هي تربـ ت على كـ تف الصبي الذي انكمش من صراخ والدته: 

-معلش حصل خير هو كان عايز يلعب واكيد مش قاصد يقلقك 
ربنا يخليهولك ده لذيذ اوي


ردت عليها وهي تجـ ذب الصبي من يـ ده لعندها:  
-شكرًا ربنا يكرمك بولد شقي شبهه

وعند تلك الدعوة نمت بسمة آملة على وجهها فكم تتمنى أن ترزق بولد مثله وياليته يُشبه مالك قلبها بكل خِصاله الرائعة 

وعلى ذكره كان يقـ ترب بعد انهى مكالمته قائلًا:
-مش قولتك لازم انزل الشغل بكرة 

تنهدت بضيق واغتـ صبت بسمة هادئة تخالف قوة تلك العاصفة التي ضـ ربت  تلك السيدة 
جو ارها التي نطقت مشدوة فور أن سقطت عيناها عليه ولم ينتبه لها:
-"سليم"

التفت يرى صاحبة الصوت الذي يبدو مألوف ليبتلع رمقه ويهدر ببرود وبنظرة متغطرسة:  
-اهلًا "هبة" 

مدت "هبة " يـ دها تصافحه متسائلة: 

-ازيك وطنط "ليلى" عاملة ايه؟ 

صافحها ببرود ثم أجابها بإقتضاب شديد: 
-كويسة 

استغربت "شمس" وتساءلت ببسمة مجاملة: 
-انتم تعرفوا بعض


كادت "هبة" تجيبها ولكن قاطعها هو زاغرًا إياها: 
- "اكرم" جـ وزك كويس...

ابتلعت غصتها وأجابت بعيون هاربة: 
-بخير

ليعتلي جانب فمـ ه و يتابع بخبث وهو واثق من إصابة هدفه:
-ابقي بلغيه سلامي

قالها وهو يحتـ ضن كـ ف "شمس" كأنه أراد أن يوصل للآخرى شيء بعينه، أما عن
"شمس" فقد ابتلعت رمـ قها تنظر
 ليـ ده التي تعا نق يـ دها مشدوهة من فعلته، ولكن مع نظرات تلك ال "هبة" وسؤالها تيقنت أنه كان يريد إثبات شيء لها: 
-هو انت اتجـ وزت

قالتها "هبة" وملامح الحسرة مرتسمة على وجـ هها، وكان رده أنه أومأ لها دون استخدام كلمات، لتـ جز هي على نواجذها متهكمة بذات النبرة الغرور التي لطالما مقتـ ها:  
-اخيرًا! طب كويس...مبروك


زفر انفا سه وألقى حديثه 
بوجـ هها قبل أن يحـ ث "شمس" على المغادرة: 
-شكرًا عن اذنك يلا يا "شمس"

ابتسمت" شمس" بمجاملة قبل ان تسير معه تاركين "هبة" تبتسم ساخرة من توابع اختيارها قبل أن تدرك اختفاء صغيرها من جديد لتعيد الكَره وتبحث عنه ولكن وهي تصـ رخ بأسمه كمن فقدت عقلها. 
❈-❈-❈


دارت بعيناها في المكان منبهرة بمساحته واطلالته وموقعه المميز  بتلك المنطقة الراقية، فكانت لا تصدق أن ذلك الحلم المؤجل التي دثرته بين طيات اولوياتها  تحقق لتوه، و رغم أنها  تستطيع امـ تلاك مكان مثله من مالها الخاص إلا أنها لن تقوى على اتخاذ ذلك القرار سابقًا وحدها؛ لذلك كانت ممتنة له مداد الكون  بسبب دعمه 
اللامتناهي لها.
أما هو كان يتابعها بخضراويتاه وهي تجول في المكان وتتفقد غرفه والبسمة تكاد تشـ ق
وجـ هها، ورغم تأكده من جوابها إلا انه تسائل ماكرًا:
-حا سـ س ان المكان مش عاجبك!

شهقت بخفوت والتفتت له هادرة والحماس جلي على وجـ هها:
-معجبنيش! ده يجنن يا "نضال"
يجنن

فتح ذر اعيه على مصرا عيها وغمز بعينه بعـ بثية تامة: 
-طيب ايه مفيش حـ ضن مطارات...ينفع كده يجنن حاف!

هزت رأ سها بلا فائدة وعقبت على مشاكساته المحببة على قلبها: 
-رغم إني عارفة انك بتلكك بس تستاهل حـ ضن كبير 

قالتها وهي تنـ دفع لعنده
تحا وط خـ صره وتضـ مه لها في عنا ق دافئ باد لها إياه قبل أن يُقـ بل قـ مة رأ سها ويهمس بنبرة تفـ يض فـ يض بعشقها:
- اعمل ايه طيب مبشبعش منك

رفـ عت رأ سها له دون أن تفصل عنا قها واخبرته ببسمة حالمة اتت بالربيع على قلبه المُـ لع بها:
-ولا انا...ربنا يديمك ليا يا "نضال" وميحرمنيش منك ابدًا

دا عب طرف انـ فه بأنـ فها وهمس:
- ولا منك ياعيون "نضال"

اتسعت بسمتها، ليتابع هو محمسًا:
-عايزين بقى نبدأ توضيب 
و ريني الهمة

أومأت تؤيده بحماس:  
-هنبدأ ومن بكرة هكلم العمال واحط مخطط مبدأي وكمان همهد ل "سارة" 

استـ حـ سن قرارها ثم أكد ولديه كل الثقة في قدراتها:
-متأكد انها هتطلع حاجة عظمة من تحت ايـ دك يا بشمهندسة 

تنهدت تنهـ يدة مُـ سـ هدة بعشقه الذي تخطى حدود قلبها ثم همست بو له وهي تتـ يه في خضراويتاه الدافئة:
-قلب البشمهندسة انت ربنا يخليك ليا 

ابتلع رمقه بحـ لق جاف من تأثيرها ثم همس وسبابته تلوح محذرة  أمام وجـ هها: 
-مقدرش على كده...انا متحامل وماسك نفسي بالعافية كلمة كمان وهصمم نحلي هنا

شهقت ونفت برأ سها تحاول أن تتـ ملص من يـ ده التي تكـ بل خـ صرها: 
-لأ خلاص انا مش هتكلم

وأد محاولاتها والصـ قها به مجددًا هامسًا وكل إنـ ش به
يتـ وق لقر بها: 
-تعالي هنا انتِ ما صدقتي...انا هاخد تصبيرة على الماشي
  
قالها وهو يمـ يل على ثغـ رها يلتـ قط شـ فا هها مانحها قُـ بلة حا مية اطـ احت بكافة 
حـ واسـ ها فكانت تبـ ادله
بشـ غف لا يقل شيء عن 
شـ غفه بها يتـ شاركان في معزوفة مُنسجمة قطعها رنين هاتفها، ليبتعد بمضض لكي 
تلتـ قط انفا سها ويحـ ثها ضاجرًا:
-ردي لما نشوف مين الرخم اللي بيتصل في أوقات حرجة زي دي! 

هزت رأ سها وبالكاد تستطيع تنظيم انفا سها، ثم فتحت حقيبتها تخرج هاتفها، لتـ بتلع رمقها وتقول ما علمت هوية المتصل:
-ده "حـ سن"

قلب عيناه وانتفخت اوداجه فور نطقها بأسم الآخر وقال بصوت خفيض مازال ضاجرًا:
-انا قولت رخم

مطـ ت "رهف" فمها تكـ بت بسمتها تزامنًا مع ضغطها على شاشته و وصول رد "حسن" من الطرف الآخر... وبعد محادثة مقتضبة بينهم اغلقت الخط والحيرة مرتسمة على وجـ هها، ليسألها هو مستفهمًا:
-مالك...قالك حاجة ضايقتك؟

نفت برأ سها وفسرت:
-عايز يقابلني وبيقولي بخصوص الولاد

قال بأرياحية غافل عن تخبط أفكارها:
-طيب ايه المشكلة مضايقة ليه؟

تسائلت والحيرة تغلف صوتها:
-تفتكر هيكلمني في إيه؟ 

رفع منكبيه وطمئنها بعقلية رجل مُحب:
-عادي يعني هتلاقي عايز يخطط معاكِ لعيد ميلادهم او ياخد رأيك يشتريلهم ايه هدايا...كده يعني

أومأت دليل على إقتناعها اللحظي وقبل أن تزيح توقعاتها الغير مُبشرة بعيدًا كان يباغتها ليد ثر أفكارها:
-طب إيه! التصبيرة مش اد كده ينفع نعيد من الأول

نفت بر أسها بد لال يليق بها ثم تمـ سكت بيـ ده وحـ ثته على المغادرة بعد أن و وعدته بتعويض يليق بعبـ ثيته اللامتناهية. 

❈-❈-❈


سيجارة زاخرة خلفها أخرى وختامها كان زجاجة من الكـ حل تجـ رعها كاملة لعلها تنسيه خسارته الفادحة، فكان يجلس في أحد أركان شقته خائر القوى 

مغـ يب في حالة يرثى لها لا يقوى أن ينهض ليفتح باب الشقة الذي كاد يسرع ر أسه من كثرة الطرق عليه، بينما على الجانب الآخر كان "جلال" قد يأس من إجابته ولم يكن لديه حل آخر سوى أنه 

دفـ ع الباب بكل قوته ليكـ سره ويفوت لعنده وإن تمكن من ذلك و وجده على تلك الحالة التي هو عليها قـ بض على

 ذر اعه يهـ زه لعله يفيقه قائلًا:
-انت بتعمل في نفسك كده ليه فوق بقى

 
غمغم "سلطان" بلـ سان ثقيل وعيون شبه مغلقة:
-امشي من هنا مش عايز اشوف حد


جـ ذبه "جلال"ينهضه غير عابئ بما تفوه به:
-مش هسيبك قوم معايا 


نفى "سلطان" بر أسه وقاومه مقاومة بالية وهو يغمغم بلا اتزان:

-مش عايز...سيبني


تمكن "جلال"من انهاضه معه 

وسـ نده وتوجه به للمرحاض يضـ ع 

رأ سه تحت صنبور المياه الباردة لعله يفيقه قائلًا: 

-يا" سلطان" فوق لنفسك اللي بتعمله ده مش هيريحك


رفع "سلطان" رأ سه من تحت المياه و رد والمياه المتساقطة  تختلط بدموعه:

-انا مقهور وأنت عارف اللي
 هير يحني

-عارف بس اصبر مش كده هتبقى مهروشة اوي

تمـ سك "سلطان" بقميصه قائلًا بنبرة مختنقة مغلفة بحسرته:

-مش قادر اصبر كل دقيقة بتعدي عليا وهي معاه النار بتاكل في قلبي انت ليه مش حا سس بيا

نفخ "جلال" أوداجه وقال يأسًا من تراجعه وهو يقوده ليمـ دده على الفراش:

-خلاص يا "سلطان"... هظبط واقولك

ابتسم بسمة غير سوية بالمرة وقال مترقبًا قبل أن يسقط في سبات عميق:
-هتبرد ناري يا "جلال" مش كده
وهتخليها ترجع زي ما قولتلي


هز "جلال" رأسه وقد التمعت عيناه يشفق عليه ولكن ياليته يستطيع أن يرأف به ويتراجع  فأمره ليس 
بيـ ده. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميرا كريم من رواية ذنبي عشقك، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كامل