رواية جديدة ذنبي عشقك لميرا كريم - الفصل 27
قراءة رواية ذنبي عشقك كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ذنبي عشقك رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ميرا كريم
الفصل السابع والعشرون
وَلَكِنْ أَيْنَ أَجِدُ اَلْكَلَامُ اَلَّذِي يَسْتَوْعِبُ كُلُّ مَا فِي قَلْبِي؟"
- الرافعيّ
❈-❈-❈
تطلعت للفُستان الوردي التي
ترتـ ديه وينسـ اب بنعومة على
جـ سد ها بالمرآة وهي تستغرب هيئتها المغايرة والاكثر اشراقة. فكانت تتـأ مل ذاتها ببسمة راضية حين اجفلها تركه
الحـ سيس على باب غرفة تبديل الملابس المتواجدة بأحد المراكز التجارية بعد أن أصر يصطحبها معه لشراء بعض الحاجيات ولكنها تفاجأت أن كل ما يقصد شراءه يكون لها وذلك الأمر غريب عليها فدومًا هي من تهتم بالأخرين لا أحد يفعل المثل معها؛ لذلك كانت تشعر بمزيج من المشـ اعر المتضاربة بعضها ممتنة له والبعض الآخر ارتسم على
وجـ هها وهي تفتح الباب له
تفـ رك اناملها بكـ فوها، تأملها هو بعيون ضيقة مُقيمة وهو يلحظ
اشـ تعال وجـ هها وحقًا كان حائرًا كيف لانثى مثلها ان تحظى بالحُسن وحدها، فكانت فاتنة بحق وخاصًة حين تركت العنان لخصلاتها أن تحا وط وجـ هها، فيقسم أنها تستطيع أن تأ سر
اعـ تى الرجال بنظرة واحدة من زيتونها بينما هي رمشت عدة مرات تترقب بعيناها الواسعة رأيه الذي جاء اخيرًا بعد أن اجلى صوته اولًا:
-ممتاز كأنه اتفصل مخصوص علشانك
زاغت نظراتها وتنهيدة فرت لتعبر عن اضطـ رابها الذي تبع تشكيكها في حُسنها:
-بجد حلو؟ ولا بتجاملني
شـ ملها بعيـ نه الضيقة قبل أن يقـ ترب بروية منها يضـ عها في محيطه ثم
أد ارها بين ذرا عيه لتواجه انعكاسها في المرآة و همس بصوته واثق النبرات
بالقـ رب من أذنها:
-بصي لنفسك مرة كمان وانتِ تعرفي إن جمالك فارض نفسه و مقدرش اجاملك
هل للأرض أن تنشـ ق وتبـ تلعها لتتـ ستر على خجلها فقد انتابتها القشـ عريرة حين لفحـ ت
أنفا سه جانب وجـ هها، ومع
قر به وهمسه المتغزل ويـ ده التي تلا مـ س ذر اعها، دقت طبول قلبها، لتبـ تلع رمقها وتهمهم بخفوت بالكاد يسمع وهي تلتـ فت نصف التفاتة بر أسها:
-مش محتاجة ابص في المراية مرة كمان انا بثق في ذوقك
ابتسم بسمة رائقة للغاية لم ترى مثلها جعلت القلوب تكاد تتطاير مع نظراتها، فكان رغم ثباته إلا ان نظراته التي تضيق عليها بشكل يبعثر كيانها، ومع ذلك التواصل البصري بينهم وفي لحظة إدراك انتبهت هي على حالها لتبتلع رمقها وتسـ لت نظراتها حتى تخفف وطأة تأثيره عليها وتتلعثم وهي تبتعد عن محيـ طه مرتبكة تضـ ع غرتها خلف أُذنها:
-هغير علشان نمشي
نفى بسبابته واشار عن بعد لأحد العاملات بالمحل أن تأتي وبالفعل اقـ تربت وهي تحمل كومة من الملابس التي قام بانتقائها بنفسه من أجلها، فقد برقت عيناها وتسائلت والتعجب يرتسم على وجهها:
-ايه كل ده!
-اخترتهم وانتِ في البروڤة وعايز اشوفهم عليكِ ممكن!
زاد خجلها مع أخر جملة نطق بها لتبتلع رمقها وتتلجلج وهي بالكاد تلملم حروفها:
-بس ده كتير اوي...
اعتلى حاجبيه ببسمة جانبية واثقة وعقب وهو يضـ ع يـ ده بجيب بنطاله بلمحة من عنجهيته السابقة:
-مفيش حاجة تكتر على حَرم "سليم الكومي" يا "شمس" ولا أنتِ ليكِ رأي تاني!
نبرته كان ترسل ذبذبات قوية تنم عن تمـ لك محـ سوس يكمن خلفه معنى عجزت عن استيعابه حينها فكل ما فعلته أنها هزت رأ سها ليحـ ثها هو بعدما أشر للعاملة أن تسبقها للداخل:
-ممكن تبدأي والبنت هتساعدك
اومأت بطاعة دون مجادلة، فكلما خرجت له كان صامتًا لا يستخدم الكلمات فقط يهز رأسه ويحثها أن تتابع وحين انتهت تفاجأت به قام بشراء كل شيء قامت بقياسه بكل متعلقاته من أجلها.
❈-❈-❈
بعد تلك الأحاديث المطولة التي دارت بينهم في المطبخ توجه إلى غرفة الصغير يفتح بابها وهو يشرأب بر أسه مشاكسًا:
-صباح الخير يا بطل
رد الصغير تحية الصباح وهو عابس وملتهي يربط رباط حذائه:
-صباح الخير يا "نضال"
لاحظ عبوسه ليقـ ترب منه متسائلًا:
-مالك محتار ليه؟
مط "شريف" فـ مه يائسًا:
-كل ما اربط الرباط يتفك
وكونه يعلم بطبيعته المتفهمة انه يرفض مساعدة أحد ويحبذ الاعتماد على ذاته؛ جلس
يجا وره قائلًا ببساطة وهو
ينحـ ني على حذائه يحل عقدته بخفة:
-ياعم عندك حق ماله ال Kirox يعني ليه مينفعش نخرج بيه مش فاهم
ابتسم الصغير يؤيده ليشاكسه "نضال" ويرشده بشكل غير مباشر وهو يعيد عقد رباط حذائه:
-كنت زيك كده مش بعرف اربطه وحتى لو عرفت كان بيتحل مني ويكعبلني لغاية ما اتعلمت من واحد صاحبي لافة بنت لذينة بص كده
طالعه الصغير باهتمام يراقب
اصـ ابعه التي تعقد العقدة ليهز
رأ سه وكأنه ألتقطها ثم يحاول فعلها تحت نظرات "نضال" المحسوسة، لينتهي "شريف" قائلًا:
-عملتها زيك دي طريقة سهلة اوي انا هعملها علطول
أومأ له "نضال" ببسمة حانية ثم نهض يبعثر شعر الصغير مشجعًا:
-طب يلا يا بطل نفطر سوا قبل معاد المدرسة
هز الصغير رأ سه واقترح عليه بحماس:
-ماشي بس لما ارجع هلعب معاك واغلبك ماتشين
اعتلى حاجبيه ثم استقام
بجـ سده يُعدل من ياقة قميصه قائلًا بزهو قاصد إغاظته:
-اه تصدق واحشني احساس الفوز اوي
لوح" شريف" بيـ ده يصحح له متعجبًا:
-فوز ايه! ده انت علطول مغلوب
برقت عين "نضال" بعد ردة فعله
ليقبـ ض على ملابسه من الخلف يرفعه منها مناوشًا:
-ياعم خلاص مغلوب مغلوب أنت بتعايرني
نفى "شريف" بر أسه بقوة يستنكر اتهامه، ليتركه "نضال" ويقول بزهو مصطنع:
-ناس مش بتيجي غير بالعين الحمرا بصحيح
ناقره "شريف" بلماضة وهو يعدل هندام ملابسه:
-قصدك خضرا… خضرا كمان هتغالط في الألوان
قلد "نضال" طريقته الطفولية في نطقها:
-خضرا… خضرا… ماشي المهم إني مسيطر
ليدفعه برفق ليسير معه لغرفة الطعام قائلًا بخفة:
-و يلا يا لمض نروح نقعد على السفرة علشان مامتك متقمش علينا الحد…
التفت الصغير بر أسه يذكره بعيون بارقة:
-مش كنت مسيطر
وهنا قوس فمه ور فع يـ ده مسالمًا وتابع مازحًا بشكل درامي للغاية:
-انا اه مسيطر بس ممكن اسيبها تعلقنا عادي دي شرانية وبتعض.
وهنا لم يتحمل " شريف" وقد انفجر ضاحكًا قبل أن يسير معه بسبب هيئته المفتعلة و مزحاته التي دومًا تروقه وتغير موده للنقيض بعدها.
❈-❈-❈
نظرت للخواء حولها بعيون
دا مية ناقمة على حالها تتسائل ما ذنبها؛ هي أحبت بكل كيانها وفرطت بكل ما لها فهل يكون ذلك جزائها!
وهل بالفعل سوف تدفع ثمن تفريطها وحدها، فماذا عنه أَلم يعترف بذلك الرباط الذي اوهمها به أنه يضمن حقها، ترى هل سينفذ تهـ ديـ ده ويقوم بإفتضاحها وهل حين يفعل ستجد قلوب رحيمة ترأف بحالها وتبرر تفريطها!
لا! لا تظن ذلك فواحدة مثلها لم تحظى برأفة أهلها وقاموا بألقائها؛ وكأن الذنب كان ذنبها فبعد تخليهم عنها باتت
منـ بوذة، مهمشة لا يحق الاعتراف بها. فكانت تتسارع مع عقلها وهي متكورة في مكانها كيفما تركها تنتحب تارة وتارة آخرى تنعي حالها وفي الأخير اخذت قرارها هي لن تستطيع تحمل العواقب وحدها والمـ وت أهون بكثير لها لذلك نهضت كالمـ غيبة وسارت والشيطان يغـ شي على عينها بستاره القاتم تغلق جميع المنافذ بإحكام ومن بعدها وقفت أمام المقود تطالعه بعيون فارغة و بملامح شاهبة لا حياة بها
وقبل أن تسترد عقلها كانت تدير الأزرة الدائرية لكافة الشُعل ومن بعدها جلست على الأرض
تحـ تضن سا قيها في أقصى ركن من الشقة تنتظر بلهفة اختـ ناقها.
❈-❈-❈
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميرا كريم من رواية ذنبي عشقك، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية