-->

رواية جديدة ثري العشق والقـسوة لآية العربي - الإقتباس الأول

   رواية جديدة ثري العشق والقـسوة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ثري العشق والقـسوة

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الإقتباس الأول



تحدثت بضيق وإصرار : 


- لا ،، مش جاية دلوقتى ،، ومش عايزة أنزل مصر دي . 


أغلقت الخط وعادت أدراجها بعد أن تعكر صفوها إلا أن من حولها حاولوا إنتشالها من تلك الحالة بمد كأساً من المشروب إليها الذي رفضته في بادئ الأمر ولكن مع إصرارهم وإقناعهم لها بأن هذا سينسيها أي حزن تناولته وارتشفته دفعة واحدة مما جعلها تشعر بلسعة حادة في حلـ.قها وقد انكمشت ملامحها لثوانى جعلت هؤلاء يضحكون عليها لذلك نظرت لهم بغيظ ونزعت كأساً كان في يـ.دِ صديقتها وقامت بإرتشافه أيضاً في تحدى منها لهم أنها قادرة على فعلها مما جعلتهم يصفقون لها بتشجيع لشرب المزيد . 


اما عند صقر الذي يجلس مع ماركو يتابع بتركيز كل ما يحدث حوله حتى تلك الفتيات التى تتمايل مع أنغام الموسيقى الصاخبة الغربية  ،، جاءت إحداهن والتى بالطبع مستجدة هنا فجميعهن يعلمن طباع صقر جيداً ولا يروق لهن الإقتراب منه أبداً . 


اما تلك فيبدو أنها ودت إغـ.راءه وخاطرت لتأتى إلى وكره لتحاول نيْل رضاه الذي يعد مستحيلاً طامعة في الحصول على الأفضلية والرفاهية الممتعة  ، تنحني وتتمايل عليه متلاعبة بربطة عنـ.قه ومتجاهلة نظرة عيـ.نيه الحادة لها تدعى الثبات والجرأة برغم الرعـ.شة التى سرت في كامل جـ.سدها من نظراته ،، بعد أن علمت عنه الكثير من الأمور وتساءلت  ، أرادت أن تجرب حظها ليته يبادلها الحب  ،، فهو بالنسبة لهن كنزٍ ثمين ورجلُ الأحلام صعب المنال لشبيهاتها   . 


كان ماركو يتابع بذهول وترقب ،، يتمنى أن يمر هذا الحدث مرور الكرام دون حدوث أي مشكلة  ،،  يعلم طباع صقر جيداً  ،،  ويخشى غضبه وفورانه واندلاع بركانه  . 


في قرارة نفسه يتحدث عقله متمنياً لما لا تأتى إلي أيتها الحسناء وتتركى هذا الصقر الجارح ،،، حسناً أنتِ الخاسرة لتحظي بما تستحقيه جزاء اختيارك الخاطئ  . 


وبالفعل ما إن إمتدت يـ.د الفتاة لتتلمـ.س صـ.در صقر حتى تمـ.سك بها من معصمها بقبضة فولاذية يمنعها من لمـ.سه ورمقها بإشمئزاز قبل أن يلقيها بقوة تجاه ماركو الذي حاول تفاديها ولكنها سقطت على ساقيه مما جعله يبتسم بحماس ليحاول محاوطتها ولكن تلك الفتاة وقفت تجر ما تبقى من قيمتها التى لم تكن لها وجود وغادرت المكان بأكمله . 


زفر ماركو بإحباط وإقترب من صقر يدنو من أُذنه ويتحدث بعلو حتى يسمعه وسط تلك الضوضاء قائلاً باستفهام : 


- أتأتيك النعمة وترفضها يا رجل ؟ ،، لو لم تكن مسلماً لظننت أنك تنوي الترهبن ،، ماذا دهاك يا رجل لقد أصبحت في عمر الثالثة والثلاثون ولم تواعد واحدة من معشر النساء وعليك أن تختبر إمكانياتك مع إحداهن . 


باغته بنظرة شك يتابع بتساؤل وخبث : 


- أم أنه ليس لديك إمكانيات ؟! . 


باغته الآخر بنظرة كفيلة أن تثبت ما هو قادرٌ عليه دون نطق كلمة أو إصدار حركة واحدة ،، فقط نظرة لطالما عُرف بها جعلت هذا الذي تفوه بتلك التراهات يتراجع متحمحماً ويردف قائلاً لينجو بنفسه : 


- إهدأ يا رجل ،، أنها مجرد مزحة . 


ونعم هو خلال سنواته تلك لم يقترب من أنثى على عكس ماركو المتعدد العلاقات ،، ولكن ليس لأنه سيترهبن كما يقول هذا كل ما في الأمر أن هناك وصية ينتظر تنفيذها ،، وللحق فهو إلى الآن لم تستهويه أنثى رآها ،، لذلك فإن الوشم المطبوع على يسار صـ.دره والذي لم يكن سوى جملة كتبت بالايطالية ( هنا لا يوجد قلب ) لم يكن من فراغ  . 


❈-❈-❈

بعد ساعة أو يزيد 


كانت ناردين تترجل من سيارة أجرة نقلتها إلى هذا العنوان وأمام ذلك الملهى . 


حاولت مهاتفة مايا عدة مرات أخرى ولكن الثانية لا تجيب مما جعلها تأتى إلى مكان لم تطأهُ قدماها منذ أن أتت إلي تلك المدينة لتُدرس . 



خطت باتجاه المكان الذي يتوافد عليه أشكال كانت دائماً تتجنبها ولكن بسبب تهور شقيقتها عليها أن تتعامل معهم . 


توقفت عند الباب وقد بدأ التوتر يتوغلها لذلك وجدت فكها يرتعش فهذا يحدث معها كلما توترت . 


نظرت للمكان باشمئزاز وخصوصاً هؤلاء الحوائط البشرية الذين يقفون على الباب ليمنعوا أي إشتباك يحدث مع الزبائن التى تخرج شبه غائبة عن الوعي من أثر الكحول . 


تقدمت منهم مجبرة وهى تلعن سراً مايا التى تسببت في وضعها في هذا الموقف . 


تحمحمت وحاولت تهدأة نفسها ثم رفعت نظرها تطالع أحدهم قائلة ببراءة : 


- إذا سمحت هل يمكن أن تنادي شقيقتى من الداخل ؟ . 


أنزل نظره إليها ،،، يطالعها من رأ سها لأخمص قـ.دميها ،، صغيرة جداً بالنسبة له ولكنها صهباءٌ كفرسة اصيلة بذلك الذيل من الخصلات النارية الذي وصل لآخر ظـ.هرها ،،، لونه كأنه خرج من الچحيم ،،، عيونها تتلون مع الأضواء ،، ملابسها محتشمة زيادة عن اللزوم جعلته يبتسم ساخراً ويردف بوقـ.احة : 


- لولا ملابسكِ تلك لكنت ظننتكِ بالغة ،، هيا من هنا أيتها الطفلة ،،، أبدلي تلك  الملابس الفضفاضة وإذهبي للنوم . 


نظرت له بشراسة ولمحت السخرية في عينيه وفهمت ظنه بها  ، بالطبع هو معتاد على نوعٍ آخر من الفتيات ،،، توقف فكها عن الإرتعاش وتحدثت محذرة بثبات وجرأة وثقة : 


- إن لم تنادى شقيقتي الآن سأريك إن كنت طفلة أم بالغة أيها الأحمق . 


حسناً هي لا تعلم كيف نطقت بهذا التهديد ،، فهذا لم يكن من الذكاء أبداً ،، ماذا إن رفض طلبها ؟ ،، كيف ستواجهُ حينها  ؟  . 


ولكنها درست في علم النفس الذي تقدره أن لا تظهر خوفها لمن تخافه ،،، أن تبدو أكثر ثقة أمامه حتى يخشاها ،، ولكن مع هذا الوحش مؤكد أخطأت في نظريتها ،، فلتكفي ناردين عن معلوماتك الآن فأنتِ تستخدمينها في المكان الخطأ . 


أحب هذا الوحش شراستها وبالرغم من قدرته على ردعها وجد نفسه يبتعد ويشير بيده قائلاً بتسلية وسخرية   : 


- حسناً أدخلى وأبحثي عنها بنفسك يا صغيرة  . 


ها هو يعود إليها التوتر ويرتعش فكها ،، الآن رمى الكرة في ملعبها ،، كيف ستدخل إلى هذا المكان الكريه ؟ ،، رائع هيا إستعملي نظريات علم النفس خاصتك أيتها الجدباء . 


زفرت بقوة تحفز حالها وتحدثت بداخلها  :  حسناً ناردين أهدأي فقط ستجلبي تلك الغبية من الداخل وتخرجي على الفور . 


حفزت حالها بتلك الكلمات وسحبت شهيقاً قوياً ثم خطت تدلف بتوتر وبطء مميت وكلما إتخذت خطوة للداخل شعرت بالإختناق والضيق كأنها في الفضاء . 


وصلت للساحة المغلقة التى تعجُ بالبشر . 


توسعت عيـ.نيها مما تراه ،، كانت ترى تلك المناظر على شاشة التلفاز وتبدلها فوراً بغيرها ولكن يحدث أمام عيـ.نيها هذا ما جعلها تتقزز وتشعر كما لو كانت ستتقيأ . 


رائحة المشروب تفوح المكان والضوضاء الصاخبة والحركات البذيئة ،، اغمضت عيـ.نيها لتتجاهل ما يحدث ،، حاولت تصفية ذهنها ،، تحاول اقناع العقل الباطن بأن يهيأ لها أن هذا إحدى الميادين العامة وليس ملهي ليلى ،، فهذه الطريقة دائماً ما كانت فعالة معها ،، وقد تعلمتها من علم النفس ايضاً ،، أن تحاول إقناع العقل الباطن بفكرة معينة تريدها فقط عليك التركيز جيداً ولكن كيف سيحدث مع تأثير الثلاث حواس ناهيك عن عيـ.نيها المغمضة 


فهناك أنـ.فها الذي يشتم رائحة الكحول وأذ نها التى تستمع لما يلوثها وجـ.سدها الذى بدأ يشعر بلمـ.سات مقززة جعلتها تنتفض وتفتح عيـ.نيها لتبتعد كمن لدغتها حشرة سامة وهى تنظر لمصدر تلك اللمـ.سات وحينما وجدتها فتاة تتمايل غير منتبهة يبدو عليها اللا وعي زفرت بارتياح وعادت عيـ.نيها تبحث عن شقيقتها . 


بدأت تتقدم وتبحث حتى وقعت عينيها عليها تقف في الطرف الآخر وتتمايل كغيرها . 


وكم آلمها هذا المنظر ،، كم حزنت لأجل شقيقتها وما وصلت إليه ،، أولم تعلمنا والدتنا سوياً تعاليم إسلامنا؟  ،، أولم نتعلم سوياً الخطأ من الصواب ؟ ،، لما يا مايا؟،، لما إنحرفتى عن ذلك الطريق ؟ وما تلك الحياة التى تريدينها يا شقيقتي ؟. 


تقدمت منها مندفعة حتى توقفت أمامها ثم مدت يـ.دها تلفها إليها فقابلت وجـ.هها الناعس وأدركت للتو أنها تناولت المشروب فهذا ما يتضح من معالم وجـ.هها . 


حسناً غضبت وبشدة ولكن ليس هذا المكان المناسب للعقاب ،، فقط لتخرج بها من هذا الجحيم . 


تحدثت ناردين ببرود ظاهري ولغة مصرية : 


- إمشي معايا . 


ضحكت مايا وبدأت تتلوى غير واعية ثم سحبت ناردين إلى أصدقائها لتعرفها عليهم قائلة : 


- ها هي شقيقتى التى كنت أحدثكم عنها ،، إنظروا اليها كم هي جميلة . 


عادت ناردين تسحبها وتتحدث ضاغطة على أسنانها بغضب  : 


- قولت يالا نمشي من هنا حالاً  . 


هزت مايا رأ سها وهى تشير بسبابتها وتتمايل بتيه قائلة : 


- تؤ تؤ تؤ ،، لسة شوية صغيرين ،، تعالى جربي المشروب ده هتتبسطي أوي . 


قالتها وهي تقرب من فـ.م شقيقتها الكأس الذي بيـ.دها لترغمها على تناوله فرفعت ناردين يـ.دها تبعده بقوة مسقطة اياه أرضاً ليتهشم وسط من يقفون بعدما انتابها الغضب من حال هذه الفتاة . 


كان قد لاحظ ذلك الذي يجلس من بعيد برغم الضوضاء والصخب إلا أن عيونه ولقب الصقر ليس من فراغ ولكنه لم يعطى أي رد فعل  ،، فقط بتابع بصمت وترقب وهو يتناول مشروبه ببرود تام  . 


تقدم صديق مايا الذي يتابع ما يحدث وأردف بغضب من تلك الشقيقة المتسلطة : 


- هل إنتِ غبية ؟ ،، لقد اخبرتكِ أنها لا تود الذهاب معكي ،،، أتركيها وارحلي . 


لم تعيره ناردين أي أهتمام كأنه شفافاً لا يرى فقط حاولت سحب يـ.د شقيقتها عنوةً عنها لتخرج بها فاقترب هذا الشاب منها ومد يـ.ده ليتمــ.سك بيـ.دها يمنعها ولكن ما إن شعرت بلمـ.سته عليها حتى فار جـ.سدها رافضاً ومستنكراً ما يحدث  ، التفتت فجأة وصفعته بيـ.دها الحرة على وجـ.نته صفعة قوية مفاجأة جعلته يتوقف لثوانى يستوعب ما حدث ،، حتى هي صدمت من فعلتها الجريئة تلك . 


انصدم ذلك الشاب لثوانى  ،،  فلم يتجرأ أحد طوال سنوات حياته على فعلتها حتى والديه ،  وقبل أن يمد يـ.ده ينوى صفعها كما فعلت حتى أن جـ.سدها أرسل اشارة للعقل أن يقوم بفرد درع حمايته والذي لم يكن سوى إغلاق عيـ.نيها وكرمشة وجـ.هها إستعدادا لما هو قادم . 


كان هذا البارد الحاد قد أشار بيـ.ده لإحدي رجاله القريب من موقعها أن يمنعه وبالفعل بدلاً من أن تنزل يـ.د هذا الشاب على وجنتها نزلت في قبضة هذا الرجل الذي تحدث لها فوراً وبترقب : 


- هيا خذيها وارحلى الآن . 


فتحت عيـ.نيها تطالعه بذهول ،، ودت لو تشكره وحقاً فعلتها وهي تسحب شقيقتها التى بدأت تفقد وعيها مردفة قبل أن تندفع بها للخارج : 


- شكراً لك . 


نجحت أخيراً في الخروج وأوقفت سيارة أجرة وغادرت من هذا المكان الردئ هي وتلك التى بدأت تسترخى وتنام على كتفيها بتعب . 


نظرت لها بغضب ،، ودت لو صفعتها هي بدلاً عن ذلك الشاب ولكنها تعلم أن الأمر معها لن يجدى نفعاً وعليها التأنى قليلاً والتصرف معها بحكمة  . 


تنهدت بقوة وهى تحمد ربها أن الأمر مر مرور الكرام وهى لا تعلم أنها أثارت مشاعر غريبة وجديدة داخل هذا الجـ.سد الذي لا يوجد به قلب كما يدعي  . 


عاد الرجل بعد أن عاقب الشاب الذي ود صفعها عقاباً يناسب ما فعله  . 


توقف أمام صقر الذي اشار له بيـ.ده فانحنى بالقرب منه ليسمع ماذا يريد . 


اقترب صقر من أذ نه وتحدث بثبات وبرود مُثلج قائلاً : 


- قبل أن تشرق شمس الصباح يكن في يـ.دي ملف يحمل أصغر تفاصيلها . 


بالطبع يقصد ناردين وهذا ما فهمه رجله ذو الملامح الإفريقية والبشرة السمراء . 


أومأ له إيماءة واحدة ثابتة وتحرك ليبدأ بالبحث عن تلك النارية ويجلب ما جاء به لسيده قبل الموعد المحدد  .


يُتبع..


إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة آية العربي من رواية ثري العشق والقـسوة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة