رواية جديدة حارس المقبرة لهالة محمد الجمسي - الفصل 19
رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة هالة محمد الجمسي
رواية حارس المقبرة
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل التاسع عشر
يقال أن الغرام حين يقع في القلب، محال أن يغادره حتى إذا أفلت العمر وانتهى يظل بين العظام ساكن لا يتحلل ولا يغادر، والحب من النظرة الأولى هي سهم غادر أصابت العاشق فظل بين فؤادة يتلظى به لا يستطيع أن ينتزعه من نياط القلب، وليس هو بميت حتى يرتاح من ويلاته، توقف الزمن مع وليد
حين شاهد الفتاة، تجمد كل شيء شعور غريب تسلل له شعور لا يستطيع أن يفسره ولا يستطيع في ذات الوقت أن يطرده بعيداً عن عقله، لماذا خفق قلبه بكل تلك القوى وهو يشاهد الفتاة الغامضة؟ كيف تعلق بها بكل هذا الجموح وهو لا يعرف عنها شيء؟ ولماذا شعر أن الفتاة هي طوق نجاته؟ هل هذا هو الحب الذي سمع كثيراً عنه؟ وإذا كان كذلك لماذا لم يخبره الآخرين أن الهوى قد تكون معضلة ومسألة حسابية لا يوجد لها حل؟ لماذا؟ لماذا لم يخبره الآخرين أن اللامنطق هو الحب؟ اللاوعي والوعي معاً هو الحب؟ الحقيقة والسراب، الصدق والكذب والممكن والمحال معاً، الخوف والأمان، أجل هو الخوف أن تغادر الفتاة المكان وتتركه في صقيع الحياة وحده يعاني والأمان وهو يشعر بالدفء في نظرته لها، نظرته إلى من ملكت عقله وروحه وخياله من نظرة واحدة، فقط نظرة واحدة قلبت كيان وليد رأس على عقب،شعر أن الكون قد خلا الإ منهم فقط، وأن مصدر الحياة هي، لهذا رفض أن يزيح بصره من على وجهها، وكأنها شمس أضاءت عالمه ومجرد أن يخفض بصره عنها سوف يحل الظلام والخراب دياره، لهذا فهو يتمنى أن يتجمد هنا الزمن، وتتوقف ساعات العالم
انتزع وليد من أفكاره صوت صالح وهو يقول:
_هل تسمع إلى ما تقول؟
نظر له وليد في صمت وهو غير منتبه إلى فحوى حديث صالح، ولكنه فهم أن صالح يشير إلى الفتاة، إذن الإشارة هي عنها، لهذا أنصت السمع وهو يشاهد الفتاة تقول في حسم
_أنا أحتاج مجموعة كبيرة من العمال
تساءل وليد عن نغمة الصوت الملائكية التي تنساب من فم الفتاة، أي ناقوس مخملي هذا الذي يصدح في جوارحه فيحيل شتاته إلى أمان؟ لا ريب أن عزف ملائكة هذا الذي جاء من الجنان
قال صالح وهو يجذب وليد مرة أخرى من أفكارة:
_وليد، إلا تريد العمل اليوم؟ المرأة تطلب المزيد من الرجال، هل تستمع إلى كلماتها ؟ في أي شيء أنت شارد؟ هل أنت بخير يا وليد؟
قال وليد وهو يحاول جاهداً أن يعطي كل تركيزة إلى صالح:
_حقاً! هل هي تريد منا العمل معها؟
هز صالح رأسه علامة التعجب والدهشة ثم قال في صوت به الكثير من التحذير:
_هل هي لهجة سخرية منك؟ وليد العمل لا يجب الأستهزاء به، أكل العيش لا يجب السخريه به
قال وليد في عجالة وهو ينفض التهمة عن ذاته، وقد ألمه أن يكون هو موضع أتهام في أمر خاص بها:
_لا، لا ولكن::
بتر عبارته فجأة حين قالت الفتاة وهي تشير لهم:
_وأنتم أيضاً أحتاج لكل منكم في عمل اليوم
شعر وليد بسعادة تظلل كيانه وهو يستمع لها وهي تشير لهم، كان شعور الفرح والسرور وقد خالطه شعور الحماس أيضاً، فلقد خالجه أحساس غريب أن الفتاة أنتبهت إلى وجوده في الكون، وما تطلبه يجب تنفيذه، تريده أن يكون في الجوار، إلى جوار العمال، أي مكان إلى جوارها هو جنة، حتى إذا كان يفصله عنها أمتار، حتى إذا كانت هي صاحبة السلطة وهو تابع، البقاء في قرب الأحبة حياة، البقاء إلى جوار الأحبة جنة،
أمر الأميرة مجاب سوف يكون هناك، يجب أن يكون هناك، حتى إذا لم ينقاضي أجر أو عمل في السخرة سنوات وسنوات يكفى أنها هناك، الأميرة تطلب وعليه أن ينفذ
❈-❈-❈
جذب صالح يد وليد يساعده أن ينهض وهو يقول في لهجة آمرة:
_يجب أن ننضم لهم، لماذا أنت متجمد هنا؟ هل أصابك داء النوم فجأة؟ هيا قبل أن ترفض وجودنا بعد أن شاهدت الكسل والخمول والتباطيء في مكوثنا هنا رغم تكرار الكلمات مرتان هيا بنا
أسرع وليد الخطى في إتجاه المجموعة التي تحيط بالفتاة،
وهو يقول:
_أجل أجل، الحق معك يا صالح، يجب أن تشاهد الفتاة الهمة والنشاط في عملنا
قال صالح وهو يواصل السير في سرعة:
_وزوجها أيضاً
شعر وليد بتيار كهرباء شديد الفولت يسير في قدمه من هول الصدمة، قال وهو يبتلع ريقه وشعور الخيبة يتسلل له:
_هل هو زوجها؟ هل الرجل زوجها؟ كيف عرفت هذا؟ هل أنت على معرفة سابقة بهم؟
قال صالح وهو ينظر الى وليد في نفاذ صبر:
_أنت غريب الأطوار هذا اليوم، أما صمت مطبق أو شرود تام أو عدم تركيز أو سخط أو اسئلة كثيرة لا فائدة منها ولا تسمن من جوع، من المؤكد أنك تعلم أن لا علاقة لي بها أو بالرجل أيضاً، وكيف لي أن أعرف مثل هؤلاء؟ لم أتعامل معهم من قبل، هي المرة الأولى التي اشاهدهم فيها هنا في هذا المكان، ولكن من باب التخمين فقط سوف يكون زوجها، والإ من يكون إذن؟
زفر وليد في ارتياح نظر إلى يدها الفتاه، مرر بصره يمين ويسار لم يجد أي من الخواتم أو الدبل تحيط بأي اصبع لهذا شعر بالراحة النفسية والاسترخاء ثم قال:
_لا ليس زوجها، ربما أخاها هذا هو التفسير الصحيح والصواب
قال صالح في صوت يحمل الدهشة:
_وكيف عرفت أنت؟ هل جاء لك بيان بهذا؟
توقفت كلمات كل من وليد وصالح حين إنضما إلى المجموعة، في حين نظرت الفتاة إلى الرجل وقالت:
_هذا العدد كاف يا هيثم بك، هذا العدد سوف ينهى المهمة اليوم
قال هيثم وهو ينظر نظرة إعجاب إلى الفتاة:
_كانت فكرتك رائعة يا ليان، وكذلك أختيارك
تمتم وليد في صوت خافت جداً:
_ليان ليان أسم رائع حقاً
كاد أن يجذب يد صالح حتى يخبره أن الفتاة ليست زوجته كما أخبره، ولكنه أقلع عن هذا،حين شاهد ليان تخرج هاتفها النقال من السيارة،وتقوم على إجراء مكالمة هاتفية، ثم قالت وهي تنظر إلى مجموعة الرجال:
_سوف يأتي أتوبيس حتى يقل الجميع إلى مكان العمل، فقط هي خمس دقائق وسوف يصل، أريد إنهاء المهمة اليوم، في نهاية اليوم سوف يحصل الجميع على أجورهم كاملة، إلى اللقاء
صعدت ليان إلى السيارة، وانطلق هيثم بها، شعر وليد بإنكسار حقيقي يغمر فؤاده، وشعر بحزن يسيطر على جوارحه، غريب ما يشعر به، غصة غريبة تنتاب قلبه، إنه احساس الخذلان الذي يواجهه الظمأن بعد عناء قحط في صحراء، بعد أن راودته الأماني أن المنال قد اقترب، أختفى مرة ثانية، أو هو مثل شعور الجائع الذي يضع أمامه بضع لقيمات وبمجرد أن تلمسها يده، تتبخر من أمام بصره، ويعود للروح الهذيان، ولكن يبقى الأمل حتى إذا كان مزيف هو من يعين الحالم على أوهامه، لقد تحدث وليد إلى ذاته أن ما هي الإ دقائق ويشاهد ليان مرة ثانية، حين يصل الأتوبيس إلى مكان العمل، لهذا فلقد أستسلم إلى الجلوس إلى جوار صالح، وهو يقنع ذاته أن اللقاء الثاني قريب جداً، لقد صدقت ليان حين قالت أن وسيلة النقل سوف تكون متواجدة خلال دقائق،ولقد كان، إذن هي صادقة، ما هي الإ لحظات حتى يشاهد فتاته فتاة أحلامه
❈-❈-❈
حين تستمع الى محب لا تظن أنك قد فهمت ما يمر به، فالهوي وصف ما به أصعب ما يكون، كثير من الأحساسيس قمة دقتها في أن تعيشها فقط دون أن تتفوه بكلمة
، وليد كان شاكراً إلى تلك الغفوة التي حصل عليها صالح وهما في الطريق إلى العمل، أسند رأسه إلى النافذة وظل يفكر في ليان، وإن عنف ذاته ووبخها بضع لحظات كيف لمشاعره أن تعود مرة أخرى إلى المراهقة وتصبح شديدة التعلق بتلك الدرجة؟ عنف ذاته يضع لحظات قد تكون أربع دقائق أو خمس فقط ولكنه أزاح هذا الشعور جانبا ً فهو لا يملك من أمره شيئاً، إنه لا يستطيع أن يتحكم في إرادته ولا يستطيع أن يعدل دفة قلبه حتى تعود إلى ما قبل، قبل أن يلقاها، لقد تم تحديد الزمن الحقيقي منذ رؤيتها، وهو لا يستطيع سوى أن يهدأ ذاته بأن بضع ساعات من النهار في حضرتها سوف تكتنزها الذاكرة سنوات وسنوات، أو ربما لن يأتي الغد، أجل هذا ما تمناه وليد أن لا يأتي الغد أن يصبح اليوم هو الواقع هو الاستمرارية،
توقفت السيارة أخيراً
توقفت أمام منزل قديم في إحدى الأحياء القديمة، تبلغ مساحة المنزل مائتان وتسعين متر، يقيم المنزل على واجهتين،والواجهتين خاليين تماماً من أي مشاهد عمران، فقط هو المنزل الذي يبدو مثل شخص ينظر عن بعد في أنتظار شخص ما أو رسالة ما، تدفق العمال في الوقوف أمام المنزل بعد الهبوط من وسيلة النقل، كانت سيارة السيد هيثم والسيدة ليان تقف إلى جوار المنزل، تبادل العمال الكلمات، علا الضجيج وساد في المكان هرج ومرج وفرط حركة من رفع ووضع ادوات العمل، في حين قال سائق الشاحنة وهو يطلب منهم الصمت:
_سوف أذهب حتى أبلغ البهوات بقدومي إلى هنا، لا أريد فعل احمق من أي فرد هنا، هو ليس سوق سوف تتبادلون فيه الأحاديث البالية، هنا عمل والذين بالداخل رجال أعمال، ويعطون أجر مجزي، ولكن وجب العمل في صمت واجتهاد وإخلاص، لذا يجب على الجميع التعامل بطريقة وأسلوب أهدأ من هذا
تبادل العمال النظرات ثم لاذوا بالصمت التام،في حين دلف السائق مسرعاً إلى المنزل، وبعد دقيقتين خرج السيد هيثم ترافقة ليان وبرفقتهم شخصين آخرين، كان الرجلين الآخرين يضعون قبعات ويرتدون كذلك نظارات تخفي معظم معالم الوجه وإن كان ظاهراً جداً للعين أن الرجلين قد تجاوزن الخمسين عاماً،رغم ذلك يتمتعون بأجساد وافرة بالصحة رغم الأجساد الممتلئة التي لا تعيق حركتهم
أشارت ليان إلى العمال قائلة:
_هيا إلى داخل المنزل، الجميع إلى الداخل
كان وليد قد حرص أن يكون في الصفوف الأولى من العمال والى جواره صالح حتى يحظى بقرب ليان، التي باشرت وهي تنظر إلى هيثم والاخرين :
_سوف نبلى حسناً اليوم أنا واثقة من هذا
حين دلف العمال إلى الداخل كانت الجدران مهدمة بالفعل، والمنزل خالي من كل الأثاث، ثمة منضدة مستطيلة تتوسط المنزل تحيط بها عدد من المقاعد وأعلى المناضدة عدد من الحقائب و الكتب والهواتف وجهاز تصوير، وجهاز حاسوب من الطراز الحديث، وعدد من الأوراق، أشارت ليان إلى العمال قائلة:
_أريد رفع كل تلك الأنقاض، ووضعها هناك أمام المنزل، سوف أجلس هنا وأي شيء يستدعى انتباه أي فرد هنا، عليه التوجه لنا
شرع العمال في العمل، في حين قالت ليان وهي تنظر إلى هيثم:
_لا داعي إلى هذا التوتر والقلق
قال هيثم وهو ينظر إلى الرجلين الآخرين خلسه:
_هم غير شرفاء، النوايا الخبيثة بين جوارحهم
ابتسمت ليان ثم قالت:
_لا تعطى الأمر أكثر مما يستحق، هي مجرد ساعات وينتهى كل شيء، أنها صفقة مثل الصفقات التي فعلتها السنوات الماضية، فقط اختلاف العملاء والشركاء هو ما يجعل الأمر غريب بعض الشيء
هز هيثم رأسه علامة النفي ثم تابع:
_أسلوب التهديد والوعيد لن أتغاضى عنه، يجب أن نقوم على تلقينهم درساً
قالت ليان وهي تنظر إلى الرجلين في إبتسامة عذبة ملائكية:
_لقد جهزت لهم نوع من العقاب الذي يستحقونه
قال هيثم في صوت به نبرة فرح وسرور:
_حقاً ما هو العقاب إذن يا ليان؟ عليك إخباري
قالت ليان وهي تنظر إلى الرجلين في هدوء:
_جيد أنهم لا يفهمون اللغة العربية، هذا أمر يجعل كل شيء تحت السيطرة
ثم نظرت إلى هيثم وتابعت:
_المال، مثل هؤلاء عقابهم هو المال، المبلغ المتفق عليه من الصفقة سوف يتضاعف، هيهات أن ينالوا الأمر سهل أبداً
زفر هيثم في ضيق:
_ظننت العقاب سوف يكون شيء أقسى من هذا
أعقبت ليان وهي تنظر إلى العمال:
_أي أمر آخر يشبه المخاطرة بالصفقة كلها، أخبرتك من قبل مثل تلك الصفقات يجب أن تتم في هدوء بعيد عن الصخب العقاب بها أيضاً يجب أن يكون راقياً مهذباً و باهظ الثمن
قال هيثم وهو يرتخي أكثر في مقعده:
_أنت حقاً عقل هيثم يا ليان، لا أعرف كيف كنت سوف أسير في هذة الحياة دونك؟ هدوئك يمتص روعنتي و عصبيتي ورجاحة عقلك تجعل الأمور في إتزان لدي
طيشي وجموحي يقابله ذكاء عبقري
يجعل كل شيء يتم في الصورة التي نرجوها
هتفت ليان وهي تنظر له في إعجاب:
_هكذا أنت تعترف أن ليان تستحق
هتف هيثم في لهجة تحمل تأكيد وثقة:
_أجل أعترف أنك تستحقين
قالت ليان في جذل:
_مكافأتي و النسبة إذن سوف تتضاعف هذا المرة
قال هيثم وهو ينظر لها بطرف عينيه:
_لا بأس إذن ضاعفي عقاب الأخوين، ومعها تعلو نسبتك
هتفت ليان وهي تبتسم:
_هنا أعترف أنا لك، هيثم يفوز في جميع الحالات أنت هنا الأذكي والأكبر نصيب في كل شيء كما يقال يا عزيزي أنت رجل تعرف تماماً من أين تؤكل الكتف؟
همس هيثم وهو ينظر لها في إعجاب شديد:
_أفكر بعد تلك الصفقة أن نفر أنا وأنت بعيد عن الضوضاء والضجيج ونغتنم عدة أيام في إحدى شواطيء باريس هل توافقين؟
ظهر على وجه ليان التفكير لحظة ثم تابعت:
_هل زوجتك لا تزال في تركيا؟
ظهر العبوس على وجه هيثم، ثم قال وهو يهز رأسه وكأنه ينفض وجودها من حياته:
_ أجل هذا صحيح هي هناك منذ خمس أيام، لن تعود سوى في مطلع العام الجديد،
قالت ليان وهي تنظر له في مكر:
_ إذن سوف تعود بعد عشر أيام فقط، امرأة جميلة مثل شذا زوجتك لماذا لا ترافقها في تلك الرحلة؟
قال هيثم وهو ينظر لها في ضيق:
_تعرفين تماماً أن زواجنا كان صفقة
هتفت ليان في هدوء:
صفقة ناجحة، عليك الإعتراف بهذا، تضاعفت ثروتك وزاد رصيدك في البنوك، وزادت اسمك ثقل
أغقب هيثم في صوت به الكثير من المراوغة:
_هل تحاولين الإفلات الآن؟ أنت معجبة بي، لقد قدمت لي عدة براهين على هذا، تم الأمر بيننا أكثر من مرة
هتفت ليان في هدوء وهي تحاول أن تبدو رابطة الجأش:
_بلا قيود أليس كذلك؟ لم تلزم ذاتك بأي شيء تجاهي، جعلت الأمر مثل نزوة عابرة، لقد تقبلت هذا الأمر لأنك لم تصفع يدي وأنت تطلب هذا،
يجب أن أعترف بهذا الأمر، ولكن لا يمكننا أن نستمر في هذا الوضع، أريد الحفاظ على آدميتي قليلاً،
أريد حفظ ماء الوجه،
هنا يجب الأكتفاء بأجواء العمل التي تحافظ على العلاقة بيننا، أنت رجل الأعمال الناجح وأنا سكرتيرة تابعة له
يتبع..