رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 14
قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الرابع عشر
صرخات العشق منزوعة من الروح
❈-❈-❈
شعرت آلاء بصدمة كبيرة تجتاح كل ذرة بداخلها بعد مكالمة عدي اللعينة التي بدلت حالها تمامًا مائة وثمانون درجة، أنفاسها تقل رويدًا رويدًا وكأن الهواء قد نفذ تمامًا من الغرفة حولها.
تشعر انها وقعت في مأزق كبير، فريسة وقعت في براثن وحش جائع يريد قتـ ـلها لم يكن سوى عدي، كل شئ بداخلها يرفض ذلك الحديث الذي تفوه به كيف تقتنع بخيانة عمر لها..
شعرت بغيمة سوداء أمام عينيها و قد اسودت الحياة حولها، لم تشعر بذاتها سوى وهي تنفصل عن العالم ، مغلقة عينيها بوهن، وضعف شديد، بملامح وجـ ـه شاحبة كشحوب المو'تى، وفرت الدماء هاربة من وجـ ـهها و جـ ـسدها بأكمله.
ظلت على حالتها تلك لم تشعر بالعالم الخارجي ولا أي شئ فاقدة لوعيها حتى عاد عمر.
دلف الغرفة بجـ ـسد مرهق بعد يوم طويل له في الشركة، لكنه وقف في دهشة عندما رآها و هي في تلك الحالة الهزيلة المؤلمة لقلبه، ملقاه فوق الفراش فاقدة لوعيها..
تسارعت دقات قلبه حتى أصبح يستمع اليهم بأذنيه، والخوف عليها تملك من قلبه هرول مسرعًا مقترب منها، بدأ يضربها بخفة فوق وجنتها في محاولة منه ليجعلها تستعيد وعيها، مردفًا بقلق وتوتر
:- آلاء... آلاء في ايه قومي طب أنتِ حاسة بيا.
كانت جميع محاولاته بلا جدوى حاول ان يسيطر على عقله والصدمة التي يشعر بها بداخله، شعر أن قلبه سيخرج من موضعه بسبب خوفه الشديد عليها نسبة الادرينالين ارتفعت في جـ ـسده بسبب رؤيته لها بتلك الهيئة الشاحبة.
بادر بحملها فوق ذراعيه و سار بها متعجلًا في لهفة وقلق متوجه نحو الخارج تحت تساؤل من الجميع المندهش ما أن رأوا هيئتها، لكنه تجاهل كل ذلك و وأسرع يضعها في سيارته فوق المقعد الأمامي حتى تكون بجانبه منطلق بسيارته بسرعة شديدة ليتوجه نحو المستشفى.
امسك يـ ـدها بين يـ ـديه بقلق شديد ورهبة من أن يحدث لها شئ
:- آلاء عشان خاطري فوقي... لو حاسة بحاجة ردي عليا..
لم يجد. منها أي رد، كان يدعي ربه أن تكون بخير، فهو لا يقوى على أن يعيش ثانية واحدة في حياته بدونها، هي كل شئ في حياته بل هي حياته بأكملها، هي ذلك الدافع القوي الذي يدفعه إلى الامام ليمضي في حياته بخطوات واثقة، كل شئ يفعله في حياته يكون بسببها وبسبب وجودها معه وبجانبه دائمًا..
في الفيلا الخاصة بعائلة السنماري حيث يوجد الجميع
تحدثت سناء بخوف شديد بعد رؤيتها لحالة آلاء
:- تامر اتصل على أخوك شوف راح فين بالظبط وروح وراه، وآلاء مالها إيه اللي حصل.
أيدت فريدة على الفور حديثها، متمتمة بقلق
:- ايوة يا تامر شوفه وروحله مينفعش يبقى لوحده في وقت زي دة.
اسرع يأومأ برأسه أمامًا، أخرج هاتفه من جيب سترته ليقوم بالإتصال على عمر الذي كان وصل المستشفى يجلس في الخارج منتظر خروج الطبيب الذي يفحصها.
رد على تامر بتعب وضعف شديد خوفًا من أن يكون حدث لها شئ
:- ايوة يا تامر، خير في إيه؟
أجابه تامر متسائلًا بتوتر
:- ايوه يا عمر أنتَ فين بالظبط روحتوا انهي مستشفى عشان اجيلك.
أردف بهدوء نسبي على عكس النيران المشتعلة بداخله
:- متقلقش يا تامر هي مفيهاش حاجة وانا خلاص الدكتور هيخرج ونجي المهم خلي بالك من ماما وطمنها ان آلاء كويسة مفيش حاجة مش مستاهلة أنك تيجي..
اغلق معه وهو مازال يقف أمام الغرفة التي يوجد بها آلاء شاعرًا بقلق شديد.
بينما التفت تامر إلى والدته وفريدة و اردف متحدثًا بهدوء لعله يخفض من توترهما
:- متقلقيش يا ماما وأنتِ كمان يا فريدة خلاص، عمر بيقول مفيش حاجة وهبجيبها و يجي على طول هي كويسة دلوقتي.
رفعت نغم شفتيها إلى أعلى بغيظ بسبب خوف والدتها الشديد على آلاء، تشعر بالغيرة الشديدة تشتعل بداخلها تتمنى أن تأخذ اهتمام الجميع بآلاء، فغيرتها وحقدها عليها جعلها تعمى عن رؤية اهتمام الجميع بها، والدتها، عمر، وتامر الجميع يهتم بها دائمًا لكنها لا ترى سوى اهتمامهم بآلاء و تعمي عن رؤية كل ذلك بسبب الحقد الذي يوجد بداخل قلبها..
خرج الطبيب من الغرفة بعدما فحص آلاء، اقترب عمر منه وأردف متسائلًا بقلق شديد
:- ها يا دكتور طمني، آلاء حالتها عاملة إيه، وإيه سبب اللي بيحصلها دة.
ابتسم الطبيب بهدوء قبل أن يرد عليه بعملية وجدية
:- متقلقش يا عمر بيه، المدام كويسة اللي حصل دة نتيجة صدمة انا معلقلها محلول يخلص وتقدر تتفضل أنتَ وهي بس يعني تحاول تقللوا الضغط عليها الفترة دي.
اومأ له عمر برأسه إلى الأمام وتوجه نحو الداخل، اشاحت ببصرها مبتعدة عنه هاربة بعينيها من نظراته، لا تريد أن تراه ولا تتحدث معه.
جلس فوق المقعد الذي وضعه بجانبها وظل يطالعها بنظرات تخترقها لكنها لأول مرة تجهل عن تفسير نظراته المصوبة نحوها لا تعلم أهي حزن عليها أم غضب منها؟! لأول مرة تجهل عن تفسير ما يشعر به تجاهها..
كان الصمت هو الشئ السائد بينهما، حتى قطعه عندما وضع يـ ـده فوق كتفها متسائلا بغموض
:- حاسة بإيه دلوقتي بقيتي أحسن؟
اهتز جـ ـسدها بعنف وانهمرت دموعها بغزارة، متمتمة بضعف تام
:- اوعي ايـ ـدك، اوعى ابعد عني مش عاوزة منك حاجة، ابعد عني.
اسرع مبتعد عنها بصمت ليجعلها تهدأ بعدما رأى حالتها التي تحولت منذ اقترابه منها.
انتهى الأمر وسار بها نحو الخارج وضع ذراعه فوق خـ ـصرها يساعدها في السير بعدما انتهى المحلول، و هو يحمد ربه بداخله على انها معه وبخير، ظل يطالع ملامحها بعشق شديد عينيها البنية الواقع في سحرهما ملامح وجهها الجميلة الذي لم يرى مثلهم في نظره هي ستظل الأجمل والأحلى من بين الجميع لكن ملامحها شاحبة باهتة.
ابتعدت عنه بضعف شديد متمتمة بضعف وخفوت
:- ا... ابعد عني هعرف امشي لوحدي متساعدنيش.
توجهت نحو السيارة بخطوات مجهدة بشدة، و لازال عقلها يفكر في حديث عدي عن خيانة عمر لها وتسليمها، كل شيء بداخلها يرفض تصديق حديث عدي، لكنه كيف علم بأمر الفيديو و الشركة الخاصة بعمر الذي سجلها باسمها تشعر انها كالطفلة التائهة.
عمر بطالعها باندهاش من تحولها المباغت له، تنهدت بصوت مسموع في محاولة منها لتوقف تلك الافكار السلبية السيئة التي تجتاح عقلها ليشرد عقلها في تلك الليلة الذي كانت قبل زواجهما، عندما أخبرها عمر فيها بكل ما يحدث وسبب ما يفعله معها..
❈-❈-❈
دلف عمر الغرفة الخاصة بها، فانتفضت واقفة أمامه وهي تطالعه بغضب شديد، لازالت تتذكر انه يهددها بذلك الفيديو الذي معه حتى تتزوجه؛ لذلك اردفت تتحدث بحدة شديدة لم يعتاد هو عليها
:- في ايه يا عمر عاوز إيه مني تاني؟
اقترب منها جالسًا فوق الفراش ثم اشار اليها بيده ان تجلس قبالته، فجلست وهي تضع ساق فوق ساقها الآخر بضيق وملامح وجه مقتضبة ابتسم على غضبها الظاهر عليها وعلى ملامحها ثم اردف يتحدث معها بهدوء حتى يشرح لها الأمر
:- بصي يا لولي طبعا أنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه وحقيقي عمري ما هحب حد زيك ولا نهى ولا بتاع انتي اكيد واثقة في حاجة زي كدة صح؟
حركت رأسها نافية ثم ردت تجيبه بجدية صارمة وهي تعقد ذراعيها أمام صـ ـدرها
:- لأ والله معرفش حاجة أنتَ أدرى، جاي دلوقتي عاوز إيه مني بقى.
تنهد بصوت مسموع من إجابتها الذي لم تعجبه ثم أردف بعدها بجدية حانية وهو يمسك كفها ضاغط عليه بحنان وعشق شديد
:- بصي يا لولي اللي عرفته من فترة من قبل موت خالي الله يرحمه أن نهى متفقة مع عدي، عدي دة اكبر منافس ليا زي ما أنتِ عارفة بس هو الحوار مش حوار شغل بس لأ هو عاوز ينهي اسم السنماري من المجال تماما، وطبعا عارف أن انا اساس كل حاجة فعاوز ينهيني أنا وبكدة هو واثق ومتأكد مية في المية أن كل حاجة هتنتهي وطبعا دور على نقطة يدخلي منها مكنش في غيرك يا لولي ونهى اتفقت معاه وساعدته كانت بتجيبله جميع اخبارك وأنتِ بتحكيلها كل حاجة يا آلاء للأسف قولتلك مية مرة كدة ابعدي عنها يا آلاء طبعا مكنتيش بتسمعي كلامي، لقيتهم خلاص بيخططوا خطوة لقدام وكان عاوز نهى تاخدك في شقة مشبوهة و ينقبض عليكي هناك بتهمة كزيسة مقدرش اطلعك منها وهو عارف و متاأكد أن بكدة انا ممكن اموت فيها عشان أنتِ روحي كلها، فقررت أنا اللي العب عليهم ابين إنك مش هاماني واخليني مع نهى وتوصله كل اللي انا عاوز اوصلهوله لغاية ما لقيت حضرتك راحة تشتغلي عنده وبرضو حاولت امنعك مرضتيش يا آلاء وفي الآخر رايحة تساعديه في شغل بطرق زفت زيه وجاية تقوليلي هيتجوزك طبعا أنا مهمنيش كل حاجة ووقفت كل اللي بعمله وسيبت نهى و عرفوا كل حاجة.
شعرت بصدمة شديدة تجتاح كل ذرة بداخلها لا يمكن أن تصدق أن من الممكن أن يحدث شئ هكذا، هل هي كانت بكل ذلك الغباء لينجح الجميع في خداعها واستغلالها، لكنه لماذا لم يخبرها بكل ذلك من البداية؟! حتى تفهم ما يحدث حولها، لماذا جعلها تظن انه يحب نهى ويجـ ـرجها؟
تمتمت متسائلة بصدمة ودهشة شديدة
:- طب ليه يا عمر، ليه محكتليش كل دة من الأول أنتَ عارف أنا بسببك حسيت بإيه ولا إيه اللي حصلي، عارف ولا لأ؟
اومأ لها برأسه أمامًا بتفهم يعلم جيدا ما كانت تمر به، لمنه قد فعل ذلك من دون أن تعلم حتى لا يحدث لها اي شئ، لذلك رد عليها بهدوء
:- كنت خايف يا لولي عليكي وخاصة إنك عنيدة و ومش بتسمعي كلامي اصلا وبتتصرفي من دماغك فخوفت أحسن يحصلك حاجة، آلاء حقيقي انا حياتي كلها متسواش حاجة من غير وجودك أنتِ فعلا حياتي وكل حاجة ليا.
تشعر أن قلبها يتراقص بداخلها على كلماته التي تطربه بسعادة تشعر أن حديثه كالترانيم السعيدة التي تجعل قلبها يفرح ويسعد بشدة جاهدت بشدة ان تكتم مشاعرها التي كانت ستعبر عن سعادتها وعشقها الشديد اليه، روحها ترتبط بروحه، قلبها بنبض بعشقه الذي تغلغل بداخله منذ الصغر، اغمضت عينيها تهرب من بحور عينيه ثم تمتمت بصوت ضعيف خافت مدعية الجدية
:- عمر اتفضل اطلع برة لو سمحت، انا تعبانة عاوزة ارتاح شوية.
اوما له برأسه إلى الأمام ونهض يترك إياها بمفردها كما تريد لكنه قبل ان يخرج من الغرفة اردف متحدثًا بعشق شديد
:- لولي أنا بحبك اوي وعمري ما هحب حد زيك ولا قدك.
انهى جملته وخرج من الغرفة تارك إياها بمفردها تشعر أنها كالفراشة التي تطير في السماء بألوان زاهية قلبها يرفرف وكأنه سيتركها ويذهب خلفه أو يطير في السماء تشعر أن الحياة حولها بدأت تتلون مجددا، وتعود كما كانت في السابق بدلا من اللون الاسود الذي كانت تشعر به يملأ حياتها بأكملها، كانت ترى كل شئ باهت بلا نفع، لكنها الآن اصبحت ترى كل ما حولها يزهو ويلمع من جديد، لم تترك الأمر يمضي بتلك السهولة فهو جر'حها بشدة وتصرف من دون أن يفكر بها وبماذا ستشعر؟!
نعم فعل كل ذلك من أجلها لكنها لن تصمت اذا كان في يـ ـده أن يخبرها بكل شئ لماذا لم يفعل ذلك؟
هو اختار الطريق الأصعب بالنسبة لها؛ لذلك قررت ألا تصمت وستظل تتعامل معه كما كانت..
❈-❈-❈
فاقت من شرودها من ذلك اليوم الذي أخبرها فيه كل ما يحدث حولها على صوته وهو يغمغم بجدية صارمة بعدما فتح لها باب السيارة
:- يلا يا آلاء انزلي وصلنا البيت أهو.
لا تعلم كيف و متى وصلت المنزل، لكنها ترجلت من السيارة بهدوء وذهن شارد، وجدت الجميع في انتظارها اقتربت سناء منها وجذبتها داخل حضنها بحنو وقلق شديد، وأردفت متسائلة بقلق وخوفة
:- في إيه يا حبيبتي مالك، إيه اللي حصلك ؟
ابتسمت آلاء في وجهها بحب لرؤيتها لإهتمامها الواضح عليها، وتمتمت ترد عليها بهدوء لتجعلها تطمئن
:- مفيش يا عمتو متقلقيش عليا...أنا كويسة أهو.
اقتربت فريدة منها و وتمتمت مردفة بحب
:- الف سلامة عليكي يا حبيبتي اطلعي ارتاحي فوق شوية.
بالفعل صعدت آلاء بصحبة عمر متوجهة صوب غرفتهما استوقفته قائلة له بتوتر وضعف
:- ع... عمر انا عاوزة اقعد في اوضتي القديمة.
زجرها بعنف واحتدت نظراته المصوبة نحوها من أعلاها إلى ادناها، مغمغمًا بحدة يضغط فوق كل حرف يتفوهه
:- بقولك إيه بلاش جنان بقى، أنا مش فاهم ايه لازمة اللي بتعمليه دة يلا يا آلاء نروح اوضتنا بلاش هبل بقى.
حركت رأسها نافية، وتحدثت مردفة بإصرار
:- لا يا عمر هبقى مرتاحه هناك اكتر، مفيهاش حاجة دي يعني.
ضغط فوق معصمها جاذبًا إياها خلفه بقوة، متمتمًا بعصبية حادة
:- دة جنان اللي بيحصل دة جنان وأنا مش هسمح بيه يا آلاء، كفاية على كدة.
سار بها نحو غرفتهما عنوة عنها رغم اعتراضها لكنه لم يبالي ولم يعطِ لإعتراضها أي أهمية، كان يجلس طوال الوقت في صمت تام لم يوجه لها أي كلمة ولم تتحدث معه هي الآخرى، بداخل عقل كل واحد منهما يوجد العديد من الافكار والتساؤولات المختلفة، عقلهما يطلب منهما الرحمة كل واحد منهما يجلد عقله بسوط قوي وهو افكارهما الحادة اللعينة التي يفكر بها كل شخص.
اقترب منها عمر محاولًا أن يحافظ على هدوءه، يتحدث معها بهدوء وتعقل
:- آلاء بهدوء كدة يا حبيبتي قوليلي في إيه وأعرفي إن أنا أكتر واحد عاوز مصلحتك في الحياة أنا مش بس جوزك أنا حبيبك وكل حاجة ليكي زي ما أنتِ كل حاحة ليا حقيقي مستعد أهد الدنيا بس اعرف في إيه وأنا همحي كل حاجة مزعلاكي صدقيني لكن منظرك دة واللي مخبياه عني مينفعش عقلي عمال يودي ويجيب.
حركت رأسها نافية بتوتر وردت عليه بكذب و هي تغمض عينيها هاربة منه ومن نظراته التي تضعفها
:- مفيش حاجة يا عمر صدقني مفيش حاجة ممكن تطفي النور عشان تعبانة وعاوزة ارتاح شوية مش عاوزة اتكلم ولا عاوزة اسمع حاجة أنتَ مش جيبتني الاوضة هنا وعملت اللي عاوزه.
طالعها بغيظ شديد وسار يغلق الضوء على مضص متوجهًا نحو الشرفة يلتقط أنفاسه بصوت مسموع وغضب شديد، كور قبضة يده و ظل يلكم الحائط بقوة شديدة لعله يهدأ من ذروة الغضب التي تجتاحه بداخله غضب يدمر عالم بأكمله.
اغمضت آلاء عينيها وسالت دموعها فوق وجنتيها بضعف شديد مازالت مشاعرها بداخلها مشتتة لكن كل ما تعلمه انها تعشقه تعشق عمر بشدة وهو اهم من النفس الذي تلتقطه في حياتها هو اهم من حياتها باكملها، تخشى أن يكون حديث عدي صحيحًا، تمنت لو ان لديها الجراءة حتى تنهض و تمنعه من غضبه الذي يخرجه على ذاته لكنها منعت ذاتها بصعوبة بالغة..
❈-❈-❈
داخل الغرفة الخاصة بتامر وفريدة
اقترب تامر من فريدة محتضن إياها من الخلف بعشق شديد ثم همس داخل أذنها بشغف عاشقة
:- بحبك يا ديدا بموت فيكي أوي بجد.
اتسعت ابتسامتها تزين جميع ملامح وجهها الهادئ، طالعته بعسليتيها بعشق هي الأخرى، ثم ردت عليه بهدوء وخجل شديد
:- وأنا كمان بحبك يا تامر ربنا يديمك ليا ولبنتنا الجاية بجد مبسوطة أوي بحياتنا وعاوزة نفضل على طول كدة، عاوزاك تفضل جنبي دايما.
شدد من احتضانه عليها، ورد يجيبها بحنو وسعادة حقيقية تغمر قلبه بأكمله
:- وعد مني يا قلبي إني هفضل جنبك على طول بجد يا فريدة أنتِ احلى حاجة حصلتلي وعمري ما هلاقي زيك خالص أنا محظوظ أوي بيكي.
دفنت وجهها في عتقه بخجل شديد، وقد كسا اللزن الأحمر وحنتيها فزادها جمالا بشدة، وتحدثت بخفوت خجل شديد
:- بـ... بس بقى يا تامر..
لثم وجنتها بحنو شديد وعشق تغلغل في أوردته من دون إرادته، ثم حملها فوق زراعيه ووضعها فوق الفراش بهدوء شديد وهو يوزع فوق وجهها قبلات متفرقة رقيقة، ويده فوق خصرها بقوة يقربها منه أكثر حتى تخالطت أنفاسهما معًا بعشق جارف، التقط شفتيها بين شفتيه بنهم وحرارة عاشقة بينهما وقد كانت مشاعرهما هي الأقوى من كل شئ هي المسيطرة عليهما في تلك الحرب العاشقة.
في منتصف الليل...
استيقظ تامر على صوت رنين هاتفه طالع الهاتف بضيق عندما رأى انه كان اتصال من بسملة وقد أرسلت اليه عدة رسائل على الهاتف، فنهض مسرعًا يبتعد عن فريدة حتى لا تعلم شئ، و توجه داخل المرحاض حتى لا يصل إلى فريدة اي حديث يدور بينهما.
اردفت بسملة متحدثة بانتصار عندما وجدته يدق هو عليها
:- كنت واثقة إنك هتتصل يا تيمو أنا حبيبة قلبك طبعا وعمرك ما هتقدر تستغنى عني بالسهولة دي.
أغمض عينيه بضيق شديد، ثم رد عليها باستسلام، شاعرًا بالغضب يغمره من كل ما يحدث
:- ماشي يا بسملة استنيني بكرة في المطعم اللي بنتقابل فيه دايمًا.
اغلق معها المكالمة سريعًا بعدما انهى حديثه معها، يشعر بالضيق، عاد ينام بحانب فريدة و هو غاضب من نفسه بشدة يطالعها بحزن يشعر بأنها ليس لها ذنب فيما يفعله هو لا يريد ان يجرحها مجددا بعدما امنت له وأحبته بشدة وبنوا احلامهما سويًا...
❈-❈-❈
في الصباح تفاجات الاء بعودة عمر مرة أخرى بعدما ذهب، ولج الغرفة بوجه مكهفر غاضب، الشرر يتطاير من عينيه، من يراه يقسم أنه سيقـ ـتل أحد بالتأكيد، عروقه منتفخة بارزة من ضراوة الغضب المشتعل بداخله، نيران متأهبة تشتعل في كل ذرة به، سار مقتربًا من الفراش التي تجلس فوقه...
انكمشت فوق ذاتها برعب عالمة أنه سيصب غضبه بها لأنها بكل بساطة هي السبب فيه، تراجعت الى الخلف فوق الفراش كلما وجدته يقترب منها أسرع يقبض فوق ذراعها بقوة آلمتها جعلتها تصرخ بألم
:- آه آه عمر اوعا إيدك سيبني او..
قبل أن تكمل جملتها وجدت صفعة قوية حادة هوت فوق وجنتها جعلت رأسها تلتف صوب الجهة الأخرى، واستكمل عمر حديثه بغضب عارم غير مبالي لدموعها التي تنهمر فوق وجنتيها
:- أنا مش هسيبك بعد اللي حصل دة خلاص انسي، عمر الللي بيمـ ـوت فيكي مبقاش موجود خلاص من انهاردة هتشوفي واحد جديد هتكـ ـرهي نفسك بسبب اللي هعمله فيكي، هخليكي تتمنى المـ ـوت عشان تعرفي تخونيني كويس يا آلاء.
كادت تتحدث لترد عليه لكنها تلقت صفعة أخرى أشد مما تسبقها صارخًا بها بعنف وغضب يعميه
:- بتخونيني يا آلاء طب ليه...ليه أنا عملتلك إيه عشان تعملي كدة والله ما هسيبك خلاص انسي، أنا بكـ ـرهك يا آلاء بكـ ـرهك من انهاردة هتشوفي اللي مشوفتيهوش مني في حياتك كلها..
صرخت بألم حاولت أن تخلص ذاتها من بين قبضته لتبتعد عن براثنه التي تعميه، لكنه كان محكم قبضته فوق ذراعها، فتمتمت باكية بنبرة ضعيفة خافتة
:- عـ... عمر خلاص خلاص سيبني كفاية كدة، معملتش حاجة والله ما عملت حاجة سيبني، أنتَ من امتى كدة.
قبض فوق خصلات شعرها بغضب كاد أن يقتلعهم في يديه، ورد بغضب مميت كالجحيم
:- من دلوقتي بقيت كدة من دلوقتي وأنتِ السبب يا آلاء أنتِ السبب في كل اللي هيحصلك مني وعلى ايدي، على قد ما بحبك أنا دلوقتي بكـ ـرهك يا آلاء بكـ ـرهك..
أغمضت عينيها بألم والضعف والدموع تنهمر كالشلال تمتمت باسمه بضعف من بين شفتيها المرتعشتين بضعف وخوف
:- عـ... عـمـر خلاص كفاية أنا معملتش حاجة والله، خلاص سيبني كفاية..
كانت تتوسله بجميع طاقتها ألا يفعل ما ينوى عليه، تخبره بأنها لا تفعل شئ هو فهم الأمر خطأ لكنه بلا جدوى، لازال مستمر في تسديد ضرباته لها حتى انهمكت طاقتها وخارت قوتها، تمتمت ببكاء شديد وقهر
:- عمر كفاية ابوس ايدك كفاية إيه اللي بتعمله دة أنا معملتش حاجة، أنا بحبك مش عاوزة اكـ ـرهك يا عمر بلاش تعمل كدة.
صفعة قوية مجددًا هوت فوق وجنتها بقوة جعلت الدماء تسيل من فمها وأنفها من شدة صفعته لها، كرر فعلته عدة مرات متتالية..
اعتلت صرخاتها حتى اختفى صوتها تمامًا وجميع أحبالها الصوتية قد عُقدت معًا، لف شعرها فوق قبضته بقوة يجرها منه أرضًا بعصبية ملقيها بقوة أرضًا جعل جسدها يرتطم ارضًا بقوة..
وجدته يزيل ثيابه عن جسده بغضب عارم يغمره وقف أمامها عـ ـاري مقتربًا منها بقوة جعلت الرعب يتملك من قلبها.
عادت إلى الخلف بخوف شديد، والدموع لم تتوقف من عينيها متمتمة بخوف لعلها تجعله يبتعد عما ينوى فعله
:- إيه دة اوعي يا عمر لأ لأ مش عاوزة كدة والله ما خونتك بس بلاش تعمل كدة غصب هموت والله أنا معملتش حاجة..
لم يستمع إليها وإلى أي حرف تتفوه به، بل جذبها من ساقها بقوة يقربها منه اكثر واقترب منها ذلك المرة بقسوة ألمتها جعلتها تبكي متوسلة إياه ليبتعد عنها من بين شهقاتها لكنه لن يهتم لحالها
:- عمر عشان خاطري ابعد، ابعد كفاية كدة كـفـ...ـاية.
صاح مزمجرًا بغضب، وصرخ بها بعنف وحدة
:- لأ مش كفاية يا زبـ ـالة مش كفاية انا هندمك على اللي حصل كله، هندمك هخليكي تتمنى المـ ـوت بجد.
كانت تحاول بقوة قوتها أن تبعده عنها، تتحرك بعنف أسفله لتجبره على الإبتعاد، تقاومه بكل ما تستطع لكن هيهات فمقاومتها لم تعي شئ بجانب غضبه، ضغط فوق يديها بقسوة ليجعلها تتوقف تمامًا عن المقاومة ويفعل بها ما يريد.
كان يقبلها بقسوة شديدة وكأنه ينتقم من كل ما يحدث بها، يقبلها بقوة ويصل إلى مذاقه دماء شفتيها من قوة ما يفعله بها لكنه لم يبالي ولم يهتم بها ولا بألمها مقررًا سحق المها وروحها تمامًا ليعاقبها على خيـانتها له وهي تصرخ تقسم له أنها لم تخونه تترجاه أن يتركها
:- عمر كفاية ابوس ايدك كفاية مش قادرة ابعد عني..
كان يقبلها بعنف تشعر أن قبلاته الجمر الملتهب الذي يحرقها ويحرق روحها، ينهش في جسدها بقسوة غير مبالي لما تشعر به، تصرخ بصرخات عالية مرتفعة حتى اختفى صوتها بداخلها والصراخ قد انتهى معلنًا نهاية روحها التي يعلمها تمتتمت بضعف تام بعدما انتهت قوتها وخارت، هامسة بأسمه لعله يرحمها وينهي ما يفعله بها
:- عـ... عـمـر أنا بموت..
كان لم يهمه شئ يترك بصماته عليها بعنف لتظل متذكرة ما حدث تلك الليلة عندما خانته بها، يريد أن يظل ذلك اليوم محفور داخل ذاكرتها لتندم على فعلتها..
بالطبع لم يبتعد ولم يهتم بدموعها بل تعامل بقوة وشدة أكثر، فأغمضت عينيها بضعف والدموع تسيل كالشلال منهما، بعض الدماء ايضا تسيل اثر صفعاته القوية لها، لكنه لم يهتم لحالها ولا لأي شئ سوى الإنتقام منها..
يُتبع
إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية