-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 20

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل العشرون



أبشعُ أنواعَ الخَيباتِ وأصعبُها هي التي نتلقَّاها غدراً علي أيـ.ـادي مَن كُنَّا نظُنُّهم لنا الدُنيا وما فِيها،عِندما يُزاحُ الستارَ عنِ الوهمِ وتُصْدَمُ رأسنا بجدارِ الواقعِ المَرِيرِ،لنبدأُ حينها بخوضِ أصعبُ معاركَنا،معركةَ العقلِ الذي صُدِمَ بالحقيقةِ المُرَّةِ، والقلبُ الذي يَأْبَى تصديقَها .


خواطر عُمر المغربي

بقلمي روز أمين


داخل أحد أشهر النوادي الليلية المتواجدة بمحافظة الأسكندرية،حيثُ الأصوات الصَاخبة والأنوار العالية بألوانها الحمراء التي تطغي علي المكان بأكملة وتُشوش علي الرؤية الواضحة به


دلف عُمر يتأبط لمار التي تتحرك بجانبهِ بكُل حيوية،ترتدي ثياباً عصرية مُتحررة،جونلة بالكاد تصل لنصف فخـ.ـديها يعتـ.ـليها 

كَنزة ضيقة بدون أكمام،إقْبل عليهما مالك المكان الذي تعرف عليهما في الحال ويرجع ذلك لترددهُما الدائم علي المكان


هتف عالياً بصَخب ليسمعاه وسط عُلُوّ الأصوات وأختلاطها وتحدث مُرحباً بهما:

-أهلاً وسهلاً بالباشا الصُغير والهانم،نورتوا الـ Night Club يا عُمر بيه


إبتسامة عريضة خرجت منه بينت صفيّ أسنانه البيضاء وتحدث وهو يهز رأسهُ بإستحسان:

فاروق Thanks-


قال كلمته وتحرك هو ولمار خلف ذاك الفاروق الذي أوصلهما إلي إحدي الطاولات وتحدث بما يُرددهُ لكُل زائر:

-إتفضل يا باشا،أنا نقيت لك أحسن تربيزة عندي،التربيزة دي ما بيقعدش عليها غير البشوات


تحدث شاكراً: 

-متشكر يا فاروق


العفو يا باشا،أنا هبعت لكم الويتر يشوف طلباتكم حالاً...هكذا تحدث قبل أن يُشير إلي العامل ويتحرك مُنصرفاً ليُتابع زبائن المكان المُوردين عليه 


دارت بعيناها في المكان تتفقدهُ بترقُب شديد ثم وقعت عيناها علي المكان الخاص بالرقص وتحدثت بإنتشاء: 

-المكان تُحفة يا موري


عَقب علي حديثها بإنتشاء: 

-تُحفة علشان وجودك فيه يا حبيبتي 


إبتسمت له وأمـ.ـسكت كف يـ.ـده وضغطت عليها كنوعٍ من الشُكر قابلها هو بسعادة هائلة،جلب لهما العامل مشروباً بارداً وبدأ يتناولاه وهما يتحدثان ويتطلعان علي المكان بنشـ.ـوة،كانت تُنشط المكان بعيناها وفجأة توقفت عندما رأت سيدة أربعينية تتحرك في طريقها إلي الحمام


هبت واقفة ثم تحدثت قائلة بدلال: 

-هادخل الحمام أظبط الميكب وارجع لك يا بيبي


ما تتاخريش عليا يا قلبي علشان بتوحشيني...كلمات عاشقة نطق بها ذاك المُحب المخدوع


إبتسمت لهُ تلك الماكرة بوجهٍ مُبتهج وما أن أدارت لهُ ظَـ.ـهرها حتي إكفهرت ملامحها وتجمدت وتابعت تحرُكها بطريقها إلي الحمام حتي وصلت،وجدت إمرأة تقف خارج الحمام تابعة لهم،نظرت لها وأومأت وبعد دخول لمار أوصَدت باب الحمام جيداً وتحدثت بأسف إلي إحدي الفتيات التي كانت تقترب وتتأهب لدخول الحمام: 

-معلش يا أنسة،الحمام عطلان والصيانة جوة،ربع ساعة بالكتير وهيشتغل


نظرت لها الفتاة بأسي وتحركت عائدة من جديد من حيثُ أتت،دلفت لمار وسارت نحو الحوض وقامت بفتح صِنبور المياة وبدأت بإغتسال يـ.ـداها ثم أخرجت من حقيبتها أدوات زينتها وبدأت بوضعها وهي تنظر في إنعكاس المرأة بترقُب شديد،خرجت تلك السيدة التي رأتها بالخارج من داخل الحمام ثم سارت حتي جاورتها وفتحت صنبور المياه وتحدثت وهي تنظر لإنعكاس وجهها في المرأة بعدما تأكدت من خِلو المكان: 

-إيه الأخبار؟ 


نطقت بنبرة جادة وكأنها جهاز ألي مُبرمج: 

-كله ماشي كويس،العيلة كُلها ما بقاش فيها حد طايق التاني،الراجل الكبير ومراته ومرات أخوه عملوا مُشكلة كبيرة النهاردة الصُبح وشكل الدُنيا وِلْعت بينهم،لأن مِراته خرجت من الجناح الخاص بيها وبجوزها،وسِكنت في جِناح جنب الوَحش


وابتسمت ساخرة واردفت بتفاخر: 

-بصراحة السِت الكبيرة طلعت أتفه مما تخيلت وما تعبتنيش معاها،كلمتين مني ولعوها من ناحية مرات أخوه وشكلها راحت هددتها لدرجة إن التانية وِقعت من طولها

واردفت شارحة بعملية: 

-المهم إن التفرقة اللي إحنا عاوزينها حصلت،لأن الغدا إتعمل في البيت النهاردة بعيد عن مركز تجمُع العيلة،ده غير الوَحش ومراته واخوه،تقدري تقولي إن كُلهم شِبه مقاطعين بعض


عقبت المرأة علي حديثها باستحسان: 

-هايل،أهم حاجة تاخدي بالك كويس وإنتِ بتراقبيهم علشان ماحدش ياخد باله منك وتنكشفي 


بسرعة عقبت شارحة: 

-ما تقلقيش،أنا طول الوقت اللي بقضيه لوحدي ببقي واقفة ورا باب جناحي براقبهم من غير ما حد يحِـ.ـس،وكمان الشغالة الفلبينية اللي منال بتثق فيها لسانها فالت وتبيع أبوها علشان كَام دُولار


واستطردت بإبتسامة ساخرة: 

-أنا مفهماها إني بحب منال أوي،وإني حابة أعرف كُل حاجة عنها علشان أتقرب منها وأعرف أخليها تحبني وتفضلني عن باقي مرتات ولادها التانيين،والمُغفلة مصدقة وبتمدني بكُل الأخبار اللي بتقـ.ـاتل علشان تعرفها،ده طبعاً مُقابل الفلوس اللي بتقلبني فيها كُل مرة تجيب لي خبر يستاهل،وده بيشجعها أكتر ويخليها تبذل أقصي ما عندها علشان تجيب لي الأخبار وتستفيد 


أومأت المرأة باستجواد وأردفت: 

-براڤوا لمار،إنتِ كدة ماشية كويس والموضوع دخل في الجد خلاص،أنا هابلغ عزيز بالأخبار الجديدة وأكيد هيبلغ القيادات وهيصرفوا لك مكافأة كبيرة علي مجهودك 


تغيرت ملامح وجهها ثم زفرت بضيق وتحدثت بتَبَرُّم:

-أنا مش عاوزة مكافأت تاني،كفاية عليا اللي أخدته والمكافاة الكبيرة اللي هاخدها في نهاية العملية 


واستطردت بتمني ونظرات مُترجية: 

-أنا كُل اللي بتمناه هو إني أخْلص من المُهمة دي وأخرج من بيت الأفاعي من غير ما أتإذي من سِمهُم،نفسي أرجع لحياتي الطبيعية واعيش من غير خوف ولا قلق


واستطردت بإرتياب ورُعب ظهر بَيِنّ فوق ملامح وجهها: 

-انا الكوابيس ما بتسبنيش ولا ليلة،كُل يوم بحلم بالوحَش وهو دايس بجزمته علي رقبتي وبيضغط عليها لحد ما روحي بتطلع تحت جزمته 


واسترسلت بصوتٍ خَائِر الْقُوَى:

-بلغيهم إني خلاص مش قادرة أتحمل نظراته الغريبة ليا هو وأبوه


وأكملت بارتعاب: 

-إنتِ مش مُتخيلة الكابوس اللي أنا عايشة فيه،أنا بموت في اليوم مية مرة من كُتر رُعبي منهم


ماحدش هيقدر يلمـ.ـس شعرة واحدة منك لو إنكشفتي،إنتِ ناسية ولا إيه؟...جُملة مُطمأنة نطقت بها المرأة وهي تنظر إليها بثقة عالية لتُذكرها بأمرٍ ما


تنفست لمار عالياً وتحدثت بملامح غير مُطمإنة: 

-إنتِ بتقولي كدة علشان ما تعرفيش الناس دي كويس،لكن أنا عيشت معاهم وعاشرتهم،الناس دي جبارة ومالهومش ماسكة،الوَحش مش هايرحمني لو وقِعت تحت أديه


أردفت المرأة بطمأنة قوية:

-ما تخافيش قُلت لك،إحنا زرعناكِ في وسطهم فوق التلات سنين وماطلبناش منك حاجة تُثير شكوكهم من ناحيتك لحد ما خلناهم وثقوا فيكِ لدرجة كبيرة،وبالنسبة لنظرات الوَحش وأبوه فدا تصرف طبيعي جداً وراجع لطبيعة شُغلهم


واسترسلت بعملية لطمأنتها: 

-إنتِ عميل مُهم ولازم تبقي واثقة إن المنظمة وشركائهم لا يمكن يضحوا بيكِ،إحنا عِنِينا عليكِ طول الوقت ورجالتنا دايماً حواليكِ،ما فيش داعي للقلق والاستعجال علشان نقدر نوصل للنتيجة اللي إحنا عاوزينها من غير ما نخسر أي شئ 


ثم سألتها المرأة من جديد:

-هو لسة زارع لك جهاز التصنُت فى أوضتك ولا شاله؟


أجابتها بإبانة: 

-لسة موجود،كشفت عليه بالجهاز اللي إدهولي عزيز في أخر زيارة ليا في لندن ولقيته لسة مكانه 


جحظت عيناي المرأة وتحدثت بإرتياب:

-هو أنتِ لسة مُحتفظة بالجهاز ده معاكِ؟ 


علي عُجالة أجابتها بطمأنة: 

-ما تقلقيش،أنا شيلاه فى بطانة چاكيت من بتوع عُمر،يعني ماحدش هيتوقع مكانه

واردفت ساخرة: 

-كويس إن الباشا الصُغير طلع بيخجل وبيغير علي أخوه وعَرضه،وإلا كان زرع لي كاميرا في أوضة النوم ووقتها ما كنتش عرفت حتي أتنفس


زفرت بضيق وتحدثت:

-أنا لازم أخرج حالاً علشان عُمر ما يقلقش وكمان علشان ما نثيرش الشكوك في المكان


أومأت لها وخرجت كلتاهُما تحت نظرات ذاك المُراقب لهما من خلف شاشة المراقبة الموضوعة أمامهُ والموصلة بكاميرات مراقبة داخل الحمامات بناءاً علي تعليمات ياسين 


فلاش باك.. قبل وقتنا الحالي بحوالي ساعتان،أثناء ما كان جالساً بصُحبة خاله وعائلتهْ جائتهُ مُكالمة هاتفية،رد عليها قائلاً: 

-أيوة يا عامر


تحدث ذاك الرجُل المُكلف من ياسين بالترصُد هو وفريقهُ لسماع جُل ما يُقال بغُرفة عُمر ولمار: 

-عُمر باشا إتصل بـ Night Club  فاروق التابعي وحجز تربيزة ليه وللمدام جنابك


وقف ياسين وتحرك بعيداً ثم تحدث: 

-خلي الرجالة تشوف شغلها يا عامر،يطلعوا حالاً علي المكان ويدخلوه بمساعدة عميلنا اللي هناك ويزرعوا لي كاميرات صوت وصورة في الحمام تجيب لي اللي واقف من كُل الزوايا،بس طبعاً ما يدخلوش التواليتات الخاصة

واستطرد شارحاً: 

-أكيد يعني مش هيتكلموا جوة؟ 


واسترسل مؤنباً: 

-بسرعة يا عامر مش عاوز اللي حصل المرة اللي فاتت يحصل المرة دي كمان 


عقب بدفاع: 

-يا باشا اللي حصل المرة اللي فاتت كان غصب عننا،المدام بعد ما أختارت المكان وبلغت بيه عُمر بيه،غيرت رأيها تقريباً وهي في العربية،وعلشان كدة ما لحقناش نعمل إحتياطتنا ونجهز المكان الجديد لضيق الوقت 


بنبرة قلقة أردف ياسين: 

-ربنا يستر وما تغيرش المكان النهاردة كمان 


بجدية هتف عامر معقباً: 

-ما تقلقش سعادتك،هي ما تعرفش أصلاً إننا سمعنا حاجة،هي وقتها كانت في الحمام وصاحب عمر بيه إتصل علشان يعزمه علي سهرة،فبلغه انه رايح عند فاروق التابعي وطلب منه يحصله علي هناك


واستطرد بإعلام: 

-هي مؤخراً بقت تتعمد ما تقولش جوة أوضتها أي حاجة مُمكن نمـ.ـسك بيها خيط البداية اللي هيوصلنا لنهايتها إن شاء الله،زي ما جنابك توقعت،هي عارفة إنها متراقبة وعلشان كدة واخدة بالها كويس أوي ومركِزة 


واكمل بإشادة: 

-بس حقيقي يا باشا أنا بحسدها علي الثبات الإنفعالي وقُدرة التحمُل النفسي الرهيبة اللي عندها 


إبتسم ياسين بجانب فمه وتحدث:

-أبقي خليهم ينفعوها بروح أمها وهي بتتنفخ في مخزن كُبار الزوار اللي بنستقبل فيه الناس العزيزة علي قلوبنا


عودة للحاضر


خرجت تلك المُحتالة إلي ذاك المخدوع وجلست متحدثة بإبتسامة مَرحة: 

-سوري يا بيبي،إتاخرت عليك شوية. 


أجابها بوجهٍ مُتهلِل:

-ولا يهمك يا قلبي،المهم تكوني مرتاحة


وضعت حقيبتها وسألته مُستفسرة:

-طلبت لنا العشا؟ 


أجابها بإيضاح: 

-آه يا روحي وزمانه علي وصول


وقفت وتحدثت وهي تتمايل بجَـ.ـسدها مع تناغُم موسيقي الرُوك التي تصدْح بالمكان وتملؤهُ:

-طب يلا رقصني علي ما الأكل يوصل


إبتسم بموافقة وهب واقفاً خلفها مُحتضناً إياها من الخلف وبات يتحرك بها وهما يتمايلان بجَـ.ـسديهما إلي أن وصلاَ إلي المكان المُخصص للرقص وبدأ يرقصان بجنون ويرفعان أذرعتهم متماشيان مع صوت الموسيقي الصاخب


❈-❈-❈ 


داخل أحد المطاعم الشهيرة

كانت جالسة بصُحبة شقيقاها وزو جتيهما تشعُر بالضجر والحُزن جراء ما يحدث مؤخراً بينها وبين حبيبها،نظرت علي سارة ورؤوف وهما يتهامـ.ـسان وينظران لبعضيهما بهيام والعِشق يظهرُ بشدة بنظراتهم الولهةُ،إبتسمت لأجليهما ثم حولت بصرها تترقب المكان بتأَفُّف،وبلحظة إتسعت عيناها بذهول عندما وجدته يطلُ من بوابة المكان ويهلُ عليها بجَـ.ـسدهِ الممشوق وطولهِ الفارع الأسر لقلبها 


مشَاعر مُتضاربة غَزت روحها وتخللتها بشراسة،فقد دق قلبها بوتيرة عالية وكاد أن يترُكها ويركض إليه ليحتمي به من خَيبَاتهِ والتي هي في الأصل من صُنع يـ.ـداهْ،وبذات الوقت شعرت بوخزةٍ تعتصرُ قلبها جراء حُزنها الذي أصابها من تحت أفعاله مؤخراً


إبتسم سيف وتحدث بعدما وقف بإحترام لإستقبالهْ:

-نورت المكان يا سيادة العميد


إبتسامة هادئة إرتسمت فوق ثغرهِ وتحدث وهو يُصافحهُ بحفاوة:

-المكان منور بوجودكم فيه يا دُكتور


وقف شريف هو الآخر وتحدث بإبتسامة مُصطنعة ويرجع هذا لعدم تقبُلهُ لأفعاله مؤخراً: 

-أهلاً وسهلاً ياسين باشا


إبتسم لهُ وتحدث بإطراء رغم عِلمهِ لعدم تقبُلهُ له: 

-إزيك يا حضرة الباشمُذيع 


  


إستغرب شريف طريقته وتحدث بنبرة هادئة: 

-أنا تمام


ألقي التحية علي نُهي بإحترام وبعدها سارة ورؤوف الذي بات يلعن حظهُ العَثر لحضور ياسين ذاك العشاء،حيثُ كان يظنهُ فرصة هائلة للتقرب من حبيبته لكنها تلاشت بحضور ذاك الرخيم،تحدث ياسين إلي علياء بحـ.ـمِيمية:

-عاملة إيه يا عالية؟ 


أجابته بإبتسامة سعيدة ووجهٍ بشوش: 

-كويسة الحمدلله يا أبيه


وأخيراً حول بصرهِ إلي تلك الجالسة تترقب حديثهُ الخاص بها بقلبٍ مُرتجف وأردف بعدما مال عليها وقَبـ.ـل وجنتها بنعومة جعلت القشعريرة تسري بجَـ.ـسدها: 

-إزيك يا حبيبي 


إبتلعت لُعابها وتحدثت بتلبُك جراء حديثهُ ونظراتهُ المُربكة لكيانها: 

-الحمدلله


جاورها الجلوس تحت تلبُكها وارتجاف جـ.ـسدها،وتحدثت نِهي بتساؤل بعدما رأت نظرات وأبتسامات بين زو جها وياسين: 

-إنتَ كُنت عارف إن سيادة العميد جاي وما قولتلناش يا سيف؟ 


إبتسم لها بحبُور وتحدث مُفسراً: 

-ده كان طلب ياسين بيه يا نهي،بعت لي رسالة علي الواتس الساعة خمسة وطلب مني أبعت له اللوكيشن بتاع المكان وما أبلغش حد إنه جاي


إبتسمت مليكة وهي تنظر إلي حبيبها بإبتهاج لم تستطع مُداراته فتحدث وهو ينظُر داخل عيناها بعِشق: 

-كُنت حابب أعملها لك مفاجأة 


دي أحلا مفاجأة والله يا أبيه...هكذا تحدثت علياء بحُبُور


تحدث سيف إلي ياسين بنبرة جادة: 

-هاخلي الويتر يجيب لنا المِنيو علشان نختار العشا


أومأ لهُ بموافقة ثم نظر إلي سارة وتحدث بإبتسامة حنون: 

-منورة المكان يا سو 


أجابته بنبرة خَجلة: 

-ميرسي يا خالو 


أتي النادل وسلمهم قائمة الطعام الخاصة بالمكان واختاروا المفضل لدي كُل شخصٍ منهُما،أشار ياسين إلي النادل ثم وشي بجانب أذنه وأومأ لهُ النادل تحت تعجُب مليكة،تحرك النادل إلي الشخص القائم علي تشغيل جهاز الموسيقي وما أن تحدث إليه حتي إشتغل نوع الموسيقي المُفضل لدي تلك العاشقة، نظرت إليه وابتسمت بخفة،وقف ياسين وقام بغلق زرار حِلتهْ ثم بسط ذراعهُ فارداً كفهُ في دعوة صريحة منه لنهوضها والتحرك معه وتحدث:

-تسمحي لي بالرقصة دي


إبتسامة هادئة خرجت من بين شـ.ـفتاها ثم أومأت بموافقة وهي تُسلمهُ كف يـ.ـدها بكُل الرضا،وقف وتحدث إلي سارة ورؤوف بوصاية تحت غضب رؤوف وعدم تقبلهُ لتنظير ياسين ووصايته عليه وسارة: 

-طبعاً بالنسبة لكم مافيش رقص غير بعد الجواز


أومأت له سارة خجلاً في حين تنفس رؤوف عالياً مما يدل علي إشتعاله،تحرك ياسين وسارت مليكة بجانبه حتي وصلا إلي مكان الرقص تحت سعادة الجميع لأجليهما


وقف مُقابلاً لها ثم حاوط خصـ.ـرها بأحد ذراعيه،أمـ.ـسك بالأخري كف يـ.ـدها وبدأ بخطواتهما بالرقص معاً،تحدثت العيون وتعاتبت في صمتٍ دام لأكثر من خمسْ دقائق،كسرهُ هو حين تحدث مُعاتباً إياها بنظرات لائمة:

-بتعملي فيا كدة ليه يا مليكة؟ 

هو أنتِ علشان عارفة إني بحبك وما بقدرش أبعد عنك تقومي تذليني؟ 


ضيقت عيناها واردفت متعجبة: 

-أذِلَك؟أنا إمتي ذَليتك يا ياسين؟! 


مش مريحة قلبي من ناحيتك وما بقتيش تسمعي كلامي زي الأول...جُملة عاتبة نطقها بنظرات لائمة


عقبت علي حديثهُ بنبرة جادة: 

-هو أنا لما أخاف علي أولادي اليتامي وأقرر أراعي حقهم بنفسي وما ابقاش تقيلة علي حد،أبقي مش بسمع الكلام ومش مريحاك؟


نظر لها مطولاً فاسترسلت هي بنظرات مُتألمة: 

-وإنتِ اللي مريحني يا ياسين؟

واستطردت بملامة ونبرات صوت مُختنقة بفضل دموعها التي تكونت داخل مقلتيها: 

-ده أنتَ حتي مش مقدر إني حامل وتعبانة ولا عامل لهرموناتي اللي متلغبطة حساب،طب لو مش خايف عليا خاف علي بنتك اللي في بطني. 


وكأنها بتلك الكلمات البسيطة طعـ.ـنته بسِكِـ.ـينٍ حادّ في مُنتصف كَبدهْ،نظر داخل بحر عيناها وتعمقَ ثم أمال برأسهِ علي مُقدمة رأسها واستند عليها وتحدث بعيناي مُترجية بعدما شعر بخيبة أملها به:

-لو قُلت لك أنا أسف هاتسامحيني؟ 


أجابته بنبرة جادة: 

-هاسامحك لما توعدني إنك تريح قلبي،لأني تعِبت بجد وما بقتش قادرة أتحمل أكتر من كدة


تعمق بعيناها وتحدث مُدللاً إياها بكلماتهِ التي تعشق لإستماعها منه: 

-هو ياسين مزعل حبيب جوزه قوي كدة؟


بدلال مُماثل أومأت له بعيناها مع هزة رأس خفيفة،إبتسم لها بحنان وتحدث وهو يغمز بإحدي عيناه:

-وياسين ما يرضيهوش زعل حبيبه وهايصالحه لحد ما يرضي 


إبتسمت وانزلت بصرها للأسفل بخجل،زفر بقوة ليُخرج ما بداخل صَـ.ـدرهِ من نـ.ـاراً إشتـ.ـعلت بفضل عشقيهما الجارف،تحدث ليُخبرها: 

-علي فكرة،أنا كلمت طنط سُهير وأستأذنتها في إن الأولاد يباتوا معاها النهاردة 


ثم قربها أكثر إليه ومال علي أذنها وهَـ.ـمسَ بما جعل القشعريرة تسري بكامل جَـ.ـسدها: 

-وقُلت لها إني حجزت Suite في أوتيل وإني هاخـ.ـطف حبيبي علشان يقضي الليلة جوة حُـ.ـضن جوزه حبيبُه 


إتسعت عيناها بذهول ممتزج بسعادة وتساءلت مُتلهفة: 

-بجد يا ياسين؟ 


إبتسم واجابها: 

-بجد يا قلب ياسين


تنفست عالياً ولفت ذراعيها حول عُنقه وأحتضـ.ـنته بشدة أسعدته وتحدث مُداعباً إياها: 

-خلي بالك إحنا كدة ممكن نتمِـ.ـسك مُتلبسين 


إبتسمت ودفنت حالها داخل أحضـ.ـانه فتنفس هو بإنتشاء وتابع رقصتهُما، 


كان شريف يُراقص علياء بسعادة يجاورهُما أيضاً سيف ونُهي اللذان إنضما إلي الاستيدچ،تحدث رؤوف الذي ظلّ هو وحبيبته يجلسان حول الطاولة: 

-أنا مش فاهم ياسين إبن عمي إيه اللي جابه


عقبت علي حديثهُ بسؤال مُتعجب: 

-أنا نفسي أفهم إنتَ إيه اللي حصل بينك وبين خالو ياسين مخليك مش بتتقبله بالشكل ده؟ 


أجابها موضحاً: 

-مين اللي قالك إني مش بتقبله؟

"بالعكس"أنا مُعجب بشخصيته جداً وحقيقي بحترمه،لكن بصراحة هو مزودها معايا أوي بخصوص علاقتي بيكِ،عاملي فيها حامي الحِما

واستطرد مُقلداً إياه بتبرُم: 

-ممنوع تخرج معاها لوحدكم،ممنوع تسهر معاها في جنينة البيت لوقت متأخر

وأكمل وهو ينظر عليه بإستياء: 

-وأديكِ شُفتي،ممنوع تُرقص معاها قبل ما تتجوزوا وبعدها أخد مراته وهات يا رقص وأحضـ.ـان


نظرت إليه مستغربة وتحدثت بطريقة أظهرت كَم إحترامها لذاتها وعقلها الواعي رغم صُغر سنها:

-وإنتَ بقي كُنت فاكر إني ممكن أوافق أرقص معاك لو خالو ماكنش إعترض؟ 


المفروض إنك بتحبِيني وبتحلمي إننا نعيش ونجرب مع بعض كُل حاجة ممكن تقربنا أكتر ونحاول نخلق بيها ذكريات جميلة نفتكرها بعد الجواز...هكذا أجابها بنظرة عاتبة لكونها دائماً تُناصر رأي ياسين علي رأيه


أجابته بإبتسامة حانية كي لا يحزن: 

-إحنا فعلاً كَونا ذكريات جميلة هنفتكرها بعدين ونحكيها كمان لأولادنا،بس مش لازم علشان نعمل ذكريات حلوة نغضب ربنا يا رؤوف


سألها بنبرة لائمة: 

-وهو أنا لما أرقص معاكِ بإحترام من بعيد لبعيد هابقي بغضب ربنا يا سارة؟ 


أردفت بنبرة واثقة: 

-أي تلامُـ.ـس بين ولد وبنت أغراب عن بعض حرام،ماما فهمتني كدة من وأنا صُغيرة 


نظر بداخل عيناها وسألها هائماً: 

-وهو أنا بردوا غريب عنك يا حبيبتي؟ 


أجابتهُ موضحة ببراءة: 

-أنا يمكن أكون ما أعرفش كتير في ديني وده للأسف بسبب دراستي في المدرسة الإنترناشونال واللي بيتعمَدوا فيها إنهم ما يدرسولناش مادة الدِين سواء الإسلامي أو المسيحي،ده غير الأفكار الغربية اللي بيحاولوا يغرسوها في عقولنا،لكن ماما ونانا كانوا متابعيني دايماً أنا وياسر،عرفونا الحلال من الحرام والغلط من الصح،وأنا حالياً ببحث وبحاول أتعلم أكتر 


إبتسامة واسعة زينت وجههُ وهو يستمع إليها بفخر وتحدث بإعتزاز:

-بحبك،والله بحبك 


إبتسامة خجولة خرجت منها وكعادتها أبعدت عيناها عن مرمي عيناه كي لا تضعف وتعترف لهُ كم أنها تعشقهُ وتتمني قُربهُ منها بكل اللحظات لكنها تخشي الله