-->

رواية جديدة متيم بكِ لعزة كمال - الفصل 2

 

رواية جديدة للكاتبة عزة كمال 
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية 
قبل أي منصة أخرى 



رواية متيم بكِ

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة عزة كمال


الفصل الثاني



قد ترغمك الظروف علي الوقوف ضد التيار، لكي تنقذما يمكن أنقاذه فتجد ذاتك تحارب كي تفوز، وتنقذ أبنتك من مصير نهايته محتومة، وهو الهلاك.


تظل تفكر في أمر أختك التي تريدها تتمتع بالسعادة،  وتجد أن أقرب شخص لك وهو أخيك كل مايهمه هو ذاته، دون التفكير في شيء، لذلك يجب أن تقف كي تنقذها، فتستعين بصديقك الذي لايحمل دمك لكنه سند حقيقي لك، ويوافق علي ما تتحدث به دون مناقشة.


تجد أن ما قمت بالتخطيط له قد باء بالفشل، وما تم وعدك به لم تحصل عليه، فلقد قمت بحفر شيء ووقعت أنت به بالفعل.


قد تجد أن الجار أكرم من أهلك عليك، يقف بجانبك دون أي مقابل، يساعدك دون أن ينتظر منك شيء، لذلك قد وصي الرسول علي الجار  وقال أن نختار الجار قبل الدار.

❈-❈-❈


كانت رباب تشعر بشيء من الخوف، فما الذي قد حدث مع تلك الصغيره، كي تشعر بكل ذلك الخوف، ولقد أصرت أن تكن صاحبه فعل مع تلك الصغيرة، حتى تعود مثل الذين في عمرها.


بينما غادرت أسماء إلى منزلها، كي تحضر الطعام لزوجها، لأنها على علم بالفعل سوف يحضر بعد دقائق معدودة، عاد عمار من العمل فوجد أسماء تنتظره والإبتسامة على وجهها، فنسى ما شعر به في خلال اليوم.


قام عمار بالسؤال عن طفلته، فأخبرته بأنها نائمة بعد ما تعبت من اللعب مع أطفال رباب، تعجب عمار كيف لطفلته التأقلم واللعب مع غيرها، فأخبرته أسماء بأنها في بدء الأمر كانت تشعر بالخوف، لكن فيما بعد قد تلاشت وكانت تلعب دون خوفاً من شيء، وقامت بإعداد الطعام لهم، وجلسوا يتناولوه معاً.


قد أخبرها عمار أنه سوف يبحث عن وظيفه، كي تكن بجانب تلك الوظيفة التي يعمل بها، كي يلبي إحتياج ابنته.


قالت له بعطف :

- يكفي تلك الوظيفه التي تعمل بها، وسوف أدبر أمري أنا وطفلتي، فلا تقلق.


نظر لها وقال:

- أنا بالفعل لن أطلب من أبي شيئاً وأنت تعلمين عقليه أبي، فكانت تشعر بالحيره فهي ليست بيدها شيئ كي تفعله، وترددت في أخباره بأمر إرسال ياسمين إلى الروضة، ولكنه شعر بها فقال لها أتريد أن تخبريني بشيء، فيوجد في عينيك كلام كثيراً لم تقدري علي البوح به.


نظرت له وقالت:

- نعم، فلقد أردت أن أرسل ياسمين إلى إحدى الروضات، كي تتعامل مع غيرها تتلاشى خوفها، ولكن الظروف التي نحن بها لم تسمح، ولذلك سوف أقم بتعليمه.


نظر لها وقال:

- بل فلتفعلي وتقومي بإرسالها إلى إحدى الروضات، فهي فتاه يحق لها التمتع بكل لحظة تعيشها، فيجب أن تكن طفولتها مثلها مثل ما في عمرها، يكفي ما رأته مع أبي وإخوتي.


نظرت له وقالت:

- حسناً، سوف أذهب في الغد مع جارتي لتلك الروضه، التي ترسل إليها أبنائها، حتى تتأقلم طفلتي معهم، فلقد نامت ياسمين بالفعل عندما شعرت بالأمان.


نعم كانت جارتي رباب سنداً لي فلا تقلق، بينما شعر عمار بسعادة، لتأقلم زوجته وطفلته مع المكان، فهو كان يشعر بالخوف من عدم تأقلمهم في ذلك المكان، وبعد ما تناولوا طعامهم، أخبرها بأنه سوف يذهب إلى معاذ زوج رباب، يحدثه أن يجد له وظيفه بجانب وظيفته.


بالفعل ذهب له وطلب مساعدته، بأنه يريد وظيفة يعمل بها في المساء، بالفعل أخبره معاذ أن ذلك المحل الذي أسفل البيت، يريد صاحبه شخص أمين كي يعمل به حتى منتصف الليل، فلو أرادوا فسوف يتوسط له، وافق عمار على الفور حتى يكون بجانبك طفلته وزوجته، فلقد شعر بأن الله يقف بجانبه.


بالفعل نزل الإثنان للتحدث مع ذلك الرجل صاحب المحل فيوافق على الفور، لأنه يعلم معاذ حق المعرفة، بالإضافة إلي أنه لم يجد سوء من عمار في خلال الأيام التي قضاها وسطهم.

❈-❈-❈


جاء الصباح يحمل في طياته أشياء عجيبة وأشرقت الشمس  فالعمال يذهبون إلى مصانعهم، وتجول البائعين كي يبيعوا ما يحملون على عرباتهم، وأصبحت أصوات النساء والأطفال في تصادم.


قد انتهت أسماء بالفعل من إعداد وجبه الفطار لصغيراتها، بعد مغادرة والدها إلى العمل، وبعد ذلك قامت بالذهاب إلى رباب، كي تخبرها بأنها سوف تنزل ومعها صغيرتها لتلك الروضه التي حدثتها عنها منذ قليل.


  سعدت رباب عندما علمت من أسماء بأن ياسمين بالفعل سوف تذهب إلى الروضه، فهي تشعر بالقلق تجاه تلك الصغيرة، وبالفعل نزل الأطفال معهم، في بدء الأمر كانت ياسمين متردده، ولكن بالفعل وجدت يد يوسف هي مصدر للأمان لها حتى وصلوا الى الروضه.


اتفقت أسماء مع المديره التي تمسك الروضه في كل الإجراءات وأخبرته بأن طفلتها قليلة المشاركة مع المحطيين بها، لذلك تهتم لرعايتها تفهمت المديرة لأمر الطفله، وقالت لها:

-  يا لك من فتاة رائعة، صاحبة، وجه مشرق، ولكن لم أعلم  ما أسمك بعد.


نظرت إلى والدتها وهي تجتمع في عينيها الدموع المتحجرة بالخوف والرهبة، وكانت تلك الكلمات القاسية تتردد في سمعها، سوف نلقي بك على أقرب مكان، فإنك سوف تأتي لنا بالعار فلتغادرين من أمام أعيننا، حتى لا نقتلك كانت تلك الكلمات تتردد في أذان الطفلة، فأخذت تصرخ وتقول:


- يا أمي لا تتركيني لم أفعل شئ، كي أقتل لم أفعل شيء، أرجوك يا أمي أرجوك سوف أكون هادئه لا أفعل شيئاً، سوف أذهب للغرفة، ولم أغادرها أرجوك لا تتركيني.


نظرة أسماء إلى إبنتها وعيناها متحجرة بالدموع، وكذلك المديره التي كانت لا تفهم شيئاً، ولا تعلم ماذا تقصد الطفلة، كانت رباب تنظر بحيرة، فكيف لفتاة صغيرة أن تحمل كل ذلك الضغط، فأخذت الدموع تسيل من عينيها.


قد قامت أسماء بالفعل بضمها في حضنها وتهدئتها، وقالت لها:

- أطمئني يا صغيرتي لم أتركك، فإنك الهواء الذي أتنفس به، فسوف أرحل بيك فلا تقلقي، هنا تدخلت المديرة قائلة:

-  عذراً يا مدام فإن ما تفعليه مع تلك الطفلة خاطئ وعليكي أن تجعليها تواجد الحياة، كي تعلم أن ليس كل الحياه التي أمامها قاسية، لذلك هل تسمحي لي بالتحدث معها؟ وجلست على ركبتيها ونظرة للفتاة وقالت:

- يا صغيرتي ما رأيك أن تأتي معي لكي تلعبين.


نظرت لها الفتاة وما زالت تبكي وتتمسك بوالدتها، فهمت المديرة أن الطفلة لم تتحرك خطوة من دون والدتها، فسمحت لأسماء بالدخول معها حتى تطمئنه الطفله لهما، وبالفعل ذهبت أسماء خلف المديرة إلى المنطقة المخصصة للألعاب.


وجدت الفتاة أن تلك المنطقة مليئة بالأطفال الذين في نفس عمرها، يلعبون، ويجرون، ويضحكون ويبتسمون، فأخذت تنظر بحيرة لتلك الأطفال، وتتعجب فكيف لهما أن يتحركون دون أن ينهرهم أحد،  فقالت له المديرة:

-ما رأيك أن تجربي تلك الألعاب، فهي مخصصه لسنك يا صغيرتي.


ذهبت أسماء حيث أشارت المديرة، صعدت الطفلة وقامت باللعب بالفعل، ووجدت أن يوسف قد تقرب منها، وقال لها :

- ما رأيك يا ياسمين أن تأتي معي، كي نلعب معاً، فهنا الكثير من الألعاب، ولا تخافي فلم أتركك ولم أتخلى عنك.


بالفعل تركت  ياسمين يد والدتها وذهبت إلى يوسف، مما جعل أسماء تشعر بالتعجب، فكيف لها أن تثق في طفل مثل سنها! ولأول مره تترك يديها ولا تنظر لها.


بينما علمت المديرة بأن هذا الطفل تشعر معه الطفلة بالأمان، بينما كانت رباب سعيدة، سوف يكون ما حدث بداية لها كي تخرج تلك الطفلة من تلك المرحلة.

❈-❈-❈


  كان في عمله مشغول بطفلته، فهو يعلم بأن اليوم أول يوم لها في الروضة، ويعلم بأنه لن يمر مر الكرام على طفلة، نظرا لما قابلته من رهبة وخوف، فقرر أن  يخرج ويطلب أن يستاذن كي يطمئن على صغيرته.


لذلك طلب من المدير بأن يسمح له بالمغادرة ساعة واحدة ويعود مزاوله عمله مرة تخري، بالفعل قام المدير بإعطائه ساعة كي يخرج.


علم من والد يوسف بمكان الروضة فذهب إليها، فوجد طفلته تلعب مع يوسف، وفي الجهة المقابلة أسماء، والمديرة، ورباب يقفوا جانباً يرون رد فعل الطفلة، وعندما وجدت أسماء زوجها أمامها، ارتمت في أحضانه وانهمرت في البكاء، فعلم أن ما ظنه كان صحيحاً، وأن طفلته واجهة مشكلة منذ قليل.


بينما كانت الصغيرة مشغولة، فلقد وجدت مصدر الأمان، وعندما نظرت تلك الصغيرة وجدت والدها يقف بجانب والدتها، فذهبت مسرعة له وقالت:


-  هذا صديقي لقد تعرفت عليه أمس، وأنه يلعب معي، ولا أحد يمنعني أن ألعب بأي شيء، فأنا سعيدة فلتأتي معي، ولتنظر لي يا أبي، ذهب خلفها عمار وجدها تلعب من دون خوفاً، ولذلك قالت المديرة:


- عليكم أن تذهبوا حتى تتعود الفتاة الاعتماد على ذاتها، وبالفعل غادروا وكانت ياسمين تبتسم لهم.


بينما في الخارج كان عمار يشكر رباب عما فعلته مع  زوجاته، واعتذر لاسماء بأنه سوف يرحل ويعود للعمل مره أخرى، لقد جاء كي يطمئن على طفلته ولقد أطمئن عليها بالفعل.


أخبرته أسماء بأنها سوف تذهب الى التسوق مع رباب، كي يجلبون بعض متطلبات البيت، ثم يعودون إلي البيت.

❈-❈-❈


  بينما في مكان أخر كان أنس يعمل، ووصل إلى أذانه بأن المدير يحتاج إلى عامل، كي يأتي للعمل معهم، فصديقه قد خرج على المعاش، ويجب أن يحل أحد مكانه، لذلك توسط لعمار من دون أن يرجع له، كي يعمل معه فتلك الوظيفة، لأنها سوف توفر له مقداراً من المال يسد حاجته واحتياجات طفلة.


سعد أنس عندما وافقه المدير، بأن يأتي معه العامل في الغد، فكان سعيد بذلك، وعندما عاد أخبر عمار بذلك.


سعد عمار لأن أنس يقف بجانبه، لم يفعل أخواته معه او والده ذلك، فعندما قرر الرحيل رحل دون أي شيء، فكان ذلك قرار والده، فكان والده يعتقد بأنه سوف يجلب ذكر وعندما رزق بالأنثي، شعر بأنه في ساحة من الحرب، وعليه أن يحارب من أجل أسرته فإنه متعلم ويعرف أهميه الأنثى كأهمية الذكر.


كانت تلك العادات العقيمة التي جعلت للعقل أن يفرق بين الذكر والأنثى، لذلك عندما سنحت له الفرصة بالسفر إلى مكان آخر، بالفعل سافر دون أن ينظر خلفه حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه، فزوجته وابنة عمه ليست ذنبها بأن تنجب أنثي.


   كان يشعر بالسعادة بأنس وزوجته الذين يقفون بجانبهم، فكما وصى الرسول"صلى الله عليه وسلم" على الجار، فكان نعم الجار له وزوجته التي لم تترك زوجته هي الأخرى، ولذلك كان يعلم أن ما ينتظره سوف يكون خير.


كذلك لم يشعر بالخوف على ابنته، عندما وجدها تقف بجانب يوسف، لأنه شعر بأنها قصة حب سوف تبدأ، لأنه سبق وأن فعل ما فعله تلك الصغير مع زوجته، عندما وجدها كانت تستمد منه الحنان منذ الصغر.

❈-❈-❈


في مكان أخر يقف كبير ذلك المكان شامخاً، يتكئ على عكازه، من يراه يجد أن ما لديه من صحو بالفعل ليست لدى شاب في مقتبل العمر، وملامح وجهه توضح مدى صعوبة الحديث، الجميع يشعر بالخوف منه، فهم ملكاً له لا أحد يقدر على إتخاذ قرار دون الرجوع له.


يقف خالد أمامه ويتحدث معه ويقول:


- يا جدي جئت لأعلمك ذلك وأنت صاحب القرار، فأبي يميل الى سعاد ويجعلها تتحكم في مصيرها، كذلك أخي عز يقف هو الآخر بجانبها، فهذا ما تم أخذه من العلام، وهو السير خلف حديث أنثى، وأنا أرى أنه يكفي عليها ما وصلت له، وعليك أن تتدخل في الأمر.


صمت قليلاً وأكمل قائلاً:

- فلقد كان إبن عمي يريدها لذاته، ولكنه ينتظر عليها حتى تنتهي من علامها.


نظر الجد وقال:


- أظن حقاً أن والدك قد أصيب بالجنون، كيف له أن يتحدث في أمر دون الرجوع إلي، وماذا تفعل أختك قد تحصل على أعلي الدرجات، ولكن في النهاية فأن مصيرها هو الزواج، كي تخدم زوجها و ترعى أبنائها.


لا تخف يا خالد فسوف أجلب والدك، واعنفه تجاه ما يفعله من خلفي، أما أخيك عز فإنه له وقفة هو الآخر معي، فكيف له أن يؤيد أختك؟ ألم يعرف عادتنا من قبل! فقال خالد بابتسامة:


-  إذن فلقد فعلت الثواب بالحديث معك، وتحرك من أمام جده على الفور، وهو يشعر بلذة الإنتصار،  فعندما تحدث مع والده ووجد بالفعل الجميع يؤيدون أخته في قرارها فقرر اللجوء لجده.

❈-❈-❈


بينما كان في ذلك الوقت عز يعلم ما يدور في مخيلة أخيه، فعندما غادر المنزل خرج خلفه وجده يدخل في بيت جده، فعلم بأنه لن يتراجع، وأنه بدأ المعركة بالفعل، كي يحصل على تلك الأرض التي وعده بها من قبل أبن عمه، ولذلك كان له قرارا آخر كي ينقذ ما يمكن إنقاذه.


ذهب مسرعاً ولكن ليس لكي يخبر والده، ولكن ذهب لصديق طفولته وعمره، الذي يعلمه حقه علم، وطلب منه بترجي، بأن يذهب إلى جده، ويطلب يد أخته لأنه يعلم أنه سوف يحافظ بالفعل على أخته، وبذلك سوف ينقذ أخته من بطش أخيه وأبن عمه.


شعر صديقه بالتعجب، فكيف يطلب منه عز ذلك الطلب، وهو يعلم بأنهم في الصعيد عندما يطلب أحدهما بالتقدم للفتاه، فهذا ينقص من قدر تلك الفتاة ، لكنه يعلم أن صديقه لديه مشكله لم يفصح عنها بعد.


صمت قليلاً لأن سبق وأن عز لم يتركه في شدته، ووقف بجانبه عند مرض أبيه، وكان خير سند وخير صديق، ولكن أخبره قائلاً:


- أنه سوف يخبر والده أولاً  ثم يتقدمون إلى جده، لأنه يعلم العادات والتقاليد التي تحكمهم.


قال له عز:

- حسناً فلتصرع في التقدم كي أنقذ سعاد من مصير محتوم بالهلاك.


هزه عدي رأسه وقال:


- سوف أتحدث مع أبي عندما يأتي من صلاه المغرب، وأن شاء الله سوف نكن عند جدك بالفعل بعد صلاة العشاء، وبعد ذلك سوف أخبرك بما حدث يا صديقي، ولكن عليك أن تحدثني بكل شيء.


ابتسم له عز وقال:


- كنت نعمه السند لي فلقد من الله بك علي، ولذلك سوف أخبرك كل ما حدث، ولكن بعد أن تخبرني بما حدث مع جدي.


كان عز يشعر بالقلق خوفاً، من أنه لا يوافق على تلك الزيجة، وكذلك خوفه من أن أبن عمه وأخيه أن يسبقوه بخطوة، وهو لم يعد حتى الآن إلى المنزل ليعلمون ماذا حدث؟


  منزل الجد كان صوته يصدع في المكان قائلاً بصوت جهوري:


- أتتحداني يا مهاب، كيف لك التحدث في أمر دون الرجوع لي،  ماذا حدث لعقلك! لقد قمت بإرسال أخيك شهاب إليك، كي يقم بإحضارك، لكن عندما جئت وجدت على ملامحك، أنك تعلم ما الذي جعلني أرسل إليك.


فقال له مهاب:


- أن ولدي من فعل كل ذلك، هو من قدم إليك وأخبرك بكل شيء، في سبيل الحصول على قطعة الأرض، ولكن ما لا تعلمه أن أبنتي أهم شيء في حياتي، فهي تاج متوج على رأسي ومن لا يعرف قيمتها فلن يحصل عليها، فهي جوهرة لؤلؤة خاصة بي، أعلم قيمتها وأهميتها فهل أتركها لأي مصير مجهول.


صمت قليل وأكمل بتهديد:


- سوف أفعل أي شيء في سبيل سعادة أبنتي، حتي لو قررت أن أغادر المكان كي أنقذها، وقد تعلمت منك وكذلك من أمي"رحمها الله" كنت أرى معاملتك القاسية لها، ولكن ما لا تعلمه، أن معاملتك ما جعلت في قلبي إلا احتراماً وتقديراً لمكانة الأنثي، ولقد خصها الله الذكرى، وذكرها قبل ما يذكر الذكر، نظراً 

لقيمتها.


قال له والده بصوت جهوري:


-  لقد خلقت من ضلعاً أعوج، فهي يجب أن تستقيم وما يعدل هذه الأستقامه الذكر وأنا لم تستقيم فسوف يلحقنا العار أينما ذهبت، وسوف أزوجها بالفعل لأول عريس سوف يتقدم لها.


لم ينهي حديثه حتى أخبره إحدى الحراس الخاصة بالمكان، بوصول عدي وأبيه طالبين الأذن رؤياه فأذن لهم.


نظر لأبنه وقال:


- حسناً سوف نكمل حديثنا ولكن ليس الآن، وبالفعل دخل عدي هو ووالده الشيخ العجوز، وانتظروا حتى يأذن لهم بأن يجلسوا، فقال عدي:


- كيف حالك يا جدي؟


فقال الجد:

-  أنا بخير ولكن يا لها من زيارة عجيبة فقال له والد عدي:


- فلقد جئنا كي نطلب يد سعاد أبنه إبنك مهاب لأبني  ونحن نعلم أنك كبيرنا، فيجب الرجوع إليك كي نأخذ مباركتك قبل كل شيء.


سعد ذلك المغرور من ذلك الحديث الذي يكبر منه، ونظر إلى أبنه بتحدي، وشماته وقال:


- وأنا أوافق علي تلك الزيجة وحدد موعد الخميس المقبل لكي يكتبوا كتب الكتاب دون أن يطلب منهم شيء، بالإضافة دون الرجوع إلى أبيها لمعرفه رأيه.

❈-❈-❈


بينما غادر مهاب على الفور دون أن يستأذن، وكانت نظرات الكبير تلاحقه، فهو لم يجعل أحد يتخذ قراراً دون الرجوع له، مهما كانت العواقب فهو يعتقد أن رأيه الصواب دون نقاش.


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عزة كمال من رواية متيم بكِ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة