-->

رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 2

 

قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عشق الرعد الجزء الثاني

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل الثاني


جرى الصغير في المنزل الكبير مرتديًا ملابس الحضانة وخلفه والدته التي تحمل كوب لبن في يـ ـد والآخرى فيها سندوتش صغير، حاولت إزالة شعرها الذي تمرد على عيناها لكنها لم تتمكن، وقفت وصرخت بانزعاج كالعادة


" زاااد " 

أتى الصغير من خلفها قائلاً بصوت مرتفع : نعم يا ماما 


صرخت وهي تلتفت له، نزل والده من أعلى قائلاً : في ايه يا زاد؟ 


انطلق الصغير باتجاه والده الذي حمله يُقـ ـبل وجنته ثم وقف أمامها تُقـ ـبل وجنته قائلة : صباح الخير، كويس أنك نزلت تشوف زاد تاعبني أزاي، اتصرف معاه بقى 


تحدث الأب بنبرة باردة : زاد عيب يا بابا متتعبش ماما 


وضعت ما بيـ ـدها وبدأت تصفق له قائلة : بجد تعبناك معانا، كتر خيرك وزاد 


زاد بصوت عالي : نعم يا ماما! 


ضحك والده وهو يضعه أرضًا قائلاً : روح يلا للدادة توصلك للباص، بسرعة


ذهب الصغير بينما حاوط خـ ـصرها بعدما تأكد من أختفائه وقال : سيبك من زاد وخليكي في بابا زاد اللي سبتيه جري الصبح 


ردت عليه بإبتسامة بسيطة : أنت مش عايز تنجز وتروح شغلك وأنا مش فاضية لدلعك، هلاقيها منك ولا من ابنك


ضغط على ذقنها قائلاً : نكديه 


حاوطت عنقه قائلة بإبتسامة : أنا يا زيزو 


مـ ـسك يـ ـديها تائهًا داخل عيناها التي عبارة عن سماء صافية، نفى برأسه وهو يقترب منها يصمتها بطريقته ثم ابتعد قائلاً : ورايا شغل مهم، هلحق اجري أنا وأسيبك يا معطلاني عشان لو فضلت أبصلك كمان شوية مش هتحرك 


ابتعد لتردف بصوت مرتفع : بحبك طيب يا دكتور


زياد وهو يرسل لها قُـ ـبلة : وأنا بموت فيكي يا روح الدكتور. 


نظرت خلفه بإبتسامة واسعة، ثم اتجهت ترى عملها المنزلي المحبب لقلبها فهي ليس ما خلف فعلها غيره، رن هاتفها برقم زو..جها فتعالت ضحكتها وهي تجيب 


زياد : تتجـ ـوزيني يا جايدا 


زادت ضحكتها وهي تقول : أنا مراتك يا أهبل. 


❈-❈-❈


أنتهت عشق من عمل الطعام برفقة اربعة من الخدم صغيرات في العُمر كذلك ثلاثة دادات مخصصات لرعاية جيش المغول الخاص بها، آدم يحب هذا لكن أسد لا يحبه كذلك صقر يأكله فهد لا وهكذا تستمر مع كل وجبة في محاولة إرضاء الجميع


رتبت طبق رعد واضعة كوب القهوة الخاص به، أتى جيش المغول بالترتيب كل واحد يجلس في كرسيه وخلفهم رعد الكبير 


رعد باستغراب : اقعدي 


نفت برأسها ليكمل بتساؤل : في حاجة؟ 


عشق : في المسلسلات الهندية ميصحش الزو..جة تقعد مع البعل بتاعها وهو بياكل


استغفر ربه وهو يرتشف قهوته متجاهل التعليق على حديثها، أنتهى من تناول طعامه ووقف قائلاً : الهندوس ميتفتحوش في البيت عشان ممنعش التلفزيون خالص 


عشق باستغراب : طيب هما بيعبدوا البقر، أنا مالي يا لمبي!


ارتدى رعد جاكته قائلاً : أحنا معانا أطفال، يلقطوا كلمة كده ولا كده وهما غير مُدركين بعدين اسمعي اللي يفيدك مش يعطل وقتك ودماغك أكتر 


عشق بغيظ وهي تخفض نبرتها : رعد أنا مش صغيرة للتهزيق ده! مش دايمًا بقى 


قَـ ـبل وجنتها قبل أن يتجه للخارج دون تعليق، زفرت بغيظ قائلة لنفسها : لازم تاخدي موقف جامد.


رعد بإبتسامة طفيفة : عشق، بحـ ـبك


عشق بإبتسامة سمجة : بموت فيك .. تبًا لكل المواقف اللي في الدنيا. 


❈-❈-❈


وقف يوسف على الشاطىء يفرد ذراعيه ثم تابع شروق الشمس تدريجي، نظر خلفه وجدها تقف في شباك غرفتها تتابعه، اقترب بخطوات رتيبة منها ثم أشار لها فأشارت له ودخلت تجلس على طرف سر..يرها 


أغمضت عيناها تسمح بانسياب دموعها، وجدت هاتفها يرن فأجابت : الو صباح الخير 


كرم بإبتسامة : صباح النور يا حبيبتي، عاملة ايه النهاردة؟ 


سيلا بهدوء : الحمدلله، مامتك عاملة ايه؟ 


كرم : بخير ونفسها تشوفك، مستني تخلصي جولتك بعدين تنزلي مصر ونرجع سوا 


تنهدت سيلا ببطء قبل أن تجيب : أوكى سلملي عليها كتير


كرم بهدوء : يوصل، بحـ ـبك 


وكعادتها لم تجيب واكتفت بإغلاق الخط، وضعت الهاتف في جيبها واتجهت لأسفل تفطر .. وجدت يوسف يجلس مع فتاتين من الفوج يتناول طعامه ويمزح معهما، لمع الغضب في عيناها واتجهت خارج المطعم


يوسف : سيلا 


لم تجيبه وداخلها يزداد شعلة، انطلق سيرًا خلفها وجذب ذراعها قائلاً : في ايه يا بنتي مش بنادي عليها!


وجد الدموع تلمع داخل عيناها كالشر تمامًا، ودفعته قائلة : وارد عليك ليه؟ كنت مين؟ روح للي قاعد معاهم ومتشغلش بالك بيا 


يوسف بمرح : دي غيرة دي ولا ايه! 


سيلا بحدة : حسن كلامك، كنت مين قولتلك عشان أغير أصلاً، أنت لسه الماضي مسيطر عليك إنما في الحقيقة أنا متجوزة وبحب جو..زي وأنت ولا أي حاجة ...


تحول غضبها من داخلها لداخل يوسف الذي جز على أسنانه واردف : كدابة وبتنكري الحقيقة


سيلا بغيظ : ههه ولو حتى بعد اللي شوفته الحمدلله أنك طلقتني وروحت للي يستحقني مش أنت، فعلاً اللي فيه طبع عمره ما يتغير هتفضل خاين وهفضل قرفانة منك و ...


لا تعرف كيف فعل هذا فهو لم يأخذ دقيقة واحدة في التفكير، جذب خصلاتها واصمتها بطريقته، لم يعبء لمقاومتها له ولا محاولة دفعه فقط كان يرضي رغـ ـبته في فعل هذا، سنوات يريد والآن فعل 


فور ابتعاده عنها نزلت بصفعة قوية غاضبة على وجنته، مسكته من ملابسه تهزه صارخة : أنت اتجننت، أزاي تسمح لنفسك تعمل كده! أنت مفكرني ايه؟ أنا واحدة متجـ ـوزة والدم الزبالة وطبع الخيانة دا فيك لوحدك، أنت واحد حيوان أصلاً حيوان .. حيوان


صرخت بها وهي تضربه وتجرحه بأظافرها على صدره عنقه، كانت ثابت صامد أمامها وعلم جيدًا انه أخطأ فأكملت بجنون : تقبلها على نفسك رد، تقبل يحصل كده في مر..اتك يا يوسف ولا القذارة وقلة النخوة تسمح


مـ ـسك يـ ـدها قائلاً : كفاية


انتبهت على ما قالت سرعان ما نفضت يـ ـده وانطلقت جريًا لداخل الفندق، صعدت لغرفتها تبكي ولا تعرف مما تبكي هل من فعلته أم من حديثها معه، دخلت الحمام اغلقت على نفسها وجلست أسفل الماء بملابسها تفتحها عليها، ظلت تبكي لساعات لشعورها ان الماء تنزل وتغسل ما في حياتها... 


❈-❈-❈


اتفقت حورية مع عشق على إرسال الأولاد لها وكذلك تقبلت عشق الفكرة فهي ورعد يعشقوا الأطفال، يستغرب الجميع كيف يتمكنوا من الإهتمام بهم جميعًا وعدم التمييز بينهم كذلك اعطائهم اهتمام لكن رعد رتب حياته وحياة أولاده فأعطاهم حقهم فيه وحق عشق فيه كذلك حقهم فيها وحقه هو فيها ... وصل رعد المنزل وجد الأولاد يلعبوا سويًا ماعدا يعقوب يسير وحده، وعند يعقوب توقف قليلاً لا يعلم لما الجميع يحب هذا الولد، داخله شيء يجعله إن وجد الجميع معه يحمله هو، ليست محبة زائدة لكنه يشعر بقربه لروحه 


انحنى رعد أمامه قائلاً : بتعمل ايه؟ 


يعقوب بحزن : بتمشى يا بابا 


رعد بمرح وهو يحمله : تعالى اخطفك 


ضحك يعقوب قائلاً : يلا اخطفني، هنروح فين؟ 


اتجه رعد للداخل قائلاً : هطلع اخد شاور واغير هدومي بعدين ننزل نغلس على عمتك عشق وليلة 


يعقوب بتفكير : ماشي بس يا بابا هو أنا لما أكبر عادي اتجوز ليلة 


رعد وهو يُقبل جبينه : هجوزك لأي واحدة تحبها بس ابقى شور عليها


ابتسم يعقوب وأنتهى رعد ثم اتجه للمطبخ الكبير، خرجت الخدمات فور دخوله فهذا ما امرتهن به عشق، إذا أتى رعد خرج الجميع ربما لأنه لا يحب وجودهم لكن الحقيقة هي غيرتها عليه 


ليلة وهي تصفق : بابا 


وضع يعقوب بجانب ليلة وحاوط خصر عشق من الخلف قائلاً : بتعملي ايه؟ 


عشق وهي تنظر للأولاد : الولـ.... 


انفجرت ضاحكة فور رؤيتهم يضعوا يداهم الصغيرة على عيناهم واردفت بضحك : أنت عليك حركات عجيبة .. بعمل حلويات كتيرة عشان الولاد يتسوس سنانهم


عض وجنتها بخفة ثم قال : احنا جايين نساعدك 


عشق : يلا ساعدوني 


بالفعل بدأوا يساعدوها في جو مرح جميل، جلس يعقوب أمام الفرن يستمع بتنبيه عشق وهي إذا ارتفعت الكيكة لأعلى يناديها أما ليلة فجلست تتناول الفراولة وتنظر ليعقوب وتبتسم. 


❈-❈-❈


عاد زياد للمنزل يتحرك للداخل ببطء سرعان ما وصل لها وحملها على غفلة، صرخت جايدا قائلة : منك لله يا زياد


زياد بضحك : تستاهلي، قوليلي 


جايدا : نعم


حرك رأسه قائلاً : أنتِ حلوة كده ليه! 


انفجرت ضاحكة ثم قالت : من بعض ما عندكم يا دكتور، قولي بقى اتأخرت ليه؟


زياد بتفكير : أممم بسببين، واحد جالي مريضة حلوة اوي وبصراحة مرضتش اسيبها قبل ما تبقى أحسن واخد رقمها


حاوطت عنقه بكلتا يـ ـديها قائلة : ايه آخر أمنية ليك، اتكلم


زياد بهمس وهو يداعب أنفها : تحبيني 


حاوطت عنقه بكلتا يـ ـديها فترك قدميها يضمها بقوة دافنًا وجهه في عنقها، ابتسمت بخفة وهمست له عشق : أنا بموت فيك 


زياد بمرح : لو بتموتي فيا هتوافقي تسافري معايا القاهرة 


ابتعدت عنه قائلة باستغراب : اشمعنا! 


زياد بحماس : مستشفى الشافعي نزلت إنها عايزة دكاترة جداد بس أهم حاجة الخبرة وبصراحة مرتباتهم كويسة جدًا فأنا قدمت واتفاجأت إني أول اسم في المقبولين 


جايدا بسعادة : بجد يا زياد! الف الف مبروك يا حبيبي 


زياد بمرح وهو يقرص أنفها : بينا على القاهرة. 


❈-❈-❈


جلست يارا بجانب لارا الشاردة تمرر يـ ـدها أمام مرمى نظرها، جلس مالك على ركبته أمام أخته ثم داعب وجنتها بمرح، نظرت لارا له وضحكت قائلة : في ايه! 


يارا : زعلانة ليه! 


أتت چيلان من خلف زو..جها بخطوات بطيئة في يـ ـدها بالون والآخرى دبوس، وضعت البالون فوق رأس زو..جها وقامت بشكها ليندفع الماء فوقه 


جز مالك على أسنانه قائلاً : اطلقها واخلص 


حاوطت عنقه منحنية قائلة : أهون عليك يا لوكا 


يارا بزفير : يخربيت المياعة، متجـ ـوز صمغ 


چيلان وهي تحرك حاجبيها : هي كده غير السلايف أسوأ من الضراير 


يارا بضيق : سلايف ايه وضراير ايه دي، صحيح يعني جايه منين! 


مررت لارا يـ ـدها على جبينها قائلة : لو مفهاش غلاسة وتناحة ارحمويني بعدين يا يارا هي بتهزر مع جو..زها هي حرة دا ميزعلكيش في حاجة 


استغنى مالك عن صمته وقال : اعتقد يعني قلة كلامكم أفضل بدلوه بقلة احترامكم 


ابتعدت چيلان عنه وتركتهم وغادرت خلفها مالك الذي خرج من المنزل، نظرت لارا ليارا ثم وقفت واتجهت للحديقة تجلس وجدها متذكرة سبب عودتها لأدهم 


اتجهت للمكتب له عقب رفضه التام لزو...اج عمار من همس وإصراره على الثأر من عمار، ترددت في الدخول له لكن ما باليد حيلة 


أدهم بلهفة وهو يقف : لارا 


لارا بجمود : موافقة ارجعلك بشرط، لو وافقت عليه هرجع أنا وبنتك ولو وافقت متحلمش تشوفها 


أدهم بصدمة : ايه! 


أغمضت عيناها لبرهة قبل ان تقول : توافق على جو..از همس وعمار كمان متأذيهوش لا هو ولا ابنه ... اتفضل رد 


حاول أدهم استيعاب حديثها سريعًا وحسم قراره، أجل كان أناني هذه المرة لكن ما باليـ ـد حيلة فهو يريد عودتها هي وابنته، تحدث قائلاً : موافق. 


وضع يده على كتفها فالتفتت قائلة : حمدلله على سلامتك


أدهم بهدوء : ليلة مجيتش


لارا وهي تقف : لا ... عن أذنك 


نظر خلفها باستغراب سرعان ما حرك كتفه بلامبالة واتجه للداخل، تحدث مع ابنتها في الهاتف تطمئن عليها بالتأكيد جيدة فهي عاشقة لعشق ورعد. 


❈-❈-❈


مرر يوسف يـ ـده بقلق على جبينه ولم يتردد في الذهاب للاستقبال وإحضار مفتاح غرفتها، فتحها واتجه للداخل ينادي عليها في نفس الوقت وداخله بدأ يُصور سنوريهات بشعة مخيفة مثل أنه سوف يجدها مُنتحرة 


يوسف : سيلا ... سيلا 


وقف أمام باب الحمام يطرق عليه ويحاول فتحه وجده مُغلق، دفعه عدة مرات حتى انكسر فاتجه للداخل، اتسعت عيناه بفزع حين وجدها نائمة داخل حوض الاستحمام وبعض المياة تنزل عليها فاردف بلهفة : سيلا


انطلق يحملها بين يـ ـديه ثم خرج يضعها على كرسي، رن على الاستقبال حتى يرسلوا له طبيبة وممرضتين حتى تفحصها ويبدلوا لها ملابسها، أتت الطبيبة وقامت بتشخيصها أنها دور حمى كثيف .. احضر يوسف الدواء لها وجلس بجانبها يرعاها 


سيلا في حالة آخر لا تتحسن حالتها، تتلقى منه الكمدات، كلما فتحت عيناها تجده فتبتسم بخفة وتعود إغماضها 


" يوسف " 

همست باسمه ثم بكت وسط نومتها وجدت نفسها تجلس أرضًا تتلقى الضرب والشتائم قائلا : لسه بتحبيه! أنا هعرفك أزاي تنسيه، هو خلاص أنا اللي جو..زك يا سيلا فاهمة! 


فرت دمعة من يوسف وهو يجدها لا تتحسن، ارتعاشها يزيد كذلك حراراتها ودموعها وهي تنفي برأسها ثم صرخت : يوسف 


انتفض واقفًا ليردف وهو منحني : أهدي أنا جنبك


سيلا ببكاء مرير : يوسف، حبيبي يوسف متسيبنــ ....


عادت تغمض عيناها بتعب لتجده يأخذ حقوقه قوة منها صارخًا وهو يصفعها : أنا مش يوسف ودا حقي فيكي فاهمة، مسمعش نفسك عشان مقتلكيش أنا بقولك اهو


خرج ازيز باكي منها وهي تجد صعوبة في إيجاد النفس سرعان ما جلست تصرخ باسمه وتصرخ وتصرخ حتى استقرت في أحضانه.


فتحت عيناها ببطء وجدته يبكي على بكائها فهمست له : يوسف ... أنا كويسة متعيطش


نفى برأسه قائلاً : لا مش كويسه، دا بسببي 


نفت برأسها وهي تبتعد ثم عادت تتمدد ونامت، في بداية زو..اجها من كرم كان صبور معها لأبعد الحدود، اقترح ان تذهب لطبيب نفسي حتى تعالج كل ما تركه يوسف، سارت سيلا مع الطبيب على أمل الشفاء لكن اكتشفت في النهاية أن لا أطباء العالم يتمكنوا من جعلها تنساه، أجل ربما تنسى ما فعل لكن كونها تنسى يوم مستحيل 


كرم بإبتسامة : هاا عملتي ايه مع الدكتور ؟ 


نظرت له ثم عادت تنظر للطعام قائلة : معملتش، حاسه إنك بترمي فلوس في الأرض 


كرم بزفير : سيلا أنا بحـ ـبك 


تنهدت وهي تترك الشوكة ثم قالت : وبعدين يا كرم ؟ اقولها وأنا مش حساها ولا اسكت وتزعل 


قبض على أنامله يستغفر ربه ثم قال : وايه اللي يخليكي مش حساها؟ أنا مش وحش في حقك ذيه 


سيلا بزفير : تمام ماشي أنت مش وحش ويوسف مكنش حلو بس أنا حبيته هل ده معناه إن بمزاجي؟ لا يا كرم بالذات دي مش بالمزاج 


اشتعلت عيناه بغضب جديد عليها ثم وقف قائلاً : بصي يا بنت الناس أنا حبيت ومن قبله وبعدت لما حسيتك بتحبيه بس أنتِ بمزاجك وهتكوني ليا بمزاجك او غصب عنك، أنا صبري نفذ 


سيلا بحدة : يعني ايه؟ 


كرم وهو يجذب ذراعها : قدامك اسبوع يا سيلا وإلا هاخد حقوقي غصب عن عينك 


وقفت سيلا وتحدث بغضب صارخة : هو عافية ولا ايه، أنا مش قادرة اتقبلك ودا مش بمزاجي، أنت متقدرش تاخد حاجة غصب عني يا كرم فاهم! 


كرم بحدة : لا اقدر يا سيلا 


سيلا بانفعال : هي دي الرجولة والنخوة 


صرخ بها بغضب : أيوة ذي ما دي التربية ورد الجميل 


سيلا وهي تدفعه : أنا متربية غصب عنك فاهم؟ وملكش جميل عليا مش عاجبك طلقني 


جذب شعرها صارخًا بها : لو بنت راجل قوليها تاني 


سيلا وهي تحاول دفعه : أنا بنت راجل غصب عنك وطلقني أنا أصلاً مش طايقاك ولا بحبك


نزل بصفعة غاضبة على وجنتها يليها آخرى ومن هنا تغيرت معاملته كليًا، كل شيء بالغصب والعنف، أخذ حقوقه منها عنوة وحرمها ذكر اسم يوسف في خيالها حتى، جعلها تندم على قرار متهور ظنت أنها تحاول علاج نفسها فيه من شيء لكنها اكتشفت أنه ما هو إلا عقاب على ما لم تفعل. 


فتحت عيناها ببطء وجدت يوسف يجلس على كرسي نائمًا ورأسه عند قدميها، اعتدلت جالسه ثم اقتربت تهزه حتى يستيقظ 


سيلا : يوسف ... يوسف 


أعادت شعره للخلف لقد طال قليلاً عن عهده السابق، همهم وهو يُكمل نومه، تنهدت قائلة : أنت يا ابني ... قوم روح أوضتك طيب، يوسف 


فتح عيناه وانتفض حين وجدها قائلاً : سيليو أنتِ كويسه ؟


سيلا بإبتسامة : كويسه أنت نايم كده ليه! 


مرر يـ ـده على جبينها ثم وجنتها واردف : حرارتك نزلت، بقيتي ذي القردة، ابعدي كده بقى 


ودفعها ثم تمدد على السرير قائلاً : على سبيل المحبة بقالي تلت أيام قاعد بيكي، يا رب يطمر في أهلك 


وجذب الغطاء فوقه فانفجرت ضاحكة وهي تتمتم : مجنون. 


التقطت هاتفها ترى ما إن كان كرم قد رن، وجدته كل يوم يرن مرتين عليها لكن لم يجيب أحد فرنت هي عليه، رد قائلاً بحدة : فينك يا هانم؟ 


سيلا : هكون فين! جالي حمى ومكنتش حاسه بحاجة 


كرم ببرود : تمام أنتِ كويسه؟ 


سيلا بتأكيد : ايوة، عامل ايه وخالتو؟ 


كرم بزفير : مش كويسين ماما تعبت اوي ورنيت عشان اقولك انزلي مصر تعالي 


حركت عيناها بملل ثم قالت : حاضر.


اخذت شاور دافىء ثم ارتدت ملابسها ورنت تحجز تذكرة لمصر ثم بدأت بجمع أغراضها، انتهت وجلست تنادي على يوسف النائم 


سيلا : أنت يا ابني ... يوووسف يخربيت كده ... يوسف ستك ماتت قوم 


انتفض مستيقظًا قائلاً : ستي يا حبيبتي يا ستي، أنتِ عايزة ايه!


مسكت كوب ماء بارد ثم دفعته في وجهه وانفجرت ضاحكة، شتم في سره فطرقت بخفة على وجنته قائلة : عيب 


يوسف بضيق : بتصحيني ليه؟ 


سيلا بتنهيد : عشان أقولك مسافر، قوم روح اوضتك وبعد كده لو أنا بموت سبني أموت ومتجيش تقعد بيا، أنا هعديها بس صدقني لو اتكررت هزعلك 


يوسف بزفير : العفو اي خدمة 


قلبت عيناها بملل واخذت حقيبة يدها ونظارتها قائلة : متستناش مني اشكرك 


يوسف وهو يعتدل واقفًا : أنتِ هتفضلي تكرهيني لأمته؟ يعني مفيش أمل 


جزت على أسنانها بغضب ثم التفتت له قائلة بحدة : أنت واحد غبي عشان بعد كل اللي أنا عملته ليك مفكرها سهلة اوي ابطل احبك او اكرهك 


استغفرت ربها وهي تتجه تفتح الباب وهو خلفها، وجدت أمامها صديق كرم تعرفه جيدًا سبق والتقت به، ابتلعت ريقها وهي تنظر خلفها ثم اتجهت سريعًا لأسفل. 


❈-❈-❈


استغفر رعد ربه وهو يتجه لفراشه، فتح الدرج واخرج كتاب وضعته له عشق حين أخبرها صباحًا، نظر للساعة وجدها الحادية عشر مهلاً مر ساعة ولم تأتي، زفر وهو يرن عليها فردت 


رعد بحدة طفيفة : فينك يا عشق، بقالي ساعة قاعد لوحدي وحضرتك ولا هنا 


عشق بأنفاس مضطربة : طالعة اهو بس صقر بطنه كانت وجعاه وقعدت لحد ما نام، معلش يا حبيبي دقيقة واحدة


اغلق دون رد وترك الهاتف، دخلت الجناح ومنه الغرفة معتذرة : أسفة يا حبيبي عارفة والله أنك استنيت كتير بس اعمل ايه! 


لم يرد عليها كذلك لم ينظر لها، دخلت غرفة الملابس تحضر ملابس لها ومنها للحمام دقائق واتجهت تجلس أمامه تسحب الكتاب من بين يـ ـديه قائلة : رعد بلاش بوزك دا بالله عليك، الساعة كام؟ حداشر وتلت وأنا قعدالك لواحدة وتلت ولا تزعل نفسك .. يا رعد


رعد بحدة : أنا قولتلك ألف مرة أنتِ مراتي أنا مش مرات ولادك وعندك بدل الدادة خمسة، يعني اعملك ايه اكتر من كده! الساعتين اللي بقعدهم معاكي اشبع منك خليتي الولاد ياخدوكي مني فيهم 


مسكت يـ ـديه قائلة بإبتسامة : يا اخواتي هي الآية اتقلبت ولا ايه! أنا اللي بقيت ماما وأنت ابني 


رعد باستنكار : بتتريقي 


عشق وهي تقرص أنفه : أنا اقدر بالعكس بحب غيرتك دي وأنانيتك فيا 


رعد وهو يضيق عيناه : أنانيتي ؟


عشق بتأكيد : فيا .. فيا خد الكلام للآخر 


مرر أنفه على أنفها ثم رفع رأسه يُقـ ـبل جبينها نزولاً بخديها ثم ابتعد قليلاً قائلاً : عشق حاسه بصداع 


نفت برأسها مبتسمة، دقق قليلاً في ملامحها لينتابه الاستغراب، هي تقول أنها لا تشعر بالصداع لكن الحقيقة هي تفعل، هي مُرهقة لكن الحقيقة لا تذكر، هي تشعر بالتعب لكنها لا تعترف ... عشق التي كانت تعشق الخروج والتنقل وأنانية في حق نفسها الآن لا تخرج او تطلب فعلها، لا تهتم لتعبها ولا شحوبها ولا صداعها، كل اهتمامه له ولأولاده، قالت له انها سوف تعطيه حقه في وقتها لكنها لم تذكر حقها في الراحة 


تقبلت تقلب مزاجه وغضبه بصدر رحب رغم أن السبب أولاده ثم هو ولا ذنب لها، يدها التي أصابها حرق اليوم وهي تطهو يضغط عليه وهي لا تعترف بألمه حتى لا تفسد عليه اللحظة او يشعر أنها تتهرب منه، عشق تغيرت وبعد ان كانت تحمل صفات الدنيا من سوء أصبحت آلة تسعى لراحته هو وأولاده 


رفعها بين ذراعيه ثم جعلها تتمدد شبه فوقه وضمها له بقوة فاردفت : مالك يا رعد؟ زعلتك ولا ايه؟ 


رعد وهو يربط على ظهرها : أنا اللي بقيت بزعلك، نامي يا عشقي وارتاحي 


عشق بإبتسامة : لا مش عايزة أنام، أنت هتبخل عليا في الساعتين اللي بقعد معاك فيهم لوحدنا، قولي بقى عامل ايه في الشغل؟ 


رفع رأسها يُقـ ـبل جبينها وأنفها كذلك ذقنها ثم قال : بفكر اسيب كل الشغل واخطف واحدة كده من الدنيا ونسافر


تنهدت قائلة : اقولك على سر بس متقولش إني بنكد عليك، هتسمعني؟ 


رعد بهدوء : قولي سامعك 


عشق بتوتر : لما قولتلي كده فكرت إنك ممكن تكون قاصد واحدة تانية مش أنا، مش عارفة ليه دايمًا جوايا شعور إنك هتزهق مني، بقيت مملة وروتينية مش عشق اللي حبيتها ودا بيخليني ... اعيط ودايمًا مش مطمنة ودايمًا بعيش كل ليلة إنها آخر ليلة في حضنك. 


تنهد رعد قائلاً : أنتِ لو تعرفي أنا بحـ ـبك قد ايه عمرك ما تفكري في الكلام ده، شوفتي لما الواحد يكون بيحب واحدة وهي تبقى مش طيقاه وكرهاه وشيفاه اخوها مثلاً ويفضل سنين يحبها بعدين ياخدها 


ابتسمت متخيلة تشبيهه ليكمل : شوفتي مثلاً لما واحد فقير بالعافية بيجيب حق أكله ويحب أميرة القصر ويفضل يسعى ويسعى وفي الآخر برضو ميخدهاش غير في الأحلام 


ضحكت عشق قائلة : رعد 


قبل باطن كفها هامسًا : بكره الجمعة تيجي اخطفك 


عشق : الولاد بيبقوا مستنين اليوم دا عشانك، كده هبقى أنانية 


فكر قليلاً ثم قال : معاكي حق، ايه رأيك اعزمك بكره على عشا رومانسي


عشق بهمس : هفكر .. حساك متغير النهاردة، هي مراتك التانية عملت الواجب ولا ايه؟


انفجر ضاحكًا كذلك هي لتكمل : ضحكتك دي مش مطمناني، يا رعد احلف بحياة ولادك عشان اصدقك 


رعد باستغراب : أحلف بأيه؟


عشق : مفيش واحدة تانية 


رعد بخبث : تانية ولا رابعة؟ 


ابتعدت عنه تضيق عيناها قائلة : أنت قولت ايه؟ 


وضع يـ ـده خلف رأسه يتابعها بتسلية، تمكن من استفزازها وهي لا تُوصى، شعرت بالغيظ من عدم رده سرعان ما بدأت تضربه وتقرصه قائلة : أنت بتستفزني 


رعد : أنا! أنتِ حرة لو شيفاه استفزاز بعدين بعبطك هخلف بولادك ليه؟ هما أغلى عندي منك يعني؟ 


عشق وهي تضمه : لو فيها تانية ورابعة يبقى اة، رعد ممكن احكيلك حاجة بس متتعصبش، أنا والله لولا ما هتتعصب لو عرفت منا حاكية 


رعد بانتباه : في ايه؟ 


ابتلعت عشق ريقها ثم قالت : يوسف قابل سيلا و .... 


قصت له ما حدث سريعًا، تنهد قائلاً : يلا ننام 


عشق بحزن : والله قولتله غلط وهبعت لمامتها بس هو رفض و ... رعد أنا ذنبي ايه؟ هو لسه معرفني أمبارح


رعد : ملكيش ذنب يا عشق وهو حر، هو عاقل وكبير بطريقة كافية تخليه عارف الصح من الغلط والحلال من الحرام، بس لو كرم عرف هيبقى في تصرف تاني وحقه 


عشق بانفعال : هو ايه اللي حقه! يعني يسيبها تموت وهي أصلاً مش حاسه بحاجة، أنتم بجد تفكيركم مُعاق 


رعد بزفير : أحنا مين؟ يعني مر..اتي واحد غريب يروح يقعد بيها ولما اتحمق يبقى تفكيري مُعاق، دا أنا اقتـ ـلها واقتـ ـله


عشق بصدمة : رعد! تقـ ـتل مين ؟ دا جنون رسمي، الغلط عند سيلا لأنها الست وسيلا مكنتش حاسه بحاجة ومتعرفش إنه قاعد بيها، خلصت الحكاية 


استغفر ربه ثم قال : نامي يا عشق 


عشق وهي تقف : مش متزفته وسيبالك الأوضة وخارجة خالص 


رعد بحدة : أبقي خليكي اطلعي يا عشق 


وقفت عشق تتابعه بأعين تخرج نيران قابلها هو ببرود قائلاً : يعني قولتي تفكيري مُعاق وقولتي إني مجنون رسمي ومقموصة، دي بجاحة 


عشق بانفعال : يعني أنا بجحة!


رعد بتأكيد : أيوة وتعالي نامي عشان مقومش ازعلك


عشق بتحدي : أنا عايزة اعرف هتزعلني أزاي 


نظرته كانت كافية تجعلها تقترب وتنام على السرير، لا تعرف ما السر فيها لكن حقًا هي تخشى رعد بكل الطرق، هو لم يسبق ورفع يده عليها كذلك لن يفعل يومًا لكن بالفعل تهاب نظرته. 


تجاهلها ونام هو فاندفعت تحضنه قبل أن تنام هي الآخرى.


❈-❈-❈


جلست سيلا في الطائر على كرسيها، سحبت الحزام وكادت تغلقه وجدت يوسف يجلس بجانبها، تنهد قبل أن ينظر لها ثم سند رأسه للخلف يتابعها 


سيلا بصدمة : أنت بتعمل ايه هنا؟ 


يوسف بهدوء : سمعت إنك نازلة مصر، قولت انزل معاكي بعدين أنا كنت قاعد عشانك وأنتِ هتمشي مش مستاهلة اقعد بقى 


سيلا بزفير : أنت بتعمل كده ليه؟ 


يوسف بتنهيد : بسيطة دي ومفهومة، بحبك، شوفتي سهلة ازاي


سيلا بسخرية : ايه ده! هو أنت بتعرف تحب يا يوسف 


ظل يتابعها دقائق بصمت تام ثم أغلق حزام الطائرة ونظر أمامه، همست له : أنا أسفة، مش عارفة بجرح فيك كتير ليه! مع إن اللي فات مـ ـات 


يوسف باستنكار ساخر : مـ ـات! أومال اللي جوايا لسه عايش ليه، أوعى تفكري يا سيلا سكوتي عن ضربك وكلامك وتصرفاتك ضعف او انك ماسكة عليا حاجة، لا دا لأني بحـ ـبك وبس 


انسابت دموعها قائلة : مش متأخر اوي، ولا جايز عشان سابتك وسابت ابنك واتجـ ـوزت بقت سيلا حلوة، على كل حال أنا ربنا عوضني وبحب جـ ـوزي 


أغمض يوسف عيناه بقوة يستغفر ربه ولم يرد إفراغ غضبه بها، ثم فتحها وقال بسخرية : قلبك دا ولا باب طيارة


سيلا بحدة : أنت قليل الأدب، تقصد ايه إني بتاعت رجالة 


يوسف باستفزاز : ومين سمعك أنتِ بتاعت راجل واحد واسمه يوسف الشرقاوي 


سيلا بسخرية : احلم، ما الأحلام ببلاش 


يوسف : ماشي يا سيليو 


سيلا بتمتمة : مستفز. 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة