-->

رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 1

 

قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد الجزء الثاني

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل الأول




صدح صوت جهاز القلب يكسر هذا السكون المنتشر في المكان، دعوات تقصد صاحبها على أمل أن يجيب الله لها، وقف بطلنا أمام الغرفة يفكر فيما حدث وقد اختلفت نظرته للحياة مرة آخرى، نظر باتجاه ونسه في الحياة وجدها تحاول السيطرة على دموعها خوفًا على أحد أخويها وصديقتها، جلس بجانبها يربط على كتفها واردف : وبعدين معاكي يا عشق، قومي ارتاحي شوية، قعدتك هنا مفيش منها أي فايدة صدقيني 


انسابت دموعها على وجنتيها وهي تنظر له سرعان ما انفجرت باكية قائلة : أنا السبب يا رعد، عاصم عمل كده بسببي 


ضغط على ذقنها بين أنامله قائلاً بحدة طفيفة : متجبيش سيرته ولا تقولي اسمه 


مسحت دموعها بظهر يـ ـدها مؤكدة برأسها حديثه، وهكذا ظلت في توتر حتى أتى يوم مشرق بالنسبة لها وهو استيقاظ صديقتها سيلا، لم يكلف كرم نفسه والاطمئنان على مصلحتها فأول ما فعله هو أخذها والعودة لبلاد الغرب وسط تعبها


حالة من الزهول أصابت الجميع بعد حالة من الحزن عليها، استيقظ يوسف في أحد الأيام فوجد عشق بجانبه، اردف بخفوت : سيلا فين ؟ 


عشق وهي تكبت دموعها : سافرت مع جو..زها 


انسابت دموعه من عيناه وهو يعود ويغمضها بينما انفجرت عشق باكية لأجله والآن لتبدأ الحكاية بعد مرور أربع سنوات آخرين ...


تعالت الصيحات في قصر الشافعي، أطفال لا تعد ولا تُحصى كما يُقال، تحدث أسد بغضب وهو يدفع صقر ابن عمار : متزعلش يعقوب أخويا بقولك اهو 


وقف فهد أمام أخاه قائلاً : متزوقش صاحبي يا أسد عشان مقولش لبابا 


يعقوب وهو يمد شـ ـفاه بطفولية : أنا مش فاهم لحد أمته هتفضلوا عندكم غل وحقد من نحيتي كده، تبًا لكم جميعًا ماعدا أسد


ضحك آدم على ما قال يعقوب، بينما خرجت عشق تصيح من صغيرها قائلة : يا رعد ارحمني وبطل لعب في الأدراج، حاجة تقع عليك يا حبيبي 


فهد وهو يصفق : هقول لبابا لما يجي 


أسد بغيظ : يا فتان 


عشق بحدة طفيفة : أسد عيب متقولش على أخوك كده، وأنت يا فهد تعالى أما أقولك 


يعقوب بفضول : أجي معاكي يا ماما 


عشق بإبتسامة طفيفة : تعالى يا يعقوب أنت كمان 


صقر وهو يرفع يـ ـده : وأنا وأنا 


يعقوب بغيظ : قلود 


عشق بحدة طفيفة : يعقوب، بجد لو مبطلتوش الحركات دي هقول لبابا لما يجي وانتم حرين 


حاوط يعقوب خـ ـصره بيـ ـده قائلاً باستفزاز : مبخافش منه 


عشق بغيظ : أما يجي بس 


وحملت فهد الذي حاوط عنقها يُقـ ـبل وجنتها قائلاً : ماما حبيبتي، أنتِ حبيبتي يا ماما أنا صح ؟ 


أعادت خصلاته المتمردة على عيناه قائلة : حبيبتكم كلكم 


ثم همست في أذنه : اة حبيبي بس منقولش لحد، يلا يا يعقوب أنت وصقر باشا 


اتجهت بهم لأريكة منعزلة ثم قالت بهدوء : يا فهد عيب لما اخوك يعمل حاجة تروح تقول لبابا، أنا بس اللي ينفع أقول عشان أنا مامت الكل ودا تصرف مش حلو، محدش فيكم يعمل كده كمان يا صقر أنت ويعقوب عيب نضرب بعض، أنت يا صقر فهد صاحبك وأسد صاحب يعقوب هينفع تخلوا أسد وفهد يتشاكلوا عشانكم 


يعقوب بحزن : يا ماما صقر مش بيرضى العب معاهم وبيقول أني بخسرهم، أنا أعمل ايه؟ أنا اللي بهبط لوحدي 


ظهر طيف حزن في عيناها ثم قالت : يا صقر يعقوب أخوكم بعدين لو فعلاً ملعبش معاكم هيلعب مع مين، دي مش أخلاق أخوات 


ضحك رعد الكبير بخفة وهو يتابعها ثم قال : أنتِ بتقولي ايه! 


يعقوب بلهفة وهو يجري له : بابا 


حمله رعد بين يـ ـديه يُقـ ـبل وجنته قائلاً : حبيب بابا ودنيته


اندفع الأطفال حوله يضموه، انحنى يُقـ ـبل جبين كل منهما ويضـ ـمه، ثم أنتهى الأمر يضـ ـم يعقوب ذو الخمس سنوات الذي هو قطعة من والده، هتفت عشق بحدة : يلا يا واد غور أنت وهو من هنا أما اسلم على جو..زي حبيبي 


يعقوب بنفي : لا بابا جو..زي حبيبي أنا 


انفجرت عشق ضاحكة ثم قالت : طيب يا لمض يلا اغسلوا إيـ ـدكم عشان ناكل يا جيش المغول أنتم


آدم بهدوء جميل : يلا يا يعقوب 


عشق وهي تُقـ ـبل كلتا وجنتيه : أنت روحي والله 


ذهب الأطفال فاتجهت تحاوط عنقه مُقـ ـبلة وجنته اليمنى ثم اليسرى فحاوط خـ ـصرها قائلاً : ايه سلام ولادك ده! 


عشق بعبوس مصطنع : ومالو سلام ولادي، مش جاي عليهم جري


رعد وهو يداعب أنفها بأنفه : ايه ده! هي لوزة زعلانة 


عشق بضيق : متقولش الاسم ده واة زعلانة يلا صالحني 


نظر باتجاه الغرفة الذي اتجه لها الأولاد ثم قال : تؤمري 


انحنى حملها وصعد باتجاه غرفتهم بينما في الداخل يدفع الأولاد الماء على بعضهم البعض، صرخ رعد وانفجر باكيًا فقام فهد باحتضانه قائلاً : بس يا يعقوب 


يعقوب وهو يربط على كتفه : معلش يا رعد مكنتش اقصد


دفعه رعد قائلاً : ابعد عني، أنت بارد أصلاً امشي من هنا


آدم بحدة : بس يا رعد عيب كده


يعقوب وهو يتراجع للخلف : أنا أسف يا رعد 


اتجه للخارج يجلس بحزن فصرخ صقر به : أنت واحد غبي أصلاً خد خصمك


وجرى خلف يعقوب الذي جلس على العشب يحاوط وجهه بوجنتيه، ذهب آدم خلفه أيضًا، اردف صقر : متزعلش يا يعقوب


يعقوب بنفي والدموع تجري بعيناه : مش زعلان.


بينما في الأعلى جلست عشق خلف رعد تحاوط عنقه، وانسدل شعرها على جانب وجهها، اردفت : مش هتصالح عمار بقى 


رعد بزفير : عشق أنتِ محسساني إني مخاصمه، في ايه!


عشق بانزعاج وهي تعتدل واقفة : أنت محسسني أنك بتكلمه اوي 


استغفر رعد ربه وهو يعتدل واقفًا فاردفت بعبوس : رعد عشان خاطري، هو مش راضي ينزل مصر عشانك، أنت مش بتقول أنك معتبره ابنك 


رعد بحدة وانفعال : عشق أنا لو ابني عمل اللي اخوكي عمله قسمًا بالله ادفنه في أرضه، وهيشوف مني سواد عمره ما شافه، أنا تصرفي كان بالعقل مع عمار عشان خاطر والدك الله يرحمه ولأن لو تصرفت على انه ابني أنتِ نفسك هتكرهيني 


ابتلعت ريقها بتوتر وهي تعود خطوة للخلف ثم تحدثت بتعلثم : هو كان عيل والإنسان وارد يغلط بعدين أنت صقر اوي يعني، رعد 


رعد بحدة : ممكن نقفل ع الموضوع


هزت رأسها بموافقة فاتجه لأسفل حيث الأولاد يجلسوا على طاولة الطعام ماعدا يعقوب، تحدث رعد : فين يعقوب ؟


توترت ملامح رعد الصغير وهو يقول : يا بابا كنا بنلعب بالماية وهو رش عليا في عيني وأنا زعقت ليه، مكنتش اقصد ازعله 


رعد بهدوء : أنتِ بتقولي ليه! اطلع اعتذر لأخوك وهاتوا وانزلوا يلا 


وقف رعد الصغير واتجه لأعلى فاردف آدم : بابا أنت كويس؟ 


دخلت عشق مع الدادة تضع الطعام أمامهم فاردف صقر : أنتِ على طول كده تنكدي على بابا 


عشق : بس يا بارد


تمتم صقر بضيق : نكدية 


أتى يعقوب مع رعد الذي يمسك يـ ـده ثم تركها يتجه لكرسيه، أشار رعد ليعقوب الذي اتجه له ومازالت الدموع تملأ عيناه، حمله رعد مقـ ـبلاً وجهه ثم همس في أذنه : أنت لسه زعلانة 


يعقوب بنفي : لا يا بابا رعد أخويا


ابتسم رعد بخفة قائلاً : أنت جيت أنا مزعقش ليه صح ؟


اجهش الصغير بالبكاء فاحتضنه رعد مربطًا على ظهره، لم تتدخل عشق بينهما كعادتها وانتظرت حتى هدأ الصغير ثم تناولوا الطعام، اتجه رعد للحديقة مع الأولاد يلعب معهم ساعتين ويستمع لحديثهم كذلك طلباتهم الطفولية، يعطيهم حقهم فيه. 


❈-❈-❈


فتح عمار عيناه على صوت همس وهي تتحدث مع والدتها في الهاتف، حقًا لقد اشتاق لمصر وجوها كذلك أخته الوحيدة ورعد، يتوق لرؤية صغيره الذي يكبر بعيد عنه لكنه يستحق هذا، وهذه الفتاة التي دمرها بفعلته معها وجعلها وحيدة هنا لا عائلة لها ولا أحدًا يتحدث معها سوا والدتها، عاد بذاكرته قبل عدة سنوات. 


أخبرت همس والدتها برغـ ـبتها في الذهاب حيث عمتها وبالفعل سافرت من القاهرة إلى باريس تشارك عمتها بالكارثة التي فعلتها وهي حملها من عمار، استمرت في الضغط على عمار فهي لم تكتشف سوا حين وصلت للشهر الخامس نظرًا لظهور بطنها واختفاء دورتها، حاولت أن تقوم بإجهاض الجنين لكن لم ينفع 


في أحد الأيام 

رنت همس عليه واخبرته أنها اتجهت للمستشفى بسبب تعبها الشديد فهي في نهاية حملها، ظل يتابعها حتى عادت ترن عليه وتخبره 


همس بتوتر : عمار دي ولادة، الدكتور قال ليا لازم ادخل أولد 


عمار بصدمة : ايه! 


همس بدموع تنساب : اعمل ايه يا عمار؟ الولد لما يجي هـ ... 


بدأت الأفكار البشعة تتوافد على تفكيرها ودموعها لا تكف عن الإنهمار، اغلق عمار معها واتجه إلى رعد يبحث عنه، وجد عشق تجلس مع أولادها وتلعب معهما 


عمار بتوتر : عشق أومال رعد فين؟ 


عشق : في المكتب مع بسام 


اتجه عمار للمكتب يطرق الباب ثم فتحه ودخل، رفع رعد عيناه قائلاً : تعالى يا عمار في حاجة؟ 


عمار : ممكن نتكلم شوية، لو سمحت


بسام وهو يقف : طيب استأذن أنا وهبقى اجيلك تاني يا باشا 


توتر عمار أكثر ثم اردف سريعًا بخوف : لا خليك يا بسام، أنت مش إيد رعد اليمين ومش هتطلع اسرارنا، خليك


أشار لبسام بعيناه بينما عقد رعد حاجبيه باستغراب، هل عمار خائف منه؟ وقف رعد قائلاً بهدوء : في ايه يا عمار؟ 


عمار بقلق : من حوالي تسع شهور حصل ورجعت اتكلمت مع همس، بعدين .... اتقابلنا تاني و ... حصل بينا حاجة


رعد بعدم فهم : حاجة ايه؟ 


فهم بسام ما يريد عمار قوله فأكمل عمار : همس سافرت من تلت شهور دا لأنها كانت حامل وهي الوقتي في المستشفى بتولد 


رعد بزهول : بتولد مين؟ 


عمار وهو ينظر للأرض : ابني 


انقض رعد عليه هاتفًا بجنون : ابن مين يا عمار؟ ابن مين؟ 


وقف بسام حائل بينها فصرخ رعد بجنون به : رد عليا، هو دا كلامي ولا هي دي الأمانة، مخوفتش من ربنا طيب وأحنا ايه؟ أنا ايه؟ رد يا عمار 


أتت عشق جريًا على صوت رعد تفتح الباب، فصرخ رعد بها : اطلعي بره 


شهقت بخفة وهي تضع يـ ـدها على شعرها ثم انطلقت جريًا ومن حسن حظها أن بسام يعطيها ظهرها، دفع رعد من بسام ومـ ـسك فك عمار يرفع وجهه وجده يبكي كطفل مذنب، تحدث بهدوء عكس العاصفة الذي كان فيها : بسام اعرف منه همس فين، وسافر هاتها هي والولد بدون ما أدهم يعرف 


ثم تركه وصعد لأعلى وجد عشق تبكي وهي تثبت حجابها، مسح دموعها وقَـ ـبل جبينها قائلاً : بتعيطي ليه؟ 


عشق ببكاء : عمار عمل ايه؟ 


ربط على ظهرها وهو يضـ ـمها لحضنه قائلاً : معملش، متعيطيش عشانك وعشان ولادك، حرام لسه مكملوش حاجة وبيرضعوا


عشق بشهقات متتالية : مش هتقولي عمار عمل ايه؟


رعد : بعدين يا عشق، أنتِ داخلة المكتب كده أزاي؟


عشق بتوتر : اتخضيت ومخدتش بالي .. بعدين خلاص بقى بسام كان مديني ضهره 


اكتفى بهز رأسه ثم اتجه للحمام خرج لم يجدها، جلس يفكر في الأمر وفي بشاعة فعل عمار، رفع يـ ـده يضعها على أنفه الذي بدأ في النزيف ثم التقط منديل يضعه محل النزيف، أتت عشق له تجلس على ركبتيها ثم هتفت ببكاء اسمه : رعد 


رعد بهدوء : أنا قولت متعيطيش 


عشق : والله ما كنت اعرف 


تنهد رعد قائلاً : عارف يا عشق ومتشغليش بالك، عدي اغسل وشي 


وقفت وتراجعت للخلف بينما وقف هو وغسل وجهه ثم خرج، حاوط خـ ـصرها يعود ويمسح دموعها قائلاً : مش هتبطلي عايط 


عشق ببكاء : أنت زمانك كرهتني صح؟ أكيد بس مش عايز تقولها زمانك بتقول عشق واللي يجي من وراها 


رعد بإبتسامة طفيفة : كرهتك مرة واحدة، يعني بعد كل ده ومقولتش كده هاجي اقول كده النهاردة! اعقلي 


رفعت عيناها له فوجد نفسه يبتسم تلقائي وهو يضمها هامسًا : عمار فين؟ 


عشق بتوتر : أنت هتعمل ايه؟ 


رعد بخفوت : معاكي ولا معاه؟ هنزل اكلمه وهطلع اشوفلك تصرف يليق بيكي 


عشق بضيق : حسن كلامك ايه تصرف دي! 


قَـ ـبل جبينها ثم تركها واتجه لأسفل، تغيرت ملامحه كليًا عما كانت ثم دق باب غرفة عمار ودخل، اعتدل عمار جالسًا وظهر الخوف على ملامحه فاردف رعد : أنا مش هأذيك يا عمار، بلاش البصة دي كل أما تشوفني


أكد عمار برأسه ليكمل رعد : تعالى بقى نتكلم في المهم 


جلس عمار أمامه في الزاوية التي تحمل كرسيين، تحدث رعد : أنت غلطت ومش اي غلطة، أذيت نفسك وهمس وطفل ملوش ذنب وأختك كمان، ما عليك مني 


وضع عمار وجهه بين يـ ـديه فأكمل رعد : أنت زانيت والزاني وربنا قال " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا "، ربنا خلقنا للعبادة قبل أي حاجة مش عشان نتعلم في أحسن الكليات ونشتري أحسن العربيات ونسافر من هنا لهناك يا عمار ولا عشان نعصيه، الدنيا دي فانية في لحظة كل ده بيروح 


عمار بدموع تنهمر : أنا حبيتها يا رعد كمان افهمني دا كله مش هتعلمه بين يوم وليلة، أنا مكنش معايا الأب اللي ... 


رعد بحدة طفيفة : هو مش دلع فبقولك بطله ولا عصبية بقولك هدي نفسك دي معصية يا عمار يعني متتعلمهاش في يوم وليلة دا أنت تتعلمها في لحظة والتانية تنساها أصلاً متعتبرهاش في الدنيا، ووالدك مغلطش ومش سايبك ابن سنة ولا اتنين لا كنت داخل في مراهقتك وأنت اللي اختارت البُعد.


عاد ينظر للأرض دون حديث فأكمل رعد : همس هتيجي تكتب كتابك عليها بعدين هسافر بيك السعودية تعمل عمرة وتتوب، ربنا قال " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " واعتقد أنت فهمت حجم فعلتك، الحرام وحش يا عمار وقته اة حلو بس صدقني أثره دمار، توب لربنا واستغفر وصلي واعتمر بس دا يكون من قلبك وأنت حاسس أنك فعلاً غلطان، اطلع يا عمار وروح المطبخ لو قدرت لحظة تحط إيـ ـدك في نار البوتجاز تعالى وكمل معصية، لو قدرت تتحمل فشل وفقر وتعب وقلة توفيق في حياتك كمل، لو قدرت على غضب الله كمل يا عمار 


خفق قلب عمار من حديث رعد والآية القرآنية، تابع رعد وهو يخرج من الغرفة، اتجه عمار لسريره وما هي دقائق إلا وغفى لا يعرف كيف! 


وجد نفسه يقف وسط نار موقدة وهناك جلدات من حيث لا يعلم تنزل على جـ ـسده العـ ـاري، صرخاته ترج بالمكان ولا أحد يستمع له، وقت طويل وهو يعاني لدرجة صراخه وهو نائم 


أتى رعد له وبدأ يوقظه فاستيقظ وهو يصرخ، ربط رعد على كتفه قائلاً : بسم الله الرحمن الرحيم، أهدى خلاص 


عمار بخوف : رعد .. رعد 


احتضنه رعد قائلاً : مفيش حاجة أهدى 


فرت الدموع من عيناه وهو يستغفر ربه وينتفض بخوف، بدأ رعد يقرأ له قرآن وهو يضمه له بحزن منه وعليه، مر الليل كامل وهو بجانب عمار الذي يتلقى كوابيس كلما غفى 


بالفعل عادت همس لكن لم تنتهي كوابيس عمار، وتزوجا بعد معناة مع أدهم قامت لارا بحلها، ذهب رعد مع عمار إلى السعودية لأداء عمرة وتاب عمار بعدما علم حجم فعلته، طيشه أخذه لجهة اللهم ابعد كل من هو مؤمن عنها. 


❈-❈-❈


وصل يوسف إلى أحد الأماكن السياحية يحاول حل المشكلة هناك، فهو بدأ من عامين في الاتجاه لعمل شركة طيران وقام بتطويرها سريعًا لتكون في عدة دول معينة مع شركاء أجانب آخرين 


بعد حديث مزعج مع شريكه اضطر هو للذهاب وحل هذه المشكلة بنفسه، ترك ابنه عند عشق وسافر وحده، وصل للمكان المراد 


تحدث أحدهم بالإنجليزية : لقد كان الاتفاق على أماكن معينه في سيدي من ضمن البرنامج 


يوسف بحدة : وما خصنا نحن، وظيفتنا هو نقل الناس من دولة لآخرى ليس الإطلاع على برامج الناس 


عاد يرد قائلاً : سوف أشرح لك، نحن على اتفاق أنه سوف نقوم بنقلهم من مكان لآخر في خلال يومين، لم يجدوا يومين كافين للأطلاع على المكان لذلك طلبوا بتطويل المدة وهذا سوف يقوم بتكلفتنا مبالغ، لذلك طلبنا إما أن يدفعوا او يلتزموا بالبرنامج المراد لكنهم يرفضوا الاثنان 


يوسف بزفير : دعني أتحدث معهم أنا 


بالفعل اتجه يوسف مع الشاب وهو يستمع لحديثه عن المشاكل التي تواجههم إن قاموا بفعل هذا، تحدث الشاب معهم : لقد أتى المدير ويريد التحدث معكم 


التفتت هي بانفعال قائلة : حسنًا جيد أنك أتيت، لـ.... 


صمتت حين وجدت يوسف في وجهها كذلك هو لا يصدق أن الصدفة جمعته بها، سيلا واة من سيلا ترغب في كتابة الشعر فيها لكن الكلمات لن تعطيها حقها، سيلا نور طريقه وأنفاسه هي مَن تجعله يكمل في هذه الحياة التي لم تنصف حبهما، مهلاً لا عتاب على الحياة إن كان الإنسان غبي 


فاق على صوت الشاب وهو يقول : مستر يوسف هل تسمعني؟ 


حرك رأسه بخفة ثم قال : أجل 


ثم أكمل موجه حديثه لسيلا : ازيك يا سيلا؟ 


سيلا بتوتر : كويسه، ازيك يا يوسف؟ 


يوسف بتنهيد : في أحسن حال لما شوفتك..... 


تنهدت هي الآخرى ثم بدأت تتحدث معه عن الأمر فأكتفى بهز رأسه بتفهم ثم قال : آخبر آرثر أني سوف أسافر معهم چاك في نفس الأيام التي يرغبوا فيها، ولا تتحدث في شيء آخر 


عقد الشاب حاجبيه قبل أن يقول : حسنًا سيدي. 


جلست سيلا على الشاطىء في الليل تتابع الأمواج المتلاطمة وتفكر، تنهدت بألم دفين وهو تجده لا يخرج من مخيلاتها منذ أن رأته، تعايشت بدون وجوده لكن الآن كيف سوف تفعل هذا! 


فرت الدموع من عيناها دون شعور في البداية لكن ما إن شعرت بها مسحتها سريعًا، جلس يوسف بجانبها قائلاً : أسف على الازعاج بس لقيتك قاعدة لوحدك قولت أجي اغلس عليكي 


هزت رأسها بهدوء ثم قالت : عامل ايه؟ جرحك كويس.


يوسف بمرح : كويس الحمد لله بس بيشد عليا في بعض الأحيان، أنتِ عارفة بقى أربع سنين مش كافين يداوا جرح جـ ـسدي 


ضحكت بخفة قائلة : مش هتتغير، يوسف هو يوسف


يوسف : لا اتغيرت بس حاجة واحدة بس اللي متغيرتش فيا، أنتِ 


حمحمت قائلة : يعقوب عامل ايه؟ ايه متجـ ـوزتش؟ 


يوسف بمرح : دا على أساس يعني إن عشق مش بتقولك أخباري كلها أول بأول وكده، لا متجـ ـوزتش لسه مستني واحد كده تطلق 


سيلا بخبث : زينة يعني 


يوسف ببرود : لا ضرتها 


ادارات وجهها بعيدًا تضحك عليه فأكمل : اضحكي في وشي مبحبش اللي بيضحك من ورايا ده إلا سيلا طبعًا


عادت تنظر له مبتسمة ولوهلة مر عليها فترة زواجهما، لا تعلم لما رغبت في العودة لوقت انتظاره والبقاء حيث كانت ربما كان ... اطلقت زفير مُتعب فور تذكر هذه الفترة


سيلا بتنهيد : خليت زينة تتجـ ـوز ليه يا يوسف؟ مش دا كان حبك الأول والحقيقي 


يوسف : اكتشفت متأخر مين حبي، سيلا عايزك تعرفي بس إن أنا ... حبيتك ومكنش شايف إن ليا غيرك عشان كده جيت عليكي 


فرت دموعها قائلة : معتش يجي منه يا يوسف، أنا الوقتي متجوزة كرم ولو كان لينا نصيب كنا كملنا بس من البداية ملناش


اعتدلت واقفة مكملة حديثها : أنا هروح أنام، تصبح على خير


يوسف : وأنتِ من أهله. 


❈-❈-❈


" حامل! " 

طفل ثاني يتم وضع اسمه أسفل اسم أخته، ينضم لقائمة الظُلم الجديدة والحياة الغير سوية، وضعت الاختبار بجانبها تسمح لدموعها بالإنهمار بحزن، فهي عادت له منذ عدة سنوات لكنها لم تتمكن من إعادة قلبها له، ما انكسر لا ينصلح بإن كان سوف يتم تصليحه من البداية لم يكن له الكسر 


دخلت طفلتها تبكي بحزن وتصدر شهقات متتالية، وقفت أمامها قائلة ببكاء : أنا مليش دعوة، أنا عايزة أروح لبابا رعد رني عليه حالاً يا ماما 


لارا باستغراب : في ايه يا ليلة؟ 


زاد بكاء ليلة وهي تقول : بقول لبابا إني عايزة أروح لبابا رعد رفض وزعق ليا، وبيبرث كمان بيقول إني عايزة اروح عند الثبيان وكده أنا مش محترمة 


لمع الغضب في عيناها وهي تقف تلقي الاختبار في سلة المهملات ثم اخرجت هاتفها ترن على رعد الذي أجاب قائلاً : سلام عليكم 


لارا بغضب : عليكم السلام، رعد معلش ابعت حد ياخد ليلة عايزة تجيلك وبتعيط 


رعد باستغراب : مالك في ايه؟ 


ليلة ببكاء : يا بابا تعالى خدني عشاني، بابا مش راضي وأنا عايزة اجيلك 


رعد بقلق : بتعيطي ليه بس! هبعت بسام ياخدها حالاً بس قوليلها متعيطش 


لارا : تمام 


اتجهت مع ابنتها تبدل ملابسها له، وجدت أدهم يدخل الغرفة بغضب يظهر على ملامحه، تحدث بحدة : أنتِ أزاي تكلمي رعد وتقوليله يبعت حد ياخد ليلة، أنا مش قولت لا


لارا وهي تدفع ابنتها بخفة : يلا يا ليلة روحي استني أنكل بسام يجي


خرجت الصغيرة بخوف من أدهم فأكملت بحدة : هفضل أفهمك لحد أمته إن البنت مينفعش تشوفنا وأحنا بنتشاكل


أدهم بانفعال : كمان خليتي كلامنا شكل، تخيلي أجي اكلمك تقلبيه مشكلة، أنا قولت للبنت متروحش، حرام عليكي دي بتحب رعد عني 


ضحكت لارا دون رغـ ـبة قائلة : حقها الصراحة، ما أنت لو بتعاملها كويس كانت حبيتك بس كل حاجة زعيق وعصبية ونرفزة 


أدهم : مش عايزها تمشي، هو أنا رجعتها بسهولة كده! 


قبضة قوية سيطرت على قلبها المنفطر، دخل بيبرس قائلاً بغضب : أنتِ هتودي ليلة بيت أنكل رعد ليه؟ هي قصة! بعدين هناك ولاد كتير


لارا بحدة : وأنت مالك! بنتي وأوديها مكان ما أحب دا شيء ميخصش حضرتك 


تراجع بيبرس خطوة للخلف ليردف : أنتِ بتعملي كده ليه! أنتِ عايزاها متحبناش وتحبهم وتقعد عندهم صح؟


تركت الغرفة للاثنين واتجهت حيث ابنتها تجلس بجانبها، أتى أدهم وجلس أمامها قائلاً : متتأخريش هناك يا ليلة عشان بتوحشيني يا بابا 


ليلة : حاضر يا بابا 


لارا بحدة طفيفة : بعد بكره يا ليلة 


بيبرس وهو يحمل حقيبة : أنا هروح معاها 


اتسعت أعين ليلة بتوتر ليردف أدهم : مينفعش يا بيبرس هتبقوا كتير اوي على هناك، آدم وأسد وفهد ورعد وصقر ويعقوب وليلة وأنت كتير اوي عليهم 


بيبرس بحزن : جات عليا يعني ما كلهم هناك، مش هسيب ليلة تروح لوحدها


لارا بسخرية واستفزاز : مش هجوزهالك برضو 


بيبرس بخفوت : غلسه اوي 


ليكمل بصوت : هروح معاها برضو 


لارا بتمتمة : بارد. 


❈-❈-❈


اتجهت ليلة الصغيرة لقصر الشافعي مع بيبرس المزعج بالنسبة لها، بدأت تحتضن كل الأولاد واحد يلو الأخر وهي تبدي مدى اشتياقها لهم، وقفت أمام يعقوب الذي ضمها بقوة 


يعقوب : وحشتيني يا ليلة اوي


ليلة بإبتسامة : وأنت كمان يا يعقوب، فين بابا؟ يا بابا 


خرج رعد من المكتب فانطلقت جريًا تحضنه بقوة، حملها يُقـ ـبل جبينها قائلاً : حبيبة بابا اللي وحشاني اوي


ليلة بعبوس : وأنت كمان بث زعلانة منك


اردفت عشق بمرح : ليلة قولي كدة أنا اسمي سوسو من سوريا والساعة خمسة وخمسة كده 


ضيقت ليلة عيناها فضحك الأولاد وبدأ رعد الصغير يقلدها : أنا اثمي ثوثو 


ليلة وهي تمسك أنف رعد : مش بحبها هي وابنها، أنا بحبك أنت اوي 


عشق بغيظ : سمعتك يا جزمة، يلا عشان تاكلوا وتناموا وتسبولي رعد حبيبي


نظرت ليلة لها بعبوس قائلة : بابا هينام معايا النهاردة 


رعد الصغير بضيق : غلسه اوي 


وقف آدم بجانب بيبرس الذي يتابع ليلة بانتباه، تحدث بهدوء : عامل ايه؟


بيبرس : كويس، أنت عامل ايه؟ 


رد آدم وهو يتابع ليلة : كويس.


وبعد وقت طويل

قام رعد بتغطية ليلة في سر..يرها ثم طبع قـ ـبلة بسيطة على جبينها، نظر باتجاه عشق التي تتابعه بغيظ مصطنع، وقف يحملها بين ذراعيه بمرح قائلاً : جيه معاد نوم البكرية 


عشق : فكرتك نستني من كتر ما بتدخل الأوضة دي وتطلع من دي تدخل دي، أنت عامل للولاد عمل


رعد بمرح : حصل هما وأمهم كمان 


ضحكت عشق وهي تحاوط عنقه قائلة : أنت روح أمهم أصلاً، رعد ممكن اطلب منك طلب


نفى برأسه فزفرت بانزعاج وأشاحت بوجهها عنه، انزلها رعد قائلاً بانزعاج : أيوة يعني أنتِ عايزة تنكدي علينا صح؟ عشق ارحميني بقى أنا مش مخاصم أخوكي


عشق بانفعال : يا سلام وقلة كلامك ليه دا ايه؟ بعدين يعني أنت جاي تعتب على عمار وجابلك صقر ومعتبتش نفسك وأنت عمال تحبلي في واحدة، هو دا مش ز..نا عين يا شيخ رعد 


رعد بعدم فهم : أحب مين؟ 


عشق بغضب : اعمل نفسك مش فاكر، الحلوة أم عيون مش عارف ايه ومناخير ايه وهم تقيل ايه، اكدب عليا بقى


رعد بزهول : اكدب في ايه! 


عشق بصراخ : الحب القديم يا رعد متجننيش 


رعد بتساؤل : چلنار تقصدي 


صفقت بيـ ـدها متذكرة قائلة : وكمان چلنار فكرتني! دا أنت ليلتك خضرا 


رعد بزفير : هنام يا عشق بجد! 


عشق بحزن : أنت حتى الساعتين اللي مفضي نفسك ليا فيهم مستخسرهم فيا، روح نام يا رعد 


استغفر ربه عدة مرات ثم اتجه يتمدد على السر..ير، فتح الدرج واخرج كتاب يفتحه وبدأ يقرأ، تمددت بجانبه على الطرف الأخر من السرير 


رعد بهدوء : عايز أشرب قهوة يا عشق 


اعتدلت جالسة ثم اتجهت للماكينة خارج غرفة النوم دقائق وعادت بكوب من اللبن، وضعته بجانبه قائلة : القهوة هتسهرك 


مـ ـسك يـ ـدها بيـ ـد وعيناه ما زالت في الكتاب يقرأ، رفع عيناه لها قائلاً : أنتِ عايزة ايه؟ 


عشق وهي تحاول سحب يـ ـده : مش عايزة يا رعد اللي يريحك اعمله 


اغلق الكتاب وسحبها تجلس أمامه ثم طبع قـ ـبلة على باطن كفها قائلاً : ما تيجي احكيلك عملت ايه في الشغل 


عشق بإبتسامة طفيفة : احكي 


مرر يـ ـده على وجهها يضـ ـمها داخل حضنه قائلاً : هكلم بكره عمار واقنعه يرجع بس المهم متزعليش، لأجل عين تُكرم ألف وأنتِ مش أي عين يا عشق 


عادت بوجهها للخلف قائلة : أحلف أنك مش بتفكر في أي واحدة غيري 


تنهد رعد بصوت مرتفع ثم قال : مين بيتكلم! اسكتي يا عشق 


وقفت قائلة بانزعاج مصطنع : سكتت 


جذبها لتجلس ظهرها له ثم بدأ يُقـ ـبل أذنها نزولاً بعنقها، ثم همس في أذنها : بحبك.


❈-❈-❈


وقفت سيلا ترتدي ملابس خلاف ملابس نو..مها ثم خرجت من الغرفة تسير على الشاطىء، لم يأتي لها نوم وهي على عِلم أنه معها في نفس المكان، تنهدت وهي تنظر للبحر فوجدته يقف بجانبها 


يوسف بهدوء : توقعت ميجلكيش نوم 


سيلا بدموع : أنا خسرت كليتي اليمين بسبب الطعنة ولما قومت كنت أفضل جنبك بس ... كرم خدني غصب عني وسافرنا، أنا جيتلك يا يوسف وأنت نايم


يوسف بإبتسامة : كله من ورايا تاخدي كليتك طيب


نظرت له قليلاً ليكمل : مش عارف أقولك ايه!


سيلا بتنهيد : فات الأوان إني اسمعك يا يوسف


كادت تذهب لكنه مـ ـسك يـ ـدها يمنعها قائلاً : ممكن نبقى صحاب يا سيلا 


فرت الدموع من عيناها وهي تهمس : مش هقدر


يوسف : جربي بس وتعالي نتكلم كأصحاب، اقعدي 


جلست على الأرض وهو بجانبها وعم الصمت، دقائق وقالت : بقالي ست سنين بعاني من اللي حصل، روحت لدكتور نفسي بس مقدرش يساعدني في حاجة، سيلا هي سيلا بتاعت أخر يوم في العدة 


عاد الصمت يعم ثم قاطعته قائلة : لما نقلت المنصورة كان عندي أحلام كتيرة اوي وفرحة كبيرة إني سيبت بيت بابا أخيرًا سيبت الذل والإهانة والضرب، كل حاجة كانت ماشية يا عادية يا وحشة لحد ما قابلته 


" يوسف " 

همست اسمه بطريقة حالمة ثم أكملت : ضحكته تصرفاته عبطه وشقاوته جنانه، كنت بتابع كل تصرفاته الطايشة، معرفش عنه حاجة ومش مهم أعرف المهم إني بشوفه، يا ربي هو معقول في يوم من الأيام أكون حبيبته أو مراته، معقول الدنيا تضحك في وشي بالشكل ده! معقول! كنت بحلم بيه ليالي وأيام لحد ما اتفاجأت ما صحيح معقول واحد ذي يوسف ميكونش بيحب، أكيد بيحب من مقامه لا وكمان خطبها 


فرت دموعها وهي تنظر حولها ثم انفجرت باكية قائلة : خطبها هي قدرت تستولى على قلبه، هو حلمي وبقى حقها، يولع الحلم إنما الحق حق يا سيلا، بعدت وحاولت كتير اوي أنساك يا يوسف، حاولت مفكرش فيك ولا تكون فارس أحلام سيلا بس مقدرتش، القلب مش ف الإيد. 


وقفت ثم اتجهت لغرفتها عقب إفراغ جزء مما يتراكم داخلها، تمددت على سر..ير وغفت سريعًا هي الآخرى. 


❈-❈-❈


جلست حورية بجانب شباك غرفتها في منزل أهلها تتابع الطريق، تنهدت بحزن دفين وهي تلتفت تنظر لأحد أولادها، اعتدلت واقفة تتجه للسر..ير ثم جلست على طرفه تفكر فيه ... رن هاتفها برقمه فأجابت قائلة : متجوزة كوم خذلان، زعلانة منك


آدم بزهول مصطنع : أنا! ليه بس؟ 


حورية : بتسافر وتسبني، حد قالك أني متجـ ـوزاك عشان تسافر


آدم بتفكير : ما تفتحي الباب نشوف الأمر ده وبالمره أصالحك 


انتفضت جالسة بسعادة ثم اتجهت جريًا لباب شقة والدها تفتحه، اندفعت لحضنه فاستقبلها بإبتسامة واسعة ثم حملها يدور، انفجرت ضاحكة وهي تُقـ ـبل كلتا وجنتيه مخبره إياه بمدى اشتياقها له ... 


حياة يشوبها اللطف منذ زو..اجهنا، لم يسمح آدم بدخول المشاكل بينهما، لكن لم تخلو من مشاكل بسيطة يضيفوا عليها المرح. 


جلس في غرفتها على سر..يرها يتابعها بإبتسامة ثم اتجهت تجلس بجانبه قائلة : بعد كده لو سافرت يوم واحد من غيري هطلقك


آدم باستنكار : يا سلام! 


حورية بضيق مصطنع : أيوة ذي ما بقولك كده


آدم : فين جوانا صحيح؟


حورية وهي تعتدل على السرير : بايته مع حياة النهاردة، يلا ارتاح شوية قبل ما النهار يطلع 


جذبها داخل أحضـ ـانه قائلاً : تصبحي على خير يا حبيبتي


حورية بإبتسامة : وأنت من أهله.


❈-❈-❈


انتفضت مستيقظة بفزع فور رؤيتها كابوس أن أحدهم تقوم بأخذ زو..جها منها، استغفرت ربها عدة مرات وهي تنظر له، تنهدت وهي تقترب تُقـ ـبل وجنته وجبينه ثم مررت يـ ـدها في شعره 


چمان : يا رب طمن قلبي بقى 


تحرك ياسين وسط نومه فلمحها ليردف باستغراب ونعاس : صاحيه ليه يا چيچو ؟ 


چمان بهدوء : مفيش، كمل نوم أنت 


اعتدل جالسًا قائلاً : لا قولي في ايه؟ حد زعلك ولا حاجة، أنا عملت حاجة؟ 


ضحكت رغمًا عنها وهي تنفي برأسها لتردف : حلمت بكابوس بس ودا خلاني اصحى، معلش ازعجتك 


ياسين بمرح : أة ازعجتيني وجدًا كمان، يلا نامي 


ضيقت عيناها بمرح فأكمل : يا تنامي يا هصحى ليكي وأنتِ حرة 


چمان بإبتسامة : لا هنام


ياسين : ملكيش في الطيب نصيب، يلا نامي 


تمددت داخل أحـ ـضانه تتابعه بينما عاد هو يغمض عيناه وذهب في ثبات عميق، لم يخبرها بحبه لكن مع هذا هو جيد معها، يحترمها ويحب ابنهما لكن يظل عندها اضطراب وخوف من بُعده او إيجاده حبه وشغفه الذي فقده مع توأمها، تريد التحدث معه بصراحة لكنها تعود وتجد تجاهلها للأمر أفضل، ظلت تفكر وتفكر حتى داهمها النوم. 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة