رواية جديدة رزان والمجهول لمايسة الألفي - الفصل 12
قراءة رواية رزان والمجهوول كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية رزان والمجهول
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة مايسة الألفي
الفصل الثاني عشر
في بيت باهر حيث كان يجلس منتظرًا أمه لإعداد الغداء، يفكر في أمر البحث عن عمل يستطيع به أن يؤسس بيتًا ويتز وج، ها هو جالس أمام التلفاز ومعه هاتفه.
يقلب في على صفحات إعلان الوظائف، كي يحصل على وظيفة مناسبة لشهادته، راح يفكر في أمر أمه، لماذا هي تذكره بالموت دومًا، حقًا إن الموت قادم لا محالة.
لكن أمه قد ذكرت له كلمة الموت أكثر من مرة، لهذا قلق جدًا عليها، وراح يفكر هل هي تشتكي من مرض ما وتخبيء الأمر عليه؟ هل هناك شيء محدد يذكرها بالموت؟
هل هي تقصد أن تقلقه عليها كي يُسرع في اتمام الزواج والبحث عن عروس مناسبة، كل هذه الأفكار قد راودته، وها هي الآن قادمة من المطبخ تحمل في ي دها صينية مليئة بالأطباق التي جلبت فيها الطعام.
حيث أسرع باهر إليها ليحمل عنها الصينية التي وضعها على المنضدة وراح يقول في بهجة عندما رأى الطعام:
-أمي الحبيبة ما كل هذا، سمك مقلي ومشوي، الاثنان معًا، إنك يا أمي تجهدين نفسك كثيرًا من أجل إسعادي، وكم من مرة قلت لك، لا ترهقي نفسك في إعداد كل هذه الصنوف من الطعام.
إني أستطيع أن أُساعدك، ولقد قلت لكِ مرارًا أنني على استعداد لجلب لكِ خادمة تساعدك، ولا تحملي هم راتبها، لأني سأحصل على عمل في القريب العاجل، وبهذا أستطيع أن أخفف عنك أعباء المنزل.
ابتسمت أم باهر وراحت تنظر إليه بعين الحب والبهجة، وهي تقول في سعادة بالغة وهي تضع له الطبق أمامه ليأكل:
-حبيبي باهر، تعلم أنني أحبك كثيرًا، وإني أكون في غاية سعادتي عندما أصنع لك طعامًا مميزًا تحبه، لهذا أود أن أخبرك سرًا أني أغار عليك من أي إمرأة ستصنع لك طعامك وتغسل لك ملابسك.
فكيف ستجلب لنا خادمة؟ حتمًا ستنفر مني وتترك العمل هنا في يوم واحد، فأنا لن أدعها تفعل شيئًا.
إلا وأمرتها أن تفعله بطريقتي ولن يعجب الخادمة تدخلي في الأمر لهذا ستطلب الفرار من أول يومٍ، أيرضيك أن أعيش في شجار دائم معها؟ هل ستفرح بكثرة الشجار؟
وضع باهر الملعقة في فمه مليئة بالأرز، وراحت أمه تنظف له السمك وتضعه أمامه في الطبق، كي يأكله دون تأفف من أشواكه، فأمسك يدها وقال في حنان بالغ:
-حبيبتي لماذا تنظفين لي السمك هكذا، لقد أخبرتك مرارًا أن تتركي الأمر لي، فأنا لست عاجزًا حتى تفعلي لي كل شيء، أرجوكِ يا أمي.
لا تقلقيني عليكِ ودومًا افعلي ما أطلبه منك حتى أهدك وأعيش في سلام، إنني حقًا أتألم نفسيًا عندما أراك تتعبين نفسك في البيت.
ولابد لهذا الأمر من نهاية، لن أعيش العمر الباقي لي في هذا القلق الذي تعيشيني فيه، أرجوك يا أمي، ارحمي قلقي عليك.
نظرت له الأم باهتمام، وراحت تسكب له الماء في كوبه الخاص، وتدعه أمامه، وراحت تقول في جدية:
-لا أعلم لماذا أنت متعب، إن أي أم تفرح بخدمة أبنائها، وترى أن أي عمل تقوم به هو أمر سعيد ومبهج، صدقني، عندما أعمل كل شيء في البيت تزداد صحتي عافية.
ويزداد قلبي شفاءًا، حتمًا إنها مسألة نفسية، وإني بحكم سني أفهم الحياة، وأطلب منك أن تركز في حياتك أنت.
وتبحث لنا عن عر وس تسعدنا جميعًا، إن أهم شيء أطلبه منك هو البحث عن عروسة مناسبة، إنك في حاجة إلى إمرأة تؤنسك وتحاورك، وتسعد حياتك.
ابتسم لها باهر ونظر لها باهتمام، حاول أن يفهمها شيء هام، فراح يقول في حنان:
-حبيبتي إنني أعلم أنك تبحثين عن سعادتي، وتردين لي الخير، وأعلم تمامًا أن أي أم تتمنى أن ترى ابنها متز وجًا وسعيدًا، لكن يا أمي معاش أبي لن يكفي أن أجهز به نفسي.
وإني أحتاج إلى عمل، كي ترى العروس المنتظرة أني مهتم بالعمل، فليس هناك فتاة تريد أن تتزوج من شاب لا يعمل، إن فخر أي فتاة أن تجد من تريده زوجًا لها مرتبط بعمل يوفر لها سبل العيش.
أخذت الأم الطبق من أمامه، وراحت تملأه ببعض السمك المنظف من الشوك ووضعته أمامه كي يكمل طعامه.
وبدأت هي تتناول طعامها بعد أن أحست أن ابنها قد أكل، لهذا نظرت له بسعادة، وراحت تقول في اهتمام:
-ابني العزيز باهر، إنك لن تشعر بما يدور داخلي، من حبٍ، وإني أكن لك الكثير والكثير من مشاعر الأمومة، وأدعو الله دومًا، أن يرزقك بزوجة تسعدك قبل أن أقابل وجه كريم.
إني خائفة يا ابني، وأرى أن العمر لا يقف، فقد بلغت الخمسين من العمر، وأرى أني الآتي من العمر لا يكون بقدر ما مضى.
نظر باهر لأمه بعين الحب والقلق، وراح يسألها في اهتمام:
-أمي الحبيبة هل تشكين ألمًا أو وجعًا معينًا، إني أراك منذ فترة تذكرين الموت دومًا، فهل هناك أمر ما تخفينه علي؟
تكلمي فأنا كبير وناضج، ويجب أن أعلم عنك كل شيء، هل تريدي أن نذهب لطبيب لكي نطمئن عليك؟
ربتت الأم على يد ابنها وراحت تقول في حنان:
-اطمئن يا باهر إنني بخير يا ولدي، وفي أتم صحة وعافية، لا تقلق هكذا.
إني أريد منك فقط أن تسرع في الزواج، كي أستطيع أن أربي أولادك وأنا في أتم صحة، هذا كل ما في الأمر، فلا تقلق يا حبيبي.
أحس باهر بالاطمئنان على أمه، فراح يحتضن يدها، لهذا طلب منها أن تستريح ونهض ليرفع الأطباق ويدخلها في المطبخ، وقال لها في حب:
-ارتاحي أنت يا أمي سأعد أنا الشاي وأجلبه لك.
في البحر حيث تجلس رزان ممددة ذيلها الملون أمامها، ومعها روني، حيث يتحدثان في أمور البحر الجديدة، نظر لها روني في اهتمام بالغ وراح يقول في هدوء:
-هل علمتِ يا رزان بأمر المملكة وخبرها الجديد، لقد قرر الملك سنار أن يجند بعض المخلوقات في الجيش، كي ينشر الجنود في ربوع البحر لإسعافنا وانقاذنا من أي خطر.
هل تعلمين أن الملك سنار هو أفضل ملك مر على المملكة؟ لقد حكت لي أمي عن الملك الذي كان يسبقه، كان لا يفكر في أمر الرعية مطلقًا، وكان دومًا يفرض على كل المخلوقات دفع ضريبة له.
لكن الملك سنار ملك منزه لا يفكر إلا في أمر تحقيق الأمان لكل سكان المملكة، لهذا أرى أن أمر التجنيد هذا سينفعنا كثيرًا، وسوف تقل معه حوادث افتراس الحيتان والقروش.
أحست رزان بقيمة الملك سنار لهذا، راحت تقول في اهتمام:
-تعلم كثيرًا أني أحب الملك سنار، لهذا أهديته هدية، كي يفكر فينا دومًا ويهتم لأمرنا، وإني قد علمت بذلك من قبل أن تخبرني به، فإني قد لاحظت عليه أثناء المقابلة التي تمت بيننا.
أنه مصغي تمامًا لحكايتي، وكان مهتم بمعرفة المزيد، على الرغم من أنه لا يعرفني من قبل، فقد وجدته، مصغي تمامًا لكل ما أقول، بل وكان على وشك أن يأمر بأن نعيش معه في القصر.
لكني لحظتها كنت سأرفض، لأني أحب أن أعيش في البحر بكامل إراداتي وحريتي، أحب أن أستيقظ على راحتي، وفي بيتي الذي أسسته بنفسي.
نظر لها روني بتمعن وراح يقول باهتمام:
-وأنا أيضًا يا رزان، لقد أحسست بقيمة الملك سنار، وبمدى حبه لنا، على الرغم من أنها أول مقابلة لنا معه، أود أن أخبرك أنني من كثرة حبي له.
أفكر جديًا في التقدم للتجنيد في جيش المملكة عرفانًا وحبًا له، أود أن أصنع شيئًا جديدًا في حياتي، لهذا أعرض عليك الأمر لأخذ رأيك، فبماذا تشرين علي يا صديقتي الوفية المخلصة؟
أحست رزان بالقلق عندما سمعت ما قاله روني لها، لهذا راحت تقول له باهتمام:
-عزيزي روني، أقدر فكرك ورأيك جيدًا، لكن أمر التجنيد سيأخذ منك وقت كثير، وبهذا ستترك سفر أخيك وحيدًا، وهو لا زال صغيرًا لم يتعود الاعتماد على نفسه بعد.
إني أنصحك أن تصبر قليلًا حتى يكبر سفر، ويعتمد على نفسه، اصبر على الأقل سنة، وبعدها قرر ما تريد، إنك حقًا تريد الخير، وتتمنى أن تساعد المملكة.
وتريد أن تحقق الكثير والكثير للملك، لكن لا أنصحك بالتسرع والتعجل، حتى لا تضيع أخاك، إنه لا زال إلى الآن يعتمد عليك.
وأحيانا كثيرة يصرخ مستغيثًا بنا، لابد لك في هذه السنة أن تفكر في أمر تعليمه أمور الحياة المختلفة.
أحس روني أن رزان تتحدث بأهمية وذكاء، لهذا قال لها:
-إنني حقًا قد نسيت أمر أخي سفر، فهو بالفعل لا زال صغيرًا، وإني لم أفكر قبل ذلك في أمر تعليمه أمور الحياة المختلفة داخل البحر، وأرى أنك تتمتعين بذكاء فائق جدًا.
أريد أن أشكرك على ذكاءك هذا فأنا أريد أن أصنع لك شيئًا يسعدك، لأن وجودك في حياتي قد حقق الكثير من الأمان، هل تعلمين أنني قبل أن أتعرف عليك، كنت أقع في مشاكل كثيرة.
لقد كانت حياتي مليئة بالصعاب حقًا، أخبريني كيف لي أن أشكرك؟ هل أجلب لك هدية معينة تختارينها؟ أم تودين أن اصنع لك شيئًا إني رهن أمرك يا صديقتي العزيزة.
ابتسمت رزان وأحست أن روني قد شعر بأحسيس جميلة، وأنها حقًا تريد له الخير دومًا، لهذا راحت تقول:
-عزيزي روني، تعلم أنك أخي منذ أن عرفتك، ولقد أحسست منذ عرفتك أنني مسؤلة عنك يا صغيري، ألا ترى أنني أكبر منك سننًا، إني يا روني قد فقدت حنان الإخوة.
وأرى أنك وسفر أفضل إخوة لي، وأرى أنك بالفعل قد جلبت لي هدايا كثيرة، أولها حبك لي، واهتمامك بأمر اختيار بيتي وتأسيسه، إني لولاك لما كنت بهذه السعادة.
إن الهدايا ليست بثمنها وقيمتها المادية، الهدايا العظيمة حقًا تكون هدايا معنوية، تحمل روح الحب والتضحية، لابد أن أعترف لك أني أحبك حقًا.
ابتسم روني، وأحس أن رزان تحبه حقًا، لهذا قال:
-أعلم يا رزان الجميلة أنك تحبيني حقًا، وأنك فعلت من أجلي الكثير والكثير، وإني أرى أنني لست جدير بذكاءك وحبك.
فأنا مجرد دولفي بسيط لا يقدر على شيء تعلمين أنني لو كان الأمر بيدي لذهبت إلى زوجة أبيك وقتلتها لأريحك منها، لكني مجرد دولفي بسيط، لا يستطيع العيش خارج البحر.
أريد أن أخبرك بشيء، إنني قبل أن أنقذ أخي سفر بمساعدتك، كنت أحس أنك أمي التي تهتم لأمري أنا وسفر، وكنت أشعر دومًا بقيمة نصائحك على الدوام، فلولاك لم أستطع انقاذ سفر، وهو الآن حر طليق.
نظرت رزان لروني بتأمل، وبدا عليها التأثر، وخرجت من عينها دمعة تتراقص في مقلتيها، لذلك قالت في حزن:
-عزيزي روني أرى أنك أخي حقًا، ولا أبالغ حين أقول أنك في مقام ابن لي، هل تعلم أننا البشر نربي الأسماك في الأحواض الزجاجية ونعيش معها في البيت.
لذلك أنا مهتمة بك يا عزيزي، لكنك بحديثك قد أثرت داخلي آلام فراق أمي، وذكرتني بلحظة موتها، كنت لحظتها صغيرة، وكانت تعاني مرضًا لا أعرفه لأني كنت صغيرة.
ساعتها تأوهت وتألمت ونادت علي أنا وأبي، وطلبت من أبي أن يقربني لها كي تقبلني، لحظتها أحسست أن قبلتها كالنسيم وقت الحر الشديد.
لقد كانت قب لتها ذكرى تحميني من خطر الحرمان من الحنان، إنني كلما اشتقت إلى الحنان تذكرت هذه القبلة.
نظر إليها روني بحب وراح يقول:
-عزيزتي رزان كم أشعر بمعنى ما تقولين حقًا، لأنني حرمت حنان الأم، وإني أرى أنك قد أثرتي داخلي الحنين لكلامها.
وحضنها وقبلاتها، إنني أود أن أخبرك أمرًا لم تكن أمي مريضة قبل أن تموت، لكن المرض آتاها فجأة، شغرت أنها متعبة، ولا تستطيع جلب الطعام لنا لهذا طلبت منها أن تستريح كي أتي لها بالطعام.
وخرجت وتركت سفر بجانبها، ولحظتها أحسست بالمسؤلية، لأنها كانت أول مرة أعتمد على نفسي، فجلبت الطعام يومها بصعوبة وتأخرت قليلًا على أمي وأخي، وعندما وصلت.
وجدت أمي على مشارف الموت فأسرعت إليها واحتضنتها بقوة، فأشارت إلى سفر وراحت توصيني عليه، وتطلب مني أن أعتني به حتى يكبر، وأن أعلمه كل شيء تعلمته منها.
لهذا تذكرت حينما طلبت من الاهتمام بسفر، وعدم الاشتراك في خدمة التجنيد حتى يكبر سفر ويعتمد على نفسه، إني أحبك جدًا لأنك تذكريني بواجبي تجاه من أحب.
نظرت له رزان بحب وراحت تداعبه بيدها وتقول:
-عزيزي روني، إنك بحق نعم الأخ ونعم الرفيق، لقد كنت قبل معرفتك تائهة لا أعي أهمية الصداقة والإخوة.
والآن قد أصبحت أشعر بكل ما تفرضه الصداقة والإخوة من حب وحنان، ومسؤلية ولن أتخلى عنك ما حييت، وإنك وسفر نعم الأصدقاء لي.
❈-❈-❈
وقف عادل عشيق نعمات منتظرًا بجانب البحر، يحاول أن يفكر في أمر جلبها للمال، فأحس أن نعمات قد أهملت أمر جلب المال، وراحت تهتم لأمر الحب والهيام والدلال.
وإنه يشعر معها بالهم، فهي مجرد وسيلة يريد أن يحصل من خلالها على المال وبعدها سيفكر في الزو اج من فتاة أخرى تناسب شبابه وحيويته.
حيث راح يقول لنفسه" ماذا سأصنع بنعمات الشمطاء الدميمة؟ هل سأتزوجها وأشعر معها بالغم والهم، إني أريد أن أعيش شبابي مع فتاة جميلة صغيرة، لا أريد أن أحبس بين أحضان هذه الدميمة.
أريد أن تجلب لي المال وساعتها سأسافر إلى أي مكان أجد فيه فتاة جميلة تناسبني، لقد عانيت كثيرًا في حياتي، لهذا أريد أن أستمتع بباقي حياتي، أريد أن أعيش في أحضان حورية جميلة.
لا تفكر في الاستيلاء علي وعلى فحولتي، إن نعمات داهية كبيرة ومصيبة سوداء، لقد قضت على زوجها وعلى ابنة زوجها، وإن إمرأة شريرة كهذه لن تصنع لي الخير أبدًا.
أريد أن أحصل على المال بفارغ الصبر، لقد صبرت كثيرًا وهي دومًا تؤخر لي الأمر، لا أعلم إلى متى سأنتظرها؟ لابد أن أذكر لها بعض المغريات للتتحرك.
إني قد خططت لأن أجعلها كالطفلة في يدي، من يصدق أن نعمات القوية الغليظة تصبح كالطفلة في يدي؟ إني بكلامي المعسول أصنع منها لعبة"
أثناء تفكر عادل وحواره لنفسه أتت نعمات تجر أذيال الخيبة، فقد فشلت خططتها مع الحج شرف.
وهي الآن تحاول أن تظهر بعض الغرام لعادل كي تجعله ينسى أمر المال قليلًا، لذلك عندما اقتربت منه جلست تقول:
-لقد أفتقدتك يا عادل الحبيب، هل تقدر على البعاد كل هذه الفترة الزمنية، إني لم أراك منذ اسبوع، هل استطعت أن تعيش هذا الإسبوع دون أن تراني.
أعتقد أنك تعلمت القسوة مؤخرًا، ولقد عانيت من قسوتك هذه المرة، فهل تريد أن تعودني على البعد، أرى أنك ماكر يا عادل وتريد أن تجعلني أشتاق لك، فهل تقدر على البعاد يا حبيبي؟
نظر لها عادل بهيام وراح يت غزل فيها قائلًا:
-أهلًا بك يا حبيبتي لقد عانيت في بعدك كثيرًا جدًا وأريد أن أعوضك عن كل هذا البعد، ألا ترين أنك تماطلين في أمر جلب المال مؤخرًا؟
لقد كنت في كل مرة تجلبين لي المال بسرعة ودون أدنى تأخر، فماذا حدث لك يا غالية طمئنيني عليك يا صغيرتي الحلوة، إني أريد أن أطمئن على المال.
هل هو موجود حقًا أم تريدي أن أنتظر اسبوع آخر، أود أن أعرف الحقيقة فلا تخدعيني أرجوك، أريد أن أرتب أمور زواجنا.
وأريد أن أعيش في حضنك يا حبيبة عادل، فهل أعددتي لي الأمر، أم أن هناك شيء آخر تريدين أن تقوليه؟
نظرت له نعمات بحيرة شديدة وقالت:
-أعلم يا حبيبي أنك متعجل وتريد أن تحصل على المال لكي نتزوج لكن هل فكرت فيما أعانيه أنا في حضن هذا العجوز الضعيف الخرف.
إني أشعر أنني في جهنم خاصة عندما يأتي ويقبلني، إني أريد أن أتخلص منه قبلك، ولقد خططت كثيرًا لجلب ما معه من مال، إني أعلم أنه يدخر المال لأمر زواج ابنته، وأخمن أنه ادخر ثلاث مئة ألف أو يزيد.
لهذا أخطط في أخذهم منه بأي وسيلة، لكني لم أستطع حتى الآن أن أجلب شيئًا، وأريد منك أن تمهلني شهرًا، كي أقدر على تنفيذ الخطة الجديدة، أود أن أخطط بتمعن حتى أحصل على كل ما لديه.
أريد منك أن تنتظر شهر واحد فقط، وبعدها سنتخلص منه للأبد، لابد أنك تعلم كم أحبك وأحب أن أريحك، ولولا أنني أقابلك كل اسبوع، لكنت مت من البؤس الذي أراه معه.
حاول عادل أن يبتلع كل ما قالته له نعمات، وأحس أن الأمر به مال وفير، لهذا حاول أن يتماسك أمامها، وبدأ يغازلها كي تنفذ الخطة بمنتهى الذكاء، فراح يقول في خبث:
-حبيبتي نعمات إنك تعلمين أنني ملك يمينك، أنفذ لك ما تطلبين حتى نكون معًا ثمن البيت، وإننا بخططتنا الذكية سنحصل على آخر مبلغ مع زوجك، وبه سنكمل ثمن البيت.
وبعدها نكون في أمر الهاربين من هنا، وسيظل أمر حبي لك هكذا قويًا إلى الأبد، لهذا كنت أود أن أقترض منك مبلغًا بسيطًا لأمر ما.
إني أريد خمسة آلاف جنيه، لأني أريدهم لأمر هام في عملي، فهل ستعطيني المبلغ؟ أم ستتعللين بأمر آخر؟
نظرت له نعمات بحيرة وحزن فهي ليس معها غير ألف جنيه قد ادخرته، ولن تستطيع أن تعطيه كل المبلغ، لأن عبد الله لم يذهب إلى المحل إلا نادرًا، لهذا قالت في دلال مصطنع:
-حبيبي عادل أريد منك أن تتفهم موقفي، لقد كان عبد الله حزيننًا على غياب ابنته، لهذا فلم أجلب معي إلا ألف جنيه، فهل ستفرحني وتسعد به!
نظر لها عادل في خبث، وشعر أنه لابد أن يقبل الأمر، كي لا تفهم نعمات أمر خداعه لها، فلم يعد في مقدوره إلا أن يصبر على الأمر.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة مايسة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية