رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 9
قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أقزام بنجايا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ابتسام رشاد
الفصل التاسع
هدأت "ليزا" وقصت على "والتر" ما حدث، طمئنها وقال لها:
- لا أعتقد أن ما حدث هذا حقيقي، فأنا لم أرى ذلك القزم أبداً، قد تكوني تتخيلين، لقد عِشنا مغامرات كثيرة الفترة الماضية وهي التي جعلتك ترين مخيلات كهذه.
- لا، لا أظن ذلك... لم أقتنع بتفسيرك هذا.
أمسك "والتر" يدها وقال:
- انسي الأمر، وهيا لننام الآن وفي الصباح سوف نسأل الأقزم عن العجوز "موريس"، وقتها سنفهم منه كل شيء.
❈-❈-❈
وفي صباح اليوم التالي جمع "والتر" الأقزام كلهم وسألهم قائلاً:
- أين الجد "موريس" نريده ليوضح لنا أمر قد حدث "ليزا" عنه مساء الأمس.
جائت "ليزا" وقالت:
- أين هو؟ لما لم أراه بينكم؟
رد "مارتي" قائلاً:
- لا يوجد بيننا قزم يدعى "موريس"
قالت "ليزا":
- ذلك العجوز الذي يرتدي جلباب قصير.
أخبرها "مارتي":
- عجوزنا هي السيدة "كولان" وهي أكبرنا سنًا.
تدخل "ماريز" الصياد ليحل اللغز، قال:
- "موريس" هو أبي...
لم تدعه "ليزا" يتابع حديثه، قاطعته قائلة:
- أين هو؟ أحضره على الفور.
أجابها "ماريز":
- دعيني أُكمل كلامي، مات أبي منذ بضع أعوام مات غريقًا، لقد كان صياد مثلي... صنع قارب صيد وأبحر به إلى المدينة الغارقة، كان يحاول استكشاف المكان... كان يُحاول إعادة المدينة الغارقة لنا لنحتمي بها بعيدًا عن الوحوش التي قضت على أكثرنا، حاول العثور على الصولجان، ولكنه لم يرجع حتى الآن.
تفاجئت "ليزا" مما قاله "ماريز"، صمتت قليلاً وقالت:
- صف لي هيئة أبيك قبل موته.
- كان يشبهني كثيراً، لكنه يتميز بلحية طويلة، ويرتدي جلبابٍ قصير.
تنهدت ليزا وقال:
- من الآن وصاعدًا أنت زعيم القبيلة، وسوف تساعدني فيما بعد.
بينما صباح اليوم على سفينة "فيليبس" حدث شجار حاد بين "ديفيد" و"استيفن"، كان "ديفيد" غاضبًا قال:
- لما لا نرجع على الجزيرة؛ لننقذ "أرورا"؟
رد "استيفن":
- لن نرجع أيها الفتى، الجزيرة خطرة جدا، لا نعلم ماذا سنواجه هناك.
غضب ديفيد وقال:
- يجب أن نعود لإنقاذ "أرورا"، أيضًا لا نعرف ماذا حدث لها... هيا يا "أوين" لنبحر ناحية الجزيرة.
تدخل "برات" قائلاً:
- توقف عن الثرثرة أيها الفتى.
غضب ديفيد منه، وأمسك بدلو ورطمه على وجه "برات" وقال:
- سنعود الآن.
تأفّف "برات" غضبًا وأقترب من "ديفيد"، رجع
"ديفيد" خطوات إلى الوراء حتى اصطدم ظهره بسور السفينة، أمسكه "برات" من سترته وشده بعنف ليضربه، حتى تدخل "استيفن" على أخر لحظة ومنعه من ضرب "ديفيد"، قال "استيفن"
- إنه فتى صغير دعك منه.
تعرق "ديفيد" خوفًا أخذ يتنفس بسرعة، نادهم الجد "ماكس" قائلاً:
- هيا يا رجال لقد جهزت الفطور لنا جميعا.
لكن "أرورا" و"أريك" بعد أن قضوا الليلة بأمان داخل عرش السلافادور استيقظوا مع ضوء النهار، بدأوا يتجولون داخل ساحة العرش، حتى رأت "أرورا" البلورة، قالت:
- انظر يا "أريك" إنها البلورة التى أعطيتني إياها، لكنها مكسورة إلى نصفين.
رأها "أريك" وقال متعجبًا:
- أجل إنها هي، ولكن ما الذي آتى بها إلى هنا؟!
ردت "أرورا":
- لقد أعطيتها لصديقتي "ليزا"؛ لأنها كانت تريد شيء يضيء ليلاً.
- إذًا هذا يعني أن "ليزا" كانت هنا.
أخذت "أرورا" تصيح تنادي "ليزا" عدة مرات، وبالطبع لم يجيبها أحد.
أسكتها أريك قائلاً:
- اصمتي، هكذا سوف تجذبين المفترسات إلينا.
سكتت "أرورا" وهمست له قائلة:
- وهل هذا يعني أن "ليزا" مازالت على قيد الحياة هي و"والتر"؟
- اتمنى ذلك، تفائلي خير.
عادوا ليتجولوا بساحة العرش بحثًا عن طعام، إلى أن لاحظ "أريك" فتحة النفق التي عاد "والتر" و"ليزا" من خلالها إلى جزيرة العمالقة.
نادى إلى "أرورا" قائلاً:
- أنظري ماذا وجدت؟!
اندهشت "أرورا" وقالت:
- ما هذا؟... يوجد سلم يقود إلي الأسفل.
- مؤكد أنه نفق، لقد كان الأقزام يحفرون الأنفاق قديم؛ بسبب صقيع الشتاء القارس كانوا يتكيفون مع الأجواء أسفل الأرض، ويجمعون الطعام كالنمل ويقومون بتخزينه للإنتفاع به طوال فترة الشتاء، ولا يعودون إلى سطح الأرض حتى نهاية فصل الشتاء.
❈-❈-❈
اندهشت "أرورا" قائلة:
- يا لهو من شيء عجيب، أحببت حياة الأقزام.
جلس "أريك" يتأمل نهاية السلم قائلاً:
- حياة الأقزام مليئة بالعجائب والأسرار الغريبة، لن يفهمها البشر.
تبسمت "أرورا" وقالت:
- قص عليَّ المذيد عن حياة الأقزام.
- حسنًا، ولكن سوف أقص لكِ ونحن نسير بهذا النفق.
ترددت "أرورا" وقالت:
- هل سوف ننزل إلى هذه الحفرة المظلمة.
أجابها "أريك" قائلاً:
- إنها ليست حفرة إنه نفق، ومؤكد أنه سيقودنا إلى مكان آمن.
- حسنًا، تقدم أنت وسأتبعك.
نزل "أريك" القزم إلى النفق المظلم وإتبعته "أرورا" وساروا بالنفق، الذي لم يروا له نهاية.
وفي ميناء "أديليد" استعدت سفينة "ذا بلاك بيج" التي إستعان بها القبطان "روبرت"، وجهزها رجل الأعمال "كيفن واترسون"، حيث أنه جهزها بأسلحة ومعدات ضخمة، وأيضًا بعض الصناديق الحديدية، انطلقت السفينة بقيادة القبطان المساعد "جوزيف" تحت إشراف القبطان "روبرت"، وأيضًا تحمل فريق الحراس التابع لشركة "مايكل بيتر"، التي استعان بهم رجل الأعمال "كيفن واترسون"
أبحرت السفينة بدون تحرير الوجهة أو موعد العودة، انطلق نحو الجزيرة ذاتها عن طريق تواصل بجهاز اللاسلكي مع سفينة "فيليبس".
وفي جزيرة العمالقة تجلس "ليزا" وحيدة والأقزام يحاولون التأقلم مع المكان الجديد، قالت "ليزا":
- توقفوا، يجب أن تعودوا إلى سطح الأرض، إلى متى ستستمر حياتكم هنا؟
لم يعيرها أحد اهتمامه، ثم صرخت فيهم مرة أخرى قالت:
- عليكم مساعدتي... حتى أتمكن من إيقاف اللعنة وإعادة المدينة الغارقة إلى سطح الأرض، ومن ثم نتخصل من من كل اللعنات بإستخدام الصولجان.
سخر منها البعض، وأحبطها البعض الآخر، ولكنها لم تيأس ومازالت تطلب منهم العون، حتى استعطفتهم، اقترب منها "والتر" وأمسك بيداها وقال:
- لا عليكِ، سوف أكون رفيق لكِ في كل شيء.
تركته وسارت بضع خطوات وقالت "لماريز" الصياد:
- أود التحدث إليك بعض الوقت.
قال لها:
- أنا معك، وسوف أساعدك مثل ما أردتي.
طلبت منه وعلى مسمع "والتر" قالت:
- أرجو أن تُعد لي قارب وجهزه بكل أمتعة السفر والعودة وحبل طويل، وعندما تنتهي اعطني علمًا.
قال "ماريز":
- حسنًا، سأفعل.
همس لها "والتر" قائلاً:
-ما الذي تخططين له؟!
أجابته بثقة:
- سأذهب إلى المدينة الغارقة؛ لأستكشف الأمر.
"والتر" شعر بغضب، لأنه يرى فكرتها غبية، قال:
- ألا تعرفين خطورة الأمر؟! وأيضًا نحن لا دخل لنا، من الأفضل أن تجدي خطة لنرحل من هنا لا لنفُك لعنة... قد تموتين ضحية لهذا الهراء الذي لم نسمع به سوى بأفلام الأساطير.
ورحل عنها متضايقًا، بقيت وحيدة تفكر... حتى سمعت صوت خلفها يقول:
- هذه فكرة جيدة، لأن حياتك في خطر
إلتفتت خلفها وقالت:
- أنت موريس!
ثم نادت إلى "والتر" ليراه، ولكن "والتر" لم يعُيرها انتباهه.
قاطعها العجوز "موريس" قائلاً:
- لا عليكِ يا فتاة، لن يراني أحد غيرك لأنكِ تملكين البوصلة، وانا هنا لمساعدتك.
تفاجئت "ليزا" مما قاله القزم العجوز، وقالت :
- أُصدق، أرجوك أخبرني كيف أتخلص من لعنتي؟ وهل حياتي الآن أصبحت معلقة بالبلورة؟ وكيف يمكنني العثور على هذه البلورة؟
أجابها القزم:
- من الصعب العثور على البلورة، قد تكون في قاع المحيط أو بباطن الأرض، لا يوجد مكان محدد، ولكن يمكنكِ الوصول إلى الصولجان، واستخدامه ببراعة، يكفي أنكِ من عثرتي على البوصلة، وبمجرد أن تعود المدينة الغارقة إلى الحياة، سوف تنتهي لعنتك.
"ليزا" تملكها الخوف، تشعر بالإحباط، ليس لديها خطة، فقط تفكر في الذهاب إلى حيث سور المدينة الغارقة، على أمل أن تجد هناك الحل.
مرت بضع ساعات ووصل "أريك" و"أرورا" نهاية النفق، ليخرجوا إلى جزيرة العمالقة، قالت "أرورا":
- لقد عدنا إلى الجزيرة مرة أخرى.
- لا هذه ليست جزيرتنا.
ردت عليه قالت:
- المكان هنا مظلم وبارد، يبدو أن أشعة الشمس لا تصل إليه.
- أنتِ محقة، ولكن ياترا إلى ماذا قادنا هذا النفق؟!
- لا أعرف ، دعنا نتجول قليلاً لنجد شيئًا نأكله.
بعد أن تجولوا قليلاً وتناولوا بعض ثمار الأشجار الضخمة، وجدوا أحد الأقزام يجمع بعض الثمار، يرتدي سروال طويل فقط، قالت "أرورا":
- انظر هناك إنه قزم.
نظر إليه أريك وقال:
- حقًا إنه قزم، ولكني لا أعرفه، ولم أراه من قبل.
اقترب "أريك" و"أرورا" من القزم وسأله "أريك":
- من أنت؟ لم أراك من قبل!
أجابه القزم:
- وأنا أيضًا لم أراك هنا من قبل، لا أنت ولا هذه البشرية.
سأله "أريك" مجددًا:
- أين الباقين، وأين "مارتي"؟
قال له القزم:
- إلحق بي وكف عن الثرثرة.
لحقوا بالقزم وهو يجر عربته، حتى وصل بهم إلى مكان تجمع الأقزام، وجدت "أرورا" رفاقها ليزا و"والتر" مازالوا على قيد الحياة، فرحت كثيراً، وقالت:
- افتقدتكم كثيراً.
سألها "والتر":
-كيف مكثتي كل هذا على الجزيرة؟! ألم تعودي إلى أديليد؟
أجابته قالت:
- لا لم نبقى على الجزيرة، بل عُدنا إلى أديليد بالفعل...
وقصت عليهم كل ما حدث، تعجب و" التر"
و"ليزا"، سألتها "ليزا":
- ولكن كيف سمح لكم "روبرت" بالعودة إلى الجزيرة وهو يعلم أنها جزيرة في غاية الخطورة.
ردت "أرورا":
- نحن من طلبنا منه وأصرينا على العودة من أجلكم.
فكرت "ليزا" وقالت:
- لا أظن ذلك.
جلسوا سويًا يتبادلون الحديث، بينما "أريك" يتفقد أحوال رفاقه، علم بموت الزعيم "برايم"، قال له "مارتي":
- كنت ستتعرض لعقاب شديد من الزعيم "برايم"، لكنه فارق الحياة بشكل مفاجئ.
- أعلم هذا ولكن لن أترك "أرورا" مهما حدث سأذهب معها إلى أي أرض.
تعجب "مارتي" لحديثه وقال:
- فيما أنت تفكر؟ إنها بشرية وأنت قزم، نحن لن نثق بالبشر أبداً، هم ماكرون ولا أمان لهم.
تنهد "أريك" وقال:
- لا أنت مخطئ، لقد دخلت إلى حيات البشر وهم طيبون وأذكياء وأيضًا يعيشون في بيوت والحياة هناك ممتعة جداً، أفضل من العيش في غابة وعلى جزيرة.
انفعل "مارتي" وقال:
- كيف جعلتك البشرية تحب الحياة مع البشر، لقد تأثرت بهم كثيراً.
نهض "مارتي" ليرحل، أوقفه "أريك" وقال:
- أنت لم ترى حيات البشر، لا تتسرع بالحكم، هنا تصارع من أجل أن تعيش، تصارع من أجل الحصول على الطعام، إما أن تأكل أو تؤكل، نحن هنا نصارع ديناصورات ووحوش مفترسة إلى متى ستستمر حياتنا بهذا الشكل؟ حتمًا سوف نهلك.
نظر إليه "مارتي" وقال:
- أنت محق، ولكن ليس لنا حيات مع البشر، لنتفائل خير قد تنتهي اللعنة وتعود لنا مدينتنا الغارقة.
رد "أريك":
- اتمنى ذلك، ولكن ثق بالبشر ولو لمرة واحدة.
أما "والتر" و" ليزا" و"أرورا" يتجولون بالغابة ويتحدثون سويًا، سمعوا صوت فتاة تبكي، اتجهوا ناحية الصوت وجدوها "ريتا" ابنة الزعيم" برايم"، رأت "أرورا" جثة الزعيم معلقة هناك أعلى الشجرة، ملطخة بأوراق الأشجار، صرخت "أرورا" وقالت:
- ما هذا هناك أعلى الشجرة؟
ردت "ليزا" قالت:
- إنها جثة الزعيم "برايم" ومن عادات القبيلة أن تُعلق جثث الموتى بهذا الشكل.
سأل "والتر" "ريتا" قال:
- مازلتِ تجلسين هنا.
أجابته وهي منهمرة بالبكاء:
- أتمنى أن يعود أبي، إنها اللعنة، هي التي قتلته.
تفاجئت "ليزا" وقالت:
- هل لديكي فكرة عن هذه اللعنة؟ أخبريني بكل ما تعرفيه.
لم تتوقف "ريتا" عن البكاء، قالت:
- أجل أخبرني أبي ذات يوم أن حياته معلقة على بلورة تضيء ليلًا، وأن عليه الحصول على الصولجان وفك لعنة المدينة الغارقة، ولكنه حاول فعل هذا طوال حياته، بحث عن البلورة فلم يصل إليها، وحاول فك لعنة المدينة الغارقة، وأيضًا لم يستطع الوصول إلى الصولجان.
"ليزا" مسحت دموع "ريتا" وسألتها قائلة:
- هذا كل ما تعرفيه حول هذه اللعنة؟
أجابتا "ريتا" قالت:
- كان قد قص لي أن هناك قزم عجوز ميت تتسللت روحه وتتمثلت أمام أبي، وحذرته من اللعنة.
قالت "ليزا":
- أجل، أجل إنها روح "موريس"، تمثلت لي وحذرتني عدة مرات.
ردت "أرورا" قالت:
- لا دخل لنا بهذا، وكيف تصدقين بوجود اللعنات؟!
تأثرت "ليزا" وشعرت بالحزن وقالت:
- أصبحت حياتي في خطر الآن، أخبريني من أين جاء "أريك" بتلك البلورة التي أعطيتني إياها؟
ردت "أرورا":
- لقد وجدناها مكسورة في ساحة العرش، قبل أن نسلك النفق.
تضايقت "ليزا" وقالت بغضب:
- إلحقوا بي جميعًا.
سألها "والتر":
- حسنًا، ولكن إلى أين؟
- إلى "أريك"؛ لنعرف أين عثر على هذه البلورة؟
ذهبوا إلى "أريك" سألته "ليزا" قالت بنبرة صوت حادة:
- أخبرني كيف حصلت على تلك البلورة التي أعطيتها لصديقتي؟
رد "أريك":
- عثرت عليها عند الشاطئ، وكانت تغطيها الرمال المبللة، كانت لامعة للغاية.
ردت "ليزا" بنفس الإسلوب قالت:
- وهل تعرف سر هذه البلورة؟
- لا أعلم شيء سوى أنها بلورة مضيئة.
قالت "ليزا" بحزن:
- وكأني أدور بدائرة مغلقة، لا أعرف ماذا عليَّ أن أفعل؟!
قالت "أرورا":
- إذا عُدنا إلى "أديليد" سينتهي كل شيء، فلا تقلقي، سوف يصلون إلينا، لقد سقط وشاحي عند بركة الوحل، وهذا سيُساعدهم لإنقاذنا بسرعة
رد "والتر" قائلاً:
- ستلاحقها اللعنة طوال حياتها.
"ليزا" في حيرة من أمرها، كلما بحث عن معلومة، ازداد الأمر صعوبة بالنسبة لها، أخذت تسأل نفسها قالت:
- ماذا عليَّ أن أفعل؟ هل سوف أبحر ناحية المدينة الغارقة، قد أجد حلًا، أم أبحث عن البلورة وأبقيها بأمان؟!
وعلى سفينة "فيليبس" عبر اللاسلكي "أوين" يجري إتصال مع "جوزيف" قبطان سفينة "ذا بلاك بيج" ليفصح له عن خطة الوصول إلى الجزيرة، قال "أوين":
- لا عليك من أي شيء، لكن هناك سور صخري تابع للمدينة الغارقة، هو أكبر عقبة ستواجهك عليك أن تجتاز هذا السور، كما أنه قد تتعرض سيركم أي من الوحوش البحرية، يجب الحذر منها.
فجأة ظهر طائر بنجايا في السماء أعلى سفينة "فيليبس"، يرفرف بجناحيه الذي ينتج عنهما رياح قوية، تعجب الشباب الثلاثة من الطائر "استيفن، برات، وندي" ولكن تجاهلوا الأمر، حذرهم "ديفيد" قائلاً:
- يجب أن نتراجع، هذا الطائر يحذرنا بأن لا نقترب من الجزيرة.
رد "استيفن":
- يا فتى انه مجرد طائر ضخم، إن اقترب منا سوف أُطلق عليه النار.
"ديفيد" نصحه مجددًا، قال:
- إنه طائر مفترس، ليس كأي طائر عادي، ولن يتأثر بطلقات الرصاص.
لم يهتم أي منهم لنصيحة "ديفيد"، غادرهم الطائر وما هي إلا دقائق وعاد الطائر وهو يرفرف فوق سفينتهم يحمل بين مخلبية حجر صخري كبير.
يُتبع..