رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 2 - 2
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني
أعرفُ
أن الطريقَ إليك هو الهلاكُ بعينهْ، نعم فالبلوغُ إليك طريقهُ مُفترشٌ بنـ.ـارٍ
شاعـ.ـلةٍ أيها الذئبُ اللئـ.ـيمْ، نـ.ـارٌ يُمكنها أن تحـ.ـرقَ الأخضرَ واليابسَ
بطريقِها
خواطر
لمار الخُضيري
بقلمي
روز آمين
عودة لمدينة الأسكندرية
تحركت لمار متوجهة إلي منزل عز بعدما إختنقت من جو العائلة الذي
يُشعرها بالإنزعـ.ـاج والإستياء، وتركتهم لتجلس لحالها داخل الحديقة لتُريح رأسها
ولو قليلاً ممن تصفهم بالغـ.ـوغاء، كانت تُسير نحو حمام السباحة لتجلس بمقعداً
أمامهُ في محاولة منها لإتخاذ قسطاً من الإسترخاء
إنتبهت علي صوت ذاك الذي يتبع خطواتها حيث تحدث بنبرة هادئة تحمل بين
طياتها بعض الحِدة:
-لمار
إلتفتت خلفها سريعاً وتحدثت بتعجب:
-سيادة العميد ؟
رمقها بنظرات مبهمة لم تستطع تفسيرها في البداية وتحدث بنبرة تحمل بين
طياتها تهديداً خفي:
-الكلام اللي قولتيه لسيلا بنتي النهاردة لو إتكرر تاني مش هعمل
إعتبار لكونك مرات أخويا،
واسترسل بنبرة باردة وهو ينظر داخل مقلتيها اللئيمتان:
- مفهوم يا لمار
إرتبك داخلها لكنها جاهدت لتظهر أمامهُ بثبات وتحدثت متسائلة بتخابث:
-هو سيادتك تقصد إيه بكلامك ده، وكلام إيه ده اللي أنا قولته لسيلا
وضايق حضرتك اوي كدة؟!
رفع حاجبهُ مُستنكراً لؤمها وهتف بنبرة صارمة متجاهلاً حديثها:
-بقول لك إيه،ما تسيبك من إسلوبك ده لأنه مش نافع معايا وإنتِ من
جواكي متأكدة من كدة
واسترسل مهـ.ـدداً إياها:
-كلمتين هقولهم لك وعاوزك تحطيهم حلقة في ودانك علشان تتقي شر واحد
عديم الرحمة زيي، أنا لحد عيالي وبتهب مني وبتقلب معايا بمنتهي الغباوة
واستطرد بنظرات حادة كنظرات الصقر تطلق شـ.ـزراً:
-عيالي واللي يخصوني، ثم يذهب الجميع إلى الجحيم
واسترسل بنُصح:
-إعقليها يا بنت الناس وإتقي شـ.ـر واحد مافيش في قانون حياته حاجة
إسمها رحمة للي بيأذي اللي مِنه.
قال كلماته وعاد إلي الخارج من حيثُ أتي تحت إرتعاب قلب تلك التي حدثت
حالها قائلة:
-أعرفُ أن الطريقَ إليك هو الهلاكُ بعينهْ، نعم فالبلوغُ إليك
طريقهُ مُفترشٌ بنـ.ـارٍ شاعـ.ـلةٍ أيها الذئبُ اللئـ.ـيمْ، نـ.ـارٌ يُمكنها أن
تحـ.ـرقَ الأخضرَ واليابسَ بطريقِها
ثم إبتسمت وأردفت بدهاء:
- لكنك لم تتعرف علي شخصي بَعْدُ أيُها الوسيم،فأنا لمار التي لم
تفشل إلي الآن بأيٍ من أهدافِها ،ولن أسمحَ بحدوثِ ذلك ما دُمتُ أتنفسَ، وسأصلُ
لمبتغايَ،وبالنهايةِ، سنري أيها الداهي لمن سيُكتب النصرُ العظيم
❈-❈-❈
داخل منزل سالم عُثمان
تجلس سُهير فوق الأريكة المتواجدة ببهو المنزل، تَحمِل بعناية صغيرة
شريف فوق سـ.ـاقيها ، يجاوراها زو جها وولدها الجلوس وهي تتحدث عبر الهاتف متسائلة
بسعادة تظهر علي ملامح وجهها:
-يعني إنتِ هتيجي بعد عشر أيام وتحضر باقي رمضان والعيد معانا إنتَ
والأولاد ونهي يا سيف؟
أجابها سيف الواقف أمام نافذة حُجرة مكتبهُ المتواجدة داخل المَشفي
التي يعمل بها بـ لندن:
-إن شاء الله يا ماما، أنا خلاص رتبت أجازتي أنا ونُهي وحجزت تذاكر
السَفر
وأكمل بمداعـ.ـبة والدتهُ بنبرة صوت يملؤها الحَنين:
-إبتدي بقا جهزي لنا المحشي والبط والكُنافة من الوقت يا سوسو
علشان أحفادك مشتاقين لأكل نَانَا
أجابته بسعادة مفرطة:
-بس كدة يا حبيبي، كل اللي نفسكم فيه وأكتر هتلاقوني مجهزاه علشان
خاطر عيونكم
وأكملت بتنبيه:
- بس إبقي قولي قبل ما توصلوا بيوم علشان أعزم مليكة وجـ.ـوزها
وولادها علشان يفطروا معاك، وكمان علشان نلحق نجهز لكم الفطار اللي يليق بيكم
وأكملت بلهفة قلب الأم:
-هعمل لك كُنافة سادة وبالمانجة وقطايف مشكلة، وهعمل لك كمان القمر
الدين اللي بتحبه
قاطع حديثها قائلاً بنبرة تأكيدية :
- إوعي تنسي الخُشاف يا سوسو، وماتبقيش بخيلة
وكتري القراصية فيه
نطقت سريعً بطاعة:
-من عنيا يا حبيبي، ومن غير ما تقول كنت هزود لك فيه القراصية لأني
عارفة إنك بتحبه كدة
إبتسم بحنين لما مضي، وتحدث بنبرة متأثرة:
-ربنا يخليكي ليا يا ماما
هتف سالم الذي يجاورها الجلوس وهو يجـ.ـذب منها الهاتف وذلك بعدما رأي
لمعة لدموع حبيـ.ـسة تُريد من يسمح لها بالخروج جراء تأثرها بحديثها الحنون مع
ولدها الغائب عن عيناها ولم تراه مُنذُ ما يزيد عن العامان:
- كفاية رغي وهاتي التليفون وأديني فرصة أكلم إبني وأطمن عليه يا
سُهير
نزلت دمعة حنين من مقلتيها لمحها شريف المجاور لجلوسها، ربت علي كف
يـ.ـدها بمؤازرة وتحدث بمداعبة كي يُحاول إخراجها مما هي عليه :
-هو إنتِ ما بتعرفيش تفرحي خالص يا سوسو، إبنك جاي من السفر يقضي
معاكِ رمضان والعيد هو ومـ.ـراته وأولاده، وبدل ما تبقي بترقصي من الفرح قاعدة
تعيطي؟
أجابته بإبتسامة سعيدة ممتزجة بدموعها:
-دي دموع الفرح برجوع أخوك ولمتكم حواليا في الشهر الكريم يا
حبيبي، مبسوطة إننا هنتلم ونقعد كُلنا في بيت واحد
إبتسم متعجبً لأمرها ومال علي جبينها وقام بوضع قُبلـ.ـة حنون
❈-❈-❈
داخل إحدي الخيام الرمضانية المتواجدة بأحد الأحياء الراقية، وفي وسط
الأجواء الرمضانية بزينتها الرمضانية المُبهجة للنفوس
تجلس چيچي بجانب زو جها، تتناول مشروب القمر الدين المشهور تناولهُ في
ذاك الشهر المعظم، مع بعض الحلوي الرمضانية المرصوصة فوق تلك المنضدة برتابة
تحدثت بنبرة حذرة:
-طارق، فيه حاجة حصلت النهاردة لازم تعرفها
ضيق عيناه بإستغراب وسألها مستفسراً:
-حاجة إيه دي يا حبيبتي ؟
أردفت قائلة بترقب:
-لمار إتفقت مع عُمر ومامتك إنهم يفاتحوا مليكة ويحاولوا يغروها
بالفلوس علشان تبيع لهم من حِصتها هي وأولادها في الشركة.
وبدأت تقص عليه كل ما إستمعته من ثلاثتهم بالتفصيل المُمل، وضع طارق
كف يـ.ـدهُ فوق كفها الموضوع فوق المنضدة وتحدث قائلاً بنبرة واثقة:
-إطمني يا چيچي، مليكة أذكي من إنها تنخـ.ـدع بكلام لمار وتفرط في
حق أولادها، وبعدين هي أكتر واحدة عارفة قد إيه رائف تعِب وشِقي في الشركة دي
نظرت إليه وأردفت بإعتراض:
- أيوة بس إنتَ كمان مش لازم تعتمد علي ولاء مليكة لشركة رائف وبس،
لازم تنبهها يا طارق؟
أجابها بهدوء ليُطمأنها:
-قولت لك ماتقلقيش يا حبيبتي، ولو مليكة خيبت ظني وقبلت عرضهم أنا
وقتها هتدخل وأتكلم معاها واخليها تتراجع
أومات لهُ بإبتسامة هادئة فأردف قائلاً بحنو وهو يُربت فوق كفها
بإهتمام :
-تعرفي يا چيچي،إنتِ أجمل وأحن ست في الدُنيا كُلها
إبتسمت له وأردفت بنبرة مُماثلة:
- وإنتِ أحسن راجل قابلته في حياتي
نظر للصَحن الموضوع أمامها وسألها بدُعابة كي يخرجها من ذاك الحديث:
-حلوة الكنافة بالقشطة دي؟!
إبتسمت وتحدثت بإستحسان:
-جامدة، تحب تدوق؟
هز رأسهُ بإيجاب، وعلي السريع أمسكت بشوكتها وأقتـ.ـطعت جزءً من
القطـ.ـعة وبسطت ساعـ.ـدها بإتجاه فـ.ـمهْ، إلتقـ.ـطها بين شـ.ـفتاه وبدأ
بمضـ.ـغها بإستمتاع ظهر فوق ملامح وجههُ تحت سعادة حبيبتهُ المخلصة
❈-❈-❈
بغُرفة شريف السابقة، والتي كان يسكن بها قبل زوا جهُ وانتقالهُ منها إلي مسكن الزو جية،
تجلس علياء فوق المقعد الخاص بالمكتب الصغير الموضوع جانباً بأحد أركان الحُجرة،
ترتدي نظارتِها الطبية، مُنكبة علي أوراقها ويبدوا عليها التركيز الشديد
دلف إليها ذاك الشريف وهو يحمل بين يداه حاملاً موضوع عليه كُوبان من
مشروب القهوة السريعة المُحبب تناولهُ لكِلاهُما وتحدث وهو يتحرك إلي مكان جلوسها
ويضع ما بيـ.ـده فوق سطح المكتب:
-عملت لك النِسكافية اللي بتحبيه وجيت علشان نشربه مع بعض
رفعت رأسها وابتسمت وهي تنظر إليه بحنان وتحدثت شاكرة بإمتنان:
- تسلم إيدك يا حبيبي، كُنت محتجاه جداً
جلس بالمقعد المقابل لها وسألها مستفسراً:
- لسه مخلصتيش دراسة القضـ.ـية بتاعة شركة المقاولات؟
هزت رأسها بنفي وهي تتناول كوب القهوة وتُرجع ظـ.ـهرها للخلف مستنده
علي ظـ.ـهر المقعد الخشبي وأردفت قائلة بتملل:
-لسه يا شريف، قضـ.ـية صعبة ومعقـ.ـدة وفيها ثَغرات كتير جداً ممكن
الخِصم يدخل لي منها ويكسب القضـ.ـية مني
وضع كف يـ.ـده علي كفها الموضوع فوق سطح المكتب وتحـ.ـسسهُ بعناية
وحنان وتحدث مشجعً إياها :
- أنا واثق في ذكائك كمحامية وعارف ومتأكد إنك هتقدري تسدي كل
الثغرات دي وهتكسبي القضـ.ـية زي عادتك
قال كلماته ثم وضع كوبه فوق سطح المكتب وهَمَ بالوقوف ثم تحرك حتي وصل
إلي خلف مقعدها، وضع كفاي يـ.ـداه فوق كتِـ.ـفيها وبدأ بتدليـ.ـكهُما بطريقة
ناعـ.ـمة أجادت إستحسانها حتي أنها أغمضت عيناها واستسـ.ـلمت لحركة يـ.ـداه
بجسـ.ـدٍ مُرتخي للغاية
تابع التـ.ـدليك لمدة لا تقل عن عشرة دقائق، ثم مال علي إذنها
وهمـ.ـس بطريقة أذابـ.ـتها وأثـ.ـارت إنوثـ.ـتها:
- تعالي نفصل عن العالم بحاله وأعيشك معايا أجمل إحـ.ـساس في الكون
همهمت بغنج ثم أردفت قائلة بدلال:
-وبعدين معاك يا شريف
إبتسم برجـ.ـولة عِندما علم بإستـ.ـجابة أُنثاه لعرضهِ الحلال،توقف عن
تدلـ.ـيك منكـ.ـبيها ثم أمـ.ـسك كف يـ.ـدها وحِـ.ـثها علي الوقوف، أخذها وتحرك بها
إلي تختِـ.ـهما وغاصا معاً داخل عالمهما الخاص ليحيا بداخله حياة العاشقين ويبث
كُلً للأخر مّدي عشقه العتيق
❈-❈-❈
داخل جناح مليكة،
كانت تجلس لحالها بعدما إطمأنت علي أطفالها الثلاث وتأكدت من أنهم
غفوا بسلام،تنتظر حضور حبيبها حيثُ ذهب مُنذ ما يقارب علي الساعتان للإطمئنان علي
نجله حمزة والجلوس معهُ لمتابعة أمورهُ، كانت جالسة فوق المقعد الهـ.ـزاز الموضوع
أمام الشُرفة مباشرةً،أرجعت رأسها للخلف وأغمضت عيناها بإسترخاء وفردت ساعـ.ـديها
علي جوانب المقعد بإرتخاء ثم بدأت بتحريك المقعد ليهتز بهدوء مما أدخلها في حالة
من الإستجمام الشديد
تنفست بهدوء وملئت رئتيها بهواء البحر المُنعش وهي تشْـ.ـتَم رائحة
اليود التي تعشقُها، وبدأت تنظم أنفاسها لتحصِل علي سلامها النفسي وتحسين حالتها
المزاجية
أخرجها من حالتها تلك رنين هاتفها الجوال الذي صَدح بجانبها ليُعلن
لها عن وصول مكالمة هاتفية ، فتحت عيناها ورفعت رأسها لتنظُر بجانِبها وتلتقط
هاتفها وترد بنبرة مَرحة:
-الليدي ليالي هانم العشري بنفسها بتكلمني
ضحكت ليالي التي تتحرك براحة داخل حديقة المنزل ويحاوطها رجال الأمن
المنتشرين، وعقبت علي حديثها بدُعابة مماثلة:
- شوفتي إزاي أنا متواضعة
ضحكت كلتاهما فتحدثت ليالي بإهتمام:
-أخبارك إيه،طمنيني عليكي وعلي الأولاد.
اجابتها مليكة بهدوء:
-إحنا بخير الحمدلله
أردفت ليالي من جديد:
-أه بالمناسبة، مبروك علي البنوتة
ميرسي يا لي لي، عقبالك... جُملة عفوية تفوهت بها مليكة لتواجه سيلاً
من السُخرية من قِبل تلك الليالي حيث هتفت بنبرة تهكمية:
-بعد الشـ.ـر عليا، هو إنتِ فكراني مُغفـ.ـلة زيك علشان أضيع جمالي
ورشاقة جـ.ـسمي في الخلفة والرضاعة والكلام الفارغ ده
واسترسلت ساخرة:
- وأقضي اللي باقي من عُمري وأنا بغير كوافيل وأحمي وألبس؟
إبتسمت مليكة وتحدثت بحنان وصدق:
-طب وهو فيه أحلا من إنك تبقي مسؤلة عن طفل وتقعدي تدلِلِي فيه
وإنتِ بتحميه بين إديـ.ـكي ،وتشوفي ضحكته وهو مُستمتع بلمـ.ـستك الحِنينه
واسترسلت بنبرة حماسية:
-يا بنتي ده أنا من مُجرد الوصف بس حـ.ـسيت بمشاعر خلتني طايرة في
السما من كتر إشتياقي لبنوتي
أطلقت ضحكة ساخرة وتحدثت:
- وأنا يا ستي متنازلة لك عن المشاعر والإحَـ.ـاسيس دي
واسترسلت بما عَكر صفو تلك المسالمة:
-بس بجد يا مليكة حاولي تكون دي أخر مرة تخلفي فيها،يا بنتي إنتِ
بقيتي عاملة زي الأرنبة، وأكيد ياسين يا حـ.ـرام زهق من تقصيرك في حقه بسبب الحَمل
بس هو مش قادر يقولها لك صريحة
إبتلعت غصتها المُرة من حديث تلك التي أطفأت شُـ.ـعلة فرحتها وتحدثت
بنبرة خافتة:
-إزاي يعني ياسين هيزعل وهو اللي قعد يقنع فيا علشان أبطل الوسيلة؟
واسترسلت علي إستحياء ودون تفسير :
-وبعدين أنا الحمدلله مش مقصرة مع ياسين في أي حاجة،بالعكس،وهو
بنفسه اللي قال لي كدة
إستـ.ـشاط داخل ليالي وثـ.ـارت كرامة الأُنثـــ.ـي بداخلها ولكنها
تحاملت علي حالها وأرادت أن تُشـ.ـعل نـ.ـار تلك الدخيلة علي حياتها فأطلقت ضحكت
عالية وتحدثت بتشكيك:
-وهو إنتِ أي حاجة بيقولها لك ياسين بتصدقيها كدة علي طول،ده أنتِ
تبقي غلبانة أوي يا مليكة.
واسترسلت:
-فوقي يا مليكة، إنتِ متـ.ـجوزة ياسين المغربي ذئـ.ـب المخابرات،يعني
صعب تفهمي هو بيفكر في إيه أو يقصد إيه بكلامه
إشتـ.ـعل داخلها من تلك التي تحاول جاهدة إفساد سعادتها وإدخال الريبة
بقلبها ناحية زو جها:
-مش مطلوب مني أدخل في نيته، لكن كلامك مش منطقي بالنسبة لي يا
ليالي، إزاي يعنى ياسين يقعد يقنع فيا إني أجيب له بيبي، وبعد ما يحصل يزهق
إستـ.ـشاط داخل ليالي لكنها قررت تُنهي المجادلة التي لن تُجدي بنفعٍ
مع تلك العاشقة فتحدثت بنبرة حادة:
-والله أنا نصحتك وإنتِ حُرة،
وأستطردت بتهرب كي تُنهي ذاك الحوار السَخيف والذي أحـ.ـرق قلب
كِلتاهُما وجعلهُما كجـ.ـمرة مُلتـ.ـهبة:
-أنا مضطرة أقفل لأن سيلا قاعدة جوة لوحدها.
أنهت معها تلك المُكالمة التي أزالت كُل ما وصلت إليه من إسترخاء
مُنذُ القيل،أرجعت رأسها إلي الخلف من جديد وبدأت تهز المقعد بطريقة عنـ.ـيفة مما
دل علي وصولها إلي حالة شديدة من الإحتـ.ـدام وإحتـ.ـراق الروح
بعد قليل دخل إليها ياسين وسار إلي حيث مقعدها،وقف خلف جلوسها ومال
بطولهُ الفارع عليها وقام بوضع قُـ.ـبلة حنون فوق وجنـ.ـتها، ثم همـ.ـس بنبرة حنون
بجانب آُذنـ.ـها:
-بحبك
شعرت براحة وإسترخاء لذيذ وكأن جميع جـ.ـسدها آُصيب بالتخدير وذلك أثر
القشعريرة التي أصابتها جراء همـ.ـساتهْ الساحرة ، إبتسمت له وسألتهُ بدلال:
-إتأخرت ليه يا حبيبي؟
تحرك ووقف قُبالتها ثم أمـ.ـسك كفها وجـ.ـذبها بهدوء لتقف أمامهُ
وتحدث:
- كُنت بلعب بلياردو أنا وحمزة والوقت سـ.ـرقنا
إبتسمت له وتحدثت بنبرة صادقة:
-ربنا يخليكم لبعض
شكرها بعيناه وقام بسـ.ـحبها داخل ضـ.ـمة أحضـ.ـانه وهـ.ـمس هائمً:
-وحشتيني
تنهدت بهدوء ثم لفت ذرا عيها عليه وشـ.ـددت من ضمـ.ـتها القوية وأردفت
بنبرة هادئة ظاهرياً:
-وإنتِ كمان وحشتني أوي
من خلال دقات قلبها الغير منتظمة جراء غضـ.ـبها شعر حبيبها بعدم
إطمئنان روحها، فأبعد وجهها عنه قليلاً وقطب جبينة وتحدث متسائلاً بإستفسار:
-مالك يا حبيبي، فيه حاجة موتراكي؟
هزت رأسها بنفي وتحدثت بإنكار كي لا تفتعل المشـ.ـاكل بينهُ وبين
ليالي أو علي الأقل تزرع بذرة بقلب ياسين للضغـ.ـينة تجاة ليالي:
-خالص يا حبيبي
ولا يرجع إنكارها لما حَدثْ من تلك الليالي لكونها ملاكً يتجولُ بين
البَشر،نحن لا نقطنُ المدينةِ الفاضلةِ يا سادة، فلكُلٍ منا شيطـ.ـانهُ الذي يكمن
داخلهُ ويضع بِذرة الشـ.ـر بنسبٍ متفاوته داخل قلبهُ
البعضْ مِنا يستطع كبحهُ ورجمهُ والإنتصار عليه بالإيمان
والعزيمة،ومِنا من تضعِفهُ نفسهُ الهشة الأمارةِ بالسـ.ـوء ويتبع هوا نفسه
ويَظلـ.ـمُها
أما تلك المليكة فقد فعلت هذا لأجل عدم إفتعال المشـ.ـاكل وجلب
الشـ.ـقاء لحالها، وخشيةً منها فُقدانها للسَكون بحياتها مع زو جها، رقيقةُ هي
كالنسيم، تعشق الهدوء والسَلام النفسي حتي ولو دفعت ثمنهُ من إشـ.ـتعال روحها لبعض
الوقت، كل هذا يَصبحُ هَيِّنًا أمام عَيشِها لحياةً ولحظاتٍ هنيئةً سعيدةً تقضيها
بجانب أطفالها وعاشِقُها الذي يُغرقُها بحنانه ويشملُها بإهتمامه الزائد عن الحَد،
وهذا كفيل بالنسبة لها لتتحمل كل سخافات مَنْ يحيطون بها وتتناساها
تنهد بهدوء وبرغم عدم إقتناعهُ بنفيها إلا أنهُ إحترم عدم إرادتها
لإفصاحها عما يضيقُ بصـ.ـدرها، قام بسحـ.ـبها وسار بها حتي وصلا إلي تختهما وتمدد
عليه مُحتضـ.ـناً إياها برعاية وضل يحدثها في أمور تخُص كلاهما حتي غفت بين
أحضـ.ـانة بسلام، أراحها فوق وسادتها وسـ.ـحب جـ.ـسده مُستنداً للخلف، ثم مال علي
جذعه وألتقـ.ـط هاتفهُ وبات يتصفح من خلاله مواقع التواصل الاجتماعي لحين وجوب
موعد وجبة السُحور
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية