رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 2
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني
لقد
تغلغل عِشقهُ داخلي حتي أصبحتُ هو
"نعم" فروحهُ باتت تسكن كياني
ومن
حينها ما عُدت أنا
أصبحتُ
أبحث عن ذاتي بداخلهُ
وبداخلي
يبحثُ خليلي عن كيانهُ
خواطر
مليكة عثمان
بقلمي
روز آمين
في اليوم التالي
داخل الحديقة الخاصة بمنزل اللواء عز المغربي وبالتحديد أمام
"حمام السباحة"الخاص بالڤيلا، كانت تجلس بجانب زو جها تتناقش معهُ
بموضوع حياتها الذي أصبح شُغلها الشاغل
تحدثت بإستماتة وهي تحاول إقناع عُمر بذاك الموضوع الذي لم تكل ولن
تمل من طرحهُ عليه دوماً، وبرغم رفض عُمر الدائم للموضوع مازالت تعرضهُ عليه
بإستماتة:
_ أنا مش فاهمة إنتَ ليه مش راضي تفاتح
طارق ومليكة في إننا ندخل شركاء معاهم في الشركة؟!
تأفف عُمر وهتف بنبرة معترضة لينأي بنفسهِ من غضبة والده
ومناقشات عديمة الجدوي لن تُجدي بنفع:
-أنا اللي مش قادر أفهم إيه سبب إصرارك
علي إننا نشارك طارق ومليكة بالذات؟!
وأكمل بإِيضاح :
-مع إني إقترحت عليكِ أكتر من مرة في
إننا نأسس شركة خاصة بينا، وفاتحت بابا في الموضوع وهو وافق يمول لنا المشروع
بالكامل.
هتفت قائلة بنبرة حـ.ـادة مُعترضة:
-ونبدأ من الصِفر ونقعد سنيين علشان
نقدر نثبت الشركة ونوجدها علي أرض الواقع، ويا نجحت يا فشلت ؟
وأكملت شارحة بتعجب:
-طب ليه كل المخاطرة دي وإحنا قدامنا
شركة ناجحة بالفعل وليها إسمها الكبير في السوق
!
هتف بنبرة حـ.ـادة موضحاً لها الأمر:
-مش هيوافقوا يا لمار، لا طارق ولا
مليكة هيوافقوا يدوكي من حصصهم
أردفت قائلة بنبرة مُتعجبة:
-وإنتَ كنت فاتحتهم في الموضوع علشان
تعرف إذا كانوا هيوافقوا ولا هيرفضوا يا عُمر؟
أجابها مفسراً بإبانة:
-يا حبيبتي مش محتاج أفاتحهم علشان
أعرف ردهم ، المسألة واضحة للأعمي، ماهو بالعقل كدة إيه اللي يخليهم يوافقوا
يدَخلوا شريك جديد ويقاسمهم أرباحهم المضمونة؟
وأكمل شارحاً بتوضيح:
-صدقيني لو كانوا محتاجين فلوس أو
الشركة أمورها مش مستقرة كُنت هوافقك وأجرب وأفاتحهم، لكن الشركة مستقرة
وبتعيش أزهي عصورها، يبقي بالعقل كدة إيه اللي يجبرهم ويخليهم يتنازلوا
ويوافقم علي دخولنا معاهم ؟!
رفعت قامتها لأعلي وأجابته مفسرة بنبرة واثقة:
-فرص الإستثمار اللي هجيبها للشركة
والعروض اللي عمرهم ما هيلاقوا زيها هي اللي هتجبرهم علي الموافقة.
وأسترسلت بترغـ.ـيب في محاولة منها لإقناعه هو شخصياً:
- يا عُمر إفهمني، أنا أعرف ناس مهمة
هتسهل لنا دخول صفقات إلكترونية بأسعار مخفضة هنكسب من وراها ملايين وإحنا مرتاحين
وقاعدين في أماكِنا
وأكملت مُعللة:
-لكن شرطهم إن الشركة اللي هيوردوا لنا
عليها الشُحنات، تكون شغالة من فترة في سوق الإستيراد والتصدير وليها سُمعة كويسة
في الجمارك
أتت عليهم منال التي تساءلت بنبرة جادة وهي تجلس بمقعداً مقابل لتلك
اللمار:
-بتتكلموا في إيه؟
أردفت لمار قائلة بنبرة مُنفعلة:
-بنتكلم في موضوع شراكتنا مع طارق
ومليكة وبردوا مش قادر يقتنع بكلامي يا aunt
تنهدت منال وأردفت قائلة بتفهم:
-ريحي نفسك يا لامي، كتير من العيلة
حاولوا يدخلوا بأسهم في الشركة، لكن طارق رافض مبدأ الشراكة من أساسه
وأكملت مفسرة موقف طارق:
- طارق تعب كتير في الشركة هو ورائف
الله يرحمه علشان يقدروا يوقفوها علي رجليها في السوق، ويعملوا لها المكانة
الكبيرة اللي إنتِ شيفاها دي، علشان كدة مش هيوافق إن التعب ده يتنسب لأي حد غيره
هو وأولاد رائف
واسترسلت بنُصح وإرشاد:
- إسسوا شركة جديدة وإعملوا لها سجل
تجاري وأشتغلوا، إنتوا الإتنين أذكياء وأكيد هتنجحوا وتثبتوا نفسكم في السوق.
هزت لمار رأسها وأردفت قائلة بإستماتة تدعوا إلي التعجُب :
-يا
aunt حاولي تفهميني، أنا عندي عروض هنكسب
من وراها ملايين في غمضة عين، لكن شرطهم علشان يحـ.ـطوا أيـ.ـديهم في
إيـ.ـدينا إن الشركة يكون لها ثُقل في سوق العمل وشغالة من مّدة طويلة في مجال
الإستيراد والتصدير
لمعت عيناي منال بالطمع وتحدثت إليّ عُمر:
-بما إن الموضوع مربح كدة يا عُمر يبقا
لازم تحاول تقنع طارق
أردفت لمار قائلة بذكاءٍ خبيث:
- أنا شايفة إن محاولتنا لازم تكون مع
مليكة، مليكة قاعدة في البيت ومش فاهمة ولا عندها الإنتماء اللي عند طارق
للشركة
واسترسلت بدهاء:
-إحنا نحاول نغــ.ـريها بالمكسب الكبير
ونعرض عليها الشراكة في الأسهم بتاعتها هي وأولادها، وأكيد المكسب السريع هيخليها
توافق بسرعة، أو علي الأقل تاخد وقت تفكر فيه وبردوا في النهاية هتوافق قدام
عرضِنا اللي ما يترفضش
هتفت منال قائلة بإنسجام مع رؤى تلك اللمار:
-برافوا عليكِ يا لمار، تفكيرك تفكير Pezness Woman فعلاً
إبتسمت ورفعت قامتها بغرور قائلة بتفاخر بحالها:
Mercy aunt
نظر عُمر لكلتاهما بتردد بعدما بدأ يقتنع بالفكرة بعد حديث والدتهُ
المشجع
كانت هناك من تقف خلف الحائط،حيث كانت في طريقها للخروج إلي الحديقة
فاستوقفها حديث تلك اللمار الخبيث، فوقفت تتسمع عليهم في أول مُخالفة لها لضميرها
ومبادئها، وذلك عِندما تيقنت أن الأمر يخص عمل زوجها الذي ذاق الأمَرين هو و رائف
حتي أوصلاه لما أصبح عليه
❈-❈-❈
بعد إنتهاء ياسين من صلاة التراويح
وداخل مَشفي المغربي الإستثماري الخاص بدكتور أحمد وزوجتهُ دكتورة
مني، كانت تتمدد فوق الشازلونج الخاص بالكشف النسـ.ـائي، تقف منىّ بجوارها وتُحرك
ذاك الجهاز المُرتبط بجهاز السونار، تتفحص الصورة الظاهرة بالشاشة بتدقيق شديد
للكشف عن نوع الجنين
يقف علي الجانب الآخر ياسين المُمسك بكف يـ.ـد متيمتهُ، وهو يدقق
النظر لصورة جنينهُ المتحركة بقلبٍ ينبض بشدة وكأنهُ ولأول مرة سيصبح أب،
إبتسمت منى وأردفت متحدثة بنبرة لطيفة وهي تنظر لكلاهُما
:
-جاهزين علشان تعرفوا نوع البيبي؟
تنفست بعمق وهي تنظر إلي حبيبها الذي إبتسم لها وأومأ بموافقة
ليطمأنها
ثم تحدثت دكتورة مُنى بعدما رأت إبدائهما لإستعدادهما لتلك اللحظة
الرائعة:
- هتسموها إيه؟
إنتفـ.ـض قلب ياسين وارتجف جسـ.ـدهُ بالكامل بعدما علم بأنهُ سيُرزق
بفتاة من المرأة التي طالما تمناها وسأل مُنى ليتأكد:
- هي بنت؟
أومأت لهُ بتأكيد واردفت قائلة بإبتسامة هادئة:
-أيوة بنت، وأكيد هتطلع زي القمر شبه
مامتها
آُنيرت ملامح وجههُ التي غمرتها السعادة وهو ينظر إلي حبيبته ويُشدد
علي مسكتهُ لكف يـ.ـدها بحنان قائلاً:
-مبروك يا حبيبي
إتسعت إبتسامتها وامتلئ قلبها بسعادة لا نظير لها جراء خبر حملها
بفتاة وذلك ما كانت تتمناه مُنذ حملها بصغيرها أنس، هنأتهما منى وأعتدلت مليكة من
جديد بعدما جففت لها الممرضة أسفل بطـ.ـنها من السائل التي وضعته الطبيبة كي يُسهل
عملـ.ـية الفحص،تحركت إلي المكتب بجانب ياسين وجلسا متقابلان بالمقاعد الخاصة
بالمكتب
وصفت لها منى بعض الأدوية المقوية لمناعتها وتحدثت بإرشاد وهي تناول
ياسين روشتة الدواء:
- لازم تاكلي كويس أوي بعد الفطار يا
مليكة، وحاولي تعوضي ساعات الصيام بسوايل وعصاير طبيعية طول فترة الليل،
ومهم جداً تاخدي الفيتامين اللي كتبتهُ لك ده بإنتظام علشان تتجنبي أنيميا الحَمل
أومأت لها بطاعة وتحدث ياسين بنبرة حماسية تنمُ عن مّدى سعادته:
-ما تقلقيش يا دكتور، أنا بنفسي هتابع
أكلها وأدويتها
إبتسمت مني وأردفت قائلة بتمني:
- ربنا يخليكم لبعض
وأكملت بنبرة تحذيرية جادّة:
-ياريت يا سيادة العميد تخلي بالك
أثناء العلاقـ.ـة الحمـ.ـيمية علشان لاقدر الله ما نخسرش الجنين زي الحَمل اللي
فات
إحمرت وجنتاي مليكة من شدة خجلها عِندما تذكرت فُقدانِها لجنينها
السابق مُنذ قبل العشرة أشهر الفائتة ،وذلك بعدما حضر ياسين من ألمانيا بعد غياب
دام لمدة إسبوعاً كاملاً عن مليكته وكان مُتعطشاً لعشقها،فبات طيلة الليل يشرب من
شهـ.ـدها ويُسقيها معهُ متناسيين وضعها مما أحدث نزيـ.ـفً حـ.ـاد في الصباح وحدث
علي أثره فُقدان الجنين
تنفس ياسين بضيق عندما تذكر تلك الواقعـ.ـة الأليـ.ـمة وتحدث بنبرة
متأثرة:
-إن شآء الله يا دكتورة
شكراها كلاهما وتحركا إلي خارج غرفة الكشف ومنها لخارج المَشفي
بأكملها تحت سعادتهما الغير متناهية
كان يتحرك بجانبها بقلبٍ طائر من شدة سرورهُ، نظرت إليه وطلبت منه
بترقب:
-ياسين، هو إحنا ممكن نتمشي شوية علي
البحر قبل ما نرجع علي البيت
تنفس براحة وأردف قائلاً بطاعة إمتثالاً لرغبتها التي إستساغة قبولهُ:
-كل اللي تؤمري بيه هيتنفذ في الحال
وبدون نقاش يا كُل عُمر ياسين
شعرت بروحها تتراقص من شدة سعادتها، وتحركت بجانبة يخطيان بإتجاه شاطئ
البحر متشابكين الأيـ.ـدي من يراهما للوهلة الأولي يتأكد من عشقهما الهائل الذي
شملهما وظهر للكفيف
وصلا للشاطئ وبدأ يتحركان أمامهُ بإسترخاء وأستمتاع ، سألته بنبرة
مترقبة وهي تنظر إلي عيناه:
-مبسوط إنها طلعت بنت يا ياسين ؟
هتف مُتلهـ.ـفاً:
-أوي يا مليكة، ما تتخيليش مّدى سعادتي
وهي مُنى بتبلغنا
وأكمل بتمني وهو ينظر لعيناها بهيام:
-وياسلام لو ربنا حقق لي مُرادي وطلعت
شبهك
إبتسمت بسعادة وسألته من جديد:
-هتسميها إيه؟
نظر لها مدققاً بتفكر ثم تحدث وهو يرفع كتـ.ـفاه
:
-مش عارف، بس لازم إسمها يبقي مُميز
علي قد غلاوتها في قلبي
رمـ.ـت حالها داخل أحـ.ـضانهُ الدافـ.ـئة عندما لاحظت إبتعادهما عن
عيون المّارة، إحتواها بساعـ.ـديه حيثُ لفهُما حولها بعناية، رفع وجهها لتتقابل
أعيُنهم بنظرات تهيمُ عِشـ.ـقاً، ثم مال بطولهُ الفارع عليها وألتقـ.ـط شـ.ـفتاها
بين شـ.ـفتاه، وبدأ بتقـ.ـبيلهما برقة مُتناهية أذابت كلاهُما ونقلته إلي عالم
آخر، عالم عشق ياسين المغربي المميز لمليكته
رفعـ.ـها من خصـ.ـرها مما جعل ساقاها مُعلقتان في الهواء وزاد من
قُبـ.ـلاته التي تحولت إلي شغـ.ـوفة بفضل قُربهُـ.ـما الشديد، بعد مُدة إبتعد
كلاهُما مُرغماً
وتحدث وهو يغمز لها بإحدي عيناه ومازال مُثبتاً إياها بأحضـ.ـانه:
- لازم نروح حالاً وإلا جـ.ـوزك المحترم
سيادة العميد هيتقبض عليه بتهمة إرتكـ.ـابه لفعل فاضـ.ـح في الطريق العام في سابقة
هي الأولي من نوعها
قهقهت بشدة علي دعابة زو جها المُشاغب وتحركت بجانبه قائلة بنبرة
فكاهية:
-لا وعلي إيه، نروح بيتنا أحسن يا
سيادة العميد
بعد مّدة كان يجلس بجانبها، يجاورهما عائلة عز وثريا وأبناء مليكة
بعدما قدم لهما الجميع التهنئة بعد معرفة نوع الجنين، في ذاك التوقيت أتي إلي
ياسين إتصال فيديو كول من إبنته أيسل وليالي التي كانت تجاورها الجلوس
وبعد تبادل السلام بين الجميع هتفت لمار موجهه حديثها إلي أيسل بنبرة
ماكـ.ـرة تحمل بين طياتها خُبثٌ مُراد به الوصول لهدف معين داخل نفسها الخبـ.ـيثة:
-مش تباركي لبابي ومليكة يا سيلا
ضيقت أيسل عيناها بعدم إستيعاب فأكملت لمار بنبرة لئيـ.ـمة:
-جاي لك أخت في الطريق وشكلها كده
هتاكل الجو منك عند سيادة العميد
إشتـ.ـعل داخل أيسل وبدأ الشعور بالإستياء والألـ.ـم والغـ.ـيرة
يُسيطر علي داخلها وهذا ما ظهر داخل عيناها ولاحظهُ الجميع مما جعل ياسين يتحدث
سريعاً كي يُطمئن قلب صغيرته:
- لو ربنا رزقني بألف بنت عمرهم ما
هياخدوا مكان أيسل في حياتي
وأكمل وهو ينظر داخل عيناها مما أسعدها مؤقتاً وجعل الإبتسامة ترتسم
فوق شـ.ـفتاها:
- ماحدش في الدنيا كلها يقدر يمـ.ـس
مكانتك في قلبي، ده إنتِ أول فرحتي يا سيلا
إبتسمت ببهجة وكادت عيناها أن تُدمع من شدة سعادتها لدلال وتفخيم
أبيها لها، ومع ذلك نظرت إلي مليكة بتعالي وحقـ.ـد تكون داخلها بإتجاهها، سحبت
مليكة عيناها عنها وغادرت الجلسة لتترك لها وأبيها المجال للتحدث بأريحية، وأكمل
الجميع أحاديثهم
❈-❈-❈
بعد وقتٍ قليل أنهت أيسل الإتصال ووضعت جهاز الحاسوب جانباً ثم نظرت
إلي والدتها وهتفت بإحتـ.ـدام حـ.ـاد وعيناي تطلقُ شـ.ـزراً
:
-هو إنتِ إزاي متقبله الوضع المُهـ.ـين
ده وبتتكلمي معاهم عادي كده؟
وأكملت بإستغراب وتعجُب:
- لا وكمان بتباركي للهانم وإنتِ
مُبتسمة قوي ولا كأنها الست اللي خطـ.ـفت منك جـ.ـوزك وسـ.ـرقت منك سعادتك؟!
تأففت ليالي واعتدلت بجلستها وتحدثت قائلة بنبرة مُحبطة:
-وعاوزاني أعمل إيه يا سيلا، أصرخ
وأعترض وأطلب من بباكي يطلقها ؟
واسترسلت مُبررة بتأثر:
-وحتي لو فقدت إتزاني وإتجننت وطلبت
منه ده، تفتكري ياسين هيسمع كلامي ويطلقها ولا حتي يبطل يحبها ويفضلها عليا؟
واسترسلت مبررة:
-كل اللي هيحصل إن الكُل هيبص لي علي
إني ست فاضية وغيارة وبتاعت مشاكل
صاحت الفتاة بنبرة رافضة:
-حضرتك اللي وصلتي نفسك للنقطة دي
بسلبيتك معاهم وتقبُلك الذلـ.ـيل للوضع ده، وكمان تعاملك مع اللي إسمها مليكة دي
بطريقة عادية
زفرت بضيق وأردفت بنبرة إستسلامية:
-صدقيني يا بنتي كل ده ولا كان هيفرق
مع بباكي، ياسين راجل قوي ومشاعرة جامدة ومافيش مخلوق يقدر يجبره علي حاجة هو مش
عاوزها، فأحسن حاجة عملتها هو إني تقبلت الأمر الواقع وتعايشت معاه
ثم وضعت ساق فوق الأخري وتنفست براحة وتحدثت مفسرة:
-وصدقيني، أنا بتصرفي ده كسبت راحتي
وقدرت أخد كُل اللي أنا عوزاه وأكتر كمان من ياسين
وأشارت بيـ.ـدها قائلة بتفاخر
:
-وزي ما أنتِ شايفة، ياسين مديني حُرية
التصرف وأي حاجة بحتاجها بتكون تحت أمري في نفس اللحظة، بخرج براحتي وبعمل Shopping زي ما أنا عاوزة
وأكملت بكامل الرضا وهذا يرجع إلي شخصيتها الأنوية:
- وأنا مش محتاجة منه أكتر من كدة
رمقت الفتاة والدتها بنظرة إشمئزاز من تفكيرها الذلـ.ـيل الخاضع
والعقيم ،ثم سألتها بنبرة جادة:
-هو ليه حضرتك مافكرتيش تجيبي بيبي
زيها؟
إتسعت عيناها وأطلقت ضحكات عالية متتالية، بالكاد إستطاعت إيقافها
وهتفت مفسرة عندما وجدت بوادر الغضـ.ـب علي ملامح وجه إبنتها
:
- بيبي إيه اللي عوزاني أجيبه وأنا في
السن ده يا سيلا؟
يا بنتي أنا لا سني ولا لياقتي بقوا يسمحوا لي بالحمل، وحتي لو
يسمحوا، أنا إيه اللي يخليني أضحي بجمالي وشكل جـ.ـسمي علشان أخلف بيبي ييجي يقلب
لي حياتي كُلها
وأكملت بنبرة صادقة:
- صدقيني يا أيسل، أنا أقلمت نفسي علي
وضعي الجديد وتقبلته وقدرت أتخطي غيرتي اللي كانت بتقـ.ـتلني أول ما ياسين إتجوز
مليكة، واللي ساعدني إني اقدر أتخطي الحكاية هي إني مش حابسة نفسي جوة دايرة
ياسين، أنا عايشة حياتي اللي بحبها وياسين مساعدني علي كدة
واسترسلت براحة وهدوء:
- ياسين مش حارمني من أي حاجة بحتاج لها
وعارف إنها بتسعدني، ده غير إنه إتغير معايا جداً من وقت ما جينا ألمانيا، والوقت
اللي بييجي فيه بيخرجني ويسهرني ويحـ.ـسسني إني ملكة، هعوز إيه أنا أكتر من كدة؟
وأستطردت قائلة:
-طب أقول لك علي سر، ياسين بقي بيتعامل
معايا برومانسية وبيهتم بيا أكتر بكتير من قبل ما يتـ.ـجوز مليكة
وأكملت بنُصح وإرشاد :
-من الأخر كدة خرجي نفسك من موضوعي مع
بباكي وركزي في دراستك أفضل