-->

رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 13

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية البحث عن هوية



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الثالث عشر



لم يذوق النوم جفون غادة وحاتم طوال الليل، العاشقين زادهم الحب فقط، المرء في سعادته يخشي أن يفرط في الوقت بعيد عن حبيبه، لهذا ظل كل منهم إلى جوار الآخر دون نوم وما حاجتي إلى النوم وكامل احلامي في حضرتي؟ 

هكذا حدث كل منهم الآخر، وهم يشاهدون شروق الشمس، ترافقا معاً إلى المطبخ مع صوت اعتراض شوجر ومواءه الغاضب حاولت غادة أن توقف صرخاته الغاضبة وضعت له علبة كاملة من التونة واكتفى كل منهم بالفطائر مع اكواب القهوة، قال حاتم وهو ينظر إلى الساعة: 

_سوف نذهب الى المتحف بعد الانتهاء من القهوة 

تمتمت غادة: 

_ربما كانت لا تزال الأبواب مغلقة 

أعقب حاتم في هدوء:

_لا بأس سوف نتريض إلى جواره


كانت أبواب المتحف بالفعل مغلقة حين وصلا غادة وحاتم له 

تأملت غادة المتحف عدة مرات قبل أن يجذب حاتم يدها في رفق حتى تهبط من السيارة قالت له وهي تنظر إلى المتحف في قلق: 

_ماذا إذا لم اتذكر شيء؟ 

نظر لها حاتم في حنان ثم قال: 

_في كل الأوقات سوف أكون دائما إلى جوارك 


وجدا بعض المقاعد المعدنية في إحدى الزوايا المواجهه إلى المتحف، اتخذا خطواتهم لها، وبعد ثوان برز من العدم طفل صغير يحمل 

صينية صغيرة قال في صوت مرتفع: 

_أبيع مشروبات دافئة 


دس حاتم في يده بعض المال وقال: 

_لا رغبة لنا في المشروبات الدافئة

قال الطفل وهو يدس النقود في جيب بنطالة المتسخ: 


_لدي بعض البسكويت

هزت غادة رأسها علامة النفي وقالت: 


_لن نأخذ شيء 

 هتف الطفل في عناد: 

_لماذا؟ 

ارتفعت ضحكة حاتم ثم قال: 

_أنت في المستقبل سوف تكون رجل أعمال اكيد لديك روح قتالية عالية 

نظر له الطفل في دهشة كانت الكلمات تفوق استيعاب عقله لهذا قال في صوت متسائلاً ؟ 

_لماذا على أن اقاتل حين اكبر؟ 

هتفت غادة  وهو تنظر إلى الطفل: 

_كم عمرك؟ 

أجاب الطفل في بساطة: 

_خمس سنوات 

وضعت يد على فمها وهي تضحك وأجابت: 

_لا أظن هذا، انت اكبر من هذا العمر 

قال الطفل وهو ينظر إلى الجهة الأخرى من الشارع: 

_سوف أحضر لك شهادة ميلادي، أقيم هنا مع عائلتي بإحدى الجراحات الخاصة بالسيارات


رفعت غادة يدها في استسلام وقالت: 

_لا، أنا أصبحت الآن أصدقك 

نظر لها حاتم في تفكير وتابع: 

_كم توقعت عمر الطفل؟ 

أجابت في بساطة: 

_عشر سنوات على الأرجح 

حاتم في حيرة: 

_ولكن قامته لا توحي بهذا

قالت غادة في بساطة: 

_يتحدث بصيغة الأطفال الأكبر سن من هذا العمر 

نظر حاتم إلى المتحف لحظات ثم قال: 

_هل لديك تخمين ما أسم الطفل؟! 

قالت غادة وهي تنظر إلى خطوات الطفل الذي بدأ يبتعد إلى حيث الجهة الأخرى: 

_يليق به أسم كريم أو شادي 

أعقب حاتم وهو ينظر إلى المتحف: 


_هل رافقت كريم إلى المتحف من قبل؟ 

 نظرت غادة في وجه حاتم تبحث عن معنى السؤال شعرت بالقلق 

فقالت في حيرة: 

_لا أدري، حقاً أنا أحاول أن أبحث عن شيء في عقلي ولكن لا أجد شيء ربما رافقت كريم هذا من قبل 


أشار  حاتم  إلى المتحف ثم قال: 

_لقد فتح المتحف أبوابه هيا بنا 

ترددت غادة لحظة، نظرت إلى يد حاتم المفرودة أمامها وقالت وهي تمتثل إلى إرادته: 

_هيا


نظرت غادة إلى حارس المتحف الذي يقف بالبوابة الرئيسية  ثم ألقت تحية الصباح عليه، في حين تجاهل الحارس الفتاة قالت غادة وهي تلتفت برأسها إلى الخلف في إتجاه الحارس الذي ينظر إلى الجمهور الوافد إلى المتحف:

_الزوار كثيرون 

أمسك حاتم يد غادة جذبها في حسم إلى جواره أجبرها أن تنظر إلى الأمام في لفته حانية من يده قال وهو يوجه لها نظرات عتاب: 

_هل توقعت من الرجل أن يتعرف عليك؟ غادة الرجل يشاهد مليون زائر يومياً لن تلتصق بذاكرته وجوه شخص شاهده مرتين قد تكون أنت مجرد وجه مر من أمامه منذ أربع سنوات على سبيل المثال التقريبي أو سبع سنوات أو عام واحد فقط، هل تتوقعين منه أن يذكرك؟ 

نظرت له غادة في خجل مما دفع حاتم أن يقول: 

_غادة حين شاهدتك تتحدثين مع الطفل أعطت كل إشارات ووجهك إبتسامة مشرقة، انظري الى كلماتك له لقد تحدثت إليه بعبارة توقعت اكبر من هذا! كلماتك أعطت لي انطباع أن لك تعامل مسبق مع طفل في عمره لهذا طلبت منك إطلاق اسم على الطفل كان جوابك تلقائي ومباشر العقل دفعك إلى هذا أمر جيد ما يمارسه الآن العقل من نشاط تذكيري لك 

ولكن لا تتوقعي من كل الأشخاص في هذا العالم  أن يكون لك لقاء سابق معهم 

 لم تجب غادة نظرت إلى احد التماثيل مما دفع حاتم أن يقول: 

_سوف اظل إلى جوارك كل شيء سوف يكون بخير 


كانت الساعة قد اقتربت من الخامسة مساء حين قررا كل من غادة وحاتم الرحيل، فور أن صعدت غادة إلى السيارة أشارت إلى حاتم أن ينتبه إلى حين تمر السيدة التي تصطحب طفلها إلى أن يعبران ثم ينطلق بالسيارة، بعد أن أنطلقت السيارة قالت غادة  في صوت منخفض وهي تنظر إلى المرأة من خلف زجاج النافذة: 


_تلك السيدة ليست  شقراء  أنها ترتدي شعر مستعار( باروكة) هناك خصلات سوداء تظهر من خلف الشعر المستعار   


لم يجب حاتم لم ينتبه إلى كلماتها  في حين أسندت غادة رأسها على النافذة وغطت في نوم عميق 

 

كرر حاتم نداءه عليها عدة مرات حتى تستيقظ بعد أن قام بإيقاف السيارة أمام المنزل، كانت غادة تشعر بخمول شديد ورغبة ملحة في أن تستمر في النوم مما دفع حاتم أن يقوم بفتح جزء من زجاج نافذة السيارة وهو يقول: 

_ربما الهواء الطلق يفيد قليلاً

ولكن رغبة غادة في النوم  كانت قوية مما دفعه أن يقول:

_عزيزتي، إذا لم يمكنك السير  على قدمك عدة خطوات تلك التي تفصلك عن المنزل، سوف أقوم على حملك  إلى هناك، أنها فقط خمس خطوات 


نهضت غادة في تثاقل، كانت تشعر بحالة من الارهاق الشديد، أرتفع موج البحر في شدة لطم الرمل في عنف بعض من رذاذ  رمل وماء تناثر في وجهها مثل طلقات رصاص أحدثت في وجهها ثقوب قالت وهي تزيح الرمل الناعم من وجهها: 

_يا الله، وجهي يؤلمني 


فور أن انتهت كلماتها تلقت صفعات ثانية من رمل وماء، تراجعت خطوة إلى الوراء ثم نظرت في إتجاه البحر كانت صوت الموج مرتفع جداً يشبه صوت غاضب، استدارت غادة بجسدها كله إلى البحر ثم انطلقت إلى حيث الشاطئ مما دفع حاتم أن يسير خلفها دون أن يحاول منعها فقط حرص أن تكون خطاهم مجاورة إلى خطاها  وبعد عدة دقائق نظرت غادة إلى حاتم في خوف وهلع، مما دفع حاتم أن يقول في هدوء وهو يحاول أن يبث لها الأمن: 

_ما الأمر حبيبتي؟ ما الذي يثير خوفك إلى هذا القدر؟ 

نظرت له غادة في خوف كانت يداها ترتعش في قوة وجسدها كذلك نظرت في إتجاه البحر في فزع  أمسك حاتم يدها في حنان ثم قال وهو يرفع ذقن وجهها حتى تنظر له مباشرة: 

_ ليس هنا سوانا، أنا وأنت يمكنك الحديث عن كل مخاو فك يمكنك الحديث عن الأمر 

سادت لحظات صمت بين الأثنين مما دفع حاتم أن يقول: 

_غادة، يمكنك الوثوق في حاتم أليس كذلك؟ 

هزت غادة رأسها علامة الموافقة ثم قالت: 

_هدير الموج يشبه صوته 

قال حاتم في هدوء وهو يربت على يدها: 

_يشبه من؟ صوت من؟ 

انحدرت دمعة من عين غادة ثم قالت في رعب: 


_لا أدري، ولكن صوته مخيف يقوم كذلك على إلقاء تهديدات


هز حاتم رأسه في تفهم لما تقول  مسح بيده الدموع التي تنحدر على وجهها  ثم تابع: 

_ لا بأس، أنت تشاهدين الآن المكان هنا ءامن، لا أحد سوانا، لقد أنتهى هذا الوقت المخيف، لقد مر هذا اليوم منذ فترة بعيدة نوعاً ما 

والآن عزيزتي 

 يمكنك أن تقص على ماذا يقول هذا الشخص؟ هل يمكنك فعل هذا؟ 


هزت غادة رأسها علامة الموافقة ثم قالت وهي تنظر إلى الموج: 

_إياكِ أن تظن أن اللعبة انتهت، سوف أحصل على ما أريد، أنا صاحب الحيلة والخدعة، سوف أقتلع رأسك من جسمك الجميل، وأقوم بعمل فني رائع أيضاً، أو سوف أقوم على إطعام جسدك إلى الكلاب، أنت مجرد عا*ه*رة، و سوف أقوم على فضح امرك إلى هذا الذي::::: 

نظر لها حاتم في تساؤل ثم قال: 

_يمكنك الإستمرار 

قالت غادة وهي تنظر إلى حاتم في خوف: 

_لقد كان يحمل مسدس

هتف حاتم وهو ينظر لها في عمق: 

_هل تستطيعين سماع كلمات آخرى؟ 

قالت غادة وهي تنظر له في حيرة: 

_سوف أفضح أمرك  إلى أسرتك وأسرتك 

نظرت له غادة في تردد وحيرة مما دفع حاتم أن يكمل: 

_هل هناك أشخاص آخرون في هذا المكان؟ هل يمكنك وصف المكان؟ 

وضعت غادة يدها على رأسها ثم قالت: 

_ الرؤية ضبابية ولكن الصوت قوي جداً هذا الشخص شرير، لقد أطلق عدة طلقات أيضاً مع كلماته 

قال حاتم وهو ينظر لها في عمق: 

_ماذا عن الآخرون ؟ هل هناك آخرون؟ 


همست غادة وهي تشعر بالاعياء: 

_هناك فرد آخر، هناك ظل ما في المكان،  أستطيع سماع أنفاسه، حركة أقدامه خفيفة جداً، هو  بالقرب من الرجل الشرير

ثم نظرت إلى حاتم وقالت: 

_الرجل كان يقوم على تهديدي أنا، والشخص الآخر في الجوار الشرير لا يعطيه أهتمام  لا ينظر له  ربما كان تابع له 

قال حاتم وهو ينظر لها في إهتمام: 

_هل قام بالنداء عليك؟ هل فعل هذا؟ ماذا قال؟ 

قالت غادة وهي تغمض عيناها: 

_لا لا،لم يقم بالنداء على  المكان غير ءامن، فقط من كان يتحدث هو الشخص الشرير 

هزت غادة رأسها في ألم مما جعل حاتم يقول وهو يضع يده على كتفها: 

_يمكنك الدخول الى المنزل الآن، سوف نتحدث عن هذا الأمر مرة ثانية بعد أن ينال جسدك قسط من  النوم، لقد تدفق جزء كبير إلى عقلك في وضع مثير إلى الدهشة، نبش العقل جزء مظلم ودفع إليه بالنور حتى يظهر وهذا يعني أن الأمر أصبح على وشك الحدوث 


فردت غادة جسدها في الأريكة في الصالة، كان شوجر القط يقفز في كل إتجاه مما دفع حاتم أن يقوم على حبسه في غرفته مع الكثير من الطعام والماء،

 كانت غادة تبكي في صمت، مما دفع حاتم أن يجلس إلى جوارها احتضن بكفيه يدها في حنان قائلاً: 

_لم يعد هناك فائدة من وضع ستار أسود ثقيل على العقل كل شيء يمكن معالجته كل شيء يمكن أن تتم مواجهته حتى أخطاء الفرد يمكنه تداركه وإصلاحها فور أن يشعر بالندم يمكنه أن يزيل آثارها السيئة من ذاته فور أن يعترف بمدى جرمها وقسوتها، يمكنك النوم الآن وحين تستيقظين يمكنك الحديث عن هذا الأمر

  

نظرت له في خوف ثم قالت: 

_ لا الحلم سوف يكون مخيف، لن أنال سوى كوابيس، أريد أن تظل عيناي مفتوحة حتى أشاهدك عن قرب وأعلم أن الآخر ليس هنا

هتف حاتم في حنان: 

_أنا هنا، يمكنك الحديث لي 

  قالت غادة في حزن: 

تلك الأمور التي تذكرتها عند البحر وهذا الصوت المخيف   أنها مشوشة وضبابية 

 

هتف حاتم في هدوء: 

_ لا بأس سوف تكون المرات القادمة أكثر وضوحاً

قالت غادة وهي تنظر إلى النافذة: 


_حاتم لقد ذكر هذا  الشخص شيء عن عائلتي وأسرتي 


أعقب حاتم في سرعة: 


_هذا يعني أن هذا الشخص قريب جداً منك، ربما كان أحد أفراد أسرتك أيضاً كل الأحتمالات قائمة، وإذا استطاع عقلك تذكر الأسم والعنوان سوف نصل إلى هويتك في وقت سريع 


هتفت غادة في قلق: 

_ولكن هذا الشخص شرير 


تابع حاتم وهو ينظر لها في حنان: 


_سوف أحرص أن تظلِ في أمان، أعدك بهذا، لن ينال منك أذى مرة ثانية


وضعت غادة يد على رأسها في ألم،ثم قالت: 


_لقد  كنت شخص سيء، كل كلمات الشخص لي توحى بهذا


نظر لها حاتم في عمق ثم قال: 


_المقاتل الحقيقي هو من يحارب الجزء السيء داخله، حتى يسود الجزء الجيد كل جوارحه و كيانه، الأمس رحل ومضى لا يمكننا أن نقوم على تغيير ما سطر به ولكن الغد هو من سوف نقوم على كتابة الواقع به  كما نريد،  غادة يجب أن تستمعي إلى كلماتي، 

يمكنك التحرر من  عبودية وهيمنة هذا الشخص الشرير إذا تحدثت عنه، مجرد حجب ما حدث يجعل قوة شره تزداد في بطشها عليك في كل الإتجاهات  يجب أن تجعلي صورته تظهر في الضوء والعلن، سوف تتلاشى قوته لأن هناك الآن من يستطيع أن يحجب شره عنك، سوف أكون دائماً هنا إلى جوارك  كل ما تهربين منه يمكننا هزيمته معاً،  يجب أن تثقي بهذا، لا ينبغي عليك إنكار الأمر، هذا سوف يجعل الأمر أشد تعقيد من ذي قبل

أغمضت غادة عيناها في ألم، سادت لحظات صمت ثقيل في المكان في حين قال حاتم وهو ينظر لها: 

_هذا المكان الذي تمت به تلك الكلمات وحدثت به كل تلك التهديدات  هل تستطيعين وصفه لي؟ يمكنك فعل هذا يا غادة  

دون أن تفتح عيناها قالت في صوت مرتعش: 


_صوت البحر هناك، تستطيع رؤيته من النافذة، هدير البحر عالي ومرتفع، صوته ما بين مد وجزر، النوافذ مفتوحة، وجه الرجل يضج بالغضب والشر،  صوت صراخ الرجل والتهديد الذي ينطقه عالي متكرر بألفاظ متعددة، هو يلوح بالمسدس ولا يهتم، لا أحد يشعر، لا أحد يسمع، البنايات الأخرى بعيدة، المكان شبه مهجور، ليس هناك أفراد في الشارع

صمتت عدة دقائق مما جعل حاتم يقول في إصرار : 

_ماذا يوجد داخل المكان؟ 

تمتمت غادة في سرعة: 

_ المكان واسع جداً، الجدران تحمل اللون الأبيض، كل الجدران تحمل نفس اللون  يوجد أثاث هناك  فقط  لوحات معلقة على الجدارن

هتف حاتم في إصرار ويحث غادة على التذكر: 

_ماذا هناك أيضاً؟ ماذا يمكنك أن تشاهدين هناك 

أجابت غادة وهي تفتح عيناها في هدوء ثم تنظر إلى حاتم في خوف: 

_حقيبة جلدية، وأمرأة ذات شعار مستعار(باروكة)


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة