-->

رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 7

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية البحث عن هوية



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السابع

طبيبي الخاص 



  وجدت غادة صعوبة في تقبل أمر أن تتم التمارين مع حاتم لقد أخبرها رامي بهذا الأمر قبل أن يتجه إلى مسقط رأسه من أجل زفاف شقيقته، كانت قد حاولت الأعتراض ولكن رامي قال في لهجة تحمل الحسم: 

_يمكنك الوثوق بالطبيب حاتم، ليس هناك أي خوف من التعامل معه، وسوف تحرزين معه تقدم ملموس، الأيام التي سوف أغيبها 

كادت غادة أن تخبره أنها تلمس غضب  الطبيب منها  في نظرته لها، كانت تريد أن تخبره أن من الأفضل أن لا يتم التعامل معه، ولكنها اكتفت بالصمت، في حين أعقب رامي وهو يحاول أن يوضح لها: 

_ربما هي جلسة واحدة أو اثنين سوف تتم خلال غيابي، مشاغل حاتم كثيرة ومتعددة 

فكرت غادة قليلاً ربما لن يأت الطبيب إليها، لقد أخبرها صديقه أن مشاغله كثيرة، ولا شك أن حاتم وافق على طلب رامي وهو يترك الأمر بين حجة الظروف وإذا تفرغت لهذا الشأن لهذا فهو لن يلام إذا لم يتابع مع الفتاة، وصديقه كذلك سوف  يجد له كل الأعذار، بل هو أوجدها بالفعل وحدثها عنها في كلماته ( حاتم مشاغله كثيرة) لهذا تسرب إلى غادة شعور الهدوء والراحة فلقد أيقنت أن الطبيب لن يتذكر اي شيء عنها من بين ركام أعباء الجراحة التي يمارسها يومياً

في الموعد الأول لم يأت حاتم، لهذا جال خاطر في ذهن الفتاة أن ما رجحته سوف يحدث، هو لن يشغل ذاته بمتشردة مثلها،

كانت تشعر بالفرح والاستياء في آن واحد ولا تعلم كيف تفسر هذا؟ سعيدة لأن حاتم ذو الوجه المتهجم المعاكس إلى شخصية رامي، ومستاءة أنها فقدت مصدر كان يمكنه أن يمد يد العون لها، ماذا إذا ضاقت الدائرة وتخلت عنها اشجان ورامي؟ الوضع سوف يبدو مثل من يقذف طفل رضيع في أعصار ثم يهز كتفيه ويرحل حدثت الفتاة ذاتها 

ليس على أن ألوم اي شخص يرفض الوقوف إلى جواري، العالم ممتلأ بالهموم المتحركة على رؤس أصحابها، فإذا كان عقلي يرفض أن يسط ر بضع خطوط في الأوراق البيضاء الخالية هل يستطيع الآخرين فعل هذا؟ لقد عجزت عن مساعدة  ذاتي  فكيف ألوم على الآخرين؟ 

❈-❈-❈


لم تكن حركة هذا اليوم هادئة في المركز الطبي، كانت هناك الكثير من الحالات، وأطباء شاهدتهم غادة للمرة الأولى يتوافدون إلى المكان في خطوات مسرعة أقدامهم تعلم جيداً أين توضع مسارها،  ما تكاد المهمة التي جاءوا من اجلها تنتهى حتى يسارعون في الانصراف دون إعطاء كلمة إلى أي أحد، ودون إعطاء فرصة إلى المرضى ل شكرهم أو الثناء عليهم، توقفت العمليات أخيراً في الساعة السابعة مساءاً 

وكان حاتم الطبيب قد أنهى أيضاً اثنين من العمليات، وخمنت غادة أن الطبيب الشاب سوف يرحل مباشرة مثل الآخرين،وقد تناسى كل الأمور  ولكن دهشة غادة قد وصلت إلى أعلى قمتها  حين جلس الطبيب حاتم في مواجهتها قائلاً: 

_علينا أن نبدأ الآن  

فكرت غادة أن تخبره أنها بخير ولكن الكذبات المصطنعة 

في هذا الوقت ومع شخص مثل حاتم يعلم جيداً ما أمر الفتاة سخيفة جداً وسوف تبدو الفتاة أمامه حمقاء بلهاء 

وضع حاتم بضع الأوراق أمامها ثم قال في صوت حاسم: 

_هل تحدثت قليل عن ذاتك؟ 

نظرت له غادة في عدم فهم،  مما جعله يقول في صوت هاديء: 

_كل ما داخلك اريد الأستماع له، كل ما يمر في خيالك، وأي رؤيا تمرق بين الأوقات اريد أن استمع لها 

تمتمت غادة في صوت منخفض جداً وهي تشعر بالخجل: 

_لاشيء يدور في عقلي

ردد حاتم في استنكار:

_لاشيء!؟ 

هزت غادة رأسها علامة الموافقة في حين تابع هو: 

_هل يروق لك العمل هنا؟ 

هزت غادة رأسها علامة الموافقة دون أن تجيب في حين أعترض حاتم وهو يقول في لهجة ظهر في جوانبها الغضب: 

_أريد أن أستمع إلى جواب منطوق، حتى إذا كانت الإجابة بكلمة واحدة، لا أو نعم هل هذا مفهوم؟ 


شعرت غادة ببعض القلق والاضطراب يسرى في أعماقها شعرت بموجات من التوتر تسود المكان لحظات فكرت أن تتخذ أي حجة وتهرب من المكان ولكنها سوف تبدو ب مظهر الطفلة المبتلة التي شاهدها زملائها في هذا المنظر  لا يروق لها، قالت في صوت منخفض: 

 _أجل 

قال حاتم وهو يشبك اصابع  يده خلف رأسه: 

_لم أستمع لك

ألقت غادة نظرة حنق على الشاب، يبدو متكبر ومتعالي أيضاً 

ثقته بذاته تتجاوز الغرور كذلك، شعرت بذاتها تتضاءل تبدو مثل نملة وهو يرفع عينيه حتى ينظر مباشرة في عينيها، بريق عينيه يوحي بذكاء شديد، ذكاء ينذر من ينظر له أن يحذر منه فهو قادر على كشف الإدعاء أو الكذب، نظرت عين حاتم لم تتغير كان بها إصرار وتحدي مما دفع غادة أن تقول في صوت أرتفعت نبرته بعض الشيء: 

_أجل  

هتف حاتم وهو يحرر أصابع يده ويلتقط القلم الذي أمام غادة قائلاً: 

_جيد، أريد أن أستمع إلى إجابة السؤال إذن؟ 

شعرت غادة بالارتباك، كادت أن تسأله مرة ثانية عن السؤال ولكنها قالت في سرعة وهي تتمنى في قرارة ذاتها أن يقفز الوقت فجأة إلى النهاية وتنتهى تلك التمارين مع حاتم لقد قفز السؤال الأول في عقلها حتى ينتشل الفتاة من دائرة الغباء والارتباك التي تكاد تغرق بها الطبيب يسألها عن العمل وهل يروق لها؟ لهذا قالت في عجالة: 

_أجل العمل هنا يروق لي

تابع حاتم وهو يتظاهر بالنظر إلى القلم: 

_ماذا كانت وظيفتك قبل  هذا؟  

تلعثمت غادة، شعرت بحاجتها أن تصرخ به لا أعرف، ولكنها وجدت ذاتها تنظر له في تساؤل، وشردت بضع لحظات وظيفة؟ هل كنت أمتلك وظيفة قبل هذا؟ 

نظرت غادة له في حيرة ثم قالت وهي تشعر بالعجز التام: 

_لا أعرف

أعقب حاتم في ثقة: 

_ولكن العمل هنا يروق لك أليس كذلك؟ 

هزت غادة رأسها علامة الموافقة، ثم قالت: 

_أجل، العمل يروق لي  لا أجد به أي إجهاد 

ظهرت إبتسامة خفيفة على جانب زوايا فم الطبيب، مما جعله أكثر جاذبية و وسامة، العبوس  يضع ظلال من قتامة تحجب جاذبيته هكذا ظهر هذا الهاجس في ذهن غادة ولكنها سرعان ما طردته سريعاً 

 نظر مباشرة إلى عينيها، شعرت غادة بالارتباك وحدثت ذاتها

هل قرأ أفكاري؟ 

  أستدرك حاتم في هدوء: 

_لا يبدو عمل غريب عنك أليس كذلك؟ 

هزت غادة رأسها علامة الموافقة ثم قالت: 

_العمل بسيط مجرد ملأ بيانات 

نظر لها حاتم في إهتمام، ظهرت بعض علامات التفكير في ملامح  وجه قال في صوت منخفض بعض الشيء :

_تعرفين  كل محافظات مصر  أليس كذلك؟  

 شردت الفتاة لحظات، العقل  كانت تحاول أن تتذكر، اسماء مدن، أسماء محافظات، بعض من الصور المتداخلة مثل بريق خفيف جداً يكاد لا يلاحظ برق في الذاكرة، حروف تجمعت واتحدت فجأة حاولت هي أن تتشبث بها، تستجديها أن تظل ربما هي تعني شيء ما ولكن البريق انطفيء فجأة وساد الظلام  في العقل لقد كانت عدد من الحروف  متناثرة،  صوت حاتم جذبها بقوى إلى الواقع، مما جعلها تتجه بكل بصرها له  وهو يقول: 

_ما هي المحافظات التي طرأت في عقلك الآن؟

تمتمت غادة وهي تنظر إلى ما بعد بوابة المركز الخيري إلى حيث الشارع الواسع الذي يضج بالحياة: 

_الاسكندرية، الجيزة، القاهرة، المنوفية، دمياط،الصعيد 

صمتت لحظة تحاول أن تتذكر باقي المحافظات، وتحاول أيضاً أن تتذكر ما هي تلك الحروف التي ظهرت في العقل فجأة ربما هم حرفين فقط كان يدوران في هالة بسيطة من نور   ولكن حاتم أشار لها قائلاً: 

_ماذا عن الأماكن المشهورة؟ أعطني بعض اسماء أماكن مشهورة  

تمتمت غادة في حيرة:

_أماكن مشهورة؟! 

 وضع حاتم يده في استرخاء على المكتب الذي يفصل كل منهم عن الآخر وقال: 

_هل لك أن تخبريني بعدد الأماكن المشهورة التي تعرفيها؟ صغير كان العدد أو كبير 

قبل أن تفكر قال حاتم وهو ينظر لها في عمق: 

_كل ما يطرأ في عقلك أخبريني به 

أجابت وهي تحاول أن تتذكر أكبر عدد من الأماكن: 

_المنتزة، المتحف، المزار 

شردت بضع لحظات  ثم قالت في يأس: 

_لا أستطيع أن أتذكر سوى هذا 

نهض حاتم واقفاً ثم قال في لهجة انتصار: 

_هذا يكفى 

أدار ظهره لها، سار بضع خطوات في طريقه للخروج من المكان ولكن صوت الفتاة أوقفه وهي تقول في صوت متوسل:

_سيد حاتم 

دون أن يلتفت إلى الخلف، دون أن  يدير رأسه في اتجاهها أجاب في صوت مرتفع: 

_استمع لك، هل تذكرت شيء؟ 

تنهدت غادة اخذت شهيق وزفير عدة مرات، حاولت أن تلم شتات ذاتها، قالت في عجالة وكأنها تريد أن تلقى هذا الهم الكبير الذي يجثم على أنفاسها: 

_لا أعلم ربما كان ما سوف أخبرك به طفولياً وربما لن يفيد، بالأمس شاهدت في السحاب وجه مخيف 

ران صمت دقائق في المكان، صمت ثقيل يوحى أن المكان مهجور وأنفاس غادة تعلو في تزايد  حتى خيل لها أن حاتم لن يجيب ولن يستدير حتى ينظر لها  خطواته المتجمدة في مكانها جعلت هذا الأمر  مشكوك به سار خطوتين إلى الأمام ثم قال في صوت حاسم: 

_سوف نتابع تمارين الذاكرة في الغد

❈-❈-❈


انطلقت سيارة حاتم تشق طريقها  إلى المستشفى، كان الطبيب الشاب يفكر في كلمات الفتاة، لقد استطاع في خدعة ذكية إلى عقلها أن يقتنص منه بعض المعلومات، المدن التي من الممكن أن تكون الفتاة من ساكنيها، واستطاع أيضاً أن يمرر إلى عقل الفتاة أن هناك بعض من الأماكن الآخرى التي تم ارتيادها مرات ومرات اماكن، لابد إذن أن يتم مواجهه العقل بتلك الأماكن، ربما زيارة إلى تلك الأماكن سوف تجعل نهاية  أمر  فقدان الذاكرة، واستعادة الذكريات أمر مباشر،  لقد كانت خطوة هادئة بعض الشيء وبسيطة غير متكلفة   تم فيها استدراج العقل أن ينفض عنه هذا الرداء الثقيل الذي يصر على ارتداؤه ويبوح بالقليل من ما يصر على اخفاءه، عادت كلمات الفتاة ترن في أذن الطبيب مرة ثانية السحابة التي تكونت على صور وجه مخيف، هل هناك أمر ما مخيف في حياة الشابة؟ ربما كان أحد الأمور التي يواجهها جميع البشر في الحياة غلاء أو تكتل مسئوليات، أنها أحمال على كل فرد في الحياة، روتين الحياة الشاق حتى أولئك الذين يغرقون في الرفاهية سوف تجد لديهم أثقال يشكون منها، حتى إذا كانت أثقال الرفاهية ذاتها ومدى بساطة العالم التي يغرقون به، هل هذا ما يكتنزه العقل الباطن؟ حياة تعيسة قبل الحادث! ولكن الوجه المخيف في السحب يعني أن الفتاة تفر من أمر ما، أمر له وقع مرعب على ذاتها، يخلق في حناياها هلع، لهذا يرفض العقل أن يفتح أدراج ذاكرته ويشاهد من جديد هذا الوجه، ماذا إذا كان ما تمر به الفتاة هو ما يلقى ظلاله على العقل فينتج عنه هذا الوجه، هل هو وجه الحاضر  المجهول المتخبط الذي تحيا به؟ أو هو وجه من الماضي؟  ما عاد العقل يتحمل  رهبة مواجهته من جد يد في تلك اللحظات، الفتاة في حالة ضعف و وهن كاملة تكاد تصل إلى الهشاشة هذا ما لمسه حاتم في نظراتها التي تحتوي على شرود بل تكاد تصل إلى حد الضياع، لقد كان رامي على حق، الفتاة لن تثق في أشخاص آخرين، سوف تصنع حواجز جديدة وسدود أشد صلابة من تلك التي تكونت بالفعل بعد  لحظات الحادث، لقد استطاع حاتم أن ينال ثقتها رغم ما تكنه الفتاة له من تحفظات، ولكنها تضع حاتم ورامي وأشجان في إطار يد العون التي التقطتها بعد الحادث، فهي تعلم جيداً أن الثلاثة يجهلون كل ما يحيط به الأمس، وهي كذلك على يقين أن الثلاثة هم سدود الأمان التي تختبئ خلفها إذا بزغ أي نوع من الخطر في متاهة اليوم التي تعيشه 

رن جرس الهاتف المحمول في السيارة، وضع حاتم السماعات في أذنه وهو يبتسم هو يعلم جيداً من المتصل؟ وما الغرض من الاتصال؟ جاءت كلمات رامي التي تشع بهجة عبر الاثير: 

_كيف الحال يا طبيب الشرق؟ 

حاتم: كل الأمور بخير يا صديقي 

رامي: لقد اشتقت لك ولا أعلم كيف سوف تمضي تلك الأيام دونك؟ المرضى أيضاً اشتقت لهم، أريد أن أفر من هنا لهم 

حاتم: أيها المشاكس الشاب، هناك  شقيقتك العروس تنتظر منك دعم اكبر 

رامي: 

_لقد كانت خدعة تم استدراجي إلى هنا بزعم أن أكون وكيل العروسة ولكن الحقيقة أن أثاث منزل شقيقتي لم يتم شحنه بعد من ميناء بورسعيد لهذا أنا الآن هناك أنهى كل الأجراءات وسوف أقوم بالذهاب به إلى منزل شقيقتي والعمل على ترتيبه بذاتي 

ارتفعت ضحكة حاتم ثم قال: 

_ماذا عن العروسين؟ 

رامي: 

_لديهم هموم أختيار فستان الزفاف والبذلة الخاصة بالفرح، وسوف يتفضلون مشكورين بأختيار البذلة الخاصة بي، والمأذون سوف تتكفل باحضاره والدتي، ألم أخبرك أني اشتقت الى المرضى؟ هم لا يكلفون طبيب شاب مسكين مثلي هذا العناء والمشقة والتعب 

حاتم: 

_يجب أن تكون شاكراً أنك كتف يستطيع المحيطن بك الأعتماد عليه 

رامي:

_لقد فعلت وشكرت  وحمدت الله صباح ومساء ربما هي ذنوبي يا صديقي أدفع كفارتها في الحياة،  والآن هل تخبرني كيف تسير الأمور معك؟ كيف حال مرضاكم؟

حاتم: تريد الأطمئنان على الفتاة؟

رامي: 

_الفتاة! تقصد غادة أعلم تماماً أنك سوف تهتم بالأمر 

 حاتم : 

_لقد بدأت اليوم أول دروس من التمارين وأظن أن الأمر يحتاج إلى صبر 

رامي: 

_حين تنهض روح التحدي داخلك يا حاتم أنا أعلم جيداً أنك تعود منتصر 

حاتم في لهجة تحذير: 

_لا تتخذ تلك الصيغة، أفعل هذا دون حاجة إلى توصية منك،  الحالة الأنسانية توجب على فعل هذا، أعلم أنك مهتم بها 

رامي: 

_حالة إنسانية من طراز غير معتاد عليه،  نحن فقط من نقف على أمورها  هذا هو أهتمامي بها،

يا صديقي على أن أذهب الآن لقد بدأت سيارة النقل التي تحمل اثاث شقيقتي  في التحرك يجب أن أذهب إلى حيث منزل العروسة، هنا أيضاً مهام لا يستطيع أحد التكفل بها سواي، سوف أنتظرك في العرس سوف أنتظر قدومك


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة