رواية جديدة قلوب بريئة تنبض بالحب لموني عادل - الفصل 20
قراءة رواية قلوب بريئة تنبض بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة موني عادل
الفصل العشرون
وصل مؤمن للمكان المختبي به سامي واخذ ينظر للمكان من حوله ويدرسه جيدا ليعرف كل شيء عنه فاللجبل مخابى كثيرة بدا يشير لفريقه ليكونوا على استعداد كامل فاشاروا اليه ردا منهم علي فهمه ثم بداوا في التحرك ناحية مخبى سامي واقتحموا المكان ، فما ان راوهم رجال سامي ردوا عليهم بالاسلحة ليتبادلوا الشرطة ضرب الرصاص معهم بينما تركهم مؤمن وتسلل للداخل حتي لا يستطيع سامي الهروب وحتي يستطيع انقاذ اسيل دون ان تتاذي ففي الخارج يوجد حرب وكأن السماء تمطر رصاصا ظل يتسلل بداخل الكهف فوجدها تجلس على الارضية تصرخ بإنهيار وعلامات الخوف والذعر مرتسمة على وجهها فأقترب منها واحتضنها وهو يطمأنها لتنفجر في البكاء فاخذ يفك وثائق يدها وقدميها واستدار ليخرج معها من المكان لتكون بأمان ثم يعود ليكون مع فريقه ويستطيع البحث عن سامي وهو مطمئن عليها ولكن ما ان استدار وجد سامي واقفا في وجهه ومشهر سلاحه في منتصف وجهه شهقت اسيل برعب وهي تنظر لسامي بخوف وتهز راسها نفيا ليتحدث سامي قائلا
(( بإمكاني طرقك تخرج من هنا كما دخلت ولكن بمفردك واترك الفتاة هنا .))
عبست ملامح مؤمن وشعر بفوران الدماء في راسه فقال بغضب
(( لن يحدث اسيل ستخرج قبلي.))
ابتسم سامي بخفه وهو يردد اسمها قائلا
(( اسيل هل ذلك اسمها.))
صمت يمط شفتيه قليلا ثم اكمل قائلا
(( اسم جميل يشببها .))
غضب مؤمن واراد التقدم منه وتلقينه درسا قاسيا ولكنه لم يستطع التحرك خطوة واحده لو لم تكن معه لعرف كيف يتصرف معه ولكنه يخشئ عليها ان يصيبها مكروه فتحدث سامي قائلا
(( امامك عشر ثواني لتتخذ قرار ام ان تذهب بمفردك او تقع جثة هامدة امام قدميها .))
ضيق عينيه بتفكير وسرعان ما رفع كفيه امامه يدعي بانه موافق على كل ما يريده وبدا في التحرك للخارج وما ان اقترب منه انقض عليه ليسقط مسدسه من بين انامله وبدا الشجار بينهما وكلا منهما يحاول الوصول للمسدس قبل الاخر بينما وقفت اسيل تتابع ما يحدث وهي تشعر بالخوف على مؤمن وتضع كفها على فاهها تكتم صوت صراخها وتنفسها المرتفع فأقتربت من المسدس المرمي على الارض قريبا منها وامسكته بين كفها وهي تفكر بانه ليس هناك حلا اخر غير ذلك فما ان ضغطت عليه اغمضت عينيها وهي تدعو ان تخرج الرصاصة في محلها لتستقر الرصاصة في راس سامي بينما هي ما ان استمعت لصوت الرصاصة فتحت عين واحدة لتري ما الذي حدث لتجد سامي مجثي على الارض غارق في دمائه شهقت بخوف وبدا صوت صراخها يتصاعد ليقترب منها مؤمن ويحتضنها وهو يقول ممازحا
(( اصابتيه اصابة مباشرة للحظة تخيلت بان الرصاصة ستصيبني انا .))
ثم رفع كفه يمحي دموعها ومال بجسده يمسك المسدس الذي ما ان اطلقت الرصاصة تركته يقع على الارض واخذها واتجه للخارج وهو يفكر بان عليه ان يخبر رئيسه بانه هو من اصاب سامي متعمدا لانه كان على وشك اصابته واصابة تلك الفتاة فلقد ارتاح قلبه ولكنه سيواجه مشكلة الان لان التعليمات التي لديه ان يحضر سامي حيا والا يصيبه مكروه فها هو سامي قد قتل وبرصاصه خاصة به فكيف سيشرح ذلك الامر ..
وصلوا للقسم ومعهم من استطاعوا القبض عليهم ومن استسلم عندما وجدوا زعيمهم قد قتل وهي كانت معه فما ان نزلت من سيارة الشرطة وراها وليد ركض بإتجاهها ليحتضنها وهو يبكي فلا يصدق بأنها امامه وبين ذراعيه لا ينكر بان حالتها مزريه وملابسها ملطخة بالغبار ولكنه ظل يبكي وهو يحتضنها ويشكر الله لأنها بخير وتقف امامه سالمة دون ان يصيبها اي مكروه تحدث مؤمن قائلا
(( اتركنا ندخل ونقفل المحضر ثم يمكنك اخذها للمنزل .))
اومأ له وليد وامسكها من كفها وتحرك بجوارها لداخل القسم حتي تنتهي من تلك الاجراءات ويمكنه اخذها للمنزل فالوضع بالمنزل يزداد سوء منذ اختفائها..
كانت ليلي متسطحة على الفراش واثار دموعها على خديها تنظر لصورة ابنتها الموضوعة على الطاولة بجوار الفراش وهي تتذكر كل لحظاتها معها استمعت لصوت ابنتها في المنزل فانزلقت دموعها وهي تفكر انها تتخيل صوتها لا اكثر فاستمعت لصوت زغاريد اطلقتها فاطمة تعثرت وهي تترجل من الفراش لتري ما الامر وهل عادت ابنتها حقا ام انها مجرد تهيأت من كثرة المهدئات فما ان فتحت باب غرفتها ووجدت ابنتها واقفة امام فاطمة تحتضنها وهي تطلق الزغاريد ووليد واقف بجوارها لتطلق العنان لقدميها وهي تدب الارض بقوه لتصل لابنتها وتحتضنها بقوه ودموعها تنزلق على وجنتيها شدتها من داخل حضن فاطمة وهي تبكي وتحتضنها لتشاركها اسيل دموعها لم تعد قدم ليلي تحملها فوقعت على الارض جالسة واسيل مازالت متمسكة بها بعدما هدا كلا من اسيل ووالدتها سالت على والدها لتخبرها فاطمة بأنه في غرفته منذ ان اختفت لم يخرج منها ولم يريد ان يري اي احد الي ان يطمئن عليها فتركت حضن والدتها على مضض وتحركت ناحية غرفة والدها ووقفت تطرق على الباب بهدوء ولكنها لم تسمع صوت والدها يأذن لها بالدخول ففتحت الباب واندفعت للداخل مرتمية بداخل احضانه بالكاد تحكم والدها في دموعه واخذ يمسد على خصلاتها بحب وهو يقبل اعلي راسها ويشكر الله لانه استجاب لدعائه واعادها اليه سالمة دون ان يصيبها مكروه فعندما أستمع لصوتها وصوت الزغاريد شعر أن قلبه سيقف عن الخفقان من شدة سعادته وان قدميه لا تساعدانه علي الحرم فظل جالساً في محله منتظراً قدومها إليه ، جلست أسيل تسرد علي والدها ما حدث معها وكيف تم اختطافها بينما بعدما أطمئنت فاطمة على أسيل وعودتها لحضن والديها سالمة قررت العودة لمنزلها وليعود كل شيء كسابق عهده فلقد انتهي دورها ووقوفها بجوارهم في أزمتهم تحركت لتخطؤ خطواتها ناحية الخارج لتوقفها ليلي وهي تضع كفها علي كتفها قائله
(( أرجوك أبقي ولا تغادري لم نعد صغاراً لنتشجار على رجل سنحاول التعايش معاً دون حرج بعضاً البعض .))
ازدردت فاطمة ريقها وتحدثت بثقة تقول
(( شكراً لكي على عرضك ولكني أكتفيت من الظلم فلنفسي حق علي ومن حقي أن أعيش كما أريد وأنا أريد العيش دون تقيد أو حزن يقتلني بالبطئ أريد العيش بكامل حريتي .))
انهت فاطمة حديثها وتحركت دون التفوه بحرف أخر مغادرة وهي تقسم بأن تلك المرة ستودع ذلك المنزل وللابد فلن تعود إليه مهما يحدث مشكلتها الكبري الأن هو تقبل أروي لإنفصالهم فعندما أخبرتها فاطمة بخبر أنفصالها هي وخالد وتركها للمنزل عندما أتت لتكون بجوار عائلتها لحين العثور علي أسيل فلقد لاحظت عدم تعامل والدتها مع والدها وعندما سألت والدتها أخبرتها بكل ما أخفته عنها لتحزن أروي كثيراً فلم تستطيع البقاء لتطمئن على أسيل وغادرت هي وأدهم فلقد كانت تظن بأن الحياة قد دبت في علاقة والديها بعد أن عثر على ما فقده وأنه سيعوض والدتها لتكتشف أنها مخطئة فلقد حدث ما كانت تتمناه دائما فلطالما تمنت أن تأخذ والدتها قرار الإنفصال أفضل لها من أن تكون إمرأة على الهامش .. زوجة لا وجود لها كم بكت أروي فلم تكن تعلم أنه سيكون صعب عليها تقبل أنفصالهما كانت تظن أن الأمر لم يعنيها ولكنها كانت مخطئة .
❈-❈-❈
بعد مرور فترة من الزمن كانت تجلس نهي بجوار شريف في سيارته بعد انتهاء عقد القران وحفل الزفاف شاردة تنظر من نافذة السيارة للخارج وهي تخطط لحياتها معه وتتخيل شكل عيشتها بوجودة معها في نفس المكان ظلت على تلك الحالة الي ان وصل لفندق فخم قد حجز به لمدة اسبوع ليستمتعوا بوقتهم معاً ومن ثم يعودوا لمنزل عائلته اوقف السيارة وهو يأمرها بنبرة جافة بالخروج استدارات تنظر اليه بعدم فهم لقد اخبر عائلتها بانهم سيسافرون ليقضوا شهر العسل خارج البلاد فلما اتوا لذلك الفندق نظرت اليه بتسأل ليشير اليها بالترجل من السيارة ثم فتح باب السيارة من ناحيته وترجل منها واتجه ناحيتها ينتظرها لتخرج فتحت الباب بتردد وانزلت قدمها ثم خرجت من السيارة ووقفت تنظر للمكان من حولها لتستمع لصوته وهو يقول
(( هل كنتي تنتظرين مني ان افتح لكي الباب واساعدك على الخروج اذا فكرتي فذلك فأعتذر منك لانكي تحلمين فلست أنا من قد يفعل ذلك .))
التفتت تنظر اليه ببغض ثم تحركت امامه للداخل ليبتسم من داخله فها هو قد استطاع ان يجعلها تغضب لتكتمل ليلته كما ارادها ما ان وصل لجناحه الذي حجزه وقف ينظر اليها وهو يضع المفتاح في الباب ويدير مقبضه ليفتح الباب فدخل اولا لتزفر انفاسها بغضب وهي تدخل بقدمها اليمني خلفه معتقدة بأن ذلك سيغير شيء في مجرى حياتها معه ..
❈-❈-❈
في غرفة أروي أمسكت هاتفها بتردد فهي تعلم ما محتوي تلك الرسالة التي وصلتها منذ دقائق قليله منذ عدة ايام وهي تصلها تلك الرسائل النصية ولكنها لم تستطع التحدث معه واخباره بالامر ولكن الشك بدأ يتسلل اليها دون قصد منها فما الذي يتوجب عليها فعله هل تخبره وتظهر بمظهر المرأة التي تشك بأفعال زوجها ولا تثق به ام تتغاضي عن الامر والشك يقتلها فتظل في تلك الدوامة طويلا ظلت هكذا تفكر ثم ضغطت على زر في الهاتف واخذت تقرأ محتوي الرسالة لتصدم مما كتب بداخلها فلقد كان مضمونها كلمات معدودة الا وهي
(( زوجك يخونك معي اذا اردتي التأكد عليكي بالذهاب للعنوان المدون في اسفل الرسالة .))
ظلت تقرأها مطولا وهي لا تعرف ما عليها فعله وقد بدات دموعها في التجمع بداخل عيناها وهي تشعر بالاختناق والدوار يلفها فكادت ان تسقط على الارض مغشياً عليها لتستند على طرف الفراش فارتمت عليها جالسة وبدات دموعها في التساقط دمعة تلو الاخري وهي تفكر كيف تتصرف هل عاد ادهم كما كان قديما هل كان مجرد اتفاق بينه وبين اصدقائه مثلما اخبرتها لبني هل مل منها لذلك عاد لسهراته وهؤلاء الفتيات ازداد صوت نحيبها وهي تفكر لما كسر قلبها وفعل بها ما فعله فقررت بانها لن تواجه ولكنها ستذهب لذلك العنوان وتمسكه متلبسا لتنهي كل شيء بينهما في تلك اللحظة لو كان ما وصلها صحيحا وتأكدت من خيانته بأم عينها ..
❈-❈-❈
وزعت نهي نظراتها للجناح تتأمله بينما وقف شريف واضعاً كفيه بداخل جيب بنطاله وهو يتاملها بفستانها الابيض المنفوش وزينتها التي زادتها جمالاً ليقترب منها دون التفوه بكلمة واحده وانقض على شفتيها يقبلها بهمجية مفرطه فلم تعد تستطيع التنفس فلقد كادت انفاسها ان تنقطع ولكنه تركها في اخر لحظة لتبتعد عنه خطوة للخلف وهي تلتقط انفاسها وتضع كفها على صدرها وصوت انفاسها مرتفع فلم يعطيها الوقت الكافي لتنظم انفاسها وانقض عليها من جديد يقبلها بشغف ثم حملها بين ذراعيه واخذ يدور بها ومازالت شفتيهما ملتصقتان ببعضهما فوقف في مكانه لتشعر نهي بالدوار يلفحها فتمسكت به بقوه ليرفع كفه ضاغطا على ظهرها يقربها منه ويثبتها في نفس الوقت وهو يكمل وصلة عشقه فخلع عنه جاكيته وهو على نفس وضعيته واخذ يتحسس جسدها من فوق فستانها ثم امسك بسحاب الفستان واخذ يحركه للاسفل ليسقطه عنها ولكنها تذمرت وحاولت الابتعاد ولكن هيهات ان يتراجع شريف عما يريده في تلك اللحظة بعد ثواني كانت واقفة امامه بملابس خفيفة جدا لا تستر شيء شعرت بالاحراج والتوتر في ذات الوقت ولكنه لم يعنيه ما تشعر به فلقد ظمأ كثيرا وعليه ان يرتوي حتي يشبع عطشه منها فحملها ورمها بقوة على الفراش لتتألم وهي تمسك ظهرها من شدة ضربها بالفراش ونظرت اليه بإستياء فارادت قول شيء ولكنه لم يعطيها الفرصة للتحدث وارتمي فوقها يكمل وصلة ارتواه وهو يقبلها في سائر جسدها فلم يتركها الا بعدما حصل عليها كليا بينما كانت هي متسطحة على الفراش ترتجف من هول ما فعله معها فلم يكن لينا معها بالنسبة لانها اول مرة لها ولكنه لم يأخذ ذلك في الحسبان اعترفت لنفسها بأنها ستلقي ايام اسود من الليل الحالك السواد معه ولكن عليها ان تتحمل وتكون تلك المرأة التي رسمتها في مخيلتها حتي تستطيع ان تجعله يتركها بمزاجه ولا يعود اليها مجددا ...
❈-❈-❈
عاد ادهم للمنزل في وقت مبكر عن موعده فذهب لغرفته مباشرة ليبدل ملابسه ويخرج مرة اخري وقفت اروي تتابعه وهو يصعد للطابق العلوي حيث جناحهم فذهبت خلفه لتراه وتتحدث معه فلقد ارادت اخباره عن تلك الرسائل التي لا تكف عن الوصول اليها فوقفت امام باب الجناح واخدت نفساً مطولاً ثم فتحت الباب ودخلت لتجده واقفا امام خزانة الملابس يبدل ملابسه فأقتربت منه واحتضنته من الخلف وهي تقول
(( هل ستخرج .))
اومأ لها بالايجاب لتتغير نظرتها وعبست ملامحها وهي تتذكر محتوي الرسالة وانه من الممكن ان يكون ما ورد في الرسالة صحيحاً لتقول بهدوء
(( إلي أين ؟))
اجابها ادهم بخفوت وهو يكمل ارتداء ملابسه
(( لدي اجتماع هام .))
تحكمت في نبرتها الحزينه واخرجت صوتها عاديا وهي تقول
(( هل ستتأخر ؟ ))
رفع كتفيه علامة على انه لا يعلم اذا ما كان سيتأخر ام لا لتبتعد عنه وهي تفكر في الامر وقد قررت بانها ستذهب للعنوان المرسل لها لتمسك به متلبسا بخيانتها بينما هو انتهي من ملابسه واقترب منها يقبل وجنتها وهو يهمس لها بحبه لها ثم ابتعدت خطواته خارجا من الغرفة .
❈-❈-❈
كانت تغوص في نوم هادئ الي ان شعرت بألم حاد في اسفل بطنها وظهرها فأستيقظت من النوم بألم وهي تحاول كتم شهقاتها واهاتها حتي لا يسمعها زوجها ويقلق عليها فلقد تغير سيف كلياً من اجلها شهر وهي تعاني وهو معها وبجوارها في كافة احوالها ، كلما رأها تعبه يحاول اقناعها بالتخلي عن الجنين حتي تتعالج أولاً ثم تنجب ولكنها رفضت قتل جنينها ، تحاملت ملك على نفسها ووقفت وهي تعض كفها من الالم فخرجت من الغرفة واقتربت من الاريكة وتكورت على نفسها ومازالت تعض كفها ودموعها تسيل بغزارة فلقد قررت ان تظل حتي يستيقظ سيف بمفرده فلو نادته سيستيقظ فزعاً وهو يتخيل بانها اصابها مكروه بينما هو نائم مد ذراعه ليضعها عليها ويحتضنها فلم يجدها تحسس الفراش فشعر بمكانها بارداً فجلس نصف جلسة وهو يبحث عنها في الغرفة فلم يجدها ترجل عن الفراش وتحرك يفتح الباب ليجدها نائمة على الاريكة في الصالة متكورة على نفسها وحالتها مزرية فأقترب منها بقلق وخوف عليها وهو يتحدث قائلا بذعر
(( ما بكي ، هل انتي بخير ؟))
هزت راسها نفياً وهي تدفن وجهها في الاريكة ليقف وهو يدور حول نفسه لا يعرف ما عليه فعله فذهب بإتجاه غرفته ثم فتح خزينة الملابس وهو يحضر اول شيء قابله ليلبسها اياه وحملها وخرج مسرعاً من المنزل ففتح باب سيارته واجلسها بداخله وهو يطمئنها بأن كل شيء سيكون بخير فدار حول السيارة وجلس في مقعد السائق وقاد السيارة بأقصي سرعة ليصل للمشفي في اقرب وقت بعد ما يقارب الربع ساعة كان قد وصل للمشفي فأوقف السيارة وخرج واتجه ناحيتها ففتح الباب وحملها واتجه مسرعا بها لداخل المشفي ينادي على اي احد ان يأتي ويساعده فطلبت منه الممرضة ان يتجه بها الي غرفة الكشف ليروا حالتها ويعرفوا ما بها ففعل كما طلب منه ليأتي الطبيب ويكشف عليها ليخبره بانها حالة ولادة مستعصية فأزداد قلق سيف واطلع الطبيب على حالة ملك كاملة ليشعر الطبيب بالقلق فلقد بدا الطلق منذ فترة طويلة وتلك الحالة معرضة لايقاف عضلة القلب في اي لحظه فأمر الممرضيين بنقلها لغرفة العمليات وتجهيزها ففعلوا كما امر الطبيب ليقف سيف في الخارج والخوف يعتريه وهو يفكر في اكثر من سيناريو لما سيحدث بعد قليل فظل يدعو الله ويتمني خروجها من غرفة العمليات بخير ليجد باب غرفة العمليات يفتح والطبيب يخرج يطلب منه قائلا
(( اريد توقيعك على ذلك الاقرار .))
تبادل سيف النظر بينه وبين تلك الورقة التي يحمله بين كفه بخوف وتسأل بتلعثم
(( ما الذي تحتوي عليه تلك الوقة ؟ هل هي بخير .هل اصابها مكروة ؟))
هز الطبيب راسه سريعا وتحدث يقول بعمليه
(( لا ولكن وضعها يحتم علي ان اجعلك توقع على الاقرار فلا أعرف ما قد يحدث معنا بالداخل ولا أستطيع فعل شيء لها إلا بعد توقيعك .))
امسك سيف الورقة بانامل ترتجف من الخوف ووقعها وهو يقول للطبيب
(( افعل ما يلزم ارجوك حتي لو كان الاختيار ان تضحي بحياة الطفل لانقاذها ولكن ابقى على حياتها ارجوك .))
اومأ له الطبيب وتحرك لداخل غرفة العمليات مجددا ليبقي سيف بمفرده واقفا امام الغرفة وقد شعر بنغزة في قلبه والم حاد في صدره وغصة مريرة في حلقه وهو يفكر فيما قد يكون يحدث لها بالداخل فلقد حذره الطبيب من حالتها عند الولادة وانها ستتعرض لآلام مبرحة يمكنها الاطاحة بها ظل يدور امام الغرفة وهو يشعر بان الوقت لا يمر فلم تأتيه الجرأة ليخبر عائلتها او والديه فعائلتها لن تسامحه على ما يحدث معها فظل واقفا يضرب على الحائط بتوتر وخوف في ذات الوقت وهو يدعو ان تخرج بخير ويقر الله عينه برؤيتها هي وطفلهما بخير شعر بأن قلبه سيسقط في قدميه ما ان استمع لصوت بكاء الطفل من داخل غرفة العمليات فرفع كفه يشد على خصلاته بخوف جلي لا يعرف اذا ما كان بكاء الطفل يفرحه ام يحزنه وقف امام الباب مجددا ومال عليه بأذنيه يحاول ان يستمع لاي شيء خاص بها ليطمئن عليها فلما لم يخرج احدا من الداخل ليطمئنه عليها ويخبره كيف حالها استمع لصوت خطوات تقترب من الباب فأبتعد خطوة واحده والباب يفتح ليثبت نظرة داخل الغرفة يحاول ان يبحث عنها ليتحدث الطبيب والممرضة تعطيه الطفل
(( اعتذر منك ولكننا لم نستطع انقاذ الام لقد فعلت كل ما يلزم فعله ولكن مشيئة القدر كانت فوق كل شيء .))
التفت ببصره ينظر للطبيب بجنون وظل يتبادل النظر بينه وبين الغرفة المفتوحة امامه وزوجته المغطاة من راسها حتي اخمص قدميها على الترولي فأمسك الطبيب من تلابيبه يهزه بقوه وهو يتحدث بغضب قائلا
(( ما الذي تقوله يا هذا زوجتي بخير هي فقط تريد ان تجعلني اعترف كم احبها وتري غلاوتها لدي .))
شعر الطبيب بالشفقة تجاهه فامسك كفيه يسلتهما من ملابسه وهو يقول بعمليه
(( للمرة الثانية اعتذر منك .))
انتهي الطبيب من حديثه والتفت مغادرا ليجد الممرضين يخرجون بملك وهي مغطاة كلها فوقف بجوار الترولي ورفع يده بخوف وهي ترتجف بقوه وامسك بالملاءه البيضاء التي تغطيها ورفعها ببطء ليراها متسطحة مغلقة عينيها لينهار وتنزلق دموعه وتتساقط على وجهها وهو يتحسسها فأبعده الممرضين عنها ليأخذوها ويضعوها في ثلاجات الموتي حتي ينتهي من اكمال الاجراءات القانونية رفض سيف الابتعاد عنها و تركها بمفردها فحاول ان يحتضنها ليمنعوه وهم يشدونه بعيدا ليستطيعوا الذهاب فوقع على الارض وهو يراهم يذهبون بها من امامه لينادي عليها بصوت مختنق ولكنه خرج مرتفعا متالما بشده
(( م____لك ))
بينما كانت الممرضة مازالت واقفة تحمل الطفل بين ذراعيها وقد تأثرت مما حدث امامها وتألم قلبها لتجده ينظر اليها بكره فبادلته النظرة بنظرة خائفه فهي لم تفعل شيء فليس خطأها ما حدث بداخل غرفة العمليات ولكن عندما انتبهت لنظراته وجدتها مثبته على الطفل الذي تحمله بين ذراعيها فأشار اليها لتقترب منه ويأخذه منها ففعلت وتحركت بإتجاهه ببطء شديد ومدت ذراعيها تعطيه له اخذ الطفل منها ودموعه تغطي وجهه فأحتضنه بقوه كادت ان تزهق روحه وهو يبكي ويشتمه بداخل احضانه ..
يتبع