رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 20
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
اقتباس
الفصل العشرون
قالت ميرنا وهي تدفع الباب الزجاجي للمطعم الذي حجزت به مسبقًا للإحتفال بعيد ميلادها المزعم، بصحبة الفتيات مودة وصبا التي ترافقهن على مضص:
- ادخلوا يا بنات ادخلوا، خلونا نلحق ترابيزتنا.
عقبت مودة بالإنبهار كعادتها:
- يا لهوي يا ميرنا، دا المكان باين عليه غالي أوي هندفع تمنه منين؟
بابتسامة واثقة ردت ميرنا:
- يا حبيبتي متشليش هم فيها دي، انا متكلفة بكل الفلوس، انتو بس عليكم تنبسطوا وتروقوا نفسكم.
صبا والتي كانت تتفقد المكان حولها بتفحص اثناء السير، سألتها بتوجس:
- وانتي هتجيبي منين؟ انا اعرف إن الاماكن دي، بتبقى الأسعار فيها خيالية، وانتي بتقولي حاجزة .
- أيوة حاجزة ودافعة كمان، دي هي ليلة، شالله محد حوش.
قالتها ميرنا لتهلل مودة بمرح:
- أيوة بقى خلينا نهيص كدة ونفرفرش يا ميرنا .
برد سريع من ميرنا، وهي تضمها من كتفيها:
- فرفشي وانبسطي على كيفك يا قلبى انتي، انا بعتبركم زي خواتي يا بنات، ربنا يخليكو ليا.
اغتصبت صبا نحوهن ابتسامة بصعوبة لتعلق بنصح:
- حلو جو الأخوة ده، بس ياريت نقلل العواطف شوية واحنا داخلين، الناس عيونهم علينا .
اجفلت ميرنا لفعل صبا الصارم رغم ابتسامتها، لتزعن مضطرة تاركة مودة التي قالت متفكهة:
- اه صحيح يا ميرنا، خلي بالك، العسكري صبا معندهاش الكلام ده.
بابتسامة جانبية رمقتها الأخيرة، لتغمغم ميرنا داخلها نحو الأعين المصوبة نحوهن، بتركز نحو صبا:
- عسكري! وهو في عسكري بيخطف عيون الناس كدة!
❈-❈❈
أمام باب المنزل وقف متأفافًا ليزفر بضيق وهو يضغط على الجرس، بعد أن أخبرته والدته بضرورة الدواء، رافضة كل الحلول المقدمة لأن يأتي به أحد غيره، إن كان عسكري الخدمة في سيارته، أو حتى حارس البناية هنا، وفي كل مرة لا تغلب في حجة حتى اضطرته للمجيء بنفسه.
وصل لأسماعه الصوت المألوف من داخل المنزل وهي تهتف من قريب:
- خلاص يا ماما هشوف أنا من ع الباب حاضر.
وصلت إليه العبارة قبل فتح الباب مباشرةً ليجدها أمامه بهيئتها اللعينة الجميلة، رافعة شعر رأسها لأعلى بفوضوية، لتُظهر طول عنقها وملامحها الأوربية الفاتنة بملابس بيتية راقية، تبًا لها، لقد كانت تتحداه بوقفتها صامتة حتى على باب منزلها:
- أهلًا.
قالتها باقتضاب ليناظرها من تحت أجفانه من علو مرددًا خلفها:
- أهلًا.
- اتفضل يا حضرة الظابط.
قالتها بتمهل تتكئ على أحرف الكلمات بشكل لم يعجبه، ليرد عليها بنفس الوتيرة:
- شكرا.. يا أنسة
- هو أمين اللي وصل عندك يا لينا؟
صدرت بصوت والدته من الداخل، ليسبق الأخرى بالرد :
- انا جيبتلك الدوا يا ماما تعالي خديه.
- كدة ع الباب! ميصحش يا حضرة الظابط، اتفضل .
قالتها لينا وهي تتزحزح من أمامه لتُعطيه المساحة كي يدلف، خطا خطوتين بعجرفة دون النظر إليها، ليُخفي حرجه، حتى إذا وقعت عينيه على والدتة التي كانت جالسة بوسط الردهة لوح لها بالكيس البلاستيكي الذي يحتوي على علب الدواء، لتهتف إليه بصوت واضح وهي تترك طبق المسليات من يدها على ذراع الأريكة :
- عايزني أجي عندك، طب استنى دقيقة على ما اقدر اقوم.
قالتها لتهم بالنهوض ولكن أنيسة التي كانت خارجة من المطبخ، تحمل بيدها طبقًا كبيرًا من الطعام أوقفتها:
- تقومي فين يا ست مجيد؟ ما تقدم يا بني برجلك شوية هو انت غريب؟ أتفضل يا حضرة الظابط.
تطلع نحو المرأة الشقراء ليستنتج مع هذا الشبه القوي بدون تفكير صفتها، تحمحم يقول بحرج:
- يزيد فضلك يا هانم، بس معلش خليها مرة تانية،
اقتربت أنيسة باعتراض تجادله:
- لا طبعًا مرة تانية دا إيه؟ اتفضل يا بني حتى ولو دقيقة، أنا أنيسة والدة لينا .
قالت الأخيرة وقد امتدت يدها لتصافحه، على الفور بادلها المصافحة بابتسامة قائلًا:
- أنا عرفتك اساسًا من الشبه، تشرفنا يا هانم .
- الشرف لينا يا حضرة الظابط، اتفضل بقى مينفعش التعارف ع الواقف.
ود تكرار اعتراضه وقد انتقلت أنظاره نحو والدته التي كانت جالسة بأدب، تدعي البراءة، ليضطر ويستجيب لإلحاح المرأة.
عقبت لينا من خلفه بلهجة متهكمة:
- البيت نور يا حضرة الظابط .
رمقها بنظرة حانقة قبل أن ينتبه على شهد التي كانت جالسة بالقرب ليسألها بمودة صادقة:
- عاملة النهاردة يا شهد؟
برقة أجابته مبتسمة:
- الحمد لله كويسة، الف شكر على سؤالك.
- لا العفو يا ستي، هو السؤال محتاج شكر؟
قالت أنيسة وهي تأتي بإناء زجاجي يحتوي على الماء، وفي اليد الأخرى الكوب الذي أعطته لمجيدة لتتناول علاجها:
- بسم الله ما شاء الله، مؤدب وسمح، متفرقش عن اخوك المهندس، ربنا يفرح والدتكم بيكم يارب.
رددت مجيدة خلفها سريعًا:
- يارب يا حبيبتي يارب.
تبسم لها أمين ببشاشة قائلًا:
- كل شيء بأوان ان شاء الله...... طب اقوم انا .
- تقوم فين يا بني؟ هو انت لحقت تقعد؟ دا حنا لسة بنتعرف عليك يا حضرة الظابط.
قالتها أنيسة لتتضامن معها مجيدة بخبث:
- هو كدة، اصله بيتكسف بقى.
رددت خلفها لينا ساخرة وقد اتخذت مكانها على مائدة السفرة:
- بيتكسف! وهو في ظابط بيتكسف يا طنط؟
كبتت مجيدة ابتسامة ملحة وهي تراقب وجه ابنها الذي تلون بالأحمرار غيظًا من لينا، مع تحفظه في الرد عليها بوجود والدتها والتي تابعت بزوق:
- بقولك ايه يا بني، انت هتاكل لقمة سريعة معانا، الأكل بيحب اللمة، وزي ما انت شايف، كل حاجة جاهزة قدامك.
اعترض سريعًا بتشنج:
- لا لا اكل فين؟ انا مستعجل ورايح شغلي اساسًا، دا غير اني أكلت في البيت عن اذ.....
- بلاش طيب دوق الحلويات.
هتفت بها مجيدة بمقاطعة أجفلته لتتابع نحو أنيسة :
- هو أصلا أكلته سفيفة وبيشبع بسرعة، لكن بقى في الحلويات، ما يشبعش منها أبدً، دا أستاذ في التذوق.
- استاذ في التذوق!
غمغم بها بداخله مستهجنًا أفعال والدته الغير مفهومة، ليفاجأ بأنيسة تخاطبه بحماس:
- خلاص مدام مش هياكل، يبقى يقول رأيه الكيك ده.
قالتها وهي ترفع له طبقًا يحتوي على عدة أنواع لقطع الكيك بأشكال مختلفة، لتقدمه إليه.
بحرج شديد هم أن يرفض ولكن المرأة تابعت بأدب جم:
- متكسفش الزاد، حتى عشان تقولي رأيك في اللي بعمله.
باستسلام للألحاح ورقة المرأة في الحديث، امتدت يده للطبق قائلًا:
- يا خبر ابيض، اخلجتيني بزوقك والله، انا هاخد واحدة عشان خاطرك، لأني فعلا عايز امشي.
قالها ليقضم من القطعة وفي باله يهم بالنهوض ولكنه أجفل بالطعم الرائع، ليقول بتلذذ:
- دي مش جميلة وبس، دي تجنن تسلم إيدك .
عقب شهد من مكانها بجوار لينا المنتظرة بدء الطعام على مضض:
- طنت أنيسة تاخد الجايزة الذهبية في الحلويات، انا باجي واطلب بنفسي منها.
ناظرها أمين يهز رأيه موافقًا، لتقول أنيسة بحماس لهواية تعشقها
- خلاص يبقى تدوق من النوع التاني كمان وتقول رأيك برضوا.
هذه المرة لم يعترض، وامتدت يده على الفور متناولا القطعة في قضمتين بنهم للطعم الرائع، ووالدته تتطالعه بانتشاء، مغمغمة داخلها:
- أيوة كدة، الحلو يجيبه الحلو.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية