-->

رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 5

 

قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عشق الرعد الجزء الثاني

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل الخامس



نزلت عشق من السيارة ومسكت يـ ـد زو..جها، اتجه بها للداخل في نفس الوقت أتى ياسين الذي قال بسخرية : فجأة حسيت النور بتاع الشركة كله طفى، وفي موجة ظلام، اكتشفت ايه السبب الوقتي


ضغطت عشق على يـ ـد رعد تحاول منع لسانها السليط من التصرف، اردفت ببرود : ذي منا حسيت بسواد أهل الشركة أتاري طالع من قلبهم على وشهم وعرفت مين السبب 


تعالت ضحكات ياسين ثم حاوط كتف رعد قائلاً : اقدملك الشريك التاني ومن أهل الشركة 


حاولت عشق جذب رعد قائلة : مقصدش جو..زي بعدين أنتم تطولوا يبقى فيها، ابعد عنه 


رعد بهدوء : مش هتبطلوا لعب العيال ده، عيب على سنك يا ياسين 


ياسين بانزعاج وهو يبتعد عنه : ما تقول لمراتك يا عم هي اللي بتجرجرني 


احتضنته عشق كأنها تتعمد استفزاز ياسين، تحدث ياسين : على فكرة ممكن اجيب مر..اتي برضو هنا والبقاء للكابل الأقوى 


ضيق رعد عيناه قائلاً : ما بلاش النقطة دي عشان هيبقى شكلك وحش 


ياسين : بتهيألك على فكرة، أنا ومر..اتي بنروح كل الحفلات سوا وحلوين ذي بعض مش قمر متجـ ـوز بومة 


عشق بانفعال : أهي البومة دي بقى تبقى أمك عشان خلفتك 


نظر رعد وياسين لها فوضعت يـ ـدها على فمها بتوتر ثم أغمضت عيناها بقوة، ضحك رعد بخفة ومعنى هذا الإفراج، نزل بعض الموظفين وبدأ التهامس لكن نظرة ياسين جعلتهم يروا ما أمامهم، تحدث ياسين : أبقى بارد وهادي وتيجي واحدة ذيك في مينت تخلي عفاريت الدنيا في وشي 


ضغط على الاسانسير ودخل ليردف : والله ما هتطلعوا معايا 


وصعد وحده بينما ابتعد عن رعد لكن يـ ـدها في يـ ـده، اردف بهدوء : هسألك تاني قبل ما اطلعك، اكيد مفيش حاجة مضايقاكي


عشق بتأكيد : ايوة يا حبيبي متقلقش وكمان عايزة اجي على طول كل يوم


رعد : اللي يريحك يا عشقي، سايبك اهو ومفيش مشاكل عايزاكي تصدعيني 


ضحكت بخفة ثم قالت : حاضر 


اقترب يُقـ ـبل جبينها عدة مرات ثم دخل معها الاسانسير، وصل للدور الخاص بها وادخلها بعدما القى السلام عليهم، وقفت أمامه قائلة : مش عايزاك تمشي بجد، بخاف 


رعد بضحك : اعقلي يا تطلعي معايا ومعتش فيه شغل


عشق : لا خلاص، هات بو..سة طيب 


ابتسم بطرف فمه وهو يتأكد من ان لا احد عند الباب ثم انحنى يُقـ ـبلها وداعب أنفه بأنفها، تنفس أنفاسها لدقيقة ثم قبل جبينها وصعد لمكتبه 


غرق في العمل كذلك هي بدأ وضع المسئوليات لها مع تعليمها أسس جديدة تخص العمل، ساعتين مروا وهي تعمل، قالت المديرة : الملف دا عايز يطلع لرعد بيه، واللي تطلع تفهمه فيه ايه 


تحدث فتاة باندفاع : أنا هطلع ليه 


عشق بضيق : لا أنا هطلع 


نظرت المديرة لعشق ومدت الملف لها قائلة : اطلعي يا عشق أنتِ هتعرفي تفهميه أسرع 


اخذته عشق واتجهت للاسانسير صعدت له، وجدت نفس السكرتيرتين التي لن تنساهم أبدًا، أحدهما جميلة والآخرى مجهولة الاسم، تحدث بهدوء : عايزة اقابل رعد بيه 


جميلة بإبتسامة : كموظفة ولا المدام؟ 


عشق بإبتسامة : والله الاتنين بس لا كموظفة 


جميلة : هو قدامه خمس دقايق بس وهيخلص إجتماع، ممكن تستنيه جوه 


اتجهت عشق للداخل، بدأت تتأمل اجزاء مكتبه بإبتسامة واتجهت تجلس على كرسيه وجدت صورة تجمعه معها في وجهته وبجانبها صورة لها فقط ثم صورة لأولاده جميعهم وهي معهم، فتحت ادراجه وبدأت تعبث فيها وجدت في ملف ورقة مدون عليها اسمها بخطه ... تنهدت وهي تقف تعبث في مكتبته فشعرت به يضمها من ظهرها ثم قال : في موظفة تدخل تدور في مكتب مديرها 


عشق بإبتسامة : وفي مدير يحـ ـضن موظفة كده 


رعد بهمس : لما بيشوفها بيحس إنه مش قادر يسيطر على مشاعره، فطبيعي دي ابسط حاجة 


نظرت له بطرف عيناها قائلة : ابسط قولتلي 


رعد وهو يقرص وجنتها : خبيثة على فكرة


ابتعدت عنه واخذت الملف لتبدأ بالشرح له بعمليه وهو يتابعها بضحك، اقترب يحاوط خـ ـصرها ويـ ـده وجنتها يقربها، تحدثت بحدة : رعد 


رعد بخفوت : كملي سامعك وبعدين 


أكملت حديثها وهي تتلقى قبـ ـلات على وجهها وجانب فمها، أصمتها بطريقته ووقع الملف منها، ابتعد وهو يضحك قائلاً : تمام يا مدام عشق متشكر، اتفضلي انزلي 


صرخت بغيظ وهي تتجه لحمام مكتبه تعدل من وضع حجابها وتغسل وجهها، خرجت ترمقه بغيظ ثم ذهبت 


مر اليوم على كلاهما ورعد يناغشها كثيرًا ويتقرب منها، يجعلها تتوتر في بعض الأحيان حين يرن عليها، كان رعد غير المعتاد عليه فأصبح كمراهق مناغش 


رغم عمله الكثير إلا أنه ينجز أسرع من المتوقع حتى يفرغ ذاته لها حين تأتي، نزل في آخر اليوم لها وجدها تجهز نفسها للخروج، تحدث برسمية : مدام عشق لو معندكيش مانع اوصلك 


عشق بإبتسامة : يا ريت والله يا رعد بيه معتش غيري، وهدفعلك الأجرة


جذبها من يدها له قائلاً : ايوة الأجرة، أنا أصلاً عايز اوصلك عشان الأجرة، عشر بو..سات حلوين 


عشق وهي تحاوط عنقه : لا مبقبلش البقشيش، خليهم عشرين 


سند جبينه على جبينها قائلاً : أنتِ عارفة من يوم ما بدأت في الشركة دي عمري ما ضحكت الضحك اللي ضحكته في وجودك، ولا كنت فرحان كده، عايز اخدك معايا في كل حتة أنا فيها 


رفعت يـ ـدها الممسكه بيـ ـده تمسك ذقنه ثم قالت : المكان مليان كاميرات مراقبة يا حلو يا ثلاثيني 


قَـ ـبل باطن كفها ثم قال : طيب يلا، هنروح لبيت كرم بعدين نروح 


عشق : ايوة نروح يعني الشقاوة دي للبيت 


ضيق عيناه فانفجرت ضاحكة وهي تتعلق بذر..اعه ثم خرجت معه متجه إلى منزل سيلا، في نفس الوقت كان يوسف يجهز ابنه ويتحدثوا سويًا 


يعقوب بتوتر : بابا اقولك على سر 


يوسف وهو يغلق جاكته : قول يا بابا 


يعقوب : أنا قولت لسيلا إنك بتحبها اوي 


ضحك يوسف وهو يُقـ ـبل أنف ابنه فأكمل يعقوب : يا بابا أنا فضلت طول الليل بقول يا رب سيلا تبقى ماما وتيجي تعيش معانا هنا 


يوسف بضحك : أمين يا رب، أنا اكره يا ابني بس عايز اقولك حاجة 


يعقوب بانتباه : قول يا بابا 


يوسف وهو يحمله : أنت صاحبي صح؟ 


أكد برأسه ليكمل يوسف : أنا بحب سيلا اوي اوي، قد الدنيا دي كلها قد ما بحبك بالظبط بس سيلا الوقتي مرا..ت واحد تاني يعني غلط وحرام ندعي ربنا يدمر حياتها عشانا


يعقوب بانزعاج : بس أنت قولت يا رب 


يوسف : أنا شخص bad متبقاش كده ذيي فاهم؟ واللي ربنا عايزه هيكون الله اعلم جايز بكره تبقى مر..اتي 


هز يعقوب رأسه بتفهم ليكمل يوسف : يلا بقى نرن على عشق اوديك ليها وارجع الشغل


يعقوب بإبتسامة : يلا 


❈-❈-❈


ونعود لمنزل كرم حيث كان الجو مشحون لا يحتاج للمزيد، اغلق كرم مع صديقه ثم وقف أمامها قائلاً : يوسف كان معاكي في تايلاند 


توترت ملامحها وهي تقف قائلة : أنا كنت هفهمك ... 


لم يعطي لها المجال للرد ونزل بصفعة على وجنتها، نزف طرف فمها وعادت تنظر له صارخة : أنت بني آدم حيوان، افهم الأول ... ما أنت لو شخص كويس مكنتش خبيت يا غبي


عاد يعطيها صفعة قائلاً بغضب : مين الغبي يا بت؟ 


زاد غضبها وهي ترد لها الصفعة وهنا نزل هو بصفعات وضربات متتالية على وجهها وجسـ ـدها، صرخ بها : ما أنتِ لو محترمة ومتربية مكنتيش دورتي على حل شعرك، بتجري ورا واحد واخدك لعبة بس على مين، مش أنا اللي يتعمل معايا كده، دا أنا افرمك وافرمه الـ••• ابن الـ•••• ده


بصقت الدماء من فمها ثم قالت : اللي بتشتمه دا أرجل منك، حصل مهما حصل عمره ما مد إيـ ـده عليا، كان ... 


مـ ـسك عصاه وضربها صارخًا : اخرسي 


شهقت شهقة واحدة ثم سكنت كليًا، لكن هذا لم يجعله يتوقف عن ضربها حتى مَل وذهب، خرج ودمائها تملأ ملابسه ثم ركب سيارته لتشهق عشق قائلة : سيلا


نزلت جريًا كذلك رعد الذي ناد على كرم لكنه لم يجيب، دخلت جريًا لتصرخ وهي تلطم خديها : سيلا 


حملها رعد واتجه بها يضعها في السيارة ثم انزل السائق وقاد هو، كانت تبكي بانهيار وهي تتأمل صديقتها الساكنة ليرن هاتفه عدة مرات فتحت الحقيبة وردت 


يوسف : عشق أنا جايب ليكي يعقوب ماشي، أنتِ فين؟


عشق ببكاء : يوسف 


يوسف بقلق : مالك يا بنتي في ايه؟ 


عشق بانهيار : سيلا بتموت، الحيوان ضـ ـربها وهي مش بتتحرك، مش بتتنفس يا يوسف 


يوسف بصدمة : أنتِ بتقولي ايه؟ أنتم فين؟ 


عشق : رايحين المستشفى بيها، مستشفى رعد


نزل رعد من السيارة وناد عليهم ثم حملها ووضعها على الترولي، دخل مع عشق بها في حين قابلهم زياد وبدأ يفحصها ثم تحدث : خدوها العمليات الصغرى بسرعة، في نزيف من الأنف وجروح متفرقة في جسـ ـمها كمان النبض ضعيف، بسرعة قبل ما يحصلها صدمة 


دخل يوسف مع يعقوب المستشفى وانطلق يسأل في الاستقبال : سيلا، سيلا ناصر، حالة جاية الوقتي مع رعد الشافعي و ... 


ردت الفتاة : ايوة ايوة هي هنا 


وأشارت على مكان فاتجه جريًا مع ابنه، وجد رعد يقف يحضن عشق الباكية التي تشير على سيلا، وقف خلف الباب ونظر لها من الزجاج، الدماء تفور داخله والدموع تجمدت، وجد رعد يخرج هاتفه فأخذه منه ليردف رعد : في ايه يا ابني؟ 


بحث عن رقم كرم وأخذه قائلاً : والله ما هرحمه، يعقوب خليك مع عشق 


خرج وحاول رعد ان ينادي عليه لكنه لم يجيب، رن يوسف عليه فرد كرم : الو 


يوسف : أنا يوسف، قابلني في •••• لو راجل 


كرم بحدة : جاي 


قاد سيارته سريعًا للمكان ووقف ينتظره وصورة سيلا لا تخرج من رأسه، نزل كرم من سيارته هو الآخر وقبل اي رد فعل انهل يوسف عليها بالضرب، كاد يقتله ولأن يوسف يمتلك بنية ضخمة عن كرم كان المعركة في صفه 


يوسف بغضب : يا ابن الـ ••• بتتشطر على الحريم، وريني نفسك يلا قوم 


وجه كرم غرق بالدماء كذلك بعض الجروح في وجه يوسف، يوسف لم يرحم كرم ولم يتركه إلا حين تجمع الناس ووقع كما وقعت سيلا بلا حركة 


يوسف بصراخ : سبوني هقتـ ـله ابن الـ •••• 


صرخ احد الرجال به : يا ابني الواد مـ ـات 


وكأن هذا اطفأ النار المشتعلة به، عاد لسيارته وترك كرم عائدًا للمستشفى دخل فشهقت عشق وانطلقت له قائلة : يوسف مين اللي عمل فيك كده 


رعد بحدة : ارتاحت يعني 


يوسف : قولي يا أستاذ رعد ايه الصح ؟ ولا صحيح أنا مش صاحبك واللي جوا دي متخصكش بس التاني صاحبك فلازم تقف في صفه 


رعد بهدوء : من أمته وأنا كده؟


صرخ يوسف به بانفعال : من زمان، لو قلبك عليا او عليها كنت اتكلمت معاه بس أنت حابب بس تفضل بمظهر معين مش بتتخلى عنه، بتتعامل مع كل البشر على إنهم غلطة جات للدنيا وأنت بس اللي جيت صح، عقدتك الدنيا فيك كل حاجة عيب غلط حرام حتى العيال مسلموش منك


خرج زياد فاتجه يوسف له قائلاً : سيلا 


زياد بعملية : هتفضل أربعة وعشرين ساعة تحت الملاحظة ومتقلقوش الجنين بخير، الظاهر إنه متمسك بالحياة 


عشق بصدمة : الجنين! هي حامل؟ 


زياد بتأكيد : أيوة حامل 


تسلل يعقوب الصغير لها في الغرفة في حين تصاعد الزهول على معالم يوسف وتجمعت دموعه، اقتربت عشق منه واحتضنته تبكي بناءًا عنه 


نظر رعد باتجاه زياد قائلاً : تمام ممكن بقى تكتب ليا تقرير عن الحالة


يوسف بسخرية : متتعبش نفسك يا رعد باشا طلعت حامل، ارتاح خلاص اللي بينا زاد مراحل أظنك فرحان


نظر رعد له واردف ببرود ظاهري : ازعل ليه؟ وبرضو افرح ليه؟ 


بَعد يوسف عشق واردف بحدة : عشان بتكرهني، أنت عايزها لصاحبك


غلا رعد بانفعال : أيوة أنا اللي خدتها منك في الأول وأنا اللي ضربتك على إيـ ـدك وقولتلك طلقها وخليك واحد ميسواش يضحك عليك يا يوسف، أنت بتحط الحق عليا عشان بحذرك بس من البداية أنت اللي خسرتها بمزاجك يا يوسف، افتكر أنا لآخر لحظة كنت جنبك بس عشان عارف إنها هي اللي بتحبك مش أنت، فضلت جنبك برغم إني كنت عارف أنانيتك وحاسس بيها، شايف كرم وحش بس يا يوسف أنت اوحش منه


عشق بحدة : رعد معاه حق يا يوسف ولو كرم أذاها جسـ ـديًا فأنت اذيته قبله نفسيًا وجسـ ـديًا بسببك، أنا مقدرة موقفك بس كلامك لرعد نكران لوقفته جنبك ومش معنى إني بقف معاكم ضده إنه غلط 


اتجه رعد له وسحبه من ذراعه قائلاً : كرم صاحبي اة بس مش هفضله عليك، حتى لو مش عشان بقالنا سنين في حياة بعض ولا عشان عشق، أنا اكرمك عشان خاطر يعقوب فوق الدنيا 


اقترب يوسف من رعد وضمه، دخل في نوبة بكاء قوية كالطفل، تحدث بقهر : أنا ندمان وتايه ومش عارف اعمل ايه، كل اما احس إن ربنا خلاص عفى عني ترجع كل وتبوظ


رعد بتنهيد : أبشر، هانت بإذن الله 


يوسف : يا رب 


فتحت سيلا عيناها بتعب وجدت يعقوب يمسك يـ ـدها ووجهه قريب منها يقول بطفولية : يا رب اشفي سيلا عشان خاطري وخاطر بابا وخاطر تيتا وخاطر ماما عشق، يا رب خليها تقوم وتبقى كويسه 


سيلا بخفوت : يعقوب 


يعقوب : أنتِ كويسة يا سيلا 


سيلا بألم : لا .. وشي بيوجعني اوي وراسي وبطني


أشار على جرحها قائلاً : هنا بيوجعك 


سيلا بتوتر : اة 


قَـ ـبل جبينها ثم خدها وصعد لرأسها ويـ ـدها ثم بطنها وهي تضحك ثم فرت دموعها وهي تقول : أنا طيبت خلاص 


دخلت الممرضة لتردف بصوت منخفض : يلا بقى اطلع، الدكتور لو شافك هيزعق 


سيلا بخفوت : سيبيه جنبي لو سمحتي 


الممرضة بإبتسامة : ربنا يخليه ليكي ويخليله باباه، وأنا جايه لقيته بيعيط وواضح إنه بيحبك اوي 


سيلا بتعب : يوسف! شكله ايه؟ 


الممرضة : هو طويل وعريض واشقراني كده، عيونه زرقا مش خضرا، وشه كمان متعور قولت اكيد عملتوا حادثة، يلا ربنا يخليلكم ابنكم ويحفظ ليكم اللي جاي في السكة 


سيلا بصدمة : ايه!


الممرضة بإبتسامة : أنتِ متعرفيش، أنتِ حامل 


" حامل! " 

قالتها بصدمة سرعان ما تحولت لبكاء مرير وخرجت منها صرخة قوية تعبر عما بها .... ذهبت الممرضة جريًا تبلغ في حين أتى يوسف وعشق على صوتها وهي تصرخ : مش عايزاه، لا يا رب لا كفاية كده يا رب، مش عايزاه ارحمني يا رب 


مـ ـسك يوسف يـ ـدها وقال : أهدي ... سيلا خلاص 


سيلا بجنون وهي تحاول التحرك : مش عايزاه يا يوسف خليهم يموتوه، دا مش ابني هكرهه بكفاية يا يوسف، هيجبرني ارجعله وأنا تعبت 


يوسف : محدش هيجبرك على حاجة 


انفجرت باكية وهي تضغط على يـ ـده في حين أتى الطبيب وأعطاها مهدىء، بكت بخفوت وهي تقول : متسبنيش ليه، أنا اكتفيت، متبعدش يا يوسف 


يوسف بخفوت : حاضر. 


خرجت عشق لرعد مع يعقوب، حمله رعد وربط على كتفه قائلاً : معلش عارف إنه كتير عليك


حاوط الصغير عنقه وغفى، مسكت عشق يده وقالت بدموع : أنت زعلان صح؟ 


رعد : هزعل من ايه؟ 


أشارت باتجاه يوسف فضمها داخل أحضانه واكتفى بإبتسامة بسيطة.


❈-❈-❈


خرجت لارا من غرفتها تبحث عن ابنتها، نادت عليها عدة مرات لم تجيب وكادت تخرج للحديقة وجدت أدهم يجلس بجانب نينا ويضحك، يضرب كف بآخر فتذكرت حين جلست ذات مرة في حـ ـضنه عناد في يارا ونينا 


انسابت دموعها وهي تجلس أرضًا تضم جسـ ـدها لصـ ـدرها وتحاوطهما بيدها ثم بكت، آلم قلبها فاق الحدود وشخصيتها تغيرت تغير فاق التوقعات 


چيلان بقلق : لارا أنتِ كويسة؟ 


أدهم بضحك : خليكي كده أنا خلاص قررت اتجـ ـوز نينا، أنا زهقت منك 


نظرت باتجاهه وقال : اتجـ ـوزها 


چيلان وهي تنظر بجانبها : لارا بتكلمي مين ؟


شعرت بثقل رأسها كذلك جسـ ـدها ووقعت أرضًا، نادت چيلان بلهفة : أدهم، مالك، لارا 


جرى أدهم لها وحملها ينادي عليها بتوتر وقلق : لارا، ردي يا حبيبتي، لارا 


صعد بها لغرفتها وأبى وضعها على السرير بل جلس وهي في حضنه، اخذ البرفيوم من چيلان وقربها من أنفها، تجمع الكل وزاد قلقهم عليها


حركت لارا رأسها ودفنت وجهها في عنق أدهم الذي شعر بقلبه يتمزق، أشار ليهم فاردفت نينا : دلع دا ولا ايه النظام؟


أدهم بحدة : نينا شيء ميخصكيش واتفضلوا لو سمحتم خليها ترتاح 


خرج الجميع وأغلقت چيلان الباب، شهقات متتالية خرجت منها جعلته يهمس في أذنها : لو كل ده بسببي فأنا مستاهلش، عايزك تعرفي إن أنا من غيرك ولا اي حاجة، أنا بقوى بيكي يا لارا 


لارا ببكاء : أنت عملت فيا كده ليه؟ أذتني ليه؟ أنا عمري ما عملت حاجة وحشة فيك 


أدهم : مش قولتلك مستاهلش. 


❈-❈-❈


في اليوم التالي

دفعت طفلة في الثالثة من عمرها الباب ثم دخلت تصفق، جلس يوسف على ركبته وفتح يـ ـديه لها فانطلقت له قائلة : بابا اهو بابا 


حملها يوسف ودار بها فانفجرت ضاحكة ليتوقف، خرجت سيلا من المطبخ قائلة بانزعاج مصطنع : كل الحب لسيليا هانم 


حاوط يوسف خصرها قائلاً : الحب لسيليا والعشق لأم سيليا، مش مصدق إن جيه اليوم اللي يبقالنا بنت يا سيلا تشيل اسمي واسمك 


حلم جميل تعيش تفاصيله في حين في الخارج يقف يوسف يتحدث مع الطبيب وبجانبه ابنه الذي رفض العودة مع عشق ورعد وتركها، تحدث يوسف : أشوفها عشر دقايق بس 


الطبيب : ممنوع، هي الوقتي حالتها مش مستقرة 


يوسف بحدة : قولت عشر دقايق 


استغل يعقوب انشغال الطبيب مع والده وقام بالتسلل للداخل، اغلق الباب ببطء واتجه لها يمـ ـسك يـ ـدها، انسابت دموع الصغير على وجنتيه وهو يرى سيلا غافية لا تشعر بشيء تقريبًا، مرر يـ ـده على الجرح المجاور لعينها اليسرى ثم شهق ببكاء، اقترب يطبع قـ ـبلة بسيطة على وجنتها 


يعقوب ببكاء : يا رب اشفي سيلا وخليها تبقى كويسه عشان أنا بحبها اوي 


وبعد صراع مع الطبيب دخل يوسف، تفاجىء بوجود ابنه معها سرعان ما ابتسم حين تحدث بطفولية هكذا، سحب الكرسي وجلس قائلاً : أنت كمان خدت العدوى من أبوك 


تأوهت سيلا وهي تفتح عيناها ببطء، وجدت يوسف ينظر لها بأعين قلقة : أنتِ كويسة 


يعقوب بفرحة : سيلا 


ابتسمت سيلا بخفة وهي تحاول رفع يـ ـدها، تأوهت بقوة وألم فعاد الصغير يبكي قائلاً : أنتِ تعبانة اوي صح؟ 


سيلا بخفوت : لا أنا كويسة 


رفعت يـ ـدها ومسحت دموعه، ضم وجهه له وأكمل بكاء، ربطت على ظهره وابتسمت بتعب، نظر يوسف لكلاهما بإبتسامة ثم قال : يا بختك يا ابن الكلب


رفعت سيلا يـ ـدها وضربته بظهر أناملها على وجنته قائلة : عيب كده 


شعرت بوجع أكبر آثر ضغط يعقوب لكنها كانت سعيدة بقربة، دخلت عشق مع حورية واردفت عشق بمرح ضاع منها مع مرور السنوات : أوعى المضروبة من جو..زها علقة موووت 


سيلا بخفوت : حسبي الله 


طرقات على الباب قوية، فتحت حورية الباب وجدت ضابط شرطة ومعه عساكر، وقف يوسف واتجه لهم قائلاً : في حاجة؟ 


الضابط : يوسف جمال جلال الشرقاوي موجود؟ 


يوسف : أة أنا 


الضابط وهو يشير للخارج : أنت مطلوب القبض عليك بتهمة الشروع في قتل دكتور كرم أشرف محمود، أتفضل معانا 


يوسف بتمتمة : ابن الكلب 


يعقوب بخوف : بابا 


يوسف بهدوء : راجع يا حبيبي بس رايح مشوار مع عمو، ارجع مع ماما عند بابا رعد ماشي 


يعقوب بخوف : ماشي، متتأخرش يا بابا 


هز يوسف رأسه بتأكيد ثم سار معهم، انفجرت سيلا باكية وهي تشيح بوجهها، لقد حدث كل هذا بسببها بينما في مكان آخر يقف كرم قائلاً : أنا هدفعه التمن غالي هو وهي، مش أنا اللي مراتي تروح تنام مع واحد في بلد تانية وهي على ذمتي.... 


رنت عشق على رعد والدموع تنساب منها فأجاب : ايوة يا عشق جاي والله 


عشق ببكاء : رعد قبضوا على يوسف وبيقولوا بتهمة الشروع في قتل كرم 


رعد بتنهيد : هتصرف بس بطلي عايط 


عشق بانهيار : حاضر 


تحدثت سيلا بتعب واضح ودموعها أبت التعبير أكثر : هاتيلي تليفونك يا حورية كده


حورية باستغراب : ليه؟ 


سيلا : يلا هاتي 


اخرجت حورية هاتفها واعطتها إياه، دقائق وسيلا تتذكر رقم هاتفه ثم كتبته ورنت عليه تنتظر رده، رد كرم : أيوة مين ؟ 


سيلا : أنا سيلا 


سمعت ضحكته المتهكمة وهو يقول : الخاينة، بالسرعة دي دا حبيب القلب ملحقش يوصل المركز 


سيلا بانفعال وهي تضغط على السرير : مش يوسف يا كرم اللي يقعد لحظة في الحبس فاهم؟ قول عايز ايه وجيب من الآخر 


كرم : عايزك، تجيلي حالاً ونسافر بعدين اطلعه من الحبس


نظرت باتجاه يعقوب الذي يخفي وجهه بضعف ثم قالت : هاجي يا كرم هاجي.


عشق وهي تسحب الهاتف : تيجي فين؟ مفيش مرواح للخسيس ده 


تجاهلت سيلا وهي تحاول الجلوس، تأوهت بألم وصرخت وانفتح أحد جروحها، ثبتتها عشق وحورية لكنها بدأت تدفعهم قائلة : ابعدوا عني، مش هتقدروا تمنعوني 


عشق بحدة : أهدي رعد قال هيتصرف 


سيلا وهي تتحرك بعشوائية : هيأذيه، رعد مش هيقدر عليه هو عايز يأذي يوسف بأي شكل 


حورية بانفعال وهي تدفعها : ويأذيه يعني يوسف هو الملاك، ما يولعوا الاتنين في بعض كله من اللي عملوه فيكي


سيلا بألم اجتاح جسـ ـدها : دا يوسف يا حورية، يوسف. 


استمع رعد في الهاتف لجملتها هذه، وضعت عشق الهاتف على أذنها قائلة : هي سمعاك يا رعد 


رعد بحدة : أهدي لو سمحتي أنا هتصرف ويوسف مش هيبات في حجز، وفوق كل ده أنتِ في إيـ ـدك تقرير أقوى من تقريره، طلعي نفسك منها ولما تشوفينا استسلمنا اتصرفي 


سيلا : حاضر. 


❈-❈-❈


اليوم الجمعة

دائمًا ما يجعل رعد هذا اليوم عيد لأولاده لكن اليوم لم يتمكن، تفهم صغاره أن هناك أمر كبير لذلك فضلوا البقاء سويًا، اتجه رعد للمستشفى التي بها كرم وقرر الحديث معه بود في البداية، دخل الغرفة وكرم حاول عدم النظر له فاردف رعد : مش بتبص ليا ليه؟ ما دا ملوش غير معنيين إنك مكسوف من نفسك وإنك غلطان 


كرم بضيق : لو سمحت يا رعد دا شيء يخصني أنا ومر..اتي ومحبش حد يدخل 


رعد بحدة : معتش يخصك أنت ومر..اتك وبقى يخص حد من عيلتي 


كرم بزفير : لو تقصد يوسف فأنا مقدرش افيدك بحاجة، مش هسمح يطلع من السجن لو فيها موتي 


سحب رعد الكرسي وجلس قائلاً : خلينا نتكلم من الأول، وافقت تتجـ ـوز سيلا ليه؟ بتحبها طيب ما يولع قلبك طالما في آثر واحد تاني يا كرم، سيلا مظلمتكش أنت اللي ظلمت نفسك 


كرم بانفعال : أنا عملتلها كل حاجة وملقتش منها تقدير حتى


رعد بانفعال : تلاقي تقدير على ايه؟ واحدة عشقت واحد اكتر من نفسها وروحها، الدنيا كلها عارفة اللي حصلها بسببه ولو سألت اي حد هتعرف، تيجي أنت عايزها تنساه تبقي غبي وحمار، البنت ملهاش ذنب لأن القلب مش في الإيـ ـد وبالذات هما اتخلقوا من ضلع يا كرم، هما ضعاف يا ابن الناس، ربنا وصانا عليهم مش من فراغ، متخلقوش للضرب والإهانة والذل ده يا أخي وعشان ايه؟ 


صمت كرم ولم يتحدث، داخله يصرخ بحبها لذلك كان أناني لكن لسانه لم يتحدث، أردف رعد : أنت ظلمت نفسك وظلمت واحدة يتيمة مسكينة مشافتش في اللي قبلك ذرة خير، على الأقل يوسف لو هي بالذات قطعت منه مش هيفكر يرفع إيـ ـده يهوش بس أنت ... أنت خسيس يا كرم والمفروض دلوقتي تقوم ترمي اليمين على البنت وتطلب تسامحك، أنت عديت كل المعقول 


كرم بغضب وغيظ : أنت بتعمل كده عشان اطلقها وتروح لحبيب القلب


رعد بضيق : أنت ليه مش مستوعب إنها عنده من قبل ما تتجـ ـوزها ومش محتاجة تروحله، قلبها معاه واللي بتعمله بيقل منك بس قدامنا وقدام نفسك، أنت معتش كرم اللي الكل بيقف لما بيشوفه، اللي غصب عن اي حد ليه احترامه، اقفل الصفحة دي يا كرم لأنها في إيـ ـدها تفضحك ومحدش هيسكت على سجن يوسف، لمصلحتك ارجع ذي ما كنت 


كرم بزفير : أنت معايا ولا عليا 


تنهد رعد قائلاً : لا ده ولا ده، أنا جاي لهدف وكده كده سواء فضلت رافع القضية او سحبتها مش هخلي يوسف يبات ليله، بس جاي انصحك وأنت حر، هي مش نهاية العالم بس ممكن تبقى نهاية سمعتك الطيبة ونهاية علاقتك كلها 


كرم بتنهيد : سبني افكر 


وقف رعد ثم ربط على كتفه قائلاً : حمدلله على سلامتك، وقدامك لآخر النهار تعرف راسك من رجلك


تركه رعد وبدأ كرم يفكر بعقلانية أكثر ويراجع ما فعله منذ سنوات في حين ذهب رعد واخرج يوسف بكفالة مالية ... اتجه يوسف مع رعد للمستشفى ودخل يوسف فاندفع ابنه له : بابا


حمله يوسف وقبل وجهه كذلك يده ثم نظر باتجاه سيلا الغافية، تحدث : عشق رعد بره 


عشق : حمدلله على سلامتك ويا رب تعقل 


يوسف بحدة : غوري يا بت لحبيب القلب، شوفي مين ضربه 


عشق بلهفة : ايه؟ 


انطلقت للخارج لم تجده، سارت قليلاً فوجدته يعطيها ظهره ويتحدث مع الطبيب زياد، اردفت بخوف : رعد 


التفت ودون مقدمات تعلقت بعنقه، هتفت ببكاء : أنت كويس، يوسف قال حد ضربك، رعد


حمحم رعد بخجل وهو يمسح دموعها ثم قال : دا كداب، حد يصدق الكداب ده 


عشق : لا تعالى نكشف، أنت لو فيك حاجة مش هتقول 


رعد بهدوء : أهدي يا عشق والله كويس 


في حين انحنى يوسف بابنه يتأمل وجهها، مرر أنفه على وجنتها ثم قال لابنه بمرح : نبـ ـوس 


يعقوب : أنا بوستها كتير، هي حبيبتي أصلاً 


يوسف بضيق : ماشي اسكت بقى 


قرب أنفه من أنفها يستنشق أنفاسها، فتحت عيناها وقالت : يوسف 


يعقوب : بو..س يلا يا بابا واقف هقع 


سيلا بتعب : تبو..س مين؟ ابعد يا حمار 


يوسف بهمس : ربنا يكتبلنا نصيب تاني بس وأنا هعرفك مين الحمار ده 


شعرت بأنفاسه على وجهها فبدأ قلبها يخفق بقوة وحاولت دفعه، وقف يوسف وجلس على طرف السرير قائلاً : تنكري تأثيري أنا وابني عليكي 


سيلا بتنهيد : هاته جنبي هو نام 


يوسف : هيتعبك 


نفت برأسها فوضعه بجانبه وهي ما بينهما، نظر لها وهو يسحب يده من أسفل ابنه ثم قال : تنكري إنك بتحبيه عشان هو ابني 


توترت ملامحها فابتسم قائلاً : وأنا والله هحبه عشان ابنك


سيلا : مش هكرر الغلط مرتين 


مـ ـسك يـ ـدها وسند جبينه على جبينها فضغطت على يده ليقترب ويضمها، وبرغم أن جـ ـسدها يؤلمها إلا أنه لا شيء أمام حاجتها لهذا، رفعت يـ ـدها السليمة وضغطت على ظهره


يوسف : ياما ادتيني فرص، اديني آخر فرصة يا سيلا 


عن أي أمان تتحدثون فالآن هي لا تشعر فقط بالأمان بل الاحتواء وأن لها ضهر وسند، شعور افتقدته من سنوات آتى لها الآن ... ظلت دقائق طويلة هكذا حتى سمعت صوت طرق فابتعد 


عشق : أنت بتخرجني عشان يخلى ليك الجو صح؟ 


يوسف : شيخة عشق مش نقصاكي 


عشق بزفير : أنت مريض نفسي يا يوسف، اللي يعرف الغلط ويعمله دا مش طبيعي 


سيلا بخفوت : اطلعوا برة مش نقصاكم 


طرقات على الباب ففتحت عشق، اعطاها رعد الهاتف قائلاً : اديه ليها تكلم 


أخذت الهاتف واعطته لسيلا دون رؤية المتصل، تحدثت سيلا : مين؟ 


عشق : معرفش رعد بيقولك كلمي 


سيلا : الو 


كرم بزفير : أنتِ طالق يا سيلا، أنا تعبان النهاردة يومين وهاجي نتفق بعدين خدي ورقتك


انسابت دموعها وأغمضت عيناها تشكر ربها فأكمل : سامحيني يا سيلا، أنا كنت وحش بس والله العظيم من حبي ليكي، أنا حبيتك لدرجة يوسف عمره ما هيوصل ليها، ربنا يسعدك ويقدرك تسامحيني 


سيلا بخفوت : ربنا اللي بيسامح وإن كان عليا اديني ورقتي واعتبرني مسمحاك 


كرم بألم : هيحصل 


اعطت الهاتف لعشق ثم مدت يـ ـدها ليوسف قائلة : ساعدني اقعد 


سندها وبدأ يساعدها فاردفت عشق : مين يا سيلا؟ 


سيلا : كرم، رمى عليا اليمين وقالي لما يبقى كويس هيجي نتفق ويديني ورقتي


يوسف بلهفة : بجد! 


عشق : مش عارفة بس في الظروف دي المفروض أقولك ألف مبروك 


ابتسمت سيلا بخفة ومررت يـ ـدها على رأس يعقوب، تنهدت عشق قائلة : سيلا هروح أشوف الولاد واغير ليعقوب وجايه، يوسف جنبك 


سيلا : تمام، متشكرة يا عشق 


حملت عشق يعقوب قائلة : بس يا هبلة 


خرجت عشق مع الطفل وأتت الممرضة بالطعام، تبتسم كالبلهاء لهما ثم قالت بعفوية : أنتم حلوين اوي سوا 


يوسف بضحك : صح؟ والله أنا بقول كده 


الممرضة : شكله بيحبك اوي


يوسف بتأكيد : دا أنا بعشقها مش بحبها 


سيلا بحدة : كفاية بقى


الممرضة : دا الأكل، لازم تخلصيه كله وبعده هاجي اديكي العلاج 


اخذ يوسف الطعام وفتحه ثم تناول القليل ليردف : حلو الأكل شكل جوز اختي صارف ومكلف


ضحكت سيلا ثم استغفرت ربها، قرب الملعقة منها لتردف : مليش نفس 


يوسف : بطلي دلع 


خرجت الممرضة لتردف سيلا : مفكرني هاكل مكانك ولا ايه! أنا بقرف 


يوسف بسخرية : مني! الله يرحم أيام ما كنتي مبتاكليش غير من بوقي 


سيلا بإبتسامة طفيفة : كان زمان الوقتي لا بقرف منك اوي أصلا


مرر إبهامة على شفـ ـتيها وهو يقول : احلفي كده 


دفعت يده فبدأ يعطيها الطعام، تناولت القليل ثم قالت : أنت كمان كُل معايا 


يوسف بخبث : مش بتقرفي 


سيلا بتأكيد : اة بس أنت غلبان كل وامري لله هعصر على نفسي لمونة 


ارادت تناول المزيد في وجوده، ارادت أن يتوقف الزمن والعالم في وجوده، مـ ـسك فكها واقترب منها يداعب أنفها ويضع قطعة اللحم بفمه، تنهدت وهي تتناولها ولوهلة شعرت نفسها في حلم سوف ينتهي عما قريب 


طرقات بسيطة ودخل الطبيب زياد، وقف يوسف وابتسم له، تحدث زياد : سلام عليكم، عاملة ايه الوقتي؟


يوسف بمرح : ذي القردة اهي 


سيلا بغيظ : قردة في عينك يا بارد 


زياد بإبتسامة : وريني إيـ ـدك كده 


وبدأ يفحصها ويوسف يمسك يـ ـدها، ضغط على يـ ـدها حين اطلقت أنين مؤلم بسبب الجرح، تحدث بهدوء : الجنين عامل ايه؟


زياد : هبعتلها دكتورة نسا تفحصها بس أمبارح كان كويس، متقلقوش 


أنتهى زياد وأتت الممرضة تعطيها العلاج، جلس يوسف معها وبدأ يلاعبها ويناغشها، زال ألمها وبدأت تتفاعل معه، تنهدت قائلة : فكرت جبان وبتضرب 


يوسف : أنتِ جزمة أصلاً، عندك شك في قدراتي ولا ايه! تعرفي أنا حلمت بيكي 


عقدت حاجبيها حين غير الموضوع، اردفت : حلمت بأيه؟ 


يوسف : حلمت من يومين إن أنا كنت واقف ولابس بدلة بعدين شوفتك كنتي لابسه فستان، وفجأة كرم جيه وأنتِ طلعتي بتحبيه وروحتيله هو، زعلت اوي يا سيلا وخوفت


سيلا وهي تقرص أنفه : ازعل وخاف 


تنهد بصوت عالي وهو يُقـ ـبل يـ ـدها، اعتدل وجلس بجانبها فاردفت : تعبت وعايزة ارتاح 


سندها للخلف عليه وقال : ارتاحي 


سيلا وهي تنظر له : أنت متعبتش، روح ارتاح أنا كويسة


يوسف : بقالي اكتر من ست سنين مرتحتش الراحة دي، نامي وصدقيني أنا مرتاح 


سيلا بحزن : مش أنت اللي اختارت كل ده، عملت فيا كده ليه يا يوسف؟ 


يوسف بتنهيد : غباء يا حبيبتي، سمعت كلام واحد زبالة وبقيت ازبل منه، اقولك على حاجة أنتِ لو شاطرة عذبيني وخدي حقك مني أنا مش من نفسك، اعملي فيا اللي عايزاه بس خليكي جنبي


سيلا بزفير : أنت عرفتني الوقتي اللي عايزة 


يوسف : وأغلى حاجة عندك بلاش دي


سيلا بتنهيد : قدامي تسع شهور اعتقد كافين افكر فيهم براحتي 


يوسف بانزعاج : للأسف بس يلا كله يهون عشان خاطر الكتكوتة وابنها 


سندت على كتفه وأغمضت عيناها، غنى يوسف بجانب أذنها : ضيعت عليه العمر يا بويا دنا ليا معاه حكايات، حكايات حكايات حكايات على حسب وداد قلب يا بويا


سيلا بإبتسامة : صوتك وحش 


يوسف بمناغشة : صوت قلبك أعلى من صوتي أصلاً 


سيلا بحدة : يوسف 


يوسف بإبتسامة : على حسب وداد قلبي يا بويا راح اقول للزين سلامات، سلامات سلامات سلامات على حسب وداد قلبي يا بويا ضيعت عليه العمر يا بويا دنا ليا معاه حكايات، حكايات حكايات حكايات على حسب وداد قلبي يا بويا


سيلا وهي تضربه بخفة على ذقنه : كفاية بقى يا بارد.


❈-❈-❈


أنتهت عشق من تبديل ملابس أولادها والاطمئنان عليهما، صعدت حيث رعد الذي يقرأ سورة الكهف، جلست بجانبه ونظرت وجدته أوشك على الإنتهاء، أغلق المصحف وأعطاه إياه فأخذته ووضعته مكانه ثم عادت له 


عشق : اقولك ايه؟


رعد بإبتسامة : عايزة تقولي ايه؟ 


عشق بضيق : عايزة اتشاكل معاك، بقى أنت تقول ليوسف إنك بتكرمه عشان يعقوب، اة صحيح ما يعقوب وصقر والجيش المغولي أحسن مني 


اعتدلت واقفة وربعت يديها قائلة : يلا حالاً صالحني


رعد بخبث : لا ازعلي عادي 


عشق بغيظ : رعد! 


سحبها لتقع في حضنه ثم بدأ يُقـ ـبل أذنها وهمس لها : نسيتي أمبارح في الشركة المفروض كان نهايته ايه


عشق بتوتر : سيلا مستنياني 


بعد رعد يـ ـده وتراجع للخلف قائلاً : روحي 


وقفت وكادت تذهب جذبها لتقع على السرير، انفجرت ضاحكة وهي تقول : هصدقك أنا صح؟ أنت عنيد 


همهم بتأكيد وهو يذهب معها لعالم خاص بهما، ومر يومان إضافيين ليأتي اليوم المحتوم، وقفت عشق على الباب في نفس الوقت أتى يوسف الذي قال : واقفة كده ليه؟ 


عشق : كرم جوه بيتكلم مع سيلا 


يوسف باستنكار : لوحدهم 


هزت رأسها بتأكيد، شحب وجهه وجلس يتابع بصمت لكن داخله الكثير والكثير، في حين قالت سيلا : أنا حامل والولد هيجي بس مش هيبقى أمل لينا، وأنا مش وحشه لدرجة أخبي عليك


كرم بتنهيد : أنتِ مش وحشة أصلا يا سيلا 


تجاهلت ما قال لتكمل : أنا مش هرفع عليك قواضي ومش عايزة منك ولا قرش بس ابعد عن طريقي أنا وابني وشيل يوسف من دماغك، أنت عارف كويس اوي إني أتحمل أذى الدنيا ولا إن حد يمس شعرة من يوسف 


كرم بزفير : أنا عايز اعرف بتحبيه كل الحب دا ليه؟ متنسيش أنتِ متجو..زاني وجواكي ايه منه 


سيلا بانفعال : ولسه بس مقبلش الهوا يأذيه يا كرم، يوسف خط أحمر 


كرم وهو يجذب ذراعها السليم : مش هيربي ابني 


حاولت دفع يـ ـده قائلة : كرم أنا جبت اخري منك، متخلنيش انزله وربنا غفور رحيم ولا إني أعيش اللي عيشته معاك 


ضرب الحائط بغضب لتكمل : أنت ليك مني تقرير يسجنك سنين من عمرك كمان سمعتك في إيـ ـدي وابنك، أنا مش سهلة ولا طيبة دول قصاد تسيبه معايا وتشوفه بما يرضي الله وتبعد عن يوسف 


كرم : طيب اديني فرصة عشانه 


سيلا بحدة : لو هتتحمل ابقى بحب يوسف لآخر نفس ولو هتتحمل إنك متقربش مني نهائي يبقى افكر 


زفر بانفعال واخرج ورقة قائلا : دي ورقة طلاقك، ودا شيك بالمؤخر 


سيلا وهي تدفع الشيك : مش عايزة منك حاجة 


تركه كرم واتجه للخارج، اردف بهدوء : متنسيش تجربتي وتجربة يوسف، فكري بعقل هتلاقي محدش فينا يستاهل


سيلا : الإنتقام منك ملوش لازمة لأني محبتكش بس وعد هنتقم من يوسف 


نظر لها أخر مرة ثم فتح الباب، وقف يوسف وكلاهما نظر للآخر بتحدي وكراهية، نظر سيلا لكلاهما ثم وضعت يـ ـدها على بطنها واسترخت للخلف، دخل يوسف مع عشق واغلق الباب بقوة 


سيلا بحدة : براحة ... فين يعقوب؟ روح هاته 


عشق : جاي الوقتي، قولت لحورية تعدي تجيبه 


أخذ يوسف الورقة وفتحها، نظرت له بغضب وقال : أنت واحد همجي، أزاي تعمل فيه كده؟


يوسف : أقل واجب، قومي بقى امشيكي شوية عشان الدكتور قال اعمل كده 


سيلا : طيب هاتيلي يا عشق هدوم وساعديني أغير 


يوسف بخبث : أساعدك أنا طيب 


سيلا بانفعال : بره 


يوسف بضحك : أهدي طيب طالع اهو 


خرج يوسف وبدأ عشق تساعدها، سندت على عشق ووقفت لتنادي عليه بتعب : يوسف 


دخل فورًا فأشارت له بالقدوم وقالت : عشق هتقع بيا تعالى


ضحك بتسلية فبدأ تضربه بغيظ، خرج يوسف بها وهو يناغشها ثم قال : أوبا بقى الواحد لسه أعزب وفي قمرات ذي دول في الدنيا 


بدأت تضربه بغيظ وعشق تضحك بخفوت، ضحك يوسف قائلاً : أهدي يا مجنونة 


سيلا بانفعال : عشق، أنتِ فين؟ يا عشق 


انفجر ضاحكًا وهو يثبتها بين يـ ـديه، نظر لهم احدهم فاردف : المدام حامل وهرموناتها طلعت عليا، عادي.


❈-❈-❈


وضعت جايدا الطعام أمام زو..جها وابنها والغيظ يلمع في عيناها، ضحك زياد وهو يجذبها لتقع في حضنه، بدأت تتحرك بعشوائية وغيظ


جايدا : قوم روح لشغلك اللي اتجوزته عليا، يلا روح .. اقولك على حاجة مفيش أكل خالص متاكلش من أكلي 


تعالت ضحكاته المستفزة عليها، تركته واتجهت للغرفة فذهب خلفها يدق على الباب قائلاً : جايدا، افتحي يا بت يخربيت الشيطان، خلاص طيب قولي عايزة ايه 


جايدا : عايزة ارجع إسكندرية حالاً، أنا كرهت البلد دي والمستشفى اللي واخداك مني 


زياد بإبتسامة : اعمل ايه يا حبيبتي؟ بعدين مرتبهم حلو وكل شيء بتمنه 


جايدا بغيظ : خليها تنفعك 


كاد يدق على الباب وجده انفتح، دخل وجدها تقف أمام المرآة تبدل ملابسها، حاوط خـ ـصرها من الخلف وقَبل كتفها ثم مرر يـ ـده على ندبة الرصاصة التي أخذتها 


زياد بإبتسامة : جايز تشوفيها ندبة بس أنا شايفة سبب سعادتي 


تنهدت جايدا قائلة : أي كان الماضي بتاعي فيه ايه، او وحش قد ايه، المهم في الآخر نولتك 


أدارها له ومسك يـ ـديها، اقتربت منه تُقـ ـبله وفجأة وجدت ابنها يدخل الغرفة ويقول بصوت متقطع : مـ.مـامـا اة 


انتفضت مبتعدة وجدته يضع يـ ـده على عنقه ووجه شاحب ثم وقع أرضًا وفي يـ ـده علبة دواء، شهقت بصدمة وهي تقول : زاد ابني 


حمله زياد واخذ العلاج منه ليردف : البسي اي حاجة بسرعة يا جايدا 


وانطلق جريًا بابنه وهي خلفه تبكي وتصرخ بانهيار ... 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة