رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 4
قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الرابع
نزل رعد مع عشق التي تشعر بنظرات يوسف الخبيثة، اتجهت للحديقة حيث يلعب مع الأولاد كلهم، تحدث يوسف بخبث كأنه استغل غيابهم فرصة : مكنتش سورة البقرة ومريم يعني، دا شكله القرآن كله
رعد وهو يحمل يعقوب : اتكتم يا يوسف
يوسف : بكلم أختي يا عم
قَـ ـبل وجنة يعقوب الذي يُقـ ـبله هو الآخر عدة مرات ثم قال : ملكش دعوة بأختك يا عم
همس بتوتر : أبيه ينفع تيجي معايا وأنا رايحة البيت
رعد بهدوء : ماشي
عمار وهو يداعب شعر ابنه : وصقر جهزيه يا عشق عشان هنروح بيتنا
نظر صقر له بانتباه ثم وقف سريعًا يتجه خلف رعد قائلاً : لا مش هروح معاه، يا بابا مش هروح معاه صح؟ قولي مش هياخدني
انفجر صقر باكيًا وهو يكمل : بابا متخلهوش ياخدني
انزل رعد يعقوب ثم حمل صقر قائلاً : متعيطش يا صقر
أشار صقر على عمار قائلاً : هو عايز ياخدني، هسيبك واسيب اخواتي يا بابا
نظر رعد باتجاه عشق ثم لعمار الذي قال : خلاص يا صقر مش هاخدك
رعد أراد ان تأتي من عمار ليس منه، فليس من حقه أخذ ولد من أباه كذلك تحدث يعقوب : يا بابا أنا هروح بكره لماما زينة ولما اجي هاجي أعيش هنا
يوسف بصدمة : وأنا يا ابن الـ ....
رعد بحدة : يوسف
يوسف بضيق : هشتمني أنا يا عم، بعدين مالك كوشت على العيال كده، مش عندك ولادك، سيب ولادنا وبطل تستخدم سحرك دا عليهم
عشق بضيق : والله كنتم خلوا عندكوا دم واقعدوا بولادكم، العيل تبع الحنية وهما مشافوش منكم حاجة
يوسف بتنهيد : كان هيشوف لو ابوه مكنش غبي
رن هاتف رعد فأجاب ليسمع ما قيل ثم قال : إنا لله وإنا اليه راجعون
عشق بتوتر : في ايه يا رعد؟
رعد : والدة كرم توفت
انتبه يوسف ليحرك رأسه لعشق فهمست " جوز سيلا " ليكمل : عقبال ابنها يا رب
تنهد رعد قائلاً : ربنا يهديك
عشق : المفروض البس واجي معاك لسيلا صح؟
رعد : أيوة يا حبيبي يلا
يوسف بسخرية : حبيبي يا روح الروح
رمقه رعد بنظرة مخيفة جعلته يبتلع ريقه ويرفع يـ ـديه بمرح قائلاً : بهزر يا باشا، غلطة ومش هتتعاد.
بالفعل قامت بتجهيز نفسها واتجهت معه للعزاء حيث سيلا تجلس وترتدي نظارة سوداء كبيرة تخفي وجهها، ربطت عشق على فخـ ـذها قائلة : ربنا يرحمها ادعيلها
سيلا بخفوت : عقبال ابنها
عشق بهمس : نفس اللي يوسف قاله
نظرت سيلا لها بطرف عيناها سرعان ما ابتسمت بخفة، ظلوا لوقت معهم ثم عاد رعد وأخذ همس لقصر المهدي، كانت نورهان تجلس بجانب لارا التي شاردة ممسكة بأحد الكتب، ياسين يجلس وبجانبه أدهم يتحدثوا في العمل، چيلان بجانب زو..جها وعلى قدمه ابنه أحمد يناغشه أما يارا فتتحدث مع چمان
ياسين : على فكرة رعد جاي في السكة
چمان بتساؤل : لوحده؟
ياسين : معرفش
دقائق ودق جرس الباب، فتحت الخادمة فدخل هو وهمس، تحدثت همس بلهفة : ماما
رفعت نورهان وجهها ثم وقفت تفتح ذراعيها لابنتها، اندفعت همس لحضن والدتها في حين وقف أدهم وكاد يذهب مـ ـسك رعد ذراعه قائلاً : عيب
أدهم : لو سمحت يا رعد
رعد بهدوء : أنتم أخوات وملكمش غير بعض وسبق وقولتلك الغلط عليك، كنت قرب منها وخليها متخبيش عنك حاجة، عمار لو جيه على أختك فدا لأن مفيش حد في ضهرها
ياسين بإبتسامة : يلا ربنا يهديك خد أختك في حضنك، بعدين رعد اللي شال الليلة
" بابا "
اندفعت ليلة باتجاه رعد الذي حملها وقَبل رأسها، ضحكت بسعادة ونظر أدهم لها ثم تنهد واتجه لأخته ناويًا ألا يقرر ما حدث مع ابنته.
❈-❈-❈
في اليوم التالي
قاد يوسف سيارته باتجاه المحلى في البداية وقد نسى أمر وفاة حماة سيلا، نزل مع ابنه الذي انطلق لأعلى جريًا، فهو على علم بالمكان لأنها لم تكن أول مرة يأتي إلى هنا، طرق بيـ ـديه على الباب
يعقوب : افتحي يا تيتا أنا يعقوب، يا تيتا يلا افتحيلي
أتته ضحكتها وهي تقول : حاضر جيت اهو
فتحت الباب فاندفع لحضـ ـنها، انحنت تضمه وتُقـ ـبل كلتا وجنتيه قائلة : يا قلب تيتا وروحها وحياتها، وحشتني قد الدنيا دي كلها
يعقوب : وأنتِ يا تيتا اوي اوي اوي قد البحر وسمكاته
تعالت ضحكتها وهي تقف ترحب بيوسف الذي قَبل يدها قائلاً : ست الكل
والدة سيلا بإبتسامة : اسكت يا صايع
يوسف بغمزة : عرفتيها لوحدك دي ولا حد قالك؟
ضربته بخفة على كتفه ثم دخل، جلست تحمل يعقوب تُقـ ـبل وجنته فاردف بإبتسامة : يا تيتا أنا شوفت طنط سيلا
والدة سيلا بلهفة : بجد! شوفتها فين يا يعقوب؟
عقد يوسف حاجبيه قائلاً : أنتِ متعرفيش إن سيلا في مصر، دا بقالها كذا يوم كمان صحيح حماتها اتكلت عقبال جوزها يا رب
والدة سيلا بعدم استيعاب : حماة مين يا ولد؟ وضح كلامك ليا كده
يوسف : أم المتعوس ماتت
شهقت والدة سيلا وهي تضرب على صـ ـدرها قائلة : أميرة، لا حول ولا قوة إلا بالله، ماتت أمته؟ يا حبيبتي يا أميرة
تدريجي بدأت تتشابك الخيوط في عقل يوسف الذي قال : ماما ... منين عارفة سيلا عاملة ايه ومنين استغربتي لما نزلت مصر ومنين متعرفيش موت حماتها، فهميني كده بقى في ايه؟ تعرفي أصلاً إن الحيوان دا بيضربها
والدة سيلا بصدمة : بيضربها! أنت عرفت منين؟
يوسف بحدة : ماما
توترت ملامحها وهي تقف قائلة : هجيب حاجة تشربوها عشان يعقوب
يوسف بانفعال : اقعدي لو سمحتي مش عايزين نشرب، قوليلي في ايه؟
أغمضت عيناها لبرهة ثم قالت : أنا هحكيلك على كل حاجة
يوسف : احكي، يعقوب روح العب في أوضة سيلا
يعقوب بعدم فهم لما حوله : حاضر
اتجه يعقوب للغرفة وفور دخوله تحدثت بخوف طفيف من رد فعل يوسف فقالت : بعد جواز سيلا بفترة عرفت إنها راحت لدكتور نفسي وكانت حياتها كويسه بتحاول تنساك لحد ما في يوم رنت عليا وكانت بتعيط
تذكرت حديث سيلا لها ببكاء : يا ماما أنا مش عايزة دكتور نفسي، أنا عايزة يوسف أنا عايزة افضل احبه مش عايزة ابطل، كرم بيحارب في معركة أنا حددت الكسبان فيها وكل دا في الفاضي، أنا عمري ما هنسى يوسف
أكملت حديثها قائلة : فضلت فترة تعبانة وبتعيط وعايزة تبطل الدكتور لحد ما جات مصر، ولما اتخطفت وخسرت كليتها كانت تعبانة اوي
تذكرت ما حدث في المستشفى يومها، فتحت سيلا عيناها ولم تكن تعي لما حولها، همست بتعب : يوسف فين؟
لم يجب احد عليها فغامرت لتعتدل جالسة وهي تقول : أنا عايزة اشوف يوسف، أنا هشوف يوسف
والدة سيلا : حبيبتي استني يوسف كويس، متتحركيش بس عشان أنتِ تعبانة
سيلا وهي تقاوم : يوسف ... يوسف اشوفه
وبالفعل اعتدلت جالسة تسحب الأجهزة ثم وقفت تقاوم قلة توازنها، دموعها تنهمر وهي تذكر اسمه، حاولت الممرضة منعها كذلك الطبيب لكنها تنادي اسمه فقط .. استسلموا لها وقاموا بتوصيلها لغرفته
ارتمت سيلا عليه قائلة : يوسف
انفجرت باكية وهي تتحسس وجهه وزاد بكائها حين لم تجد منه إجابة او استجابة، همست له : يا رب خد نصيبي من الدنيا واديه ليه، يا رب اجعل ساعتي قبل ساعته ومشوفش فيه حاجة وحشة، يا رب احفظه
لم تكن تعلم ان كرم يقف ويستمع، سيلا من تعبها غفت وهي فاقت لم تجد نفسها في غرفته بل وجدت كرم الذي قال : أحنا هنسافر وابقي كملي علاجك برة
سيلا بتوتر : بس ...
كرم بحدة : بس ايه؟ مفيش بس
تنهدت والدة سيلا وهي تكمل قص له : وفعلاً خدها وسافر بعدها بكم يوم كلمتني وكانت بتعيط وقالتلي " ضربني يا ماما ... كرم نزل ضرب فيا وعايز ياخد حقوقه عافيه " ولسه هتكمل السكة اتقفلت وبعدها كلمتني مرة واحدة تطمني عليها ومن يومها حتى الآن معرفش عن بنتي حاجة يا يوسف
يوسف بعتاب : وبتكدبي عليا ليه؟
والدة سيلا بحزن : قولت مبسوطة عشان كرم بيحبها ومكنتش عايزة اخرب عليها
يوسف بحزن : مكنتش هخرب عليها والله بس سيلا بتعاني، يا ريتك عرفتيني كنت لخصت عليا وعليها كتير اوي
وضع وجهه بين يـ ـديه ومر بعض الوقت عليه، رفع وجهه قائلاً : يشهد ربنا أن تصرفاتي مش هتبقى قصد خراب، بس أنا بحب سيلا ومش مستحمل عليها حاجة
والدة سيلا بقلق : هو في ايه يا يوسف؟
يوسف : الحيوان دا كان ضاربها وكمان سمعت كلامها مع عشق، هي مش مرتاحة في الجو..ازة دي
والدة سيلا بتذكر : صحيح في مرة كنت تعبانة اوي وقولت لأميرة ام كرم تخليها تكلمني اسمع صوتها بس مكلمتنيش، القسوة عمرها ما كانت في قلب سيلا بالذات من نحيتي
يوسف بزفير : ولا من نحية غيرك بس أنا هيبقى ليا تصرف تاني، المهم قومي هوصلك لعربية القاهرة تروحي الميتم ولو عرفتي تكلميها اتكلمي وعرفيني الدنيا فيها ايه
والدة سيلا وهي تقف : طيب هقوم البس.
قام يوسف بإيصالها ثم اتجه لمنزله في المنصورة، نزل يعقوب يجرى لأعلى صارخًا : يا تيتا أنا جيت .. يا جدو يعقوب جيه
يوسف : براحة يا يعقوب تقع
خرجوا على صوته واستقبله جلال بالحـ ـضن، خرجوا على صوته وبدأ يوسف يسلم عليهم، تفاجىء بزينة وزو...جها في المنزل وكعادته سلم على زو...جها فقط
يوسف : عامل ايه يا محمد؟
محمد بإبتسامة : الحمد لله، تعالى يا يعقوب
وحمل يعقوب الذي قَـ ـبل كلتا وجنتيه، تنهد يعقوب وهو يمسك قلبه فضربه يوسف على مؤخرة عنقه قائلاً : بطل جري وأهدى
يعقوب : طيب بس عايز اكلم بابا، قالي لما توصل اكلمه
اعطى يوسف الهاتف له فقام بالرن على رعد الذي أجاب : الو
يعقوب : أنا وصلت يا بابا وقاعد مع جدو وجدو وجدو وتيتا وتيتا وماما وبابا وعمو محمد ولميس
رعد بإبتسامة : طيب يا حبيبي خد بالك من نفسك ومتتأخرش
يعقوب بإبتسامة : حاضر يا بابا، أنت أصلاً وحشتني قد الدنيا كلها
تعالت ضحكات الجميع كذلك رعد ليردف يوسف : مش ابني دا ابن رعد وعشق
زينة وهي تأخذه من زو..جها : يلا يا يعقوب نمشي
يعقوب : ماشي، سلام يا بابا وخد بالك من نفسك
يوسف بإبتسامة : حاضر يا شبر
ذهب يعقوب مع زينة بينما جلس يوسف أمام جلال الذي تحسنت حالته مع مرور الوقت لكن ليس بالنتيجة المطلوبة، فآثر وفاة أحمد لن يخرج من جـ ـسده، تحدث جلال : عشق عاملة ايه وجو..زها؟
يوسف بهدوء : الحمد لله بخير
جلال بإبتسامة : وولادهم؟ اكيد حلوين، واخدين لماضة عشق
يوسف بإبتسامة : آدم كله رعد، هدوئه ودماغه وتفكيره وكله، أسد بقى كله بابا أحمد الله يرحمه، سكوته الدائم وبيكتفي يسمع وملامحه، فهد بقى مزيج بين عشق ورعد في الملامح بس ملوش حل، رعد دا بقى نسخة من عشق
زهرة بإبتسامة : ربنا يحفظهم ليها ويطول عمرها لحد ما تفرح بيهم ويرفعوا راسها كده، وعقبالك يا يوسف أما تجيب العيل الخامس
يوسف : بالله عليكي يا أمي بلاش الحوارات الفكسانة دي، أنا فاهم دماغك
زهرة وهي تجذب شعره : ماشي يا جزمة قوم ارتاح
يوسف وهو يقف : ماشي
صعد لأعلى في حين تذكرت زهرة بعدما تخلت زينة عن ابنها ولم تفكر فيه برغم حديث زهرة وجلال لها، تحدثت زهرة بحدة : يعني هتتخلي عن ابنك، خلي ابني ملوش ملة يسوى ايه تسيبي ابنك وميرضعش منك مرة، يا بنتي والله هتندمي
نزلت أمنية على حديث زهرة لتردف بحدة : زهرة ملكيش دعوة بابني بعدين ابنك اختار
زهرة بغيظ : أنتِ منك لله يا شيخة، تقبليها على ابن ابنك، ما أنتِ لو بتحبي بنتك مكنتيش عملتي كده
أمنية بضيق : لما تحصل لبنتك هنشوف رد فعلك، وبعدين خلاص زينة هتتخطب، جالها عريس
حركت زهرة رأسها بيأس ثم صعدت لشقتها، عامين مروا ولم يتم خطبة زينة ليأتي لها شخص مُناسب لديه ولد وبنت وزو..جته متوفية، جلست زينة معه في أول مرة وشعرت براحة إتجاهه لتعلن موافقتها وقاموا بعدها بشهرين بكتب الكتاب لتقرر الذهاب معه في صمت
أتى يوسف يومها وصرخ باسمها : زينة ... يا زينة
خفق قلبها بقوة وهي تنظر باتجاه محمد، تحدثت أمنية : خليكي هنا
خرجت له لتردف بحدة : عايز ايه يا يوسف ؟
يوسف وهو يندفع للداخل : ابعدي من وشي
دخل لها فاعتدلت واقفة كذلك محمد، تحدثت بحدة : عايز ايه يا يوسف؟
يوسف بغضب : الوقتي جاهزة تربي ولاد واحد غريب، بس ابنك بعدتيه عنك بمزاجك، بس اقولك على حاجة أنا مش زعلان منك ولا عليكي عشان اللي ذيك يدوبك يتمسح من حياة الواحد، دمرتوني وخربتوا بيتي ووقفتوا حالي وخسرتوني الإنسانة الوحيدة اللي حبتني بجد
زينة بغضب : أنت اللي زبالة ودي أخرة العين الزايغة، ودا نتيجة ظلمكم ليا
يوسف بسخرية : ظلمنا! أنتِ برضو مقتنعة إنك مظلومة، على كل حال لو دا ظلمنا ليكي فلسه ظلمك لابنك وتمنه هيبقى غالي اوي، لما عيل مكملش ساعة رمتيه ولا قبلتي حتى ترضعيه والوقتي بقى سنتين ونص مفكرة ربنا هيعدي كل ده
نظرت زينة باتجاه محمد بينما جذبته أمنية قائلة : اطلع بره
يوسف موجهًا حديثه لمحمد : دي خرابة، الست دي خرابة بيوت وطالما خدت بنتها مش هتسيبها غير أما تطلقها منك وتخرب بيتك، احذر الف مرة دي خراب
وخرج فاردفت أمنية له : يا ابني دا ...
محمد بهدوء : حصل خير، يلا يا زينة
نزلت معه بصمت بينما استمعت لضحكات صغيرة، وخرج الطفل مستندًا على الحائط فاردف يوسف بحدة : يعقوب تعالى هنا
انحنى محمد وحمله فضحك يعقوب قائلاً : بابا أنا امشي ووح ماما اش في عَبيه
محمد وهو يمسك يـ ـده : عايز تمشي
هز رأسه بمعنى نعم، فأكمل : اة لماما اش في عبية وبابا لاعد
خرج يوسف فوجد محمد يحمله، تنهد قائلاً : يلا يا يعقوب هنمشي
يعقوب : ماما اش ووح في عبية
يوسف بهدوء : اة هنروح لماما عشق
تجاهلت النظر باتجاه ابنها في حين يتابع محمد في صمت وأعين متربصة لما يحدث، ذهب هو وزينة التي بدأت تتعايش تدريجي معه كذلك هو، وفي يوم جلس يتحدث معها في أمر حياتي
محمد بهدوء : زينة مقصدش حاجة بس أتمنى تاخدي موانع حمل
زينة بتوتر : ليه؟ خايف اسيبه ذي ما عملت مع يعقوب
محمد بتأكيد : مقصدش اجرحك بس أيوة، يا ريت تتفهمي وضعي واة يوسف تعايش بس أنا مش هقدر
زينة بدموع : بس يوسف ...
محمد بهدوء : ابنك مكنش ليه دعوة، أنا فاكر إن بعد ابني حصل مشاكل كتيرة بيني وبين مراتي بس اتغصبت ترجع عشان خايفة على ابنها ومش عايزاه بدون أب .. أنا مش مستعد أشوف كسرة ابن ليا منك
انفجرت باكية وهي تتجه جريًا لغرفتها في حين نظر خلفها وتحدث :
" سامحيني بس أنتِ مش هتبقي عليا اكتر من ابنك ".
❈-❈-❈
نزلت حورية من سيارة زو..جها كذلك عشق ثم اتجهت كلاً منهما للأخرى ودخلوا لصديقتهما، سيلا ترتدي نظارة سوداء تخفي عيناها وتجلس بين النساء ... وقف وضمت صديقاتها معًا وأغمضت عيناها لوقت
حورية بخفوت : أحنا مش كنا عندك أمبارح
كيف تخبرهم أنها قضت ليل قاسي من الذل والضرب، اعتدلت جالسة وهما حولها وعم الصمت لوقت حتى قطعته صوت زلزل كيان سيلا وهو صوت والدتها
" سيلا "
وقفت سيلا وانطلقت جريًا تضـ ـمها بقوة، ضمتها والدتها وبدأت تُقـ ـبل في وجهها وكتفها وسيلا تبكي بصمت، استغرب الجميع فمن الوضوح أنها لم ترى والدتها لسنوات
دقائق مرت ثم جلست تضم ابنتها، تحدثت سيلا : عرفتي منين؟ مين قالك؟
تنهدت والدتها قائلة : يوسف، جالي النهاردة هو وابنه وهما نازلين المنصورة وقالي وجابني للموقف وركبني
سيلا بصدمة : يوسف! هو كان بيجيلك؟
اكدت قائلة : أيوة ربنا يحفظه ويخليله ابنه مقطعنيش طول السنين دي، كل فترة يجيلي ويشوفني عايزة ايه ومكنش بيسألني عليكي غير قليل خالص
سيلا بتنهيد : كتر خيره
ربطت والدتها على يـ ـدها قائلة : جوزك عامل معاكي ايه؟
سيلا لنفسها بزفير : مكان الهم والوجع تلاقي بنتك يا ماما
اكملت بصوت : كويس الحمد لله.
❈-❈-❈
ظل ياسين طوال الليل يفكر في تلك الفتاة، ولدية رغـ ـبة قوية للعودة في نفس المكان لكنه يمنع نفسه عنوة لأجل چمان وابنه، وقفت چمان خلفه تضمه من ظهره قائلة : بتفكر في ايه؟
ياسين وهو يجذبها أمامه : مفيش
چمان بتنهيد : عايزة اقولك على حاجة
انتبه لها قائلاً : خير قوليلي
چمان بتوتر : أنا حامل
احتضنها مقـ ـبلاً جبينها عدة مرات ثم قال : مبروك، ألف مبروك لينا
چمان : يعني مش زعلان؟
ياسين بإبتسامة : هزعل ليه؟ هو أحنا معانا ميت طفل، دا بيبرس بس واعتقد آن الأوان نجيب ليه أخ
هزت رأسها بمعنى أجل وضمته بقوة تشكر ربها على مرور هذه اللحظة في حين مسكت جايدا يـ ـد زياد تمنعه من الوقوف، ضيق عيناه لها فأغمضت عيناها قائلة : مش هتخوفني، خليك يا زيزو بلاش شغل النهاردة
زياد بزفير : يا بنتي حرام عليكي هتأخر اوي، زمان زاد جاي هيسليكي عما ارجع
جايدا بعبوس : لا بعدين مبتروحش من الصبح ليه؟ أنت عايزني افضل صاحيه طول ما أنت بره وافكاري تاخدني وتوديني
تنهد وهو يتمدد بجانبها ثم أخذها داخل أحضانه، نظر للساعة حسنًا وقت جيد يجعلها تنام ويذهب هو، تحدث بهدوء : بتفكري في ايه؟
جايدا : أنا قاعدة في البيت هنا وأنت الله أعلم بتعمل ايه وبتكلم مين ودي بتقولك ايه ودي بتتحرش بيك أزاي
زياد وهو يقرص وجنتها : غيرة يعني
أكدت برأسه فقرب وجهها وبدأ يمرر أنفه عليه، ضمها بقوة وهو يهمس لها ببعض الكلمات المهدئة من روعة غيرتها ... مررت أنفها على أنفه هامسة : بحبك يا زياد، أنا مش زعلانة من اي ماضي نسياه، ولو كان ليا أهل مش زعلانة عليهم، يكفي عندي بس إن ربنا عوضني السنين دي كلها بيك أنت ومعانا ابننا
قَـ ـبل فمها سريعًا ثم قال : وأنتِ غبية لما تفكري إن ممكن واحدة في الكون تلفت إنتباهي عنك
ابتعد عنها تدريجي وبدل ملابسه ثم قَبـ ـل جبينها ويـ ـدها وذهب إلى عمله، وصل للمستشفى وباشر به لتقف طبيبة زميلة له بجانبه وقالت : منور المستشفى كلها يا دكتور زياد، في نشاط وحيوية كده في المكان
زياد بإبتسامة طفيفة : تسلمي يا دكتورة ...
الطبيبة بإبتسامة : صافي
اكتفى بهز رأسه ورن هاتفه فأجاب : أيوة
جايدا : عايزة حاجة حلوة وأنت جاي
زياد بإبتسامة : حاضر، ورايا شغل الوقتي
جايدا بضيق : ماشي يا زياد خلي الشغل ينفعك
ضحك رغمًا عنه فأغلقت بوجهه ليضع الهاتف ثم اكمل كتابة التقرير.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
وقفت عشق أمام المرآة تتأمل مظهرها ثم نظرت باتجاه رعد الذي يضع لمساته الأخيرة، تأملها رعد بطرف عيناه وحقًا اعجبه مظهرها وبأنانية فكر أن يمنعها فهو لا يريد لها الاختلاط بأحد سواه لكنه وضع أنانيته جنبًا، تحدث هي : شكلي حلو؟
رعد بإبتسامة : للمرة الخامسة ايوة يا عشق
اقترب منها وسحب منديل يمسح شفاها ثم عيناها فاردفت بضيق : يا رعد دا كحل وروج، لو سمحت سيبهم
رمى المنديل وادخل بعض الخصلات القليلة المتمردة، قَبل جبينها قائلاً : دول يخصوني
عشق بانزعاج : بس أنا رايحة شغل، ومرات رعد بيه، يعني لا شكل ولا منظر
مسك يـ ـدها وقَـ ـبل أنفها ثم عيناها وفـ ـمها، همست له : بتسكتني يعني، أنت بقيت خبيث يا رعد
تعالت ضحكاته كذلك هي ثم قالت وهي تحاوط عنقه : حظك الحلو بقى إني سكتت، بتستغل تأثيرك عليا وأنا مش شايفة كده تساوي
رعد وهو يحاوط خصرها : أنتِ اللي نسيتي اللعب وأن الأوان نفكرك بيه
عشق بإبتسامة : ماشي بس قولي هشتغل فين؟ معاك ولا؟
رعد بهدوء : لا هتشتغلي في الحسابات نفس تخصصك، وطبعًا الاختلاط ممنوع، حد ضايقك سمعتي كلمة كده ولا كده تعرفيني، هعرفك مكتبي فين ووقت الغدا هناكل سوا كمان كل شوية تكلميني ... أنا جنبك
تنهدت باطمئنان ثم ضمته قائلة : متزعقليش لو طلعت كل شوية اخد حـ ـضن او بو..سة فاهم؟
رعد بضحك : حاضر، وأنا لو نزلت متزهقيش
عشق : مش هزهق، أنت عارف إني بحـ ـبك اكتر من اي حد، بحـ ـبك اكتر ما بتحبني ودا هيفرحني
رعد وهو يبتعد قليلاً : مستحيل توصلي لمرحلة حبي ليكي، اة بقيت عصبي وأناني فيكي وبتنرفز وبزعق بس كل دا من حبي وفكرة إن في ستة غيري بيشاركوني فيكي .. أنا بفضي نفسي ليكي بأي شكل بس أنتِ بحسك بتبعدي وبتخسري من طاقتك، مش عايز أحسن حاجة ولا أم مميزة أنا عايزك عشق، اهملي في حقنا كلنا بس متنسيش نفسك
عشق بتنهيد حزين : رعد أنا هتحمل نفسي بس أنتم مش هتنسوا موقف اتعمل فيكي، ولادنا مش هينسوا إهمالي، أنت كمان ممكن تزهق وتبعد وأصلاً أنا مليش غيرك .. الفكرة إنكم نقطة ضعفي وعشان أفضل محافظة عليكم لازم اخسر حاجات
رعد بانفعال يحاول السيطرة عليه : تقومي تخسري نفسك وشخصيتك وتبقي عبارة عن آلة بتتحرك في حياتنا
ابتعدت عنه ثم اخذت حقيبتها الصغيرة واتجهت لأسفل، استغفر ربه وهو يضرب كف بآخر ثم قال : أنا محتاج فعلاً ارجع ثباتي الإنفعالي، هي مش ناقصة
نزلت عشق تتأمل مظهر أولادها ثم بدأت بإعطائهم تعليماتها، نظرت لرعد : بطل شقاوة شوية عشان متتعورش تاني، وأنت يا فهد متضربش صحابك عيب واعرف إن المس أخدت رقم بابا وبعد كده هتكلمه هو وصقر نفس الكلام .. أسد وآدم خدوا بالكم من نفسكم ولو في حاجة خلي الحارس يكلم بابا او المس تكلمني، أنا هاجي بعدكم على طول
" حاضر "
هكذا قال الجميع ليردف آدم وهو يضم والدته : أنتِ حلوة اوي النهاردة يا ماما
ضموها هم أيضًا واردف صقر : تجنني
اكتسبت ثقة في ذاتها حين قال أولادها هذا، خرجت مع رعد بصمت تام ثم تحدث مع بسام وركب السيارة في الخلف وهي بجانبه، فتح أحد الملفات وبدأ يقرأ ما بها فتنهدت بحزن وكل لحظة تيقن بُعده وتغيره
" لو سمحت ممكن توقف العربية "
هذا ما قاله رعد ثم نزل وأشار للسائق بالنزول، لم تهتم وعاد يركب بجانبها قائلاً : متزعليش مني، أنا مقصدش ازعلك بكلامي ولا اتعصب
لم تنظر باتجاهه فاقترب يدفن وجهه في تجويف عنقها من أسفل حجابها، انسابت دموعها وقالت : أنت اتغيرت وبعدت اوي، عشان ضمنت وجودي صح؟ وإني مليش غيرك
رعد بصدمة : دي فكرتك عني
عشق بانفعال وهي تبتعد : لو غلط صلحها يا رعد بس أنت عارف هتعمل ايه، هتتجاهل او هتزعق
أغمض عيناه بقوة يستغفر ربه ثم فتحها وقال : لا يا عشق ولو دي الحقيقة فأنا صدقيني مفيش حاجة تجبرني أبقى معاكي لحظة، وأنا اة وحش معاكي ومفيش سبب
عشق بحدة : واخرتها، أنا ليا أخر يا رعد وقرب يجي منك
رعد بهدوء : ماشي
أشار للسائق بالعودة فأتى وبدأ يسير متجه للشركة، بدأ رعد يمليها بعض التعليمات التي تخص العمل وتذكرها بمجالها ... وصلوا للشركة وفتح أحدهم لهما الباب، نزلت ووقفت أمام الشركة العملاقة تنظر لها بانبهار
مـ ـسك رعد يـ ـدها ودخل بها لتبدأ الاندماج في عالم آخر، فتح أحدهم الاسانسير له ثم دخلوا، وصل للطابق الخاص بها هي ثم دخل وتحدث مع مديرة الحسابات ثم اوصلها لمكتبها
" شكرًا "
هذا ما قالته لكنه لم يجيب عليها، تنهدت بحزن وهي تجده يبتعد فغامرها الخوف لتفر دموعها وكادت تنادي عليه، صعد رعد لمكتبه وباشر بعمله، كل قليل يرن على أحدهم يطمئن عليها ثم يرسل لها طعام او مشروب او عصير وما شبه
في معاد الغداء
أتت المديرة تخبرهم بالخروج للغداء، تجاهلت عشق الأمر فاردفت لها : مدام عشق رعد بيه قال اعرفك تطلعيله، مكتبه في آخر دور
عشق بهدوء : تمام متشكرة
فكرت قليلاً ألا تصعد لكنها عادت وصعدت، لم تجد السكرتيرة الخاصة به فاتجهت تطرق على الباب ثم فتحته قائلة : فاضي
رعد وهو يغلق الملف : اة تعالي يا عشق
ورن على أحدهم قائلاً : طلع الغدا
جلست على الكرسي ترن على المس المسئولة عن أولادها تطمئن عليهم، مرر رعد أنامله على جانبي جبينه ثم أكمل لحين صعود الطعام، جلس بجانب عشق يتناول طعامه دون حديث، تنهدت عشق قائلة : زعلان مني؟
رعد بهدوء : لا يا حبيبتي هزعل ليه، كملي أكل
أنتهت فوقف يطلب له قهوة ولها بيبسي كما ارادت، دخلت جميلة سكرتيرته بإبتسامة : أهلاً وسهلا يا هانم
عشق : أهلين، ازيك؟
جميلة : الحمد لله، رعد بيه حضرتك عندك اجتماع الوقتي بخصوص صفقة الحديد وبعده اجتماع مع الوفد الإيطالي وفي كمان اجتماع بخصوص شركة ياسين بيه عايز يشتري أسهم فيها
رعد بهدوء : تمام متشكر، خمس دقايق وهطلع
عشق بضيق : كأن شغلك كتير النهاردة
رعد بنفي : لا هنمشي على معادنا، ولو مخلصتش هبعتك أنتِ
هزت رأسها بمعنى أجل ثم وقفت وذهبت، لا يعرف من غاضب من الآخر لكنه يعرف أن هناك أمر بينهما.
❈-❈-❈
وقفت سيلا تودع والدتها عند موقف الباصات، في نفس الوقت وصل يوسف مع ابنه من المنصورة، نزل الصغير من السيارة واندفع قائلاً : سيلا
اندفع لحضنها فابتسمت وهي تحمله، يا الله كم هذا الطفل لطيف ويمس القلب، قَبل كلتا وجنتيها ليردف : وحشتيني وحلمت بيكي مرتين
سيلا بإبتسامة : بجد! حلمت بأيه وبأيه؟
بدأ يقص لها في حين قال يوسف : أنتِ راجعة يا ماما؟
والدة سيلا بتأكيد : ايوة يا ابني
حمل الحقيبة قائلاً : خلاص هوصلك
انتبهت سيلا له لتردف : أنت مش لسه جاي، المشوار طويل عليك اوي
والدتها بتأكيد : ايوة يا يوسف وكده كده الاتوبيس طالع يا ابني
يوسف : مينفعش تروحي لوحدك، أنا هوصلك وسيلا تاخد يعقوب توصله لعشق
وغمز لابنه في آخر حديثه فابتسمت هي ويعقوب، حقًا كلاهما يود الجلوس مع الآخر بأي شكل، أخذ يوسف والدة سيلا وذهب في حين هي ركبت تاكسي وذهبت مع يعقوب ولم يكفوا عن الحديث سويًا لساعات.
❈-❈-❈
" نينا رجعت "
هذا ما قاله أحدهم لكنها تجاهلت واكملت رسم في مخططها، جلست نورهان بجانبها فرفعت وجهها قائلة : نعم!
نورهان بحزن : مالك؟ أدهم مزعلك ف ايه؟
ضحكت لارا بخفة سرعان ما تحولت ضحكاتها لقوية وهي تقول : مزعلني ف ايه يا ترى؟ مزعلني ف ايه؟ تصدقي نسيت ... نسيت من كتر الوجع، نسيت من القهر
وقفت لارا تأخذ أنفاسها وكادت تذهب وجدت أدهم يضم نينا لحضنه، ضحكت ساخرة وهي تضرب قلبها وتذهب، دخل أدهم الغرفة ويبدو على ملامحه السعادة ليردف قاصدًا إشعال غيرتها : كويس إن نينا رجعت، البيت مكنش ليه طعم
لارا بهدوء : وبقى ليه طعم صح؟
أدهم بضحك : أكيد، في ضحكة وحيوية مش بوز وزعل على طول
كادت تصرخ بجنون لكنها سحبت الغطاء تدريجي وأخفت نفسها أسفله تنام، نظر أدهم لها وآلمه قلبه كثيرًا عليه فاتجه لها يضمها لحضنه، سحب الغطاء عن وجهها وجدها غافيه تصدر صوت خافت وترتعش، زاد من ضمها وهو يهمس بكلمات لم يكن يعلم أنها تصل لها
" بحبك يا لارا، سامحيني عارف إني أذيتك كتير اوي، والله كنت عايز نرجع عشانك مش عشان ليلة، أنا مليش حد غيرك أنتِ كل حياتي، بحبك يا لارا "
❈-❈-❈
دق جرس الباب بعدما اكتشف أنه نسى المفتاح لم يكن يعلم أن المجنونة زو...جته هي من أخذته واخفته منه، فتحت الباب وصدمت وجهه بكوب من الماء البارد سرعان ما انفجرت ضاحكة، انطلقت جريًا وهو خلفها يحاول الإمساك بها
حورية بضحك : أي خدمة، لو جدع امسكني
آدم بغيظ : أنا هعرفك يا جزمة
صرخت حين حاوط خـ ـصرها سرعان ما انفجرت ضاحكة أكثر كذلك هو ثم وقع أرضًا وهي معه، تحدث بمرح : أعمل فيكي ايه؟
حورية : باخد حقي
استند على يـ ـده وهو يقول لها : حق ايه بقى؟
حورية وهي تكبت ضحكتها : فاكر لما اتجـ ـوزتني غصب عني، باخد حق دي
آدم بتساؤل : اقتـ ـلك؟
حورية بدلال : ههون عليك يا دومي
اعتدل واقفًا يحملها قائلاً : لا دي فيها كلام يطول شرحه
وهكذا كانت حياة آدم وحورية بعد ما حدث في الماضي، لم يسمحوا لشيء يزيد من سوءها بينهما مرة آخرى.
❈-❈-❈
جلست عشق بجانب رعد في السيارة بعد يوم مرهق لكلاهما لكنه شبه اعتاد، وضع رأسه للخلف ودون شعور منه غفى من التعب، نظرت باتجاهه بحزن ثم مررت ظهر يـ ـدها على وجنته
" أنا خايفة "
قالتها بألم ففاق هو على الجملة، نظر باتجاهها فابتعدت ونظرت للخارج، وصلوا للقصر نزلت وجدت سيلا في الحديقة تلعب مع الأولاد، مجنونة كيوسف ويمتلكوا حيوية غريبة تجعلهم يخطفوا القلوب من حولهم
سلمت عليها كذلك رعد الذي صعد مُباشر يأخذ شاور ثم نزل وهي صعدت تفعل نفس الشيء، نظرت له من الشباك واستغربت كيف أنه أخفى تعب العمل ببراعة ليصبح رعد الذي يأتي لهم كل يوم
ضحكت سيلا وهي تستمع ليعقوب الذي يقوم بمناغشتها بحديثه، صرخت وهي تدغدغه فاندفع يحـ ـضنها وهو يصرخ مثلها ويضحك، نست نفسها والعالم بجانب ابن يوسف
ابتسمت عشق وهي تجلس بجانب رعد ليندفع أولادها باتجاهها، ظلت وقت طويل معه حتى شعرت أنها تأخرت فذهبت، وصلت للمنزل ولا تعلم لما انتابها تفكير يخص ذاك المكان الذي بقى يوسف معها به دون وعيها
سيلا لنفسها : كرم لازم يكون عنده فكرة، وتيجي مني احسن من غيري بعدين مفيش حاجة بتتخبى، أنا هشوف الوقت المناسب وهقوله
وصلت للداخل وجدته يقول ببرود : وصلتي مامتك ؟
سيلا بتأكيد : أيوة
كرم بهدوء : طيب اجهزي هنسافر تاني بكرة، معتش لينا قعاد في مصر
سيلا بضيق : بس أنا مش هرجع يا كرم، أنا هكمل في مصر
كرم بحدة وهو يجذب ذراعها : عشان تبقي جنب حبيب القلب
سيلا وهي تحاول دفع يـ ـده : لا عشان مامتي، بكفاية بقى بعيدة عنها و ...
دفعها بقوة صارخًا : كدابة، ومش بمزاجك، بكره آخر النهار هنرجع يا سيلا فاهمه؟
اتجهت لغرفتها تبكي ثم رفعت وجهها لأعلى : يا رب اجعلها آخر ليلة معاه وعلى ذمته، يا رب ما تبعدني عن مامتي تاني وتوب عليا بقى من كل ده.
❈-❈-❈
نام الأطفال باكرًا بعدما قام يوسف باللعب معهم حتى تعبوا، صعدت عشق لأعلى فوجدت رعد يجلس ويقرأ أحد الكتب، جلست على طرف كرسيه تحاوط عنقه فرفع يـ ـده يحاوط خـ ـصرها ثم أغلق الكتاب قائلاً : زعلانه؟
عشق بنفي : تؤ، زعلان أنت؟
نفى برأسه ليطبع قُـ ـبلة بسيطة على وجنتها ثم حملها ومر الوقت عليهما، تنهدت وهي تقول : رعد
رعد بإبتسامة : هروح بكره لكرم واتكلم معاه، متأكد إن يوسف قالك
هزت رأسها بمعنى حسنًا ثم قالت : أنت زعلان مني؟
ضحك بخفة وهو يزيد من ضمها وقال : أنتِ قولتي ليه إنك خايفة
أخذت نفس عميق ثم صمتت، ظل ينظر لها لوقت ولم يعلق، بدأ هو يجمع أسباب ما قالت بنفسه لينتهي الأمر قائلاً : يوم أما خلاص كل حاجة هتضيع هنفضل عشان الولاد
انفجرت ضاحكة بصوت عالي فابتسم هو الآخر ليردف : شوفتي الدنيا سهلة ما بينا أزاي، ولو خلاص هنرمي الولاد نفضل عشان مدفعش المؤخر
اعتدلت عشق قائلة بضحك : رعد طيب مش عايزة مؤخر
فكر قليلاً ليكمل بتفكير : مفيش مؤخر يبقى عشان ....
عشق مقاطعة إياه : عشان مترفدنيش من الشغل
جذبها لتقع على صدره وقال : دا سبب، قوليلي عملتي ايه في الشغل النهاردة؟
عشق : هحكيلك يا حبيبي، روحت مع المدير بتاعي وشدينا في العربية وقبل ما نروح المهم كنت هعيط وخايفة اوي لما سابني بس هو مشى وملفش وشه ليا ... فكرني بأول يوم دراسة مقدرتش انساه حتى الآن لما بابا وماما سابوني في المدرسة
صمتت قليلاً تتذكر لتردف : أنا خايفة أبقى يتيمة تاني
ويا ليته يقدر على شق صـ ـدره ووضعها بداخله ما كان سيتأخر لحظة، عشق تعيش في بؤس واكتئاب عميق وليس بسهولة تعترف به او تتخلص منه.
❈-❈-❈
في اليوم التالي
رن هاتف كرم برقم أحد أصدقائه، يبدو أنه علم بوفاة والدته لذلك قام بالرن عليه، جلست سيلا تتابعه بتوتر داخلها يصرخ بإخباره لكنها حقًا تخشاه، أهذا كرم الذي تز..وجته؟ حسنًا إن كان سيء أم جيد لا يهمها
تذكرت يعقوب الصغير وهو يندفع لحضنها فابتسمت تلقائي، عيناه الزرقاء التي تشبه والده وهي تتحرك بعشوائية ثم تذكرته وهو يقول : أقولك على سر، أنا بحبك من سنين كتيرة اوي ذي بابا
ضحكت تلقائي قائلة لنفسها : هو القرد دا عنده كم سنة عشان يقولي سنين كتيرة
نظر كرم لها بغضب فصمتت، استمع لصديقه قائلاً بالإنجليزية : لقد كان رجلاً أشقر ذو أعين زرقاء عريض المنكبين، قامت بفتح الباب وكان خلفها في الغرفة، اعذرني صديقي لكن يبدو أنه كان نائم بالداخل
كرم بصدمة : ماذا! كيف! اصمت إنك ...
عاد الرجل يبرر موقفه قائلاً : لا اقصد المعنى الذي فهمته، اقصد انه كان ... كرم لا اعلم
اغلق كرم مع صديقه ثم وقف أمامها قائلاً : يوسف كان معاكي في تايلند
توترت ملامحها وهي تقف قائلة : أنا كنت هفهمك ...
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية