-->

جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل32 - 2

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الثاني والثلاثون

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈


عودة إلي منزل سليم 


أخذ سليم نفساً عميقاً ثم تحدث متسائلاً بإكراه: 

-إتفضل قولي حضرتك محتاج إيه بالظبط


أردف ياسين متسائلاً: 

-قبل ما نتكلم لازم أستفسر عن حاجة مهمة


ترقب الآخر سؤالهُ فاسترسل من جديد: 

-هو انتَ أديت أي معلومات للشرطة لما استدعتك؟ 



أجابهُ بثبات: 

-الحقيقة لا

واستطرد بزيف وتمويه شعر به ياسين من خلال خبرته: 

-لأن مش حابب أدخل نفسي في حوارات مليش فيها ولا تخُصني



تظاهر ياسين بتصديق ذاك السليم وحُجَّتهُ الواهية وتحدث: 

-تمام،أنا زي ما قُلت لك أول كلامنا،عاوز أوصل للجزء المحذوف من التسجيلات،وياريت لو تقدر توصلني لتسجيلات بوابة الأوتيل،عاوز أشوف العربية اللي وصلتها والشخص اللي كان سايقها


بثقة عالية أجابهُ سليم: 

-بسيطة جداً


بسط يدهُ وأمسك جهاز الحاسوب من أمامه وفتحهُ،ودخل علي جوجل واستخرج من النسخ الإحتياطي الملفات المُحتفظ بها وتحدث وهو يستخرج التسجيل المطلوب:

-أنا عامل نسخ إحتياطي علي جوجل بينسخ التسجيلات  تلقائياً ويحتفظ بنسخة عنده


واستطرد بإبانة: 

-متعود أضيف عليه أي نظام مراقبة أقوم بتركيبه،علشان لو حصلت أي مشكلة وأتحطيت في موقف زي ده أقدر أساعد 



زاد الشك داخل ياسين بل بات شِبه متأكداً مما حدثهُ به قلبهْ مُنذُ القليل،لكنهُ فضل الصمت إلي أن يحصُل علي مبتغاه وبعدها سيتولي أمر ذاك المُريب ويجعلهُ يقر ويعترف بكل ما يخبأهُ داخل جُعبتهْ  

   


قام سليم بإعادة تشغيل التسجيلات،دقق ياسين وبات ينظر بتمعُن وما أن لمح زوجته الراحلة وهي تترجل من السيارة التي توقفت أمام بوابة الأوتيل حتي شعر بألم إقتحم داخلهُ ومزقهُ،طعنة قوية جعلت قلبهُ ينزف ويتألم علي تلك التي غُدرت بلا ذنب


شعر وكأن أحدهم يقتلع روحهُ وهو ينظر إلي وجه زوجتهُ الشابة وابتسامتها الخلابة وهي تتطلع إلي الأوتيل بسعادة وتتحرك داخلهُ بخطوات حماسية وكأنها تخطو لتحقيق حُلماً طال إنتظارهُ


وعي علي حالهُ حينما إستمع إلي صوت تلك الرقيقة التي شعرت بتمزق روحهُ وهو ينظر إلي زوجتهُ فتحدثت بمؤازرة: 

-الله يرحمها،إن شاء الله هي في مكان أحسن


هز رأسهُ وعقب مؤكداً:

-إن شاء الله 


تحدث بنبرة جاهد في إخراجها متماسكة: 

-يا ريت يا باشمهندس تنسخ لي صورة العربية ورقم اللوحة 


وافقهُ سليم ونسخ له صورة السيارة وأيضاً صورة تلك المرأة التي تأكد أنها تلك المدعوة خديجة الراوي،حيثُ أنها كانت تنتظر ليالي وقابلتها بحفاوة ثم اصطحبتها إلي الأعلي حتي دخلتا معاً الحُجرة التي وقعت بها الجريمة،وبعد عدة دقائق خرج رجُلان كُلً منهما يحمل حقيبة كبيرة وبدأ يتسللان ويتخذان الحيطة والحذر بخطواتهما إلي أن وصلا للحُجرةِ المقصودة،دق أحدهم الباب بخفة ففتحت له تلك المرأة وادخلتهما سريعاً 


وما هي إلا دقائق وكانت تخرج وهي تحمل إحدي الحقيبتان وتتحرك علي عُجالة وهي تتلفت حولها إلي أن إستقلت المصعد الذي نقلها للأسفل ومنهُ إلي خارج الأوتيل حيث كانت تنتظرها نفس السيارة التي جلبت ليالي وتحركت سريعاً 


نسخ سليم صورة الرجلان وبعثها أيضاً علي هاتف ياسين


بعد مرور بعضاً من الوقت وأثناء إنغماس كلاً منهُما بمشاهدة بعض تسجيلات الكاميرات،دخلت فريدة التي خرجت مُنذُ حوالي النصف ساعة وتحدثت إليهما بإبتسامة بشوش: 

-العشا جاهز يا جماعة،يلا بينا


وقف ياسين وتحدث معتذراً: 

-أنا أسف،يظهر إن الوقت سرقنا 


واستطرد بانسحاب: 

-أنا همشي وهاجي بكرة علشان نكمل شُغلنا


حضرتك مش هتتحرك من هنا غير لما تتعشي معانا...جُملة نطقتها فريدة بإصرار فاسترسل مُعتذراً من جديد: 

-أرجوكِ تعفيني يا باشمهندسة


إنتَ بخيل ولا إيه يا سيادة العميد...قالتها مستفزة إياه كي تُجبرهُ علي مشاركتهم العشاء،أكمل علي حديثها سليم الذي تحدث بلطافة إستغربها ياسين:

-إوعي تكون فاكر إننا علشان عايشين في ألمانيا بقينا أوربيين خلاص واتطبعنا بطباعهم 


واستطرد بوجهٍ بشوش: 

-إحنا مصريين يا سيادة العميد وطالما وقت الأكل حضر،لا يمكن ضيفنا يُخرج قبل ما يشاركنا فيه 


رفع ياسين أحد حاجبيه ونظر إليه باستنكار مُصطنع ثم تحدث بظرافة:

-اللي يشوفك من ساعة واحدة وإنتَ بتطردني برة بيتك،ما يصدقش إن إنتَ نفس الشخص اللي بتعزم عليا بإصرار علشان أتعشي معاكم؟ 



إبتسامة واسعة خرجت من فم سليم وتحدث بإيضاح:

-دي نقرة ودي نقرة يا سيادة العميد،وما تنكرش إن تصرفي الأولاني كان مُجرد رد فعل علي إسلوبك الأشبه بأمر


إبتسم واومأ بتصديق علي حديثهُ فأردفت فريدة بدفاع عن حبيبها: 

-سليم شخص طيب جداً وخدوم،لكن إسلوب اللي قدامه بيفرق جداً في رد فعله،وأكتر حاجة بيكرهها في حياته هي إن حد يقلل من شأنه أو يأمرة 


إبتسم ياسين وهو ينظر لهما ولكم العشق الظاهر والمتبادل داخل أعيُنهم،أشار له سليم ليتقدمهُ وبالفعل تحرك ثلاثتهم والتفوا حول طاولة الطعام،أراح ياسين ظهرهُ فوق المقعد ثم نظر لكلا الطفلين فتحدثت فريدة وهي تقدم طفليها له: 

-دول ولادنا التوأم،علي وفريدة


إبتسم ياسين وتحدث إلي الصغيرة بترحاب: 

-أهلاً يا فريدة


أجابتهُ الفتاة باحترام: 

-أهلاً بحضرتك


وتحدث إلي علي بهدوء: 

-ازيك يا علي،قولي بقي ناوي تطلع إيه؟ 


نطق الفتي ذو السبع أعوام بنبرة فخورة: 

-هطلع مُهندس زي بابي ومامي


هتفت الصغيرة بنبرة حماسية: 

-وأنا كمان هطلع مُهندسة


أردف شقيقها بما إستشاط غضبها: 

-بس ده مش إختيارك يا فيري،إنتَ عاوزة تبقي مهندسة علشان سليم أمرك بكدة وبس


غضبت الفتاة فتحدثت فريدة الأم معاتبة صغيرها:

-وبعدين يا علي،مش قلنا قبل كدة بلاش تضايق أختك؟ 


قطب ياسين جبينهُ وسأل الصغير:

-تقصد بسليم اللي هو بابا؟ 


ضحكت فريدة وتحدثت بايضاح: 

-ده الديكتاتور الصغير سليم إبن علي صديقنا في الشركة،عامل فيها راجل وبيتحكم في فيري وبيختار لها كل حاجة تخصها


واستطردت بفكاهة وهي تُشير إلي إبنتها:

-والأستاذة ما بتخطيش خطوة واحدة ولا بتختار حاجة إلا لما تاخد إذنه الأول  


إحمرت عيناي سليم وهتف بنبرة تحذيرية ويرجع هذا إلي شدة غيرتهُ علي صغيرتهُ الجميلة نُسخة فريدتهُ المُصغرة: 

-فريدة،أظن سبق وقُلت لك إني ما بقبلش الهزار في الموضوع ده 


وضعت كفها فوق فمها تكظم ضحكاتها علي ذاك الغيور،ثم تحدثت إلي ياسين بفكاهة وهي تُشير علي زوجها: 

-وحضرته يبقي الديكتاتور الكبير


رفع حاجبهُ وتحدث إليها بشبه إبتسامة جاهد في منعها وفشل: 

-بقي كدة يا باشمهندسة،طلعتيني ديكتاتور كمان؟ 

واستطرد متوعداً بزيف: 

-أنا بقي هعرفك إنتِ وبنتك معني كلمة ديكتاتور علي حق 


ضحك الجميع وتحدث ياسين بإبتسامة خافتة: 

-عيلتك جميلة قوي يا باشمهندس،ربنا يديم سعادتكم 


متشكر يا أفندم...قالها بنبرة شاكرة ثم تحدث وهو يُشير إلي صحن اللحم قائلاً: 

-كُل من البفتيك هيعجبك قوي،فريدة بتعمله بطريقة هايلة


نظرت إلي زوجها بعيناي تشعُ عشقاً بادلها إياها بنظرات ولهة، لاحظها ياسين وتمني المزيد من السعادة لتلك العائلة الجميلة 



إنتهي من العشاء وانتقل إلي حُجرة المكتب من جديد ليُتابعا إكمال عملهما،وبعدها تحرك إلي منزل عابد متخفياً خلف نظارتهُ والقُبعة التي يرتديها كي لا يُكشف عن شخصيته لهولاء المجرمين




بعد قليل كان يجاور عابد الجلوس فوق أريكتهُ وتحدث وهو يرسل إليه تلك الصور التي حصل عليها من سليم عبر تطبيق الواتساب: 

-عاوزك تبحث لي عن نمرة العربية دي وتجيب لي كل بيانات صاحبها



واستطرد بإيضاح: 

-وبالنسبة للحقيرة اللي إسمها خديجة فانا بعت صورتها لحد تبعنا في المطار،هي أكيد سابت البلد بعد الجريمة علي طول 



أردف عابد بنبرة جادة ليُعلمهُ:

-أنا جبت لسعادتك صور الستات اللي كانوا سهرانين معاها يوم ما قابلوا الهانم الله يرحمها في المطعم


واستطرد شارحاً:

-روحت المطعم وبطريقتي قدرت أخد صورهم من تسجيلات الكاميرات 



أردف ياسين بحماس:

-تمام جداً،عاوزين نرتب ورقنا كويس قوي علشان نكون مستعدين ونتحرك في الوقت المناسب،مش عاوزين الحكومة أو المخابرات الألمانية يحسوا بتحركاتنا ويبوظوا لنا كل شُغلنا



واستطرد بتذكُر:

-بالمناسبة يا عابد،عاوزين ندور كويس ورا المهندس اللي إسمه سليم،شكله وراه مصيبة كبيرة وأنا لازم أعرفها 



أوامر جنابك...نطقها عابد بطاعة واكملا حديثيهما

 


❈-❈-❈


داخل أحد الأماكن العامة المُطلة علي البحر

كانت تجلس بقبالتهُ تنتظر ذهاب النادل الذي وضع أمامهم ما طلباه من مشروب وتحرك عائداً،حولت بصرها إليه تنتظر قطع صمتهُ الذي دام الكثير،وبعد أن يأست قررت هي أن تقطع الصمت وتبدأ بالحديث: 

-لحد إمتي هتفضل تعاقبني يا سراج؟ 


نظر لها وبعيناي حزينة لاجلها تحدث شارحاً: 

-أنا مش بعاقبك يا نرمين،أنا بدي لك فرصة علشان تقدري تقرري وتشوفي إنتِ عاوزة إيه بالظبط 


واسترسل برصانة: 

-علشان لو حياتنا رجعت زي ما كانت وقتها مش هيكون فيه فرصة تانية للرجوع


أردفت قائلة بتأكيد: 

-وأنا بقول لك إني إتأكدت خلاص من مشاعري ناحيتك يا سراج،أنا مش عارفة أعيش في البيت من غيرك،عاوز إيه تأكيد أكتر من كدة 


عقب بسؤال متعطش لإجابة بعينها: 

-مش يمكن يكون إشتياق للتعود مش لشخصي؟ 


أجابتهُ باعتراضٍ حاد: 

-أنا مش صغيرة علشان ما أعرفش أفرق بين شعور التعود وشعور الإحتياج والحُب يا سراج


واسترسلت بعيناي صارخة: 

-إنتَ ليه مش قادر تفهم إني محتاجة لوجودك في حياتي،أنا إتأكدت إني بحبك بجد،إكتشفت إن حياتي من بعدك فاضية وملهاش قيمة

أنا وعلي ورائف ناقصنا كتير قوي من غير حنانك


بعيناي يسكن بها حناناً فائضاً سألها: 

-بجد يا نرمين،يعني إنتِ فعلاً بتحبيني؟ 


بنبࢪة حنون أجابتهُ: 

-أيوة بحبك يا سراج،بحبك وبعد كدة مش هحاول أضايقك أبداً بكلامي


مد يدهُ وأمسك كفاها الموضوعان فوق المنضدة وتحدث بنبرة حنون: 

-وأنا كمان إكتشفت إني بحبك قوي يا نرمين


واستطرد مُتعهداً: 

-واوعدك إني هحاول أغير من نفسي علشان أسعدك


نطقت بسعادة: 

-ربنا يخليك ليا يا حبيبي 


واستطردت مستفسرة بتلهُف:

-هتروح معايا؟ 


أومأ لها بإبتسامة سعيدة بادلتهُ إياها بنظرات ولهة 


❈-❈-❈


بعد مرور يومان،داخل مشفي أحمد المغربي 

كانت غرفتها في حالة من الهرج والمرج حيث إرتفع ضغطها من جديد وباتت تصرخ من شدة ألمها الذي أصابها،أعطتها الطبيبة الأدوية المناسبة لحالتها وتحدث أحمد باستسلام: 

-لازم نولد النهاردة ضروري،كل ساعة هنتأخرها فيها خطورة علي الجنين وعلي حياتك 


إتصل بياسين يا شريف خليه ييجي،أنا مش هولد وهو مش موجود...جُملة مُرتعبة نطقها بدموعها الحارة جراء ألمها ورُعبها الشديد علي صغيرتها،تحدث شريف وهو يتحرك علي عُجالة: 

-هكلمه حالاً يا حبيبتي ما تقلقيش


حين عقب أحمد المغربي علي حديثها: 

-أنا كلمت سيادة العميد من أول ما تعبتي من حوالي أربع ساعات،بس للأسف ما ردش علي المكالمة،بعت له رسالة وشرحت له فيها الوضع وبلغته إننا إحتمال كبير نضطر نولد في خلال ساعات 



شهقة عالية خرجت منها جراء بكائها الحار،أما ثُريا التي كانت تجاور سُهير الوقوف فتحدثت لتحثها علي الهدوء: 

-إهدي يا مليكة،إنتِ بعمايلك دي هتتعبي أكتر



عقبت مُنى قائلة بتأكيد: 

-طنط ثُريا عندها حق يا مليكة،التوتر والخوف اللي إنتِ فيه ده هيخلي الحالة حرجة أكتر،وساعتها هنضطر ندخلك أوضة العمليات حالاً 


بحالة من الإنهيار نطقت بدموع منسابة:

-لا يا دكتورة أرجوكِ،حاولي تعملي أي حاجة تأجلي بيها الولادة لحد ما ياسين ييجي


واستطردت وهي تهز رأسها برفضٍ أظهر كم رُعبها الذي يسكن داخلها: 

-أنا مش هقدر أدخل أوضة العمليات من غيره،مش هقدر


هتفت سُهير بدموعٍ وتوجُع لاجل غاليتها: 

-إهدي يا بنتي حرام عليكِ اللي بتعمليه في نفسك وفيا ده


هتفت وهي تُمسك كف ثُريا بعيناي راجية: 

-كلمي يُسرا تجيب لي الولاد أشوفهم يا ماما،عاوزة أشوف مروان علشان أوصيه علي إخواته


يا بنتي حرام عليكى اللي بتعمليه فيا ده،حسي بيا وبالنار اللي جوايا بقي...نطقتها سُهير التي إحتضنت إبنتها وباتا تبكيتان تحت تأثر الجميع ودموع ثُريا المتأثرة والتي تحدثت إليها: 

-خلي عندك ثقة ويقين بالله يا مليكة،إن شآء الله هتقومي بالسلامة ومحدش هيربي وياخد باله من ولادك غيرك 




بالخارج،تحدث شريف إلي سيادة اللواء عز المغربي الجالس بجانب سالم عثمان يترقبان الوضع بقلوب مرتجفة: 

-وبعدين يا عمو،سيادة العميد تليفونه مقفول والدكتور بيقول إن لازم مليكة تولد 


أنزل طارق هاتفهُ من علي أذنه حيث أنه يحاول الوصول إلي شقيقهُ بأية وسيلة وبكل مرة يفشل،هتف باستسلام: 

-أنا مش عارف ياسين قافل تليفونه ليه؟ 


خرج أحمد المغربي من الحُجرة وتحدث بجدية إلي عز وسالم: 

-أنا مُضطر أولد حالاً،الضغط عالي جداً وكل ساعة بتعدي فيها خطر علي حياة الجنين،وحياة مليكة نفسها أصبحت في خطر 


تحدث عز علي عُجالة: 

-إتكل علي الله وما تضيعش وقت يا أحمد 


أومأ بهدوء وتحدث: 

-هبلغهم يجهزوا العمليات حالاً 


واسترسل بملامح وجه مترقبة: 

-حابب أبلغكم حاجة مهمة علشان تكونوا مستعدين 


نظر لهُ الجميع بترقُب فاسترسل بأسي: 

-بنسبة كبيرة جداً البنت مش هتعيش،النبض قل بصورة كبيرة،وزي ما انتوا عارفين إنها لسة في بداية الشهر السابع



أطلق عز تنهيدة حارة لأجل نجلهُ الذي بات يتلقي الصفعات مؤخراً بطريقة مؤلمة،إستغفر ربهُ وبات يناجيه علي أن يُنجي تلك المليكة وطفلتها وأن يرفق بصغيرهُ الذي أوجعتهُ وانهكتهُ كثرة الصدمات



بعد مرور حوالي نصف ساعة،وضعوها الممرضات فوق المقعد المتحرك بعد أن ساعدوها في إرتدائها للثياب الخاصة المناسبة لإجراء العملية،كانت تتحرك بالمقعد داخل الرواق في طريقها بإتجاة غُرفة العمليات تحت أنظار الجميع المؤازرة ودعواتهم المصاحبة،وقف والدها وتحدث بعدما وضع قُبلة حانية فوق جبهتها عبر لها كم أنهُ يحتفظ بداخلهِ من حُبٍ كبيراً لها: 

-أنا مستنيكي إنتِ وحفيدتي،ما تتأخروش


هزت رأسها عدة مرات متتالية ودمعة هاربة فرت من مقلتيها رُغماً عنها نزلت علي قلب سالم أحرقته،بعد بضعة دقائق كانت تستلقي فوق الشزلونج الخاص بالولادة،يلتف حولها طاقم من الأطباء يضم دكتور أحمد وزوجتهُ دكتورة مني وطبيب التخدير وطبيب خاص بالأطفال ليستقبل الصغيرة ويطمأن علي حالتها إذا خرجت علي قيد الحياة،وطاقم من الممرضات الماهرات لمساعدة الأطباء 



بدونهُ كانت تشعُر بأنها طفلة تائهةً بصحراءٍ جرداء،جسدها يرتجفُ من شدة هلعها،كم كانت تريدهُ بأن يُجاورها ويكونُ بجانبها بتلك اللحظةِ الحرجة،ويستقبل طفلتهما التي حتماً ستكون بخير إذا ما إستشعرت وجودهُ حولها،كم كانت تُريد أن يُعاهدُها بأن يضع أطفالها صوب عيناه إذا حدث لها مكروهاً ورحلت إلي خالقها حيثُ دار الآخرة 


أخرجها مما هي عليه صوت طبيب التخدير الذي تحدث إليها بنبرة هادئة وطمأنة:

-ما تقلقيش،هتكوني بخير 


أومأت له فسألها بنبرة رحيمة:

-جاهزة


بدموعها أومأت فاسترسل بيقين:

-إنطقي الشهادة وسلمي أمرك لله


ونعم بالله نطقتها بدموعها 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة