-->

جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 37 - 2

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السابع والثلاثون

الجزء الثاني


عودة للصفحة السابقة

أطلق زفرة شديدة فور إغلاقه الهاتف مع حبيبتهُ،ألقي برأسهُ للخلف سانداً إياها علي خلفية المقعد وأغمض عيناه ثم بدأ يحرك مقعدهُ يميناً ويساراً بتفكُر،أخرجهُ من شرودهُ صوت هاتفهُ الذي صدح من فوق سطح المكتب



أجاب فور رؤيتهُ نقش إسم عابد:

-أهلاً يا عابد


تحدث عابد بعد أن رد تحية سيدهُ بالعمل ليخبرهُ بإتمام مهمتهُ التي كلفهُ بها وهي حجز تذاكر لرحلة إلي منطقة الجونة كهدية إلي سليم الدمنهوري :

-تذاكر الباشمهندس سليم وأسرته للجونة إتحجزت يا أفندم،تحب أكلمه وأبلغه؟


واستطرد موضحاً:

-لأن لازم ياخد خبر بدل ما يتفاجئ ويتصل بالفندق ويلغبط لنا الدُنيا


أردف بنبرة هادئة:

-ما تقلقش يا عابد،أنا عامل حساب كل حاجة وهكلمه حالاً  بنفسي علشان أشكره



وافقهُ عابد الرأي واغلق ياسين واتصل برقم سليم الذي رد عليه علي الفور:

-ياسين باشا،أهلاً يا أفندم


رد ياسين بنبرة ودودة: 

-إزيك يا باشمهندس


أردف بنبرة هادئة: 

-أنا تمام الحمد لله

واسترسل بتبيان: 

-أنا كُنت لسة هتصل بيك حالاً علشان أسألك عن رسالة تأكيد لحجز في فندق في الجونة لسة واصلة لي علي الموبيل


باستجواد لذكاء ذاك السليم الذي راهن عليه لعابد أردف قائلاً:

-كويس إنك فكرت في إنك تكلمني،عابد كان قلقان لما قُلت له يحجز بإسمك من ألمانيا علشان الموضوع يبان طبيعي وما حدش يُشك فيك،وقال لي إنه خايف لتكلم الفندق وتسأله عن الحجز لما رسالة التأكيد توصل لك،لكن أنا راهنت علي ذكائك وقولت إنك أكيد هتفهم إن الرحلة هدية مني 



إبتسم سليم وتحدث شاكراً كرم ذاك الياسين:

-متشكر يا أفندم علي هديتك بس مكانش فيه داعي تتعب نفسك


اردف بإبانة:

-دي أقل حاجة ممكن أقدمها لك علشان أشكرك بيها علي وقفتك معايا ومساعدتك ليا وأنا برجع حق مراتي


واستطرد باطراء:

-ده غير كرم الباشمهندسة ومواقفها معايا اللي عمري ما هنساها وهتفضل طوق في رقبتي العمر كله 



عقب سليم علي حديثهُ بسمو: 

-ماتقولش كدة يا سيادة العميد،أنا ومراتي ماعملناش غير الواجب واللي أي حد مكانا كان هيعمله


أردف ياسين بثناء: 

-إنتَ راجل محترم يا باشمهندس وأنا فخور إني إتعرفت علي شخصية وطنية زي حضرتك

واستطرد بنبرة صادقة: 

-أنا كان نفسي أستضيفك إنتَ والباشمهندسة والاولاد عندنا في بيت المغربي علشان أعرف أضيفك كويس وأرد لك ولو جزء من كرمكم عليا


واستطرد بإبانة شارحاً له الوضع الأمني:

-بس طبعاً إنتَ أكتر واحد عارف إنه ما ينفعش، اولاً علشان أمنك وسلامتك،ثانياً علشان ماحدش ياخد باله من تقربنا لبعض وخصوصاً لو كانت المخابرات الألمانية مراقباك 



وافقه الرأي وتحدث متفهماً الأمر:

-أنا فاهم ومقدر الوضع اللي إحنا فيه طبعاً 



واسترسل شارحاً بحِرصٍ: 

-وعلشان كدة بطلب من سعادتك إن دي تكون أخر مرة حضرتك تقوم بأي حاجة تعرضنا للخطر أو الشك فينا


أجابهُ شارحاً: 

-ما تقلقش يا باشمهندس،أنا خليت رجالتي عملوا الحجز من نفس المنطقة اللي إنتَ ساكن فيها وكمان من الخط المشترك بينا اللي إنتَ عملته لزوم الشُغل


واستطرد بفكاهة: 

-إنتَ ناسي إنتَ شغال مع مين ولا إيه يا باشمهندس؟! 



ضحك سليم واردف بمفاخرة: 

-ودي حاجة تتنسي بردوا سعادتك


أردف ياسين وهو يستعد لإنهاء المكالمة:

-أتمني لك أجازة سعيدة يا باشمهندس 


متشكر يا أفندم،وهدية مقبولة...كلمات نطقها سليم بنبرة شاكرة وأغلق كلاهما المكالمة ليتابعا عملهما 


❈-❈-❈


أتي الليلُ بسكونهُ الذي يجلب معهُ الطمأنينة والهدوء للبشر

صعدت إلي الأعلي بعدما تأخر الوقت ولم يعُد ياسين أو حتي هاتفها لتطمئن عليه،إطمأنت علي صغارها وتأكدت من نومهم ثم تحركت إلي غُرفتها وجلست علي تختها وبدأت بمداعبة صغيرتها التي غفت فوق ساقيها أثناء المداعبة


تطلعت إليها وابتسمت بشرود،إستمعت إلي طرقات فوق باب الحجرة وبعدها دلف هو حاملاً بيده باقة من أروع الزهور التي تعشقها غاليتهُ وباليد الأخري أحد الأكياس الخاصة بأحد دار الأزياء الشهيرة بالأسكندرية



خطي بساقيه للداخل فظهرت من خلفهِ مُنى التي تتبعهُ وهي تحمل بين ساعديها صَنية عليها صحنان فارغان وصحناً كبير به الكثير من قطع الحلوي المفضلة لتلك الجميلة،وكأسان فارغان تجاورهما قنينة من عصير التُفاح المُحبَّب لديها،يبدوا وكأن ذاك الحبيب أراد أن يجعلها ليلة مُميزة تُحفر بذاكرة أميرتهُ الحسناء



نظر عليها وتحدث بنبرة حنون: 

-مساء الخير يا حبيبي 


مساء النور...قالتها بسعادة وهي تتناقل النظر بينهُ وبين باقة الزهور بألوانها البنفسجي والأبيض والزهري مما جعلها رائعة،فاسترسل هو من جديد: 

-مِسك نامت؟ 



أومأت بدلال،وضعت منى محتويات الصنية فوق الطاولة وقامت بترتيبها بشكلٍ  لائق ثم نظرت إلي ياسين وتسائلت بتوقير:

-أي خدمة تاني يا باشا؟ 


شكراً يا مُنى،لو إحتجنا حاجة هتصل بيكِ...كلمات نطقها وهو يحثها علي الخروج،وما أن خرجت حتي وضع الكيس جانباً واقترب من حبيبتهُ وتحدث وهو يُقدم لها باقة الزهور: 

-وحشتيني 


أمسكت الزهور وقربتها من أنفها واردفت بعيناي هائمة: 

-وإنتَ كمان


خلع عنه حلته وقام بتعليقها ثم مال علي صغيرتهُ حملها ووضعها بمهدها بعدما قبلها بحنان،عاد لتلك التي وقفت وتحدثت بدلال وهي تنظر إلي ذاك الكيس: 

-فيه إيه الكيس ده يا ياسين؟! 


تحرك إليه والتقطهُ ثم مد يدهُ وأخرج منه ثوباً مذهل يخطف الأبصار لمن يراه وتحدث وهو يحثها علي الدخول: 

-عاوز أشوفه عليكي

 ممكن؟..نطقها بعيناي مترجية فابتسمت وتناولته من يده ودخلت به إلي غرفة تبديل الملابس،بعد أقل من ربع ساعة كانت تخرج مرتديةً إياه بعدما وضعت بعض أدوات الزينة البسيطة،وأطلقت العنان لشعرها المنسدل فوق ظهرها في مظهر يخطف الأبصار


نظرت إلي الغرفة بذهول عندما رأت ضوء الشموع الحمراء التي قام ذاك العاشق بإشعالها ليقضي علي ضوئها ليلة رومانسية بصحبة حبيبتهُ


شعر بخروجها فحول بصرهُ وما أن رأها حتي فتح فاههُ بذهول من روعة ما رأي،فقد كانت جميلة للغاية بثوبها القصير بلونهِ البنفسجي والذي يصل لما فوق الركبة بقليل،بدون أكمام إلا من حمالتين رفيعتين وصَدرٍ مفتوح أظهر نهديها البض


إقترب عليها وتحدث بنبرة مبهورة: 

-إنتِ جميلة قوي يا مليكة


إبتسمت له فاقترب عليها ومال علي جانب شفتها وقام بوضع قُبلة شغوفة نالت إستحسانها،إبتعد من جديد وتحرك إلي جهاز مُشغل الموسيقي وضغط زِر التشغيل ليُخرج صوتاً لموسيقي ناعمة تُثير المشاعر وتُنقلها في عالم من الرُقي


شعرت بالإسترخاء لمجرد الإستماع لها فعاد إليها ذاك العاشق من جديد وأمسك كفها ليحسها علي التحرك إلي الطاولة ثم سحب لها المقعد واستدعاها للجلوس وتحدث قائلاً: 

-إتفضلي يا حبيبي 


ميرسي...نطقتها بإبتسامة ساحرة،تحرك هو الاخر وجلس قُبالتها،أمسك قنينة المشروب وبدأ بصب محتواها داخل الكؤوس ثم رفع لها الكأس وتحدث وهو يناولها إياه: 

-حبيبي


تناولتهُ من يده مع إبتسامة ساحرة ظهرت فوق ثغرها وتحدثت بإنبهار: 

-ده إيه الجو الرومانتك ده كله،ورد وشموع حمرا وفستان جديد ونوع عصير التُفاح اللي بحبه


والملفيه...نطقها بدُعابة منه،فتحدثت تأكيداً علي حديثهُ: 

-والملفيه


أمسك الشوكة والسكين وحمل قطعة من حلواها المفضلة وقام بوضعها داخل صَحنها ثم وضع قطعة لحاله وقطع جزءاً منها ومد يدهُ بالشوكة بإتجاه فمها وتحدث وهو يُطعمها إياها بعدما فتحت فمها تلتقطها بجاذبية أثارتهْ: 

-فاكرة أول مرة أكلتي معايا الملفيه؟



إبتسمت وباتت تمضغ حلواها بإستمتاع وبعد إبتلاعها إياها أجابتهْ بعيناي هائمة بعشق متيمها:

-طبعاً فاكرة يا ياسين


واسترسلت شارحة بإبتسامة حنون:

-لما كنت رايحة مع طارق الشهر العقاري وإنتَ جيت أخدتني


إقتطعت قطعة صغيرة جداً وتناولتها بفمها لتلمس الشوكة بشفتاها،وبعدها إقتطعت أخري ومدت يدها إلي فمه وتحدثت بحنين لروعة ذكرياتها معهْ: 

-وساعتها طلبت مني تدوقها،وأنا مديت إيدي أناولك قطعة بالشوكة


واسترسل بدلاً عنها وهو يلمس يدها ويُقرب الشوكة من فمه ويلتقط ما بها بإستمتاع بين شفتاه تمثيلاً لما حدث بالماضي: 

-وأنا مسكت إيدك بنفس الطريقة وأخدت الشوكة بين شفايفي

أغمض عيناه واسترسل متذكراً: 

-وغمضت عيوني وأنا بتخيلها شفايفك اللي عيشت عمري كله أحلم إني ألمسها 


كانت تستمع إليه وعيناها تتراقصُ من شدة سعادتها بسردهِ لذكرياتهما سوياً وإعترافهُ بعشقهِ الذي دام داخلهُ لسنواتٍ في الخفاء


أمسكت كأس المشروب وارتشفت منه تحت نظراته الحنون التي تشملها وهي تتناول حلواها المفضلة بتلذُذ ظهر بعيناها،بعدما أنتهت من تناولها لقطعة الحلوي سألها بإهتمام: 

-أحط لك قطعة تانية يا قلبي؟ 


لا يا حبيبي ميرسي...نطقتها بنبرة رقيقة،وقف وعدل من ثيابهُ ثم تحرك إليها بجاذبية ومد يدهُ قائلاً برُقي: 

-تسمحي لي بالرقصة دي 


أومأت بسعادة،أمسك كفها وأحتضنهُ بين راحتهِ، ولف ذراعهُ الآخر حول خصرها وبدأ يخطوان بسعادة أولي خطوات رقصتهما بمهارة عالية،أسند جبهتهُ علي خاصتها وتحدث هامساً أمام بريقُ عيناها: 

-بحبك يا أحلا وأغلي حِلم حققته


أردفت بعيناى شغوفة وانبهار: 

-إنتَ رهيب يا ياسين،عندك قدرة عجيبة علي تغيير مودي وقلب مزاجي في لحظات


إبتسم وتحدث بتغزل: 

-وإنتِ جميلة قوي يا مليكة،وتستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا 


واستطرد مطالباً إياها بعيناى راجية: 

-مليكة،أنا مش عاوزك تزعلي ولا تخلي أي حاجة تعكر صفو حياتنا،وصدقيني أنا هعمل كل جهدي علشان أمنع عنك أي حاجة بتضايقك وبتوترك


أجابتهُ بإبتسامة حنون: 

-أنا بنسي أي حاجة وأنا قدام عينيك يا ياسين


واستطردت بنبرة هائمة:

-قدام عيونك بنسي نفسي مش بس الزعل


تنهد براحة ثم تحدث بنبرة رجلاً عاشقاً حتي النخاع:

-بحبك يا عيون وقلب وروح ياسين


قال كلماتهُ ثم إقترب علي شفتيها وبدأ يتذوق شهدهما تحت إستجابة كبيرة منها،ضل يزيدها من قبلاتهِ الشغوفة مع ضمتهُ القوية لها وبعدها تاها وذابا داخل عالمهما الخاص،عالم العِشق والغرام


 

❈-❈-❈



بعد مرور عشرة أيام،كانت تخرج من بوابة الجامعة تحت نظرات ذاك المنتظر إياها وعيناهُ تترقبها بتمعن شديد بعدما هاتفتهُ وأخبرتهُ بخروجها كي يستعد لتأمينها،وصلت إليه وإذ بفتاة تقتحم وقوفهُ وتتحدث بسعادة وهي تقترب منه: 

-كارم،إنتَ بتعمل إيه هنا في القاهرة؟! 


إبتهجت ملامح وجههُ وأردف مبتسماً بتودُد وهو يتخطاها ويقترب من أيسل ليرافقها بترقُب حتي صعودها للسيارة: 

-مايان،ثواني وهكون معاكِ.


إقترب منها ليؤمن دخولها إلي السيارة تحت ترقبهُ بعيناي كنظرات الصقر  لكل ما حولها، نظرت باستغراب علي تلك الفتاة الجميلة وتحركت بجانبهُ إلي أن أوصلها إلى مقر السيارة وفتح لها الباب الخلفي لتصعد وتستقر بجلوسها



نظر عليها وتحدث بنبرة جادة:

-دقيقتين وهنتحرك


ضيقت عيناها وقبل أن تُجيبهُ كان يُغلق باب السيارة علي عُجالة بعدمُ اكتراث لسماع رأيها مما إستشاط داخلها وجعلها تسبهُ بسريرتها،وباتت تراقبه بشدة من خلف زجاج السيارة


تحرك بخطواتهِ إلي أن وصل لتلك الفتاة التي وما أن رأته حتي إلتمعت عيناها بسعادة وهي تنظر إليه،صافحها بحفاوة وتحدث بإبتسامة جذابة جعلت قلب أيسل يشتعل لما! لا تدري:

-إزيك يا مايان،عاملة إيه



بعيناي متلهفة لعاشقة خفية تحدثت: 

-أنا مبسوطة قوي إني شفتك النهاردة يا كارم


إبتسم لها فاسترسلت مستفسرة: 

-ما قولتليش،إنتَ بتعمل إيه هنا في الجامعة؟ 


واستطردت بملامح وجه حادة وهي تنظر إلي تلك القابعة بالسيارة وتُشير بإتجاهها برأسها: 

-ومين اللي معاك دي؟! 


برغم زجاج السيارة الحاجب لرؤية من بداخل السيارة إلا أنهُ نظر علي مكان أيسل متعمداً لإزعاجها وأشار ناحيتها بيدهِ باستخفاف وملامح وجه توحي بعدم إرتياحهُ وتحدث:

-دي بنت واحد مسؤول وانا في مهمة تبع شُغلي لتأمينها


إستشاط داخل مايان واسترسل كارم بنبرة ودودة: 

-إزي خالتو وعمي عبدالله ومازن،والله واحشيني كلكم


يعني بتسأل قوي يا حضرة الظابط...نطقتها بدلال وهي تميل رأسها بحركة مثيرة جعلت من قلب أيسل يستشيط وبدأت بعض شِفتها السُفلي دون إدراكٍ منها حتي كادت تدميها


واسترسلت بنبرة أكثر دلالاً:

-لو كُنا واحشينك بجد وخالتك مهمة عندك كُنت جيت سألت عليها وقعدت معانا شوية


واسترسلت لاىمة: 

-ينفع أشوفك صُدفة واعرف كمان إنك بتيجي القاهرة يومياً 


عقب علي حديثها بهدوء ووجهٍ بشوش لعدم حزن إبنة خالته: 

-ما أنا قُلت لك إني في مهمة رسمية تبع شُغلي وما ينفعش أتحرك وأسيب مكاني لأي سبب يا مايان   


إحتدمت غيظاً واشتعل داخلها بناراً لم تعي مصدرها ولا سببها وما شعرت بحالها إلا وهي تفتح باب السيارة وتُلقي بنظرها علي ذاك الواقف وتتحدث إليه: 

-هو أحنا مش هنتحرك من هنا النهاردة ولا إيه يا سيادة الرائد؟ 


قالت كلماتها الحادة وقامت بغلق الباب من جديد بحِدة،إستشاط داخلهُ من طريقتها الفظة في معاملتهُ الغير لائقة أمام إبنة خالته،رمقها باستغراب ثم حول بصرهِ عنها باهمال متجاهلاً إياها وتحدث بدُعابة إلي مايان التي تعجبت من طريقتها: 

-معلش أصلها هابة منها شوية ودماغها مش مظبوطة


إتسعت عيناي مايان وفتحت فاهها بذهول مع إخراجها لشهقة وأردفت: 

-يا حرام


فاسترسل طرفتهُ مفسراً بزيف: 

-أومال إنتِ فاكرة الحراسة دي كلها علشان خاطر سواد عيونها،دي لما بتهب منها بتبهدل الدنيا ومحدش بيعرف يسيطر عليها،أطير أنا بقي قبل ما الحالة ما تتطور 


واستطرد وهو يُشير إليها أثناء تحركهُ بإتجاة باب السيارة:

-إستني مني تليفون مايان



أومأت له واستقل هو سيارتهُ وبدأ بتحريك مقود السيارة وأنطلق بها بسرعة فائقة تحت إشتعال روح تلك المستشاطة من تجاهلهُ المتعمد لها وعدم إقدامهُ علي الإعتذار منها


ترقبت ليبدأ بمحادثتها ولكن كعادتهُ أخلف ظنها  فتحدثت بحِنق أظهر كم الإستياء الذي تغلغل بداخلها: 

-ياريت اللي حصل من شوية ده ما يتكررش تاني لأني مش هعديه المرة الجاية وهقول لبابي



ضيق عيناه وهو ينظر لإنعكاس صورتها مستنكراً حديثها فاسترسلت ساخرة بوقاحة: 

-ده غير إن اللقاءات اللي زي دي يا حضرة،بيبقي لها أماكن وجو معين،مش بتتعمل علي باب الجامعات وفي وسط الشارع كدة 


قاطعها بنبرة مستاءة وهو ينظر إليها: 

-ثانية واحدة لو سمحتي


واستطرد مستنكراً: 

-هو حضرتك بتهدديني ولا خانك التعبير؟! 


تفرق معاك؟...نطقتها باستفزاز فهتف بنبرة صارمة ليضع حدوداً في التعامل بينهُما: 

-من فضلك تردي علي سؤالي بوضوح لأني شخص مليش في اللف والدوران  


إبتسمت بجانب فمها وتحدثت بمراوغة ورثتها عن أبيها: 

-خلينا نستخدم كلمة تنبية 


واسترسلت باستفزاز: 

-بيتهئ لي ألطف كتير من كلمة تهديد


ولا دي كمان هقبلها منك

وبدون مقدمات أوقف السيارة مما أحدث صوتاً هائلاً أرعبها،أشار بيده من خارج الزجاج كي يطمئن سيارة الحراسة المرافقة لهما،ثم إلتف بجسدهِ ليقابلها وتحدث بنبرة صارمة وعيناي شديدة الحِدة توحي بوصولهُ للمنتهي من فظاظة إسلوبها معهُ:

-إسمعيني كويس قوي يا دكتورة وركزي في الكلام لأن دي هتكون أخر مرة أتكلم معاكي في الموضوع ده بشكل ودي


واسترسل بعملية ونظرة حادة:

-بعدها هضطر أقدم مُذكرة لسيادة العميد تبرر قراري النهائي في إني أسيب المهمة وأنا ضميري مرتاح 


لا تعلم لما إنخلع قلبها وشعرت بالإرتعاب لمجرد نطقهُ بتلك الكلمات وبأنهُ سيترك تأمينها،نظر عليها وهو يترقب تغيرات ملامحها واسترسل بنبرة صارمة متغاضياً إرتباكها: 

-أول حاجة لازم تفهمي طبيعة العلاقة اللي بينا وإن فيه حدود ما ينفعش حضرتك تتخطيها في كلامك معايا،واول الحدود دي هو إنك تكلميني بإحترام لأني مش شغال body guardعند سيادتك زي ما قُلتي لي أول مرة 


واسترسل بعيناي غاضبة: 

-وبالنسبة لكلامك اللي أنا مش قادر أشوفه غير تهديد،فأحب أنبهك إن الخاسر الوحيد لو سيادة العميد أخد خبر بكل اللي حصل من سعادتك من أول يوم إستلمت فيه المهمة لحد النهاردة هو إنتِ مش أنا


يارب يكون كلامي واضح ومفهوم لحضرتك... جُملة حازمة هتف بها بملامح وجه صارمة


مفهوم،أي أوامر تانية...جُملة نطقتها بمنتهي الضعف والرضوخ مما جعل قلبهُ ينخلع حزناً عليها وخصوصاً بعدما رأي لمعة حزينة لقطرات دموع تكونت بزرقاويتاها الحزينة،تحمحم ليُنظف صوتهُ بعدما تأثر بحالتها وتحدث:

-أنا كدة كلامي خلص


قالها ثم عاد معتدلاً بجسدهِ ونظر للأمام،أخذ نفساً عميقاً يهدي به ما أصابهُ من حالة عند رؤيتهِ لدموعها التي تكونت،أمسك المقود وبدأ بالقيادة من جديد في طربقهُ للصحراوي المؤدي إلي الإسكندرية بصمتٍ تام من كلاهما

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة