-->

رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 10

 

قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عشق الرعد الجزء الثاني

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل العاشر



جلس يوسف مع رعد في مكتبه يسند رأسه على طرف المكتب ولا يثرثر كما اعتاد رعد منه، ناد رعد عليه فرفع رأسه وظهرت عيناه شديدة الاحمرار كذلك ابتسم إبتسامة طفيفة لم تصل لعينه 


رعد بهدوء : يعني أنت زعلان عشان فسخت الخطوبة ولا عشان تعبانة 


يوسف بتنهيد : زعلان على حظي المايل، شيخ رعد طريقة حلال أموت بيها 


تحدث رعد بمرح طفيف : امسك في سلوك كهربا زينة رمضان


ضحك يوسف بخفة سرعان ما أعاد رأسه على حافة المكتب، وقف رعد وربط على كتفه قائلاً : فاكر في المستشفى لما قولتلك أبشر 


رفع يوسف وجهه قائلاً : ايوة وقولتلي هانت بإذن الله وفعلاً بعدها اتطلقت 


رعد بإبتسامة مطمئنة : أنت غلبان يا يوسف وصدقني الدنيا هتيجي في صفك، بس اصبر 


يوسف بهدوء : حاضر 


خرج يوسف مع رعد الذي وجد زوجته تتحدث مع سيلا بحماس معتاد، تذكر تلك الليلة التي لم يتمكن البيات بدونها، فهو في الساعة العاشرة مساءًا قام بتوديع الأطفال وجعلهم يناموا ثم اتجه لجناحه، قام بأداء بضع ركعات ككل ليلة ثم اتجه لفراشه لعله ينام باكرًا لكنه لم يتمكن


ظل يتقلب في فراشه على غير المعتاد وينظر على مكانها بحزن، اعتدل جالسًا واردف : مش هعرف أنام كده أنا 


ثم اتجه بدل ملابسه واخذ مفاتيحه واتجه مباشر للمنصورة، في تمام الساعة الواحدة كان يدخل مدينة المنصورة بسيارته، بضع دقائق ووصل أمام العمارة ثم رن عليها فأتاه صوتها الهادىء : كنت عايزة ارن عليك، مش جايلي نوم من غيرك بس قولت إنك نمت 


اطلق رعد تنهيدة بسيطة وهو يقول : معرفتش أبات من غيرك


اتجهت عشق تغلق الستارة، سرعان ما شهقت قائلة : رعد


رفع عيناه قائلاً بإبتسامة : قولي لحد يفتح البوابة، متنزليش


لمعت الدموع في عيناها وهي تفكر، رنت على عمها الذي أجاب قائلاً : في حاجة يا بنتي 


عشق بتوتر : لا بس رعد تحت أنا مش عارفة انزل ومعيش رقم البواب، أنت نايم صح؟ أنا متوترة اوي 


تعالت ضحكات جمال قائلاً : طيب أهدي أحنا كلنا في شقة جدك، هننزل نستقبله 


تحدث جلال باستغراب : في ايه؟ 


جمال بإبتسامة : رعد تحت 


وقف جلال كذلك إبراهيم واتجهوا لأسفل لاستقباله، كذلك وقفت زينة ونظرت لأمنية التي ظنت قدوم عشق غضب كابنتها لكنه أتى وهذا يعني أنه لا مشكلة، فتح جمال البوابة وحافظ رعد على ثباته وهو يُسلم عليهم 


أشار برأسه للنساء دون النظر لهم، تحدث جلال بترحاب : اتفضل يا ابني اطلع، زمان عشق نازله 


" رعد " 

هذا ما قالته عشق قبل أن تنطلق جريًا بإبتسامة بشوشة، ومن كثرة انفعالها احتضنته .. شعر بالاحراج وهو يربط على ظهرها ثم همس لها : ابعدي مش وقته


انفجرت ضاحكة ثم ابتعدت قائلة : فين الولاد؟ 


مرر يده على ذقنه بخفة فشعرت أنه وقع في مأزق من سؤالها، عادت تضحك وهي تصعد معه، تعلقت بيده وهي تقص له ما فعلت وهم يسألوه عن حاله، حسنًا أضاع الوقت وأتى في وقت لا يصح لكن كل شيء يهون في ظل رؤيتها 


تحدث بإبتسامة : اتضايقت لما شافوك 


حاوطها بيد والآخرى تداعب وجنتيها قائلاً : لا .. كنت ناوي اطلع اشوفك وامشي على طول عشان مسببش احراج بس النصيب أقعد معاكي كم ساعة 


عشق بضحك : واللهِ يعني جيت المشوار دا كله عشان تشوفني، على فكرة ليا صور 


طبع قبلة رقيقة على أنفها قائلاً : ربنا يديم الأصل


فكرت قليلاً ثم قالت : تعرف كانوا فاكرين إني جايه عشان متشاكلين، وانك منعت مني باقي الولاد 


همهم وهو يستمع لها ويضمها، عادت تضحك فهو أتى فقط لهدف وهو الشعور بوجودها، جعلها تتحدث وظل يستمع ويضمها له حتى أشرقت الشمس، تحدثت بإبتسامة : خليك نروح نشوف بابا وبعدين هروح معاك، مش هقعد


رعد بهدوء : أنا مش جاي اضغط عليكي، اللي يريحك اعمليه


ومن قال أن قلة التحكم تدل على قلة الغيرة، فإذا رأى رعد راحتها في أمر قام بعمله دون تردد، هو يريد الراحة له ولمشاعرها ولتلبية ما تريد هي ثم يلتفت برأسه ويرى ما يريد هو 


وقف أمام قبر أحمد يشكره : أنا حابب اشكرك على نعمة اديتها ليا، ادتني حاجة غالية اوي بطريقة بسيطة خالص، فاكر قبل فرحنا لما اتكلمنا وكنت ناوي اسيبها، أنا الوقتي جاي وبقولك أنا مقدرش أعيش لحظة هي مش جنبي فيها


نظر باتجاهها وجدها تأتي وتحمل دلو ماء كذلك ابنائه، ابتسم وهو يتجه ويأخذه منها ثم انحنى يسقي الزرع قائلاً : بتتعبي نفسك ليه؟ ما الحارس هيعملها او ناديلي


أشارت على الطفلين قائلة : بساعد ولادك 


نظر باتجاه فهد الذي ينحني أمام قبر جدته، كذلك صقر الذي يتحدث بصوت هامس، تحدث باستغراب : بتقول ايه يا صقر؟ 


نظر باتجاه عشق بنظرة ساخرة ثم قال : بشكرها يا بابا على نعمة ماما الذكية اوي دي 


عشق بفخر : الشكر لله كله من صنع الله وحده، الحمد لله ذكائي بيوصل للأموت 


ضرب رعد مؤخرة عنقها بخفة ثم ضحك، عاد رعد من ذكراه على صوت عشق التي تقول : يا بت اتعلمي بقى وبطلي ذكاء خارق 


يوسف : مين بيتكلم؟ صحيح ايه اللي حصل مع جايدا؟ 


عبست ملامح عشق وظهر على ملامحها الاشمئزاز وهي تقول : متفكرنيش، دي راحة تطلق من زياد وچمان من ياسين وحاجة قرف، شوفت العشق المفقوع 


رد رعد بهدوء ومغزى : هي الوقتي في مرحلة توتر ولغبطة كبيرة، محتاجة تاخد مُهلة تهدى وهترجع لزياد


سيلا : هو هيقبلها أصلاً؟ سهلة على الست بس الراجل بيحسها هتيجي على كرامته، كأن أحنا معندناش كرامة


اتجه يوسف يجلس وجمع الأطفال حوله يلعب معهم في حين كان زياد يُطعم ابنه في شقته التي خلت عليه بعد ذهاب جايدا، دق جرس الباب وقف واتجه يفتح وجد جايدا 


زياد بهدوء : نعم! 


جايدا : هتكلم وأنا واقفة على الباب 


أجاب زياد قبل ان ينظر خلفه : حسب، ابني جوه وطالما بعدتي عنه مش عايزة يشوفك ويزعل 


هزت رأسه قائلة ببرود : أوكى، جيت عشان نتفق هنتطلق يوم ايه؟ خلي الموضوع عاجل وهمضي بتنازل عن ابنك 


زياد بسخرية : ابني! اة منا جبته بتلقيح ذاتي أصلي وردة، على العموم موافق 


هزت رأسها ثم اتجهت مبتعدة، تحدث بسخرية أكثر : صحيح قوليلي ادتيله اللي هو عايزة ولا لسه؟ نصيحة مني بلاش قبل الجواز احسن يروح الإنبهار ويطفش 


اشتعلت أعين جايدا وهي تتجه له، كادت تضربه مسك يدها وقام بلويها خلف ظهرها، تحدث بحدة : أوعي تفكري حتى، زعلك اوي الكلام ولما اترميتي في حضنه كان ايه النظام 


جايدا بانفعال : بحبه وهو أحق فيا منك، هو أول وآخر حب ولولا ما ضحكت عليا وغدرت بيا كان زمانه لقاني وكان زمان ابنه مني 


زاد من لوي ذراعها فصرخت، خرج وأغلق الباب قائلاً : مسمعش صوتك، قدامك شهر يا جايدا فات منه عشر أيام، بعد عشرين يوم لو متعدلش حالك هطلقك وصدقيني يوم ما اخرجك من حياتي مش هتدخلي ولو عرفت إنه حضنك بس يبقى كل حاجة أنتهت، بكفاية 


تحركت بعشوائية قائلة : مفكرني مقطعة نفسي عليك، دا أنا هروح مخصوص وهخليه يعمل اللي عايزه عشان منرجعش


ترك يدها في لحظة وفتح الباب، دخل واغلقه في وجهها فشهقت بتوتر سرعان ما اتجهت لأسفل، عادت لمنزل أهلها لتجد ياسين يقف ينتظرها على بُعد، وقفت أمامه قائلة : بتعمل هنا ايه؟ 


رد ياسين عليها باستغراب وهو يقترب : جيت اشوفك 


دفعته بخفة قائلة : مينفعش يا ياسين لو سمحت متقربش


حرك رأسه باستغراب متسائلا : ليه يا جايدا؟ أنتِ كنتِ فين أصلا؟ 


تنهدت جايدا ثم قالت : هنتكلم بعدين 


تركته وغادرت عائدة لمنزل أهلها، هي وجمان يجلسا في نفس المكان وواحدة تسعى لخراب منزل الآخرى لا ما بيد الأهل حيلة، اتجهت جايدا للحمام تفرغ ما بجوفها وعادت تجلس بتعب، تحدثت ثناء بقلق : أنتِ كويسة يا بنتي؟ 


فرت الدموع من أعين جايدا وهي تقول : مش عارفة، بطني وجعاني اوي، شكلي خدت برد 


 ثناء وهي تربط على شعرها : هقوم اجيب ليكي علاج 


هزت رأسها مؤكده واعادت رأسها للخلف، اغمضت عيناها وتذكرت يوم معرفة زياد بحملها في زاد، وقفت أمامه قائلة وهي تمسك يده : عندك ليك خبر هو حلو بالنسبة ليا بس ليك مش عارفة


زياد وهو يحاوط خصرها : متلفيش وتدوري يا جايدا 


ابتسمت قائلة : تمام، أنا حامل 


اخذ نفس عميق ثم حملها يدور بها وهو يضحك، ابتسمت والدموع فرت من عيناها المغلقة، فتحت عيناها بتعب ثم نظرت حولها باستغراب من بكائها ... 


❈-❈-❈


في قصر المهدي 

وقفت چيلان تمسك يدي ابنها وتدور به وهي تغني بجنون معتاد، لا تعبء لما يحدث بين اخواتها الفتيات ولا تهتم لحديث يارا الشامتة بهن، حركت رأسها بمرح قائلة : يا لولو يا لولو 


ضحك أحمد وهو يقلدها سرعان ما اندفع لحضنها يضمها بإبتسامة واسعة، اخذت نفس عميق ثم ربطت على ظهره قائلة : والله لولا وجودك كان الواحد طفش 


تحدث مالك بهدوء : تطفشي تروحي فين يا چيلان 


نظرت باتجاهه ثم تجاهلت، تحدث مع ابنه بهدوء : أحمد روح اوضتك عايز اكلم ماما 


أحمد : حاضر يا بابا 


ذهب الصغير في حين نظر مالك باتجاه چيلان وتحدث معها باستغراب : بتقولي ليه كده؟ أنا زعلتك في حاجة 


أدارت وجهها عنه قائلة في هدوء : بلاش نفتح في المواضيع دي عشان منتشاكلش 


سحب يدها حتى تنظر له ثم قال : لا يا چيلان لازم اسمع منك يا حبيبتي عشان اصلح كل حاجة قبل ما توصل للأسوأ 


دفعته بخفة قائلة : ابعد يا مالك لو سمحت، مفيش حاجة هتتصلح خلاص 


رفع ذقنها قائلاً : لا يا حبيبتي فيه، قولي بس مالك؟ 


انفجرت باكية وهي تقول : مخنوقة! منك ومن البيت ده ومن العيشة دي، ونفسي اتطلق ارتاحت، بقيت انام واقوم وانا ندمانه وحاسه اني بضيع في عمري وخلاص، أهلي اللي طول عمري بعهد نفسي اني ابقى بارة بيهم لآخر لحظة اتهانوا بسبب الناس اللي متجوزة عندهم ولو اتطلقت هبقى هم عليهم، يا ريت كان ربنا خدني قبل ما اوافق ادخل العيلة دي ولا اتسمى فيها، انا طول عمري كان نفسي اتجوز واحد شبهي من توبي، يحترمني واحترمه، يقدر عيلتي ويشيلهم فوق راسه مش يجي رعد اللي المفروض جوز بنت خالتنا وزياد اللي لسه يدوبك اول امبارح عارف انهم نسايبه يعملوا ده وانا واختي اللي ربونا وتعبوا علينا جبنا بجوازتنا ليهم الإهانة والهم 


دفعته عنها قائلة : ابعد يا مالك ويا ريت بعد دا كله هتحس بس لا هتاخد الكلام على كرامتك وتتقمص وانا اعيش لابني وندمي 


مسك يدها وقربها له يُقبل رأسها نزولاً بخدها الأيمن ثم همس لها باعتذاره : أنا أسف، أسف اني اتجوزتك ومكنتش قد الجوازة دي، أسف اني كنت سايبك نايمة شايلة وزعلانة ومتكلمتش، أسف على كل حاجة وصدقيني هتغير 


چيلان بشهقات متتالية : معدتش فارقة، أنت حر..


❈-❈-❈


في الليل 

حتى أتى اليوم الحاسم بالنسبة للارا، وقفت واتجهت لغرفة ابنتها ايقظتها سريعًا، فتحت الفتاة عيناها ثم قالت بنوم : في ايه يا ماما؟ 


تحدثت لارا بصوت منخفض : تقومي تمشي معايا بعيد، مش هقعد هنا اكتر 


ردت ليلة عليها بتأكيد : حاضر يا ماما 


وقفت ليلة واتجهت مع لارا التي نجحت هذه المرة في البُعد، مؤكدة لذاتها انها لن تعود مرة آخرى لشخص لا يستحق، لن تفني عمرها بجانب قلب قسى ونفي قسوته .. 


❈-❈-❈


عادت الأيام تتوالى على الجميع حتى آتى يوم دُق فيه جرس منزل زياد الذي اتجه وفتح، وجد ياسين يقف مُقابل الباب وإبتسامة خبيثة ترتسم على ثغره، تحدث بتفاجىء مصطنع : أنت لسه هنا! 


رد زياد عليه بحدة : أنت عايز ايه؟ 


اتجه ياسين للداخل في حركة مستفزة لزياد : جيت احكيلك قد ايه ليلة امبارح كانت جميلة بالنسبة ليا، مكنتش قادر استنى لحد ما تطلق ومكنتش اعرف انها بتحبني لدرجة تستلم ليا كده ... كانت اجمل ليلة عيشتها وبجد مش ندمان 


زياد بعدم استيعاب : تقصد ايه؟ 


لمع الخبث في اعين ياسين وهو يقول : اللي فهمته يا زياد، جايدا حبيبتي بقت حبيبتي قولاً وفعلاً 


واطلق ضحكة عاليه جعلت النيران تشتعل في قلب زياد وهو يتذكر أيضًا تهديدها، انهل بالضرب على ياسين ومن غضبه لما يتمكن ياسين من مقاومته، ذهب ياسين وترك خلفه حطام رجل والدموع تنساب من عيناه، لا يصدق قسوة هذه الأيام عليه. 


❈-❈-❈


ظهر التعب على ملامح سيلا التي تنساب دموعها بتعب، جلس يوسف بجانبها يحضنها ويهون عليها، رفعت وجهها له ثم حركت راسها بخفة فقال : معلش يا حبيبتي اهدي وبطلي عياط وهتبقي كويسة 


عادت تسند على كتفه ثم نظرت باتجاه عشق التي تقول : دلع نسوان بصحيح 


ضحك يوسف بخفة ثم قال : امشي يا بت 


جلست عشق على طرف السرير قائلة : اسكتي والله ما حد تعبان غيري، انا بفكر أصلاً اقول لرعد ابطل شغل 


يوسف بمرح : هو اللي مشغلك ولا ايه؟ اخس على الشيخ رعد اللي قال هيخلي بنتنا ملكة وبيشغلها 


ضحكت عشق بخفة ثم قالت : هو مش بيشغلني عشان عايزني اشتغل، هو عايزني اخرج وارجع اندمج واتفاعل مع الناس، ارجع لأيام شقاوتي بس بحدود يعني وبعدين هو شايف طول منا في البيت بنسى نفسي وسط الولاد وهو عايزني افوق لنفسي كدة 


تحدثت سيلا بمرح : عايزك أنانية يعني 


أكدت برأسها قائلة بضحك : حاجة ذي كدة، هو جايبلي كذا دادة عشان الولاد ومنظم حياتنا ومديني وقت كتير لنفسي وليه ولولادنا بس انا بقى مش بحب اريح نفسي 


سيلا بإبتسامة : بس انا حساكي احلويتي فجأة، وزيدتي على فكرة 


وقفت عشق مشيرة لبطنها : وطلع ليا كرش كمان شوفي كدة 


يوسف بمرح : حامل بإذن الله 


أشارت عشق بأصابعها قائلة : الله اكبر يا أخي .. استنى حامل! حامل يا نهار أبيض 


شهقت بعدم استيعاب ثم بدأت تعد على أناملها وصرخت بجنون : اربع شهور تأخير، حسبي الله ونعم الوكيل قوم قوم انزل هاتلي اختبار بسرعة 


وبدأت تهز يوسف الذي انفجر ضاحكًا، سيلا أيضًا جلست تضحك وتشير بشماتة : لو واحد بقى السادس ولو اتنين بقى السابع ولو تلاتة ... 


عشق وهي تجلس بتعب : اتكتمي مش عايزة اسمع صوتك، كله من الشغل هو السبب، هو اللي خلاني مش فايقة لنفسي .. أنتِ في الكام الوقتي؟ 


سيلا بضحك : الخامس عادي يا حبيبتي ممكن نولد سوا، أنتِ كدة كدة بتولدي بدري 


عشق بجنون : سيلا متهزريش وتخليني اطلع اللي فيا فيكي هي مش ناقصة 


نست سيلا تعبها في ظل ضحكها على عشق التي انسابت دموعها بخوف، يا سادة أجل البنون من زينة الحياة الدنيا لكن كل شيء بحدود، شعرت بانسحاب الطاقة من جسدها وهي تجري الاختبار ثم خرجت لهم تبكي بانهيار 


ضحك يوسف وهو يحضنها قائلاً : خلاص يا بطلة، يا فرحة الشيخ رعد بيكي 


تعالت شهقاتها الباكية وبدأت تشعر بانسحاب طاقتها، بدأت سيلا تربط على كتفها قائلة : يا عشق والله خير، احمدي ربنا دا نعمة وغيرك مش لاقيها 


يوسف بضحك : آدم وأسد وفهد ورعد وصقر ويعقوب والوقتي الله اعلم واحد ولا تلاتة 


انهلت بالضربات عليه وسيلا ضحكت من قلبها، تنهدت عشق قائلة : محدش يقول لرعد، انا هروح اكشف واشوف لو ينفع هنزله، وكده مش حرام عشان مظلمش اخواته


يوسف بسخرية : أنتِ هتألفي دين غير الدين، اومال لو مكنش ربنا مديكم فلوس لو ولعتوا فيها مش هتخلصوا لسبعين سنة قدام 


عشق بزفير : هي مش ناقصاك، انا قولت اهو محدش يقول لرعد اما اشوف


سيلا بهدوء : براحتك 


عشق بتنهيد : انا ماشية 


وفعلاً اتجهت عائدة الى منزلها في حين نظر يوسف باتجاه سيلا التي قالت : مش هتنزله، عشق في التالت او الرابع والوقتي تشوف 


يوسف بضحك : ومش حاسه، دي معجزة بالله 


سيلا بنفي : لا عادي احنا احيانًا مبنبقاش حاسين بحاجة ذي كدة عشان مش بنمر بأعراضها 


كاد يجيب لكنه استمع لهاتفها، احضره لها وحين نظر لاسم المتصل وجده " كرم " نظر لها فالتقطت الهاتف منه ثم اتجهت في زاوية تتحدث معه .. انتهت والتفتت لم تجد يوسف الذي جمع بقايا خيبته وخرج ... 


❈-❈-❈


في حين جلست جايدا بجانب اختها جمان، التي كادت تقف وتذهب لكن جايدا مسكت يدها تمنعها، انسابت دموع جايدا فاردفت جمان بقسوة : بتعيطي؟ اللهي ربنا يحرق قلبك كمان وكمان ذي ما حرقتي حياتي 


تحدثت جايدا بهدوء : ربنا يسامحك .. اسمعيني بقى 


جمان بحدة ونفور : مش عايزة اسمع منك حاجة، بكفاية اوي اللي عملتيه فيا 


جايدا بتعب : انا معملتش فيكي حاجة، انا اتفاجأت ودا خلاني اعمل رد فعل عفوي نابع عن جايدا قبل كذا سنة، كنت محتاجة ابعد وافكر بعقل 


جمان بتساؤل : وفكرتي؟ 


جايدا بتأكيد : ايوة فكرت، ياسين كان في فترة مراهقة حبيته بقلبي بس إنما زياد جيه في فترة نضج، حبيته بعقلي قبل قلبي، أنا مقدرش اتصور نفسي مع حد غيره او في حضن حد غيره، انا هرجع لجوزي بس عايزاكي تعرفي انك غلطتي اوي يا جمان، غلطي لما سمحتي تكملي مع واحدة متأكدة انه عايش في الماضي، الرجالة بالذات ميجيش معاهم السلام لأنهم لما بيلاقوا حاجة سهلة بيسيبوها إنما لو بقت صعبة بيحفوا وراها 


بدأت جمان تفكر في حديث اختها في حين دق جرس الباب، اتجهت جايدا فتحته فاردف الرجل : المدام جايدا موجودة 


جايدا بتأكيد : ايوة دي أنا 


الرجل وهو يمد يده بظرف : اتفضلي وامضيلي هنا 


مضت ثم فتحت ولم يكن في بالها ما هو موجود، ما إن رأت الورقة حتى انهارت في البكاء، وقعت أرضًا وهي تبكي بقهر .. لقد قام زياد بتطليقها، خرجت جمان قائلة : في ايه؟ 


جايدا ببكاء : زياد .. طلقني 


لمعت اعين جمان بالشماتة وهي تقول بقسوة : فعلاً ذنب ناس بيخلصه ناس 


رفعت جايدا عيناها بزهول ثم جفت دموعها وهي تتجه تدفع جمان بيديها : يا شماتة يا ام قلب اسود، مش كفاية اللي بيحصلك ده، اترميتي ذي الكلبة ومستعد يبيعك بعيالك عشاني، دا ذنب مين بقى؟ ذنب عشق اللي دايمًا بتعكري عليها حياتها ولا ذنب قلة كرامتك ولا حياة الناس اللي مستكتراها عليها، هرجع جوزي ليا بس أنتِ ايه وضعك؟ زياد بيحبني أنتِ ايه اخرك .. كله برضو من سواد قلبك هتفضلي طول عمرك ورا 


اتجهت جايدا لغرفتها في حين نظرت جمان خلفها، انهارت جايدا كليًا وهي تحاول الرن على زياد، ثم خرجت تتجه لمنزله لكنه لم تجده ... 



جلست عشق بين أولادها تلعب معهم في حين يتابعها رعد كعادته، كأنه مراهق يتربص خطوات معشوقته في مرحلة مبكرة من عمرهم، يعلم ان بها شيء لكنها تنكر هذا 


اعتدل واقفًا ثم ناد على عشق قائلاً : عشق، تعالي هنا


وقفت واتجهت له قائلة : في ايه؟ 


مسك يدها ثم سحبها لحضنه فاردفت بانزعاج : الولاد يا رعد 


تحدث وهو يُقبل جبهتها : ملكيش دعوة بالولاد، قوليلي مالك؟ 


نفت برأسها ثم اعتدلت واقفة واتجهت لأعلى، وقف وذهب خلفها وجدها تبدل ملابسها لآخرى عبارة عن قميص يصل للركبة ذو حمالات رفيعة اسود اللون، دايمًا ما تبهره عشق بأي شيء ترتديه، لوهلة تذكر منذ سنوات حين كان لا يتحكم احد في ملابسه ومنذ زواجه منها هي المتحكمة الأولى والتي يتردي ما تريد دون تفكير 


عشق تتميز بذوقها الرفيع فيما يخص ملابسها وملابس أولادها، كذلك ديكورها لمنزلها وكل شيء، الغيرة منها واردة فهي جميلة قلبًا وقالبًا، وإن رأها العالم أجمع بأعين رعد لسعى خلف نظرة واحدة منها 


احتضنها من ظهرها ثم همس لها :


" أنتِ كويسة؟ حد زعلك او قالك حاجة تخصني " 


" لا بس تعبانة شوية ومحتاجة ارتاح " 


ابتعد عنها قليلاً ثم اشار لها بالخروج من غرفة الملابس، اطلقت تنهيدة بسيطة ثم خرجت تتمدد على سريرها، غفت عشق لساعات دون شعور منها 


وجدت نفسها ترتدي فستان ابيض بسيط وعليه نقاب ابيض وتقف على حافة تريد الصعود لأعلى، خلفها صراط طويل يحيطه النار من كلتا الجهتين وأمامها ابواب بيضاء حولها زرع وجانبها مياة صافية، العصافير ترفرف فوقها ورائحة الزرع تفوح كذلك الورود 


بدأت تسعى للصعود لأعلى لكن شيء يجذبها للوقوع لأسفل، تحدثت بخوف : يا رب اجعلني من أهل الجنة وعني 


رغم ان جسدها هزيل إلا انها تشعر بعجز سيدة غلب وزنها المئة وخمسين كيلو، رغم ان يديها تظهر كأنها في ربيع عمرها إلا انها تشعر انه شابت وشابت 


كادت تفقد الأمل في الصعود لولا يد مُدت لها وقال صاحبها : هاتي ايدك يا أمي، اعطيني ايدك 


نظرت باتجاهه مهلاً إنه نسخة مصغرة من رعد زوجها وحبيبها، مدت يدها له ثم صعدت معه لأعلى ببطء لكنه عانها، حاوط كتفها بيد والآخرى تمسك يدها ثم اخذها لباب من ابواب الجنة، سألته باستغراب : أنت مين؟ 


رد عليها بإبتسامة جميلة : أنا ريان 


نظرت له ثم حركت رأسها باستفهام : ريان مين؟ 


طبع قُبلة على يدها ثم جبينها وقال : اوام نسيتي ابنك الصغير، أنا ريان ابنك يا أمي وجيت عشان اخد ايدك للجنة، يلا ندخل 


عشق باستغراب : ندخل فين؟ 


ظهر إبتسامة بسيطة على ثغره وهو يقول : تعالي معايا بس وأنتِ تعرفي 


ظهر الحماس على ملامحها واختفى شعورها بالشيب لتقول : يلا 


رد عليها قائلاً : استني .. اوعى تفرطي فيا دا انا اللي هاخد بايدك للجنة 


شهقت عشق شهقة قوية وهي تستيقظ من النوم، بدأت تتنفس بسرعة وهي تضحك وتبكي في أن واحد، استيقظ رعد من النوم يسألها : مالك؟ في ايه اهدي كده واستغفري 


عشق بلهفة وهي تضع يدها على بطنها : الحمد لله، الحمد لله يا رب 


عقد رعد حاجبيه ثم سألها باستغراب : مالك في ايه؟


هزت رأسها مؤكدة ثم قالت له : هقولك بس عشان خاطري متزعلش 


رد بهدوء معتاد : قولي 


اطلق تنهيدة قوية ثم قالت : أنا حامل


هز رأسه بمعنى " كملي " لأنه يعلم بوجود كارثة بكل المقاييس بالتأكيد فأكملت : كنت عايزة اكشف ولو ينفع انزله كنت هنزله 


قرب رأسها ثم قبل جبينها قائلاً : الف مبروك يا حبيبتي 


عشق باستغراب : أنت مش زعلان اني كنت هنزله 


رد رعد عليها بإبتسامة : أنتِ قولتي عشان خاطري، وخاطرك كبير اوي عندي 


اندفعت تحضنه بقوة فربط على ظهرها قائلاً : قومي يلا نتوضى، الفجر قرب يأذن 


عشق بإبتسامة : حاضر 


اشرقت شمس اليوم ورعد ما زال يقرأ في المصحف الشريف، كان وحيد اهله ولم يرزقه الله بأخ لكن رزقه ببنون، عهد رعد نفسه أن يجعلهم صالحين وينشرهم في الأرض، سوف يسعى لمنعهم من أذى الغير، سوف يسعى حتى يكونوا مصدر أمان للكثير وملجأ للضعيف، يدعي ربه أن يقدره ليكونوا خير الأبناء ومن أفضل خلقه .. 


نزل من جناحه فاستمع لصوت بكاء شديد، وجد آدم يسير لغرفته فاوقفه قائلاً : صوت مين ده يا بابا ؟ 


آدم بإبتسامة : الأول صباح الخير يا بابا بعدين الف مبروك على النونو اللي هيكون ضهر لينا وهنبقى ضهر ليه وبعدين طنط جايدا جوه عماله بتعيط وماما بتعيط ذيها، حقيقي ماما دي مسكينة اوي 


ابتسم رعد بخفة ثم قال : عادي ادخل 


هز الطفل رأسه بتأكيد : اة عادي أصلا طنط جايدا كانت عايزاك 


مرر رعد يده في شعر ابنه ثم قال : تمام روح أنت 


اتجه رعد للداخل وجد رعد ابنه يقف أمام عشق ويقلدها وهي تبكي، نظرت عشق له ثم صرخت : غور من قدامي


رعد الصغير بانزعاج : أنتِ بتعيطي ليه؟ هي ناقصة 


وقف فهد بجانب جايدا ثم بدأ يطبطب عليها قائلاً : متزعليش يا طنط جايدا هو هيرجع صدقيني، بإذن الله مش هيغيب اكتر من عشرين سنة 


زاد بكاء جايدا فاردف صقر : يا حرام هتموت مقهورة 


تحدث رعد الكبير بإبتسامة خفية : رعد صقر فهد على فوق يلا 


ذهب الثلاثة اطفال في حين توقفت جايدا عن البكاء، ثم نظرت باتجاه رعد قائلة : أنا أسفة لو جيت بدري بس زياد طلقني ومشي، أنا مكنتش عارفة اروح لمين ولا اروح فين، انا مليش حد غيره .. عارفة انك ممكن تقول اني اللي ... 


قاطعها رعد قائلاً : لا انا مقولش كدة ومش حقي أصلاً، المهم إنك عارفة وجهتك الوقتي 


جايدا بحزن : أنا مليش واجهة غير زياد، ومش هقدر اقعد كدة وهو بعيد، ساعدني لو سمحت 


رد رعد بطريقة تليق به : حاضر. 


❈-❈-❈


سحب يوسف ابنه داخل احضانه يُقبل جبينه ثم يده الصغيرة، حقًا لو ضاع يعقوب منه ضاع عمر يوسف وحياته، هو السبب الوحيد لبقائه ثابت عقب ترك سيلا له، تحدث بهدوء : لو ينفع اديك قلبي وبعدين تعيش أنت واموت أنا مكانك يا يعقوب، برغم كل ظُلم بظلمه ليك محدش حبني قدك، ولا حد كان بيستناني غيرك


ضم ابنه بقوة وفرت دمعة منه، اربعة أشهر وسوف يدخل العمليات لأجل سيلا ثم يخرج وعليه ثقلين، الأول هو ابنه والثاني هو عودتها لزوجها 


فتحت سيلا الباب ثم دخلت قائلة بتعب : يوسف 


مسح دموعه وكاد يجلس وجدها تقتحم الغرفة، تنهد قائلاً : في حاجة؟ 


سيلا باستغراب : أنت كنت بتعيط؟ مالك؟ يعقوب كويس 


يوسف بتأكيد : ايوة كويس، يلا نطلع خليني اسيبه نايم


فتح الصغير عيناه ثم قال وهو يفتح ذراعيه : انا صحيت خلاص، صباح الخير يا بابي، صباح الخير يا سيلا 


قَبل والده كذلك سيلا التي قالت بإبتسامة : يعقوب روح لتيتا قولها تحضر الفطار هنفطر سوا 


يوسف بتنهيد : ملوش لازمة يا سيلا، أنا هاخد يعقوب واروح لعشق 


أشارت ليعقوب قائلة : اغسل وشك وسنانك الأول 


اتجه الصغير بعدما أكد برأسه، فاقتربت من يوسف تضع يد أسفل ذقنه والأخرى تمسك يده قائلة : مالك يا يوسف؟


يوسف : مفيش بس قلقان على يعقوب شوية 


سيلا بإبتسامة : متقلقش يا حبيبي هيبقى كويس واحنا جنب بعض 


يوسف باستنكار : حبيبك يا سيلا! اقولك على حاجة انا تعبت 


جلست على ركبتيها ثم احتضنته قائلة : انا جنبك 


ضمها له بقوة وهي لم تحدد مشاعرها في هذه اللحظة، فهي فقط وجدت يوسف مذبذب حزين، اصبحت له المأوى وكفى ..


❈-❈-❈


بعدما اتجهت جايدا لمنزل أهلها، ذهب رعد مع عشق إلى الطبيبة يطمئن على وضع جنينهما، بعدما تعرضت للفحص تحدثت الطبيبة بإبتسامة : وضعه الصحي كويس ما شاء الله، وأنتِ في آخر الشهر التالت، في تحاليل تعمليها وفحوصات عشان اطمن عليكي أنتِ


مسك رعد يدها وابتسم، اردفت عشق : هو انا ممكن اكمل للتاسع صح؟ انا خايفة 


الطبيبة بإبتسامة : متخافيش اللي كاتبه ربنا هيكون وأكيد خير، انا عايزة اطمن عليكي أنتِ


هزت رأسها ثم وقفت تتجه مع رعد تجري كل شيء، انتشر خبر حملها وكان هناك من سعيد له وهناك من ينتقدها وآخر يحسدها 


تحدثت جايدا لچيلان : ربنا يكملها على خير 


جمان بانفعال : دي تعبانة مش طبيعية خالص، معاها اربعة وبتربي في الخامس وجايبه السادس، دي مريضة 


چيلان بحدة : وأنتِ مالك! على الأقل جوزها شايل الدور والباقي على الخنزير اللي اتجوزتيه ومش قادر يرعى واحد


جايدا بحدة : خلاص يا جيلان عيب 


تجاهلت چيلان ثم قالت بمرح : بس حلوة حفلة الحمل اللي معمولة دي، أنتِ وهي وعشق وسيلا ولارا، فخورة بيكم على الآخر 


تنهدت جايدا قائلة : أنتِ مضربتنيش ألم ليه يا جيلان، والله بتكلم بجد 


جيلان باستفزاز : خفت على ايدي تتكسر من وشك الحديد، بعدين المفروض انك اكبر مني بقى وكدة 


جايدا بتنهيد : انا غبية اوي يا جيلان، يا رب رعد يقدر يلاقيه بقى، هو أزاي صحيح بيساعد كده، دا مقاليش حاجة 


چيلان بإبتسامة : عشان نخص عشق يا حبيبتي مش اكتر، تخيلي عشق تجيب بنت شبهها بجد، دا تبقى قمر 


جايدا بإبتسامة : أنا بحب ملامح عشق اوي 


جمان بانزعاج : بتحبوا ايه فيها؟ 


نظرت جيلان باتجاه اختها وكادت تشتم، تحدثت جايدا بإبتسامة : عندها غمازة في دقنها، ضحكتها حلوة، حواجيبها تقيلة وعيونها واسعة


جمان بسخرية : وغيره؟ ولا حاجة 


جيلان وهي تصفق بحماس : ولون شعرها حلو اوي ما شاء الله، وبعدين انا بعشق العيون البنية، والله يا بخت رعد كفاية انها سالكة وطيبة كدة 


ونظرت باتجاه اختها التي تجاهلت كليًا، تنهدت جايدا قائلة : انا زياد وحشني اوي 


جيلان : وحش لما يلهفك، ما كان معاكي ولا لازم حركة الخيانة وعرق الماضي يلعب جواكي، تستاهلي 


انسابت دموع جايدا قائلة : أنا فعلاً استاهل ... 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة