-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 30

 

قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


اقتباس

الفصل الثلاثون




كانت تقف بجوار سيارة المرأة التي عثرت على عنوانها من إحدى الجروبات وناقشتها بالأمس عن موضوع مودة وظرفها المادي الضعيف عن توكيل ما يدافع عنها، تفهمت المرأة الوضع وتطوعت للدفاع عنها، الفرصة التي تلقفتها صبا بكل ترحاب، رغم يأسها من نتيجة تذكر بعد هذه الشروط التي وضعتها المرأة على لسان عدي عزام.

كانت في هذا الوقت تتناقش معها عن بعض النقاط قبل دخول القسم:

- يا مدام انا فاهمة اني وضعها صعب،  لكن مع ذلك لجألتلك يمكن تلاقي حل، بصراحة انا احترت واحتار دليلي وصعبان عليا يضيع مستقبلها. 

جاء رد المرأة يسبقه تنهيدة بقنوط:

- والله يا صبا انا متطوعة عشان خاطرك وداخلة ادافع بضميري المهني رغم صعوبة القضية بعد حالة التلبس،  لكن احنا بنعمل اللي علينا وربنا عليه التوفيق.


- السلام عليكم.

قالها لتلتف نحوه صبا فتوسعت أعينها بجزع، لظهوره المفاجئ لها، تمتمت ترد التحية بارتباك ملحوظ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،  اهلا يا سعادة الظابط.

إنتبه أمين على حالة الإجفال التي انتابتها، مع انسحاب الدماء من وجهها بزعر يتفهمه، فقال ملطفًا بلهجة بدت عادية، وقد امتدت يده لتصافحها:

- جايبة في إيدك مدام صفاء، أكيد جاية تدافع عن قضية نسائية كعادتها.

ضحكت المرأة معقبة وهي تبادله المصافحة:

- ومالها القضايا النسائية يا باشا، دا حتى هي اللي مشغلة القسم.

ضحك أمين بملأ فمه مع المرأة ليذهب عن صبا بعض التوتر، فتابع بمزاحه:

- لا بصراحة عندك حق، دا حتى المثل بيقول ابحث عن المرأة.

قالها بمناكفة للمرأة التي ردت رافعة حاجبها بتحفز:

- اشعر ان خلف جملتك الاخيرة بعض التلميح المبطن، والغير مريح يا سعادة الباشا

تابع بضحكه للمرأة حتى لمح طيف ابتسامة على وجه صبا جعلته يتشجع ليسألهما:

- يعني الموضوع فيه واحدة ست، طب قولولي بقى يمكن اساعد.

تراقصت مقلتي صبا تتنقل بين الأثنين بتردد وقد تلجم لسانها من الحرج، رغم رغبتها القوية لتقبل مساعدته، فهي في أشد الحاجة إليها، لكن جرأة المرأة قصرت عليها الطريق:

- بصراحة هي فعلا قضية نسائية، بس دي حالة انسانية واحنا داخلين فيها بقلبنا تطوع، على أمل اننا نلاقي حل.

ظهر الإهتمام على وجهه ليتوجه بخطابه نحو الاثنتين قائلًا بجدية:

- خلاص مدام كدة، تعالوا معايا المكتب جوا عشان اعرف منكم بالتفصيل. 


❈-❈-❈

بعد قليل


وباهتمام غير عادي كان يطالع الأوراق التي في الملف، وبنفس يستمع إلى حديث مودة وتعقيب المرأة الحقوقية، مع تذكره لملاحظات الضابط الملكف بالقضية، زميله عصام، حتى تكمتل الصورة برأسه، ليردف بسؤال سبقه العديد من الأسئلة الأخرى:

- يعني انتي متأكدة انك لقتيها على الأرض، مش انتي اللي فتشتشي ولا سرقتيه؟

ردت مودة بدفاعية جعلت صوتها يخرج ببحة مختنفة:

- والله ما كنت قاصدة اسرق، دا انا كنت قابضة مبلغ حلو وعايزة اشبرق نفسي، طلعت مع ميرنا اللي دخلتني ع المول وسهلت عليا اشتري حاجات كتير بعلاقتها مع اصحاب المحلات، وانا كنت هطير من الفرحة والله لحد اما شوفت الفستان دا اللي لابساه دلوقتي في فترينة العرض، راحت مدخلاني ع الست النحس دي.......

قطعت لتستطرد ببكاء حارق:

- انا عارفة اني غلطت لما حطيته في جيبي، بس وحياة ربنا ما كنت اعرف ان قيمته غالية اوي بالشكل ده.

تحمحمت صبا التي كانت جالسة بالقرب منها أمام أمين لتقول بحرج مدافعة رغم كل شيء:

- انا آسفة في اللي هقوله، بس دي خصلة في مودة، ممكن نقول عليها زي المرض كدة، هي بتاخد الحاجات الخفيفة، ودا لظروفها المادية الصعبة والحرمان اللي عاشت فيه، أنا مش ببرر،  لكن هي عمرها ما خدت حاجة غالية، لأنها ما تقدرش.

علقت المرأة بلمحة من الفراسة:

- بس انت مش واخد بالك يا فندم، ان خاتم بالقيمة دي ويكون مرمي ع الأرض، إنها حاجة غريبة ومش مفهومة، يعني فرضنا وقع من صاحبته؟ محستش بيه؟

اهتزت رأسه بإماءة خفيفة معبرة عن اقتناعه، ليضيف عليها:

- لا دا كمان الهانم مكتشفتش السرقة غير بعد ساعات!

خيم الصمت على ثلاثتهن بتفكير جاد في جملته،  فتابع بسؤاله لصبا:

- إنتي قولتي من شوية إن الست عايزة ضمان من مودة عشان تتنازل وتخليها تخرج تدور عليه، هو انتي اتفاوضتي معاها؟

هذه جاء ردها مباشر دون تردد وقد توسمت فيه الخير:

- مش انا اللي بتفاوض، دا انا كلمت مدير الفندق بتاعنا، اصلي عرفت انه يبقى صاحب المول من كلام مودة.

قاطعتها ميرنا تتدخل في قولها:

- دي ميرنا هي اللي قالتلي، انا مكنتش اعرف إن يملكه.

- ميرنا دي هي نفس البنت اللي دخلت معاكي المحل.

قالها  بتركيز شديد، لتضيف على قوله مودة:

- ايوة، ما هي اللي قالتلي اخلي صبا تكلم عدي باشا يضغط ع الست.

- عدي مين؟

- عدي عزام.

- عدام عزام يدخل لك انتي؟

قالها بريبة وصلت في البداية كامتهان لها، فتابع يصحح قوله الغير مقصود:

- انا مش قصدي اقل منك انا بس مستغرب. 

بزفرة مشبعة بالأحباط قالت صبا توضح:

- ما احنا شغالين موظفين عنده في نفس الفندق، انا بصراحة رغم ان الطلب كان تقيل على قلبي، اضطريت افاتحه وهو حر بقى لو مش عايز يوافق، لقيته بيقولي ان الست عايزة مودة تمضي على وصل بتمن الخاتم، يا اضمنها أنا .

- نعم!

- والله زي ما بقولك كدة.

- طب وانتي إيه دخلك؟

قالها باستهجان ورأسه تدور بالأفكار المتناطحة بحيرة من هذا الأمر، وردت صبا بعدم معرفة:

- بصراحة مش عارفة ايه وجهة نظرها في انها تورطني معاها، دي صاحبتي وانا عايزة اساعدها، ايه المشكلة في كدة؟

- وانت كان رأيك ايه يا صبا؟

سألها مباشرة أمام مودة التي احتجت بعفويتها المعتادة:

- لا طبعا، مينفعش صبا تتحمل المسؤلية معايا، انا ممكن امضي على الوصل عشان اخرج، وان شاء الله هقلب البيت لحد اما الاقيه، ما هو بالعقل كدة هيكون راح فين يعني؟

- ربنا يستر وتلاقيه،  لتزيد عليكي مصيبة الوصل كمان.

عقبت بها المحامية المدافعة، فجاء رده بحزم:

- لا هي هتمضي ولا صبا هتضمنها، انا هلاقيلها صرفة .

- صرفة ايه؟

خرجت بلهفة على ألسنة الثلاثة في نفس الوقت، فرد يذهلهن بعرضه:

- انا هخرجها واروح معاها البيت على مسؤوليتي،  مع فرد أمن معايا كمان يدور معاها، عشان نشوف الخاتم ده اللي قالب الدنيا يا ست مودة.

ابتسامة سعيدة ارتسمت على وجوه الثلاثة، وقد استطاع بحنكته رفع الهم الذي أثقل ظهورهن، وهللت ببهجة الشعور بقرب الفرج:

- ربنا يخليك يا سعادة الباشا، اللهي يارب ما يوقعك في ضيقة ابدًا، ويرزقك بكل اللي بتتمناه.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة