رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 33
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
اقتباس
الفصل الثالث والثلاثون
- حمد الله ع السلامة يا أبو ليلة.
قالتها زبيدة بلهفة اصابت صدرها بنهاج خفيف، وهي تستقبله من مدخل المنزل كطفلة صغيرة، لا تعرف المكر في إخفاء مشاعرها، ليتلقفها هو بقبلة على أعلى رأسها، بعد أن ضمتها ذراعه القوية، بابتسامة مشرقة لرؤيا مهجة قلبه، مرددًا:
- يسلمك ويحفظك ليا يا غالية.
تدخلت صبا بسماجة تقصدها، وقد حضرت المشهد من أوله:
- طب افتكروا طيب ان انتوا جاعدين في الصالة، ومعاكم اَنسة كعذراء الربيع واجفة تتفرج، ومستنية دورها.
ضحكت لها زبيدة بخجل تنحي بوجهها للناحية الأخرى، لتجعل زوجها يتقدم بغيظ نحو ابنته:
- كسفتيها يا بت الفرطوس، وانتي يعني محتاجة عزومة عشان تستجبليني.
- لا ما انا لازم اخد فرصتي كاملة ومحدش يشاركني فيك.
قالتها صبا وهي تلقي بنفسها عليه وتلف ذراعيها حول عنقه، تتلعق به كالعلقة متابعة:
- وحشتني يا ابو ليلة يا حبيبي.
حاول فك ذراعيها عنه مرددًا بحنق يدعيه:
- يا بوي ع التناحة، خفي يدك عني يا بت هتخنجيني.
ضحكت بدلال لتقبله فوق وجنته باستمرار في غيظه:
- انا أكتر واحدة بحبك يا بوي، مش أي حد تاني.
- وه .
تفوه بها أبو ليلة وعينيه انتقلت نحو زوجته التي كانت تخفي بيدها ابتسامتها وقد وصلها ما ترمي إليه ابنتها، ليشاركها الضحك غامزُا:
- البت دي مش معدلة، ونيتها مش صافية يا زبيدة.
خرج صوتها بصعوبة لتندمج في مزاحهم:
- إهي بتك وانت حر فيها عاد.
- اَه والله عندك حج، أنا بجول اخلص منها واجوزها، كدة كدة ربنا مسهلها وشكلنا كدة هنفرح بيها جريب.
قالها ابو ليلة وقد نزل بعينيه نحو ابنته التي انتبهت على هذا التغير في نبرته، لتستل عنه باضطراب، تشعر أن به شيئًا ما، وتأكدت من نيته مع قوله التالي:
- المرة دي ملكيش حجة، العريس كامل ومكمل، لا هو ساكن في البلد، ولا هو واد عم من نفس البطن.
❈-❈-❈
على كرسيه الذي كان يلتف به يمينًا ويسارًا كالأرجوحة، بعقل شارد في هذه القضية الغريبة، وهذه الفتاة التي تُثير بداخله الشفقة نحوها، رغم غضبه منها وتحميلها مسؤلية كل ما حدث وما تسببت به لنفسها، ولكن لا يتمنى لها العقاب بضياع مستقبلها، خصوصًا وقد رأى بنفسه المستوى المتدني الذي تعيش به، ومعاشرتها لإمرأة كجدتها، نفس الإحساس الذي يجعل فتاة كصبا تتمسك بمساعدتها رغم علمها الأكيد بعيوبها، ولكن لما يونبئه حدسه ان هذا الموضوع يدور حول الاَخيرة بصفة أو بأخرى؟
زفر يخرج كتلة من الهواء ليجلي عقله قليلُا من أفكاره، وتناول هاتفه من فوق سطح المكتب، حتى يجري اتصالًا قد يغير من مزاجه ولو قليلًا:
وصله الصوت الناعم الحاد.
- الوو يا حضرة الظابط.
- الوو يا لينا عاملة ايه؟
قالها بابتسامة اتسعت حينما سمع تذمرها:
- الحمد لله يا سيدي، انا كويسة وبمارس حياتي عادي، بس دا مينمعش اني مدايقة طبعًا عشان الحاجة اللي غايبة مني.
رد بتسلية لا تخلو من المكر:
- قصدك يعني ع القلب اللي ضاع في عربيتي يا لينا؟ مكنتش اعرف انه غالي اوي عندك كدة، دا شكله له ذكرى جميلة معاكي.
ردت بعفوية وقد غاب عقلها عن مقصده:
- ذكرى ايه؟ هو انت فاكرني واخداه هدية، دا انا جايباه من كدي وشقايا ايام ما كنت بشتغل وبدرس في نفس الوقت ايام الجامعة.
- طب براحة شوية يا ستي هو احنا هنتخانق؟ دا بس مجرد سؤال يعني.
قالها مشاكسًا، ولم يرى الإبتسامة الجميلة التي لاحت على محياها وهي ترد ببعض اللطف:
- لا يا سيدي مش خناقة ولا حاجة، وانا كمان كنت برد عادي يعني، لكن انت بقى بتاخد كل حاجة على انها خناق.
- أيوة بقى.
تمتمتم بها داخله وقد اعجبه ردها، يشعر ببدء استجابة او تغير من ناحيتها نحوه، ورد ضاحكًا:
- ما هو برضوا لازم تعذريني يا لينا، هو انتي ناسية تاريخنا من أول مقابلة كان ازاي؟
وصله ردها بنعومة كادت ان تذهب بعقله:
- لا طبعا مش ناسية، وانسى ازاي يعني؟...
توقفت برهة، وكأنها لا تريد الإنزالاق أكثر من ذلك في هذا الحديث الخاص بينها وبينه، لتردف بتذكر:
- المهم بس حاول تشوف ولا تدور من تاني ع القلب، ممكن يا حضرة الظابط؟
لم يجيبها على الفور بل انتظر لحظات من الترقب، بابتسامة شملت كل ملامحه، ليرد اخيرًا بخبث:
- من عيوني الاتنين يا لينا، هحاول بقى الاَقي وقت ادورلك فيه براحتي، اصل بصراحة اليومين دول مشغول جدًا في الشغل، دا غير كمان خطوبة حسن على صاحبتك، ناوية بقى تيجي الخطوبة يا لينا؟
- طبعًا لازم اجي، هي دي محتاجة سؤال؟ شهد دي اختي مش صاحبتي.
قالتها بتأكيد قابله برده الواثق:
- كويس اوي ده، واهو بالمرة لو لقيت القلب اديهولك في المناسبة الحلوة دي.
- تمام .
انهى المكالمة وقد اكتنفه ابتهاجًا لا ينكره، يعجبه حالة الشد والجذب، ثم المهادنة والتوقف قليلًا قبل العودة لطبيعتها المناكفة، والتي كانت أكثر ما جذبه نحوا.
- سعادة الباشا.
اجفله عصام بقولها، قبل أن يتذكر ويطرق بخفة على باب الغرفة الذي كان مفتوحًا من الأساس، ليستأذن معتذرًا:
- أنا أسف سعادتك، ممكن دقيقة؟
رد بتريث لا يخلو من الإندهاش:
- ادخل يا بني، بس خد نفسك الأول، ليه اللهفة دي؟
سمع عصام ليتقدم نحوه على الفور، واضعًا إحدى المستندات الهامة ليرد مفسرًا:
- ما انا جايلك بمعلومات مهمة اوي، البنت اللي كنت كلمتك عنها قبل كدة في قضية مودة، طلع لها تاربخ مذهل، وملف قديم في الأداب
قلب أمين سريعًا في الأوراق ليغمغم بصحة ما يؤكده زميله:
- دي كانت متربية في ملجأ كمان، رغم ان خالها كان عايش؟ اي ده؟ اي ده؟ تلت قضايا تدخلهم وتطلع منهم زي الشعرة من العجين؟
رفع انظاره إليه متابعًا:
- دي مش سهلة ولا هينة بقى؟
- ما انا قولتلك يا فندم، شكلها معجبنيش.
قالها عصام متفاخرًا بعض الشيء، بصدق حدسه، فجاءه قول ألاَخر الحازم:
- طب اسمعني كويس بقى، تجيب مودة وتعرف منها خط سيرها مع البنت دي من ساعة ما خرجوا في اليوم ده واتفسحوا ولفوا ع المحلات لحد اما روحت بيتها، وانت بشاطرتك تجيب تسجيلات الكاميرات من المول وأي حتة تانية راحوها.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية