رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - الفصل 28 - 2
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثامن والعشرون
الجزء الثاني
ألف سلامة عليكي يا حبيبتي، شالله ما اشوف فيكي شر أبدًا.
قالتها مجيدة في جلستها مع أنيسة التي كانت تضيفها مع ابنها في منزلها، وردت المرأة ببشاشة معتادة منها:
- تسلمي يا حبيبتي ويسلم حضرة الظابط معاكي، انا مكسوفة أوي والله اني تعبتكم معايا.
تدخل امين قائلًا بلطف للمرأة:
- لا يا ست أنيسة مفيش أي تعب طبعًا، أهم حاجة بس تطمنينا عليكي، هو انتي حاسة بنفس الأعراض دلوقتي ولا لسة؟
بنظرة تحمل داخلها الكثير كانت أنيسة تطالعه بها، لترد بابتسامة ممتنة:
- الحمد لله يا حضرة الظابط، اهي الاعراض بتروح وتيجي، واحنا بنقضيها بالعلاج او الأكل المطلوب وبتعدي، المهم انا بلغني من مجيدة ان الكيكة عجبتك، صح ولا هي بتجاملني؟
القى أمين بنظرة خاطفة ذات مغزى نحو والدته التي لا تكتم سرًا ابدًا، قبل أن يعود لأنيسة ليرد بحرج يحاول إخفاءه:
- يا ست أنيسة، انتي كل حلوياتك ما شاء الله يعني، لا يعلى عليها، دي أحلى كمان من المحلات والله، انا راجل زواقة زي ما قالت والدتي، يعني كييف أوي.
ردت أنيسة بابتسامة ازدادت اتساعًا وبهجة تغمرها من الداخل:
- دا من زوقك يا زوق، انا هدوقك حاجة جديدة عملتها النهاردة....
قالتها وهمت أن تنهض ولكن مجيدة اوقفتها بالسؤال الذي يداعب ذهنها من قت مجيئها مع ابنها والذي كان هو الاَخر جالسًا بأعين زائغة وتوتر تعلم سببه:
- طب قبل ما ندوق الحلويات، مش تندهي انتي ع الحلويات اللي بجد، ولا هي الست لينا مش عايزة تقابلنا؟
- لا والله هي مش موجودة أصلًا، دي لسة مرجعتش من الشغل.
- شغل ايه اللي يقعد لحد دلوقتي؟ الساعة داخلة على تسعة.
خرجت من أمين بعفوية لم يقصدها، وغضب لاح على صفحة وجهه، لترتسم ابتسامة خبيثة على وجه مجيدة، اخفتها سريعًا وهي تراقب رد فعل أنيسة التي
استدركت لتنظر بساعة هاتفها ثم قالت بقلق، قبل أن تضغط على أحد أرقامه:
- هي بصراحة مش بعادتها تتأخر للوقت ده، ولو حصل بيتجي مع طارق .
غمغم بسخط وحنق لم تنتبه له المرأة:
- ومين طارق دا كمان؟
زجرته مجيدة بنظرة محذرة رغم استمتاعها بغضبه، ليغلق فمه موجهًا انتباهه لرودود المرأة على الهاتف:
- ايوة يا لينا اتأخرتي ليه يا بنتي؟........... بتقولي ايه؟ طب وطارق مجابكيش معاه ليه؟............ يا نهار اسود، يعني انتي معرفتيش اللي حصل؟........... طب شوفيليك صرفة بقى وحاولي تلاقي أي مواصلة.
قاطعها امين بلهفة سائلًا:
- أنا اسف لو بتدخل، بس هو ايه اللي حصل يعني؟
أبعدت الهاتف عن أذنها لتشرح الوضع باختصار:
- أصلها بتقول انها مزنوقة بقالها ساعة في عربيتها ومش عارفة تتحرك بيها، الشارع مسدود عشان في شخصية مهمة بمركز حساس هتعدي فيه، ولما تطلب أوبر برضوا مش بيعرف يدخلها.
من تحت أسنانه خرج صوته بانزعاج وتهكم:
- ولما هو كدة، استنت ليه لما تتأخر بالشكل ده؟ ولا اللي اسمه طارق اللي بتقولي عليه ده موصلهاش معاه ليه؟
همت أن تجيبه ولكن صراخ لينا من الناحية الأخرى جعلها تعود إليها قائلة:
- أيوة يا لينا انا معاكي يا بنتي، انا بس محتاره هترجعي ازاي دلوقت؟......... يعني هتفضلي مستنية؟
- تستنى فين؟ معلش يا ست أنيسة اديني التليفون معلش.
فاجئها بطلبه كما صعقت مجيدة لرد فعله وهو يتناول الهاتف من المرأة بسلطة دون انتظار موافقتها ليرد بخشونة نحو المتحدثة من الجهة الأخرى:
- أيوة يا أستاذة خليكي قاعدة في عربيتك واقفلي عليها لحد اما اجيلك......... انتي لسة هتجادلي؟ انا بقولك استني مكانك لا توقعي نفسك في مشاكل، وانت اسم الله عليكي متتوصيش....... استنى بقولك.
قالها لينهي المكالمة بعنف ثم تحول نحو المرأة بتحول أدهشها:
- أنا أسف لو اتعصبت عليكي......
بنظرة ساهمة طالعته أنيسة بصمت قطعته مجيدة بسؤالها:
- يعني انت بجد رايح تجيبها؟
تناول علاقة مفاتيحه والهاتف خاصته ليرد بعملية وهو يتحرك بأقدامه ليتركهم:
- يدوبك يا ماما عشان اللحق اروح اجيبها، عن اذنكم بقى.
- إذنك معاك يا حبيبي.
تمتمت بها مجيدة بذهول وهي تتابع اثره حتى اختفي، قبل ان تعود لأنيسة التي ما زالت صامتة بازبهلال تخاطبها بابتسامة متوترة :
- اطمني يا حبيبتي، هو هيعرف يجيبها ان شاءالله ويرجع بيها.
خرج صوتها اخيرًا لتردد بتمني:
- أن شاء الله، يارب.
غمغمت مجيدة بداخلها:
- ربنا يستر بس وما يلبسوش هما الاتنين بجنانهم ده قضية امن دولة، او يعكروا صفو العلاقات مع دولة اجنبية.
❈-❈-❈
بداخل المشفى وخارج الغرفة التي كانت تُسعف بداخلها شقيقتها، كانت كاميليا تقطع الردهة ذهابًا وايابًا، تفرك بكفيها مرددة بقلق وصوت باكي، رغم المحاولات المضنية منها للأحتفاظ بقوتها حتى لا تنهار وتسقط، نتيجة هذه الأحداث التي تمس ألنقطة الحساسة إليها وهي اشقاءها.
- يا رب استر يا رب، نجيلي اختي يا رب، نجيهالي والنبي يا رب.
علقت زهرة بتهوين، فقد كانت جالسة بابنها الصغير على مقاعد الانتظار:
- يا حبيبتي اهدي، اختك هتقوم وتبقى بخير ان شاء الله.
بأعين تسيل منها الدموع بعدم توقف، تطلعت إليها تردف بألم :
- اصل انتي جيتي متأخر وما شوفتيهاش يا زهرة، دي كانت عاملة زي العروسة البلاستيك، مفتحة عنيها وفاقدة وعيها في نفس الوقت، لا تعرفيها صاحية ولا نايمة، في حياتي ما شوفت كدة، دا انا هموت لو جارالها حاجة، مكانش لازم اسيبها خالص.
ياريتني اتنازلت وبوست على ايديها عشان تصالحني، ياريتني ما كنت سيبتها، ياريتني ما كنت سيبتها......
قطعت بالبكاء بحرقة، تغلق فمها بقبضتها لتكتم صوت شهقاتها، فنهضت زهرة بقلب موجوع عليها لتضمها إليه بذراعها الحرة من كتفيها تهون بالكلمات الحانية:
- يا حبيبتي براحة على نفسك، سيبي امرك لله وهو القادر على رجوعها بخير ولم الشمل من تاني.
- يا رب يا رب.
تمتمت بها بتمني مع استمرار بكاءها، وقد وجدت الاَن قلبًا يشاطرها الحزن، وكتفًا تستند عليه في أصعب الأوقات التي تمر بها، ثم ما لبثت أن ترفع رأسها منتبهة على رجوع شقيقها بصحبة طارق الذي رافقه في القسم الاَخر من المشفى، لإسعاف ذراعه المصاب، وقد التفت الأربطة الطبية حوله، تحركت لتقصر المسافة بينهما وتحتضنه بكفيها من وجهه سائلة بجزع:
- عامل ايه دلوقتي يا حبيبي؟ لسة برضوا دراعك بيوجعك، وليه مجبسه؟ هو الدكتور قال ايه؟
تكفل طارق بالرد يخاطبها بتماسك:
- احمدي ربنا انه كسر عادي مش مضاعف، لكان زمانه في العمليات دلوقتي، كلها كام اسبوع ويبقى عال، الدكتور طمنا، اطمني انتي كمان.
- أطمن!
قالتها بعدم تصديق وكأن كلماته جاءتها على الجرح الملتهب عادت للبكاء مرة أخرى لتحتضن شقيقها وتقبله مرددة:
- يا رب يخليك ليا يا حبيبي، ويطمني عليك انت واختك.
تنهد طارق باستياء وعجز يقتله، لعدم قدرته على رفع الحزن عنها، تدخلت زهرة مخاطبة محمد بفخر:
- حمد الله ع السلامة يا بطل، جاسر حكالي ع اللي عملته، هو قاعد دلوقتي في الشقة اياها مع إمام عشان يعرفوا مين حامد ده، ومش هيستريحوا ولا يهدالهم بال غير لما يجيبوه، هو والست اللي كانت معاه.
- بس احنا بلغنا البوليس يا زهرة.
قالها طارق لتقارعه زهرة برغبة قوية في بث الاطمئنان بقلب محمد وصديقتها:
- وماله يا طارق، البوليس يدور واحنا كمان ندور.
ردت كاميليا بعدم اكتراث الاَن سوي بصحة شقيقتها:
- انا المهم عندي دلوقتي اختي، أي حاجة تيجي بعد كدة.
همت زهرة أن ترد ولكن خروج الطبيب من الغرفة جعلها تتوقف لتعدوا مثل الجميع في اتجاهه لمعرفة الجديد.
- ها يا دكتور طمنا.
نطقت بها كاميليا تسبق ثلاثتهم في السؤال، وجاء رد الطبيب بعملية لا تخلو من اللطف:
- اطمنوا يا جماعة متقلقوش، احنا ولله الحمد قدرنا نتعامل مع الحالة ونتصرف مع المادة اللي دخلت جسمها وسببت كل اللي عليها من اعراض.
سأله طارق بقلق شديد:
- هي ايه المادة دي يا دكتور؟
زفر الطبيب يخرج كتلة من الهواء بصدره ليجيبه باستياء:
- في الحقيقة يا استاذ طارق المادة دي خطيرة جدًا، وما حدش بيقدر يجيبها إلا من الخارج ولازم يكون حد واصل كمان، بإذن الله البوليس يقدر يجيب الناس المجرمين اللي عملوا فيها كدة ويتحاسبوا على جريمتهم.
سألته زهرة أيضًا:
- طب هي صاحية يا دكتور عشان نقدر ندخلها؟
- اكيد طبعُا هتشوفها، بس نص ساعة كدة ع الاقل على ما تفوق، عن اذنكم بقى.
قالها الطبيب وتحرك مغادرًا لتغمغم كاميليا في اثره بغضب:
- أكيد المجرمين دول لهم علاقة بجوزها، أنا قلبي حاسس ، بل أكاد اكون متأكدة من كدة.
❈-❈-❈
بخطوات مسرعة والغضب يتطاير من عينيه، اقترب حتى وصل إلى سيارته ليفتح بابها بعنف قائلًا بنزق:
- اتفضلي يا ست هانم، اتفضلي يا برنسيسة، خلصينا بقى.
طالعته بأحجار الفيروز الاَتي تتوهج نيرانهم بغضبها هي الأخرى لتقول بتأفف:
- كلمني كويس لو سمحت، يا إما والله لكون.....
- تكوني إيه؟
صاح بها مقاطعًا وقد فاض به ليتابع بهيئة المغلوب على أمره:
- تكوني إيه يا لينا؟ عايزة ترجعي تاني ولا تتخانقي مع افراد الأمن اللي مضايقينك، اللطم على خدي عشان تستريحي؟ هو انتي لسة ما ستكفتيش؟
صرخ الأخيرة بأسلوب كوميدي جعلها تتماسك بصعوبة عن الضحك بوجهه، فلانت لهجتها في الرد عليه:
- أنا مبحبش اتخانق مع حد ولا قصدي اعمل مشاكل، وع العموم هركب اهو عشان نقفل خالص ع الكلام .
اعتلت السيارة لتجلس في المقعد الأمامي بجواره، ليتخذ مقعده هو الآخر خلف عجلة القيادة، فخرج صوته بنصح هذه المرة:
- انا مش بتحشر في اللي ميخصنيش، بس انتي كان لازم تقدمي في انصرافك، التأخير ده هو اللي عك الدنيا معاكي.
عادت لحالتها الأولى في الغضب لترد بشراسة قطة متحفزة لأي كائن حي يمر من أمامها:
- اولا أنا متأخرتش بخطري ولا عمري قعدت للساعة دي اصلًا، احنا كان عندنا اجتماع وطارق حصل معاه ظرف وحش خلاه يجري مع مراته ع المستشفى، ف اضطريت انا اقفل الملفات المطلوبة على قد ما اقدر، وبعدها اتفاجأت بالوقت، ولولا الإجراءات الزفت دي كان زماني في البيت من ساعتين.
اقترب برأسه منها مقربًا وجهه بعدم تردد ليرد ببعض المنطق علّها تفهم:
- الإجراءات دي مش تعسف من الجهات المسؤلة، دا تأمين لشخصية دبلوماسية، ودي حاجة ضرورية، دا غير انهم محددين طريق بديل، ما رجعتيش فيه ليه؟
تكتفت تقول بحرج مبتعدة بعينيها عنه:
- الطريق التاني طويل، وانا النهاردة مكنتش عاملة حسابي في البنزين، يمكن كنت وقفت في نص السكة، ساعتها كانت هتزيد العكة معايا.
ناظرها قليلًا بصمت قبل ان يتركها ليشعل محرك السيارة ، ليركز انتباهه على القيادة ، وصبت هي اهتمامها على ربط حزام الأمان الذي حاولت به عدة مرات وفشلت في ربطه مما جعل الاَخر يصيح بها:
- في ايه ؟ مش عارفة تربطي الحزام.
- لأ مش عارفة، ومش فاهمة هو ليه كدة بيعك معايا .
- تاني يعك، احنا مش هنخلص في الليلة دي؟
قالها ليضرب بقبضته فجأة على عجلة القيادة بسيارته وتوقف فجأة ، ثم مال نحوها ليربطه بنفسه، غمره عطرها ليستشعر قربه منها وهذه الهالة من الجمال الاَسر، جميلة لدرجة اللعنة، كما أنها مشاكسة بدرجة غير عادية، على قدر ما تستفزه، على قدر ما تجعل الدماء تضخ بأوردته وكأنها تحيه حياة فوق الحياة التي يعيشها،، شعر بالأرتباك في البداية، ولكنه استطاع التماسك، ليرد بمناكفة وانفاسه الحارة تشعر بها على بشرتها:
- هو جامد اه وشديد، بس لما تتعاملي معاه بحنية، بيفك بسرعة ويلين.
قالها ليبتعد فجأة وقد نجح فيما فشلت به، ابتلعت ريقها بتوتر شعرت به جراء قربه منها، وكلماته الأخيرة تنعاد بذهنها، شاعرة انها بقصد اَخر، ربما يكون غريب بريء.
❈-❈-❈
إيه من الأمانى ناقصنى تانى وأنا بين ايديك
عمرى ما دقت حنان فى حياتى زى حنانك
و لاحبيت ياحبيبى حياتى إلا علشانك
و قابلت آمالى وقابلت الدنيا وقابلت الحب
اول ما قابلتك واديتك قلبى يا حياة القلب
أكتر من الفرح ده ما احلمش أكتــر من اللى أنا فيه ما أطلبش
كانت الكلمات تصدح من المذياع الذي يشعله أبو ليلة في هذا الوقت ككل يوم بشرفته، يدخن شيشته ويردد من خلفها، ولا يدري بالجالس في الشرفة المجاورة يردد معه، وكل حرف من المعاني يمس وجدانه بقوة، وصورة اميرته تداعب خياله في سعادة لا ينكرها، حتي لو كان ارتباطه بها دربًا من دروب المستحيل، يكفيه القرب منها، وسماع نفس الشيء الذي تسمعه.
❈-❈-❈
وفي الناحية الأخرى كانت هي الأخرى مندمجة مع لحن الكلمات التي بدأت تعجبها هذه الأيام، رغم انها لم تكن ابدًا من محبي الأغاني القديمة، صدح هاتفها فجأة برقم غريب ومميز قطبت تنظر إليه قليلًا قبل ان تستجيب لفضولها وترد:
- الوو مين معايا:
- الوو يا صبا عاملة ايه؟
انتفضت مجفلة وقد علمت بهوية المتصل من نبرة الصوت التي أصبحت معروفة لها الان، ابتعلت لترد برسمية:
- اهلا يا فندم، حضرتك عايزني في حاجة
ضحك يزيد من غيظها قبل ان يرد :
- كدة على طول يا صبا حتى من غير ما تردي على سؤالي، ع العموم يا ستي انا متصل عشان اطمنك.
- تطمني على ايه؟
- اطمنك على صاحبتك يا صبا، هو انتي نسيتي ولا ايه؟
صدحت صوت ضحكته مرة أخرى قبل أن يختم:
- مستنييكي بكرة الصبح عشان تعرفي التفاصيل، تصبحي على خير يا صبا.
قالها وأنهى المكالمة، وقد تجهم وجهها وتعقدت ملامحها بغضب لتعلق:
- والله عال، وكمان عرفت نمرتي عشان تتصل بيا؟ الله يخرب بيتك يا مودة .
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية