-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 26

    قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


اقتباس

الفصل السادس العشرون


وإلى أمين الذي أنهى بتلذذ واستمتاع بالطعم اخر قطعة كانت متبقية من كيك الشكولاتة، ضمن المجموعة التي قد أتى بها في مقر عمله بداخل علبة بلاستيكية نكاية في شقيقه الذي خرج الاَن ليلهو ويمرح مع خطيبته، بعد أن تفنن في كيده مع مجيدة، باتفاق على اخراج عن شعوره، فكان رده الحازم، أن حرم الأثنان من تذوق حلوى السيدة أنيسة، وبرغبة غريبة بداخله تجعله يشعر في الاستحواذ على كل ما يأتي من المرأة وكأنه يخصه، لا يعلم من أين استمد هذه الفكرة، ولكنها تكبر وتترعرع معه بدون سبب منذ معرفته به.

على خاطره الاَخير، تناول الهاتف ليطلب الرقم الذي حصل عليه مؤخرًا عن طريق معرفه شخصية بأحد الأصدقاء المختص بالآتصالات والشبكات في مجال عملهم، وبفضول استبد به طلب صاحبة الرقم برغبة شريرة في مناكفتها، وكانت المفاجأة ان جاءه الرد على الفور ودون انتظار:

- الوو مين معايا؟

ردها كان بعملية بحتة ولكن صوتها الناعم اللعين رغم حدته، جعله يعض بأسنانه على شفته السفلى ليكبح لجام لسانه عن قصفها بتوبيخ قاسي حتى لا ترد على كل من هب ودب.

يبدوا ان صمته قد طال ليصله هتافها بنزق:

- الوو مين معايا بقول؟..... ما ترد يا بجم،..... ما ترد يا لوح...... إيه الرزالة وقلة الأدب بقت هواية ولا إيه؟ دا إيه القرف ده؟.

قالت الاَخيرة لتنهي المكالمة بعنف جعله يردد بسخط خلفها:

- اهو انتي........ بقى كل دي شتيمة عشان بس واحد طلبك ومردش، امال رد ولا عاكسك كنتي عملتي إيه؟

القى الهاتف على سطح مكتبه بإهمال ليغمغم بغيظ:

- اه يا ناري لو بس الاقي فرصة وافش غليلي فيها، ماشي يا لينا، ماشي .

- أمين باشا ممكن اخش.

قالها احد الضباط الصغار ويدعى عصام، مصحوبة بطرق خفيف على باب المكتب المفتوح من الأساس، أوما له سامحًا بالدخول، ليدلف الشاب ملقيًا تحية العادية بدون رسميات، وبادله الاَخر بود معتاد منه، قبل أن يأمره بالجلوس امامه، يتناولان الموضوعات المطروحة في العمل، ومن أبرزها كان ملف مودة، والذي تناوله امين سائلًا بعدم فهم:

- مالها يعني البنت دي؟ دي واحدة سارقة يا عصام والجريمة لابساها من كل جهة، مش بس تصوير الكاميرا.

رد الاَخير بحدسه البوليسي:

- معرفش ساعتك، بس انا حاسس ان الموضوع في حاجة غريبة مش مفهومة، وكأنها متلفقة رغم القضية ثابت عليها، اصل بصراحة كمان البنت اللي كانت معاها معجبتنيش........

- ليه يعني معجبتكش؟ مالها البنت ؟

سأله أمين باستفهام وكان رد الاَخر حازمًا رغم تشتته:

-  من الاَخر كدة يا فندم انا حاسس ان في حاجة مش مظبوطة. 

بدا الاهتمام جليًا على وجه أمين، ليتناول الملف يقلب في أوراقه بتمعن وتركيز، ثم سأله بانتباه:

- هي البنت دي قاعدة في اي قسم في المستشفى؟ 


❈❈-❈


توقف بالسيارة أمام إحدى الكافيهات المشهورة بالمدينة، ليلتف إليها سائلًا بمرح :

- سيدتي الجميلة تسمح تنزل معايا هنا ولا نغير على مكان تاني يناسب جلالتها؟

رددت خلفه ساخرة رغم الدهشة التي اعترتها للوصف المبالغ فيه من وجهة نظرها:

- كمان جلالتها! شالله يجبر بخاطرك يارب

- أمين يارب. 

قالها بلهفة ليتابع بخبث امتزج ببهجته:

- فاكرة لما قولتيها قبل كدة تحت شجرة النبق، وانتي عاملة نفسك مش واخدة بالك من مشاعري رغم انها كانت بتبوظ من عيوني، وأي عيل صغير يقدر يكشفها لوحده.

- تبوظ من عيونك؟

قالتها بعدم مقدرة على كبت ضحكها، ليردف بحماس لم ولن يفتر في شرح ما يشعر به تجاهها:

- ايوة يا شهد، انا كان باين عليا اوي على فكرة، لأني بجد اتعلقت بيكي اوي وكنت هموت لو الدنيا فرقتنا من غير ما نرتبط. 

رغم فرحها بكلماته التي تدغدغ مشاعرها من الأعماق، إلا انها لم تقوى على كبت سؤالها الملح:

- ليه يا حسن؟

- ليه إيه؟

- ليه حبتني؟ إيه اللي جذبك في واحدة زي؟

- تقصدي إيه بواحدة زيك؟

صدر سؤاله عن قصد رغم فهمه نحو ما ترمي اليه، ولكنه يريد المزيد من المعرفة عنها، انتابها الحرج في البداية ولكن الفضول القاتل داخلها جعلها تجيب بكل صراحة:

- إنت فاهم يا حسن أنا اقصد ايه بكلامي، ولا تكون فاكرني مكنتش واخدة بالي من نفسي ولا الإهمال المقصود في شكلي.

- أيوة بقى.

تفوه بها وكأنه قد عثر على ما يبتغيه ليسألها مباشرةً

- ليه الإهمال المقصود واللبس الرجالي الأوفر؟ انتي قمر يا شهد وانا بشوف ان إهدار حقك في الظهور كبنت، دا ملوش أي لازمة مع واحدة في شخصيتك. 

لاحت فجأة ابتسامة خفيفية على ثغرها، كبتتها على الفور قبل أن تجيبه:

- انت بتتكلم عن شخصيتي اللي انت شايفها دلوقت، لكنك متعرفش شخصيتي القديمة زمان، دلوعة ابوها دي الصورة اللي الناس كانت واخداها عني.

- إحكيلي عنها يا شهد.

قالها حسن وقد اقترب برأسه منها يتابع بإلحاح:

- أنا نفسي اعرف كل حاجة عنك يا شهد، وبتمنى منك تفتحيلي قلبك وتقولي.

توقفت أمام رغبته بأعين زائغة، تدور في كل الجهات، نحوه وحوله، بتفكير عميق، قبل أن تحسم أمرها، لترد بالمزاح:

- يعني انت عايزانى احكي كدة من اول خروجة وكمان في العربية، طب حتى بل ريقي بكوباية مية الأول .

- يا سلام،  يعني انتي جيتي في جمل.

قالها حسن وهو يترجل من السيارة سريعًا، ثم التف نحو جهتها ليفتح الباب المجاور لها، قائلًا بفعل مسرحي:

- ممكن تتفضل سيدتي وتدخل معايا الكافيه المتواضع ده.

بخجل شديد انزلت قدميها على الارض الخارجية، لتعقب خلف غلقه للباب:

- طب كنت اعملها وانا لابسة فستان، على الأقل كانت لاقت شوية عني وانا نازلة كدة معاك بالبنطلون. 

اثني ذراعه امامها بحركة مكشوفة لتتأبطه وتتشبث فيه بيدها، فعلت على حرج، ليسير بها نحو وجهتهم ورد على كلماتها:

- عمر الأنوثة ما كانت بالفستان ولا الرجولة كانت بالجلبية البلدي ولا البدلة الرجالي، دي حاجة بتبقى طبع في البني ادم نفسه، وانتي خير مثال يا شهودتي، برغم الوش الخشب وكل البهدلة اللي كنت عاملاها في نفسك، إلا اني كشفتك من أول مرة وعرفت انك موزة جامدة كمان.

رددت بها من خلفها ساخرة، حتى تخفى خجلها :

- موزة جامدة كمااان! انا كنت فاكراك طيب وبريء يا حسن. 

ضحك بصوت عالي يردد خلفها :

- طيب وبريء! طب ازاي بس يا شهد؟ دا انا ابن مجيدة.

عقبت تقارعه بمشاكسة:

- ابن مجيدة، وكمان بتقولها قدامي،  طب انا فتانة يا حسن وهنقل لها الكلام ده.

ضحك باندماج واضح معها يقول:

- قولي يا غالية ، وانا هبلغها اني فعلا انحرفت ولازم بقى تلمني وتجوزني بسرعة، واهو تبقي كسبتي ثواب فيا بالمرة. 

اكمل بضحكاته فلم تملك أمامها سوى أن تفرغ غيظها به بضربة بقبصة يدها الصغيرة على ساعده، وكان رده بميوعة جعلتها هي الأخرى تضحك:

- اه يا دراعي، إيدك تقيلة اوي شهد .

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة