رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 9
قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل التاسع
في لحظة جميلة يجتمع فيها رعد مع أولاده، عشق تضع وشاح حول عيناها وتبحث عنهم بعشوائية، تنهدت عشق بيأس بعد عدة دقائق ووقفت تحني رأسها فاندفع فهد لها يضمها قائلاً : امسكيني يا ماما
حاوطته ثم رفعت حاجب عيناها قائلة : مسكت فهد
وقف رعد خلفه يعقد الوشاح حول وجهه ثم انتشر الجميع، دقائق ويأس فهد هو الآخر فحمله رعد وبدأ يلقيه في الهواء بعشوائية، اجتمع الأولاد حوله قائلين : أنا يا بابا
بدأ يبادل بينهم واتجهت عشق له قائلة بمرح : أنا يا بابا
رعد بخبث : أنا معنديش مانع
عشق بتسلية : ولا أنا
عادت للخلف ثم جرت باتجاهه فحملها ودار بها عدة دورات، تعلقت بعنقة قائلة : مش نازلة
جذب الأولاد يديها واردف رعد الصغير بانزعاج : انزلي عايزين نلعب مع بابا يا ماما، بطلي غلاسة
رعد الكبيرة بحدة طفيفة : عيب يا رعد متتكررش
رعد الصغير : حاضر بس قولها تسيبك
نزلت عشق وجذبت شعره ليبدأوا الضرب في بعض، أتى آدم حامل خرطوم المياة ثم سلطه لأعلى واضعًا إبهامه في منتصفه، صاح الأولاد وبدأوا يقفزوا ويلعبوا سويًا، أعادت عشق شعرها للخلف وهي تدور حول نفسها ... الجو كان في غاية الروعة وأنتهى برعد يجلس أرضًا يتأملهم، أتت عشق له وجلس في حضنه محاوطة عنقه ثم قالت : عجزت ومعتش قادر تلعب معانا ولا ايه؟
ابتسم رعد وهو يتأمل أولاده : لا بس مش عايز اضيع فرصة النظر ليكم، بحبكم اوي
أدارت وجهه حتى ينظر لها ثم قالت : طيب بتحبني أنا أكتر ولا هما؟
رد دون تفكير قائلاً : أنتِ طبعًا
أتى الأولاد له قائلين وهم ينتشروا حول والدهم وفي حضنه كعشق : أحنا تعبنا اوي
مرر فهد يده على وجهه ثم قال بعبوس : أنا زهقت من شعري حد يقصه ليا بقى
عشق بانزعاج وهي تداعبه : شكله حلو يا فهد كده، أنتم حلوين كده لمين يا ولاد؟
تحدث آدم بإبتسامة : أنا حلو لبابا
أكمل أسد قائلاً هو وصقر : أنا شبه جدو أحمد
نظر فهد لعشق ثم رعد وقال وهو يضمهم : أنا حلو ليكم
وضع رعد الصغير يده على خده قائلاً بضيق : وأنا طالع وحش لماما، مش فاهم ليه حظي قليل في الدنيا
نظر رعد الكبير له قليلاً ثم لعشق ولم يعد يسيطر على ضحكته، مسكته عشق وجعلته يقف أمامها قائلة وهي تهزه : أنت حيوان ياض، أنت مين مسلطك عليا ولا ذنب مين وبيخلص، انطق
وضع الصغير يده على كتفيها قائلاً : أنتِ عايزة تدوخيني، عايزة تموتيني، أنا مش ابنك أصلاً أنا ابن الخدامة حتى اسألي بابا
نظرت عشق له ثم لرعد الذي ضربه على مؤخرة عنقه بخفة قائلاً : أنت عشان تضايق مامتك تولعها بينا، خدامة ايه يا حيوان
احتضن الصغير والده قائلاً : أنت حبيبي يا بابا، لما بتشتمني بحس إني بتكرم
دفعته عشق قائلة بضيق : ابعد عن جوزي حبيبي
اندفع الأولاد يحضنوه معها وأنتهى الأمر بهم للداخل، جلست عشق أمام المسرحية وبجانبها زوجها، حولها الأولاد يضحكوا ويتناولوا التسالي والفواكه، تحدثت عشق : ناقص يعقوب بس
هز رعد رأسه وغمره الحزن بسبب عدم وجود الصغير، عادت عشق تقول : أنت شيلت إيدك من يوسف صح؟ حسيت إنك بقيت مش بتنصحه وسايبه هو وسيلا كده
اطلق رعد تنهيدة بسيطة ثم قال : أنا واجبي النصيحة ونصحت بدل المرة ألف، هو حر بقى، يتحمل نتيجة اخطائه وأفعاله
فكرت عشق قليلاً ثم سألته : هو ولادنا مستقبلاً هيبقوا حرين، يعني مثلاً لو واحد منهم عمل اللي عمار عمله هتعمل ايه؟
استغفر رعد ربه ثم قال : بصي متسبقيش الأحداث يا عشق دا أول حاجة تاني حاجة أنا عارف أنا بربي ولادي ازاي ولو حصلت هو ونصيبه بقى معايا
عشق بإبتسامة : يعني مش هتطنش
لم يجب اكتفى بالنظر أمامه وهنا وضعت علامة استفهام خلف سؤالها وعم الصمت قاطعه عشق التي وضعت يدها فجأة على فمها، وقفت واتجهت للحمام سريعًا دقائق وعادت
رعد بقلق : أنتِ كويسة ؟
عشق بتأكيد : ايوة بس مش عارفة كنت عايزة ارجع، بس مرجعتش
قالت آخر حديثها بحماس جعله يضحك بخفة ثم احتضنها.
❈-❈-❈
دخل يوسف شقة والديه وخلفه عائلته كذلك جده وزينه، اتجه وجلس على الأريكة في حين انحنت سيلا وساعدته على الاسترخاء ثم وضعت وسادة خلفه، تحدثت والدته بلهفة : قولي أنت حاسس بأيه؟ حاجة وجعاك؟
يوسف بنفي : لا أنا كويس متقلقوش
جلست سيلا بجانبه ثم نظرت له بحزن وخوف شديد، مسك يدها قائلاً : متقلقيش انا كويس
ذهب الجميع كذلك والدته تركت لهم المجال، أغمضت عيناها لبرهة ثم قال : حاجة وجعاك
يوسف : أنا كويس متخافيش، حاسس في نسبة قلق عليا دا لو على كده أعمل حادثة كل يوم
سيلا وهي تضع رأسها على كتفه : متقولش كده
نظر لها فرفعت وجهها له، رفعت رأسها عن كتفه ثم اقتربت تُقبل وجنته، حاوطت خصره تضع رأسها على صدره ثم اغمضت عيناها فاردف : أنتِ كويسه
سيلا بخفوت : متزعلش مني، أنا بحبك
جذبها من خصره ثم اعتدل يُقبل جبينها ويدها، احضرت والدته طعام له فأخذته قائلة : هأكله يا ماما
" أنا جيت "
هذا ما قاله يعقوب قبل ان يندفع لوالده، وضعت سيلا الصنية ثم ضمت يوسف كابنه ووضعت رأسها على كتفه، ابتسمت زهرة قائلة : ربنا يخليكو لبعض
يوسف : يا رب ادعي يا زوزو ويهديها ليا بقى
نظرت سيلا له فأكمل : أنا بحبك
سيلا وهي تُقبل وجهه : وأنا كمان
تحدث يعقوب بفضول : بتحبيني يا سيلا ذي بابا
سيلا بإبتسامة : أكتر
هزت رأسها مؤكدة ذلك فربط يوسف على شعرها ثم جذبها له وعم الصمت..
❈-❈-❈
دخل أدهم غرفته وجد لارا تجلس على طرف السرير يديها بجانبها وبدأت بطنها تظهر للعلن بوضوح، انحنى أمامها يطبع قُبلة بسيطة على طرف فمها، ابتسمت له بخفة فسحبها لتقف واحتضنها
تحدث بإبتسامة بسيطة : ايه رأيك نسافر كم يوم؟
نفت برأسها فأكمل : لارا في حاجة أنتِ مخبياها عني
تحدثت في غاية البساطة : أة
مسك يدها ثم قربها له يضمها قائلاً : ايه يرضيكي؟
انهمرت الدموع من عيناها وهي تقول بقهر : مسألتنيش ليه يا أدهم قبل ما تخسرني الحلو اللي فيا، السؤال دا متأخر اوي
ضمت شفاها وهي تبكي أكثر، هناك ندبة داخلية حدثت لها ولن تنصلح بسهولة، قررت داخلها شيء وسوف تقوم بفعله ألا وهو الهرب بابنتها وجنينها.
❈-❈-❈
وضعت جايدا وجهها بين يديها تضغط على رأسها لعلها تتذكر أمر من الماضي، لا تعلم لما رغبت بهذا عقب قدوم ذاك زوج أختها، فتح زياد الباب ثم اخرجها من هذا الضغط بصوته : جايدا أنا جيت
خرجت سريعًا من الغرفة تستقبله، اندفعت تحضنه بلهفة فاردف بقلق : مالك؟
جايدا بتوتر : مفيش بس أنت ...
تحدث زياد بحدة طفيفة : جايدا
أعادت شعرها للخلف ثم تنهدت قائلة : أنا عايزة افتكر اللي حصل في الماضي
ابتعد عنها قليلاً ثم قال بهدوء : عشان ياسين
أشاحت بوجهها عنه فجذب ذراعها قائلاً بحدة : جايدا في أضعف الاحتمالات افتكري إن بينا زاد وأنا مش هقبل أدمرله حياته، أنتِ دخلتي حياتي بمزاجك
جايدا بانفعال : بس مزاج من غير وعي، أنا عايزة اشوف الأمور من كل جهة ووقتها أقرر
زياد بزهول : تقرري! أنتِ بتتكلمي بجد!
لم تجب عليه فاتجه إلى غرفته مغلقًا الباب بقوة، شعرت بتوتر في حياتهم من هنا، حسنًا قليلاً ما تدخل في نقاش مع زياد وهذه المرة يبدو أنه غاضب لدرجة عدم الخوض فيه أكثر.
في صباح يوم جديد
فتح زياد عيناه على صوت ابنه، مرر يده على شعره ثم قال بنوم : صباح الخير
زاد بإبتسامة : صباح النور يا بابا، ماما بتقولك قوم عشان الفطار
وضع زياد يده على جبينه قائلاً : مليش نفس يا بابا روح أنت افطر
وعاد ينام بتعب لتمر ساعتين ثم استمع لصوت طرق قوي، اعتدل جالسًا ثم سحب منديل يمسح أنفه، وقف واتجه للحمام دقائق وخرج ثم جلس يرن على طبيبة زميلة له، تحدث بهدوء : دكتور ريما صباح الخير
ريما بإبتسامة : صباح النور يا دكتور زياد، تحت أمرك
تابعته جايدا بقلق فوجهه أحمر كعيناه، يضع منديل على أنفه، تحدث : الأمر لله، أنا بس كنت عايز ابعتلك مريضة تخصني هي بتعاني من فقدان الذاكرة ...
وبدأ يشرح لها تفاصيل حالة جايدا التي تتابعه دون استماع ما يقوله، أنتهى واستمع الرد منها ليغلق الخط ثم سحب ورقة وكتب عنوان عليها
أخذ محفظته واتجه لها ثم وضع الورقة وفوقها بعض المال ثم قال : دا عنوان دكتورة زميلة ليا هتساعدك، ادخلي البسي وأنا هجبلك تاكسي
جايدا بتوتر : مش هتيجي معايا
رد بهدوء : لا مش قادر
وضعت يدها على وجنته فبعدها قائلاً : يلا روحي البسي
واتجه يجلس على الآريكة ثم كاد يرن على أحدهم فأخذت الهاتف قائلة : مترنش مش راحه الوقتي
ترك الهاتف ووقف اتجه للداخل ينام، رن هاتفه مرة آخرى فكادت تدخل خلفه وتتجاهل لكنها وجدت اسم فتاة، ردت وقبل أن تتحدث وجدتها تقول : فينك يا دكتور زياد، أنا غيرت الشيفت بتاعي مخصوص عشان أشوفك، دكتور زياد
جايدا بغيظ : لا أنا مش دكتور زياد أنا المدام، حضرتك مين؟
ظهر الضيق في صوتها وهي تقول : المدام! طيب لو سمحتي عايزة اكلم دكتور زياد
جايدا بغيرة : تكلميه في ايه يا حبيبتي؟
خرج زياد على صوتها وانتظر تعطيه الهاتف ليجدها تكمل بعدائية : مشغول لما يفضي هبقى اخليه يكلمك
أغلقت بوجهها ثم رمت الهاتف قائلة : مين دي يا زياد؟
زياد باستغراب : مين؟ دكتور ريما ولا زينات ولا تقى ولا رؤية ولا ....
صرخت بوجهه : بس هو كلهم نسوان! ارحم أمي! ايه دا كله ... دكتور وئام
ظهرت الإبتسامة على ثغره رغمًا عنه، تغيرت ملامحها كليًا وشحب وجهها فهي تفهمه من نظرته، مسحت دموعها التي انهمرت ثم قالت : هتتكلم ولا لا؟
اقترب منها بلهفة قائلاً : أنتِ بتعيطي ليه؟ وئام زميلة ليا والله و ....
دفعته قائلة ببكاء : روح خلي الزميلة تنفعك
زياد وهو يمسك رأسه : حاضر
كاد يذهب صرخت بجنون : أنت رايح فين؟
وقف مكانه يحرك رأسه باستفهام فأكمل : اتكلم حالاً بقولك
زياد بإبتسامة : هي زميلة بس شكلها بيلمح لأكتر من كده، بتحاول تجمع الشيفتات بتاعتنا ....
قاطعته جايدا قائلة بغيظ : ايوة وتتقابلوا بليل، ما كلام الليل عليه عسل
زياد بغمزة : دا أنت اللي عسل يا عسل
تغيرت ملامحها كليًا وحاولت منع ضحكتها لكنها ظهرت، اقتربت منه وحاوطت عنقه قائلة : مش عايزة دكتور ولا عايزة افتكر، أنا أسفة وبجد مش عايزة غيرك
وضع يده على أنفها وفمها قائلاً : أنا تعبان
ظهر الغضب في عيناها فابتسم وهو يقول : خدي بالك مني ومتبصليش كده عشان بخاف
لمعت عيناها بإبتسامة وداخله على يقين أنها لن ترزق بمثله أبدًا، زياد طيب القلب حنون متناسي لكل فعل سيء منها، لا يجرحها او يأذيها.
❈-❈-❈
جلس يوسف يتناول الطعام مع أهله، اقتضبت ملامح سيلا فجأة وهي تضع يدها على جنبها محل كليتها الموجوده، ربط يوسف على شعرها مقتربًا منها بوجهه واردف : سيلا أنتِ كويسة
سيلا بتعب : ايوة بس هدخل ارتاح في اوضتك شوية
هز رأسه وبدأ يسندها ثم ادخلها وساعدها لتسترخي، تحدثت زهرة بإبتسامة : أمبارح كانت هي سانداه والنهاردة هو ساندها، ربنا يهديهم ويكملهم على خير
رد زوجها عليها بإبتسامة : اللهم أمين يا رب، سيلا غلبانة وبتحبه
زهرة بلهفة : والله وهو بيموت فيها وعرف قيمتها
في حين في الداخل وضع وسادة خلفها ثم جلس أمامها يرتب شعرها ويعطيها دواءها الذي أتى معاده، تحدثت بهدوء : أنتِ مش بتعمل عملية يعقوب ليه؟
يوسف بهدوء مماثل لهدوئها : خايف
استنكرت رده لتردف باستغراب : نعم!
رفع عيناه وتحدث ببساطة : والله خايف، مش مصدقاني، اة أنا مهمل في حق ابني وببعده عني على طول وبوهم نفسي إنه عشان ابن زينة بس الحقيقة إني خايف اخسره، أنا مليش غيره ومش مستعد اجاذف بيه، هو ابن زينة بس بيفكرني بيكي اوي في حبه ليا ولهفته ومهما عملت يفضل مفضلني على كل حاجة ... يعقوب حتة مني
تحدث ابنه وهو يصفق : أنا جيييت ... وحشتكم صح ؟
سيلا وهي تفتح يديها : صح تعالى
اندفع للداخل ثم اتجه لحضنها فورًا وبدأوا يتحدثوا سويًا بمرح، رن هاتف يوسف فاتجه يتحدث مع المتصل، رد عليهم : ايوة
أجاب المتصل عليه : يوسف بيه ابن حضرتك يعقوب يوسف عملناله التحاليل كلها وللأسف محتاج العملية، أحنا لما بنطول بنتعبه هو وحتى لو مش بيتكلم أكيد الوجع زايد عليه
نظر باتجاه ابنه ثم قال : تمام هعدي عليكم لما نرجع نتكلم
وهذا ما يقوله كل مرة لكن خوفه يمنعه، أكمل قائلاً : طب وسيلا؟
تحدث المتصل بأسف : للأسف مدام سيلا الكلية اليمين بتاعتها مدمرة وممكن قريب تحتاج غسيل كلوي يا حد يتبرع ليها
يوسف بصدمة : ايه! طيب هي حامل
رد عليه بهدوء : الأفضل ترجعلنا على طول ويحصل متابعة للضغط والجنين عشان مخبيش عليك وارد يموت في بطنها ويحصل تسمم .. بلاش ضغوطات ولا نرفزة كمان حافظوا عليها من الإكتئاب ويبقى في راحة تامة وربنا يستر
يوسف : تمام أنا راجع القاهرة بكره، عايزة أعمل تطابق بحيث لما ربنا يقومها بالسلامة بلاش غسيل
المتصل بتأكيد : حلوة الفكرة، لما تيجي هتاخد عينة التطابق وكمان هنشوف متبرع تاني لو حضرتك منفعتش
تنهد يوسف قائلاً : تمام بس يا ريت بلاش تعرف هي بالأمور دي لحد ما نخلص
المتصل : تمام
اتجه يوسف يجلس أمامها بملامح باهتة، تحدثت بقلق : مالك؟
سند رأسه على كتفه ثم ضمها بقوة له، أغمض عيناه في إرهاق وخوف من القادم لكل منهما ...
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
بدأت لارا تهز ابنتها بخفة في الليل، فتحت الصغيرة عيناها باستغراب ثم اعتدلت جالسة، مسحت لارا دموعها ثم تحدثت بخفوت : تعالي امشي معايا، مش عايزة اقعد هنا
ردت ليلة بطفولية وخوف : ليه يا ماما؟
انهمرت دموعها مرة آخرى ثم قالت : كده مش بحب القاعدة هنا، هتيجي معايا يا ليلة
هزت رأسها بتأكيد قائلة : اة يا ماما بث مش حضرتك بتقولي إنك بتحبي بابا
نفت برأسها ثم قالت : يلا وهنتكلم بعدين
وقفت الفتاة واتجهت تخرج ملابسها، وجدت الخزانة فارغة فاردفت لارا : أنا لميت حاجتك، غيري والبسي دول
ليلة بتأكيد : حاضر يا ماما
في حين فتح أدهم عيناه لم يجدها بجانبه، اعتدل جالسًا ينادي عليها بقلق : لارا ... لارا
لم يجد منها رد فهذا جعله يقف ثم بدأ يبحث عنها، اتجه لغرفة ابنته وجدها تخرج جريًا ممسكة بيد ابنتها، نزل خلفها وقبل أن تخرج من باب المطبخ أشعل النور
شهقت لارا كذلك تراجعت ليلة خلف أمها، نظرت لارا باتجاه أدهم بخوف ثم قالت : أنا ...
أدهم بجمود : راحة فين يا لارا؟
نظرت للأرض قائلة ببكاء : كنت ههرب
أشار أدهم على ليلة ثم رفع يده قليلا وقال : بولادي
ويا ليته لم يقول هذا فجعلها تنفجر باكية بقهر، زاد بكائها أكثر وأكثر فاقترب يسحبها من يدها بعنف وصعد لأعلى قائلاً : على اوضتك يا ليلة
دفع لارا في غرفتها ثم صرخ بها : عايزة تبعدي بنتي عني، مش كفاية اللي بعدته عني وكفاية كمان إنها بتفضل رعد عليا، أنتِ ايه؟ قلبك ايه يا لارا؟ حرام عليكي اتقي الله كمان عايزة تحرميني من ابني اللي مشفتوش
بدأت تتصاعد كلماته داخل رأسها واستمعت لصوته يقول : أنا هتجوز نينا تربيهم، عايزة تهربي اهربي، بنت عمي أولى بيهم من الغريب
تحدثت لارا قائلة بحزن : أنا غريبة!
أدهم بعصبية : غريبة ايه! أنا بقول أنتِ غبية يا لارا غبية
ثم جذبها داخل أحضانه يُقبل يدها ويعتذر دون شعوره أنها ليست ملك له، الهلاوس اللانهائية تتصاعد في أذنها وبدأت تصرخ وهي تتحرك بعشوائية : خلاص اطلع من حياتي وسبني، أنا مش عايزاك روح اتجوزها روح
أدهم بقلق : لارا، أهدي يا حبيبتي، لارا ... لارا.
❈-❈-❈
شعرت جايدا بالأرق في منتصف الليل فاعتدلت جالسة تتأمل زياد، تحرك بعشوائية ثم رفع وجهه وسط غفوته فابتسمت بخفة تتأمله، زياد وسيم كثيرًا حتى أنه يفوق ياسين جمالاً كما قالت چيلان اليوم، تذكرت أنه ذهبت معه اليوم إلى منزل أهلها المتواضع
دخلت وتلقت الأحضان من أمها كذلك أباه الذي قال : نورتي بيتك ومطرحك يا حبيبة أبوكي، تعالي ادخلي
اتجهت للداخل بعدما سلموا على زياد، وجدت جمان تنظر لها بنظرات ضيق كعادتها أما چيلان فكانت تبتسم بحماس، تحدثت ثناء : أنا فرحت والله لما شوفتكم، النهاردة هتتغدوا معانا
جايدا بإبتسامة : مش هينفع يا ماما عشان زاد وكده
زياد بهدوء : حبيبتي أنا كده كده ورايا شغل وهروح اجيبه، عايزة تكملي اليوم كمليه
نظرت جايدا باتجاه أهلها ثم له قائلة : أنتم هتعملوا ايه؟
تحدث محمد بإبتسامة : ميقدروش طالما أنتِ مش معاهم، خليكي ومتقلقيش هيجي ياكل معاكي هو وزاد
چيلان بحماس : ايوة وبيبرس جاي هو وأحمد ابني خليهم يتصاحبوا
هزت رأسها مؤكدة في حين وقف محمد مشيرًا لثناء التي اتجهت له، كعادة اي منزل يتحدثوا عن الطعام في حين وقف زياد قائلاً : أنا همشي عشان متأخرش
وقفت جايدا ترتب لياقته قائلة : ماشي خد بالك من نفسك ومن عينك، وخلي الفون قريب منك وسوق على مهلك
زياد بضحك : حاضر، حاجة تانية يا ماما؟
نفت برأسها ثم ضمته تُقبل وجهه، انفجر ضاحكًا ووضعت چيلان يدها على وجهها كأنها تشاهد أحد الأفلام، تحدث زياد : خلاص يا جايدا بقى، تعالي
وجذبها للخارج فاردف چيلان بضحك : لا محترم، أخيرًا واحدة فينا عايشه في رومانسية
جمان بهدوء : ومالو مالك يا چيلان؟ أنتِ بجد مش بتشوفي حبه ليكي
چيلان بسخرية : لا أزاي بشوف لدرجة إني ندمانة على الجوازة دي
أتت جايدا بعض وقت ثم قالت : هرن على عشق تيجي، وحشاني اوي
جمان باستغراب : معاكي رقمها ولا ايه؟
جايدا بتأكيد : ايوة وبنتكلم كل يوم، بجد طيبة اوي وحبيتها
چيلان بإبتسامة : اومال لو شوفتي بابا أحمد، فاتك كتير اوي من حنية وطيبة وقلب أبيض وسند في كل حاجة
تحدثت جمان ساخرة : دا على أساس عشق قدرت قيمته
جايدا بانزعاج : أنتِ ليه كده؟ ليه دايمًا مضاده لكل حاجة .. قوليلي يا چيچي اتجوزتي عن حب
چيلان وهي تهز رأسها : مش حب اوي، كان إعجاب ويا ريتني ما خدت بيه، سيبت الحياة الهادية والشخصية الفرفوشة والقرش اللي نحس بطعمه وروحت لعالم ... يلا النصيب
جمان بحدة وانفعال : أنتِ مش بتحمدي ربنا، حد يطول يقابل شخص يحبه ذي ما مالك بيحبك
وضعت چيلان يدها على خدها ثم قالت : رني يا جايدا على عشق استعجليها
تحدثت عشق بمرح وهي تدخل رأسها : أنا جيت
چيلان بمرح : ايه ده! أنا نسيت اقول إني رنيت عليها ... تعالي جايدا كانت هترن عليكي
عشق بإبتسامة وهي تنظر للساعة : أنا يدوبك مستأذنة ساعتين وهروح عشان رعد والعيال
چيلان وهي توسع عيناها : على طول لازقة في رعد، أنا هحسدك أهو مبيزهقوش من بعض
ضحكت عشق وهي تُقبل وجنة جايدا ثم جمان وجايدا، ثم جلست بجانب جايدا تمسك يدها وقالت : اسكتي بقى والله مبقدرش اقعد وأنا زعلانة معاه، بحس إني عايزة اقوم اصوت واقعد اعيط لحد ما يصالحني
وضعت چيلان يدها على وجهها قائلة بإبتسامة : so cute .. تعرفي يا جايدا عشق دي عيطت بشكل عشان متتجوزش رعد
انفجرت عشق ضاحكة ثم قالت : ما محدش قالي إنه هيبقى رعودي حبيبي اللي هموت فيه، لما اتجوزنا فكرت الأمر هزار او شوية وهنزهق ونطلق وارجع لبابا بعدين فجأة كل حاجة اتحولت لجد، لقيته بيدخل لحياتي حاجات مكنتش اتوقعها وأنا بطبعي عناديه بس معاه كنت بقول حاضر، منكرش إني فكرت إنه بيشكلني على مزاجه ولو معملتش كده هيبعد بس هو سابني اطلع اسوأ ما عندي واتقبل الوحش ده، في وقت كان محتاجني ملقانيش بس مفيش وقت احتاجته وملقتوش، بيشوفني بطريقة أنا بستعجب ليها واحيانًا أسأل نفسي هو دا أنا؟ أنا مفيش صلاة بتعدي إلا وبشكر ربنا عليه
انفجرت چيلان باكية وهي تقول : عايزة من دا يا حزومبل
جايدا بإبتسامة : جسمي قشعر وحسيت إنك بتتكلمي عن زياد، بجد كل كلمة بتوصفنا اوي يا عشق دا لحد كم يوم اتشاكلت معاه وحسيت إنه زعل اوي بس لما لقانا متعصبه صالحني وعدت، بستغرب أزاي هو قابلني كده وبيحتويني ومن البداية شدني مش لحياته دا لحضنه من الدنيا وكل حاجة ... أنا بعشقه
تحدثت جمان بانفعال : ما المعروف المخدة ميتشيلش اتنين كويسين، لو الحياة دي عادلة مكنش دا حالنا ولا حالكم
مسحت چيلان دموعها قائلة : الأرواح تتشابه يا جمان، كل واحدة بتاخد اللي هي من ضلعه، بعدين أنا شايفة عشق شبه رعد اوي او الأصح هو خرج منها اللي شبهه كذلك جايدا واضح إنها بتحب زياد اوي فبالتالي بادلها الحب
وضعت عشق يدها على وجهها قائلة : وأنتِ ايه مشكلتك يا مايلة؟ يكونش دماغك لسه مع يوسف يا بت؟
انفجرت چيلان ضاحكة ثم قالت : يااااه لسه فاكرة، يوسف ابن عمها يا جايدا كنت بصي بموت فيه موت كده، كنت عايشه عندهم بسببه بس المهزء كان بيحب بنت عمه ولما غير حب سيلا .. بذمتك أنا ما قمر عنهم
جايدا بمرح : هو الخسران يا اوختشي أحنا بنتنا متتعوضش، وماله مالك دا قمر اربعتاشر
اقتضبت ملامح چيلان قائلة : ايوة اومال، مالك شخصية وكاريزما واسم وسلطة وهدوء وكل حاجة بس فاقد اللي أنا عايزاه، تعرفوا يا عيال أنا بغير اوي اوي ولما بدأت أمارس غيرتي عليه زعق ومنعني، قولت اشتغل وقفني، طيب نخرج لا مش فاضي، نتجنن نلعب تحت المطر اي حاجة من اللي أنا عايزاه، ممنوع ... وفي الآخر بحبك قال حب ايه والبخت مال، ونفس الآخر خلاه يسمح لمرات أخوه تقل أهلي دا أنا والله لولا ابني منا قاعدة لحظة في القصر الملعون ده
عشق بضحك : يلا أهي ناقصاكي يترمى عليكي اليمين
چيلان بغمزة : بمناسبة اليمين ابن عمك ابن الجزمة رماه مرتين ومفكرش في قرمط
جمان بحدة : خلي مالك يسمعك شوفي هيعمل ايه؟
چيلان بإبتسامة : هيطلقي ودا المطلوب، عشق كنا بنكلم جايدا عن بابا أحمد الله يرحمه
كالعادة قامت هذه الجملة بقبض روحها دون رحمة، ذاك الألم الذي لم يقل مقدار إنش، تغيرت ملامحها كليًا وشحب وجهها فور ذكره أمامها، لمعت الدموع في عيناها ثم سندت رأسها بيدها
جايدا بقلق : عشق أنتِ كويسه
هزت رأسها مؤكدة سرعان ما شعرت برغبة في البكاء وبدأت في إصدار أزيز، مسكت حقيبتها واخرجت بخاخها تضعه بفمها، وقفت چيلان وجلست بجانبها قائلة بلهفة : يا حبيبتي أنا أسفة، أنتِ كويسه
جمان باستغراب : هي فكرتك بيه، هو مبيجيش على بالك ولا ايه؟ اتنسى
رفعت عشق عيناها لها ثم قالت : يا سلام قال أنا مستنية حد يفكرني بيه، أنتِ مش هتحسي بيا لأنك معيشتيش اللي أنا عيشته
جمان بحدة : لا عيشت وزعلانة عليه لدرجة إنه مش بيطلع من بالي
تقلصت ملامح عشق وهي تقول بألم : في فرق بين إنك تكون تزعلي عليه وإنك تحسي بقبضة روحك لما تسمع جملة ربنا يرحمه، هو ابويا أنا ودمي وحبيبي وونسي ونور عيني وكل حاجة، هو كان ليا أخ وصديق وحبيب قبل أب، هو ... أنا بقول لمين؟ أنتِ سلبية ليه؟ بتكرهيني ليه؟
تحدثت جمان بحدة : أنا مش بكرهك وأنتِ عارفة بس الناس لو مبقتش تحت رجلك ذي بابا أحمد ورعد يبقى في عينك مش بيحبوكي ودا نقص جواكي
وقفت عشق قائلة بحدة : أة فعلاً نقص جوايا بطلعه عليا وعلى جايدا واي واحدة مبسوطة او مش مبسوطة تبقى غلطانة، وشايفة إن الحب الزايد بقى تحت الرجلين بس الحقيقة إني استاهل وإلا مكنش بابا حبني كده او رعد بعدين ربنا شال محبتي من قلوب اللي ذيك وحطها في قلب جوزي وابويا بزيادة وأما عن النقص فهو جواكي لأن أنا شايفة چيلان وجايدا وأهلك وولادي وصحابي وعيلتي بيحبوني، محدش غيرك شايل مني مع إني بخاف على زعلك أكتر حد ... عن اذنكم
چيلان بلهفة وهي تمسكها : استني يا عشق، متتقماصيش أحنا مش صغيرين
عشق بحدة : لو سمحتي يا چيلان
وبعدت يدها ثم اتجهت للخارج، جلست چيلان بجانب جايدا التي بدأت تتكون صورة عن توأمها، جمان ليست سيئة لكنها سلبيه وعدائية بسبب عدم توافر حياة تشبه حياة الآخرين.
عادت جايدا من شرودها على يد زياد التي حاوطت خصرها، انحنت تُقبل جبينه ثم همست له : اصحى بقى اقعد معايا
فتح عيناه ببطء ثم قال : في ايه؟
جايدا : مش جايلي نوم ومُرهقة كمان بطني وجعاني وعايزة أكل مانجا متقطعة قطع مكعبات، وعايزة تحضني اوي اوي اوي
اطلق تنهيدة بسيطة وهو يعتدل جالسًا ثم اتجه للمطبخ يفتح الفريزر واخرج حباية مانجو ثم بدأ يقطعها مكعبات بعدما غسلها ثم فعل له مشروب دافىء وعاد يجلس بجانبها
تمدد زياد على ظهره قائلاً : اشربي المشروب الأول بعدين كلي المانجا براحة بعدين نامي
عبست ملامحها وهي تقول بانزعاج : أنت ... أنا مخصماك عشان أنت معتش بتحبني ومش عايز تحضني
زياد بهدوء : جايدا ورايا شغل الصبح
ضيقت عيناها قائلة : مع وئام
عاد يبتسم تلك الإبتسامة المستفزة، ارتشفت مشروبها بغضب قائلة : أيوة صحيح ما أنت لو في إيدك كنت جريت عليها بس نعمل ايه غاصبينك على الجوازة
وضع يده أسفل رأسه قائلاً : مفيش راجل بيتغصب، أحنا الخسارة القليلة في الحكاية لا تقوليلي عيل ولا عشرة
وضعت الكوب ثم تمددت في حضنه قائلة : طيب والقايمة والمؤخر والدهب والمهر والشقة
احتواها بين ذراعيه يُقبل حبينها ثم قال : بالنسبة ليا عادي الدهب لسه معاكي والمهر والمؤخر مش هيعجزوني والشقة عندي بدل ما الشقة سبعة لو خدتي واحدة مش حوار بس المشكلة عندي في حاجة واحدة
صمتت قليلاً يسمع همهمتها ثم أكمل : أنتِ اعوضك أزاي؟
التقط قطعة مانجا ثم وضعها بين شفتيها، تناولتها وهي تزيد من ضمه ولم تكن تعلم أنها آخر ليلة تكون في هذا الحضن.
❈-❈-❈
في قصر الشافعي
بدأ رعد يبحث عنها في أرجاء القصر عقب عدم وجودها في جناحهما، لمحها تقف في الحديقة جسدها يهتز ببكاء وتضغط بأناملها على بخاخها، شعر بالقلق الشديد عليها ثم اتجه لها يضع يده على شعرها
تحدث بلهفة : عشق .. يا نهار ابيض بتعيطي
مسك دموعها ثم ضمها قائلاً باستغراب : مين مزعلك؟ حد كلمك يا عشق؟ ردي عليا حد قالك حاجة من الشركة او الولاد، يا بنتي ربنا يهديكي ردي زعلانة مني؟
تحدث عشق بصوتها المبحوح : شديت مع چمان
رفع وجهها قائلاً باستغراب : أكيد مش دا السبب، في ايه؟
" بابا "
همست بهذا ثم انفجرت باكية تحاوط خصره، مسح دموعها ثم قال : امشي واسيبك يعني الوقتي
عشق بشهقات متتالية : أنت مش جدع على فكرة
رعد بخبث : ارشيني وأنا هبقى جدع
رفعت وجهها له قائلة : أنا بحبك
نفى برأسه بعدما حاوطها بذراعيه قائلاً : مش عايز كلام
نظرت باتجاهه ثم قالت بتنهيد : أنا عايزة انزل المنصورة
رد رعد عليها بهدوء : خلاص بكره هاخد اجازة اوديكي وبليل نيجي سوا
نفت برأسها قائلة بهدوء : عايزة اقعد يومين يا رعد لوحدي عشان شغلك والولاد
تسأل رعد باستغراب : هتعرفي تقعدي؟
هزت رأسها مؤكدة ليكمل : من غيري؟
توترت ملامح عشق التي قالت بحزن : أنت هتصعبها عليا ليه؟
هز رأسه وهو يتجه بها لأعلى، كان غريب عليها رؤية رعد هكذا فهي لم تكن على دراية كافية برعد بدونها، تحدثت باستغراب وإبتسامة : رعد هو لو حصل وأنا فقدت الذاكرة ووقفت عند نقطة قبل ما اقابلك مثلاً بست شهور، واصريت ارجع المنصورة وصحابي واتصرفت بندالة هتعمل ايه؟
فكرة مجنونة خطرت ببالها فطرحتها عليه ليكون رده ببرود : هغصبك تعيشي هنا وسطنا وهزعلك
تحدثت عشق بطريقة مرحة : ياباي من زعلك الوحش ده، فيك كل حاجة حلوة إلا عصبيتك وزعلك وبرضو محدش مقتنع إن فيك حاجات بتجيب أخري
أعاد شعرها خلف أذنها قائلاً : مش عايز اقولك إن في مستعجب إنك أزاي مكمله معايا، أنتِ هتفضلي ترغي كتير
عشق بإبتسامة : أنت عايز ايه؟
ابتسم بطرف فمه قائلاً : عايز أنام، ورايا شغل الصبح
عشق بغيظ : تنام! طب والله ما أنت نايم يا رعد يا ابن ام رعد، رعد صحيح مش واخد بالك من حاجة، مامتك اسمها علياء وأنا اسمي عشق، نفس الحرف
صمتت قليلاً ثم أكملت : أنا تافهه اوي صح؟ ايه العبط دا بجد!
مرر يده في شعره وكاد ينام فهزته قائلة : أنا حلفت
رعد بخبث : أنتِ حلفانك
أكدت برأسها وهي تضحك بمرح ...
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد
وقف ياسين أمام منزل جايدا يتابعه بقلب يتألم من وجودها مع شخص غيره في منزل مغلق، وهي زوجته حلاله كانت له ما لم تكن لياسين، نزل زياد فاتجه ياسين يقف أمامه في ثقة
زياد : أنت!
ياسين بهدوء : تلاتة مليون كويس؟
عقد زياد حاجبيه قائلاً : مش فاهم
ياسين بسخرية : بجد! تطلق جايدا
انصدم زياد من حديث ياسين الذي أكمل : خمسة مليون
زياد وهو يدفعه : أنت مفكر الناس كلاب فلوس ذيك
دفعه ياسين سرعان ما سدد له لكمة قوية، أعادها زياد وحصل شباك قوي بين كلاهما، أنتهى حين أقبل الناس وفكوا هذا الشباك، صعد زياد لأعلى وطرق على الباب، فتحت جايدا سرعان ما شهقت بخضة قائلة : زياد! يا حبيبي ايه اللي عمل فيك كده
زياد بغضب : الحيوان اللي اسمه ياسين، تصوري بيعرض عليا فلوس عشان اطلقك
جايدا : ادخل تعالى
وبدأت تُعقم له جرحه وهي تستمع للمبلغ الهائل الذي جعلها تفكر في الأمر على محمل الجد، لما ياسين مهتم بها لهذه الدرجة كذلك لما هي كانت على أتم الاستعداد أن تضحي بنفسها!
❈-❈-❈
في شقة يوسف
جلس في غرفته على سريره يلتقط هاتفه مقررًا الحديث مع زوج زينة، فهو علم من والدته انه لم يحضر ليقوم بأخذه، كذلك قام بعمل التطابق بينه وبين سيلا وبالفعل هناك تطابق لكنه لم يخبرها بالأمر من البداية .. رن على محمد زوج زينة
يوسف بإبتسامة : صبح صبح يا عم الحاج، محمد باشا
محمد بإبتسامة : صباح الخير يا يوسف، عامل ايه؟
أجابه يوسف بود : كويس، طمني عليك والقطاقيط الصغيرين، عروسة يعقوب؟
رد محمد عليه بود مماثل فهو يحترم يوسف كثيرًا : بخير بيسلموا عليك
يوسف : الله يسلمهم، شايف زينة لسه عندنا، يعني يا محمد أنت بايع للدرجة دي
رد محمد بتبرير : أنا مش بايع يا يوسف والله بس هي كل حاجة مامتها وأنا تعبت، حاولت فيها لما خلاص
دخلت سيلا الغرفة فأشار لها بالصمت لتبدأ بفتح الشبابيك، تحدث بهدوء : أنا بكلمك الوقتي من باب إنها أختي وبقولك والله هي طيبة وغلبانة وكتر غلبها مخليها مش في إيدها حاجة
محمد بتأكيد : عارف يا يوسف بس اللي متعرفوش إن سبب جوازي منها في الأول ولادي، وهي في كل مشكلة تسيب البيت والعيال بيتعبوا مني ونفسيتهم معدتش هي لدرجة إني النهاردة كنت رايح اتكلم معاها ونتطلق
يوسف بنفي سريع : لا أوعى يا محمد، والله يا ابني لو زينة وحشة كنت قولتلك طلقها بس هي طيبة اوي، بص أنا هقولك تعمل معاها ايه وبالعقل
محمد بضيق : يوسف أنت فشلت فيها
فكر يوسف قليلاً ثم قال : بس هي بتحبك أنت يا محمد، هي محبتنيش وصدقني الوقتي نفسيتها وحشه وهتموت وترجعلك، اسمع مني
محمد : قول ...
انتهى يوسف مع زوج زينة ثم مسك يد سيلا يُقبلها قائلاً : عاملة ايه النهاردة؟
سيلا : عايزة اتكلم معاك في موضوع
يوسف وهو يرتب شعرها : خير
خلعت خاتمها الخاص به ثم قالت : أنا هبقى أم ومحتاجة أعيد أفكاري، ابني اولى بأبوه
هز رأسه بخفة وشعر بخنقة غريبة تستولي عليه، فتح الدرج ووضع الخاتم قائلاً : اللي يريحك بس خليكي معايا لحد ما تولدي بس
صمت قليلاً ثم أكمل : أنا مش ندل بس أنا فعلاً مش قادر أسامح نفسي، أزاي تسامحيني! بصي اعتبريه تكفير ذنب وخليكي
سيلا بدموع تنساب : حاضر
سحب يدها من بين يديه واتجهت خارج الغرفة، عاد يتمدد على سريره وأخفى وجهه أسفل الغطاء ونام.
❈-❈-❈
رنت چمان على عشق التي كانت تودع زوجها متجهة للمنصورة، تجاهلت عشق الرد وهي تلقي هاتفها في الحقيبة ثم ضمت رعد بقوة، ركب صقر مع فهد السيارة فرعد نصحها بأخذهم ثم ركبت هي الآخرى
آدم بتوتر : ماما أول مرة تبعد، دا عادي يا بابا
نفى رعد برأسه قائلاً : لا يا آدم مش عادي بس نعمل ايه! حقها .. يلا ندخل
اتجه للداخل وأغمض عيناه بقوة مجرد فكرة أنه يجلس في هذا القصر الكبير بدونها تجعله يشعر بالاختناق ويرغب في الذهاب خلفها، أتت الخادمة بالهاتف له قائلة : چمان هانم
أخذ الهاتف واجاب : الو
چمان : أنا اسفة على الإزعاج يا رعد بس ياسين اتشاكل مع زياد ووشه بيجيب دم، كمان حالف يرجعله تاني ويقتله
رعد : جاي
اعتدل واقفًا ثم قال : أنا رايح لعمو ياسين وجاي، رعد متتعبش اخواتك
رعد الصغير بزفير : كل حاجة رعد رعد، يا رب توب عليا بقى واكبر واتجوز
ذهب رعد متجه لقصر المهدي، رأى سيارة صديقه تخرج فأدار عجلة القيادة وذهب خلفه، حاول أن يرن عليه لكن ياسين لم يجيب ... وصل ياسين أسفل عمارة جايدا وصعد لأعلى ثم طرق على الباب بقوة
فتحت جايدا الباب سرعان ما شهقت وهي تعود للخلف، خرج زياد سرعان ما سحبها خلفه، تحدث ياسين بجنون : هاتها مترجعهاش وراك، هاتها هنا وإلا هقتلك
زياد بحدة : أنسى، جايدا مراتي وبتاعتي
وصل رعد الطابق المراد سرعان ما قال : ياسين أنت اتجننت
ياسين بجنون : متقربش يا رعد عشان مخلصش عليه، سبعة مليون جنية
زياد : ولا مال الدنيا يخليني اسيبها
ياسين : دولار، سبع مليون دولار
صرخ زياد به : قولتلك ولا كنوز الدنيا
صرخت چمان ببكاء وهي تندفع أمامه : يا أخي اتقي الله بلاش عشاني، خلي لابنك واللي في بطني خاطر
اقترب زياد على غفلة وسحب منه السلاح قائلاً : اطلع بره بيتي
دفع ياسين چمان من طريقه ثم قال بلهفة : جايدا تعالي معايا، هاتي ايدك في إيدي وارجعيلي، جايدا افتكريني
صرخ زياد به : اطلع برة بيتي بقولك، بره
حين لم يستجيب ياسين، اطلق زياد رصاصة في الحائط جعلت جايدا التي تنظر لياسين تصرخ وتضع يديها على أذنها، بكت جايدا وهي تهزي : ياسين لا، ياسين لا ياسين
عادت تصرخ سرعان ما رفعت وجهها وانطلقت تحضنه، تستعد لرصاصة قاسية تخترق جسدها في حين نظر زياد لها بصدمة كذلك چمان التي بكت من قلبها، جعد رعد جبينه باشمئزاز من الأمر كعادته
الانتصار كان حليف ياسين وهو يجد جايدا في أحضانه تبكي، في حين زياد ...
" اسمي جايدا وأنا يتيمة، هيقتلوني
أنا مين؟ مش فاكرة حاجة
حاسه إني تقلت عليك
قولي اطلعي من حياتي
أنا مليش غيرك يا زياد
مش عايزة أحب غيرك
أنت بتحب الهم والنكد "
من كل موقف اختفت جايدا نهائي وبقى زياد يُحدث الهواء، رجفة بسيطة سيطرت عليه يليها وقوع السلاح من يده، مشهد لن ينساه في حياته.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية