رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 12
قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الثاني عشر
اليوم الإثنين
يوم في غاية القسوة على رعد لكنه لم يتوقف عن ذكر ربه، اطلق تنهيدة قوية ثم استغفر ربه وهو يقف ويسير في المكان، اتجه لأسفل وبدأ يبحث عن المحتاجين خارج المستشفى ويوزع ما يُقدره الله عليه ثم رن على بسام
رد بسام عليه : أيوة يا باشا
اطلق تنهيدة آخرى يليها استغفار ثم قال : طلع الولاد من القصر وخليهم يروحوا يوزعوا ذكاة على الغلابة، وديهم الملاجىء والمستشفيات الحكومي وخد بالك منهم
ابتسم بسام فهي ليست أول مرة يأمره رعد بهذا وأكمل رعد : كمان وزع على قد ما تقدر وخلي الناس تدعي ليعقوب
تحدث بسام بمرح : يعقوب بس
رعد بنفاذ صبر : نفذ يا بسام مش وقته بجد
اغلق الخط ثم صعد لأعلى بعدما تأكد من انتشار ذريته لعمل الخير، جلس قرابة الساعة ثم خرجت الطبيبة من غرفة عشق قائلة : الحمد لله الحمى نزلت وهي كويسة، الممرضة هتدخل ليها ابنها يرضع بس هنضطر نعزلها يوم كامل
هز رعد رأسه بتفهم ثم تابعها من خلف الزجاج، أشارت له بتعب ثم همست : بحبك
ابتسم هو الآخر واتجه يجلس فهو لا يقوي على الوقوف، دقائق وخرج يوسف من العمليات كذلك سيلا، أتى عمار له قائلاً : لا تقلق كانوا في ايد امينة اوي يعني، العملية نص نجاح لسه مستنين مدى تقبل سيلا هانم للكلية الجديدة
رعد بتأكيد : هتتقبلها متقلقش دي من يوسف، قال هي قبلت كل عيوبه وصفاته المنيلة وشخصية الأنيل وهتيجي على الكلية بتاعته وترفضها يعني
هنا لم يسيطر عمار على ضحكته، فهو لم يعتاد من رعد على مثل هذا المزاح وفي هذه الظروف، اتجه رعد يجلس بجانب يوسف يطمئن عليه، تحدث يوسف : عشق كان كلبوظة وهي صغيرة، زينة كانت بتمشي بشعرها منكوش .. بحب سيلا وبحب زينة وبحب چيلان وبحب كل البنات، كل حاجة انثى يوسف بيحبها
رعد حرك رأسه بيأس ثم قال : عمرك ما هتتغير
بدأ يوسف يفتح عينيه تدريجي ويغلقها نص ساعة ثم فاق ليردف بتعب : سيلا عاملة ايه؟
رد رعد بهدوء : مفاقتش
سأله يوسف بقلق : يعقوب فين؟ لسه بيعيط
نظر رعد له دون حديث، وكأن الكلمات اختفت وحل مكانها عدم الاستيعاب، تحدث بهدوء ظاهري : في العمليات
يوسف باستغراب : عمليات ايه؟
استغفر رعد ربه قبل ان يقول : قلب مفتوح، تعب اوي والدكتور قالي ضرورية وحالاً، أنا ...
انتفض يوسف يصرخ بجنون : أنت ايه يا رعد؟ ابني .. ابني ممكن يروح مني، ابني انا مليش غيره وهو مشافش يوم حلو معايا، هو اللي اتحملني وحبني من غير سبب و ...
خلع الكانيولا بغضب ثم دفع العلاج، انتفض جالسًا وهو يزيح الغطاء ثم وقف قائلاً بدموع : ابني
رعد وهو يثبته من كتفيه : أهدى يا يوسف هيبقى كويس
يوسف وهو يدفعه : لا مش هيطلع منها أنا عارف، ابني هيروح مني
وقف يوسف ثم سند على طرف السرير وذهب، لم يعب لألم جسده ولا لجرحه الحديث ولا لأي شيء، سار في الممرات يقول : ابني يعقوب فين؟ فين العمليات؟ ابني
سنده رعد ثم اخذه للعمليات يجلس أمامها، وضع يوسف وجهه بين يديه وبكى، أتى الأطباء له وبدأوا يحاولوا اقناعه أن يرتاح وهو لا، سأل يوسف رعد : هو بقاله قد ايه؟
رعد بتوتر يزداد : تلت ساعات واحتمال تطول لستة او سبعة
يوسف بخوف : كل ده! يا رب يطلع كويس
رعد وهو يربط على كتفه : متقلقش أنا واثق هيطلع بخير وهيعيش بقى ذي اخواته
رفع يوسف وجهه لأعلى يناجي ربه، فاقت سيلا ولم تجد أحد بجانبها سوا والدتها، تحدثت ببكاء قلق : يوسف عامل ايه؟
ربطت والدتها على كتفها : كويس متقلقيش
هزت رأسها ثم أغمضت عينيها تنام، مر على العملية ست ساعات ثم خرج أحد الأطباء قائلاً بإبتسامة : حمد لله على سلامته، العملية نجحت
اندفع يوسف لحضن رعد يبكي من السعادة كطفل استعاد لعبته المفقودة، يوسف برغم بنيته القوية وملامحه الحادة إلا أنه ضعيف من الداخل اتجاه من يحب ...
دخل العناية المركزة بعد اصرار حيث ابنه، جلس على كرسي بجانبه يسند رأسه على وسادة يعقوب ثم قال : أنت لسه خمس سنين اة بس اقوى مني بكتير اوي، انا ضعيف نحيتك يا يعقوب ونحية سيلا، ارجع ذي الأول وأنا هاخدك ونبعد لو عايز او نفضل سوا على طول المهم مفيش حاجة تفرقنا، عرفت قيمتك خلاص ومش هسيبك
أغمض عيناه وذهب ثباته ليقع في ثبات التعب والإرهاق، مر اليوم وسيلا تنتظر، لقد تقبل جسدها الكلية لكنها لم تتقبل فكرة عدم رؤيته
انتقل يوسف لغرفة آخرى وقد حصل له عدوى، تنهد رعد بتعب ثم دخل لعشق بإبتسامة قائلاً : الجميل عامل ايه؟
جلس أمامها فاندفعت تضمه بقوة، تنهد بصوت مرتفع وهو يزيد من ضمها ثم همس لها : يوم مرهق اوي اوي، كان فعلاً محتاج حضنك
ضحكت بصوت عالي ثم قالت : سيلا عاملة ايه؟ والولاد كمان؟
مرر رعد يده على وجهها قائلاً : اسأليني عن نفسي وبس
عشق بإبتسامة : أنت عامل ايه؟
رد رعد عليها : أنتِ عاملة ايه؟
أشارت عشق على نفسها ثم قالت : أنا! أنا حلوة
ضغط على ذقنها قائلاً : أنتِ فعلاً حلوة
عشق بضحك : يا رعد، أنا كويسة
رعد بإبتسامة : وانا كويس
اقترب من وجهها يُقبل وجنتها عدة مرات ثم اغرق وجهه في عنقها قائلاً : يا رب مشوفش فيكي حاجة وحشة ويجعل ساعتي قبل ساعتك
عشق بمرح : تبقى ساعة واحدة ..
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
جلست سيلا في سريرها والغضب يلمع في عيناها كذلك الدموع بسبب عدم قدومه لها، لكنها لم تقل السبب الحقيقي لأحد، منذ كتب الكتاب لم تراه لحظة واحدة، ف البداية ظنت انه اصابه مكروه لكنها كانت ستشعر وغير ذلك اقسمت والدتها على عدم إصابته
تحدثت والدتها بقلق : يا بنتي أهدي مالك شادة اعصابك ليه؟
سيلا بانفعال وغضب : لو سمحتي يا ماما سبيني ف حالي
ربطت على كتف ابنتها قائلة : طيب أهدي كدة وصلي على النبي كده
انفجرت سيلا باكية وهي تقول : عليه الصلاة والسلام
قبلت رأسها ثم قالت : يا حبيبتي غلط تعيطي وترضعي الولد ده، هيتعب يا سيلا
سيلا ببكاء وهي تعطيها الطفل : خلاص خديه وسبيني مع نفسي شوية يا ماما
والدة سيلا بقلق : طيب في ايه بس!
بدأت تصرخ بجنون وهي تبكي : مفيش يا ماما مفيش، هو خلاص شال ايده مني، كفر عن ذنبه بالكلية اللي اداها ليا ومعتش بيبص لسيلا، صحيح ما تولع سيلا هي تفرق بالنسبة ليه ايه!
ردت مامتها عليها بحزن وقالتلها : متظليموش يا سيلا
جن جنون سيلا وهي تفرغ غضبها : هو ايه اللي مظلموش، هو فين؟ انا مشوفتش خلقته ولا مرة من قبل العملية يا ماما
والدة سيلا بحزن : دا لأن للأسف ابنه تعب لما دخلتوا العمليات وعمل عملية قلب مفتوح، كمان يوسف قام على طول وحصل ليه حاجة اسمها عدوى باين
شهقت سيلا بصدمة ثم انتفضت واقفة، حاولت والدتها منعها لكنها لم تعبء وخرجت تبحث عنه وهي تبكي، بدأت تنادي عليه : يوسف .. يوسف أنت فين؟
وقفت في طريق ممرضة تسألها : يوسف ويعقوب، يعقوب يوسف فين اوضته؟
الممرضة : الجناح اللي على اليمين
كادت تذهب منعها كرم قائلاً : راحة فين؟
أشارت على الجناح قائلة : يوسف ويعقوب ابعد
دفعته ثم اتجهت تفتح الباب، كان يوسف يجلس وبجانبه عشق كذلك رعد وزينة تقف كذلك اهله وجده وزوجة عمه، تحدثت بلهفة وبكاء : يوسف
نظر باتجاهها ثم وقف واندفع كلاهما للأخر، بدأت تشير على نفسها قائلة : أنا اسفة يا يوسف والله ما اعرف
زاد بكائها وهو يسندها ويُقبل يدها ووجهها، انفجرت باكية بانهيار وهي تضمه كذلك هو قائلاً : متخوفنيش عليكي، أهدي يا سيلا عشان خاطري
وضعت يدها على بطنها واكملت بكاء فاتجه وجعلها تجلس ثم جلس على ركبتيه أمامها، قبلت يده الموضوعة على وجنتها وظلت بجانبه
ساعات عادت تمر ببطء وسيلا بجانبه، استندت عليه بتعب فاردف : ارجعك اوضتك
سيلا بنفي : لا خليني جنبك
حاوط وجنتها يُقبل رأسها عدة مرات وتحدثت والدته : سيلا يا حبيبتي متتعبيش نفسك وقومي روحي ورا ابنك
عادت تنفي وهي تنظر باتجاه يوسف، خرج الطبيب قائلاً بإبتسامة : حمدلله على سلامته، طلع بطل فعلاً
ابتسم يوسف قائلاً : ذي مامته
ثم داعب أنف سيلا التي ابتسمت وقد لاقت لها الكلمة، تحدثت بإبتسامة : هو ابن مين؟
تحدثت زينة بحدة وانفعال : ابني أنا
نظرت سيلا باتجاهها ثم اعتدلت واقفة تتجه حيث يعقوب تنظر له، عاد رعد يسند عشق التي اتجهت تقوم برضاعة طفلها الصغير، جلست بجانب يوسف ثم قالت : يا جزمة كنت بموت وأنت بتكتب كتاب
يوسف : كنت هموت وراكي يا كتكوتة
تساءلت زهرة باستغراب : مين كتب الكتاب؟
يوسف بهدوء : أنا يا زوزه كتبت كتابي على سيلا قبل ما ندخل العمليات
عاد جده يتساءل باستغراب : عمليات ايه؟
نظر باتجاه سيلا ثم رعد وعشق التي ابتسمت بخبث وهي تقول بعيناها : البس
تحدثت سيلا بهدوء : حصلي فشل كلوي ويوسف اتبرع ليا بكلية
تحدثت أمنية ساخرة : اوام اوام بتقضي على صحته بعد نفسيته
وقف يوسف ثم تحدث بحدة : الفشل الكلوي اللي حصل بسبب ابنك الحيوان، يعني المفروض تتبرعي بروحك عشان تغطي على جزء من وساخته
اتجهت زينة تقف أمامه ثم شرعت بالحديث بغضب : محدش قالك قبل كدة إنه بيحاسبها على أعمالها السودة يا يوسف
هز رأسه بتأكيد قائلاً : أيوة فعلاً هي اللي خادتني منك بعد ما اتجوزتك جواز رسمي بفرح وبدأت صفحة جديدة معاكي وسيبت ليها المحافظة كلها صح؟
أشارت زينة على الغرفة قائلة : لو بتحبها مكنش يعقوب بقى في الدنيا، ولا كانت راحت خلفت من غيرك
قبض يوسف على عنقها في حركة جنونية ثم قال بغضب : أنتِ لو متكتمتيش أنا هطلع بروحك فاهمة! أنتِ اكبر غلطة في حياتي وعلى قد ما في يوم كنت متخلف ومش شايف غيرك على قد منا بقرف أني ف يوم اتجوزتك، اللي ذيك متتكلمش وبكفاية فشلتي في جوازتين وفشلتي تكوني أم وفشلتي تكون إنسانة سوية ومحدش راضي يعايرك
صرخت سيلا وهي تضغط على جرحها بعد موجة من البكاء اصابتها، دفعه رعد قائلاً بحدة : عيب كدة، أهدى
يوسف بغضب صارخ : خليها تمشي من هنا، هي جايه تعمل ايه! يعقوب ابني وابن سيلا هي متخصوش
بدأت زينة بالصراخ ضده : ولا تقدر يا يوسف، وطالما بقت مراتك انا هرفع قضية حضانة وهاخده منك، هي مش هتبقى أمه
تعالت ضحكات يوسف الساخرة ثم قال : هي! يعني مش عشان ابنك ولا عشان كان بيموت لولا رعد
زينة بحدة وانفعال : ورعد مين دا كمان اللي يدخله عمليات بدون اذني، لا أنت ولا هو هعديها ليكم فاهمين؟ ولابد احبسكم
دفعتها عشق بيدها قائلة : تحبسي مين يا ضنايا؟ طب والله ما هتطولي ضافر يعقوب طالما بقى فيها مين رعد! انا هعرفك رعد مين وبيعمل ايه
خرجت الممرضة من الغرفة قائلة : مين الأستاذ رعد وكمان مدام سيلا، الطفل فاق وعايز يشوفكم والدكتور قالي اجهزكم كمان في شوية تعاليم يا ريت تيجي منكم ليه
تحدث رعد بلهفة حاول إخفائها : أنا هدخل ليه هكلمه وهطلع بعدين المدام تدخل
الممرضة : تمام اتفضل معايا
بالفعل دخل رعد له، ابتسم الصغير وهو يقول بخفوت : بابا
مسك رعد يده ثم قَبل جبينه قائلاً : حاسس بأيه الوقتي؟
يعقوب : انا كويس بس طنط قالتلي مقومش وانا زهقت
رعد بخفوت : مينفعش تقوم، الوقتي يوسف وعشق هيدخلوا ليك
يعقوب بلهفة : وسيلا؟ هي كويسة صح؟ وبابا كويس
هز رعد رأسه بتأكيد ثم قال : هي اولهم ومامتك بره كمان، بعدين هاجي اقعد معاك بس متتحركش
يعقوب وهو يُقبل وجنته : ماشي يا حبيبي يا بابا
بالفعل قاموا بالدخول له تدريجي وسيلا لم تسيطر على دموعها، شارعت بتقبيل وجهه ويده وهي تهمس له : عامل ايه؟
حاول رفع يده ببطء ثم وضعها على وجنتها قائلاً : أنتِ حبيبتي يا سيلا، ينفع اقول ليكي ماما؟
سيلا بتأكيد : ينفع طبعًا يا يعقوب، انا فعلاً بقيت ماما واتجوزت أنا ويوسف
اتسعت إبتسامته ثم خرجت اندفعت لحضن يوسف تبكي، ربط ظهرها ثم نظر باتجاه رعد قائلاً : حلالي مفيش ذنوب الوقتي
رعد بإبتسامة بسيطة : ربنا يهديك، يلا روح اجهز عشان تدخل لابنك
جلست سيلا ثم اتجه يوسف له قائلاً : هتفرج وهتتعدل صح؟
اكد رعد بخفة ثم ذهب يوسف ودخل لابنه الذي ابتسم، دقائق ودخلت زينة له، قبلت وجنته ثم قالت : يعقوب حبيبي يلا اطلع من هنا خليني اخدك ونرجع البيت سوا، هنعيش مع بعض ومعدناش هنبعد خالص كمان مش هتشوف سيلا ولا حد فيهم
بدأت صحة الصغير تسوء تدريجي وهو يبكي، تألم صارخًا بتعب ثم بدأت الأجهزة بإصدار أصوات، خرجت زينة تصرخ وأتى الطبيب سريعًا كذلك الجميع اقترب، بدأت زينة تبكي كذلك سيلا التي لم تقوي على الوقوف، خرج الطبيب بعد وقت قائلاً : ممنوع الزيارة، معتش حد يدخل ليه لأنه كان بيعيط، دا طفل يعني حرام كدة
نظرات الإتهام توجهت ناحية زينة ثم تحدث رعد : أنا هدخل اقعد معاه
الطبيب : قولت ممنوع
نظر رعد له باستنكار فاقترب طبيب منه وقال : دا مالك المستشفى
الطبيب بخجل : احم أنا أسف يا دكتور اتفضل طبعًا
عاد الآخر يقول له : دا مش دكتور، دا ظابط
رد الطبيب سريعًا : باشا اتفضل
ضحكت عشق بخفة كذلك زهرة ثم أعاد رعد عشق لغرفتها ودخل يجلس مع الصغير ..
❈-❈-❈
في منزل زياد
وضعت جايدا الطعام والتعب يظهر على ملامحها لكن مهلاً هذا واجبها، دق جرس الباب فاتجهت تفتح وجدت زياد الذي تحدث قبل اي سلام قائلاً : أنتِ عاملة اكل صح ؟
جايدا بإبتسامة : عرفت منين؟
اغلق الباب ثم اتجه للداخل يتناول منه، انحنى يُقبل يدها الموضوعة على بطنها كذلك بطنها فسألته : زاد فين؟
زياد بهدوء : مع وئام
جايدا بعصبية وانفعال : وبيعمل ايه مع وئام؟ ودي أصلا بتعمل ايه في ايدك
ومسك يده ثم خلعت دبلته والقتها على الأرض، وقالت : أنا مش هخليها تاخد حاجة ملكي وبتاعتي فاهم؟ أنت وابني تخصوني ومن سنين متجيش واحدة من يومين تستولي عليكم
مسك زياد فكها بخفة ثم قال : واشمعنا أنتِ سلمتي حاجة ملكي ليه؟ اشمعنا الكلام دا عليا لوحدي
جايدا بعدم فهم : سلمت ايه؟ انا مش فاهمة
زياد بصراخ : نفسك يا جايدا أنتِ كلك كنتي ملكي، واقولك على حاجة يا جايدا أحنا معتش بينا حياة واللي مخليني مكمل اللي في بطنك
انهارت في البكاء وهي تدفع يده ثم اتجهت داخل الغرفة تبكي، جلس زياد مكانه وقد شعر بالندم على ما فعله بها، اتجه للداخل وجدها نائمة وتبكي فتمدد بجانبها يضمها من ظهرها بقوة
جايدا بصراخ وهي تدفعه : ابعد عني
زاد من ضمها وهو يُقبل عنقها، التفتت له تضمه بقوة ثم رفعت وجهها، مسح دموعها وبدأ يطبع قُبلاته على وجهها تدريجي ثم نزل لشفتيها، بدأ يتناول من شهدها ويتنهد غير متخيلاً أنها بين يديه، بث عشقه لها بطريقته
وبعد وقت وقفت في المطبخ ترتدي فستان خفيف فضفاض، ضم ظهرها قائلاً بإبتسامة : هتبردي وتفرهدي مني
جايدا : سبني انا مش بكلمك
طبع قُبلة في طرف شفتيها قائلاً : تقدري أصلاً
ضحكت بخفة ثم التفتت له تضمه بقوة، لم تصدق أن الأمور بدأت تتحسن مرة آخرى بينهما، تحدثت قائلة : أنا عايزة ارجع القاهرة جنب اهلي
زياد باستنكار : جنب اهلك! ولا نبعد عن وئام
جايدا بنفي : لا جنب اهلي بجد صدقني
انفجر ضاحكًا ثم قال بتلاعب : والله اقنعيني وأحنا نروح جنب أهلك
جايدا بخبث : ماشي
❈-❈-❈
في المستشفى
اعادت سيلا ظهرها للخلف وهي تتعلق بعنق يوسف، قَبل جبينها ثم احضر طفلها لها وقد تركت أمه الحرية لكل منهما، بدأت ترضع صغيرها وهي تتأمل يوسف الذي تحدث بضحك : بتبصي ليا كدة ليه؟
سيلا بإبتسامة : جوزي .. جوزي بجد!
يوسف بخبث : بما إني جوزك وكدة تعالي اقولك كلمة سر
واقترب يُقبل عنقها ببطء وهي تحاول دفعه قائلة : يوسف غيث ابعد
لم يستمع لها وظل يقترب ثم انهل على شهدها وما أجمل هذه اللحظة وهي حلاله، طرقات على الباب ثم دخلت الممرضة وعشق، شهقت الممرضة بخجل وانتفض يوسف مبتعدًا
سيلا بخفوت : منك لله فضحتنا
يوسف بضحك : سوري يا حلوين بس مراتي، عادي يعني
جلست عشق على طرف السرير وحمل يوسف ريان عن الممرضة، نظر باتجاهه ثم قال بمرح : رعد وهو مولود
عشق بإبتسامة : أحلى ما فيه والله
يوسف : بتموت في الشيخ رعد، معلش يا عشق على أسلوب زينة
عشق بضيق : دي عيلة حيوانة، معتش غير المهزءه دي تتكلم عن جوزي بالشكل ده، طب والله لو فيا حيل لكنت نزلت فيها ضرب خليتها ما عادت تصلح لحاجة
انفجر يوسف وسيلا ضاحكين، في حين تحدث يعقوب لرعد : بابا
رعد بإبتسامة : نعم يا حبيبي
يعقوب : عندي طلبين ممكن تعملهم
رعد وهو يربط على شعره : قول
يعقوب : عايز اشوف ليلة، هي وحشتني اوي يا بابا، انا بحبها ولما اكبر هتجوزها، هتخليها تتجوزني يا بابا
رعد بإبتسامة : اكبر بس وانا هجوزك ليلة وهعملك كل اللي نفسك فيه، شوف عايز ايه وبتحلم بأيه؟
ابتسم يعقوب له ثم قال : عايز اعيش معاك خمس أيام في الأسبوع، واتنين مع بابا يوسف وسيلا
ضحك رعد بخفة ثم اقترب يُقبل انفه الصغير، أكمل يعقوب حديثه : اة وتاني طلب عايز ارجع البيت جنب أخواتي عندك، انا مش حابب اكون هنا
رعد بإبتسامة : هعملك الاتنين من عينيا ...
وفي مساء نفس اليوم، أخذت لارا طفليها ثم وقفت أمام قصر رعد، دموعها تنساب ثم رنت عليه دقيقة وأتاها صوته : سلام عليكم
لارا : أنا لارا، واقفة بره القصر اطلعلي
عقد رعد حاجبيه باستغراب ثم قال : عشر دقايق وهبقى عندك
بالفعل نزل من المستشفى واتجه إلى القصر، وجدها تقف تحمل طفل صغير بين يديها وليلة في يدها، اندفعت ليلة له فحملها وقبل وجنتها باشتياق، تحدثت لارا : أنا أسفة أني جيت ليك بس والله ما لاقيه حد سند ليا غيرك، دا ليث ابني عنده شهرين خده، خليه معاك وخلي بالك منه يا رعد، انا خايفة أأذيه هو او اخته ومعتش جوايا طاقة لأي حاجة، أنا محتاجة أجدد طاقتي دي واقعد مع نفسي بعدين ارجع ليهم بقوتي ولأدهم
حمل رعد الصغير عنها قائلاً : بسم الله الرحمن الرحيم، تبارك الله ... لارا خليكي هنا ومحدش هيعرف، اعملي اللي عايزاه بس تكوني قدام عينينا
لارا بدموع تنساب : مش هقدر، أنا محتاجة نفسي بس يا رعد، وصدقني مش هأذي نفسي عشان ولادي، مش هعمل غلط أهلي بس خليهم معاك الوقتي .. معلش سبني على راحتي
اطلق تنهيدة بسيطة ثم قال : متغيريش رقمك، هطمن عليكي
لارا بهدوء : حاضر
قبلت كلتا طفليها ثم ذهبت، مسحت ليلة دموعها المناسبة ثم قالت : ماما هترجع قوية يا بابا أنا عارفة ومش هزعل
رعد بإبتسامة بسيطة : براڤو عليكي، بنتي القوية
عاد لسيارته ادخل الصغير القصر، ثم اخذ الأولاد كلهم واتجه للمستشفى، كان أدم يقف بجانب ليلة يمسك يدها والسعادة مرتسمة على ثغره لا تختفي .. فتح رعد الغرفة ثم قال ليعقوب : عندي ليك مفاجأة
يعقوب : ايه هي يا بابا؟
دخل الأطفال بعدما ارتدوا ملابس وقائية، ابتسم يعقوب بسعادة وهو يقول : اخواتي
اتجهوا الأطفال له واولهم فهد الذي قال : قوم يا يعقوب العب معانا وأنا والله معتش هزعلك تاني
رعد بلهفة : ولا انا يا يعقوب بجد، بس ارجع قوي واجري معانا
صقر وهو يمسك يده : أنا بحبك اوي يا يعقوب، أنت اخويا حبيبي
أسد وهو يضع يده على وجنته : أحنا منعرفش نعيش من غيرك يا يعقوب، وبنحبك اوي
اقترب أدم من اذنه قائلاً : my fav bro
يعقوب بإبتسامة : يا سلام
أكد أدم برأسه فتحدث رعد الصغير بفضول : هو قالك ايه؟
أدم مشيرًا له : متقولش لحد
يعقوب بلهفة : يا بابا ارجع مع اخواتي عشان خاطري، افرض ماما خدتني منهم
فهد بانفعال : محدش يقدر ياخدك مننا، أنت اسمك يعقوب رعد أصلا
ابتسم الأولاد ثم قال رعد : يلا اوت يا حلوين كله، يلا .. في مفاجأة تانية يا يعقوب
ابتسم يعقوب له وبدى عليه التعب فاردف : ادخل
دخلت ليلة ثم جرت عليه قائلة بلهفة : يعقوب
اقترب تضم رأسه وتحدث بلهفة : أنتِ جيتي يا ليلة بجد، انا مش مصدق
ليلة : الف ثلامة عليك، انا مكنتش اعرف انك تعبان
يعقوب : قولت لبابا عايز اشوفك وهو حقق امنيتي، شكرًا يا بابا
رعد وهو يداعب وجنته : العفو يا حبيبي ..
❈-❈-❈
مرت الأيام وانتهت فقرة المستشفى من حياتهم، أخذ رعد يعقوب على منزله بعدما جهز له غرفة مكملة، واعلم أدهم بوجود ابنائه عنده فاتجه له، حمل ابنه يُقبل جبينه ثم قال بصوت مبحوح : لارا فين؟
رعد بتنهيد : معرفش، قالتلي هي معندهاش طاقة لحاجة، اديها فرصة يا أدهم
هز رأسه بتأكيد وفرت دموعه بتعب حقيقي، أتت ليلة له ثم قالت بلهفة : بابا
حمل بجانب أخاها فاخبرته بإبتسامة : متقلقش يا بابا ماما هترجع وهتبقى كويثة خالث وهتعيش معانا، هي بتحبك اوي
أدهم بلهفة : هي قالتلك كدة يا ليلة
ليلة بتأكيد : ايوة ..
عاد زياد مع جايدا القاهرة وكان في صراع كبير مع نفسه، ما يهون عليه ويصبره الطفل الذي يقبع داخل رحمها ولا ذنب له في كل هذا
ضمت أختها جمان أمامه ثم قالت : عاملة ايه والنونو؟
جمان بإبتسامة : كويسة يا حبيبتي، هانت خلاص وهولد اهو، ادعيلي
جايدا بإبتسامة : حاضر، هروح النهاردة بليل لعشق
هزت جمان رأسها وكادت تتحدث لكنها صرخت فجأة، وضعت يدها في ظهرها فاردفت جايدا بقلق : في ايه؟
شعرت بالمياة تتدفق بين قدميها، تحدثت بصدمة : جايدا انا بولد يا جايدا
صرخت جايدا بصوت عالي : زياد تعالى بسرعة، يا زياااد
تجمع الكل وبالفعل قاموا بنقلها إلى المستشفى، ساعات مرت عليها وجايدا تجلس بقلق، كانت چيلان ترتب الأطباق مع الخدم فوجدت مالك يضمها من ظهرها قائلاً : بتعملي ايه؟
چيلان بخجل : ابعد يا مالك الخدم واقفين
مالك بمرح : هاتي بوسة وأنا ابعد
قبلت خده ثم حاولت دفعه لكنه قال : لا مش من هنا، هاتي بوسة متجوزين
قامت بعض وجنته ثم دفعته قائلة : أنت واحد مش محترم وعيب كدة
مالك بغيظ : هي بقت كدة، ماشي
وحملها بين يديه فانفجرت ضاحكة وهي تحاول دفعه، وجدت هاتفها يرن في الغرفة فأخذته تجيب : الو
جايدا ببكاء : جمان بتولد يا چيلان تعالي بسرعه مستشفى رعد
چيلان بصدمة : ايه! طيب انا جاية حالا .. مالك جمان اختي بتولد
انزلها ثم تجهز كلاهما ورن على ياسين يخبره، وصلوا المستشفى وكانت جايدا تبكي بخوف على اختها وزياد يضمها يحاول تهدئتها
دخلت چيلان ثم ضمت اختها التي بدى الإرهاق عليها، سلم زياد على مالك باليد بهدوء دقائق وأتى ياسين الذي اجتمع تركيزه على جايدا وزياد ...
تجاهلته جايدا كليًا بينما زياد يتكرر في رأسه حديث ياسين له، وقف زياد واتجه للخارج فهو لم يعد يقوي على مواجهة هذا البغيض الذي يدعى ياسين، خرج ياسين له ثم قال بسخرية : دا أنت راجل اوي يا جدع
كاد زياد يذهب لكن ياسين منعه قائلاً : انا عايز افهم أنت دماغك دي جواها ايه! أنت بجد مريض مرض مش طبيعي، والغلط عليا مش عليك عشان مسيبتش ليك دليل بس هيبقى في دليل اكبر من ...
اقترب من أذن زياد وهمس له : الشامة اللي في ضهرها
دفعه زياد بقوة ثم قال : يا خسيس يا زبالة
ضحك ياسين بقوة واستفزاز ثم قال : تحب اقولك أدلة اكتر من كدة
ذهب زياد ثم قبض على يد جايدا يجذبها، سألته باستغراب : في ايه؟
زياد بانفعال وغضب : يلا معايا
جايدا بتعب : زياد براحة انا مش قادرة واختي كمان مش هعرف اسيبها
صرخ بها بجنون : بقولك يلا
بالفعل اخذها وذهب في حين وقفت چيلان وتحدثت بغضب : أنت عملت ايه يا ياسين؟
ياسين ببرود : شيء لا يعنيكي
چيلان بانفعال وهي تدفعه : أنت مش هتبقى راجل بقى، أنت مفكر انك طول ما أنت بالأذى ده ربنا هيبعت ليك السعادة، فوق دا كل اللي بيحصل ليك من أعمالك
تجاهلها وجلس في برود تام بينما دفع زياد جايدا داخل الشقة ثم قال : بيت اهلك دا معتش هتدخليه طول ما ابني في بطنك فاهمة يا جايدا؟ اللي عايزك يجيلك
جايدا ببكاء وصراخ : أنت عملت فيا كدة ليه! أنت مفكرني حملك وبعدين خلتني اسيب أختي
زياد بصراخ جنوني : تولع اختك واللي يخصها، من كام شهر الناس دي مكنتش في حياتك ولما دخلوا كرهوني فيكي، ارحمي بقى وقدري إني عايش معاكي ومش طايق ابص في خلقتك
جايدا بعصبية مفرطة : أنا عملت ايه لكل ده!
جذب ذراعها قائلاً : وكمان بجاحتك مخلياكي تسألي كده، يا شيخة دا أنتِ الشيطان عجز قدامك
انفجرت جيوب المياة من عيناها ولم تقوي على الحديث، فأكمل قائلاً : الواحد لو يعرف حقيقة عمايلك من الأول وهو وقع في ايه والله العظيم ما كان بص ليكي ولا فكر فيكي لحظة
دفعها بشكل مبالغ وكادت تقع فاردف : انا هروح اجيب زاد من اهلك والكلام اللي قولته يتسمع
جايدا بتعب : مش بمزاجك
رد عليها بقوة : لا بمزاجي وكلمة كمان هحرمك عليا نهائي فاهمة! بكفاية كدة لحد ما تولدي عشان تعرفي تعيشي هنا، وبعد ما ابني التاني يجي مع ألف سلامة وولادي معايا، هتبقى من طريق وأنا من طريق وكملي خيانتك وقرفك بعيد عني
وضعت يدها على فمها ثم انفجرت باكية بمرار، خرج واغلق الباب بقوة ثم اتجه يحضر ابنه لمنزل وعاد لم يعبء لها، جلس في غرفة منفصلة وقام بخصامها نهائي ولم يعد يهتم بها، ازالها من حياته نهائي
في حين اشتد تعبها ولم تعد تقوى على الحركة كثيرًا، حتى الطعام لم تعد تتمكن من إعداده، تعتني بنفسها وأحيانًا تأتي چيلان أختها وتساعدها، وذات يوم دقت الباب ففتح زياد
چيلان بإبتسامة طفيفة : ازيك يا زياد
زياد بهدوء : الحمد لله، ايه النور ده! اتفضلي اختك في اوضتها
بالفعل دخلت واتجهت لغرفة أختها، شحب وجهها فور رؤية جايدا نائمة لا حول لها ولا قوة، نادت چيلان عليها : جايدا
استيقظت مفزوعة فاردفت چيلان بلهفة : بسم الله الرحمن الرحيم، اهدي دي انا چيلان
جايدا بتعب : ناوليني اشرب يا چيلان، عطشانة من الصبح ومش قادرة اجيب مايه لنفسي
انسابت دموع چيلان وهي تخرج تحضر لها ماء، وجدها زياد تبكي وبرغم القلق الذي ارتسم داخله إلا أنه ازاله بقسوة واكمل قراءة كتابه، عاد چيلان تساعدها والآخرى تشرب بنهم
چيلان بدموع : يا حبيبتي تعالي وانا هأجر شقة نقعد فيها وارعاكي لحد ما تولدي، بلاش بيت اهلك اللي حالف عليكي بيه
جايدا بارهاق : لا يا حبيبتي انا كويسة والله، هو شوية تعب النهاردة بس وبكره هبقى فلة
ضمتها چيلان وبدأت تمسد على شعرها، رفعت وجهها قائلة : مش زياد حدد فرحه على زميلته خلاص
چيلان بغيظ : دا حيوان
جايدا : يعني معقول غلطة واحدة ادفع تمنها كل ده، يا رب ما اقوم من الولادة ولا يكتبلي حياة بعدها في الدنيا دي
چيلان وهي تكتم فمها : بعيد الشر يا عبيطة متقوليش كدة، وزاد دا يروح فين؟ واخوه؟
لم تجب جايدا واكتفت بالنوم في حضن أختها ..
❈-❈-❈
" نور "
وبالفعل أصبحت نور حياته عقب قدومها، لم ينسى اللحظة التي أخذها فيها داخل حضنه من يد الممرضة، كانت تبكي لكنها سكنت في احضانه فبثت داخله شعور جديد وجميل
يعشق الفتيات أجل هو يفضل إنجابهم أكثر من الأولاد، فلم يسبق له الشعور هذا مع ابنه الكبير بيبرس ... يذهب يوميًا لرؤيتها ولم يتمكن احد من منعه عنها، أجل يسعى لرؤية جايدا لكن يهون كل شيء ابنته
حمل بيبرس أخته الصغيرة بين يديه ثم قال : لما اكبر هاخدك ونمشي بعيد عن الدنيا الوحشة دي يا نور، هخليكي فرحانة على طول مش ذيي ومش هخليكي تعيطي ذيي برضو وكمان هناخد ليلة معانا عشان أنا بحبها اوي وهنبقى فرحانين
تحدثت ثناء بإبتسامة : بتقول لأختك ايه؟
بيبرس بإبتسامة : اسرار يا تيتا مينفعش تعرفيها
ضحكت بخفة ثم قبلت جبينه، بالفعل هذا الطفل يمر بأشياء أكبر من سنه، إذا لم تتمكنوا من كونكم أهل صالحين، رجاءًا لا تنجبوا أطفال يكون الظلم الأكبر لهم، لا تفرحوا بالإنجاب ثم ينتج عنكم أطفال غير سويين فتقولوا الذنب منهم ولهم ..
جلس بيبرس مع أخته التي اخترقت وحدته وكانت له خير ونس، دائمًا ما ينظر لأولاد خالته عشق ويحزن، هم لهم بعضهم فوق أهلهم إنما هو وحيد في عائلة مشتتة لا مأوى يجمعهم بشكل جيد ..
❈-❈-❈
في شقة يوسف
دخلت سيلا غرفة يوسف وجدته ينام على ظهره وفوقه الصغير غيث، مسكين طوال الليل هو المستيقظ به وهي نائمة في غرفة آخرى بأمان وراحة نفسية متكاملة
جلست بجانبه وانحنت تُقبل وجنته ببطء، تململ ثم قال بخفوت : دا ايه الصباح الحلو ده
سيلا وهي تداعب وجنته : حلو بوجودك يا حبيبي، عارفة إن غيث تعبك
يوسف بإبتسامة : ولا يهمك عيشت من ده مع يعقوب، المهم راحته وراحة مامته
تمددت سيلا بجانبه تضمه بقوة قائلة : بحبك
يوسف بمرح : وأنا بغرق والله
وضع الصغير في سريره بحذر ثم ضم سيلا بقوة قائلاً : امته بقى نعمل فرح ونفرح وانا اخطفك
سيلا بإبتسامة : والولاد يا شاطر
يوسف بانزعاج : ايه القرف ده بقى! بفكر ابقى زوج الأم الحربوء وأنتِ مرات الأب الحربوءه ونهرب من الاتنين، نعمل أحلى شهر عسل
سيلا وهي تُقبل عنقه : محدش قالك إن كل دقيقة بعيشها معاك عسل، أنا مش مصدقة يا يوسف إن ربنا كتب لينا سوا نصيب جديد، يا رب ما يحرمني منك تاني لا أنت ولا يعقوب ولا غيث
زاد من ضمها وهي شبه فوقه، فتح يعقوب الباب ثم قال بمرح : أنا جيييت
واندفع باتجاههم يرتمي عليه، تحدثت سيلا بعتاب : كدة ينفع مش قولنا متجريش الوقتي
يعقوب وهو يضمهم : وحشتوني يا ماما
ضمت بلهفة وهو ينام فوق جسد والده ثم قالت : أنت وحشتني اكتر يا حبيبي، خد بالك من نفسك وبعدين ايه كلمة ماما اللي ذي القمر دي
يعقوب بإبتسامة : بجد! طيب قوليلي بتحبيني أنا ولا غيث؟
سيلا وهي تُقبل وجنته : أنت طبعًا بحبك قد الدنيا كلها
ظن يوسف أنها تقول هذا لعدم تولد غيرة بين الطفلين، لكنها كانت حقيقة ثم قالت بهمس ليوسف : كفاية انك ابوه وانا بعشقك اكتر من نفسي يا يوسف
عشق سيلا ليوسف ذاك العشق الجنوني الذي ينافس عشق رعد لعشق زوجته وحبيبته، لم يقل لحظة برغم مرورهم بكل هذا
عشق المتهورة الأنانية
كذلك يوسف المتهور الأناني
ارسل اللهم لهما اثنان يعشقهوهم عشق يُحكى عنه فقط في الروايات، عشق لا مثيل له، عشق قام بتغير كل ما فيهم
بدأوا يعيشوا في استقرار مع قدوم يعقوب وبقائه معهم، كانت حياتهم جميلة مثالية بشكل لطيف، اتفقوا على عمل فرح كبير مرة آخرى ومع إصرار يوسف وافقت سيلا
وذات يوم استيقظت من النوم وجدت يعقوب يضمها بقوة ويوسف يحمل غيث فوقه وكلاهما نائم، عائلة في غاية اللطف والجمال، اقتربت تُقبل ثلاثتهم ثم وقفت تأخذ دش واتجهت تحضر الإفطار، أتى يعقوب لها قائلاً : صباح الخير يا ماما يا حبيبتي
سيلا وهي تحمل : صباح النور يا حبيبي، يلا اساعدك تاخد دش وبعدين نصحي بابا
يعقوب وهي يحاوط عنقها : ماشي بس يا ماما في حفظ قرآن بابا رعد هيسمعه ليا ولسه محفظتش
سيلا بإبتسامة : هنحفظه سوا بعد الفطار حاضر
اتجهت معه إلى الحمام تساعده وداخلها ألم كبير كلما نظرت لجرح صدره، ليس له الآثر الكبير لكنها تراه، خرجت معه فوجدت يوسف يحمل غيث قائلاً : الواد ده بيكرهني اوي
سيلا بضحك : اشمعنا
يوسف : بتساعدي يعقوب ليه، معتش صغير بعدين هو كان بياخد دش لوحده
سيلا بهدوء : مفهاش حاجة يا يوسف بعدين هو لسه تعبان وانا بخاف عليه اوي، روح يلا خد دش وفوق كدة، شكلك مش لطيف خالص
طبع قُبلة على طرف فمها ثم ذهب في حين وضعت الإفطار واخذت صغيرها تجهزه لبداية يوم جديد، جلسوا على الطاولة الصغيرة يتناولوا الطعام كذلك أتت والدتها التي تسكن في الشقة المقابله لكلاً منهما
حياة في غاية الهدوء لحين دق جرس الباب، فتح يوسف فوجد شخص أمامه يقول : أنت يوسف جمال جلال الشرقاوي
يوسف بتأكيد : ايوة انا
اخرج ظرف قائلاً : جايلك إبلاغ من المحكمة اتفضل
مضى ودخل يفتح الظرف، تحدثت سيلا باستغراب : في ايه؟
يوسف بغضب وهو يلقي الورقة : الحيوانة اللي اسمها زينة رفعت قضية حضانة ليعقوب
شهقت سيلا بصدمة ثم انفجرت باكية، جلس على اقرب كرسي ثم رن على رعد الذي أجاب : سلام عليكم
يوسف : عليكم السلام، رعد زينة رفعت قضية حضانة عليا وأنا مش عارف اعمل ايه!
ظل رعد صامت قليلاً ثم قال : يوسف القانون من في صف الراجل الوقتي
يوسف بغضب : يعني ايه! هتاخد ابني مني يا رعد
رعد بهدوء : أهدى لا اكيد مش هسمح بكده، هي لسه متجوزة صح؟
يوسف بتأكيد : ايوة لسه محمد مطلقهاش
رعد بزفير : اتأكد ولو كده هنشوف والدتها دي هتعمل ايه بعدين والدتك واخواتك يتنازلوا ليك وهتاخدها عادي، او ... بس بلاش او دي الوقتي
يوسف بمرح وقد هدأ : خلينا في او دي
رعد بتفكير : خلينا ماشين بالعقل الأول
أغلق مع يوسف وسألته عشق باستغراب : في ايه؟
رد رعد عليها وهو يفكر : بنت عمك رافعة قضية حضانه على يوسف، هي مرات عمك ممكن تقبل الحضانة؟
نفت برأسها قائلة : معتقدش بس مش حرام نحرم زينة من يعقوب يا رعد، هي برضو امه واللي خلفته
ربط على كتفها قائلاً : الحرام بجد إنها تاخده يا عشق، مكنش حرام لما سابته لابوه ورمته، وبرضو مكنش حرام لما اتجوزت واحد تاني وقعدت تربي في ولاده في حين ابنها يتيم الأم، وفوق كل ده هي عايزة يعقوب عشان يوسف استقر في حياته، هي مش حابه استقرار يوسف ولا سعادة مراته وعايزة تلخبط الدنيا، لخبطة بلخبطة هي اللي بدأت
صمت قليلا ثم قال : لو كانت عايزاه عشان ابنها وحبيبها كان هيبقى في كلام تاني ...
❈-❈-❈
لم يعجب أمنيه ما فعلته ابنتها، فهي لم ترى الصحيح هذه المرة في إحضار يعقوب والعيش معها، وجدته سوف يوقف حياة ابنتها ويمنعها من السعادة، تحدثت زينة : هتاخديه يا ماما صح؟
امنية برفض قاطع : لا مش هاخده يا زينة، مش اتجوز يولع بقى كدة كدة ابنك مكنش في دماغك
زينة بغضب : مين قالك كدة! أنتِ السبب واهو مبسوط وانا اللي قاعدة جنبك
أمنية بانفعال : كله بإيدك وأنتِ مش عيلة صغيرة ينضحك عليها، طلعيني من القرف اللي عملتيه ده يا زينة
ثم تركتها واتجهت لغرفتها تغلق بقوة في حين عزمت زينة على تنفيذ مخططها ..
❈-❈-❈
وقفت تالا مع آدم تتحدث معه، سرعان ما تحول الحديث لمرح وضحك بصوت مرتفع، كان كرم يسير متجه لمكتبه وجدها، وقف قليلاً يتذكر من آدم ثم ذهب إلى مكتبه، رن على تالا التي احضر رقمها مؤخرًا
كرم بإبتسامة : حبيبتي
تالا باستغراب : مين؟
كرم وهو يمثل الزعل : كدة يا توتا ازعل منك بجد، انا كرم جوزك
تالا بسخرية : أمك حلوة!
كرم بمرح : تعالي مكتبي وأحنا نشوف الحوار ده، متتأخريش بقولك اهو
اغلقت في وجهه سرعان ما ضحك، ووقف ينتظرها ثم أتت قائلة : يا نعم
كرم وهو يقترب منها ببطء : كنتي واقفة مع مين بتضحكي، متعرفيش إني بغير عليكي ولا ايه!
تالا باستغراب : عليا أنا، دا أنت سكر اوي
كرم بمعاكسة وهو يقرص انفها : والله أنتِ اللي سكر، تتجوزيني طيب؟
اتسعت عيناها بصدمة ثم قالت : أنت هتهزر يا كرم، وش كدة وبعدين الجواز مش لعبة اللي هو لقيت واحدة حلوة يلا هوبا اتجوزيني، ونجيب اكرم وكريم وتوتا توتا خلصت الحدوتة
سألها كرم باستغراب وهو ينظر حوله : مين قال انك حلوة؟ فين الحلوة دي؟
تالا بضحك : طحن الخواطر، ابقى شوف مين هتتنيل تتجوزك وترضى بيك
كادت تذهب لكنه جذب يدها وعاد للخلف يسند على المكتب، شبك أنامله مع أناملها ثم قال لها : قوليلي بس كنتي واقفة مع مين؟
تالا وهي تحرك كتفها ببساطة : آدم
كرم بإبتسامة : ايوة منا عارف انه آدم، آدم مين برضو؟ يقربلك ايه؟
ابتسمت قائلة : كان جوزي، بص انا حصل في حياتي حاجات كتيرة اوي، وبشعة تخلي اي واحد في الدنيا يكرهني وميفكرش يحبني و ... يخربيتك أنت بتقرب كدة ليه قلبي هيوقف
كان يقترب منها ببطء ويسند جبينه على جبينها، ضحك حين قالت هذا ثم قال : سلامة قلبك يا جميل، والله مش هيبقى اوحش من الماضي بتاعي، بما إننا اصحاب ذكريات زفت ما تتجوزيني
تالا بمرح : حاضر يلا على المأذون، ربنا يهديك يا كرم
ظل يتابعها ثم حاوط خصرها قائلاً : والله بدأتي تحركي حاجات جوايا
تالا بضحك : يا واد عيب ابعد، ميصحش كده
انفجر ضاحكًا كذلك هي ثم قَبل باطن كفها، تطورت علاقته بها سريعًا وكانت علاقة مرحة يسودها الضحك والهزار، بدأ يعيش تفاصيل غريبة عنه وتمنى لو رأها منذ سنوات ...
في حين كان يجلس آدم في مكتبه ثم رن على شخص، أجاب الشخص بلهفة : كلمتها يا آدم
آدم بتأكيد : ايوة يا أمجد، مفيش حد في حياتها فأنت ممكن بقى ترجع وتجرب حظك معاها، يا ريت تقدر تسامحك
أمجد بتأكيد : هيحصل، هرجع عشانها وعشان ابني يا آدم بس محتاج فترة اظبط الأمور هنا
آدم بإبتسامة : تمام، توصل بألف سلامة ..
❈-❈-❈
خرجت جايدا من غرفتها تتجه للحمام، وقفت في منتصف الطريق تستند على قطعة أثاث بتعب واضح، استمعت لصوت زياد يتحدث مع أحدهم، كادت تذهب لكنها وجدته يقول : يا وئام خلاص كفاية، تمام يا ستي وانا كمان بحبك، سلام
سحبت كرسي بتعب تجلس عليه ثم سندت رأسها على يدها، بدأت تقول ولم تراه وهو يخرج : يا رب خدني يا رب وما يتكتب ليا يوم بعد ما اولد ابني، يا رب معتش قادرة
تحدث زياد ساخرًا : صحيح واللي ذيك يفرق معاها ايه! لا زاد ولا اللي في بطنه
رفعت وجهها ثم قالت له : زاد متعلق بيك اكتر، وكدة كدة أنت هتاخدهم، هتفرق في ايه بقى وجودي من عدمه
زياد بغضب : كمان مش عايزة تاخديهم ولو بالمحاكم، للدرجة دي مستعجلة تروحي ليه وتتجوزيه
استندت على الأثاث تقف قائلة : مفيش حاجة في الدنيا تسوى وقفتي قصادك في المحاكم يا زياد، اللي بينا مكنش قليل للدرجة دي
زياد بسخرية : هصدقك انا الوقتي حاضر
دخلت الحمام دقائق وخرجت تجلس على نفس الكرسي ترتاح، ما الذي يستحق ضعفها هذا وتورم كاحليها كذلك يديها، وهالاتها السوداء، جماله الذي ... مهلاً جايدا لا تفقد جمالها أبدًا، تحدث بانفعال : ممكن تدخلي اوضتك ومشوفكيش تاني هنا وأنا موجود
جايدا بتعب : حاضر.
حين دخلت غرفتها استمعت لصوت صراخ يليها كسر شيء، تمدد ونامت مكانها دقائق ودخل الغرفة يعنفها وجدها نائمة بإرهاق، انحنى يحدثها بانفعال : ليه يا جايدا؟ ليه تعملي فيا كدة! حرام عليكي
سند جبينه على وجنتها واغمض عيناه ولا يعرف من أين اتى له النوم ...
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية