-->

رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 13

 

قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عشق الرعد الجزء الثاني

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل الثالث عشر

في صباح يوم جديد 

اعتدلت جايدا جالسة ثم وقفت واتجهت للخارج، وجدت زياد يجلس في زاوية يتحدث في الهاتف، نظرت باتجاهه ثم اتجهت له وقد فاض بها، امسكت الهاتف والقته أرضًا تصرخ به : أنا تعبت منك، تعتب، أنا بحس مش حجر بكفاية كدة بقى 


وقف زياد قائلاً بانفعال : أنا قولتلك ألف مرة مش عايز اشوف وشك 


بدأت تصرخ وهي تلطم خديها وتمزق جلدهم بأظافرها : اهو وشي اللي مش عايز تشوفه، اهو يا زياد بشوهه عشان خاطرك 


جذب يديها سريعًا وقد غلبه المفاجأة في البداية، ثبت يديها حوله ثم قرب رأسها له، شرعت تصرخ بجنون وهي تبكي، انسابت دموعه هو الآخر ثم زاد من ضمها بقوة قائلاً : أنا أسف يا جايدا، أسف يا حبيبتي والله ما اقصد


انهارت في البكاء بتعب ورفع هو وجهها، رأى بعض الجروح التي سببتها أظافرها فضمها مرة آخرى يعتذر ويبكي، بعدت يديها التي ثبتها حوله ثم مسحت دموعه قائلة بألم : متعيطش يا زياد 


عاد يضمها بقوة وهو يمرر يده على جسدها، يبدو أن أذيتها لذاتها أثارت شيء داخله، اتجه يجلس وهي في حضنه يتفحصها جيدًا ثم قَبل يدها وجبينها ووجهها، وعاد يمسح دموعها فاردفت : أنت بتعمل فيا كدة ليه؟ مش منك يا زياد كل ده 


عاد يضمها بقوة وهو يربط على ظهرها قائلاً : اوعي تأذي نفسك تاني يا جايدا، أنا أسف يا كل حاجة ليا، قوليلي عايزة ايه بس! 


نظرت باتجاه دبلة خطوبته فقام بخلعها وإلقائها بعشوائية، بدأت تشهق ببكاء وهو يمسد على شعرها ويطيب بخاطرها، تحدث معها : أنتِ كنتي خارجة ليه؟ 


جايدا بحزن : عايز ادخل الحمام واغسل وشي وكنت جعانة اوي


قام بسندها لحين دخولها للحمام، ثم وقف يغسل لها وجهها، تأوهت بخفة فعاد يضمها وهو يربط على ظهرها معتذرًا : أنا أسف 


اتجه بها للمطبخ يحضر لها طعام، وقف أمامها يطعمها بنفسه ثم عاد بها للصالون يتمدد وهي في حضنه شبه فوقه، عادت تنام بتعب وهو يتابعها بحزن وقد بدأ بوضع مرطبات على وجهها.. 


❈-❈-❈


اليوم الإجازة

ويوجد اجتماع كبير في منزل الشافعي، حيث قام بعزومة الجميع وأصر إصرار واضح على زياد الذي اشترط عدم وجود ياسين، استجاب رعد لهذا الأمر بسبب رغبة عشق في الاطمئنان على جايدا .. أتت سيلا وبدأت تُحضر الطعام مع عشق في حماس ويعقوب يضحك ويدور حولهم فرح بالحرية التي نالها عقب عمليته 


تحدثت سيلا بإبتسامة : حاسه الدنيا رجعت تضحك ليا 


عشق بتأكيد : ايوة وليوسف 


اتجه يوسف للداخل قائلاً بمرح : حاسس حد قمر كده بيجيب ف سيرتي، ايه ده توأمي وسندي 


عشق بإبتسامة : والله أنت اللي سندي وحبيب قلبي 


سيلا بضحك : والشيخ رعد ايه نظامه؟ 


ضحكت عشق قائلة : سيبوه ف حاله، هو عارف هو ايه! .. مين جه بره يا يوسف 


بدأ يوسف بالعد بمرح : أنا وأدهم وأدم وحورية وجمان وچيلان ومالك و ... استني لسه في كتير اة وثناء وابوكي الحاج محمد 


انفجرت ضاحكة هي وسيلا ثم اتجهوا يغسلوا يديهم، أكمل يوسف قائلاً : اة ورعد قالي زياد وجايدا على وصول وعمار وهمس كمان نوروا وجاسر قريبكم ده هو ويارا ولا لارا ولا اسمها ايه! 


عشق : طيب يلا يا سيلا عشان ميبقاش شكلنا وحش 


خرجت عشق مع سيلا وبدأوا يسلموا عليهم، ابتسمت عشق وهي تحمل صغيرة جمان قائلة : ايه القمر ده! ما شاء الله سُكر، هاخدها انيمها ف اوضة الأطفال عشان تقعدي براحتك 


سيلا بإبتسامة : هاجي اشوف غيث 


يوسف بسخرية : قال هتقلقي عليه اوي يا بت، دا انا ناقص ارضعه 


تعالت ضحكات الجميع بما فيهم رعد الذي استغفر ربه، فاردف يوسف : بتقول ايه يا شيخنا؟ 


رعد بإبتسامة بسيطة : ربنا يهديك 


يوسف بضيق : تصدق بالله، أنت بتدعيها ليا من هنا وانا بحس العفاريت بتمسكني من هنا 


لم يعد أحد يسيطر على ضحكته، وأتت جايدا التي يسندها زياد، تحدثت عشق بلهفة : جوجو 


وقف المعظم يسلم عليها وهي تضحك بخفة، كانت تشتاق للجميع بكثرة وأولهم أهلها، انهمرت دموعها وهي تجلس بتعب، من الجيد انها اخفت آثار يدها على وجهها بالكريم 


وضعت عشق الصغيرة ثم عادت تجلس معهم، ابتسمت حورية قائلة : وحشتوني يا بنات والله 


عشق بضحك : وأنتِ كمان يا معدومة الكرامة 


سيلا بضحك : فاكرة، أنا الحرباية وعشق القادرة وحورية معدومة الكرامة، والله كانت أيام ... الله ما يعودها أيام


ابتسمت جايدا قائلة : أنتم صحاب من زمان بقى 


عشق : مرات اخويا ومرات صاحب جوزي 


جلس يوسف على طرف كرسي عشق ثم قال وهو يحاوط عنقها : مرات اخويا دي طالعة من بوقك جامدة، قوليها على طول 


عشق بضحك : عشان سيلا ولا عشان اخويا 


قَبل جبينها قائلاً : عشان الاتنين 


تحدث عمار بمرح : بيضحك عليكي عشان الورث 


عشق بإبتسامة : والله يوسف لو طلب عمري ما استخسره فيه، ورث ايه وعبط ايه 


يوسف بمرح : أجيب ورق التنازل يعني 


ربطت على يده قائلة : هاته يا يوسف وإن ممضتش ف لحظة يبقى بحق 


سيلا بمرح : كلنا مجتمعين على حب يوسف، مجبتش حاجة من عندي 


وقف رعد ثم همس لزياد الذي وقف واتجهوا للمكتب، أشار ليوسف بمعنى خذ مكاني، دخل المكتب هو وزياد الذي جلس قائلاً : في حاجة ولا ايه يا ... 


رعد بإبتسامة : رعد عادي يا ابني احنا فرق بينا ايه يعني! اة في الصراحة، عايز اكلمك بخصوص انك تحرم مراتك من اهلها، دا ليه؟ 


نظر زياد لأسفل ثم قال بحزن : ممكن بلاش نتكلم ف الحوار ده 


رعد بهدوء : بص تأكد إن اللي هتقوله مش هيطلع بره المكتب ده، أنت جايز ملكش تعامل معايا قد كدة بس الأيام هتثبت، وصدقني سؤالي سببه مش اكتر من اني اتأكد إنك مش بتعمل غلط


زياد بزفير : وهتفرق في ايه! 


ابتسم رعد بخفة وهو يعيد ظهره للخلف ثم قال : جايز تستغرب بس الحقيقة مراتك تبقى اخت عشق، وبالنسبة ليا دا سبب كافي يخليني ابنيلك قصر 


ضحك زياد بخفة ثم قال : للدرجة دي، دا أنت عجيب بشكل، على العموم كله بسبب صاحبك 


حرك رعد رأسه بخفة قائلاً : لو قصدك على رد فعلها أول مرة، فبصراحة لا لوم عليها لأني كنت حاضر كل ده، وشايف الحب الكبير من نحيته لدرجة حببها فيه مش العكس 


زياد باستفهام : أزاي؟ 


مرر رعد يده على ذقنه ثم قال : أنت عارف مراتك كان عندها كم سنة لما حصل اللي حصل


حرك رأسه بالنفي فاردف رعد : تمنتاشر، وبالنسبة لواحد عاقل ناضج يستنى ايه من بنت عندها تمنتاشر سنة، دا أحنا الرجالة واهو رجالة تلاقي معظمنا مستني التلاتين عشان يتجوز جوازة يعرف يختار شريكته فيها، مراتي كان عندها عشرين سنة لما اتجوزتها، خدت بتاع تلت سنين عما استوعبت الحياة وإنها بقت أم وبرضو لسه بنواجه أمور .. الخلاصة يا زياد مراتك كانت طفلة لقت واحد ناضج بيحبها ومستعد يعمل عشانها المستحيل، أنا لما شوفت حبها ليك كنت واثق منه لأنها ف مرحلة نضجها، منكرش إن قرفت من رد الفعل ف البداية بس عادي كلنا لينا ردود أفعال بدائية 


اطلق زياد تنهيدة بسيطة ثم قال : وفوق دا كله خليني أقولك إن مش دا السبب، صاحبك دمر بيتي 


حرك رعد رأسه باستفهام وبدأ زياد يقص له ما قاله، لا ينكر رعد معالم الصدمة التي صعدت لملامحه في البداية، أنهى زياد حديثه قائلاً بضعف : أنا بعشق جايدا يا رعد وفوق ما اي حد يتصور، هي روحي وعقلي وكل حاجة ليا بس لما يجي واحد و ... 


أغلق فمه والأشمئزاز ظهر على ملامحه، رد رعد بهدوء : هي مقالتش ليك إنها كانت بتلبس قصير اوي 


نفى برأسه فهز رعد رأسه ثم قال : على كل حال أنا هسألك سؤال بسيط، فين ثقتك ف مراتك؟ المفروض إنك واخد واحدة مفيش ف عقلها اي حاجة، ولا فاكرة اسمها حتى وروحت اتجوزتها، وشكلتها على كيفك، واحدة ف وسطنا كلنا كانت ماسكه ايدك أنت وبس ... 


زياد بانفعال : أنت شوفت أول رد فعل ليها 


ابتسم رعد بخفة قائلاً : أنت قولتها، اول رد فعل بانفعال وبعدها بكل هدوء بعدت وراحت بيت اهلها، لو هي وحشة كانت راحت معاه ولو هي وحشة كان اللي قاله ياسين عمله من سنين 


عقد زياد حاجبيه يفكر ثم طرق على جبهته بصدمة، ابتسم رعد قائلاً : خلي الثقة عمود بيتك يا زياد، اي حاجة في الدنيا مش هتقدر تهز البيت ده، كلنا بنتشاكل مع مراتاتنا وكلنا بنزعق وكمان بتوصل للخصام، بس في أمور لازم ولابد يكون ليها Limit معين لو تجاوزته متجيش تطلب السماح ولا تسأل بيتي اتهد ليه! 


هز زياد رأسه بتأكيد ثم اقترب بانفعال يضم رعد الذي وقف وربط على ظهره، الملجأ الذي يبحث عنه الجميع وجده زياد في رعد، خرج وخلفه رعد .. دخل زياد للغرفة واتجه حيث جايدا يُقبل باطن كفها كذلك جبينها ثم قال : أنا أسف، أنا فعلاً غبي وحمار، لو عايزة تروحي لأهلك روحي بس أنتِ تعبانة، لما تبقي كويسه اعملي اللي حباه واخرتك في بيتنا 


هزت رأسها والدموع تنساب من عيناها، تحدث يوسف بمرح : رعد عمل ليك غسيل دماغ، اشكر عشق بقى بتقعد تعيط وتنكد عليه عشان يتصرف 


ضحكت عشق مؤكدة برأسها فأكمل يوسف : محدش يغره اللي بيحصل ده، دول بيتشاكلوا اكتر مننا شخصيًا


عشق بتأكيد مرح : حصل بس بنعمل خاطر للولاد، كمان من أسس التربية الصحيحة ولادكم ميشوفكمش وأنتم بتتشاكلوا ورعد عند اللي يخص الولاد بيقف ويخليني افرمل 


دعت ثناء لهم قائلة : ربنا يحفظهم ليكم ويحميهم ويعوض تعبكم فيهم خير، ودايمًا يحنن قلبهم عليكم ويكونوا مصدر فخر ليكم في المستقبل 


عشق بإبتسامة مشرقة : بإذن الله يا خالتو طالما ولاد رعد وأنا وثقة هيجي اليوم اللي ارفع راسي فيه واقول دول ولادي 


يوسف بمرح : وأنا هجيب ليهم بنات، هخلي زيتنا في دقيقنا 


ردت عشق بمرح : معنديش مانع، هات أنت بس وأنا هربيلك وهجوزهم 


يوسف بتذكر : صحيح بمناسبة هات، انا قررت انا وسيلا هنعمل فرحنا آخر الأسبوع الجاي ورعد قال هنا في القصر وكلكم معزومين بس يا ريت تجيبوا هدايا 


عشق بضحك : الاهتمام مبيطلبش، يوسف اخويا في عالم موازي 


استمر الجو المرح بين الجميع، وعاد كل واحد لمنزله بعدما أخرج الطاقة السلبية التي بداخله، ظل يعقوب مع رعد واخواته حتى يسمع ما حفظه أولاً، كذلك بيبرس الذي طلب رعد بقائه .. صفق آدم بحماس شديد : قربت اخلص تُلتين القرآن، أنا بجد حاسس بحماس


رعد بإبتسامة : براڤو عليك يا بطل، وفكر في الهدية اللي عايزها بعد ما تخلص 


هز رأسه ثم قال يعقوب بحماس : بابا أنا عايز مبعدش عنكم خالص، ولا ماما زينة تاخدني منكم، ينفع تنفذها ووعد هحفظ كل القرآن 


رعد وهو يُقبل جبينه : اعتبرها اتنفذت 


وقف واتجه حيث بيبرس الذي يتنهد وهو يجلس وحده، جلس بجانبه يتحدث : أنت واخد جنب لوحدك ليه 


بيبرس : هما اخوات ومتعودين على بعض، محدش فيهم بيحبني 


رعد وهو يداعب شعره : مين قالك كده! كلهم اخواتك وبيحبوك اوي ذي ما بيحبوا بعض 


هز راسه واكتفى بالصمت، أشار رعد لآدم الذي أتى هو وأسد قائلين : بيبرس تقوم نوريك اوضتك الأول بعدين نيجي نقعد مع بابا 


أدم بإبتسامة : اة ودي هتبقى اوضتك هنا على طول، ذي ما كل واحد فينا ليه اوضه 


بيبرس بلهفة : بجد! 


رعد بإبتسامة : روح شوف 


اتجه مع أدم وأسد حيث غرفته التي كانت مجاورة لغرف الأطفال، انبهر بيبرس بها فهي لا تقل عن غرف الباقي، وتحمل صورة له كإثبات ملكية، وبها الكثير والكثير حيث يتوسطها سرير ويوجد مكتب كذلك ركن للجلوس، ومكان للألعاب، ورفوف بها كتب، كل شيء 


بيبرس بلهفة : دي حلوة اوي، هتبقى بتاعتي على طول 


أسد بتأكيد : أيوة حتى لو مش هتقعد هنا على طول هي خلاص ملكك، ذي ما يعقوب ليه اوضه كده وأنت اخونا 


أدم بتأكيد : ايوة وعشان اخونا هتبدأ تحفظ قرآن ذينا وتنزل النادي معانا، وتلعب كارتيه وأنشطة كتيرة اوي .. أنت أخونا يا بيبرس 


اقترب يضم الطفلين الذي كانوا مصدر سعادة وإبتسامة ترتسم على ثغره، تحدث أسد : أحنا هنا حزبين، واحد أنا وأدم وهيبقى أنت، وفي فهد ورعد ويعقوب وصقر حزب، احنا الأكبر منهم حتى لو الفرق بسيط، بس لازم نحل المشاكل بينهم ومهما قالوا او عملوا مش بنزعل منهم لأننا الأكبر 


أدم بتأكيد : أيوة فيما معنى لو حد فيهم زعلك بكلمة اعمل نفسك مش سمعتها، إنما لو أحنا زعلاناك تزعل مننا 


هز بيبرس رأسه بتأكيد ثم خرجوا وجدوا عشق تحمل أحد الصغيرين، تحدث بتوتر : هي ليلة فين يا خالتو؟ 


عشق بإبتسامة : نامت يا حبيبي، شويه وهتصحي تلعب معاكم 


بيبرس مشيرًا للصغير : دا ريان؟ 


نفت برأسها قائلة : لا دا ليث اخو ليلة الصغير، ريان نايم 


قَبل جبين الصغير ثم اتجه يلعب معهم في مرح، تحسنت نفسيته وسط الجميع وجلس رعد بجانب عشق متحدثًا بأسف : أنا غلطت لما مجبتش بيبرس هنا من أول المشكلة


عشق بتأكيد : معاك حق، بس يلا المهم جيه وتقريبًا أدم وأسد عرفوا يظبطوا مزاجه 


رعد بتنهيد : في حاجة عايزك تحلفي عليها ما تحصل 


عشق باستفهام : خير! 


نظر باتجاه الصغير ثم قال : الوقتي ليث وليلة بقوا أخوات الولاد، صقر رفض يرضع منك وكان بيرجع، يعقوب ايه نظامه؟ 


عشق بتذكر : لا يعقوب كمان، هو مرضعش مني رجع ذي صقر من أول مرة وخوفت يتعب


هز رأسه بتأكيد ثم قال : يبقى ليث وليلة اخوات ولادنا، ليلة مُحرمة على الخمس صبيان وليث مُحرم على اي بنت تيجي لينا، يعقوب وصقر محللين على ليلة ولو ربنا ادانا بنت ... احلفي الوقتي معتيش ترضعي اي حد اكتر من ولادك وبعد ليث 


عشق بزفير : الظروف يا رعد يعني بمزاجي 


اطلق رعد تنهيدة بسيطة ثم قال : بصي يا عشق ربنا ادانا خمس صبيان وأنا وظيفتي في الدنيا افرحهم، مش عايز ذرة شيء يبقى سبب في تعاستهم فاهمة! 


هزت رأسها بتأكيد ثم قالت : حاضر، والله العظيم ما هرضع أي طفل بعد ليث غير لو كان ابننا 


هز رأسه ثم قَبل جبينها واستيقظت ليلة وخرجت تبحث عنه، اتجهت لحضنه قائلة : أخواتي فين يا بابا؟ 


رعد وهو يرتب شعرها : بيلعبوا بره، متطلعيش كده اغسلي وشك وخلي الدادة تغير ليكي بعدين العبي معاهم


ليلة بإبتسامة : حاضر يا حبيبي يا بابا 


ابتسم بخفة وهو يتابعها ثم نظر باتجاه عشق التي قالت بانزعاج : الحب كله ليها، بتنساني وسط ولادك 


رعد بمرح : مش ولادي، أنتِ تقربيلي يا بنتي 


عشق وهي ترفع حاجبها : هي بقت كدة، ماشي أنت قولتها


رعد بتراجع مرح وهو يضحك : لا ازاي أنا بهزر على فكرة .. 


❈-❈-❈


وقف سيلا في بلكون شقة يوسف تتابع الطريق، وضع يوسف غيث النائم ثم اتجه لها يضمها من ظهرها، ابتسمت وداخلها يتراقص سعادة لفكرة أنها في أحضان يوسف وزوجته، لم يكن في أحلامها هذه اللحظة مرة آخرى، همس في أذنها : تعرفي العمارة اللي قدامنا دي! 


هزت رأسها بتأكيد : بتاعتك هي واللي أحنا ساكنين فيها 


نظرت باتجاهه فأكد برأسه قائلاً : كتبتهم باسمك يا سيلا وحاجات كتيرة اوي هقولك عليها، يعني صاحبهم باسمك جات على الأملاك 


سيلا بانزعاج : مش حرام في حق يعقوب 


نفى برأسه ثم قال : يعقوب هيعمل لنفسه أكتر وبعدين أنا منستوش، عقبال ما اكتب لولادنا 


ظلت تتأمله قليلاً فزاد من ضمها يُقبل جبينها ثم قال : عمري ما حسيت بالمشاعر دي مع حد، أنا مش عارف أعبر بس أنا ... أنا بعشقك يا سيلا بتنفسك 


اطلقت سيلا تنهيدة بسيطة ثم قالت : يمكن لو كنا فضلنا سوا مكنتش هتحبني بالشكل ده، الحمد لله كله خير فعلاً 


يوسف بإبتسامة : الخير الحقيقي وجودك في حياتي


انحنى يهمس في أذنها : مستني يوم فرحنا بفارغ الصبر 


التفتت له تضمه بقوة وهو يبادلها ثم رفعها ودار بها قليلاً، انفجرت ضاحكة بصوت مرتفع ثم قالت : عارف ايه أحلى حاجة فيك 


يوسف بإبتسامة : ايه! 


سيلا وهو تمسك ذراعيه : أني مهما تخنت او بقيت كلبوظة هتقدر تشيلني، حاجة تافهه بس تعني ليا كتير


يوسف بمرح : مش هي تافهه! انا بقى هفضل شايلك العمر كله لو عايزه 


ردت عليه بإبتسامة مشرقة : بحبك 


قَبل جبينها بتطويل ثم قال : وأنا بموت فيكي .. 


❈-❈-❈


الليلة تركت تالا ابنها عند والدتها بسبب قيام كرم بدعوها على العشاء، وقفت تتأمل النيل ثم استنشقت الهواء وهو يتابعها، يومًا خلف يوم يتحرك شيء نحيتها داخله، فجأة مسك يدها وانطلق يجري وهي معه ثم وقف حين بدأ المطر، انفجرت ضاحكة وهي تدور حول نفسها كطفلة نالت الحرية للتو 


ناد عليها بصوت مرتفع : تالا 


نظرت باتجاهه فأكمل : أنا ببقى مبسوط اوي جنبك، مش عايز الوقتي يعدي نهائي، حاسس إني اتولدت من جديد معاكي 


ضحكت بخفة فاقترب يمسك يدها قائلاً : خليكي جنبي 


تالا بتأكيد : أنا جنبك اهو ومش هسيبك 


طبع قُبلة على جبينها ثم ضمها بقوة، في نفس الوقت كان أدم يمر بسيارته ثم وقف قائلاً : مش دا كرم طليق سيلا 


ضيقت حورية عيناها ثم أكدت برأسها : ايوة فعلاً هو، دا ايه العوض السريع ده 


ضحك كلاهما ثم ذهب بسيارته، نظرت تالا له ثم قالت : مش يلا اروح بقى 


كرم بإبتسامة : يلا 


بدأ يسير معها وهو ممسك بيدها حتى وصلا، تركها عند الباب ثم قَبل وجنتها بقوة فابتسمت قائلة : تصبح على خير يا كوكو 


كرم بانزعاج : ايه الدلع ده! عيب يا بشمهندسة 


قبلت وجنته بقوة ثم اغلقت الباب فانفجر ضاحكًا وهو يقول : ماشي ... 


❈-❈-❈


كانت جايدا تشاهد التلفاز بصمت عقب نوم ابنها الصغير، جلس زياد بجانبها والصمت يعم بين الاثنين، قاطعته جايدا قائلة بهدوء : كلمت وئام ولا لسه؟ 


زياد بتنهيد : لا لسه مكلمتهاش 


اكتفت بهز رأسها والدموع لمعت في عيناها، تحدثت بتعب : أنت حبيتها 


اطلق زفير متعب ثم قال : جايدا أنتِ شايفة حياة بينا بعد اللي حصل دا كله 


اتسعت عيناها وانهمرت دموعها قائلة : أومال اعتذارك مني و ... أنت بتقول ايه! أنا مش لعبة بمزاجك تحركها ولا حبي تسلية ليك يا زياد 


اطلق زفير قبل أن يقول : مش بتسلى بس أنا معتش شايف بينا سعادة يا جايدا، هعطيكي الشقة والولاد لو عايزاهم وهتجوز قريب من هنا عشان اشوف ولادي، وكل واحد يروح لحاله 


اعتدلت واقفة وهي تصرخ به : يعني أنت شايف كده، أنا فعلاً اللي نزلت من نفسي ليك وقدامك لدرجة بقيت تبص لنفسك ومشاعرك بس 


وقف زياد أمامها ثم قال بحدة : كله بسببك واللي وصلنا ليه منك من الأول يا جايدا 


جايدا بصراخ جنوني : وأنا كان ذنبي ايه! أنا عيشت حياة أسود من السواد لدرجة أني كنت بشحت عشان أكل، أنا اتحرمت من أهلي ومخدتش فرصة ادخل كلية كويسة واكمل تعليمي، أهلي فقرا بس واحدة في طب والتانية في صيدلة وأنا ايه يا زياد .. أنا ولا اي حاجة، أنا مشوفتش لحظى سعادة حتى جنب ياسين، لأني كنت عايشه في كدبة كبيرة اوي جنبه، انا مشوفتش السعادة غير جنبك يا زياد 


جلست مكانها تبكي بتعب ثم قالت : أنا حبيت الحب اللي كان المفروض يتقسم على ابويا وامي واخواتي وأهلي وصحابي وكل حد اعرفه، أنا ملقتش غيرك فمحبتش حد قدك ولا هحب .. مش لأني معنديش كرامة لازقة فيك، لا يا زياد دا لأني فضلتك واختارتك وخسارتي ليك معناها موتي 


اطلقت تنهيدة قوية ثم قالت بهدوء : خلاص يا زياد لو الطلاق هيريحك، أنا موافقة 


عادت تقف ثم دخلت غرفتها تتمدد ونامت بتعب، ظل زياد مكانه ووضع وجهه بين يديه، رن هاتفه برقم وئام فأجاب : ايوة يا وئام 


وئام باستغراب : فينك؟ عماله برن عليك وأنت مش بترد 


زياد بزفير : مفيش يا وئام، قابليني بكره عايزك في موضوع


وئام : تمام .. 


❈-❈-❈


وقفت همس تتابع صغيرها الذي في تجاوز العامين وهو يسير ثم وقف يصفق بمرح، اطلق زفير متعب وهي تنظر باتجاه عمار الذي يقرأ في احد الكتب بانشغال، تحدثت بضيق واضح : أنت هتفضل كدة كتير ساكت 


عقد حاجبيه باستغراب ثم سألها : كده اللي هو أزاي؟ 


همس بغضب جحيمي : ابني يا عمار اللي أختك استولت عليه، أنا تعبت وعايزاه مليش دعوة، مش كفاية بيشوف اخوه مش بيقرب منه حتى 


أغلق عمار الكتاب ثم قال : والمفروض اعمل ايه؟ اروح اضربه واجيبه غصب عنه ولا ارفع قضية حضانه على أختي 


حركت كتفها بلامبالة ثم قالت : شيء لا يعنيني المهم ابني يجي، بعدين هي فين الأخت دي! دا كل حاجة يوسف يوسف يوسف ولا كأنك اخوها ودمها 


وقف عمار ثم جذب ذراعها قائلاً بحدة : أنتِ مفكرة إنك لو قولتي كلام الدنيا كله ممكن اشيل ذرة من أختي، تبقي عبيطة يا همس وأختي عشق خط أحمر، مش واحدة اعرفها أول امبارح هتقدر توقع بينا بكلمتين، الباب دا تقفليه عشان مقفلش الباب معاكي خالص 


دفعته بغضب صارخة : أعمل نفسك مش واخد بالك بس أنا عايزة ابني، هرفع قضية عليه لو مدتوش ليا 


عاد عمار يجلس ببرود ثم قال : روحي خديه ولو منعتك يبقى بحق، بس حاولي تنسيه اخواته وحياته وبيته اللي وعى عليه وفوق كل ده تكملي اللي رعد بيعمله معاه 


همس وهي تهز رأسها : قول إنك بقى شيلت ايدك منه ومش عايزه 


عمار بهدوء : أنا عايز سعادته ومصلحته، هو عارف إننا أهله ومتأكد إننا عايزينه وبكره هيرجع لينا بس بمزاجه، ربنا بعت ليكي ولد وريني تربيتك وشوفي تربية أختي غير كده متفتحيش الموضوع 


انسابت دموعها وهي تقول : بس دا ابني أنا وهي معاها خمسة 


عمار بحدة : محدش قالك سبيه من الأول، بس عشان خاطر ربنا مش أنتِ هقولها تبعته ليكي كل يوم سبت طول النهار 


عقدت حاجبيها قائلة : بس ... وشغلي؟ خليه يجي الجمعة


اطلق زفير مغتاظ وهو يقف قائلاً : ما تختاري يا الشغل يا ابنك بعدين الجمعة مستحيل، أنتِ عارفة الجمعة رعد بيبقى عامل حبس إنفرادي للكل وابن يوسف بيروح، هتيجي وتاخديه من بين اخواته ابقي قابليني .. هو السبت وأنتِ وشطارتك اقنعيه يقعد 


هزت رأسها بتفكير : ماشي السبت السبت.. 


❈-❈-❈


جلس زياد أمام وئام الذي بدى على ملامحها التوتر، مسكت يده الموضوع على المنضدة بأريحة ثم قالت : مالك؟ 


رد عليه بهدوء وهو يسحب يده : مفيش، بصي يا وئام أنا علاقتي بجايدا متوترة اوي ومن البداية قولتلك أنا بحبها اوي ومش هقدر اتجاوز اللي كان بينا 


هزت رأسها بتأكيد ثم قال : وأنا قولتلك راضيه، وجيت وراك مكان ما روحت عشان بحبك 


اطلق تنهيدة بسيطة ثم قال : عارف بس انا .. مش هقدر اقولك جيت عشان قررنا نكمل سوا لأن قبل ما اكلمك كنا اتفاقنا على الطلاق بس الحقيقة اني مش هقدر اعيش حتى مع واحدة غيرها، هي استنزفت من اللي جوايا والباقي خدته ليها خالص 


تجمعت دموعها وهي تقول بحزن : يعني ايه؟ 


حرك رأسه بالنفي ثم خلع اخرج دبلته واردف : أنا اسف بس انا بجد مش عايز العب بيكي


حركت رأسها بتفهم وذهبت دون حديث فقط تبكي، اطلق تنهيدة قوية وكأن حجز وانزاح من فوقه.. 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعان

وقفت عشق أمام سيلا التي تضحك بصوت عالي، جمعت شعرها لأعلى ثم وضعت فرشة مكياج، تقف حورية على يمينها وتقول بمرح : ايوة يا عشق يا جامدة ورينا مواهبك 


سيلا بضحك : حاجة سيمبل وحياة عيالك، مش عايزاه مولد 


ابتسمت جايدا قائلة : على فكرة ضحكة سيلا وملامحها نفسها مش محتاجة حاجة 


ارسلت سيلا قُبلة لها ثم بدأت عشق بعملها، تحدثت حورية بمرح : كفاية ضحك يا سيلا هتبوظي الميك آب قبل ما يتعمل 


سيلا بمرح : يا ولاد النهاردة فرحي على يوسف، محدش يقول بطلي ضحك أنا بجد الدنيا مش سيعاني


طرقات على الباب ثم ادخل يوسف رأسه قائلاً : ممكن ادخل


عشق بإبتسامة : تعالى لسه مبدأناش 


اتجه للداخل قائلاً : كنت رايح البس بس قولت اجي اخد بوسه على الماشي كده 


وقفت سيلا ثم اتجهت له تحضنه، تحدثت بمرح : يا روحي النهاردة فرحنا يا يوسف 


حاوط خصرها قائلاً : والله نفسي اجيب مزمار بلدي واقعد ارقص شهر قدام


وضعت جايدا يدها على خدها ثم قالت : ربنا يسعدكم ويعوضكم خير سوا 


ضم يوسف سيلا بقوة وهو يقول بصوت عالي : يا رب 


تحدثت عشق بمرح : دا طلعت قصيرة اوي، خدت بالي البسها كعب عشان تبقى قريبه منك على الأقل 


يوسف وهو يُقبل جبين سيلا : او متلبسهاش وأنا هشيلها طول الفرح، لو قولتلك أنا في حياتي ما كنت مبسوط قد النهاردة مش هتصدقوا


نظرت سيلا له ثم ابتسمت بدموع، تحدث بإبتسامة : والله ما عايز اسيبها 


عشق بإبتسامة : معلش كلها كم ساعة وخدها العمر كله جنبك


فتح يوسف ذراعه لعشق قائلاً : تعالي في حضني أنتِ كمان


اتجهت تضمه هي الآخرى فقبل جبينها ثم قال : تعرفي أنك أحسن أخت في الدنيا 


عشق : عارفة يا حبيبي انا خسارة فيك أصلاً 


يوسف : والله حقيقة يا عشق، يلا هسيبكم وبليل اشوفكم


قَبل أنف سيلا التي ابتسمت ثم ذهب، كاد ينزل وجد يعقوب في غرفة اتجه له مع رعد الذي كاد يتجه له، وجد يعقوب يقول : يا غيث عيب تروح مع بابا وماما شهر العسل، دا ميصحش خالص، أنت تقعد معايا هنا .. يوووه أنت مش بترد ليه؟ على فكرة لو روحت أنا هزعل منك عشان كدة غلط 


نظر رعد باتجاه يوسف وكلاهما ضحك، ثم دخل يوسف وحمله قائلاً : هو دا فاهم حاجة يا قرد 


يعقوب : لازم يعقل يا بابا زينا 


عاد رعد يضحك واتجهوا حيث من المفترض أن يتجهزوا، ومعهم زياد كذلك أتى مالك وجميع الشباب إلا ياسين، رن ياسين على رعد الذي أجاب : أيوة 


ياسين بعتاب : ومالو يا رعد اجتمعت معاهم عليا وبقيت لوحدي عشان المدام وأهلها 


رد رعد عليه : زياد ومراته هنا عشان أهلها عايزين يشوفوها وبسبب حضرتك والتصرفات اللي مفهاش ريحة الرجولة مش عارف اقولك تعالى 


اطلق زفير غاضب ثم قال : تمام اطلع انا قدام القصر، ومش هدخل عشان زياد باشا ميزعلش 


رعد : طالع 


دقائق وكان رعد يقف أمام ياسين الذي يشتعل غضبًا من صديقه، تحدث ياسين وهو يدفعه : فرحان اوي وسطهم، فرحان إنك ضهر للكل إنما صاحبك حبيبك مش قادر تبقى ... حرام عليك أنا دا أكتر وقت محتاجك فيه يا رعد، أنا محدش جنبي 


دفعه رعد قائلاً بغضب : يعني أنا لو نصحتك هتاخد بنصيحتي يا ياسين، أنا ولا مرة بنصحك غير لما تطلع العيوب فيا، تبص لبيتي ومراتي وأقل حاجة في حياتي وتقولي عليها، كل اللي جوه يا ياسين كبير وصغير عاملني احترام إلا أنت وبتبقى واخد كلامي أني قاصد اطلعك غلطان، بس أنا ببقى خايف عليك 


صرخ بجنون في رعد : وكل مرة مش بتاخد راجع إلا المرة اللي مفيش حد جنبي فيها 


رعد بانفعال : كل مرة محدش بيبقى جنبك يا ياسين، ولو زعلان اوي فهقولك اهو اطلع من حياة زياد ومراته وبعدين تعالى ليا وكلمني


ضرب ياسين زجاج السيارة وهو يقول : أنا اللي عرفتها وشوفتها الأول، هي تخصني وأنا حبيتها لوحدي كل الحب ده 


استغفر رعد ثم قال : مش بمزاجك هي مش نصيبك فاهم؟ هي مراته وأنت ليك مراتك وحياتك، يا ياسين الأنانية عمرها ما بتفيد ولا رمي المحصنات بالكلام بيقربهم، حرام عليك البنت بتموت بسببك، زياد حرمها من اهلها ومكنش هو كمان جنبها ومعدتش بتقدر تمشي خطوة وكله منك 


صمت ياسين قليلاً ثم قال : لو كانت عشق مكان جايدا، كنت هتعمل ايه؟ 


رد رعد عليه بثقة : أنا سعادتي في سعادة اللي بحبهم، ومفيش حاجة في الدنيا تخليني أبقى ضهر لكل دول غير عشق، ولو سعادتها مع شخص تاني هسيبها، أنا ربنا خلقني لعبادته وسعادة عشق بعدين سعادة ولادي وبعدين اي حاجة تانية تيجي 


ياسين بزفير : أنا مش أنت، لو أنت ملاك فأنا مش ملاك 


ضحك رعد بسخرية ثم قال : أنا بمثل المثالية يا ياسين، لكل واحد عيوبه وميزاته، الأنانية برضو فيا بس أنا مبفكرش في نفسي أول حاجة 


نظر ياسين حوله كالتائه ثم قال لرعد : اعمل ايه يا رعد؟ أنا ... فوقت لقتني لوحدي 


رعد وهو يربط على كتفه : أنت مش لوحدك، ولو بقيت اوحش إنسان في الدنيا مش هسيبك عشان أنت صاحب عمري


اقترب ياسين يحتضن رعد ثم بكى وهو يقول : أنا عيشت سنين أحلم بيوم واحد جنب جايدا يا رعد، أنا اتمنيتها أكتر ما أهلها أتمنوا يشوفوها وكنت عايش جنب جمان عشان شبهها 


كاد رعد يجيب لكن زياد قال له : وأنا حبيتها حُب لو عيشت عمرك مش هتقدر توصل لنصه 


ابتعد ياسين ثم قال له : أنا أحق فيها منك 


التمعت الدموع في أعين زياد ثم قال : أنا هسيبها بعد ما تخلف 


ظل ياسين قليلاً يفكر ثم قال : حتى لو هي عمرها ما هتحبني ربعك، هي رفضت إني امسك أيدها عشانك


اقترب زياد ولم يتردد في تسديد لكمة قوية لياسين، يليها آخرى ثم قال : اتفو على اللي رباك كان محتاج يتعلم التربية عشان يعرف يربي 


عاد زياد داخل القصر ثم ابتسم رعد قائلاً : بيجبرني احترمه بسبب احترامه، أنا لو مكانه مكنتش هفكر مرتين قبل ما اقتلك 


ياسين وهو يمسح طرف أنفه : فعلاً .. ليها حق تحبه 


رعد بإبتسامة بسيطة : أخلاق دكاترة فعلاً 


ياسين باستفهام : وأنا أخلاق ايه؟ 


رفع رعد حاجبه ثم تعالت ضحكات الاثنان، وقف الحراس في زهول تام لرؤية ضحكة الرعد وكم كان هذا غريب عليهم، تحدث ياسين باستغراب : فين بسام؟ 


رعد بتذكر : واخد إجازة كم يوم، هيجي بليل 


اكتفى بهز راسه وذهب في حين رن رعد على بسام الذي أجاب : نعم يا باشا 


رعد بهدوء : تاني يا بسام! مراتك عاملة ايه؟ 


بسام بتنهيد : الحمد لله، ادعي ليها يا باشا 


رعد بأسف : بدعي يا بسام ومتنساش داوا مرضاكم بالصدقة، تصدق وبإذن الله متشوفش فيها حاجة وحشة 


بسام : حاضر يا باشا، متحرمش منك 


أغلق مع بسام ثم دخل قائلاً بصوت عالي نسبيًا : يا جيش رعد تعالوا هنا 


اجتمع الأطفال وأتى معهم بيبرس وزاد، انحنى على أدم ابنه ثم قال : هتطلع مع الأمن توزعوا فلوس وهدايا على اليتامى والمساكين وتخلوهم يدعو لمرات عمو بسام، فهمت يا أدم 


أدم وهو يؤكد برأسه : حاضر يا بابا .. زاد وبيبرس هيجوا معانا 


رعد بتأكيد : ايوة وخدوا أحمد مالك كمان هو بيلعب بره 


انطلق الأطفال ورن على الحراس يأخذوهم، أتى المساء وأنتهى الأطفال مما يفعلوه ثم بدلوا ملابسهم، الحفلة كانت في غاية الجمال، يغلبها الكثير من الورود البيضاء ويحضر فيها فقط الأقربون 


اتى جميع عائلة يوسف بما فيهم زينة التي لم تكن تعلم لما أتت، دخل كرم مع تالا التي كانت تحاول استيعاب أنها أتت لزفاف طليقة كرم معه، ما هذا السلام النفسي الذي بينهما .. سلمت على عشق التي ابتسمت بود قائلة : نورتينا، هو أنا شوفتك قبل كدة؟ 


تالا بإبتسامة : مش عارفة 


نظرت باتجاه كرم الذي أشار بطرف عيناه ثم رفع يده فضحكت قائلة : أنتِ ذي القمر 


تالا بخجل : تسلمي والله عيونك الحلوين 


خرج يوسف واطلق زياد صفير عالي كذلك عمار، ابتسم ثم وقفت عشق بجانبه تمسد على كتفه فقَبل جبينها وضمها، خرجت سيلا الممسكه بيد أخيها، بدأ الجميع يصفق واطلق مالك صفير عالي كذلك كرم الذي نظر يوسف له وابتسم


وقفت سيلا أمام يوسف الذي جذب يديها ثم قَبل يدها وجبينها، تحدث بمرح : ايه القمر ده يا بت! 


ضحكت بصوت عالي ثم نظرت حولها بتوتر، هو أيضًا توتر وهو ينظر حوله فتعالت ضحكات الجميع، انحنى يضمها ثم دار بها فضربته عشق قائلة بمرح : مش الوقتي 


ضحك الجميع وبدأت الأغاني، حاوط خصرها وهو يُقبل جبينها بتطويل وهو يدندن بكلمات الأغنية لها 


" استنيت سنين كتير يوم اللقا 

واتمنيت اعيش معاك وافرح بقى 

انا حبيت هواك عشان أجمل هوا 

حلوة في عيني الدنيا طول ما احنا سوا "


نظر رعد باتجاه عشق التي تقف مقابل إياه، لمعت عيناه وهو يستمع للمقطع هذا :


" يوم ورا يوم بنام وأقوم على شوقي ليك 

دا انا حسيت بحياتي لما لقيت عينيك 

بحلم بيك 

بحلم بيك 

بحلم بيك

أنا بحلم بيك " 


نظر زياد باتجاه جايدا التي تتابعه بأعين يغلبها العتاب، اقترب مالك من چيلان يفتح يد لها، ابتسمت وهي ترقص معه 


" بحلم بيك، بحلم بيك، بحلم بيك 

أنا بحلم بيك 

أحلى كلام غرام اوام قولته عليك 

والأحلام حرام دا لو متكونش ليك 

سبني ادوب يدوب لقاك وقته ابتدى 

سبني اتوه واضيع في الحب ده " 


مسك يوسف يديها يُقبلهما ثم قال بصوت عالي :


" يوم ورا يوم بنام واقوم على شوقي ليك

دا أنا حسيت بحياتي لما لقيت عينيك 

بحلم بيك، بحلم بيك، بحلم بيك

أنا بحلم بيك " 


أنتهت الأغنيه وهو يضمها بقوة ونظر باتجاه رعد الذي همس له : وصبرًا جميل 


ضحك يوسف وهو يؤكد بصوت عالي : فعلاً وصبرًا جميل


استمرت الحفلة في جو مرح رائع، لم يتوقف يوسف عن الرقص والتعبير عن فرحته بسيلا، ثم خرج يعقوب الذي جرى على يوسف الذي حمله ودار به، بدأ يرقص معه والصغير يضحك كذلك سيلا التي حملته تُقبل وجهه، ثم نزل وجرى حيث رعد الذي حمله 


لم ينظر باتجاه أمه خوفًا أن تأخذه من وسط هؤلاء، خرج الأطفال تدريجي وبالتأكيد وقفوا بهدوء حسب تعليمات رعد، اتجهت عشق وسطهم تمسك يد فهد وأسد، اتجهت زهرة لها فاردفت : دول ولادي يا زوزو 


زهرة بإبتسامة : تبارك الله، هيطلعوا وحشين لمين؟ مامتهم وباباهم حلوين وطيبين 


ظلوا طوال الحفلة في جو جميل وبدأ الجميع يتجه حيث يوسف وسيلا، وصل كرم أمامهم قائلاً : ألف مبروك يا عصافير 


يوسف بإبتسامة : عقبالك يا دكتور، ومتشكر على البوقين الحلوين اللي قولتهم في المستشفى 


كرم وهو يدفع تالا للأمام بخفة حتى تكون موازيه له : العفو، واعرفكم تالا زميلة ليا ومعيدة محترمة 


نظرت سيلا باتجاهه فغمز لها لتنفجر ضاحكة ثم قالت : صداقة سعيدة يا كرم 


أشار لها بالصمت ثم ضحك وعاد هو وتالا، اقتربت عشق منها قائلة : هو ناوي ولا ايه؟ 


سيلا بإبتسامة : أيوة، الظاهر حبها ولا ايه مش عارفة


يوسف : بس جامدة، تستاهل بصراحة 


جذبت سيلا طرف قميصه فهو خلع الجاكت ثم قالت : لو جدع خليني اسمعها تاني 


يوسف : أسفين يا حكومة 


مر الفرح مرور الكرام وأنتهت الحفلة، تركت سيلا ابنها هذه الليلة مع عشق ثم عادت لمنزل يوسف معه .. 


❈-❈-❈


وقف رعد مع بسام الذي احضر لدقائق لأجل خاطر رعد، ربط رعد على كتفه قائلاً بحزن لأجله : بإذن الله تبقى بخير، ادعيلها 


رد بسام عليه بحزن : خلاص يا باشا وأنا متشكر على اللي الولاد عملوه، الأمن قالي 


انزعج رعد من تصرف الأمن ثم أكمل بسام : معلش مأثر في الشغل بس ... 


رعد بحدة طفيفة : متقولش كدة، احنا أخوات من غير شغل ويلا روح لمراتك وبإذن الله بكره أنا وعشق هنيجي نشوفها 


بسام بهدوء : ملوش لزوم 


أشار رعد له ثم قال : عيب كده، أحنا أخوات 


اتجه بسام إلى المستشفى ودخل، وجد أخت زوجته والتي تدعى جميلة وهي سكرتيرة رعد أيضًا، جلس بجانبها ثم قال : الدكتور قال حاجة؟ 


نفت برأسها وهي تحاول منع دموعها، تحدث بتنهيد : هتبقى كويسه 


هزت رأسها ووقف يلقي آخر نظرة باتجاه زوجته، أغمض عيناه بقوة وهو يدعي داخله أن يشفيها الله له ولأولاده، دقائق مرت ثم فتحت عيناها فتحدث بلهفة : جميلة فاقت، بصي خلاص فاقت 


اتجهت سريعًا تقف بجانبه، ابتسمت زوجة بسام قائلة : ولادنا 


عقدت جميلة حاجبيها فاردفت بسام : ولادنا 


أكملت : ولادنا أمانة في رقبتك ورقبة جميلة 


جميلة باستفهام : هي قالت جميلة! 


هز رأسه قائلاً بحزن : بتوصينا على ولادنا 


اطلق تنهيدة وهو يدير وجهه ثم شهقت زوجته بخفة، وضعت جميلة يدها على قلبها وهي تقول : بسام ... بسام


نظر باتجاه زوجته سرعان ما بدأ يصرخ بجنون : يا دكتووور .. دكتووور 


أتى الطبيب دقيقة وخرج قائلاً : البقاء لله ... 


❈-❈-❈


كاد زياد يقترب ويساعد جايدا لكنها دفعته عنها، بدأت تصعد وهي تستند على رف السلم، جلست بتعب وهي تقول بدموع : يا رب 


جلس زياد بجانبها قائلاً : مش هيبقى فيها حاجة لو ساعدتك 


جايدا بهدوء : فاكر يا زياد أول مرة شوفتك، كأني كنت بجري في ضلمة وفي الآخر تعبت ووقعت فجات ليا طاقة النور


تنهد متذكرًا : وأنا كنت شبه اللي عايش بدون هدف، وكنتي أنتِ هدفه الجديد


ابتسمت بخفة ثم قالت : جايز منكملش سوا بس مش هتجوز بعدك عشان نبقى سوا في الآخرة، هطلبك من ربنا


نظر لها فاقتربت له تضمه، دفنت وجهها في تجويف عنقه ولم تعبء للضربات التي تحدث في بطنها، ضمها له قائلا : أنا أسف يا جايدا 


زادت من ضمه وهي تستنشق رائحته براحه حقيقية، تحتفظ بها داخلها ثم قالت : في حضنك البداية، وفي حضنك النهاية 


قَبل جبينها ثم ظل قليلا على وضعه، دقيقتان ووجد الدماء تملأ السلم، شعر بانسحاب روحه وهو يعيدها للخلف ثم بدأ ينادي عليها : جايدا .. جايدا .. جايدا ردي عليا .. جايدا 


خرجت صرخة منه هزت المكان كله وهو يضمها بقوة : جااايددااا ...

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة