-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر -اقتباس الفصل 36

 

قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


اقتباس

الفصل السادس والثلاثون



انتهت الرقصة الرومانسية بين العروسين ليذهبًا إلى مقرهم الأساسي في الحفل وهو اعتلاء المنصة التي كانت مصممة بأناقة على هيئة تاج لتناسب الأمير وعروسه.

استغلت رؤى لتعدو بخطوات مسرعة نحو طاولة العائلة، لتبادرهم القول بتلهف:

- ماما يا ماما، شوفتي الفرح، شوفتي العرسان يا خالتى، دا كمان لو روحتوا معانا السيسشن، كان يجنن.

التوى ثغر الأخيرة لترمقها صامتة بسخط، وردت نرجس:

- شوفنا يا اختي، وشوفنا كمان تنطيطك ولا اكنك عيلة صغيرة ومش عاملة حساب حد، مش عروسة وعلى وش جواز.

رددت خلفها بعدم استيعاب، مشيرة بسبابتها نحوها:

- أنا على وش جواز يا ماما؟

- ايوة عروسة وعلى وش جواز، يعني ترسي كدة عشان لو شافك حد من الناس اللي هنا وحط عينه عليكي، ميقولش هبلة. 

قالتها أمنية بتصنع الجدية، امام نظرات خطيبها والذي كان جالسًا يتابع بصمت مريب، ولكن الفضول دفعها لتردف بتساؤل:

- ثم إيه حكاية السيشن دي كمان اللي اتأخرتوا فيه، هو مش منظر طبيعي وخلاص، يتنيلوا يا خدوا فيه لقطتين الكاميرا!

تبسمت بشقاوة تحرك رأسها أمامها مغيظة لتقول:

- مش هقولك، هسيبك كدة تتفاجئي وانتي بتتفرجي عليهم دلوقتي ع الشاشة، واعرفي لوحدك .

ختمت بإخراج لسانها لتزيد بعدم اكتراثها:

- وهروح بقى اكمل رقص مع اصحابي، عشان لما يشوفني عريس زي ما بتقولي، ياخد ديلوا في سنانه ويجري.

قالتها وذهبت كما أتت لتعقب في اثرها أمنية بغيظ:

- ايه بت الهبلة دي؟ هي بتكلمني كدة ليه؟

عاد ابراهيم ليحدجها بثاقبتيه مرددًا بتحذير:

- سيبك منها يا أمنية واقفلي بوقك دا شوية، ولا انتي كان عندك غاية تروحي معاهم؟

نفت على الفور مرددة:

- لا لا لا طبعُا، انا كفاية اني جيت معاك، دي تسوى الدنيا بحالها .

صمت يطالعها رافعًا حاجبه بتشكيك، قبل أن يلتفت نحو والدته التي وقفت فجأة تقول على مضض:

- انا رايحة اسلم وابارك، مش ناقصة ابوك يعملها حكاية.

- وانا كمان رايحة معاكي 

قالتها نرجس، ف اتجهت أمنية له سائلة:

- واحنا يا ابراهيم، هنروح معاهم ولا نروح لوحدنا؟

ضيق عينيه قليلًا بتفكير، قبل أن يجيبها:

- خليهم يسبقونا، واحنا نبقى نحصلهم. 


❈-❈-❈


 طنت مجيدة وماما، مش شايلين عيونهم من علينا.

قالتها لينا وعينيها تختطف النظرات نحوهن، التف هو نحو الجهة التي تقصدها، ليعود اليها معقبًا:

- اعذريهم يا ستي ما هم لازم يستغربوا، دول ياما شاهدوا خناقتنا.

زمت شفتيها لترد بابتسامة مستترة ودلال يليق بها:

- وهما شافونا دلوقتي بقينا حبايب يعني؟ عشان بس واقفة معاك هيعملوها حكاية.

توسع ثغره بابتسامة عذبة، يطالعها بإعجاب وانبهار، رائعة بكل خصالها، حتى وهي مجنونة تنفعل على أتفه الأسباب، تتشاجر بحدة غير اَبهة بأي شيء او صفة الذي يقف أمامها، ولكن في المقابل ، تملك من سمات الجمال ما ينصبها ملكة، ومع ذلك تتصرف بطبيعتها دون تصنع، 

تذكر حينما أتى متأخرًا ليصطحب شقيقه والعروس خطيبته لموقع التصوير، وقعت عينيه عليها وقد كانت خارجة من صالون التجميل كأميرة يونانية من إحدى أساطير الخيال، لقد توقف قلبه عن النبض لحظات قبل ان يستعيد خفقانه مرة أخرى، كي يملك رباط جأشه حتى يستطيع التعامل معها بثبات. 

المناكفة الشرسة، لها قدرة عجيبة على تحريك الماء الراكد حتى يصبح حمم بركان مشتعلة، وقد أحيت فؤاده بعد سنوات عديدة من سباته. 

طال في تأمله لها، حتى جعلها تخرج عن صمتها قائلة:

- مالك يا عم ساكت ليه؟ أنا بكلمك على فكرة. 

عاد للضحك مرددًا:

- طب ما انا عارف ان انتي بتكلميني، لازم يعني ارد على كل سؤال؟

افتر فاهاها باندهاش لتضرب كفًا بالآخرى تقول:

- مفيش فايدة فيكم انتوا يا ظباط، التناكة بتجري في دمكم، اموت واعرف، هي الصفة دي بتاخدوها في المناهج، ولا انتوا بتتولدوا بيها يعني ولا ايه؟

عقب ساخرًا يضيف عليها:

- لا وانتي الصادقة، دي بتبقى من أساسيات المعايير اللي بيتم اختيارنا عليها.

- كمااان

بنصف شهقة تفوهت بها ضاحكة، قبل أن تلتف رأسها مع الجميع نحو الشاشة التي كانت تعرض الصور التي تم التقاطها للعروسين منذ قليل، بعدة اوضاع، وعدة أماكن مع موسيقى تصويرية، تجذب انتباه الحضور، وتأسر أسماعهم .

وقفا الاثنان يتطلعان كالبقية بقلوب مبتهجة وحالمة، عدة دقائق زيادة من فرح المحبين، وغيظ الأخرين، حتى إذا انتهت توقف حسن بالميكرفون معلنًا:

- مساء الخير يا جماعة، انا عارف ان ناس كتير كانت فاكراها خطوبة عادية بس احنا حبينا نعملها مفاجأة، اتفضل يا عم الشيخ.

قالها متجهًا بأنظاره نحو مدخل القاعة،  والتفت رؤس الحاضرين بالتبعية خلفه، نحو رجل الدين الذي كان يتقدم بخطواته، بصحبة مسعود أبو ليلية، لتنطلق الزغاريد القوية من زبيدة وأنيسة ومجيدة التي كانت تردد بالأدعية الحافظة، واضعة كف يدها على موضع قلبها تخشى ان يتوقف من الفرحة. 

أمام الذهول الذي اكتنف المدعوين، تحرك فريق من عمال القاعة، بطاولة عقد القران في الوسط، والتي كانت مجهزة من قبل ذلك باتفاق مسبق، حتى إذا وصل الشيخ جلس على كرسيه دون انتظار، هلل ابو ليلة بصوت عالي.

- ما تزغرتوا يا جماعة، زودا فرحتنا .

انطلقت دفعة قوية لعدد من النساء يشاركن اهل العروسين فكان الصخب على أشده.


وفي الجهة الأخرى 

تسمر واقفًا لمدة من الوقت لا يستوعب الصدمة، رغم كل ما يحدث ويراه من دلائل من حوله، وكأنه في عالم اخر، يكذب عينيه التي كانت تجول وتتنقل دون هوادة عليها وعلى الملعون الذي يسحبها بحمائية نحو طاولة عقد القران، استعاد وعيه على احتجاج والدته من خلفه:

- كتب كتاب يا نرجس وكنتوا مخبين علينا، ليه يا حبيبتي هنحسدكم؟

هتفت الاَخيرة تجيب بدفاعية:

- والله ما اعرف يا اختي، انا زي زيك .

- نعم.

تفوه بها وهو يستدير بجسده نحوهن يردف بهدوء مريب:

- انتي بتقولي ايه؟ يعني المأذون هيعقد ع المحروسة وانتي متعرفيش يا خالتي؟ ازاي يعني؟

ملامحه كانت مظلمة، مخيفة حتى لأمنية التي ارتعبت من هيئته، لتضيف هي الأخرى بلجلجة، رغم سلامة موقفها:

- احنا متفاجئين زينا زيكم والله، ما كنتش اتصور انها تطالع بالندالة دي وتخبي عن أهلها كمااان.

- عشان كرديات وهبل.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة