-->

رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 13

 

  قراءة رواية العذاب رجل كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية العذاب رجل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثالث عشر



أخفى جاسر مرحه حين طُرِقَ الباب فوجدها شهد حيث دخلت صامته وأخرجت من جيب مئزرها مبلغ نقدى ووضعته على سطح مكتبه وكادت أن تغادر فإستوقفها


- إيه ده؟!


- فلوس


- بتوع إيه؟!


- حضرتك مش كنت مديني سلفه عشان تمن الهدوم والتليفون


- آه وإنتى لسه هتقبضي بعد بكره


- آه بس ربنا كرمني بمكافأه قولت أسدد جزء من ديوني محدش ضامن عمره


- لو مت انا مسامحك فيهم طلعيهم صدقه على روحي


انتفضت فزعه : بعد الشر عنك ان شاء الله اللى يكرهك انا كان قصدي على روحي


إنكسر قناعه الجامد بلحظه وتلاشت نبرته البارده لتصبح حانيه مع بسمه هادئه وعينان تتأملها بحب : بعد الشر عن روحك الغاليه 


كاد قلبها أن يتوقف وهى تنظر إليه وتاهت الكلمات من عقلها فتابع بهدوء وهو يقترب منها قليلاً : اعتبريهم هديه مني وكده مفيش عليكي ديون


حين ذكر الدين إنكسر السحر الذى يلف المكان وصرخت بلا مقدمه : لأ 


أجفل لصرختها المفاجئه فإستعاد إتزانه سريعاً وأشار بعينيه تجاه النقود : خودي الفلوس دي وهتتخصم من مرتبك زى ما اتفقنا دلوقتي الدنيا ملخبطه ف الحسابات لأنى مشغول وإن شاء الله قريب نعين شيف جديد وأعرف اتابع اشغالي ودلوقتي اتفضلي على شغلك


أومأت بصمت وخرجت تشعر بالضيق والحزن فعمله بالمطبخ كان نسيم يريح قلبها المشتاق لكن يبدو أن جاسر  الجاد قد عاد فقد وصلها خبر بأنه تم التعاقد مع طاهي جديد سيستلم عمله بالغد مما جعلها تبحث عن طريقه لتتأكد من ذلك وهل هذا سيعيد جاسر  القديم ويبدو أن مخاوفها تحققت بالفعل


  ❈-❈-❈


حاولت شهد ألا تبدي أى ضيق حتى لا توبخها فرح كالعاده وبطريق العوده إلى المنزل تصنعت المرح وهى تقترح عليهن


-بقولكم إيه ما تيجي نقضي الويك اند المره دي عالنيل


رفعت فرح حاجبها : الويل ند مين؟!


فزوت شهد جانب فمها بسخريه: نهايه الإسبوع ياجاهله


-إسم النبى حارسك وصاينك يا مثقفه وهنروح النيل نهبب إيه هناك


عقبت زيزي بمرح : هنغنيله يا نيل يا منيل جينالك اهوه ههههههه


ضحكت هند معها لكن فرح تابعت حديثها مع شهد : وياترى معاكى تمن ركوب مركب ف النيل بلاش المركب هنتفرج على جمال الميه، معاكى بقى فلوس مواصلات لحد النيل 


تذمرت شهد بضيق : إيه الإحباط ده


- دا مش إحباط دا واقع القرشين اللى معانا يادوب يجيبوا أول الشهر بالعافيه دا لو مشحتناش قبلها بختنا كده يوم ما اشتغلنا هنا كنا آخر الشهر أصلا ومتحسبش والشهر دا تحسيه يومه بإتنين مش عاوز يخلص وبدل ما تمسكى ايدك عشان ربنا يسترها معانا ويعدى على خير بتخترعلنا مصاريف من الهوا


- ييييه حرام نتبسطلنا شويه يعنى


- عاوزه تنبسطى اعملى حلة فشار واترزعى ف البلكونه كوليها بلاش فقع مراره وخلى احلامك واقعيه بدل ما الزقك كف يفوقك


- يووووهووو


ضاقت عيناها مستفسره : ثم إيه ويك إند دى


-سمعتها من زبونه كانت بترغى واما سالت زيزي قالتلى معناها


أشاحت زيزي بوجهها بعيداً لكن فرح لم تبالى بها وهتفت بحده فى شهد : آه لا فوقى وركزى ومتقلديش الزباين لتنسى نفسك وتلبسى ف الحيط


أنكست رأسها بضيق : حاضر


عاد جاسر إلى أعماله بعد أن أتى بطاهٍ جديد وبدى اليأس والضيق واضحين على شهد  وقد لاحظ الجميع ذلك عدا جاسر فمنذ حديثهما الأخير وهو يتجنبها 


  ❈-❈-❈


أتى مجموعه من الشباب الطائشين لتناول الطعام فى المطعم وأزعجوا رواده كما أساءوا إلى عماله وحين وصل الخبر إلى جاسر أمر الأمن بطردهم فخرجوا منزعجين وجلسوا بسياراتهم على مقربه من المطعم يعاقرون الخمر ولسوء ححظ هند خرجت تلقى ببعض المهملات بحاوية النفايات خلف المطعم وقد رآها أحدهم وقبل أن تنتبه له كانوا يحاوطونها بضحكاتهم المخيفه


- شوفتوا لقيت ايه


- شكلنا هننبسط


أصابتها الصدمه ووقفت جامدة بلا حراك، لا تقوى على الصراخ وطلب النجده ولم يشعر بها أحد لكن عز الذى أصبح لا يفعل شيء سوى العناية بها لاحظ تأخرها فخرج ليجدها شاحبة الوجه جاحظة العينين بين حفنة من الذئاب البشرية لم يهتموا لأحد وقد مزق أحدهم مقدمة ثيابها ويمسك الآخر بخصلات شعرها وأنفاسهم الكريهة تخنقها وبلحظة لم يعد عز كما هو ولا يعلم أى من هؤلاء الحمقى كيف قفز بينهم كالفهد الغاضب يفتك بكل ما تطاله مخالبه وتأوهاتهم المتألمة هى من أنبهت عمال المطعم بوجود شجار بالخارج ولكنهم صعقوا لرؤية عز بهذه الشراسه وأبلغ أحدهم شريف وجاسر اللذان وقفا جامدين حين رأيا الموقف فعز لا يحتاج مساعده رغم كثرة من يتعارك معهم وبعد أن تركهم كلا يتألم بإصابته وقف يلهث حتى إستعاد أنفاسه وأراد مباغتتهم مجدداً لكن جاسر تدخل ومنعه ولم يطلب لهم الشرطه فقد يُضر عز بسبب ضربه لهم وحين واتتهم الفرصه فروا هاربين


  ❈-❈-❈


عاد كل منهم إلى عمله بينما تمسكت هند بذراع عز بقوه ولم تتركه ولم تتوجه إلى شهد كما تفعل دوماً فإبتسم عز بهدوء ونظر إلى شهد


- متقلقيش هيا معايا


تنهدت شهد بضيق : أيوه بس لو فضلت هنا هتتعب أكتر


- طيب والعمل


- تروح


تدخلت فرح : معتقدتش إن رؤيتها لمرات ابوكى دلوقتى هتفيد نفسيتها


-معاكى حق طب وبعدين


هتف عز بحماس : أقولك أنا هخدها


رفعت فرح حاجبها : تاخدها فين


- نتمشى نتعشى نتنشى أهو هنلاقى اماكن كتير حلوه تغير فيها جو وهاتى نمرتك عشان لو حصل حاجه اكلمك


- ماشي خود نمرة شهد


أسرعت شهد بالقول : استنى اما اخدلها اجازه بس ربنا يستر ومستر جاسر يوافق


أومأ عز ببسمه متسعه : هيوافق بإذن الله


  ❈-❈-❈


أسرعت شهد إلى مكتب جاسر ليس فقط من أجل هند بل لرغبتها فى رؤيته فقد إشتاقته كثيراً  حين طرقت باب مكتبه ودخلت أجابها دون أن يرفع رأسه عن الأوراق التى بيده 


- خير يا شهد


- عاوزه أجازه باقى اليوم


رفع رأسه ينظر إليها بقلق خفى : خير عندك مشكله ولا حاجه


-آه البت تعبانه


قضب جبينه : بنت مين


-هند


تنهد بإرتياح : طب ثوانى 


امسك هاتفه فسألته سريعاً: هتعمل إيه


-هتصل لها بدكتور


حركت رأسها رافضه : لأ هيا مش محتاجه دكتور محتاجه تخرج تتنفس بس


ترك الهاتف : امم تبقى انتى كمان عاوزه باقى اليوم اجازه


- ليه


- هتسبيها لوحدها


- لأ عز معاها


رفع حاجبيه : عز!


-آه قافشه فيه ومش راضيه تسيبه


أخفى بسمه كادت تهرب منه بصعوبه : يبقى كده الاجازه التانيه لعز


إتسعت عيناها متفاجئه فقد سهت عن هذا : تصدق آه لازم ياخد أجازه هو كمان


حرك رأسه يائسا : روحى يا شهد روحى


لم تبالى بضيقه الأهم أنها تحدثت إليه وعادت متحمسة لتخبرهما : خدتلكم اجازه


فعقب عز بسخريه : عندى إحساس إن مستر جاسر اللى فكرك


فغرت فاهها :وانت ايش عرفك كنت بتتصنت


رفع حاجبه : اتصنت ازاى إنتى هبله إذا كنت متعتعتش من هنا 


- اومال عرفت ازاى؟!


- توقعت


قضبت جبينها  بضيق حين أحست أنه يسخر منها لذا قلدت فرح بغضبها : طب ياخوبا اتكلوا وخد بالك منها لو جرالها حاجه هسلخ جلدك عن عضمك واعلقك بالمقلوب على باب بيتكم


إبتلع ريقه بقلق : حاجه! حاجه زى إيه؟!


فعقبت ببلاهه : أى حاجه حتى لو زكام


حاول إستيعاب هذيها : إنتى هبله وأنا همنع عنها المرض ازاى؟!


تأففت بإنزعاج : دا مجرد تشبيه يلا انجزوا ورانا شغل آه وخود النمره أهه


أومأ سريعاً ثم مد يده يأخذ الورقة التي تحمل رقم هاتف شهد ثم أمسك بيد هند وأسرعا الخطى إلى الخارج وحين أحس بإرتباكها إبتسم بود


-تعالى متخافيش 


وقف بها على الرصيف يفكر : نروح فين نروح فين

 

ثم هتف بسعاده : وجدتها


ركض يجرها خلفه يمسك بيدها ومن يراهما لا يصدق أنها هى المتشبثه به وليس العكس حتى وصلا إلى أحد المساجد الأثريه وهتف بحماس


- هنا بلاقى سلام نفسى مقولكيش


نظرت إلى المكان بذهول فقضب جبينه : اسمك هند صح؟


أومأت بصمت فعادت بسمته : آه يبقى مغلطتش إنتى مسلمه مش كده؟


أومأت مجدداً : طيب اومال مطروبه ليه؟!


- طط طب أأفررض اان اانا ممكننتش ممسسلممه


- عادى كنت هشوف ديانتك إيه واوديكى دار العباده المناسبه هيا معضله انا عن نفسى برتاح هنا فأكيد كل واحد بيرتاح ف دار العباده اللى تناسبه دى روحانيات ملهاش دعوه الراحه النفسيه دايما بتبقى ف التواجد ف الأماكن المريحه نفسيا وطبعا مفيش أحسن من بيت الله ثم إن الجامع أثرى والسواح والمصريين ف كل مكان وأغلب السواح دول من ديانات تانيه لكن بيحبوا ييجوا هنا المكان جميل وواسع ومريح نفسيا فعلا


أومأت له بصمت فتابع بحماس : وأهو الواحد يمتع عينيه بالجمال


حينها مرت سائحتان أمامه فنظرت إليه بسخط وقبل أن توبخه وجدته يشير إلى الأمام 


-شايفه الجمال شايفه الفن زخارف مر عليها آلالاف السنين بس لسه بجمالها شايفه الإتقان مش بس إتقان اللي صمم لأ إتقان اللى نفذ مفيش عامل كبر ولا طنش وقال يعنى الحته دى اللى هتفرق مفيش سنتي واحد فيه غلطه 


أحست بالحرج من سوء ظنها به فليس هذا الشاب من يكن بهذا السوء 


ظلا يتجولان يشاهدان القباب العاليه والمآذن الشامخة ويتمتعا برؤية الزخارف والتصميمات العظيمه التى تؤكد سمو من بناها ورغبته فى إظهار بيت الله بأفضل صوره ولكى يحيا مئات السنين شامخاً عابقاً بذكر الله


هتف عز بحماس مجدداً : أنا هتوضا تكونى اتوضيتى ونصلى


ثم تركها تنظر فى إثره بعدم فهى لا تعلم عن الصلاه شئ ولا عن الوضوء ولم يساعدها أحد من قبل ولم تفكر بالأمر أبدا فكيف لها أن تعلم وهى تتنقل من سيء إلى أسوأ من أب سيء إلى زوج أم أسوأ وكلاهما قاتل!


حين عاد وجدها تقف كما كانت فقضب جبينه متعجباً: إيه دا متوضتيس ليه؟!


-ممببعرررفش


اتسعت عيناه لوهله ثم أخفى صدمته سريعاً لكى لا يحرجها : بسيطه استنى


غاب لدقيقه وعاد يحمل زجاجه مياه كبيره وأخذ هند وخرجا حتى أصبحا بالطريق فنظر إلى حائط بجانب الطريق 


- تعالي


ووقف بجواره : بصى امسكى الازازه وصبى بالراحه على ايدي ومتدلقيش أوى عشان الازازه تكفينا

أومأت له بصمت : بدأ بغسل يده


-تغسليها كده تلات مرات


ثم أخذ منها الزجاجه وطلب منها أن تعيد ما فعله ونفذ الخطوات تباعاً وبين كل خطوة كان يتوقف لتعيد تنفيذها حتى وصل إلى غسل قدميه وكاد أن يمسح على جوربه لكنه تذكر جهلها بالأمر وقد تعتقد أنها لابد أن ترتدى جورب بكل مره وتمسح عليه وبدلا من إطالة شرح قد يربكها حاليا خلع الجوربين وغسل قدميه ثم أعاد إرتدائهما وارتداء حذائه وبعد أن إنتهى كلاهما من الوضوء


-يلا بينا امشى بشويش عشان رجلك ماتتربش


دخلا إلى المسجد مره أخرى وإختار بقعه خاليه ووقف يستعد ليقيم الصلاه بها


-اوقفى هنا وأنا هنا اللى أقوله تقولي زيه بالحرف واللى اعمله تعملى زيه بالظبط أنا هتكلم بصوت واضح عشان تسمعينى لكن انتى عيدى ورايا بصوت واطي ماشي


أومأت له بصمت وهى تظن أنها لن تجاريه لكنه كان يقرأ بصوت واضح هادئ بطيء كلمة بكلمة متفهمًا تلعثمها لكنها شعرت بسلام غريب لم تشعر به يومًا وتلاشى تلعثمها تماماً وهى تعيد خلفه ما يقوله وحين سجدت أحست وكان نيران قلبها تختفى فجأة


-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ثم نظر للجهه الأخرى السلام عليكم ورحمة الله


ثم استدار ليجدها تُسلم فإبتسم بود : حرمًا


- حرمًا


- لأ اما حد يقولك حرمًا قولى جمعًا


- جمعًا


ثم أوضح لها : ملك الحسنات بيبقى عاليمين عشان كده لما بنسلم بنقول وبركاته لكن ملك السيئات بيبقى عالشمال أما بنسلم مبنقولهاش فهمتي


أومأت ببسمه هادئه 


-شاطره بقولك أنا جوعت تعالى نضرب سندوتشين وبعدها علبتين كانز أقولك هنخربها النهارده ونجيب كيسين شيبسى كمان


أومأت بسعاده ظهرت جليا على وجهها فأشعرته بالرضا


بعد أن أنهيا الطعام جلس يلهث : الواحد بقى شبه البطه البلدى


ضحكت بمرح : آه والله يا أأخويا لازم نهضم، الكانز بدل ما يهضم نفخلى كرشى


نظر إلى معدته المسطحه ورفع حاجبه مستنكرا : لا بقى كرشى يعترض أنا ف نيتى اربيه 


ضحكت بقوه فإبتسم لسعادتها فتابعت مستفسره : طب وو هنرووح فين


لاحظ أن تلعثمها خف كثيراً لكنه لم يعقب: امم أقولك امم هنخربها


امسك بعبوة الصودا يتجرع آخر قطره بها وهو يغمض عينا ويفتح أخرى


- امم بقول ايه، مانروح الملاهى


فغرت فاهها بصدمه لكنه لم يراها وتابع بحماس مرح : آه نفسى اتمرجح واتزحلق عمرى ماروحت الحتت دي ولو قولت لجوز التيران اللى عندي هيتريقوا عليا


- ااخواتك


- آه بس الوسطاني اللى بعرف اتفاهم معاه مهما كانت الكارثه بيتقبلها ويحاول يحلها بعقل عكس الكبير خالص بخاف اكح معاه بالغلط يقلبنى غطا حله مطبق


ضحكت بقوه حتى ادمعت عيناها وقضيا يوماً لن ينساه أى منهما مطلقاً حتى حل المساء


-يلا نروح بقى لشهد تنفذ تهديدها وتعلقنى 


عدلت هند كلماته : قالت هتسلخك الأول


-ودا شيء يحفزنى إنى اجرى بيكى على بيتكم


لقد قضت يوما خياليا بصحبته فقدت به كل مخاوفها ونسيت احزانها وتلعثمها وظلت تصف  له الطريق  حتى كادا يصلا ولكن منعا للعقاب هاتف شهد


- الو


- أيوه 


نظر إلى الهاتف متفاجئا لذاك الصوت الصارم وظن أنه أخطأ بالرقم


- مش دي نمرة شهد


- نمرتها مش نمرتها إنت مين


حينها انتبه إلى الصوت وتعرف عليه : تبقي فرح


- وانت مين


- انا عز


إزدادت حدتها حد  الصراخ : ليلة اللي خلفوك سوده، وديت البت فين ياحيوان


أبعد الهاتف عن أذنه ونظر إلى هند : فرح دى ابوكى مش كده


أومأت له ببسمه مرحه فتأفف بضيق وأعاد الهاتف إلى أذنه 


- انا على باب شارعكم أنا وهند هتيجى تاخديها ولا ارجعها المطعم ولا أعمل إيه 


- خليك عندك جيالك


ثم أغلقت الهاتف بوجهه فإنتفض ينظر إلى هند


- اعوذ بالله بتفكرنى بأخويا الكبير إنتى بتتعاملي معاها ازاى؟!


- زي ما بتعامل اخوك


- أنا مبعاملوش أنا بتجنبه بخاف اغلط بكلمه يلزقنى ف الحيط


- لأ فرح طيبه معايا بس مع اللى بره بتبقى عصبيه


- عصبيه قصدك غوريلا كان فاضلها ثانيه وتنط ف كرشى من السماعه


- مين اللى غوريلا ياشمبنزى انت!


إنتفض فزعا فلم يشعر بها : أنا أنا...


ثم إبتعد ووقف خلف هند : بنتكم اهه مش ناقصه شعره آه


- خدتها فين؟


- كنت بنزهها ف الحديقه


- نعم!


تدخلت هند مدافعة عنه : مفيش حاجه حصلت عشان تتعصبى عز كان كويس أوى معايا طول النهار


-هيبان


أغفلت عن كون هند تتحدث بسلاسه فى وجود عز فقد إلتهت بهذا الأحمق الذى يحاول أن يبدو قويا خاصه حين تحرك من خلف هند ووقف أمام فرح بشجاعه زائفه


-أنا مش خايف منك أنا مغلطتش أنا مبيهمنيش أنا مروح


ثم إبتعد بخطوات ثابته لكنها ثلاثه خطوات فقط ثم ركض مرتعبا فضحكت هند لهيئته فنظرت لها فرح بتمعن فكتمت هند ضحكتها بيدها وأخفضت راسه فأومأت فرح مع لمعة سعاده وسألتها بود يخالف تماما عن نبرتها الحاده مع عز


-انبسطتى


رفعت رأسها سريعاً : كان يوم زى الحلم


- ياااه طب كويس المهم انك مبسوطه


- أوى


- ربنا يسعدك ياحبيبتى


- ويخليكى ليا يافيرو


ثم بدأتا بالسير بإتجاه المنزل حينها تذكرت أن هند حدثتها بلا تلعثم أمام عز لكنها لم تبدى أهميه للموضوع فهى كانت تحادثها بأى حال لكن كونها ظلت طوال اليوم برفقة رجل وتعود بهذا المرح ذاك ما جعلها تبدأ بالقلق عز ليس سيئا يبدو بسيطاً ساذجاً لكن هند لن تتحمل تجربه فاشله فإذا تعلقت به وهو فقط يشفق عليها سيدمرها وإذا أحبها هل سيحبها لدرجة أن يحميها من تهكم عائلته والمحيطين به حين تتلعثم أمامهم لكن ضحكة هند المفاجئة منعتها من الإسترسال فى أفكارها السوداويه فنظرت لها فرح تطالب بتفسير 


-تصدقى بيقول عليكى أبويا


أومأت بسخريه : آه وأمك الحاجه شهد قاعده تقزقز لب ومستنايانا ف البلكونه يلا ومتعمليش صوت للحيزبونه مرات أبوها تسمعنا وإحنا داخلين


-يلا


 ❈-❈-❈


عاد عز إلى المنزل يشعر بسعاده لم يختبرها من قبل وحين  وصل غرفته نام بثيابه من فرط تعبه دون أن ينتبه لعينا ميرا الحاقده فقد أصبحت أى سعاده لغيرها تزعجها بشده لكنها لم تدقق بالأمر فبكل الأحوال عز لا يعنيها بشيء


منذ هذا اليوم أصبح عز أكثر حماساً للعمل وإختفى أى تلعثم لهند بصحبته حتى لو تواجد أى رجل آخر فقد أصبح درعها الحصين وبدأت فرح تتابعهما ولاحظت أن عز يبادل هند نفس المشاعر لكنه لم يعترف لها بعد كما أنه يفخر بها ويقدرها لذا لم تعد مخاوف فرح تساورها بشأنهما لكن يتبقى أن يتشجع ويتقدم خطوه للأمام ويعترف بهذا الحب


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة