-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر -اقتباس الفصل 34

 

قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


اقتباس

الفصل الرابع والثلاثون



وفي داخل السيارة، كان الجدال على أشده بعد أن فاجئها بقراره:

- كان لازم تبلغني من الأول يا حسن، ازاي يعني عايز الخطوبة في قاعة، انا عملت حسابي في حاجة ع الضيق في شقتنا.

- وانا كمان كنت عامل حسابي على كدة، بس مكدبش عليكي بقى لما حسبناها أنا ووالدتي، لقينا ان الموضوع هيبقى مرهق، احنا قرايبنا كتير ومينفعش نعزم حد ونسيب حد

زفرت تشيح بوجهها للناحية الأخرى ولكنه لاحقها بقوله:

- الأمر مش مستاهل العصبية ولا الضيقة دي كلها يا شهد. 

طالعته ببعض الضيق، ولسانها يعجز عن قول السبب الحقيقي لرفضها، فمن أين ستأتي بالمال الذي يغطي هذه الليلة بهذا الفعل المفاجئ، خرج صوتها تجادله بعتب علّ هذه الطريقة تثنيه عن هذا الأمر:

- إنت شايفه أمر مش مستاهل، لكن انا شايفاه العكس، هي الحاجات دي سلق بيض، دا لازملها تجهيز وحجز القاعة، حتى الفستان هنا في الشقة، غير ما هيبقى هناك في القاعة، إمتى هلحق اعمل دا كله؟

بابتسامة عذبة رد ببساطة أذهلتها:

- ولا تحملي أي هم، القاعة اتحجزت من امبارح،  اخويا أمين اتصرف مع واحد معرفة والراجل قام بالواجب وجامله، أما بقى عن الفستان والبيوتي سنتر، فدول أمرهم سهل يا شهد، نقي اللي انتي عايزاه اون لاين وانا سداد يا ستي .

هتفت معترضة بانفعال:

- تاني مصاريف يا حسن؟ هو احنا لحقنا من الشبكة ولا الهدايا، عشان تفتح في الحاجات الفارغة دي؟

ضحك يزيد بغيظها ليرد بتسلية أدهشتها:

- الله يا شهد، انتي بقيتي زوجة مصرية أصلية، واحنا لسة ع البر، أمال لما ندخل في الجد هتعملي إيه؟

قاومت بصعوبة ضحكة ملحة، حتى لا تضعف أمامه، فبدت مرتسمة على ملامحها كابتسامة مستترة، رأى هو ذلك فامتد طرف سبابته يداعب على أنفها، لتحدجه بنظرة محذرة بهمس:

- خلي بالك يا عم الناس واخدة بالها، مش كفاية قعدتنا في العربية كدة مكشوفين قدامهم. 

رد مشاكسًا:

- واعملك إيه طيب؟ ما انتي اللي عاملة تحذيراتك عشان مدخلش في عدم وجود راجل في البيت.

- أيوة طبعًا، اللي محرماه على اختي وخطيبها لا يمكن اعمل عكسه.

قالتها بإصرار زاده إعجابًا بها، قبل أن تُغير لتعود  للنقاش مرة أخرى:

- نرجع لمرجعونا، ياريت يا حسن ترجع عن قرارك، وتخلي الكلام ده لليلة الكبيرة، اهي ليلتك وانت حر فيها، أما ليلة الخطوبة دي على أهل العروسة، يعني.....

- ليلة مين اللي على العروسة؟

قالها بمقاطعة مستفسرًا، وكان ردها بعفوية:

- ما انا قولتلك يا حسن، دي عادتنا من زمان .

ارتفعت رأسه يهزهزها بتفهم قائلًا:

- ااه يعني هي الحكاية كدة، لا ستي احنا معندناش الكلام ده، يعني سيبك من الرغي بقى واقتنعي، ياريتني سيبت مجيدة معايا وموصلتهاش قبل ما نيجي، عشان كانت سبتتك في ثواني.

فتحت فاهاها، وهمت ان تواصل بعندها ولكن اوقفها:

- قفلي بقى يا شهد،  لاتصلك بيها، وهي تشوف شغلها معاكي


❈-❈-❈


كان حسن في طريقه لمغادرة المنطقة بأكملها حينما تفاجأ بهذا المعتوه حينما تصدر بجسده أمام السيارة التي كانت تسير ببطء نظرًا للكثافة السكانية بها.

- ابو نسب.

هتف بها ليجبر الاَخر على التوقف مدمدًا بضيق:

- ودا ماله ده؟

تحرك ابراهيم ليلتف إليه ناحية النافذة واقترب يخاطبه بود غريب عنه:

- ماشي على طول، طب سلم يا سيدي، دا احنا حتى هنبقى عدايل .

- عدايل!

أيوة عدايل امال ايه؟ ازيك يا بشمهندس، نورت الحارة .

هتف بها ابراهيم وامتدت كفه إليه يريد مصافحته، ف اضطر أن يخرج له ذراعه من النافذة التي انفتح زجاجها، مرددًا ببعض المجاملة رغم انزعاجه من هذا الأسلوب الغريب:

- اهلا يا ابراهيم، عامل ايه؟

هتف بصوت عالي باعتراض:

- لا يا سيدي، انا مينفعش معايا السؤال كدة من باب العربية، انت تنزل معايا ع القهوة ناخد فنجانين ولا كوبايتين شاي، ساعتها بقى هقولك عامل ايه؟ وكل اللي انت عايزه 

طالعه حسن صامتًا بازبهلال فهذه اللطف المبالغ فيه، لم يألفه منه على الإطلاق، واصل ابراهيم استعراضه:

- ايه يا عم البشمهندس سكت ليه؟ ولا يكونش هتتكبر على اهل المنطقة، دا احنا حتى كلنا ولاد تسعة، وعروستك ست الحارة مننا.

زفرة سريعة اطلقها حسن قبل ان يرد على كلماته:

- تكبر ايه يا عم انت كمان؟ انا بس مستعجل، من الصبح برا وعايز اريح شوية. 

بإصرار أكبر اردف بمزيد من الطف:

- والله عارف انك من الصبح مع العروسة بتنقي الشبكة، وانا بقى بالمناسبة دي عايز افتح صفحة جديدة مع بعض، دا احنا خلاص هنبقى عيلة عايز أصاحبك يا سيدي. 

أمام هذا الإلحاح، اضطر حسن ان يوافق، ليصطف سيارته في احدى الأماكن القريبة، وجلس معه على طاولة صغيرة في خارج المقهى الشعبي.


وكان الطلب كوبين من الشاي، بناء على رغبة حسن الذي كان يرتشف به ساخنًا على مضص، حتى يتنهي من هذا اللقاء الثقيل، والاَخر لا يتوقف عن أدهاشه بهذه الترحاب الغير عادي:

- عارفك مقلق مني، بس حقك عشان المشاكل والخناقات اللي تمت ما بينا في أول تعارف، بس انت لازم تعذرني يا عم الحج، دي خالتي وبناتها وبنت جوزها، يعني كلهم حريم، لو انت مكاني، لازم هتخاف وتقلق من أي دكر يقرب منهم.

- دكر !

قالها حسن بازدراء ليواصل استنكاره:

-'ما تنقي الفاظك يا أستاذ ابراهيم.

ضحك المذكور بصوت عالي وكأنه قد سمع منه مزحة ليردد بتفكه:

- معلش بقى، اصلك مش متعود على لغتنا، يبقى نديك عذرك.

رد حسن بابتسامة خالية من المرح:

- ماشي يا سيدي الله يحفظك، ع العموم انا مش شايل منك ولا حاجة، انت بنفسك قولت اننا هنبقى عيلة، يعني عفا الله عما سلف. 

وضع كفه على صدره مرددًا بتفاخر:

- تشكر يا عم البشمهندس، واحنا كمان رجالة ونعجبك.

اومأ له بحركة من رأسه مع هذه الابتسامة المصطنعة، ليرتشف الشاي من كوبه، وارتشف ابراهيم ايضًا، قبل أن يتابع بالحديث:

- وحاجة تانية عشان نبقى على نور، خالتي وبناتها وشهد معاهم، دول أمانة في رقبتي، مش بس عشان خطيبتي منهم، لااا، دا عشان مسؤليتهم عليا انا وابويا من قبلي كمان، يعني من ساعة ما عم ناصر مات مقتول.......

- مقتول!

تفوه بها حسن كتساؤل، فردد الاَخر مصححًا:

- يعني مش مقتول بالظبط.... بصراحة مش عارف، بس دا اللي اتقال وقتها يعني عشان الطار اللي عليه.

- للمرة الثانية يقاطعه حسن:

- طار كمان؟ انت بتقول ايه؟

متصنعًا الندم ردد إبراهيم يدعي الأسف:

- يا نهار أبيض، أنا بايني لبخت ولا ايه؟ بس اقولك، بصراحة بقى إنت لازم تعرف، ما هي لو شهد مقالتلكش، يبقى عندها حق، اصلها حاجة تكسف يعني.

زجره حسن بانفعال:

- حاجة ايه اللي تكسف يا جدع انت؟ هو في ايه بالظبط؟

اطرق برأسه ليطلق تنهيدة مطولة قبل أن يجيبه:

- شوف يا عمنا انا هقولك ع الناهية، انت طبعًا ملاحظ ان شهد وأخواتها مقطوعين، مسألتش نفسك في مرة هما ازاي كدة؟ ملهمش عم ولا ايها صنف راجل في عيلة ابوهم؟

ظل حسن بصمته وقد عبس وجهه وتجهمت ملامحه بشدة، لينطلق الاَخر في حديثه:

- انا بقى هقولك ع السبب .


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة