-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 39

 

قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


اقتباس

الفصل التاسع والثلاثون



بملابس العمل التي عادت بها كما خرجت، كانت متكومة على الفراش تبكي مصيبتها بصمت، الهمزات واللمزات التي كانت تدور خلفها وأينما تسير، نظرات خبيثة تمشطها بشكل جارح، هي لم تفعل شيء خاطئ لتستحق ذلك، هي التي تحافظ على اسم والدها اكثر من الحفاظ على روحها، والتي قد تضحي بها إذا لزم الامر فداءًا له، كيف سيكون وضعه إذا علم بهذا الافتراء على ابنته؟ وكيف هي ستواجه وتدافع عن نفسها في شيء لم تفعله؟ ليتها ماتت قبل أن يأتي هذا اليوم، ليتها قبلت بما قبلت به شقيقاتها، ولتدفن احلامها، وكل هذه الخيلات الغبية، لتعي جيدًا بوضعها في هذا العالم القاسي، الذي لا يرحم ولا يتوانى عن الخوض في الشرف والعرض. 

- انتي لسة نايمة يا صبا؟

تفوهت بها زبيدة وهي تقتحم الغرفة، تضغط على القابس الكهربائي لتشعل زر الإضاءة، وتابعت بخطواتها نحو الفراش حاملة بيدها كوب لمشروب ساخن مرددة:

- جومي يا بتي اشربي كوباية الاعشاب دي وهي سخنة عشان بطنك تخف.

قالتها زبيدة بناءًا على الحُجة التي اخبرتها بها ابنتها، فور عودتها من العمل مبكرًا عن أي يوم، والتي حاولت اسفل الغطاء تجفيف دمعاتها جيدًا، قبل أن تعتدل، لتتناوله منها غير قادرة على التفوه بكلمة.

تمعنت زبيدة بها النظر لتعلق بارتياب:

- هو انتي كنتي بتبكي ولا ايه؟ لدرجادي انتي موجوعة يا بتي، طب ما نطلبلك دكتور يشوفك ولا اروح بيكي المستشفى......

قاطعتها صبا سريعًا:

- يامة انا هخف من غير ما اروح لدكتور، بس انتي سيبيني اريح دلوك الله يخليكي.

تراجعت زبيدة قائلة باستسلام تنفيذًا لرغبتها:

- طيب يا بتي، مع اني مش مستريحة لمنظرك ده، دا انتي حتى مغيرتيش هدمتك اللي رجعتي بيها 

اومأت بمهادنة حتى تنهي الجدال:

- حاضر هجوم واغير دلوك ان شاء الله، بعد ما اشرب الاعشاب اللي سوتيها، روحي انتي شوفي وراكي إيه، متربطيش نفسك بيا.

زفرت مذعنة لطلبها على مضض، ولكن وقبل أن تصل لباب الغرفة، التفت مرة أخرى على نداءها:

- هو ابويا لسة في الشغل يامة؟

ردت زبيدة وهي تضع يدها على عتلة الباب قبل فتحه:

- لا ما هو جاي بدري النهاردة، اصل خواتك الولاد اتصلوا بيه وجالوا انهم ركبوا ع الفجر ونازلين، سبحان الله، جاين كدة فجأة ومن غير ميعاد كمان، يتحسدوا.

قالتها بعفوية وخرجت من الغرفة ، تاركة صبا تردد بقلب يرتجف:

- حجازي وفراج نازلين كمان، كملت يا صبا، كملت يا بت ابو ليلة. 


❈-❈-❈


بجناحه الخاص بالقصر، وقد كان على وشك الخروج لعمله بعد ان اتم ارتداء ملابسه وتأنق امام المراَة كطاووس مغتر بجماله وهيئته البراقة، يُمني نفسه بالسعادة، وقد وضع بعض الخطط التي سوف يسير على نهجها من اليوم في طريق تحقيق غايته، أجفل فجأة باندفاع باب الغرفة بعنف ليلج إليه شقيقه بهيئة تختلف تمامًا عن طبيعته الراقية:

- إيه ده يا مصطفى؟ في حد يفتح على بني أدم بالشكل ده؟ دي مش عوايدك دي؟

تسائل بها مندهشًا قبل أن يباغته الاَخر بصيحة غاضبة:

- واراعي ليه الأصول مع واحد مبيفهمش في الأصول؟

ليه امشي بأخلاقي مع واحد معندوش أخلاق؟

ردد بذهول، لا يستوعب هذا السباب الغير مبرر على بكرة الصباح وبدون أدنى ذنب:

- إيه يا بني الشتيمة دي كلها؟ جرا إيه لدا كله؟ هو انت حلمت بيا بشتمك ولا بقتلك قتيل؟

- لا يا حبيبي مكانش حلم، دا كان حقيقة زي الزفت وصحيت عليها، تقدر تفهمني مين البت دي اللي معاك في المطعم؟

هتف بالاَخيرة، رافعًا شاشة الهاتف أمام انظاره، فتوسعت عيني الاَخر مصعوقًا بما يراه،  وما دون من كلمات أعلى الصورة كان يقرأها سريعًا بعدم استيعاب،  قبل أن يجفله الاَخر بسحب  الهاتف  مستطردًا:

- انا كان قلبي حاسس على فكرة،  بس مكنتش اتصور انها توصل بيك لدرجادي، كان بيوصلني اخبار عن نزواتك وعلاقاتك مع مومس وستات زي الزفت،  بس انا كنت بفوت واديلك العذر، عشان اتجوزت على مزاج الست الوالدة،  واتحملت المسؤلية صغير، ملحقتش تعيش المغامرة ولا تعمل زي باقي الشباب.

انا كنت بصبر نفسي ومنتظر انك تفوق وترجع لولادك، مش تعمل زي العيال المراهقين، توعد البنات الصغيرين وبعدها تخلف زي الجبان .

توبيخه القاسي اثار استفزازه ليردد بغضب وعدم تحمل:

- مين دا اللي يخلف زي الجبان؟ انا هتجوز صبا بجد، ومش هسمح لأي حد يمسها بكلمة.

افتر ثغر الاخر بضحكة خالية من أي مرح يعقب ساخرًا:

- لسة مش هتسمح؟! دا مصر كلها ماسكة سيرتها النهاردة، ع العموم أحسن عشان اللي تسمح لنفسها تشاغل واحد متجوز تستاهل كل اللي يجرالها.

- متقولش عليها كدة يا مصطفى، انا مسمحلكش. 

صرخ بها بملامح مشتدة، ارتسم عليها الغضب بقوة، اثار انتباه شقيقه ليطالعه سائلًا:

- ومراتك وولادك، هتسيبهم في تركيا؟ خلاص البنت دي ضحكت وخليتك تنسى لحمك كمان؟

تغلف وجهه بغموض ليردف بلهجة لم يفهمها شقيقه:

- ان كان على مراتي فهي اختارت لوحدها وقصرت عليا المسافة،  أما عن ولادي فدول هيبقوا عندي في غضون أيام، من غير تنازل ولا مساعدة من حد، انا هتجوز الانسانة اللي حبيتها، واعيش حياتي معاها ومعايا ولادي كمان.

ضاقت عيني مصطفى يرمقه بعدم ارتياح، هذه الثقة المبالغ فيها، تُنذر بمصيبة خلف تدبير ما، يبدوا أن الأمر أسوء كثيرًا مما كان يتصور، تحركت اقدامه بيأس، يشعر بثقل يضاف على كاهله، ف البحث في هذا الأمر اصبح ضرورة ملحة،  لدرء الخطر قبل وقوعه.

استدرك فجأة ليعود إليه سائلًا :

- طب انا نسيت اسألك، هتعمل ايه مع الست الولدة لما تلاقيك بتستبدل ميسون بنت الأصل العريق،  بموظفة غلبانة بالفندق عندك، ولا الناس اللي مسكت سيرتها،  هتوقفهم ازاي؟

بتفكير سريع وعنجهية متوارثة يستحضرها بقوة حينما يضيق الخناق عليه:

- لو كان على الست الوالدة، فدي تعبانة اصلًا، ومش بتابع أي أخبار غير عن طريق الجليسة بتاعتها،  يعني سهل أمرها، أما بقى لو على الناس، فدول اساسًا بينسوا أي حاجة بسرعة، هي مدة من الزمن اخفي فيها جوازي، وبعدها اظهروا للعلن بعد ما اخليها تبقى حاجة تاني ومناسبة لعيلة عزام.

- يعني تتجوزها في السر.... وانا اللي ظنتيت لدقيقة انك اتغيرت.

اردف بها مصطفي ثم ذهب مغادرًا الغرفة والقصر كله


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة