-->

رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 11

 

قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عشق الرعد الجزء الثاني

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل الحادي عشر



بعد مرور خمسة أشهر 

في ليلة ممطرة على غير المعتاد، تصاعد صوت بكاء طفل صغير يعلن قدومه للحياة، أما ما انجبته فلا صوت لها، نظر يعقوب باتجاه والده ثم ربط على فخذه قائلا : أهدى يا بابا سيلا هتبقى كويسة 


هز رأسه ثم وقف يسير في الطرقة، في حين ارتسمت إبتسامة واسعة على ثغر كرم وهو يقول : الحمد لله، نورت الدنيا كلها يا أغلى هدية من أغلى حد


استمع له يوسف ولم يُعلق، ساعتين مروا ثم فاقت سيلا ودخل كرم لها، وقف يوسف على الباب يتابع الاثنان وقد شعر بأنه مجرد إضافة لا مكان لها في حياتهم، انطلق يعقوب للداخل ثم قال : ممكن اشوف النونو يا سيلا 


خرج يوسف من الغرفة وسيلا تتابعه، تجمعت دموعها لكنه اصطنعت اللامبالة، قَبل يعقوب الصغير ثم كاد يتجه للخارج فقالت سيلا : رايح فين يا يعقوب؟ 


يعقوب ببرائة : بابا قالي أنتِ والنونو وعمو عيلة، وانا عيلة بابا، كل واحد يقعد مع عيلته عشان متزعلش صح ؟ 


هزت رأسها مؤكدة وفور خروجه انسابت دموعها، تحدث كرم : ليه بتعملي فيه كده؟ 


سيلا ببكاء : أنت مفكر اللي عمله فيا سهل، دا جزء صغير منه بس والله ما هو هاين عليا .. اللي بره ابن زينة ودا ابنك يا كرم، شوفت الدنيا قد ايه ظالمة 


مسك كرم يدها ثم قال : أنا بحبك يا سيلا ولآخر لحظة بس بحترم حبك ليه وانتم تقدروا يا سيلا تعدوا دا كله، تقدروا تخلوا في ولاد ليوسف وسيلا 


اجل نستطيع لكن بعدما نتجاوز امر الماضي، في حين عشق كانت تتمدد على السرير ومتجهة لغرفة العمليات، تحدثت بتعب : عايزة اشوف يوسف يا رعد 


اخفى القلق ببراعة ككل مرة يتركها في نفس المكان، وضعها يكون الأسوأ لأجل الجنين، رن على يوسف الذي أتى سريعًا فهو في نفس المستشفى، دخل الغرفة ومسك يدها قائلاً : عايزة ايه يا ارنبة 


اقترب منها فاردفت بدموع تنساب : عايزة اطمن عليك، مش عارفة هطلع ولا لا بس لو حصلي حاجة اعرف اني روحت وانا شايلة همك 


انحنى يضم عشق بقوة ثم بكى، همس في أذنها : يرضيكي تسبيني اضيع أكتر منا 


نفت برأسها ثم طبع قُبلة على جبينها وخرج، دخلت العمليات ولحقها رعد بعد وقت، عاد حيث سيلا وجدها تنظر لابنها فاقترب يحمله منها ثم قال : سمتوه ولا لسه؟ 


ابتسم كرم له قائلاً : ما تقترح كدة، لسه مقررناش 


رد يوسف وهو يمسك يد الصغير : غيث، الليلة اللي اتولد فيها مش مبطلة مطر 


وقف كرم ثم ربط على كتفه قائلاً : وهو غيث يا يوسف 


نظر باتجاه سيلا التي تتابعه بإبتسامة، دخل الطبيب قائلاً : سلام عليكم، ازيك يا مدام سيلا؟ 


سيلا بهدوء : الحمد لله يا دكتور أحسن بس جنبي بيوجعني اوي 


قلب في الورق الذي بين يديه ثم قال : ما للأسف المفروض تبدأي غسيل كلى من بكره لأن عندك فشل كلوي ومش هينفع نتأخر 


سيلا بصدمة : أنا! بس أنا مكنتش ... 


قاطعها يوسف قائلا : يا دكتور انا اتكلمت مع دكتور عمار وفي تطابق انسجة بينا وبإذن الله هنعمل عملية زرع وانا هتبرع ليها، ملوش لازمة تعمل غسيل 


سيلا بصراخ غاضب : وأنا من امته عندي فشل كلوي، أنت بتخبي عليا يا يوسف 


يوسف بحدة : المفروض اقولك ايه يعني! عندك فشل كلوي واتفضلي نكدي وازعلي وآثري على نفسك وابنك 


سيلا وهي تمسك جرح بطنها : دا مش مبرر تخبي عليا وبعدين انا مش واخدة منك حاجة ومش عايزة جمايل من حد فاهم! مش هتكسرني بدي 


يوسف بصراخ : هي مش ناقصاكي من نحية والتانية لو ملكيش كبير فعملك حاضر، والعملية هتتعمل غصب عنك وبعدين مكان ما تروحي روحي


سيلا بغضب : أنت بتزعق كدة ليه! هو انا بشحت منك ومش عارفة، اتفضل امشي وانا مش واحدة منك نقطة دم حتى


اعطى كرم ابنه ثم خرجت يعود حيث رعد، انفجرت باكية وهي تقول لكرم : شوفت اسلوبه يا كرم 


كرم بتفكير : تقريبًا والعلم لله عشق بتولد وهو خايف عليها، رعد كان قالي إنها ف السابع 


تفهمت سبب ضغطت يوسف وحزنت من نفسها لأنها قامت بالضغط عليه اكثر، في حين جلس يوسف بجانب ابنه وآدم الذي أتى مع والده .. 


❈-❈-❈


اطلقت جايدا تنهيدة متعبة وهي تجلس مكانها، القت الهاتف بعشوائية فور رؤيتها اتصال من ياسين، أتت جمان وجلست بجانبها ثم وضعت يدها على بطنها قائلة : أنتِ كويسة؟ 


جايدا بتعب : لا مش قادرة يا جمان، أنا بموت من بطني وحاساها كبيرة صح؟ 


جمان بقلق : لا يا حبيبتي لا كبيرة ولا حاجة، بعدين بطلي تفكير يا جايدا بترهقي نفسك 


انسابت دموعها وهي تقول : أنا تعبت، حامل في السادس ومش عارفة حاجة عن زياد ولوحدي وهم زيادة على أهلنا، انا حاسه إني هموت في يوم 


ربطت جمان على كتفها قائلة : متقوليش كدة، بعيد الشر عنك 


كادت جايدا تتحدث لولا دخول والدتها التي قالت بإبتسامة : عشق بتولد يا بنات، يلا قوموا اجهزوا هنروح ليها المستشفى ... 


❈-❈-❈


بعد عدة ساعات

وبعد اصرار كبير من عشق قام رعد بحجز جناح اكبر وقام بتزينه بطريقة جميلة، وجمع فيه عشق مع سيلا التي كانت تتابع يوسف بضيق، يتجاهل النظر لها حتى وهي تكاد تسبه أمامهم 


دخل جيش عشق القوي واحد تلو الآخر وكلاهما يُقبل وجنة عشق، ابتسمت قائلة : بقيتوا سبعة ربنا يبارك فيكم 


رفع يعقوب عينيه في حين قَبله رعد الذي كان يحمله قائلاً بهمس : أنت عارف مين my fav صح؟


تحدث يعقوب له : يا بابا خليك تحبني طول عمرك ماشي! 


ابتسم رعد ثم قبل جبينه، أتت الممرضة تحمل الصغير ثم اعطته لعشق التي ضحكت قائلة بلهفة : رعد 


حمل يعقوب ووقف ثم اتجه له يراه، ابتسم وهو يقُبل جبينها بتطويل فقالت : عرفت مين فينا بيحب التاني أكتر، جبته نسخة منك 


رعد بإبتسامة : هو لسه حدد ملامح 


عشق بانزعاج : والله شبهك 


جلس بجانبها ثم اخذها في حضنه وتحدثت معه بخفوت : عقبال الجاي 


رعد بضحك : لا انا اللي بقولك حرام عليكي، كفاية كدة ربنا يبارك فيهم 


عشق بانزعاج : أنا اللي بحمل على فكرة وبتعب وأنت ما عليك غير يشيلوا اسمك 


رد رعد عليها بهدوء : معاكي حق 


كيف يخبرها انه يشعر بانسحاب روحه كل مرة تدخل بها العمليات! جلس يوسف على طرف سريرها يحمل ابنها ثم قال : حلو شبه واحدة اعرفها 


سيلا بضيق : أخيرًا جيت قعدت جنبي 


نظر لها قليلا ثم اقترب يُقبل جبينها عدة مرات، همس لها : عايز نروح بيتنا كدة وبعدين ابارك بطريقة تليق بينا 


رفعت عيناها له قائلة : انا مش عايزة تدخل اي عملية، أنا خايفة عليك يا يوسف، مش مهم هغسل طول عمري بس ... 


كان في حالة زهول منها ثم وضع ابنها بين يديها قائلاً : راجع يا قمامير 


ذهب في حين أتت جايدا وجمان كذلك عمار وهمس، بدأ الكل يتوافد وصقر اخفى نفسه خلف اخواته ف خوف من عمار أن يأخذه من حياته، لديه رهبة شديدة من البعد عنها، تحدث فهد : متخافش يا صقر محدش هيقدر ياخدك من وسطنا 


رد رعد عليه قائلاً : ايوة محدش يقدر يقف في وش جيش رعد الشافعي 


اتجه حيث والده ثم اشار له لينحني وطبع قُبلة على وجهه قائلا : أنا بحبك يا بابا 


ضحك رعد واتجه الأولاد يضموه، صرخت عشق قائلة : ابعدوا محدش يجي نحيتي، خدوا باباكم وابعدوا .. النونو هيبقى حبيبي


نظر بيبرس باتجاه رعد وشعر بالحزن، فقد اختفت ليلة من حياته كذلك أباه وهو وحيد، أشارت جايدا له فجلس بجانبها ثم قالت : هما كتير وعندهم بابا واحد إنما أنت عندك تلاتة ماما وهيجيلك اخ او اخت بعد فترة وانا هجبلك وفي أحمد وكمان زاد 


بيبرس بحزن : طيب وبابا يا خالتو 


جايدا وهي تقرص انفه : كل حاجة هتبقى كويسة 


الجميع يتحدث ويناقش حتى أتى يوسف واعطى لكلاً منهما هديتها، تحدث يوسف : هتسميه ايه يا عشق؟ 


ابتسمت عشق قائلة : ريان، ريان رعد آدم الشافعي، وأنتِ يا سيلا 


سيلا بإبتسامة : غيث بإذن الله، بقى معايا يعقوب وغيث


تحدث فهد الصغير بتلقائية : عقبال عروستي يا طنط سيلا 


نظرت عشق له قائلة بإبتسامة : وش كدة عايزها بنت سيلا 


هز رأسه بتأكيد ثم قال : بحب ضحكتها اوي يا ماما، هي كبيرة لو صغيرة كنت اتجوزتها 


يوسف بانزعاج : اهو دا اللي ناقص 


عشق بحماس : ربنا ادالي بنين من وسع وعشان كدة اي بنت هتيجي في العيلة هسحبها ومش هزعل حد 


سيلا بإبتسامة : وانا قررت يوم ما ربنا يبعت ليا بنت هجوزها لفهد 


جلس يوسف بجانبها قائلاً : سيليا وفهد هيبقوا حلوين سوا اوي 


تحدث رعد مع بسام ثم خرج احضر منه حقيبة، دخل وجلس بجانب عشق التي قالت : ايه دي؟ هدية ليا صح؟ 


نفى برأسه قائلاً : أنا فرحان اوي بابني ودي هدايا للكل، هديتك لما تروحي كدة وبعدين في طريقة تهنئة للمتجوزين بالمولود اكيد مش هعرف اعملها هنا 


عشق بتأكيد : ايوة يوسف هيموت ويعملها 


رعد بضحك : استغفر الله العظيم، بقول متجوزين ماشي 


طرقات بسيطة على الباب ثم دخل ياسين، انزعجت جايدا واشاحت بوجهها بتعب، تحدث بهدوء : حمدلله على سلامتك يا عشق أنتِ وسيلا 


ردوا عليه ثم بحث بعيناه عن جايدا، وجدها جالسة تمسك بطنها بتعب فاتجه لها قائلاً : ممكن نتكلم 


جايدا بعدائية : لا مش ممكن ولو سمحت لما تشوفني اعتبر نفسك مش شايفني فاهم! 


رد عليها بضيق واضح : أهدي وقومي عشان بيتفرجوا علينا


شعرت وكأن أحدهم يعتصر بطنها، تحدثت بنبرة شبه صارخة : لا وامشي يا ياسين انا فيا اللي مكفيني 


نظر باتجاه ابنه ثم اشار له واخذه وخرج، اطلقت أنين متعب ثم بكت فاردفت جمان : حاسه بأيه؟ 


جايدا ببكاء : تعبانة بطني هتموتني 


خرج رعد واحضر طبيبة لها، بدأت بفحصها ثم اعطتها دواء وخرجت، بدأ رعد يوزع هدايا لهم وعند جايدا اعطاها ظرف صغير بإبتسامة قائلاً وهو يبعد نظره عنها : افتحيه وبعدين انزلي هتلاقي بسام واقف مستنيكي


فتحته ووجدت مكتوب فيها عنوان زياد، انهمرت دموعها بسعادة وهي تضم الورقة ثم وقفت بصعوبة، أشار لعمار الذي بدأ يساعدها في النزول ... 


❈-❈-❈


في الإسكندرية 

وضع زياد الطعام أمام ابنه الذي شرع بتناوله ثم جلس امامه يرتشف قهوته، تأمل الدبلة التي تتوسط إصبعه الأيمن حيث قام بخطبة طبيبة زميلة له تدعى " وئام " أتت مخصوص من القاهرة خلفه إلى هنا، هو يستحق ان تحبه أحدهن وتسعى خلفه أيضًا 


لا ينكر ان جايدا ما زالت تستولي على جزء كبير من قلبه، او الاصح تستولي عليه كله لكن بعدما فعلت لا تستحق ان تكون جزء من حياتهم 


تحدث زاد بتوتر : بابا ممكن اطلب منك طلب 


زياد بهدوء وهو يداعب شعره : قولي يا حبيبي 


همس بكلمة واحدة وهي " ماما " ثم قال بصوت : انا والله بحب طنط وئام اوي بس نفسي اشوف ماما 


هز رأسه بتأكيد قائلاً : حاضر يا حبيبي، كمل أكلك يلا 


هو أيضًا يتمنى رؤيتها، قليلاً تذكر ملامحها الجميلة وعيناها التي يتوه بيها ويتوق لرؤيتها لحظات، أغمض عيناه واطلق تنهيدة قوية 


دق جرس الباب وقف ثم اتجه يفتح، تعالت الدهشة ملامحه وهو يجدها تقف ويدها على بطنها بتعب تستند على طرف الباب، تحدث بصدمة : أنتِ 


انتقل ببصره إلى بطنها ثم اطلق تنهيدة متعبة وأشار للداخل : اتفضلي 


كادت تتحرك شعرت بألم قوي، تنهدت ثم تحركت للداخل استمعت لصرخة ابنها قائلاً : ماما 


اندفع لحضنها فقامت بضمه بلهفة وهي تسعى للانحناء، بدأت تُقبل ملامحه فاردف زياد : سيب ماما ترتاح يا زاد


اتجهت تجلس على الآريكة ثم انسابت دموعها بتعب، تألم زياد لأجلها ثم قال لابنه : روح اوضتك هكلم ماما 


زاد بتوتر وخوف : متخليهاش تمشي يا بابا 


هز زياد رأسه بتأكيد ثم اتجه يتابع تورم قدميها كذلك انفاسها التي تأخذها بصعوبة، اتجه يعيدها للخلف ثم رفع قدميها يمدهم على الأريكة قائلاً : قعدتي مسافة طويلة ولا ايه! 


جايدا بعتاب : عشان اوصل لحضرتك، مش طايقة نفسي ولا هدومي وكل حتة فيا بتوجعني 


حرر زياد شعرها الذي تقيده ثم سألها : جبتي هدوم معاكي 


نفت برأسها بتعب فاتجه يخرج تيشيرت له كذلك شورت قصير وعاد قائلا : طيب قومي خدي دش والبسي دول وادخلي ارتاحي 


جايدا بارهاق : مش هنتكلم 


رد زياد عليها بنبرة يغلبها القلق : مش وقته شكلك تعبانة اوي 


ساعدها حتى تتجه للحمام ثم جلست تبكي بتعب، مسح دموعها قائلا : ممكن افهم بتعيطي ليه؟ 


جايدا ببكاء : أنا مش قادرة اقف على رجلي 


تفهم الأمر وبدأ يساعدها هو، ارتدت ملابسه ثم حملها واتجه إلى غرفته يضعها على سريرها، مسكت الدبلة التي تتوسط اصبعه متسائلة : ايه دي يا زياد؟ دي مش دبلة جوازنا 


سحب يده من بين يديها قائلاً : خطبت يا جايدا زميلة ليا والمفروض فرحنا بعد تمن شهور 


جايدا بسخرية مريرة : مش معقول دا أنت جراحك بتلم في ثواني وحبك طلع حب مراهقة 


زياد بمغزى : نفس حبك بالظبط 


جايدا بألم : عشان كدة انا هنا صح؟ هات زاد هنا جنبي انا مشبعتش منه 


اتجه للخارج دون رد واحضر زاد النائم، اخذته في حضنها تُقبل وجهه ويده بلهفة في حين هو يتابعها ويتوق لاحضانها التي تغرق ابنهما فيها، بكت جايدا وهي تضم ابنها بقوة وهمست له : أنا أسفة يا حبيبي كله مني يا زاد بس والله مامتك شافت كتير اوي 


ربط على كتفها قائلاً بحزن : كفاية يا جايدا عشان اللي في بطنك 


جايدا بحدة وانفعال : ابعد ايدك عني لو سمحت، مش حقك


زياد بغيظ وغضب : هو فعلاً مش حقي.


❈-❈-❈


انتقلت عشق إلى غرفة آخرى في حين بقت سيلا التي سندت رأسها للخلف كذلك يوسف الذي يجلس بجانبها، فكرت أن عدتها قد انتهت وهي الآن جاهزة للعودة له لكن ليس الآن، نظرت له بطرف عيناها ثم اقتربت تضمه 


تحدث بتنهيد وهو يضمها : بتفكري في ايه؟ 


اطلقت انين طفيف وهي تثبت جرح بطنها ثم قالت : بفكر اني مش قادرة اعيش معاك ولا من غيرك 


يوسف بتنهيد : نفسي نكون في وقت تاني، مثلاً اقابلك في مرة وانا حر خالص بعدين نبقى معجبين ببعض بعدين نحب بعض ونتجوز ونسافر، ربنا يبعت لينا يعقوب وغيث وسيليا 


رفعت وجهها قائلة : وچاسمين 


اكد حديثها قائلاً : وچاسمين كمان، ونربيهم بسلام نفسي وميبقاش في مشاكل ولا إرهاق ولا خوف


سيلا بتساؤل : بتخاف يا يوسف؟ 


يوسف بتأكيد : اكيد دا انا عايش وحياتي كلها بقت خوف، خايف اخسرك تاني وخايف ابني يروح مني وخايف انا اروح من ابني 


انهمرت دموعها وهي تقرب وجهه لها ثم وضعت يدها على فمه قائلة : تعرف إني روحي فيك، من البداية وأنت حتة مني ومببقاش مصدقة لما بكون جنبك 


يوسف بحزن : بتعملي فيا كدة ليه طيب! أنا تعبت يا سيلا والله وبقيت عايش في رعب بسببكم 


سيلا بتنهيد : يعني أنت عايز ايه؟ 


بدأ يُقبل وجهها تدريجي ثم قال بوقاحة : اللي عايزة مش هينفع خالص الوقتي 


ضربته بخفة على وجنته قائلة : بطل قلة أدب 


مسك يدها ثم قربها له قائلاً : أنتِ قد الحركة دي 


سيلا بإبتسامة : أنا بحبك 


نظر باتجاهها قليلاً ثم اقترب يُقبلها، تنهد مبتعد ثم قال : عايز اطلب منك طلب قبل ما ندخل العمليات 


سيلا بخفوت : قول 


يوسف : خليني اكتب كتابي عليكي قبل ما ندخل، بحيث لو حد فينا مات نتقابل، هكون اول وآخر زوج ليك 


سيلا بتوتر : أنت خوفتني على فكرة، متقولش كدة وبعدين انا اللي هدخل شبه ميته 


كاد يقترب منها مرة آخرى لكن الصغير له رأي آخر فقد شرع بالبكاء، استغفر يوسف ربه ثم وقف وحمله يعيطها إياه ... 


❈-❈-❈


فاق رعد على صوت طفيف، اعتدل جالسًا وهو يحاوط جسد يعقوب الذي أصر على البقاء معه وليس مع يوسف بغطاء سميك، وجد عشق هي من تتحدث فاتجه لها ينادي عليها : عشق .. عشق 


وجدها تتعرق ثم وضع يده على جبينها، تعالت الدهشة ملامحه وهو يسرع ينادي على الطبيبة، أتت أكثر من طبيبة الغرفة ورعد يقف في زاوية يحمل ابنه ويضمه، تحدثت بعملية : خرجوا اللي في الاوضة وهاتولي جهاز التنفس، دي حمى نفاس 


انفجر يعقوب باكيًا وهو يشير على عشق ويقول : ماما يا بابا .. ماما 


اتجه رعد له وحمله ثم خرج قائلاً : أهدى يا يعقوب ماما كويسة، هي بس تعبت شوية 


زاد بكاء الصغير وهو يضم رعد وشرع ريان في البكاء، كان رعد كالمنوم مغناطيسي لا يعرف ما عليه فعله، خرج يوسف على الصوت العالي تحدث بلهفة : عشق مالها 


رعد بتعب : حمى نفاس، خد ريان 


اخذ الصغير منه وهو يتجه للباب بلهفة، تحدث بخوف : أختي عشق 


بدأ رعد يمرر يده على عنق، فك ازرار قميصه وهو يستغفر ربه قائلاً : استغفر الله العظيم، اللهم اني استودعك زوجتي فاحرسها بعينك التي لا تنام، اللهم لا ترني فيها شرًا واشفها شفاء ليس بعده سقم أبدًا 


أتى الطبيب قائلاً : مدام سيلا صاحيه 


يوسف بتأكيد : ايوة في ايه؟ 


الطبيب : التحاليل طلعت ومش كويسة خالص كمان ضغط الدم بتاعها عالي وفي احتباس سوائل ف جسمها، لازم تعمل غسيل قبل ما السوائل دي تتجمع في الرئتين 


نفى يوسف برأسه قائلاً : لا بلاش غسيل، العملية كل حاجة جاهزة حتى الدكتور 


الطبيب بعملية : يبقى بكرة الصبح تدخل العمليات هي والمتبرع، ويا ريت يجي نعمله شوية تحاليل تانية 


أشار يوسف على نفسه قائلاً : أنا اهو 


ليل طويل لا يمر بسهولة، ينتظروا يوم اسوأ من ذي قبل، سيلا تضم ريان كذلك ابنها وتبكي بتعب .. في الصباح دخل يوسف قائلا : المأذون برة والعملية بعد ساعة 


سيلا بتعب : مين وكيلي، أنا مليش حد غيرك 


فتح الباب ثم أشار لواحد، دخل اخوها الكبير سليم وهنا لم تعد تسيطر على دموعها، ابتسم يوسف قائلاً : هتجوزك يعني هتجوزك 


حمل الأطفال عنها ثم دخل المأذون وبدأوا في كتب الكتاب، فور أن سمعت جملة :


" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير " 


انفجرت باكية بانهيار وخرج المأذون، جلس يوسف أمامها ثم ضمها بقوة


نظر رعد باتجاه يعقوب الذي كان يدعي بحزن : يا رب ماما عشق متسبنيش عشان انا بحبها اوي 


آتى يوسف له قائلاً : عشق عاملة ايه؟ 


رعد بتمنى : هتبقى كويسة بإذن الله، أنت هتدخل العمليات امته؟ 


يوسف : نصايه، كتب الكتاب وادعيلي بقى، المهم لو مطلعتش يعقوب أمانه بين ايديك اعتبره السابع ومش هقولك عاملة ذي ولادك بل أقل بس خليه معاك يا رعد


اطلق رعد تنهيدة قوية ثم قال : اتكل على الله أنت ومتقلقش على يعقوب 


ضحك يوسف ثم احتضن رعد ثم انحنى يُقبل وجه ابنه، تحدث الصغير ببكاء : هتدخل العمليات صح؟ 


يوسف بإبتسامة : يا قرد أنت قاعد مركز 


هز رأسه بتأكيد ثم زاد بكائه، حمله رعد عن يوسف وبدأ يربط على ظهره، انهار الصغير بين يدي رعد ثم اغمى عليه، جرى رعد كالمجنون وكأن العالم اجتمع على جعل هذه اللحظات اسوأ ما يكون في حياته ... 


❈-❈-❈


حاوطت لارا جسدها بيديها وهي تتأمل ابنها الصغير، لقد انجبته منذ اكثر من شهر وداخلها هواجس، لارا لا تأذي أحد لكنه تخشى ان يأتي وقت لا تتمالك أعصابها ثم تقوم بأذية الطفلين، اتجهت ليلة لها قائلة : ماما أنتِ ثمعاني؟ 


هزت رأسها بتأكيد فأكملت : ليث بيعيط والمفروض ياكل


حاوطت خصر ابنتها قائلة : ليلة ايه رأيك ترجعي أنتِ واخوكي لبابا 


نفت برأسها قائلة بحزن : لا مش عايزة اثيبك يا ماما 


تجمعت دموع لارا قائلة : لا مش هسيبك بس فترة، هرجعكم لبابا رعد مش أدهم تقعدوا معاه مع ماما عشق كمان وبعد فترة هاجي اخدكم 


ليلة وهي تحاوط وجهها : هتبقي كويثة يا ماما 


لارا بتأكيد : أيوة هبقى كويسة وهنرجع احسن من الأول 


لتكمل لنفسها : هجدد طاقتي وهاجي استنزفها تاني على باباكي عشان تعيشوا مبسوطين يا ليلة أنتِ واخوكي ... 


❈-❈-❈


دخلت جايدا المستشفى مع زياد الذي يحاوطها، وجدت طبيبة جميلة تأتي باتجاههم ثم وقفت أمام زياد تتجاهل جايدا وتبتسم له، لا تعرف جايدا لما تشعر أنها سبق ورأتها، تحدثت الفتاة : كل حاجة جاهزة يدوبك هتدخل 


زياد بإبتسامة : شكرًا يا وئام 


نظرت باتجاهه باستفهام فأشار بعينه على دبلته، جزت على أسنانها وهي تتجه معه، بدأت الطبيبة في فحصها وزياد يتحدث مع خطيبته المصون، اتجهت الطبيبة وتحدثت معه : والله يا دكتور مخبيش عليك الاتنين وضعهم صعب اوي هما الاتنين، السائل الامينوسي حوالين الطفل زيادة اوي والوقتي التحاليل هنيجي ونكتشف 


سندت جايدا رأسها للخلف واغمضت عيناها بتعب، تحدث بقلق : ايه خطورته على جايدا؟ 


الطبيبة بهدوء : واضح إنها ضعيفة اوي كمان جسمها صغير وكل ده ضغط على الرحم، كمان أنا شاكه إن يكون جالها السكر، على كل حال أنا هقولك اللازم بس اهم حاجة الحالة النفسية للمريض والراحة التامة 


زفرت وئام بانزعاج ثم قالت : هتعمل ايه يا زياد؟ انا ممكن اكتب ليها حجز هنا وناخد بالنا منها 


زياد بنفي : لا هي في البيت هتبقى افضل، روحي شوفي شغلك وانا هاخدها واروح 


وبالفعل اخذها عائدًا للمنزل، مجرد ما دخلت الباب دفعته عنها قائلة : معتش تلمسني 


زياد باستغراب : في ايه؟ 


تجاهلت الرد عليه وهي تجلس بتعب، تحدث باستغراب : ردي يا بنتي في ايه؟ 


جايدا بضيق : مفيش حضرتك مطلقني وميجوزش تلمسني كدة 


زياد بإبتسامة : بس أنتِ في العدة 


جايدا بحدة : وأنت خاطب واحدة تانية، متقربش مني فاهم يا زياد وانا هتصرف لوحدي 


ضحك زياد بسخرية ثم جلس بجانبها يهمس لها : محدش قالك إني مبعرفش اسيطر على افعالي لما بشوفك 


وقفت جايدا مرة آخرى بتعب قائلة : لا يا حبيبي ابقى سيطر 


جذبها لتجلس في أحضانه ثم همس في اذنها : مبعرفش، واقولك على حاجة انا مستعد اردك حالاً 


حاولت دفع يديه وهي تقول بدلال : لا متشكرة ملوش لزوم كدة كدة مش هخليك تلمسني 


زياد بضحك : جايدا أنتِ في حضني لو مش واخدة بالك 


نظرت له قائلة بعتاب : أنت مشيت ليه يا زياد وطلقتني، مكنتش المهلة لسه خلصت


تذكر حديث ياسين وداخله رغب في رد فعل جنوني لكن وضعها لا يسمح، تنهد قائلا : ممكن ننسى 


مررت يدها على وجهه ثم ضمته تبكي بقهر وحزن قائلة : أنت مش هتنسى، أنت نستني أنا ومش هتقدر ترجعني لحياتك بس انا حياتي هنا جنبك 


زياد : ممكن نأجل كل الكلام ده بعد ما تولدي 


اكدت برأسها ومسحت دموعها، قَبل جبينها ثم حملها واتجه بها للغرفة يضعها ترتاح ... 


❈-❈-❈


" العملية ضرورية حالاً، أنا مستغرب أزاي الطفل ده عنده خمس سنين ومتحمل، لازم الطفل بيضيع مننا " 


نظر رعد على الورق الذي يجب الإمضاء عليه ثم أغمض عيناه بقوة، هذا ليس حقه لكن بالتأكيد لو يوسف هنا لكان رفض، تذكر شكل يعقوب الموضوع بين الأجهزة ثم قال :


" مفيش مجال للرفض يا رعد "


مضى على التقرير الذي ينص على أنه لن يلوم احد إن لم يخرج الطفل من العمليات، رفع وجهه لأعلى يناجي ربه. ثم اتجه يجلس أمام غرفة عشق والوضع كالآتي:- 


عشق على جهاز التنفس الصناعي، والحمى لا تنخفض 

يوسف مع سيلا في العمليات يتبرع بكليته لها 

يعقوب وضعه الأسوأ فهو دخل عملية قلب مفتوح 


احضرت الممرضة له الطفلين فأخذهم في حضنه قائلاً : ربنا يعديها على خير ... 


❈-❈-❈


جلس أدهم أمام ياسين في المكتب كلاهما يعمل وعقله غير مُصاحب له، لما دائمًا يبدو أدهم انه غير مبالي لكن داخله يصرخ ويناجي، لما لا يعرف كيف يبكي ويصرخ لكنه يعرف الصمت والثبات 


هي ترى أنها لا شيء له وهو يراها أنها العالم له، ترك الورق ثم وقف قائلاً : انا همشي 


ياسين باستغراب : رايح فين؟ 


أشار أدهم له دون رد واتجه للخارج، نزل وبدأ يقود سيارته في الشوارع ولم يشعر بدموعه التي انهمرت وهو يبحث عن عائلته، هو يستحق ما يحدث له لكنه يعاني بدونهم كثيرًا وأكثر مما توقع 


تنهد قائلاً : أنا أسف يا لارا بس استاهل أكتر من كدة لأني محافظتش عليكم ... 



اطلق كرم تنهيدة قوية وهو يخرج من مكتبه، كاد يلتفت طرق بفتاة وكادت تقع فلحق بها وهو يحاوطها معتذرًا منها : أنا أسف 


تالا بغيظ : مش تحاسب، أنت 


اطلق كرم تنهيدة قوية ثم استغفر قائلاً : احترمي معيدك طيب عشان مخلكيش تشيلي هوبح 


ابتعدت عنه قائلة بسخرية : هو محدش قالك إني أنا معيدة، معاك المهندسة تالا حسن محمد الرفاعي


كرم بسخرية : يا مساء الرعب من المهندسة، طيب يلا يا شاطرة من هنا وابقي بصي قدامك 


تالا بسخرية : أمك حلوة اوي ياض، استغفر الله العظيم ربنا يرحمها 


لمعت الإبتسامة على شفتي كرم قائلاً : دا أنتِ مركز بقى، وكمان لسه فاكرة 


وغمز في آخر حديثه، ردت عليه بغيظ : بارد اوووف 


وتركته وغادرت سرعان ما انفجرت ضاحكة كذلك هو ثم قال : لسانها طويل بس ذي القمر، يا رب العوض يا رب بقى ...


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة