رواية جديدة ذنبي عشقك لميرا كريم - الفصل 39
قراءة رواية ذنبي عشقك كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ذنبي عشقك رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ميرا كريم
الفصل التاسع والثلاثون
"لا يتّصل بروحها شيءٌ إلا نبتَ واخضرَّ ثم نوَّر وأَزهر، كأن طبيعة الجمال خبَّأت في قلبها سرّ الربيع. تستطيع أن تُشعرني أنها فيَّ وإن كان بيننا من الهجر بُعد المشرقين، وأن تنزل السلام على قلبي وإن كانت هي نفسها الحرب، وأن تجعلني أحبّها.."
-قالها الرافعي في وصف من يحبّ
❈-❈-❈
ليلة حالمة رائعة بكل تفاصيلها قضاها معها بعدما اطفأ عقله و وضع حيرته جانبًا، فكان كالغريق يأمل في نجاتها واحتوائها ليطمئن قلبه بوجودها، بينما هي كانت لينة تمنحه من جُود عطائها ولم تبخل عليه بدافع عِشقها تريد أن تسترضاه بِوصلها وكيف لا يرضى وهي شمسه وهو ظِلالها.
وها هي في الصباح الباكر تتقلب في الفراش شاعرة بالخواء حولها لترمش بأهدابها لعدة مرات تستعيد وعيها، وإن فعلت جالت محيط الغرفة بزيتونها لتجده يقف أمام المرآة يُعدل من هندامه وينثر عِطره لـ تتأهب برأسها وتتلهف بسؤالها:
-"سليم" رايح فين بدري كده؟
التفت يتأملها بنظرات بدأت تعتادها، يضيق عينه عليها بداية من خصلاتها المتناثرة بفوضوية على وجهها المُشـ تعل، لشفا هها المنتفخة التي تبدو شهية للغاية لدرجة أنه كان يحـ ارب أفكاره كي لا يغض الطرف عن كل شيء ويَنهل من رحيقها، فلم ولن يكتفي منها و أكثر من راغب للمزيد من جُودها، بينما هي كانت تلملم الملائة على جـ سدها العـ ا ري تترقب إجابته لحين قال بصوته العميق الذي يدغدغ أعماقها وهو يقترب يجلس جوارها يلثم جبينها:
-رايح البلد زي ما وعدت "ليلى"
تنهدت قائلة بتفهم رغم إحباطها بسبب ابتعاده عنها:
-تروح وترجع بالسلامة
أومأ لها ثم مال يُقـ بل ثغـ رها قُـ بلة خاطفة هامسًا أمام وجهها:
-هوحشك؟
كوبت وجهه بين راحتيها ثم أجابته بصدق وغاباتها مزدهرة بعِشقها:
-روحي وعقلي هيفضلو معاك لغاية ما ترجع علشان خاطري متتأخرش انا مش بحبك تبعد عني بحس إني ضايعة من غيرك
صمت لبُرهة وهو هائم في حُسنها يرى إنعكاس صورته لامعة داخل عينها مما يدل على صدقها، وقبل أن تضـ رب رأسه تلك الأفكار التي تؤرقه ذاتها صرح ليخرس عقله ويبقيه سَاكنًا:
-انا مش بلاقي راحة غير في قربك علشان كده انا اللي ببقى ضايع مش أنتِ
كررت بمشاعر طغت على كل شيء بها وهي تحـ رك إبهامها بين شعيرات ذقنه الناعمة:
-بحبك يا "سليم"
ابتلع رمقه ببطء من عبث أناملها وهاجمته من جديد أفكاره مُحملة برغبته في نِيلها من جديد ولكن وجب عليه التمهل لحين يعود ليميل بغرض تقـ بيلها قُـ بلة وداع خاطفة قبل أن يذهب ولكن وجد ذاته يتعمق بها أكثر فأكثر وكأن ترياقه يكمن بين رحيق شفا هها، بادلته هي ولكن حين شعرت بإختناقها تملـ صت بشفا هها
ليطـ لق سراح أنفـ اسها ويفصل
قُبـ لته هامسًا بتحامل لاهـ ثًا:
-انا لازم امشي...مش هتأخر عليكِ...
أومأت برأسها، لينهض عن الفراش قبل أن يفقد سيطرته كاملة يجاهد في تنظيم انفاسه وإن استعاد شيء من ثباته شدد عليها:
-لو هتروحي ل "صالح" الحرس هيفضلوا معاكِ
هزت رأسها مرة آخرى بطاعة، واوصته قائلة:
-سوق على مهلك وخلي بالك من نفسك
أومأ لها ثم استطرد ببسمة رائقة استرقت انفاسها:
-لا إله إلا الله
-محمد رسول الله
قالتها بنظرات حالمة وبسمة ناعمة ودعته بها قبل أن يغادر تاركها تتحـ سس شفا هها
وتـ دس وجهها في الوسادة والبسمة تكاد تشـ ق وجهها.
❈-❈-❈
-"سعاد"
هتاف مُتلهف بأسمها وتبعها ركض "رهف" فور رؤية قُدومها عليها داخل صالة الاستقبال، فقد حضرت للمطار اليوم خصيصًا من أجل استقبالها وهاهي تعانقها والدموع تغرغر في عينها قائلة بمحبة صادقة لابنة عمها:
-وحشتيني اوي يا "سعاد"
وكنت مفتقداكِ
أجابتها "سعاد" وهي تعانقها مثلها و تربت على ظهرها:
-وانتِ كمان يا "رهف" وحشتيني معلش على عيني والله كان نفسي اجي قبل كده بس انتِ عارفة ظروف دراسة الولاد
فصلت "رهف" عناقها وقالت مُتفهمة:
-عارفة وعذراكِ هما برضو صمموا ما ينزلوش معاكِ الاجازة دي
اجابتها "سعاد" ببساطة وهي ترفع منكبيها:
-بيني وبينك انا اللي كنت عايزة أخد هُدنة منهم واريح اعصابي وما صدقت انهم قالوا لأ هنقعد مع بابا
استغربت "رهف" قولها وهي تذم فمها:
-والله انتِ غريبة اوي إزاي هتقعدي من غيرهم
بررت بسلام نفسي وثقة تُحسد عليها:
-يا بنتي انا ولادي كبار ويقدروا يعتمدوا على نفسهم...بطلي رغي بقى وقوليلي اخبارك انتِ والولاد ايه واخبار الدكتور ابو عيون خضرا ايه؟
ابتسمت "رهف" بسمة رضا تنم عن راحة قلبها ثم ردت بعدها:
-الحمد لله بخير كلنا
نفت "سعاد" بسبابتها في وجهها تعترض على عدم استرسالها:
-لأ بقولك ايه انا مش بحب الكَروتة انتِ عارفاني لازم تقعدي وتحكيلي على كل اللي فاتني
أكدت "رهف" بعيون تجسد بها حنينها لتلك الايام التي قضتها برفقتها في بيت عمها بعد وفاة والديها:
-اكيد طبعًا هنقعد نرغي زي زمان وهنعمل كل اللي نفسك فيه بس دلوقتِ يلا بينا على البيت زمان "نضال" والولاد مستنينا
اومأت "سعاد" وسارت معها لتدفع "رهف" معها العربة المُحملة بحقائبها وعلى وجهها تظهر سعادة حقيقية بزيارة ابنة عمها ورفيقة دربها.
❈-❈-❈
بعد اداء روتينها اعدت الفطور بنفسها لوالدته وها هم يجلسون سويًا داخل ساحة البيت الواسعة، بعدما أصرت "شمس" الترويح عنها قليلًا في الهواء الطلق.
فكانت "ليلى" تطالعها بنظرات مُبتسمة جعلت "شمس" تتسائل وهي تعد شطيرة من الجبن لها:
-بتبصيلي ليه كده يا ماما
تنهدت "ليلى "واخبرتها بذات البسمات:
-راضية عنك يا" شمس" وبدعيلك
على اللي بتعمليه معايا
ابتسمت "شمس" بسمة ودودة صادقة وناولتها الشطيرة قائلة:
-انا مش بعمل حاجة زيادة وحتى لو بعمل ده يجي ايه جنب حنيتك عليا
منحتها "ليلى" نظرة حانية و وميض حديث ابنها المُبهم مر أمامها لتقول بقلب أم تخشى على سعادة ابنائها:
-اوعديني يا بنتي أنك متخليش الشـ يطان يدخل بينكم ومهما حصل تفضلوا جنب بعض
استغربت "شمس" قولها ولكن لم يكن منها غير أن تومأ برأسها وتوعدها بصدق:
-اوعدك يا ماما
تنهدت "ليلى" براحة واسترسلت بعدها:
-عارفة يا "شمس" البيت ده قبل ما انتِ تدخليه كان كئيب مفهوش روح والايام كانت زي بعضها...وكتير اتمنيت يبقى ليا بنت زيك... و رغم أن "سليم" مكنش مقصر معايا ومبديني عن نفسه في كل حاجة بس كنت كتير بلح عليه يتجـ وز قبل ما العمر يجري علشان ألحق افرح بولاده بس هو كان رافض وبيعاند لغاية ما ربنا بعتك ليه وشقلبتي حاله
اتسعت بسمة "شمس" تشعر بالزهو من حديثها، لتتابع "ليلى" قولها:
-انتِ عملتِ اللي مفيش بنت عرفت تعمله...خلتيه يحبك
تهكمت "شمس" على قولها وهي تتذكر انطباعها الأول عن مُرعب قلبها:
-ودي طبعًا كانت معجزة يا ماما "ليلى" مش كده
أيدتها "ليلى" وهي تهز رأسها:
-وأي معجزة ده كان مغلبني معاه وكنت خلاص هفقد الأمل
قهقوا وبعدها، لتتابع "ليلى" وهي تربت على كتـ فها:
-يلا قومي روحي لأخوكِ بقى علشان ترجعي قبل ما "سليم" يرجع
-هدخلك جوة الأول
-لأ ابعتي "صباح" هي هتدخلني
أومأت ثم قبـ لت جبينها ونهضت تجلب حقيبتها لتذهب للإطمئنان على شقيقها تاركة "ليلى" تمـ طرهم بدعواتها.
❈-❈-❈
-بلغ الست "ليلى" سلامي أمانة عليك
قالها المدعو "عبد الحميد" المسؤول عن تلك الأرض الزراعية التي تملكها والدته وتوارثتها من أبيها، فبعد وصول" سليم" ومرور أكثر من ساعتين قضاهم هو في إتمام مهامه التي جاء من أجلها.
فقد أصر "عبد الحميد" عليه أن يوصله للسيارة المصطفة على جانب الطريق وهو مُحمل بزيارة عامرة من خيرات الأرض، فقد ابتسم "سليم" يمتن له وهو يغلق مؤخرة سيارته بعد وضع "عبد الحميد" أقفاص الفاكهة بداخلها:
-الله يسلمك هبلغها
ليتحمحم "عبد الحميد" ويتابع بشيء من الحرج:
-وبلغها كمان أن بيت الحاج الكبير مقفول بقاله سنين ولو عايزة مُشتري انا تحت أمرها في اللي هي تطلبه
تنهد "سليم" واجابه بدراية سابقة لموقف والدته:
-مش هترضى يا حج امي بتعتز بالبيت والأرض وكتير اقترحت عليها بس هي موقفها مش بيتغير
أومأ "عبد الحميد" واحتل الإحباط وجهه، ليتابع
"سليم"وهو يمد يـ ده يصافحه:
-بس برضو ده ميمنعش إني هبلغها...وشكرًا يا حج على الزيارة و كرم الضيافة
اتسعت بسمة "عبد الحميد" الرَحبة ببصيص أمل وعقب وهو يصافحه:
-الشكر لله يا بيه...نورتنا...طريق السلامة
منحه "سليم" بسمة ممتنة قبل أن يصعد لسيارته وينطلق بها ولكن على بُعد مسافة قليلة وحين خرج من حيز الأرض راقه بشدة منظر الاراضي الزراعية الشاسعة المُمتدة على مِداد بصره ليوقف السيارة ويتدلى منها يستند على مُقدمتها مغمض العينين يستمتع بذلك الهدوء السائد ويستنشق تلك النسمات العبقة الخالية من غبرة المدينة لعلها تنعش
حـ واسه وتساعده على تصفية ذهنه على أمل أن يجد حلّ قاطـ ع لحيرته،
ولكن يبدو أن لا شيء يُجدي معه فقد خـ زله عقله تلك المرة وأخفق على غير عادته لذلك اخرج هاتفه من جيب بنطاله يطالعه بنظرات مُترددة قبل أن يقرر أن يحاكي صديقه لعله يُفيده ويضع معه حد لتلك الحيرة التي انهـ كته.
❈-❈-❈
تزامنًا مع ذلك وخاصًة داخل منزل "نضال"
كانوا مجتمعين حول مائدة الطعام لتناول الغداء الذي تشاركوا من خلاله أطراف الحديث وبالطبع لم يخلو الأمر من دعابات "نضال" الذي قال مُرحبًا وهو يدس الشوكة المُحملة بالطعام داخل فم "شيري" التي يروق لها أن يُدللها و يطعمها
بيـ ده:
-البيت نور يا "سعاد" عارفة لو تعرفي الطواريء اللي "رهف" عملتها في البيت علشانك هنصعب عليكِ والله
نكـ زته "رهف" من تحت الطاولة ليتأ وه هو بصوت مفتعل مشاكسًا:
-آآآه بتغمزيني ليه هو انا قولت حاجة
قهقهت "سعاد" على فعلته و"كريمة" ايضًا والاطفال، الذي عتب هو عليهم بنظرات ضيقة:
-بتضحك ماشي يا شريف وحتى انتِ يا زئردة ده بدل ما تأيدوني
رفع "شريف" منكبيه بمعنى انا
خـ ائن حين يتعلق الأمر بها وتابع تناول طعامه في هدوء بينما "شيري" تضامنت معه قائلة ببراءة:
-مش تزعل يا "نضال" مش هضحك تاني
اتسعت بسمته على قولها وضم كتفها حانيًا:
-انتِ حبيبتي يا زئردة لكن "شريف" ده جبان
قهقه "شريف" على قوله بينما "سعاد" قالت مواسية:
-والله انتم صعبانين عليا ومتضامنة معاكم من غير حاجة يا دكتور
شهقت "رهف" وعاتبتها بنظراتها قبل قولها:
-ياسلام بقى كده يا "سعاد" بتتفقوا عليا
عقبت "كريمة" متضامنة مع عتابها:
-بيهزرو معاكِ يا "رهف" سيبك منهم
أيدتها "سعاد "برأسها متراجعة تخشي حُزنها:
-ايوة صح يا طنط بهزر
ليتدخل "نضال" بخفته المعهودة وهو يرفع يـ ده مُسالمًا:
-انا بقى مش بهزر انا اتسـ حلت في تنضيف النجفة
انفجروا "سعاد" و"كريمة" في الضحك بينما "رهف" نظرت لاعلى وهزت رأسها بلافائدة وهي تكبت بسماتها، ليتابع هو بجدية لحظية استغربت من أين اتى بها:
-على فكرة رغم أن الموضوع مرهـ ق جدًا بس حاجة حلوة أن الواحد يدي كل حاجة حقها
ليميل قليلًا عائدًا لعبثيته ولنظراته التي يتراقص المكر بها هامسًا بخفوت جوار أذنها:
-وانتِ يا حبيبي عندك ضمير في كل حاجة إلا حاجة واحدة بس...
برقت عينها من قوله المُبطن الذي وصلها المغزى منه ثم
نكـ زته مرة آخرى ولكن تلك المرة وهي تضع كفها على فمها تتستر على ضحكاتها.
لتهتف "سعاد" بلامبالاة تُحسد عليها:
-صح يا دكتور بس صدقني مفيش احلى من تريح الدماغ
أجابها"نضال" بسلام نفسي وبصراحة قاتـ لة:
-مقدرش اعارض علشان انا اصلًا شخص بعشق الانتخة وتريح الدماغ
قهقهوا جميعًا على قوله لتعلق" سعاد" بإعجاب:
-بس ذوق البيت يجنن اكيد تصميمك ده يا "رهف"
ناب هو بالرد عنها قائلًا بفخر:
-اكيد طبعًا عايزاني ابقى متجوز اشطر مهندسة ديكور في مصر ومستغلش الموقف اكيد ذوقها
ابتسمت "رهف" بسمة ربيعها ومنحته نظرة معاتبة قائلة:
-بطل تبالغ يا "نضال" انت كمان شاركتني في حاجات كتير وأوض الولاد انت اللي اخترت كل حاجة فيها
رد بعِرفان مغلف بالفخر و عينه تفيض بعِشقها:
-حبيبي انا معملتش حاجة جنب المجهود الجبار اللي عملتيه
قالها ورفـ ع يـ دها يضـ ع قُبـ لة حانية خاطفة عليها قبل أن يتعالى رنين هاتفه وينهض يستأذن منهم ليجيب أمام نظرات "سعاد" التي كانت تشاهد ما حدث متنهدة براحة وبسعادة حقيقية لرفيقة دربها؛ فمن غيرها شَهد على معانتها...
لذلك حمدت الله على العوض الذي منحه لها و دعت ايضًا بصدق من قلبها أن لا يغير أحوالها فرفيقتها تستحق أن يعوضها عن كل ما فاتها.
❈-❈-❈
-قولها يا "سليم " وبلاش تجـ لد نفسك اكتر من كده
قالها "نضال" عبر الهاتف يحثه بها بعدما أخبره بما يؤرقه ويجعله في حيرة من أمره، ليزفر" سليم" انفاسه هادرًا من الطرف الآخر:
-وافرض انها لامت عليا وحملتني المسؤولية
-انت لازم تفهمها وتحكيلها اللي حصل
غاب رده ولكن بالأخير أجاب مُتخوفًا:
-خايف اخـ سر ثقتها علشان خبيت عليها
-لو بتحبك هتقدر اسبابك وتحاول تلاقيلك ألف عذر علشان تسامحك
-وافرض اسبابي مكنتش كفاية بالنسبة ليها
-جازف يا "سليم" علشان تريح ضميرك اكيد انت على الحال ده بقالك كتير
زفر "سليم" أنفاسًا حانقة وأخبره بمعاناته منذ شهور:
-فاكر لما "ليلى" كلمتك وجيت علشان تتكلم معايا
-فاكر طبعًا يوم عزومة السمك
-قولتلك وقتها لو مكنتش رفضتني كان ألف حاجة هتيجي في دماغي
-فعلًا و وقتها كنت مستغرب كلامك
-في التوقيت ده انا عرفت ومكنتش اعرف إن كان ليها اخ تاني من اب مختلف والتحريات اللي اتعملت قبلها كانت روتينية يعني ليها سوابق...عليها أحكام وخلافه وطالما مفيش شُبهة جنائـ ية بنكتفي بالمعلومات دي وعلشان كده مجاش في بالي ابدًا ادور من جهة الأم
-"سليم" اللي حصل حصل ودلوقتي القرار في ايدك يا هتعترف ليها وتتحمل رد فعلها يأما تفضل معذب ضميرك وتخبي عليها وانت لو عايز رأي جازف وقولها مفيش احلى من الصراحة
تنهد "سليم" بتثاقل عبر الهاتف وداخل رأسه يدور حديث "نضال" ليبتلع رمقه قائلًا بإقتناع لعله يُريح ضميره المُعذب بسبب إخفائه الأمر:
-هجازف وهعمل بنصيحتك
ليغلق "سليم" الخط زافرًا أنفاسه بعيدًا قبل أن يصعد للسيارة وينطلق بها وهو ينوي فور عودته أن يُخبرها ويترك عواقب الأمر لها فظل طوال طريق العودة يُمهد للحديث بعقله وهو غافل تمامًا أن الخبر سيُزف قبله لعندها.
ولكن هنا يكمن السؤال ماذا ستكون رد فعلها حين تعلم أن له صِلة بخسارتها عزيز قلبها؟!
❈-❈-❈
أما عنها فكانت تجلس تُسند خدها على كفها على المقعد جوار شقيقها المُتسطح و جهاز المحلول مُعلق ومَوصول بذراعه.
وعيناها تكاد تُغلق لوحدها من شدة الهدوء الذي قطعه للتو صوت رنين هاتفها، لتتأهب بجـ سدها وتخرجه من حقيبتها و تجد رقم "بدور" لتبتسم قائلة ما أن وجدت عيناه عليها:
-دي "بدور"
نفى وحثها بنبرة مُرتعشة وهو يقيم رأسه:
-بلاش تجيبلها سيرتي يا "شمس" مش عايزها تعرف
حاولت أن تجعله يحيد عن موقفه:
-بس يا "صالح"
قاطعها بصوت مُرتعش وبنظرات منكـ سرة وخـ زت قلبها:
-ريحيني لو بتعزي اخوكِ مش عايز حد يشـ مت فيا
أومأت له وقالت مواسية:
-حاضر بس اهدى وانا هطلع اكلمها بره
تنهد "صالح" براحة وألقى رأسه من جديد على الفراش يصعب عليه ما آل إليه حاله
بينما هي خطت لخارج الغرفة واغلقت بابها خلفها، تقف في أحد الزوايا المُنعزلة وهي تعتـ صر عينها كي تلتزم بثباتها قبل أن تجيب قائلة:
-"بدور" بنت حلال كنت هكلمك علشان اطمن عليكم
قالتها دفعة واحدة وانتظرت الرد الذي جاء بمثابة صاعقة من السماء زلزلت كيانها:
-وحشتيني اوي يا زبادي
برقت عينها وتأهبت حواسها هامسة بأسمه بنبرة ترتجف مثل جـ سدها من شدة الخوف:
-"سلطان"
وهنا تهاو ى قلبها وفرت د مائها حين أتاها صوت ضحكته المقـ يتة ذاتها التي لطالما كانت تجعلها تكـ ره حياتها.
فيا ترى ماذا يخبئ القدر لها هل ستنجو هي واحبابها من براثن ذلك اللـ عين أم سيُكتب من جديد أن تعود للشقاء بقدمها.
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميرا كريم من رواية ذنبي عشقك، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية