رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 9
قراءة رواية كله بالحلال
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كله بالحلال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
داخل المرحاض النسائي، وقد تبللت نصف بلوزتها في الأعلى، بعد محاولات يائسة في إصلاح البقعة الكبيرة التي تسبب فيها العصير، حتى اصبح الأمر مزريًا.
هتفت ليلى بيأس وقد نال منها الإحباط بشدة:
- يا نهار اسود عليا وعلى سنيني، مكان البقعة بتزيد مس بنتقص، اعمل ايه أكتر من كدة عشان تتنيل تتصلح؟
لم تجيبها الأخرى بل اكتفت بنظرة عادية نحوها ثم عادت لهاتفها الذي كانت مشغولة بالتصوير به امام المراَة بفعل تفعله كثيرًا من فتيات هذا العصر.
لم يُعجبها ليلى التجاهل، لتنتفض فجأة وتباغتها بضربة قوية على ذراعها صارخة بسخط:
- ما تبطلي تناحتك دي وبيصي للوقعة المهببة اللي انا فيها، إنتي إيه؟ معندكيش دم؟.
تفاجأت بفعلها لترد مقارعة لها:
- انا برضوا اللي معنديش دم؟ ولا انتي اللي هبلة وخيبة تقيلة، عايزاني اعملك إيه بعد ما بوظتي كل حاجة ودلقتي العصير عليكي، انا إيه ذنبي بذمتك؟ عشان اتحمل بهدلتلك دي ليا؟ كان لازم يعني تتلبخي وتشرقي في الوقت اللي ممدوح داخل فيه؟
سمعت منها لتنفجر فجأة بالبكاء بصوت عالي لفت ان١ظار باقي الرواد من النساء معهن في نفس المكان.
خجلت بسمة لتربت عليها وتحتضنها مهونة بالكلمات:
- يخرب بيتك، فرجتي علينا الناس، ايه يا ليلى؟ الموضوع مش مستاهل يعني؟
- مش مستاهل ازاي؟
صدرت من بين بكاءها، لتتابع معبرة عما يجيش بصدرها:
- دا أهم ميعاد في حياتي، من امبارح عمال اجهز وانقي في احلى حاجة عندي عشان ابقى قدامه جميلة، يمكن امحي من مخيلته صورتي القديمة، لما كنت هبلة مدعوكة في الدورس والمذاكرة، مكنتش اتخيل ابداً ان الميعاد اللي بتستناه اي بنت يتقلب لكارثة معايا ومن اولها، دا انا حتى ملحقتش اقعد ولا اخد فرصتي معاه، ولا حتى هو لحق يشوفني كويس.
أكملت ببكاءها، لتتلقى المؤازرة من بسمة التي زادت من التشديد عليها بضمها، وابتسامة اعتلت على ملامحها، لتخاطبها بحنو:
- والله انتي عبيطة ومتخلفة، يا بنتي دا انتي عجباه من زمان والله، حتى وانتي مدهولة زي ما بتقولي، اللي بيحب بيشوف حبيبه على اي حال بصورة حلوة، وانتي والله قمر وهو عارف كدة كويس.
نزعت نفسها عنها لتسألها بتشكك:
- عارف ايه؟ ما تحاوليش تضحكي عليا انا عارفة كويس هو دلوقتي شايفني ايه؟ وانا عاملة زي عملتها على نفسها.
بعظم استيعاب رددت بسمة من خلفها لتنطلق بموجة صاخبة من الضحك:
- عملتي إيه؟
اغتاظت ليلى من ضحكها المتواصل دون التأثر بحالتها، ولا تقدير الموقف المخزي الذي وضعت به، لتفرغ كبتها بتسديد الضربات بقبضتها عليها مرددة:
- اقفلي بوقك ده وخلي عندك دم، يا حيوانة يا حيوانة،
وعلى عكس المتوقع كانت بسمة مستمرة دون توقف، رغم تألمها من هذه الضربات التي تتلقاها من تلك الحانفة المتذمرة الساخطة، حتى اوقفها صوت الهاتف يجبرها للتوقف، رافعة كف يدها امام تحاكيها بلهاث:
- ممدوح بيرن، دقيقة بس هشوفه وبعدين نكمل، ممكن دقيقة؟
مع ذكر اسمه اضطرت ليلى مستجيبة لرغبتها، وابتعدت تتركها تجيب الاتصال، والذي تم بجملة مقتضبة وغير، مفهومة:
- ماشي ثواني خارجالك اهو.
قالتها وتحركت مغادرة من المرحاض، تتركها في تخبطها وحيرتها عدة لحظات، حتى أتت عائدة تحمل بيدها كيس بلاستيكي باسم محل قريب، لتخرج منه كنزة رائعة، لترفعها أمام وجهها تسألها:
- ها يا قمري، ايه رأيك؟
زوت ما بيم حاجبيها لتسألها بعدم فهم:
- رأيي في ايه؟ ودي بتاعة مين اساسًا؟
بدا على وجه بسمة استنكار جلي، لتردف لها:
- هي ايه اللي بتاعة مين؟ وانا رافعاها قدامك ليه اساسًا؟ يا بت انتي عبيطة؟ ما تفهمي لوحدك، الحتة القمر دي جايبهالك ممدوح مخصوص عشان تغيري اللي نصها اتبل دي وبقت لازقة على جسمك، فهمتي بقى؟
توقفت ليلى عن التفكير، لتظل لفترة من الوقت تتطلع لها والكنزة التي تمسك بها بازبهلال تام، لا تستوعب ماتراه أمامها، وما وتفوهت به بسمة حقيقة ام درب من الخيال؟ هذه عطية من ممدوح، ذهب ليبتاع لها كنزة كي ترتديها......
على خاطرها الاَخير، استفاقت ترفع رأسها لها باعتراض قوي:
- لأ يا بسمة، انا لا يمكن هقبل بحاجة زي دي، هو اخوكي فاكرني شحاتة...... اَه.
صدر التأوه الاخير، بعدما هجمت عليها بسمة لتردد لها بقبضة قوية على ذراعها، مسددة خلفها عدد من آخر وكأنها تاخذ دورها هي الأخرى، لتخاطبها بحنق:
- انتي متخلفة يا بنت انتي؟ هو مين اصلا اللي قال ان انك شحاتة ولا الهبل بتاعك دي؟ اخويا باصص على منظرك، يعني تطلعي بالبلوزة المبقعة، بعد المية ما زادت على بهدلتها ؟ ولا تغيري بحاجة نضيفة وناشفة؟ ما تردي يا بت .
- اااه .
صرخت هذه المرة لتوقفها لافتة انظار النساء الاتي توقفت عن أي شيء إلا عن متابعتهم، ليخرج صوت احداهن باحتجاج:
- ما كفاية بقى وخلصونا، هتلبسي البلوزة يا بنتي ولا تخرجي بالهلهلوة اللي لابساها؟ خلصونا بقى.
- هلهولة! انا لابسة هلهولة؟ انتي قد الكلام ده يا ست انتي؟
هتفت بها تتقدم نحو المرأة بتحفز، قبل ان توقفها بسمة مقيدة حركتها بذراعيها، لتهمس لها بجوار اذنها:
- وحياة اغلى ما عندك يا شيخة لتريحي قلبي بقى، بلاش العند اللي من غير فايدة ده؟ ما ترسي على حيلك بقى .
- وبتتهميني كمان بالعند !
قالتها ليلى لتتابع برفض قاطع:
- طب عشان تعرفي، أنا مش هنفذ غير اللي في دماغي، ومش خارجة غير بالهلهولة، ها ايه رأيك بقى؟
❈-❈-❈
بعد قليل
وقد انتظر لفترة من الوقت مرت عليه كالدهر، من وقت ان سلم شقيقته الكنزة الرقيقة ذات اللون الليموني المنعش، والتي انتقاها على عجالة، فور ان دلف محل الملابس النسائية القريب من هنا، من أجل ان ينقذ الموقف، حتى لا يرى حزنها، وقد لامس التوتر الذي بدا جليًا على ملامحها الشفافة فور ان أتى ليصدم بهيئتها المحرجة، يتمنى من الله ان تكن على مقاسها، والا يزيد الأمر سوءا بفعله.
كانت هذه مجموعة من الأفكار التي تدور برأسه، قبل ان ينتبه على حضورها، تقترب بجوار شقيقته ، مرتدية الكنزة التي ابتاعها، وقد لاقت عليها، لينعكس اللون الرائع على بشرتها، يضيف عليها مزيدًا من النضارة، والشعر الأصفر المموج زادها سحرًا، لتبدوا كجنية صغيرة تسلب العقول بروعتها.
اقتربت وقد تخضب وجهها بحمرة قانية، تخجل ان تقابل عينيها خاصتيه، لتقدمها امامه بسمة قائلة بتفكه؛
- حقك تديني جايزة يا عم ممدوح، على تعبي معاها، بعد ما اقنعتها بالعافية تلبسها، بدل البلوزة اللي اتبلت من العصير.
لم يستجيب لمزاح شقيقته، بل ظلت انظاره مسطلة عليها ، حتى خرج صوتها بصعوبة أمامه:
- انا اسفة يا استاذ ممدوح اني كلفتك، بس اكيد هرد تمنها ان شاءالله،
عقبت بسمة ضاربة كف بالاَخر مرددة باستهجان:
- يخرب عقلك، دا برضو كلام؟
اضاف هو الاَخر بصوته الرزين عاتبًا لها:
- عندها حق بصراحة، طب انني ترضهالي يا ليلى؟ لو شايفاني انسان ناقص، يبقى عادي خالص هقبل منك .
سارعت بالنفي مصححة:
- لا والله ما قصدي كدة، بل العكس......
توقفت لتتابع بمزيد من الحياء، مسبلة اهدابها عنه بخفر
- انت انسان محترم جدا، وتستاهل كل خير.
ارتخت ملامحه ليخاطبها بلهجة عزبة:
- طب يا ستي الله يعزك، ممكن بقى تقعدي، شكلنا واحنا واقفين كدة لافت النظر ناحيتنا، ولا ايه؟
- من غير ايه هنقعد طبعا.
تفوهت بها بسمة بالنيابة عنها، قبل ان تسحبها لتجلسها على المقعد المقابل له، ثم جلست هي بجوارها، لتردف بمرح:
- لا بقى اطلب لينا حاجة حلوة، بس بلاش عصير وحياتك، احنا مش ناقصين مأساة تانية.
اغتاظت ليلى لتلكزها بمرفقها، ليخرج صوت بسمة باعتراض:
- ما كفاية يا بت بقى، انا تعبت من كتر الضرب، هو انتي واخداني مقاولة النهاردة؟
برقت ليلى عينيها، ضاغطة على شفتيها لها بتهديد صريح حتى تتوقف، فهذه الملعونة لا تترد في إحراجها،
اثار فعلها المرح بقلبه ليُضحك ملئ فاهه، قبل يردد لشقيقته بتشفي:
- احسن، خليها تطلع عليكي القديم والجديد، انتي اساسًا تستاهلي.
قالها لتبادله ليلى ابتسامة مضطربة على استيحاء اسعدته، لتستند بسمة بمرفقها على سطح الطاولة مغمغمة بصوت ضعيف لا يصل اليهم:
- الله، والله وجه اليوم عليكي يا بسمة اللي تاخدي فيه دور المتفرج انتي كمان
❈-❈-❈
في منزل عزيز
و قد كان يتناول الطعام بوجبة الغداء، بصحبة والدته التي لم تتوقف عن اهدائه ابتساماتها الصفراء، وعقلها يدور بلا هوادة في عدة أنحاء، وتفكير مستمر في أمر الفتاة المجهولة، وهذا الإصرار العجيب من ابنائها الاثنان في عدم اخبارها باسمها،
- الحمد لله، تسلم ايدك يا ست الكل، الأكل تحفة ما شاء الله، نفسك لا يعلى عليه.
قالها عزيز بمجاملة اعتاد عليها لها، فتلقفت هي قوله لتوجهه ناحية الجهة التي تريدها:
- يسلم قلبك وعنيك يا حبيبي، بكرة لما تيجي بنت الحلال هتنسيك اكل مامتك والدنيا كلها.
نهض عن مقعده مرددًا لها بتقليل:
- لا طبعا ازاي الكلام.، مفيش واحدة في الدنيا تغنيني عنك ولا عن أكلك.
اوففته منار فور أن تحرك بخطوتين قبل أن بتعد عنها:
- بس انا شايفة ان احنا مقصرين اليومين دول في الموضوع ده يا عزيز.
التف اليها سائلًا بعدم تركيز:
- موضوع ايه يا ماما اللي احنا مقصرين فيه؟
نهضت تقابله في وقفته، لتجيبه بلوم:
- هو انت لحقت تنسى يا عزيز؟ انا قصدي على موضوع الجواز يا حبيبي، اوعي تقولي ان دماغك مشغولة بواحدة لافة عقلك، ازعلك منك .
قالتها بتهديد وتوعد جعله يستدرك جديتها، والدته لا تردف بنصف كلمة هباءُا، هي ترمي كلماتها جيدًا، لذا فما كان منه الا أن يسارع بالنفي:
- لا طبعا يا ست الكل، دا انتي بنفسك داخلة على حسابي وحاذفة على كيفك، انا من بعدها صاغ سليم، مفيش صنف انثى أثرت فيا .
تبسمت تدعي انها تصدقه، لتردف بعدها:
- شطور يا حبيب مامي، بس كدة بقى لازم تشد حيلك تدور معايا على بنت الحلال، ما هو مش معقول يعني مصادفتش أي واحدة وعجبتك؟ لكن طبعا لازم تبقى بنت أصول يا عزيز.
تابعت تشدد على كلماتها بقصد:
- الجمال شيء مفروغ منه، لكن انا الأهم عندي، هي انها تبقى محترمة، ومؤدبة..... عنيها مبترفعش عن الأرض، زي مواصفات رانيا كدة، اكيد طبعا انت ملحقتش تنسى البنت.
تقلصت ملامحه باحتقان وسخط، يجيبها:
- وافتكرها ليه يا ست الكل؟ هي اللي خلقها مخلقش غيرها؟ دا انا حتى كنت راضي بيها عشان خاطرك وبس، رغم اني مكنتش فاهم شخصيتها ولا عارف هتوافق شخصيتي ولا لأ، لكن برضوا اللي جاي أحلى، عن اذنك بقى.
قالها ليُحرك اقدامه ذاهبًا من أمامها دون انتظار، بعد أن استفزه حديثها، يعلم انها تفتعل كل هذا الأمر بقصد، ولكنه لن يستلم لإلحاحها، وهذا الحصار الذي تفرضه عليه، يراعي جيدا رضائها، ولكنه ايضا لن يتخلى عن حريته مهما كان الأمر.
دلف لغرفته متوجهُا نحو الكمود ليستل الهاتف بعد ان نزع عنه الشاحن الكهربائي، ليضغط الرقم الذي أتى برإسه على الفور!
❈-❈-❈
عودة الى جلسة الفتيات وممدوح الذي لم يتوقف عن الحديث مع ليلى في شتى الموضوعات، وهي تستمع اليه دون كلل او ملل، أمام انظار شقيقته، والتي كانت تطالعه بتعجب، نظرًا لمعرفتها الأصيلة برازانته، وكلماته القليلة مع الغرباء، لكن يبدوا ان صديقتها لم تكن أبدًا من الغراباء، وقد كان هو في انتظار الفرصة فقط، وها هي اتت اليه:
- عارفة يا ليلى، وانا في سنكم كدة مكنتش برسى على حيلي في اي مكان، معظم الاَنشطة في الجامعة كننت بحضرها، ندوات، مسرح، رحلات استكشافية، بس دي على فكرة انا لسة موقفاش عنها، بل ولسة مستمر فيها، حتى اسألي البت العبيطة دي، ما بصدق اخد اجازة من الشغل واروح شايل شنطنتي ومسافر في أي حتة، جوا مصر، او براها في اي دولة، حتى لو في أدغال افريقيا مبفرقش.
سمعت بسمة لتضيف بلهفة نحو صديقتها:
- ايوة صح يا بت يا ليلى، دا انا عندي صور من اخر رحلة راحها لقبيلة غريبة كدة في تنزانيا، استني هخليكي تشوفي .
قالتها لترفع شاشة الهاتف امام التي كانت تشاهد بذهول الصور العديدة له، مع أصناف من البشر بأزياء غريبة، تقارب البدائية، فخرج صوتها على الفور بتساؤل:
- يا نهار ابيض، طب انت ما بتخفش؟ انا اسمع ان في جماعات منهم، بياكلوا لحمة البشر، هو الكلام ده بجد؟
ضحك يجيبها بتباسط:
- هما فعلا فيهم قبائل لسة عندهم العادات دي ، وقبائل تانية عندهم تقاليد اغرب، بس انا طبعا مش بنزل على اي حاجة وخلاص، انا بنزل على اماكن محددة، وعارف بطبايعهم، العمر مش بعزقة.
اومأت له بهز رأسها لتضيف إلى قائمتها مزيدا من الصفات الرائعة عنه، يبدوا انه لن يكف عن ابهارها.
تابعت بسمة بفخر، لتريها المزيد من الصور، حتى تفاجأتا الاثنتان بالاتصال الوارد.
رفعت ليلى رأسها لها، تبصرها بانشداه، لم يقل عن الأخرى التي ابتلعت ريقها بحرج يتبادلن النظرات المتسائلة في صمت، حتى حسمت بسمة قبل ان ينتقل الشك لشقيقها، لتنهض سريعًا باستئذان:
- طب انا قايمة ارد ع التلفون اللي بيرن ده.
أومأ لها شقيقها، وليلى التي انتابها الخجل من الانفراد معه لتردف لها قبل أن تبتعد:
- ما تتأخريش يا بسمة، انا عايز اللحق اروح اساسًا.
أومأت لها على عجالة بالموافقة، ليعقب هو في أثرها:
- متخافيش يا ليلى، ولا انتي هتتكسفي من قعدتك معايا .
- صراحة اه.
تمتمت بها داخلها قبل ان يخرج صوتها اليه:
- لا ازاي، انا بس براعي اوي حكاية المواعيد في الخروج، محبش ماما تزعل مني لو اتأخرت.
- لا ان شاء الله مفيش تأخير
قصد أن يطمئنها بجملته، وعينيه تزاد إعجابًا بها، حتى فاجئها بقوله:
- ليلى هو انا ممكن اكلمك ع الشات وابعتلك صور الرحلات الغريبة اللي قومت بيها، أو اشرحلك عن ظروف البلاد اللي روحتها؟
- انت لسة هتستأذن؟
صدر الصوت المتلهف داخلها قبل تظهر رد فعلها بأن أومأت له موافقة بهز رأسها، ليشرق وجهه بابتسامة رأئعة، اضاءت العالم من حولها،
والى بسمة التي توقفت في ركن بعيد خلف لوح زجاجي، يظهر معظم المطعم، بالطاولات والبشر التي تملأه من عمال به أو رواد.
لتجيب على اتصاله بادعاء عدم معرفته.
- الوو السلام عليكم مين معايا؟
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، انتي معرفتنيش يا بسمة؟
استمرت على موقفها لتردف بحدة:
- حضرتك هتقول مين؟ ولا اقفل واعمل حظر على طول؟
وصلها صوت ضحكته الرنانة ليردد بمرح:
- انا عزيز يا مجنونة، معقول معرفتيش صوتي؟ في ايه يا بنتي؟
اخفت ابتسامتها لتجيبه بأسف مصطنع:
- أنا اسفة يا عزيز، مكدبش عليك صراحةً، انا شكيت في صوتك، بس برضوا خوفت ليكون واحد غريب بيعاكس، معلش بقى، ما هي دي كمان اول مرة تتصل بيا.
وكأنها كانت ترى ضحكته، رد بمزاج رائق:
- ومش هتبقى آخر مرة ان شاء الله، انتي عاملة ايه بقى؟
غمرها ابتهاج غير عادي، لتنقل بنظرها نحو شقيقها وليلى التي بدأت تندمج معه، بالإضافة لسماع صوته، بهذا الاتصال المفاجئ منه، أن يكن هو المبادر بالسؤال عنها، جعل شيء من ارتياح نسبي يتسلل اليها، يخبرها بقرب نجاح خطتهما، لتجيبه بكل صدق:
- الحمد لله انا كويسة، كويسة اوي، انت بقى جيبت نمرتي منين؟
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..