-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 4

 

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


الفصل الرابع


دلف الى داخل المطبخ على غير ارادته، بعد الرسالة الغريبة التي أرسلتها أليه، تطلبه فمر هام على الفور، حتى جاء معربًا عن اعتراضه:

- ايه يا ست ماما الجو الغريب ده والرسالة الاغرب؟ وايه الأمر الضروي اوي دا اللي عايزاني فيه؟


ردت وهي ترص أطباق الحلوى الجاهزة على صنية فاخرة لا تخرج الا في المناسبات المهمة:

- وايه الغريب يا سي عزيز؟ دا انا قولت هتفهما لوحدك، خلي ابن خالتك ياخد راحته مع المزغودة اختك، خليها تفك شوية بقى بدل التقفيلة دي


عبست ملامحه، بعد استنباطه لما ترنو إليه من خلف طلبها، ليخرج صوته بحدة محتجًا:

- ايه اللي بتقوليه دا يا ماما؟ انتي ازاي تفكري في كدة اصلًا؟ ليلى دي عيلة صغيرة، بلاش تفتحي عينها على الحاجات دي؟


ضحكت تترك ما بيدها لتلتف إليه قائلة:

- عيلة ايه يا عزيز؟ يعني انت شايف كدة اختك اللي مقفلة العشرين من شهرين عيلة؟ طب ما هي رانيا في سنها يا حبيبي مفتكرتش ليه انها عيلة هي كمان؟


تلجم لسانه بنظرة ساهمة كان يرمقها بها قبل أن يجد الرد المناسب :

- اولًا بقى، رانيا انتي اللي اخترتيهالي، ثم كمان هي تفرق كتير عن لولو، دي قطتي الصغيرة، مينفعش تتجوز، لسة بدري اوي عليها.


استمرت بضحكاتها حتى اتجهت مرة أخرى للبراد لتتناول زجاجات المشروبات الباردة، وخرج ردها وهي منشغلة في التنظيم:

- انت بتقول كدة عشان مربيها، ومش عايز تشوفها غير العيلة اللي كنت بتشيلها على ايدك، مش قادر تستوعب ان الصغير بيكبر يا حبيبي، وع العموم يا سيدي، احنا مش هنجوزها بكرة، انا بس عايزها تدي فرصة للولد عشان يقرب منها، ابن خالتك لقطة وحرام بصراحة يضيع منها .


لم يعجبه الأمر وما تفعله والدته، ولكنه اضطر راضخًا أن يصمت حتى لا يفتعل مشكلة من الهواء، ولكنه لم يمنع نفسه من السؤال:

- على كدة بقى مجية الاستاذ سامح النهاردة، تمت بناءًا على اتفاق مسبق مع حضرتك؟

اومات برأسها دون أن تلتف اليه، فقد بدا انها تفكر في شيء ما، فتابع يسألها بنزق:


- طب ما كفاية كدة بقى، مستنية ايه تاني؟ 

تحركت من جواره للناحية الأخرى تجيبه بخطوات متأنية وقد وجدت حجة أخرى للتأخير:

- هجيبلي طبقين يكون شكلهم حلو، ينفع يترص عليه قطع الفاكهة بمنظر جمالي، 


فاكهة كمان ولسة عايزة تقطعيها، في ايه يا ماما؟

هتف بها عزيز بنزق لم يؤثر بها، بل قابلته بقولها الحازم:

- في كل خير يا ولد، اصبر دقيقتين بس اكون مخلصة كل حاجة، هي طارت يعني؟


❈-❈-❈


على كرسيها الذي كانت تجلس عليه بتململ واضح، وحركاتها العصبية في هز الأرجل أو الفرك بيدها على وجهها، او الكفين ببعضهما، عينيها نحو المطبخ وقد طال غياب الاثنان به، شقيقها ووالدتها،  تستمع مجبرة لهذه الأحاديث التي تحفظها منه على ظهر قلب:


- الفيلا اللي اشترناها جديد، استلمناها من عشر تيام تقريبَا، مهندس الديكور بيقول،  انها محتاجة شهور على ما تجهز،  بس بقى المبلغ الخيالي اللي طالبه، مش ممكن يا ليلى ، والجماعة الصناعية كمان، دول مستغلين اوي، فاكرينا عشان اغنيا، هنبقى أغبيا بقى وندي من غير حساب، ناس بيئة في معاملتهم بجد.


تقلصت ملامحها،  حتى اعتلى تعابيرها الحنق لترد بنفاذ صبر:

- وافرض بيئة، مدي عيشتهم واللي اتربوا عليه، يعني مش هيجوا قصادك ويغيروا اسلوبهم،  انت بقى اللي اتقبل ان في مخاليق غيرك وليهم طريقتهم اللي انت لازم تحترمها، ولا انت فاكر ان كل حاجة هتمشي على هواك 


اجفل عائدًا برأسه للخلف من حدتها الغير مبررة بالنسبة له، وارتفع حاجبه بعدم تقبل لقولها:

- ليه العصبية دي يا ليلى،  هو انتي لقيتني بيتخانق معاهم، انا بس بعرفك طبيعة الأشكال اللي بقو حوالينا، يعني مطلبتش منك نصيحة، ثم كمان متنسيش فرق العمر ما بينا خمس سنين، يعني لازم تاخدي بالك منها دي.


افتر فاهاها بنية التلفظ بالكلمات التي يستحقها،  لكن سرعان ما اغلقته، بعدما عادت لوعيها، وتذكر تهديد والدتها والتي بدأت تشك في نيتها هذه الأيام، فاستبدلت على الفور لتقابل رده بابتسامة صفراء، كي  تكمل جلستها على خير:


- انا أسفة، معلش نسيت نفسي واتعصبت عليك، متاخدتش في بالك.

تبسم بانتشاء طفل صغير، وقد اسعده اعتذارها، ليقول:

- خلاص كمان وانا مش هزعل منك، عشان عارفك طيبة ورقيقة، بس عيبك الوحيد هو انك مدب ودبش. 


برقت عينيها باشتعال الغابات الخضراء بها، وقد افقدها البقية الباقية من تعقلها، تنتوي هذه المرة بالرد حتى لو بالسباب وليحدث ما يحدث، لكن ظهور شقيقها في الوقت المناسب وقد عاد بخطوات مسرعة إليهم،  هو من أنقذ الموقف.


جلس عزيز يربت بكفه على فخذ الاَخر مرددًا بترحيب، وعينيه انتقلت نحو شقيقته التي امتقع وجهها بغضب حقيقي لم يخفى عنه:

- منور يا سامح، عامل ايه بقى؟

اجابه بزهو:

- دا نورك يا حبيبي، خالتو فين بقى؟


- خالتك اهي خارجة بصينية وجاية حالا!

قالها واتجهت انظاره مرة أخرى نحو شقيقته التي كانت تزفر بضيق متعاظم جعله يتفهم وضعها ليلملم الموقف سريعًا بفطنته، ويأخذ انتباه الاخر بأسئلته:

- ها يا عم سامح، ما قولتليش بقى، خالتو لسة ممنوع عنها التليفون؟ ولا اتحسنت؟


❈-❈-❈


على تختها ليلًا، وبعد ان استراحت اخيرًا من هذه الزيارة الثقيلة لابن خالتها المتغطرس، صاحب الدم الاثقل في العالم، كانت تعد نفسها للنوم، بعد ان ارتدت منامتها وتدثرت بالغطاء، ولكن عقلها النشط، تيقظ فجأة ، بسؤال ملح عن رد فعل بسمة بعدما اخبرتها عن لقاء بسمة، وقد زحف بداخلها شعور غير مريح لمعرفتها بجنون الأخرى، مما اضطرها لتناول الهاتف كي تتصل بها ، وتسألها، وكانت اجابتها بحدة


- قولتلك هتصرف يا ليلى، ايه لزوم السؤال؟

- وانا بسألك عشان اعرف هتعملي إيه؟

صاحت بها بضيق:

- ما تصدعنيش يا بنت الناس عشان انا معنديش دماغ ليكي، سيبني في اللي شاغلني دلوقتي


لم تكترث لقولها، بل عادت بإصرار سائلة:

- لا بقى انا مش هسيبك غير لما اعرف هتعملي إيه؟ عشان بصراحة كدة لهجتك مش مطمناني واخاف تتهوري بفعل تندمي عليه ؟

- لا اطمني يا حبيبتي وما تخافيش عليا ولا على نفسك، عشان انا هخلص!


قولها الهادئ وجملتها الغريبة جعلت ليلى تصيح بها بخوف:

- تخلصي يعني ايه؟ نهار اسود لتكوني ناوية تقتليها؟ لا يا بسمة كله إلا ده .

- اقتل مين يا متخلفة انتي؟ هو انا عبيطة عشان اعمل حاجة زي دي؟

- طب إيه؟

- روحي نامي يا ليلى وانا بقى من هنا للصبح كدة اكون مخمخت لفكرة حلوة تحل كل الإشكال ده.


ودت لو تستمر بجدالها حتى تعلم ما بهذا الرأس المتصلب، ولكن الأخرى لن تعطيها سوى القليل، هي تعلم ذلك جيدًا، لذلك خرج قولها باستسلام اخيرًا

- ماشي يا بسمة واما اشوف اخرتها إيه؟ بس بجد بقى، اي حركة فيها أذية انا هرفض وبشدة عشان تبقي عارفة.

اجابتها ببساطة أذهلهتها:

- تمام يا ليلى زي ما تحبي، تصبحي على خير. 

- وانتي من أهله.


غمغمت بها بعد انتهاء المكالمة، وقد زاد بداخلها الشعور بالتوجس، خوفًا من تهور بسمة أو فعلها لشئ قد يضر الفتاة، فما ذنبها هي؛ إن كان وقع عليها الاخيتار من والدتها المتسلطة المتجبرة، والتي لايقف بوجهها شئ،

ظلت لمدة طويلة في التفكير والسهر، حتى تمكن منها

التعب، وغفت نائمة كالجثة حتى استيقظت صباحًا، على لكز قوي، وصوت والدتها الحاد يهدر بها


❈-❈-❈


  اصحي يا ليلى، اصحي يا زفتة .

انتفضت مستقيظة تبرق عينيها لها بهلع، ازداد مع رؤيتها للوجه الغاضب، فخرج صوتها متحشرج

- إيه في إيه؟ عايزة إيه يا ماما؟

تابعت لها بحدة:

- اصحي كدة وفوقي، عايزة اتكلم معاكي.


تقلصت عضلات وجهها برفض تام وهي تعود برأسها للوسادة متمتمة:

- يا ماما سيبيني عايزة انام، انا ماعنديش محاضرات في الجامعة النهاردة.


لكزته بقوة أفاقتها على الفور:

- فوقي يا بت واتعدلي بدل ما اعدلك.

- أهو يا ماما صحيت الله في إيه بقى؟ هو في حد يصحي حد كدة على اول الصبح؟

خرجت منها الكلمات باحتجاج ولوم لهذا العنف الغير مقبول، قبل أن تباغتها بسؤالها:


- انتي عملتي ايه مع رانيا امبارح؟

ذوت ما بين حاجبيها سائلة باستفهام رغم ارتيابها:

- مالها رانيا يا ماما ؟

ردت بشراسة تكز على أسنانها:

- هببتي قولتيلها إيه امبارح عن اخوكي؟

بقلب يرتجف توجسًا من حدث الأسوء، ردت بدفاعية واستفسار:

- ما قولتش حاجة والله يا ماما.. هو في إيه بالظبط؟


- في انهم رفضوا اخوكي يا ختي.

هتفت لها منار لتجفل تلك التي صعقت بذهول مرددة:

- معقول؟ ليه يعني؟

ضربت منار بكفها على فخذها تردد بتحسر:

- ما هو دا اللي مجنني وهيطير عقلي مني، ام رانيا اللي كانت طايرة من الفرح امبارح .. اتصلت بيا النهاردة تبلغني برفضها ورفض بنتها بحجج فارغة.. وانا اموت واعرف إيه أللي قلب الولية كدة فجأة؟! أكيد في سبب قوي يخليهم في يوم وليلة يرفضوا، انا متأكدة ان في حد اتدخل عشان يخربها. 


هكذا بمسافة مرور الليل ينقلب الحال من النقيض للنقيض، بعد ان لمست بنفسها موافقة رانيا وسعادتها، تنقلب فجأة للرفض في هذا الوقت القصير، لماذا لديها شعور قوي أن بسمة لها يد في الموضوع. 


- ساكتة ليه؟ ما تتكلمي يا بت وردي عليا؟

صدر الصوت من منار بحدة تنزعها من أفكارها، فقالت بعفويتها المعتادة:

- يعني هاقول إيه بس يا ماما؟ واحدة ورفضت الخطوبة من اخويا، اعجوبة يعني؟ ما هو دا العادي .


- عادي إيه؟ هو انت ليكي يد في اللي حصل؟

هتفت بها وهي تنتفض محلها مندفعة نحوها بهجوم جعل ليلى تصيح برعب:

- يا نهار اسود، سيبى كتف البيجامة يا ماما، انت ها تضربيني ولا إيه؟

- واكسر دماغك كمان لو عرفت ان ليكي يد في رفض اخوكي.


استفزها القول حتى أكملت بتقليل:

- ويعني هي اللي خلقها مخلقش غيرها؟ هو انتي ليه محسساني ان الدنيا وقفت على كدة؟


- لأ يا ختي ما وقفتش وربنا خلق غيرها كتير يا حبيبتي، بس انا مش كل يوم هلاقي واحدة فيها المواصفات المظبوطة دي، البنات على قفا من يشيل، لكن اللي زي رانيا دي بتبقى زي ابرة في كوم قش، يعني كدة هادور واتعب من تاني وانا كنت ماصدقت


لم يعجبها هذه التهويل المبالغ فيه، بالإضافة لهذا الخوف من هيئتها، فتمتمت مع محاولة لإبعادها عنها:

- طب سيبي كتف البجامة الاول، ولا انتي هتضربي بجد .

تركتها لتهدر بها بتهديد صريح؛

- اهو كتف البيجامة، بس وديني يا ليلى ما اعرف ولا احس بس ان ليكي دخل برفض رانيا لاكون مورياكي غضبي بجد .


ابتلعت ريقها واقشعر جلدها متذكرًا الضربات التي كانت تتلقاها منها وهي صغيرة حينما تخطء، أو تفعل أمر لا يعجبها، تأثرت حتى شعر جلدها بالحكة لمجرد الذكرى، تتمنى الا يأتي هذا اليوم الذي تستعيد به منار امجادها في ضربها، تتسائل داخلها:

- ترى ماذا فعلتِ يا بسمة حتى تستطيعي الخلاص من الفتاة بهذه السرعة؟


❈-❈-❈


- عملت الصح واللي كان لازم اعمله من زمان!

قالتها بثقة أذهلت الأخرى، لتردف بسؤالها الملح:

- ااه، يعني عملتي إيه بالظبط؟

- رسيت البنت على حقيقة أخوكي واللي بتخبيها والدتك عن اهل البنت .


ارتدت برأسها تمتم بتفكير مخمنة:

- يعني عرفتيها انه بتاع بنات؟ وهي صدقتك بقى؟

رددت خلفها بضحكة ساخرة:

- صدقتني ازاي يا عبيطة انتي ِ؟ انا مكالمتهاش من الأساس، انا زقيت عليها واحدة صاحبتنا انا وهي ووصيتها ماتجبش سيرتي نهائي.


- والبنت بقى شاطرة وعرفت تقنعها؟

- أقنعتها بالأدلة والأثبتات يا حبيبتي، ماهي لولا كدة مكنتش هاتقتنع .

- يعني إيه ؟

- يعني البنت شافت صور عزيز وهو بيضحك ويهز مع البنات، دا غير مقطع فيديو ليه وهو بيرقص مع الرقاصة في فرح واحد صاحبه .


شهقت بعدم تصديق، وقد ذهب ظنها للسوء:

- وانتي عرفتي تجيبي الصور دي منين يا بسمة؟ اوعي تكوني فبركتيها؟

نهضت واقفة بثقة تشرح لها:

- افبرك دا إيه يا هبلة انتي وفي الوقت القصير دا كمان؟ انا يا حبيبتي خدت الصورة من حساب واحد صاحبه .


- تاني اصحاب يا بسمة! انت مش قولتي انك بطلتلي تكلمي ياولاد؟


نفت على الفور بدفاعية:

- ما انا فعلًا بطلت اكلم ولاد والله، انا هكمل دلوقتي اربع شهور من ساعة ما بطلت.. بس يا حبيبتي الصور دي عثرت عليها بالشطارة، يعني لما دخلت على اكونت اخوكي لقيت صفحته فلة؛ ادعية دينية وكلها حاجات منتهى الإحترام.


- ما دي خطة ماما واؤامرها ، عشان اهل العروسة ينخدعوا في عزيز ويوافقوا على الجواز .

قالتها ليلى بأسف وكان الرد الأخرى:

- اممم بس انا ميأستش يا عنيا، عشان دخلت على صفحات اصحابه وبحثت فيها، عشان طبعًا هايكونوا بنفس اخلاقه، والصور والفيدوهات كلها حملتها من صفحة واحد صاحبه اسمه رائد .


شهقت بعدم استيعاب، لهذا الفكر الأجرامي:

- يا لهوي، انت خدتي الصور من صفحة رائد؟ دا كدة لو انكشف الموضوع، ممكن يخسروا بعض .

ردت ببساطة وعدم اكتراث:

- وماله بقى؟ دا واد فاشل اساسًا وانا بعد الجواز من عزيز هاخليه يقطع علاقته بيه عشان مايفسدتش اخلاقه . 


- لا بجد؛ هو انتِ خلاص قررتي بقا وضمنتي ان عزيز بقى هيبقى جوزك؟ 


رددت بتصميم أدهشها:

- ايوة هايبقى جوزي يا ليلى ولا انتي عندك اعتراض؟

رفرفت بأهدابها تناظرها بازبهلال، قبل أن يخرج ردها بيأس:


- إعتراااض!! هو انا ليا حق اني اعترض اساسًا؟ ربنا يوفقك يا بسمة، اقوم امشي انا بقى عشان امي ما تدنيش على دماغي ع التأخير.


همت أن تذهب وتتركها ولكن الأخرى أوقفتها قائلة:

- استني عندك هو انتي هتمشي من قبل ما نتفق؟

- نتفق على ايه؟

خرج السؤال من ليلى فتكتفت الأخرى بذراعيها تجيبها:

- نتفق هنعمل ايه يا حبيبتي في اللي جاي، إزاحة رانيا من طريقنا كان مجرد خطوة، انما اللي باقي هو الأهم، احنا دلوقتي بنلعب عشان نسجل جون، اخوكي لازم يبقى خطيبي في اقرب وقت.


تطلعت لها بنظرة ساهمة، فهذه المجنونة، بالفعل تثير إعجابها في اتخاذ القرار وتنفيذ ما تريده دون أن يوقفها شيء 


❈-❈-❈



في طريقها للخروج كي تذهب إلى منزلها، والأخرى مازالت تشدد عليها في تنفيذ الوصايا


- ماتنسيش تعملي اللي قولتلك عليه، وافتكري دايما ان السرعة ليها عامل كبير في نجاح خطتنا، قبل ما الست والدتك، تورطنا في واحدة تانية زي رانيا، واحنا ما صدقنا


اومأت لها تهز رأسها بتفهم قائلة:

- تمام يا ستي، بس انتِ مش ناوية تزروني بقا؟.

ردت معربة عن رفضها:

- انا مينفعش ممامتك تشوفني دلوقتي يا حبيبتي، مش عايزة ابقى قدامها لتجيبها لوحدها، حكم دي عقلها ذري، اصبري شوية ع التكتيك .


- ايوة بقا ع التكتيك، يا لهوي على دماعك يا بسمة، مش عارفة انا بتجيب الحاجات دي ازاي؟ ياللا بقى أسيبك دلوقتي وامشي انا، عشان بصراحة دماغي هنجت منك.

- طب استني طيب، دا باين باب الشقة بينفتح.

قالتها بسمة لتردد خلفها بتساؤل:

- ودا مين اللي داخل ؟


وما أن أنهت جملتها حتى تفاجأت به، صاحب الطلة الساحرة، يدلف لداخل الشقة بخيلاء مع ابتسامة ساحرة وقد التقط انظارها نحوه على الفور !! ليردف التحية بدماثة ليست غريبة عنه


- السلام عليكم، إيه دا؟ دا احنا عندنا ضيوف كمان! ازيك اَنسة ليلى ؟


اسمها الذي تلفظ به منذ لحظات، وقعه على أسماعها، كان كصوت عصفور مغرد، لأول تعلم أن اسمها جميل، تماسكت بقوة ليخرح ردها إليه:


- هممم اهلًا اهلًا حضرتك .

- وانا اقول البيت منور ليه؟

- نعم حضرتك!

صدرت منها ببلاهة جعلته يصحح لها بروية وابتسامة ازداد اتساعها:

- بقول البيت منور بيكي.


- دااا نورك... حضرتك، شكرًا ليك .

لماذا تشعر أنها بلهاء؟ لماذا يكتنفها دوار وسرعات غير عادية بهذا الصغيرة الذي ينبض بإسمه داخلها، تشعر أنها على وشك السقوط مغشيًا عليها، تشعر أنه سوف يرديها سحره وتكون ضحية لروعته، ابتلعت تناجي خالقها الصمود، وكان تدخل بسمة كحبل انقاذ لها:


- منور بيها هي بس يا استاذ ممدوح؟ واختك بقى كانت مضلماه؟

نهرها بمزاح اثار ابتسامة على وجه ليلى بقوله:

- بس يا بت، ما انت كل يوم بشوفك في خلقتي، ناقصك انا

.

- ماشي يا عم، الله يسهله!

علقت بها بخبث أخجل ليلى لتردف باستئذان:

- طب حضراتكم انا مضطرة اسيبكم تهزروا مع بعض بقى عشان امشي انا .


- مابدري يا اَنسة ليلى؟ ولا هي اذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكة؟

للمرة الثانية بجفلها برقته، لتقف كالمغيبة قبل أن تجد رد لقوله:

- هممم لا ما انا اساسًا كنت ماشية، حتى اسأل بسمة، مش كدة يا بسمة؟

- كدة يا حبيبتي .

- طب انا ممكن أوصلك؟


ما هذه الجرأة؟ تمتمت بها داخلها قبل أن ترفض قاطعة:

- لالالا حضرتك ما ينفعش خالص، ما ينفعش .

شعر بالحرج فدمدم قائلًا بحرج:

- تمام يا اَنسة ليلى انا مش هاضغط عليكي، هي ماما فين يا بسمة؟

- ماما فوق في الدور التاني .

- خلاص انا طالع لها، عن إذنكم بقى.


قالها وذهب نحو وجهته على الفور، ليتركها محلها وشعور بالحزن طغى على ملامحها، بعد رفضها الفظ ، لكن هذا لم يمنع الدغدغات اللذية في معدتها، نتيجة عرضه المفاجئ لها، ورقته الا متناهية في مخاطبتها، وأدبه وزوقه، يا إلهي

- هل من الطبيعي ان يكون ممدوووح اخًا شقيقًا لبسمة؟!


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة