رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 33
قراءة رواية نزيلة المصحة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نزيلة المصحة
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثالث والثلاثون
ضحك حسام أيضاً للمرة الثانية؛ علي تلقائية عبدالله، وأكمل حديثه متجاهلاً الوصف، فقد بدأ يشعر أن له اربعة قوائم بالفعل؛ من كثرة نعت عبدالله له بالحمار:
-وبس من يومها بدأت أحس إن ود إرتاحت الي حد ما، وإن الموضوع دا كان عاملها اذمه، اتحلت لما كلنا عرفناه.. لكن مع إحساسها بالراحه.. بدأت تبعد عني.. ووحده وحده.. بدأت تعاملني بكل جفا، كأن خلاص السبب اللي كانت بتعاملني بحب عشان مشفهوش ولا أكتشفه خلاص انكشف، ومبقاش فيه داعي لإظهار أي حب.
وبدأت أحس إن كل مشاعرها ليا.. كانت تمثيل فتمثيل.. بس للاسف، إكتشفت دا بعد ماكنت حبيتها لدرجة إنها بقت الهوا اللي بتنفسه، وحياتي إستحاله تكون حياة وود مش فيها.. لقيتها إدت كل وقتها لشغلها حرفياً،لدرجة إنها حتي بيات كانت بتبات في الشركه وتفضل طول الليل تصمم وتنفذ.
ودايماً بقت قاعده مع صاحبتها الانتيم مي.. وليل نهار مع بعض مابيتفارقوش، مع اني سبحان الله عمري ماإرتحت للبنت دي، ولا توسمت فيها الطيبه أبداً.. أصل البني آدم بيبان من كلامه وحركاته، ودي ماشاء الله كانت حركاتها كتير.. دي حتي كنت بلاحظ انها بتبصلي من تحت لتحت، وإن نظراتها مش طبيعيه ابداً، وساعات كتير، كنت ببقي قاعد في مكتبي، والاقيها داخله عليا بعصير أو بقهوة، وتفضل تواسيني فغياب ود عني، وإنشغالها بشغلها..
وتقولي أكيد إنت متأثر بالحكايه دي، وإن الراجل بيتعبه غياب الست عنه، وتلميحات كده ملهاش لازمه كنت بتغاضي عنها، وبرغم تجاهلي الا انها مبطلتش محاولاتها القذره دي.. الا لما هددتها وقولتلها إني هقول لود عاللي بتعمله دا.
وبعدت عني بعد كده، وأنا التهيت في الشغل انا كمان،
لغاية مافيوم أمي كلمتني في الشركه، وطلبت أني اروحلها علي شقتنا القديمه،واللي كانت فضيت من المستأجرين.. أنا افتكرتها بتكلمني؛ عشان فيه مستأجرين للشقه، وعايزاني أقابلهم واتفق معاهم، زي كل مره.. لكن لما رحتلها مطلعش دا السبب اللي عايزاني عشانه.. وصدمتني لما لقيتها بتمسك اديا وتقعدني جنبها، وتكلمني بنبرة صوت هاديه وحنونه، لكن برغم دا كانت مليانه إصرار:
حسام إسمعني كويس.. أنا جبتك النهارده هنا عشان نبقي بعيد عن كريمه وود، ومحدش يسمع اللي إحنا هنقوله.. أنت يابني كتر ألف خيرك فاللي عملته مع ود لغاية هنا، وكتر ألف خيرنا إننا سكتنا علي كل عمايلها وإعتبرنا كل حاجه عملتها طيش في طيش.. لكن فيه حاجات بتنفع نستمر فيها، وفيه اللي يخلينا نتغاضي عنها، وفيه حاجات لازملها وقفه..
بصيتلها وأنا متوقع اللي هتقوله بعد كلامها دا، لكنها خالف توقعي لما قالتلي:
- مش قصدي اللي إنت فهمته علي فكره، ولا قصدي إنك تبعد عن ود وتتخلي عنها، ود دي حته من قاسم ياحسام ومفيهاش تفريط.. أنا كل قصدي يابني؛ إنك مش هينفع تكمل حياتك من غير خلفه، ولا إبن يشيل إسمك.. ود عايشه حياتها ومشغوله عنك، وإنت بقيت لوحدك، ودي مش طريقة حياه لواحد لسه فعز شبابه، وبداية حياته.. محتاج لزوجه وقت مايحتاجها يلاقيها، وتدلعه وتاخد بالها منه، والأهم من دا كله تخلفله العيل اللي يملا عليه حياته.
بصيتلها وقولتلها:
- ياماما، ولسه هتكلم قاطعتني..
إسمعني ياحسام، أنا عارفه إنك. بتحب ود، وعارفه إنك مش هيهون عليك تكسرها، وعشان كده بقولك متقلقش من النقطه دي؛ عشان انا عامله حسابها كويس.. ود مش هتعرف اي حاجه عن جوازك، اللي هيكون رسمي وكل حاجه؛ عشان حق الولايا.. لكن هيكون في الخفا ومحدش هيعرف بيه، هتتجوز في الشقه دي، وتروح وتيجي علي مراتك، من غير ماحد يحس، ولا يعرف، وإن كان علي ود أهي مشغوله ليل نهار ومش هتلاحظ غيابك أبداً.
بصيت لبعيد، وبلغتها رفضي لكل اللي قالته دا، ووقفت عشان أمشي وقولتلها:
لأ ياأمي أنا مش موافق، إنتي عارف اللي إنتي عايزاني أعمله دا.. لو ود عرفته هيجرالها ايه؟ ود ممكن تموت فيها، ازاي عايزاني اجيب للدنيا روح هيكون تمنها روح تانيه؟
لأ ياأمي، أنتي لو بتحبي ود فعلاً، ويهمك إن عمي يفضل مرتاح في تربته مش هتقولي كده أبداً.
خلصت كلامي وخطيت خطوه عشان اخرج، لكنها مسكت دراعي ولفتني ليها بعنف وبصت في عنيا وهي بتقولي:
حسام.. القرار في الموضوع دا مش قرارك لوحدك، أنا أمك واعرف مصلحتك، وليا عليك حق الطاعه..ومش هسامحك لو مسمعتش كلامي، وهفضل غضبانه عليك لحد ماأموت.
وحننت نبرتها وهي بتهمسلي:
ياحسام أنا اللي أقنعتك تتجوز ود وإنت مكنتش راضي.. ووافقت، وأنا اللي بقولك دلوقتي متتخلاش عنها، وأنا اللي بقولك اتجوز وعيش حياتك وخلف.
صدقني يابني مفيش حاجه هتنفعك ولا تدوملك غير طفل من صلبك، ولا هتحس بفرحه زي فرحتك وهو بين إيديك وواخده فحضنك.
إسمع كلامي ياحسام؛ أنا عمري ماهأذيك..إسمع كلامي عشان متخسرنيش.
بصيت فعنيها لقيت فيهم إصرار علي كلامها وتحدي، وفهمت منهم إنها بتقولي كلامي دا مش مجرد تهديد، وإنها بتعني كل كلمه قالتها.
ورجعت قعدت تاني وانا مغلوب علي أمري، وفمحاوله أخيره للإفلات من اللي عايزه تجبرني إني أعمله قولتلها:
طيب ومين اللي هترضي بوضع زي دا؟
لقيتها ردت عليا بكل ثقه وقالتلي:
-اللي يرضوا بالوضع دا كتير، وإطمن أنا مختارالك وحده، بس خلي الكلام دا لأوانه.. ودلوقتي بس عايزه منك إنك. تحضر نفسك عشان تروح معايا مشوار ضروري بكره.
سألتها بإستغراب:
مشوار أيه دا؟
قالتلي: بنت خالتي الوسطانيه كتب كتابها بكره، وخالتي وبنتها طلبوا مني وإترجوني.. إنك تروح تحضر العقد، وتكون وكيل العروسه، أو تمضي شاهد علي الأقل، أهو يبقي راجل قريبها حط أيده فأيد جوزها، بدال مايعايرها بإنها ملهاش رجاله زي جوز أختها الكبيره.
هزيتلها دماغي بموافقه، وأخدتها بعد كده ورحنا علي الفيلا.. وأنا طول الطريق أفكر فكلامها، وأحاول إني أوزنه من جميع الجهات، وأشوفه هينفع ولا مش هينفع.. ولغاية ماوصلنا وأنا برضوا مش مقتنع.. إن حاجه زي دي ممكن تستخبي عن ود، وماتعرفهاش، وخصوصاً إني اللي هتجوزها دي هخلف منها، يعني هيكونلها عليا حقوق، أكبر من حقوق ود كمان.
وصلنا الفيلا ونزلنا، ودخلت اخدت شاور وقعدت، شويه وود رجعت الفيلا هلكانه زي كل يوم، سلمت عليا وعلي أمي وطلعت ألاوضه، أخدتلها شاور ونامت زي عادتها.
ساعتها بصيتلها وهي نايمه، وشوفت فعلاً إن ود مقصره فحقي، وإني ليا حقوق كتير جداً محروم منها، حاولت إني أصحيها، لكنها رفضت تصحي، وطلبت مني إني أبطل إزعاج وأسيبها فحالها عشان تعبانه..
سيبتها ونزلت للجنينه ، وفضلت الليله دي كلها وأنا سهران في الجنينه بشرب سجاير وبحاول إني أقنع نفسي أكتر بكلام أمي.
لكن وأنا واقف حسيت بحد حضني مره وحده، لفيت دماغي وأنا متفاجئ، ولقيتها ود!
لفيت عليها لقيتها دخلت فحضني وبصت فعنيا بعيونها اللي بتلمع زي قناديل الشموع تحت ضلمة الليل وقالتلي:
ياتري حبيبي سهران ليه، وليه نازل فالجنينه في الوقت دا، أيه اللي مطير النوم من عينك ياقلب ود؟
بصيتلها وقولتلها بكل صراحه:
أنتي اللي مطيره النوم من عيني ياود، هو فيه حد غيرك يطير من عيني النوم؟
ولقيتها حضنتني اكتر وهمست:
انا بحبك قوي ياحسام، ارجوك ماتسيبنيش لوحدي وانا نايمه تاني وتنزل، هو انت مش عارف انا بيحصلي أيه، مش عارف اني مش بطمن غير فوجودك؟ حسام متبعدش عني مره تانيه.
وحضنها وكلامها دا انهى الجدل اللي جوايا واتحسم الموضوع لصالحها.
أنهي حسام كلامه، ثم نظر الي عبدالله الذي كان يهز رأسه بقلة حيله ويأس، وقبل أن ينطق كلمته المعتاده.. سبقه إليها حسام؛ الذي أردف ضاحكاً:
-حمار.. أيوه عارف.
ثم أكمل.. وأخدتها ورجعت بيها للفيلا، وأخدتها فحضني، وحسيت إن حضني دا بيتها.. اللي لو بعدت عنه؛ هتضيع وتتوه، وانا لايمكن هحرم بنت قلبي من بيتها ابداً.. صحيح بعدت عنه شويه بسبب مشاغل الحياه، لكنها في الأخر بترجع لعشها.
تاني يوم أخدتها ووصلتها للشركه.. وانا دخلت خلصت كام حاجه كده ورايا، وسبت الشركه ورحت لأمي البيت؛ عشان آخدها ونروح بيت خالتها زي ماإتفقت معايا إمبارح..
لكن قبل مانروح قلنا المفروض إننا ناخدلهم هديه كده للعرسان تليق بينا وبيهم..
خليني في الأول أقولكم.. إن خالة أمي دي ست كده عالبركه، يعني من الناس بتوع زمان، اللي كل البيوت بيتها، وكل الناس حبايبها، وبيتها مفتوح لكل الجيران.. بيتها دا لما تدخله تحس فيه براحه غريبه من كتر الطاقه الإيجابيه اللي فيه؛ من حب أهله لبعض، وحبهم لغيرهم، وطيبة قلوبهم.
تعرفوا لما كنا نروحلهم زمان زياره أنا وود وامي وعمي وكريمه.. كانت كريمه دايماً تجرح خالتي دي، وتفضل تبص للبيت والحيطان بقرف.. وحتي ود كانت بتبص لبناتها بتعالي، ودايما تبص للبسهم وهدومهم بنظرة تقزز.. مع إنهم مكانوش فقرا قوي، ولا متبهدلين للدرجه دي، دي امهم كانت خياطه، وكانت بتكسب وبتلبسهم حلوا، ومعيشاهم عيشه معقوله، والبنات كمان من صغرهم كمية الرضي اللي جواهم، والقناعه بالعيشه اللي عايشينها كانت غير طبيعيه!
وأكيد الحاجه دي وارثينها من أمهم.. اللي مهما حاول عمي فيوم من الأيام إنه يديها فلوس لما يروح عندها.. كانت بترفض بإستماته.. ولما افتكرها محرجه من أمي او من كريمه، ورافضه تاخد الفلوس منه قدامهم.. سابهالها كذا مره وهو ماشي من غير ماحد ياخد باله غيري أنا طبعاً كنت بشوف دا في الخباثه كده.. في الزياره اللي بعدها كانت بتديهاله، وتقوله.. إتفضل ياابو ود الفلوس دي وقعت منك المره اللي فاتت.. وتديهاله بإصرار أكبر علي الرفض.. لغاية مابطل يحاول يديها فلوس، وإكتفي بإنه كان ياخد هدايا للبنات بس.. ودي حاجه مكانتش بتقدر ترفضها لإنها كانت بدافع المحبه.. مش الشفقه،
وكمان البنات كانوا بيفرحوا بالهدايا دي جداً، وحبوا عمي قاسم.. لدرجة إنه لما كان يغيب ميروحلهمش كانوا بيتصلوا عليه ويكلموه ويطمنوا علي صحته..
وكان لما يروحلهم يستقبلوه إستقبال أب غايب، وأمهم تعمل أكل جميل وكتير كأنها بتحتفل بوجودنا، برغم إنها علي قدها.. وكذا مره عمي حاول ياخد أكل جاهز معاه، وهي كانت بتزعل جدا وتتدايق.. لغاية مابطل يعمل كده كمان.
والبنات من فرحتهم بعمي.. كانوا يقفوا بنفسهم في المطبخ ويطبخوا مع أمهم لعمي؛ لما يعرفوا إنه رايحلهم.
بصراحه انا لما كنت بروح. كنت بحب العب معاهم.. لكن كنت بحس إن ود بتزعل لما اسيبها قاعده لوحدها واروح العب معاهم..
فمكنش يهون عليا زعلها، وكنت أفضل قاعد جنبها.. وكتير حاولت إني أخليها تندمج معاهم وتصاحبهم.. لكن ود كانت بتشوف كل حاجه بعيون كريمه.. والحاجه اللي كريمه متحبهاش، ود هي كمان متحبهاش، وتبعد عنها.
نرجع لمكان ماوصلنا..
أخدنا الحاجات اللي اشتريناها أنا وأمي، واللي كانت عباره عن كمية حلويات وجاتوه وكانز، وأمي اشترت سلسله دهب للبنت؛ قالت عشان تلبسهالها قدام جوزها، وتعلي شأنها قدامه.
وأنا أصريت عليها تشتري سلسله تانيه زيها لأختها المتجوزه، وتلبسهالها هي كمان قدام جوزها، عشان ترفع من شانها قدامه هي كمان، وتعمل اللي مقدرتش تعمله يوم جوازها.
وصلنا عند البيت..اللي بقالي كتير جداً مارحتهوش، واللي حسيت بالدفى من مجرد ماشفته من بعيد، وأفتكرت أيام زمان، أيام الطفوله البريئه.
قاطعه الطبيب حمزه متسائلاً:
هو لسه بيت خالة أمك. دا موجود زي ماهو ياحسام فنفس المنطقه، منقلوش منه.. لسه قاعدين فالمنطقه اللي إسمها أبو الغيط؟
رد عليه حسام مستغرباً:
وإنت عرفت المكان منين؟.. ايوه هما لسه قاعدين فنفس البيت، بس يعني المنطقه اتغيرت دلوقتي، وبقت عمار أكتر. بتسأل ليه!؟
فرد عليه حسام موضحاً: عرفت المكان من كريمه، أما بالنسبه لبسأل ليه، فبسأل لغرض في نفس يعقوب.
رد عليه عبدالله بعصبيه:
حمزه بالله عليك تحوش أسئلتك للآخر، وتبقي تسألهم علي بعض، متقاطعش الراجل،انا مابصدق ياخد سرعته في الكلام، تقوم تيجي إنت تفرمله، سيبه دا كان لسه داخل بينا عالفرح بعد السواد اللي سمعناه دا.
تبسم حسام من حديث عبدالله، وأكمل كي يهدأ ثورته قليلاً:
-قربنا علي البيت. اللي ناس كتير كانت بتدخل وتخرج منه وهي فرحانه، ودخلنا، وريحة البخور الجميله اللي فايحه من البيت أخدتني أكتر لأيام زمان..نفس ريحة. البخور المريحه اللي كانت دايماً خالتي بتولعه في البيت..
ودخلنا أنا وأمي، وخالتي إستقبلتنا إستقبال جميل هي وبناتها الاتنين،
ورحبوا بينا ترحيب خاص، وجوز بنتها كمان فضل يرحب بينا، وحتي العريس.
وأخدت جوز بنت خالة أمي اللي بقولها خالتي، وخرجنا نزلنا الحاجه من العربيه، واديناها لخالتي،
وقعدت بعدها، وسط مشهد مكرر عشته من سنين كتير فاتت، بس كان ففرح أمي علي عمي، نفس البيت ونفس الفرحه، وتقريباً نفس الناس، بس الزمن بقي خط علي وشوشهم علاماته، وكان فيه غيرهم كتير من الجيل الصغير.
فضلت قاعد اتلفت حواليا علي الناس اللي بتسقف وفرحانه، وانا مبتسم لفرحتهم، ومعداش وقت كبير وجه المأذون، وكتب الكتاب وكنت أنا وكيل العروسه.
واتجوزوا الاتنين، ولبستها أمي السلسله، ولبست سلسلةأختها كمان..
وأنا مراقب كل دا ومستمتع بكل لحظه تمر عليا، وسط اللمه، والهيصه، وفرحت جداً بفرحة بنات خالتي الإتنين بالسلسلتين بتوعهم..
وسألت نفسي.. هو إحنا ليه مجبناش وحده تالته بالمره لأختهم الصغيره؛ تخليها معاها لغاية ماتتجوز!
أختهم التالته؟! صحيح هي فين؟ مشوفتهاش من ساعة ماجيت، ولا جات سلمت عليا زي أخواتها ومامتها!
فضلت أتلفت حواليا يمكن أشوفها وأعرفها، قولت أكيد هتكون قاعده فزاويه لوحدها.. زي ماطول عمرها بتعمل.. ودايماً كانت بتاخد جنب من الكل.
واتلفتت، وملقتهاش فأى زاويه، لكني وانا بمسح المكان بعيوني، شفت وحده واقفه في الطرقه اللي بتدخل علي المطبخ.. واقفه وبصالي!
كانت سمره، بس ملامحها جميله، وبمجرد ماعيني جات فعينها بصت للأرض وإبتسمت بخجل، إستغربتها جداً!.. وبعدت عيني عنها، وإبتديت أتكلم مع جوز بنت خالتي الكبيره، وفتحنا مواضيع كتيره، وفضلنا نتنقل من موضوع لموضوع، وبدون شعور رفعت عيني تاني لنفس المكان، اللي كانت فيه البنت، لكني ملقيتهاش، لقيتها سابت المكان وإختفت، رجعت بعنيا تاني لجوز بنت خالتي وانا بتكلم معاه.. لكني لمحتها، كانت قاعده مابين أمي وخالتها، وبيتكلموا هما التلاته، والظاهر إن أمي تعرفها؛ عشان كانت مندمجه معاها في الكلام جداً!
وللمره التانيه لما رفعت عنيها ولقتني ببصلها، نزلت عنيها بخجل وإبتسمت نفس الإبتسامه!
بصراحه انا مكنتش فاهم نفسي ليه بدور عليها بعيوني وحاسسها مألوفه!.. ولا ايه المميز فيها دوناً عن كل الحضور؟
لكن لما رفعت ايدها؛ تعدل طرف طرحتها من علي وشها، فهمت أنا ليه عنيا ألفتها؛ ودا لما شفت الوحمه السوده اللي فضهر إيدها.
ايوه دي سمر بنت خالة أمي، واصغر وحده فيهم، واللي لسه كنت بسأل نفسي.. هي فين ومسلمتش عليا ليه؟
لقيتني تلقائياً ببتسم وأنا ببصلها، وأفتكر خجلها زمان، وخوفها من كل حاجه، وأي حاجه.. وقد أيه كانت جبانه، ودايماً انا وإخواتها وود كنا بنضحك عليها فكل موقف نشوف فيه خوفها.
والظاهر إن طبعها لسه زي ماهو، بدليل الخجل اللي واضح عليها دلوقتي دا.. لكن الصراحه شكلها إختلف كتير عن زمان.
إحلوت أكتر، ولون بشرتها بقي أفتح، وبقي فيها حاجه مميزه كده تشد العين مش عارف أيه هي!
خلص الفرح وإبتدت الناس تمشى، مفضلش بس غيري أنا وامي، وبنات خالتي المتجوزين، وأجوازهم، وسمر وخالتي.
وإبتدوا البنات يحضروا العشا، حضروا عشا للعريس والعروسه فأوضة الصالون؛ عشان يتعشوا لوحدهم.. وإحنا حطولنا أكل في الصاله.
وإبتدينا نتعشى كلنا مع بعض، في جو مليان فرحه وسعاده، وضحك من الكل، ماعدا اللي كانت طول الوقت قاعده ساكته، بتضحك مع اللي يضحك، ولما تبطل ضحك تفضل إبتسامتها الرقيقه علي وشها، لكنها منطقتش بكلمه وحده.. حتي لما أمي عرفتها عليا مدت أيدها وسلمت من سكات.
خلصنا عشا، وطلعت أنا والشباب قعدنا قدام البيت علي الكراسي نشرب الشاي ونقعد في الهوا شويه، وبصراحه الناس في المنطقه كانوا كلهم ناس طيبين، وشاركونا فقعدتنا، وفضلوا يتكلموا ويضحكوا معانا بدون تكليف، كأنهم يعرفونا من سنين.. وكل دا بسبب سيرة خالتي الطيبه هي وبناتها بين الناس، وإحترامهم اللي الكل بيحلف بيه، كان الكل بيحترمها، ويحترم أي حد من طرفها، ويحبوا أي حد من ريحتها.
بصراحه كان نفسي ود تكون معايا في اليوم دا؛ عشان تنبسط وتفرح وسط اللمه، وترتاح شويه من إرهاق الشغل.. لكن للأسف.. عارف اني حتي لو قولتلها مكانتش هترضي تيجي معايا.
إذا كانت خروجه فأفخم المطاعم باخدها ليها بالعافيه، هترضي تيجي فرح بنت خالتي؟!
أخدنا قعدتنا، وكل واحد قام عشان يروح بيته، جوز بنت خالتي أخدها واخد بنته وإبنه ومشيوا، والعريس روح،
وأنا فضلت واقف مستني أمي عشان أخدها ونروح، لكنها قالتلي أقعد شويه مع خالتها عشان كان نفسها إني ازورها من زمان..
وكتير طلبت دا من أمي، وأمي الحقيقه كانت تبلغني.. لكن أنا مكنش بيبقي عندي وقت، ولا كان فيا دماغ لأي حاجه؛ من كتر مصايب ود واللي بتعمله فيا.
قعدت معاها شويه، وفضلت تسألني عن حاجات كتيره.. تقريباً عن كل حاجه عني، وأنا أجاوبها، وفضلنا هي تسأل وأنا أجاوب كاننا فتحقيق.. ومن وسط الأسئله والإجابات.. كل شويه كانت تبص لسمر نظره أنا مش فاهمها!
وطول الوقت كانت سمر قاعده معانا.. لكن بعيد عننا بشويه، وراسمه علي وشها إبتسامه طول الوقت مبتختفيش، ولا بتروح، وبرضوا مبتتكلمش!
خلصنا كلام، وأخيراً أسئلة خالتي خلصت، ولما شافت عليا التعب قالت لأمي:"خلاص ياسعاد خدي إبنك وروحي شكله تعب، والخيره فيما أختاره الله، والإستخاره هي الحكم."ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وأمي سمعت كلام خالتها، ووقفت، وأخدت شنطتها، ومسكت دراعي وطلعنا سوا، وهي فرحانه ومنشكحه.. مش عارف ليه! وخصوصاًمن بعد ماسمعت كلام خالتي.. واللي مفهمتش معناه، ولا فهمت كانت تقصد بيه أيه!
ورجعنا البيت..وطول الطريق أمي تبصلي بإبتسامتها الواسعه اللي مفارقتش وشها. وأنا إفتكرت إن سر فرحتها وسعادتها دي؛ إنها إنبسطت في الفرح، وفرحانه لبنت خالتها إنها إتجوزت.
لكن بعدين إكتشفت إن مش هو دا السبب خاالص.
رجعت الفيلا، ولقيت ود فيها، وكانت قاعده تحت، وقدامها اللاب توب بتاعها وشغاله عليه، والظاهر إن كريمه كانت نامت لأنها مش موجوده، ومش من عوايدها لما تكون ود في البيت تقعد بعيد عنها.. الأ لو كانت نايمه.
دخلنا، وسلمنا عليها، وأمي دخلت علي أوضتها فوراً؛ عشان ترتاح من التعب اللي شافته النهارده، وإجهاد الفرح..
وأنا فضلت قاعد مع ود؛ مستني تخلص شغلها عشان نطلع أوضتنا سوا.
ولما طولت في الشغل، اتدايقت، وطلبت منها انها تخلص اللي بتعمله عشان نلحق نقعد شويه مع بعض.
بصتلي وهي هلكانه من التعب وقالتلي: "خلاص ياحسام هبعت الشغل لمي أهو عشان تسلمه بكره للمنفذين يشتغلوا عليه، وهقوم علي طول."
مسكت منها اللاب وقولتلها :" اطلعي أنتي فوق خديلك شاور وانا هبعت الشغل لمي واحصلك".
سمعت كلامي وقامت بسرعه كانها مسجون وإتفك سجنه، وطلعت لفوق، وأنا أبتديت أحدد الشغل، وبعته لمي.. اللي ردت فوراً، وبعتت إيموشن لايك.. بإن كله تمام، وخلاص هقفل لقيتها بعتت رساله..
- ود مقولتيليش هتعملي إيه في الموضوع اللي إتكلمنا فيه الصبح؟
رديت عليها:
أنا حسام مش ود، ود نامت والموضوع ابقوا إتكلموا فيه الصبح.
وخلاص هقفل وقايم.. لكني إتفاجئت بمي بتتصل كاميرا!
فتحت الإتصال قولت يمكن فيه حاجه مهمه هتقولها!
وبمجرد مافتحت، رجعت إيدي من فوق اللاب وانا مذهول؛ من المنظر اللي شفته!
شفتها قاعده بهدوم بيت مينفعش حد يشوفها بيها أصلاً.
وبمجرد ماشافتني، لقيتها بتبتسم وبترجع شعرها لورا وهمست:
هاي حسام.. وشاورتلي بأيدها.. وأنا بمجرد ماعملت كده، ووصلني مقصدها من الإتصال.. لقيتني بقفل اللاب توب فوراً، وقمت بسرعه طلعت علي فوق لمراتي.
وفتحت الأوضه وأنا بمني نفسي بإني هلاقيها قاعده مستنياني، وجواها ليا نفس الشوق اللي جوايا ليها.. لكني إتصدمت لما لقيتها مرميه علي السرير بالعرض ونايمه، دي حتي نايمه بالسليبر فرجلها مقلعتهوش!
قربت منها، وقعدت جنبها علي السرير، ومش عارف ليه صورة مي في الفيديوا نطت قدام عيوني وقتها!
استغفرت ربي ونفضت منظرها من قدام عيوني، وإبتديت أشد ود وأنيمها علي السرير كويس، وقلعتها اللي فرجلها، ونمت واخدتها فحضني وانا بتأملها،
وجمالها طرد من خيالي صورة مي، وكان كفيل بإنه يطرد من خيالي صورة أي وحده غيرها.. وهمستلها وأنا بقرب منها وببوس جبينها:" بحبك ياملعونه"
❈-❈-❈
صحينا الصبح احنا الإتنين، رحنا علي شغلنا، علي يوم جديد من التعب وقرف الشغل اللي مبينتهيش، ومع نهاية اليوم، ماإستحملتش هجرها ليا وبعدها عني المسبب بإنشغالها دا.. فخطفتها وجريت بيها علي فندق، حجزت جناح وقضينا فيه باقي اليوم سوا، وبيتنا فيه كمان.. بعد ماإديت خبر لأمي إننا هنبات بره النهارده.
وتاني يوم طلعنا علي الشركه من بره بره، وأمي إتصلت عليا وانا في الشركه، وإكدت عليا إني أجي الفيلا حالاً.. وحتي لو كنت مشغول أفضي نفسي؛ عشان فيه موضوع مهم عايزاني فيه.
قفلت معاها وانا بهمس لنفسي:
-مواضيعك المهمه كترت ليه اليومين دول ياأم حسام؟.. ربنا يستر ومتكلمنيش في نفس الموضوع مره تانيه.
رجعت علي الفيلا.. بعد ماإديت خبر لود إني ماشي؛ عشان ورايا ميعاد مع زبون، وكالعادة تجاهلت نظرات مي ليا، واللي كانت كلها غيظ وبُغض؛ بسبب إني تجاهلتها في المره اللي فاتت، وأساليبها اللي كانت فاكره إنها هتأثر فيا، مجابتش معايا أي نتيجه.
وأول ماوصلت الفيلا، لقيت أمي مستنياني بره البوابه، وكانت لابسه ومستعده للخروج، وبمجرد ماوقفت بالعربيه، جات عليا وركبت العربيه وقفلت الباب وبصتلي وقالتلي بنبره حازمه:
-إطلع ياحسام.. وأقف بينا عند أي ماكينة ATM عشان نسحب فلوس.. بطاقتك. معاك مش كده؟
بصيتلها وأنا مش فاهم حاجه، ولسه هسألها ليه.. لقيتها بتكمل بنفس النبره الجديه.. مش مشكله حتي لو بطاقتك مش معاك.. انا معايا بطاقتي.
مرضتش اطلع بالعربيه، ولا أنصاع لأمرها، من غير ماآخد منها رد علي سؤالي اللي طرح نفسه بشده في اللحظه دي، وتفسير للي بيحصل وسألتهولها:
هتعملي أيه بالفلوس ياأمي؟
بكل ثبات ردت عليا:
هنشتري شبكه.
وإجابتها دي ماأرضتش فضولي، بل بالعكس دا زاد، وبإستغراب أكبر سألتها:. شبكه!.. شبكه لمين؟
-شبكتك إنت وسمر بنت خالتي.
أنا هنا الصدمه لجمتني، وبصتلها عشان أتاكد من ملامحها، وأشوف هي بتتكلم بجد ولا بتهزر.. لكني شفت علي ملامحها جديه، متوحيش بإنها قالت كلمه وحده من جملتها من ماتكون قاصده معناها.
سألتها وانا حاسس إن أمي علي وشك إنها تخليني أقع فى غلطه ممكن تخسرني ود، وتدمر حياتي كلها:
-سمر مين ياأمي.. أنتي عملتي أيه من ورايا؟ إزاي تقرري حاجه زي دي من غير ماترجعيلي.. إنتي..
وقبل مااكمل جملتي قاطعتني بحزم:
-إطلع ياحسام الناس مستنيه، وعيب وميصحش نتأخر عليهم، ..وأوعي تكون نسيت أنا خيرتك بين الموضوع دا وبين أيه تاني..
ولو بقي خسارتك ليا متفرقش معاك..أنا هنزل، وهلغي الموضوع.. بس تنسي من النهارده إن ليك أم.. هروح اعيش فى شقتي ومش عايزه أشوفك ولا هخليك تشوفني، أو تعرف أي حاجه عني.
❈-❈-❈
أخدت نفس وطلعت بالعربيه، وانا حاسس إني مسلوب الاراده،وإن أمي حطتني بين نارين.
ووصلنا لبيت خالتي.. بعد ماسحبنا ٦٠الف جنيه ٣٠ من الكريدت بتاعتي و٣٠ من الكريديت بتاعتها،
وبمجرد ماعربيتنا وقفت قدام بابهم.. سمعنا زغاريت كتير، ونزلت أمي من العربيه وقالتلي خليك هنا..
ودخلت هي البيت، وفضلت دقايق جوه، وبعدها خرجت وهي ماسكه دراع سمر، وخالتي ماشيه وراهم.
ركبوا العربيه، أمي ركبت سمر جنبي، وهي وخالتي ركبوا في الكرسي الوراني، وطلعت بالعربيه، وانا باصص قدامي مألتفتش مجرد التفاته لسمر.
لكن عيني جات فعين خالتي في المرايه، وشفت ملامحها الجامده.. اللي كأنها رافضه اللي بيحصل دا زيي بالظبط.
وصلنا عند محل دهب، ونزلنا كلنا.. والمفروض إني أختار الشبكه مع سمر.. لكني وقفت بعيد،
وخليتهم هما اللي ينقوا ويختاروا لوحدهم.. بس اللي كانوا بيختاروا سمر وامي بس،
أما خالتي فكانت واقفه بعيد زيي، وبتتفرج عليهم ومرضيتش تقربلهم، كأنهم بيعملوا جريمه وكانت خايفه تشترك معاهم فيها!
قربت منها وسألتها بهدوء:
-إنتي مش راضيه باللي بيحصل دا صح؟
ردت عليا بكل صراحه وقالتلي:
"لأ"
سالتها:أُمال وافقتي عليه ليه؟
ردت عليا بنفس الصراحه:
انا موافقتش.. ولا عمري هوافق، ولا هرضي عاللي بيحصل دا.. وأي ام عاقله مترضاش يحصل كده فبنتها.. مترضاش تشوفها بتضحي بحياتها وسعادتها، وذاتها، وتتنازل عن كامل حقوقها وتوافقها علي ده.
وأنا جايه دلوقتي؛ وأنا مش موافقه عاللي بتعمله بنتي، لكني مرغمه زيي زيك بالظبط، مرغمه إني أوافق، وأرضي، وأتفرج.. علي ضياع مستقبل بنتي وانا ساكته.
جواز سمر منك ياحسام.. تضحيه كبيره منها، ومجازفه بحياتها كلها في سبيل إنها تحقق رغبه لبنت خالتها.. وتقدملك حاجه إنت محروم منها.
بنتي طيبتها وخجلها منعوها إنها ترفض رجاء وتوسل لأمك، ووقفت قصادي، ووافقت إنها تتجوزك عشان متزعلهاش.. بس أنا واثقه إن كل اللي بنتي هتعمله فنفسها،وكل اللي هتقدمهولك مش هيتقابل منك غير بالنكران.
بصيتلها ومردتش ولقيتها إبتسمت وهي بتكمل كلامها:
-"مش مستنيه منك رد علي كلامي علي فكره، وكنت هزعل منك قوي لو أنكرته، لكنك صادق مع نفسك وكويس إنك معترف برفضك من دلوقتي.. بس بالله عليك ياحسام، إبقي بص فعنيها، وخليها تشوف اللي أنا شايفاه فعنيك دا؛ يمكن تغير رأيها، وتفوق لنفسها قبل فوات الأوان.
غمضت عنيا وأخدت نفس وانا بسأل نفسي.. جوازه مرفوضه من كل الأطراف بالشكل دا هتتم إزاي؟
خلصوا شرا الشبكه، ورجعنا علي بيت خالتي، ولقينا إخوات سمر وإجوازهم مستنيينا هناك، وعاملين هيصه، وبمجرد دخولنا إبتدت الزغاريت.
قعدنا، وأمي أدتني علبة الدهب، وسمر قاعده جنبي من اول مادخلنا، وكل دا وانا مبصيتلهاش ولا مره، ولا حتي شفت شكلها عامل إزاي، ولا لابسه أيه..
كل اللي شفته منها.. إيديها اللي كانت بتفركهم فبعض بتوتر وأنا بفتح علبة الدهب؛ عشان البسها الشبكه.
لبستها الدبله والخاتمين، وهي لبستني الدبله، ومديت العلبه لأمي عشان تلبسها الإسوره والسلسله؛ عشان انا مقدرتش أكمل، وبالعافيه قدرت البسها دول.
فضلت قاعد ساعه وحده، وبعدها وقفت وشاورت لأمي؛ عشان أقولها إني ماشي.
ولما ميلت عليها عشان أوشوشها واقولها.. سبقتني ورفعت هي وشها جنب ودني وأمرتني بهمس:
"مش هتمشي ياحسام.. وإتفضل خد خطيبتك ووديها اي مطعم محترم وإتعشوا سوا وإتكلموا مع بعض.. مش هنبتديها ظلم من اولها".
قالت كلمتها وبعدت عني بوشها، وبصتلي بتحدي، وعنيها بتقول أرفض لو تقدر.
أخدت نفس، وخرجت بعد ما قولتلها إنا هستني في العربيه خليها تحصلني.
وركبت العربيه، وإستنيت فيها دقايق، وبصيت لقيتها خارجه من البيت وجايه علي العربيه،
ركبت جنبي، وانا بمجرد ماركبت طلعت بالعربيه، وكل دا من غير ولا كلمه مني ولا منها.
وصلنا مطعم ونزلت، ولفيت عشان أفتحلها الباب، لما لقيتها لسه قاعده في العربيه، ومش باين عليها إنها بتفكر تنزل منها أصلاً.
فتحتلها الباب ونزلت، ودخلنا المطعم.. وقعدنا.. وطلبت المنيو.. وابتديت أختار، وسألتها وانا باصص في المنيو لو كانت إختارت حاجه؟.. وهي مردتش، رفعت عيني عليها لأول مره وعدت عليها سؤالي، لقيتها هزت دماغها برفض.. والظاهر إن دي الطريقه اللي ردت بيها المره اللي فاتت.
إخترت أنا ليا وليها، وطلبت؛ اصلي مش هفضل الليل كله مستنيها وهي ماسكه المنيو وساكته!
فضلت ألعب فالمفاتيح اللي فأيدي، وعمال أفكر وأتخيل.. لو ود عرفت باللي حصل دا بأي طريقه.. ياتري هيكون رد فعلها أيه؟
ومن وسط تفكيري فى ود، فيه سؤال جه فدماغي، وحسيت بفضول إني أعرف إجابته.. فرفعت عيني وبصيت لسمر وسألتها بدون مقدمات:
سمر إنتي وافقتي تتجوزيني ليه؟
كنت متوقع إنها هترد عليا بنفس الكلام اللي قالته أمها، وإنها ضحت ووافقت إحراج، ومرضيتش تكسر بخاطر أمي.. وكل الكلام دا، لكن ردها صدمني؛ عشان طلع عكس ماتوقعت بالمره..
-وافقت عشان بحبك ياحسام.
في اللحظه دي بصيت فعنيها وأنا مصدوم، ولقيت فيهم لمعه غريبه! لمعة حب بجد.. طيب حبتني فين وإمتا.. وأنا بقالي سنين لا شفتها ولا هي شافتني؟!
ولقيتها بتبرر من نفسها لما شافتني متعجب من ردها..
-متستغربش ياحسام، أنا بحبك من زمان مش من دلوقتي، بحبك من وإحنا صغيرين، من وإحنا عيال، وكل حاجه فيك كانت عاجباني، و كنت بحبها.. كنت بحس بالغيره وإنت قاعد مع ود وسايب الكل، وحارم نفسك حتي من اللعب عشان خاطرها،
وأفضل أنا كمان قاعده جنبك بس بعيد شويه، وحارمه نفسي من اللعب عشان أبقي قريبه منك.
كان نفسي تتكلم معايا زي مابتتكلم مع ود، كان نفسي تبصلي مره وحده زي مابتبصلها، كان نفسي تخاف عليا لما رجلي تعتر ولا لما أخاف من حاجه زي ماكنت بتخاف عليها..
لكن إنت من يومك مش شايف قدامك غير ود وبس.. متفتكرش إن جوازنا دا جه بالصدفه.. لأ ياحسام دي دعوه كنت بدعيها من زمان وإتحققت.
رديت عليها وانا مش مصدق ولا كلمه من اللي قالته:
بتهزري انتي صح!
هزت دماغها بنفي وقالتلي:
"عمري مابحب الهزار، ولا ليا فيه، ومش هثبتلك حبي ليك بالكلام ياحسام.. هثبتهولك بالفعل، بالصبر اللي عارفه إني هحتاج منه أطنان عاللي هشوفه في الأيام اللي جايه، هثبتهولك بكل الطرق لغاية ماتصدقه".
بعدت عيوني عنها ورديت عليها:
وإفرضي أثبتيلي.. وصدقت فعلاً إن كلامك صحيح.. أيه اللي أنتي منتظراه مني مقابل الحب دا؟
ردت عليا وقالتي:" مش منتظره حاجه، بس صدقني أجمل الأشياء هي اللي بتيجي بدون إنتظار أو توقع.. وأنا عارفه إن ربنا شايلي الأجمل".
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية