-->

رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل 35

 

قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية فاتنة والهوى

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة أحمد


الفصل الخامس والثلاثون

فانية.. أنها الدنيا يا عزيزى لا تستحق بغضك و حقدك على غيرك بها 

لا تستحق..


أنتهى أخيرا من حوارة مع سليم الذى أنتهى بتصفيق حار له على حديثه 

لم يهتم له و صعد لأعلى حيث غرفته.. الغرفه التى تشاركها هو و فتون مقبلا 

لكنها الآن لم تعد بها! 


فتح باب الغرفه وهو يدخل بها، نظر فى الإرجاء كل شئ كما تركته عندما ذهبت 


فوضى عارمة تملأ المكان ف يحتاج بشدة للتنظيف لكنه لا يريد، لا يريد أحدا أخر يدخل غرفتها وهى ليست موجودة بها 


ولا يهتم إذا كانت تصلح للعيش أم لا، فهو بدون حبيبته فاقد الحياة 


أغلق الباب خلفه وهو ينظر حوله بهدوء، مر وقت طويل 

كان تارك جميع من هنا، يصله أخبارهم من سليم لكن لا يحدثهم 

و عندما التقى بها عادت بهجته للحياة و حاول أصلاح ما أفسدة الزمن 


وقف وهو يخلع قميصه عنه وهو يلقيه بعيدا، و ذهبت نحو ألاريكه الصغيرة التى تزين الغرفه وهو يغفو فوقها عارى الصدر 


يلعن كل شئ أوصله لتلك الحاله و جعله يبتعد عن حبيبته حتى لو بضع ثوانِ ف مابالكم بيوم! 


فى صباح يوم جديد..


وقفت سهير فى المطبخ وهى تحضر فطار عائلى لأول مرة منذ زمن 

ترتدى مريوله المطبخ وهى تبتسم بحماليه وهى تقطع الطماطم 


و السعادة تغمر جميع أنحاء جسدها، بعد تلك الليله و مواجهتها مع سليم أيقنت أنه معه حق 

و أنها أنانيه للغايه، ليست هى سهير التى عشقها سليم فى بداية عمرهم 


ليست هى تلك الفتاة التى تفعل ما تريد ولا تلتزم بأى قوانين، أصبحت شئ مختلف..


شئ مقيد بقوانين العائلات المخملية التى لا يعنوها بشئ 


تسمع حديثهم بل وتطبقه بشدة ولا تجرؤ على مخالفه شئ صغير منه! حقا؟ 


هل كانت حمقاء لتلك الدرجه حتى تنصاع لهم؟ 


بعُد أخيها عنها، تغير والدتها لم تهتم بكل هذا كانت تيقن شئ واحد أن جواد يوما ما سيعود لهم 

و أنه بخير كما تعلم من سليم 


لم تجرؤ يوما على محادثته أو سؤاله عن أحواله لم تكن تهتم 


نظرت حولها بندم أين كان عقلها وهى تترك أخيها وحدها هكذا؟ 


اين كان حبها لها؟! 


و عندما عاد أخيها لها أخيرا مع زوجته و بدلا أن تبدأ معه من جديد قامت بتخريب كل شئ حقا؟! 


سليم محق أنها أنانية للغاية و حمدالله أنهم مازالوا يتقبلونها كما هى 


هى تدرك الان خطأها الكبير فى حق جواد و خاصه فتون 


لكن لكل منا ندبه لا يستطيع أدراكها الا بعد فوات ألاوان...


خرجت من شرودها عندما شعرت بيدين سليم تضمها من خصرها لصدرة بقوة 


أبتسمت بعمق و رائحه أنفه تتسلل إليها تجعلها تذوب 


قبلها سليم على وجهتها وقال بهمس 

" بتعملى اى فى المطبخ كدة على الصبح.." 


أبتسمت ولم تجيب وهى تعود بالخلف حتى تستحوذ على ضمه لها بدرجه أكبر 


وهى تضع يديها على يديه بقوة ثم قالت بحب 


" بحضر الفطار لجوزى حبيبى.." 


أبتسم بسعه وهو يقول بعدم تصديق " دا بجد دا؟ من أمتى سهير هانم رئيسه الجمعيات المخملية بتحضر فطار لحد 

انتى عارفه لو شموا خبر هيعملوا فيكى اى؟ 

هيوأدوكى" 


تذمرت وهى تضربه على يديه بخفه و أبتعدت عن صدرة 


وهى تقول "تصدق انا غلطانه أنى بحاول أهتم بيك شويه؟! 


صدحت ضحكاته الرجوليه عليها وهو يجذبها مرة أخرى لحضنه 


وقال بهمس " لا أنا عايزك تهتمى بيا جدا و على أقل من مهلك، عوضى اللى فاتك بقا يا سوو" 


أبتسعت بسعه وهى تسمعه يخبرها ب أسمها المفضل التى طالما عشقته لانه يناديها به


و أنه يخرج من بين شفتيه ف يصبح ك أعزوفه رائعه لا يمكن نسيانها


تطلعت لعيناة وهى ترى بريق لامع مميز ينظر به لها 


رفعت يديها وهى تحيط عنقه وقالت بدلال " انت عارف أنى بحب الاسم دا اوى منك؟! 


هز رأسه وهو يضمها نحوه و عيناة مثبته على شفتيها و قال 


" عارف جدا وعشان كدة ناديتك بيه" 


رمقته بعتاب وهى تقول " بس انت بقالك كتير اوى منادتنيش بيه! 

ولا حتى بتقولى كلام حلو كدة" 


أبتسم بخفه وقال " هو أنتى كنتِ بتهتمى عشان انا اهتم؟ 

الاهتمام دى مصلحه متبادله هات وخد يا أخت سهير..' 


رمقته بأستغراب وقالت " أخت؟! 


هز رأسه وقال " أخت دى بيقولها الجامعات ألارهابيه لزوجاتهم؟! 


أبتسمت وقالت بعدم تصديق " و انا من الجماعه الارهابيه؟! 


هز رأسه بتأكيد و عيناة مازالت مثبته على شفتيها 

ثم غمز لها بعينية وهو يجذبها نحوه " و احلى جماعه سليم بيه.." 


و أقترب بتهمل من شفتيها حتى يقبلها عليها، حقه الذى أمتنع به من كثرة أفعالها المشينه 


لكن اليوم يرى سهير أخرى، سهير جديدة تفوح برائحه مميزة 

أنها رائحه الحب 


أبتعد سريعا عنها عندما وصل إليه صوت جواد الساخر 


" مش ف المطبخ يا سليم بيه للمدام تشوفك" 


و غمز له بعينيه صراحه وهو يغادر 


و كأنه يخبر سليم أن يبتعد عن الخادمه الصغيرة الفاتنة 

حتى لا تأتى زوجته العجوز تقتله 


دفعته سهير بعيدا وهى تتجه بحرج نحو البراد وقالت " لو سمحت أطلع برة بقا 

عشان جبتلى الكلام وانا مش عارف هقابلهم برة ازاى دلوقتى " 


سليم بعدم تصديق " جبتلك الكلام أنتى مراتى يا هبله ولا نسيتى أفكرك وهو يغمز لها " 


ضربت قدمها ف الأرض وقالت بتذمر " اهو انت مش فالح غير ف الهمز اطلع برة بقا الله لا يسيئك.." 


و دفعته بعيدا حتى وقف خارجا وهو يقول بعدم تصديق


" أخرتى غمز! دى اخرتها يا بنت سها بس لمى تطلعيلى فوق همرجحك" 


و هو يضع يديه على صدرة الذى أحتاج بمشاعر كان دفنها هو منذ زمن 

لكنها أعلنت اليوم أنها لم تمت بل كانت مختبئه لبضع الوقت..


توجه سليم نحو جواد الذى يجلس ع الاريكه يضع قدما فوق الأخرى وهو يرمقه ب أستفزاز رهيب 


دفع سليم قدمه حتى سقطت وقال بغيظ منه" يعنى حبكت يعنى تدخل و تقطع عليا الجو الشاعرى؟! 


أبتسم جواد بخفه وقال " الجو الشاعرى دا ف أوضتك يا سولى مش ف المطبخ " 


سليم بتذمر " على أساس معملتش كدة مع فتون هه!؟ 


جواد بأستغراب " لا محصلش خالص.." 


و صمت وهو يقول فى نفسه " ازاى فاتت عنى الحته دى! لا لازم نجربها* 


و أبتسم بخبث وهو يأتى فى عقله أفكار كثيرة أقسم انه سينفذها..


خرجت سهير من المطبخ وهى تحمل الطعام، أتجهت نحو الطاوله وهى تضعه 

و وقف سليم مسرعا يساعدها حتى أنتهت 


وقالت برقه " يلا يا جواد وانت يا سليم عشان نفطر و انا هطلع أصحى ماما.." 


أومئوا لها وهم يتجهوا نحو الطاوله 

وكانت ستصعد لتجلب والدتها التى نفت وهى تنزل على الدرج بجانب سمر وقالت " انا نزلت اهو يا حبيبتى 

صباح الخير" 


أبتسموا لها جميعا وهم يردوا عليها 


تمايلت سمر فى خطوتها وهى تقول بسخرية لاذعه لسهير" اى يا سهير هو أنتى هتشتغلى الداده الجديدة بتاعتنا بدل اللى مشيت؟! 


أبتلعت سُهير ألاهانه التى ألقتها سمر فى وجهها صامته، فهى من جلبتها لهنا لذا تستحق الاهانه..


رمق سليم سمر بنظرات غاضبه لأهانتها لزوجته والتى يعلم لما صمتت سهير عليها 


وهو يقول بغضب " سمر أحترمى نفسك 

سهير مراتى و بنت العيله دى يعنى تعمل فيها اللى يعجبها تجهز فطار اللى نفسها فيه، أوعى اسمعك توجهلها اى كلمه انتى فاهمه؟! 


هزت سمر رأسها وهى تبتسم بخفه وقالت " براحه على نفسك يا سولى 

انا بهزر شويه مع سهير حبيبتى اللى اكيد هزارى مش هيضايقها صح يا بيبى؟ 


ألقت جملتها على سهير التى لم تجيبها فقط تنظر أرضا بخجل مما فعلته و أنها جلبت حيه مثل هذه اللى بيتهم..


تحرك جواد وهو يجلس على كرسيه وقال ببرود " معاكِ حق يا سليم سهير بنت العيله دى و مرات أبنهم 

يعنى تعمل اللى يعجبها، طلباتها أوامر على الكل مش طلب 

و ألاهم انها ست البيت مش مجرد ضيفه تقيله غير مرغوب فيها.." 


ونظر بعينيه نحوها يخبرها بوضوح رسالته، أبتلعت سمر ألاهانه وهى تجلس على كرسيه بتوتر واضح 


وقالت " انا مش قصدى يا جواد بس.." 


أشار بيديه علامه أن تصمت وهو يقول " خاليكى ضيفه خفيفه يا سمر 

عشان متوحشناش.." 


صمتت سمر على الفور وهى تنظر أرضا تكبح دموعها من النزول ف لأول مرة تشعر بتلك الاهانه من أحد هنا، خاصه جواد الذى كان يدللها حتى ينفذ وصيه خالتها لأمها 


لكن أختلف المعيار الان و الجميع هنا يذيقها الاهانه مرارا وتكرارا بسبب تلك البغيضه ألاخرى سهير


تحدث سليم سريعا يغير الموضوع " اومال فتون فين يا جواد* 


جواد ببرود " معرفش، ولا عايز اعرف و من النهاردة مش عايز اسمع اسمها ف البيت دا مفهوم كلامى يا سليم؟! 


أومئ سليم سريعا وهو يبتسم بخفه هو وحدة من يعلم الحقيقه 


رفعت سهير رأسها وهى تبتسم بسعه لأخيها الذى جلب حقها و رد لسمر  الصاع صاعين 

بادلها جواد بسمته بخفه رغم كل ما فعلته سهير لكنها تظل أبنته الصغيرة لا يستطيع أن يؤذيها.. 


توجهوا جميعا نحو الطاوله حتى يتناولوا فطورهم 


رمقت سها جواد بعتاب لما فعله لأبنه أختها لكن جواد لم يهتم وهو يتناول فطورة بهدوء 


ف الى متى سيتحمل هو جميع أفعال سمر 

من اجل وعد قطعته والدته لوالدتها قبل وفاتها! 


❈-❈-❈


فى بيت جواد..


أبتسمت فتون بخفه وهى تنظر لوالدتها التى تضع ملابسها فى الغرفه ألاخرى لها 


وقالت " معلش بقا يا ماما هبعدك عن متعب بيه ليلتين.." 


نظرت زينب نحو أبنتها، حبيبتها والتى أزدادت جمالا و نضوجا منذ زواجها من جواد 


فتون كانت ك الوردة الذابله لم تفتح سوى عندما رأت من عوضها عن جميع عائلتها 


وقالت بعتاب " أخص عليكِ يا فتون يعنى انتى عمرك أحتاجتى ليا و أنا أتاخرت؟! 


نفت فتون سريعا برأسها وقالت " لا يا ماما محصلش طبعا ربنا يخليكى ليا و تفضلى حوالينا طول العمر.." 


أبتسمت زينب بسعادة و فتحت يديها لفتون ك علامه واضحه أنها تريد ضمها 


أبتسمت فتون وهى تسرع نحوها، ضمتها زينب فى حضنها بعمق وهى تشم رائحتها التى تشبه الورد و قبلتها قبلات صغيرة على شعرها و قالت 


" و يخليكى ليا ولا يحرمنى منك أبدا يا حبيبتى.." 


ثم أخرجتها من حضنها سريعا وهى تقول " دلوقتى بقا فهمينى ليه طلبتى أن أجى أقعد معاكى لغاية ما جواد يجى من سفرة اليومين دول؟ 


تهربت فتون من عينيها وهى تقول بتوتر حتى لا تخلف وعدها لجواد 


" مفيش يا ماما.." 


زينب بتهديد ولا يخفى عليها توتر أبنتها الواضح 


" فتون قولى ف اى؟! 


تنهدت فتون وهى تتطلع لوالدتها حقا ستطير من الفرحه إذا علمت أنها ستصبح جدة أخيرا؟ 


نعم بالتاكيد حتى من الممكن أن تنساها هى بفضل أبنها او ابنتها 


وعند تلك الفكرة أبتسمت بحنان ف جواد مصر للغاية أنه ولد أسر جواد المصرى 


وهى تتمنى بشدة أن ترزق بولد من أجله هو، ولد يأسرها بملامحه كما فعل جواد من قبل 


أبتسمت وهى تقول لوالدتها " أنا حامل و جواد خايف أن أقعد لوحدى وكدة.." 


تطلعت إليها زينب بعدم تصديق

هل أبنتها حامل! هل ستنجب حبيبتها للمرة الثانية 

و تلك المرة من من تحب؟ هل ستصبح جدة لأبنه من أبنتها الحبيبه 


أتسعت أبتسامتها ولا تصدق عوض الله لابنتها بزوج تمنته و اليوم أكرمها ب هذا الولد 


نظرت لفتون وقالت بتأثر " حامل؟! 


هزت فتون راسها بإيماء، أسرعت زينب وهى تضمها لصدرة و تقبلها بقوة على وجهها 


وقالت " الف مبروك يا حبيبتى، الف مليون مبروك 

يارب يوصل ع خير و يكون أبن صالح ليكم يارب.." 


رددت خلفها فتون ب أمين هى تتمنى أن تتحقق جميع دعواتها وان يكون كذلك 


و بكل حال سيصبح كذلك يكفى أنه أبن جواد..


أسرعت زينب وهى تجلسها ع السرير و تقول " انتى من النهاردة مينفعش ليكى حركه خالص 

و لو جواد يسافر كتير لازم تيجى معايا البلد، أو انا هفضل معاكى هنا أخدمك بعينيا يا حبيبتى

متعب و مصعب الكل هناك هيموتوا من الفرحه لازم اعرفهم" 


أبتسمت فتون وهى ترى لهفه والدتها عليها و توترها الملحوظ 


أسرعت تمسك يديها وقالت بتنهيدة ' ماما حبيبتى متقلقيش لان مفيش اى حاجه تستحق 

انا لسه ف الشهر الاول و عادى جدا الحركه الدكتور قال كدة 


ثم تنهدت وهى تكمل " كمان انا مش عايزاكى تعرفى حد انى حامل الفترة دى بس.." 


زينب بعدم تصديق " ليه يا فتون! 

ليه نخبى فرحه زيي دى يا بنتى " 


فتون سريعا " الشهر دا بس يا ماما يعدى عشان يكمل الحمل ثبت، أن خايفه اوى يحصل اى حاجه و أفقدة وجواد وعدته أنى مش اقول لحد 

بس مقدرتش أخبى عليكى" 


أومئت زينب بتفهم وقالت " حاضر يا حبيبتى اللى عايزاة" 


أبتسمت فتون وهى تقبلها فى وجهتها و وقفت وهى تقول * هرروح أغير هدومى 

ع ما تخلصى عشان انا جعانه اوى و وحشنى أكلك بصراحه.." 


أومئت زينب لها ببسمة، 


غادرت فتون لغرفتها وهى تغلق الباب خلفها جلست على فراشها وهى تحاوط أبنها بيديها 


و تتذكر حديث جواد أمس..


أمسك جواد وجهها بين يديها و قال " فتون أنا مش عايز حد بالدنيا يعرف دلوقتى خالص انك حامل" 


رمقته فتون بأستغراب وقالت " هو ف حد يخبى خبر زيي دا يا جواد؟! 


هز رأسه بتأكيد وقال " اة يا فتون يتخبى مادام ف ناس مبتحبش لينا الخير موجودة حوالينا ديما 


ثم اسرع يمسك يديها بلهفه وقال " يا حبيبتى مش طويل لغاية ما أخلص من المشاكل دى كلها و نرجع بيتنا بالسلامه نبقى نعرفهم.." 


تنهدت وهى تهز راسها بموافقه منه عندما عملت أنه يقصد سمر 


هى التى لا تتمنى سعادتهم بأى شكل من الأشكال..


تنهدت وهى تقول " أوعدك.." 


أسرع جواد وهو يقبلها من رأسها و قال " انتى دلوقتى لازم تكلمى ولدتك تيجى تقعد معاكى هنا يومين 


و انا هرجع القصر و زيي ما فهمتك يا فتون لازم الكل يعرف انك ف البلد و احنا خلاص أفترقنا


أبتلعت غصه مريرة عندما ذكر فراقهم وهى تؤمى بموافقة له.." 


تنهدت وهى تتذكر حديثهم أمس جواد يفعل كل ما يطُلب منه حتى يوفر حمايه لابنه حتى قبل قدومه 


مدت يدها وهى تحيط بطنها بقوة هى الأخرى لن تدع شئ يصيب طفلها 

اى شئ...


❈-❈-❈


عند جوهرة 


نزلت ببطنها المنتفخه قليلا فهى حامل بالشهر الرابع و أمامها مالك يتحرك ببطئ نحو قصر والدها 


رفعت يديها حتى تدق الجرس لكنها وجدت الباب مفتوح تنهدت وهى تدخل للداخل تبحث عن والدتها 


أبتسمت عندما رأتها تعطيها ظهرها تقدمت حتى ظهر أمامها بدر الذى يجلس بجانب والدته هو الآخر..


نظرت نحوه بعدائيه تشعر بها لأول مرة وهى التى كانت دوما تحب أخيها و تدافع عنه


لكنها لم تستطيع تلك المرة عندما غادر ليله وفاة والدها دون أن يعطى ردة فعل 


عندما ترك كل شئ على عاتق زوجها جعلت جميع البلدة تتحدث عنه ك أضحوكه فارغه 


ولما تستغرب الان! هو دوما يتعمد أهانتهم ولم يهتم بأحد سواة هو فقط..


تنهدت وهى تتجاهله ستطمئن ع والدتها و تغادر سريعا مثلما أتت 


وقالت " ماما.." 


نظرت أمل خلفها سريعا حتى رأت جوهرة، أسرعت وهى تقف و تقول " جوهرة اهلا يا حبيبتى وحشانى اوى " 


ضمتها جوهرة لتشعر بحنانها التى تفقدة كثيرا وقالت " انا بخير يا ماما متقلقيش" 


أبتسمت أمل وهى تلامس بطنها البارزة و قالت " و حبيب قلب تيتا بتعمل اى؟! 


جوهرة بهدوء " كويس الحمدلله يا ماما 


انتى عامله اى؟! 


أبتسمت أمل بشحوب وقالت " انا كويسه يا حبيبتى الحمدلله.." 


تنهدت جوهرة وقالت " قولتلك يا مانا تيجى تقعدى معانا، حتى مصعب طلب بس انتى برضو رفضتى " 


تنهدت أمل بحزن وقالت بهمس " و أسيب بيتى يا جوهرة! و أخوكى اللى أخيرا رجع؟! 


تنهدت جوهرة وهى تصمت رغما عنها حتى لا تتحدث عن بدر و تزيد الطين بله مع والدتها 


بحثت بعينيها عن مالك لم تجدة و نظرت سريعا نحو بدر وهو يجلس ع حجرة و يلاعب فى ذقنته 


أسرعت بخوف نحو طفلها وهى تقول " مالك تعال هنا.." 


لم يجيب عليها الطفل بل ظل يلعب مع بدر وهو يضحك 


أسرعت جوهرة نحوه وهى تتزعه من فوق قدم بدر و قالت بصراخ 


" أنت مبتسمعش الكلام ليه! انا مش قولتلك تيجى عندى! 


رمقها مالك بغضب و بدأ فى البكاء ك عادة يفعلها عندما تصرخ عليه


أمسكت يديه وهى تقول بغضب " مش هجبلك حاجه حلوة عشان انتى وحش يا مالك .." 


ودعت والدتها وهى تمسك طفلها الذى مازال يبكى و كانت ستغادر 


لكنها وقفت على جمله بدر الذى قال بنبرة غامضه " خايفه على أبنك منى يا جوهرة!؟ 


وقفت متصنمه مكانها هل حقا خافت ع مالك من بدر! أخيها الوحيد!؟ 


و لصعوبه ألاعتراف بذلك لكنه نعم 

لقد أرتعبت حقا عندما رأت مالك بجانب بدر 


وقف بدر وهو يتجه ناحيتها نظر ف عينيها و قال بضحك " خايفه عليه من خاله! 

دا حتى الخال والد يا جوهرة!؟ 


نفت بشراسه وهى تتطلع نحوه

جميع المشاعر التى أختفها بداخلها منذ ما أتت حتى لا تحزن والدتها 


لكنها لم تستطيع وهى تقول بغضب " لا مش كل خال والد يا بدر 

ولا كل أبن بار ب أهله 

ولا حتى كل ولد سند لأخته 

وانت ولا حاجه من الثلاثه دول سبت أبوك جثه مرميه على الأرض لا حول ولا قوة ليها ولا دفنته ولا وقفت تاخد عزاة حتى 


مكنتش سند لأختك الوحيدة بالعكس أنت حاولت تكثر عشان تدمر حياتى 


ف هتكون والد لأبنى! و أنت اللى قتلت أبنك! 

موت يا حمار.." 


و دفعته بعيدا عنها وهى تمسك بيد أبنها و تغادر سريعا 


وقف بدر مكانه يراقب رحيلها بصدمة و حديثها يدور في داخله بجنون 


لما تتعمد أخبرة بأفعاله السيئه! 


لما هو شخص حقير هكذا! لما هو بدر وليس اى شخص أخر عادى مثلهم!؟ 


❈-❈-❈


مساءا.. 


تسلل بخفه إلى داخل البيت بالمفتاح الذى يملكه 

تحرك وسط الظلام بهدوء حتى لا يشعر به أحدا 


حتى وقف أمام باب غرفتها فتح الباب بخفه مرة أخرى وهو يغلقه خلفه وهو يدخل 


أبتسم بهدوء وهو يراها نائمه أمامه، خلع جاكيته سريعا وهو يدفعه بعيدا 


و أقترب من الفراش و نام بجانبها وهو يضمها بقوة لصدرة 


تململت فتون فى نومتها وأرتعبت عندما شعرت بأحد يضمها 


لكن همسه المحبب بجانب أذنها أعطاها ألامان وهو يقول " متخافيش يا حبيبتى  دنا جواد.." 


تنفست بعمق وهى تترك نفسها أسيرة أحضانه 


رفع جواد شعرها على جهه وقال بهمس " وحشتينى اوى عارفه مقدرتش أفضل بعيد عنك أكتر من كدة 

و أستغليت حجه أن فى شغل ف الشركه عشان أجى و أشوفك انتى خلاص بقيتى أدمان ليا.. " 


أبتسمت بعمق و حديث يردد فى أذنها يجعلها تشعر ب ألاكتفاء


أكتفاء من العالم بأجمعه لكن تبقى بين يديه هو 


فتحت عينيها بذعر وهى تشعر به يفك زراير منامتها

أبتعدت عنه وهى تقول بتوتر " جواد ماما برة.." 


نفى وهو يقبلها فى وجهتها وقال " و الله انتى اللى أحلى ماما ف الدنيا يا أم أسر 

و تستاهلى تتاكلى أكل" 


و بدلا أن تبادله جنونه وهى تجذبه نحوها، لكنها دفعته وهى تقول بتذمر 


" اى ام أسر اللى كل شويه تقولها دى أنا أسمى فتون" 


أبتسم بغزل وقال " أحلى فاتنة شوفتها فى عينى كلها عمرى ما هبطل أقولهالك 


و مد يديه وهو يحيط بطنها وقال بسعادة  " بس أم أسر دى ليها معنى تانى جوايا 


أعتدلت فى جلستها وقالت " معنى اى؟ 


قبلها من وجهتها وقال بسعادة " أنى بملك الدنيا و ما فيها خلاص يا فتون 

انتى عارفه كرم ربنا لمى يحققلك اللى نفسك فيه! اهو انا كدة لمى ربنا رزقني بيكى و بعدها أبننا اللى لسه مشافش الدنيا بس نور حياتنا أكتر.." 


أبتسمت بعمق لحديثه هى قالت منذ قليل أنها شعرت ب ألاكتفاء ولم تعد تتمنى اى شئ من هذا العالم 

و الان هو أكد على حديثها هل هى تشبه جواد لتلك الدرجه؟! 


أقترب منها جواد وقال بغمزة " شكلى ثبتك صح؟ 


أبتسمت وهى تهز راسها بموافقه، ضمها جواد سريعا لصدرة وهو يتنفس بعمق يخبر ذاته  أنها هنا الان بجانبه ولا داعى للقلق 

رفعت فتون يديها وهى تبادله حضنه 


قليلا و بدأ جواد يتمادى فى فعلته، تململت بين يديه و قالت بأعتراض " 

ماما هنا يا جواد.." 


لكنه أبتسم بخفه وقال " بلا ماما بلا بابا.." 


أبتسمت فتون بيأس منه وهى تترك نفسها أسيرة لمشاعرهم..


❈-❈-❈


الواحدة ليلا..


كانت تقف سهير فى نافذة شرفتها تتنفس براحه 

وقفت مصدومه مكانها وهى ترى سيارة غريبه تدخل قصرهم و تنزل منهم سمر مع رجل لا تدركه 


و فى الاسفل أقتربت سمر من الرجل وهى تقبله على شفتيه برقه و قالت " شكرا اوى يا بيبى ع التوصيله مرسى" 


أبتسم لها الشاب وقال بحفاوه" تحت أمرك يا هانم ديما.." 


أحمرت أعين سهير غضبا من وقاحتها لما تفعله و تحركت للأسفل نحوها 


أبتسمت سمر له وهى تودعه و دخلت للداخل وهى تترنج من أثر المشروب 


فتحت باب غرفتها أخيرا و وقفت تبدل ثيابها 


لكن فتحت سهير باب غرفتها سريعا و أندفعت نحوها و بدون أن تدرك سمر اى شئ 


كانت صفعتها سهير ع وجهها وهى تقول بغضب شديد " انتى اى يا شيخه مش هتبطلى شغل عارهات و تتربى أبدا! 


و جذبتها من يديها بقوة وهى تقول بقسوة " اى عمرك ما تنسى الزباله اللى انتى جيتى منها.." 


أحمرت أعين سمر التى فاقت غضبا من حديثها و من جرأتها على صفعها! 


و قالت بغضب " الزباله دى اللى اخوكى بعتنى ليها برجليه" 


نفت سهير وهى تقول بصراخ " أخويا! بقى دلوقتى أخويا السبب مش وقاحتك وقله أدبك و انتى بتخونى أسمه و سمعته وبتخونيه مع كل راجل شويه " 


دفعتها سمر بعيدا وهى تقول بوقاحه" اعمل اى بدور ع حاجات مش موجودة عن أخوكى " 


صفعتها سهير مرة أخرى وهى تقول بصراخ " أخرسى يا سافله أنا أخويا راجل و سيد الرجاله 

انتى اللى سافله و متربتيش عشان تقضيها مع كل راجل شويه و ف الاخر تجبيه هنا! 

بس العيب مش عليكى العيب عليا لانى اللى طلبت منك تنزلى مصر بس انا هصلح الغلط دا أوعدك.." 


و رمقتها بأشمئزاز وهى تدفعها حتى سقطت ع الأرض و غادرت الغرفه 


نظرت سمر فى أثرها بعيون تملاها الحقد وهى ترفع يديها على وجهتها التى صفعتها سهير عليها منذ ثوانِ 


و قالت بحقد " أوعدك أنى هدفعك تمن القلم دا غالى اوى يا سهير 

هخليكى تقفى تتفرجى ع أخوكى اللى فرحانه بيه دى وهو بيضيع من بين زيي كل حاجه حلوة عندك..* 


ثم وقفت وهى تتجه نحو هاتفها أتصلت ع أحد و سريعا ما أجاب حتى قالت بنبرة يملاها السواد الذى يشبه قلبها 


" الو نفذ بسرعه عايزة أسمع خبرهم ف اقرب وقت.." 


و أغلقت هاتفها وهى تنظر حولها تتوعد للجميع أن يدفع الثمن غالى 

الجميع بدون استثناء فهى لن ترحم أحد 

كما لم يرحموها هى 


يتبع..


_ ليه جواد قال للكل أن فتون سابته؟ 


_ وليه أصر ع فتون متعرفش حد بحملها؟ 


_ سهير معقول أتغيرت و بدأت مع سليم حياة جديدة؟! 


_ اى رأيكم بردة فعل جواد لمى جاب حق سهير؟! 


_ سمر ناويه ع اى؟ و بتكلم مين؟! 


_ جوهرة معاها حق لمى خافت ع ابنها من بدر ولا بالغت!؟ 


_ بدر شكله مش ناوى ع خير تفتكروا هيعمل اى؟

..يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة