رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 29
قراءة رواية نزيلة المصحة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نزيلة المصحة
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل التاسع والعشرون
تململ حسام في جلسته، وبدا من الواضح، أنه قد بدأ يتعب من طول الجلوس، وأيضاً من كثرة الكلام؛ فقد بدا هذا جلياً من نبرة صوته؛ التي بدأت تتغير.
ولكن سوء حظه أوقعه في أثنين..فضولهم أقوي من أن يسمحا له بأن يستريح الآن، وعند هذا القدر، فهو لم يجاوب علي أول سؤال من أسئلة حمزه حتي.. فأكمل حسام متجاهلاً تعبه:
- ورجعت أمي، ومعاها ود، من مشوار إيداع الفلوس في دفتر التوفير بتاعها، ويومها قضوا النهار كله مع بعض في المطبخ، وأمي بتحاول تعلم ود تعمل بيتزا بأيدها؛ لأنها بتحبها جداً، ودايما كانت بتطلبها من عمي الله يرحمه، ومن ساعة اللي حصل.. ومن بعد موته مأكلتهاش. وأتحرمت منها، زي ماإتحرمت من حاجات كتير، وبصراحه.. شفت فرحتها بعد ماعملت البيتزا، وضحكها مع أمي، وسعادتها بدخولها المطبخ لأول مره، وإنجازها العظيم..
ومش عارف ليه.. بدأت أحس وانا شايفها، إنها مظلومه أوي.. وإنها ملهاش أي ذنب فاللي كان بيجرالها..
وحتي فاللي عملته.. وإنها طول الوقت كانت مسيره، مش مخيره، وإن كريمه هي المسئوله الوحيده عن سوء أخلاقها؛
لأنها كانت بتسمع كلامها، ولو كانت فهمتها الغلط، والعيب، والحرام، كانت ود بعدت عنهم.. وإنها لو لقيت وحده زي أمي؛ تعلمها الصح من الغلط، وتلهيها فشغل البيت عن خروجاتها وسهرها، زي ماعملت النهارده.. أكيد كانت هتبقي غير كده خالص.. ومكنتش هتغلط ابداً.
بصيتلها وهي واقفه قدام البيتزا اللي عملتها، وبتتنطط بفرحه.. ورجعت في اللحظه دي فعيوني.. ود الطفله من تاني، ود بنتي، وبمحبة أب لبنته سامحتها، وقولت خلاص، عفى الله عما سلف، وهاخد بنتي تحت جناحي، وأحاجي عليها، ومش هحكم عليها بالنفي بعيد عني، لمجرد غلطه، ملهاش أي يد فيها.
ومن ساعتها رجعت أهتم بيها من تاني، ورجعتلها ضحكتها اللي كانت إختفت.. وسعادتي كانت متتوصفش وانا شايفها، كل ماأهتم بيها أكتر.. تبعد عن كريمه أكتر وأكتر، لدرجة أن جات فتره ود فيها كانت بتبات مع أمي فأوضتها، ومكنتش بتكلم كريمه غير كام كلمه بس، ومن غير نفس. وأمي كانت فرحانه جداً بالتغيير اللي حصل لود.
واستمر الحال علي كده.. لغاية ماود أخدت الثانويه، وخلاص هتدخل أولي كليه.
وقتها أنا شفت أنه خلاص، آن الآوان عشان عصفورتي تدخل عشي.. وكلمت أمي إني عايز أتجوز ود، وأمي وافقت وشجعتني، مع إني شفت فعنيها رفض وعدم رضي بالموضوع.. وكلام كتير.. فهمت منه.. إنها مكانتش تتمنالي إني أتجوز وحده مرت بكل دا..
الكلام دا متخطاش عنيها، ولا أتنطق علي لسانها، لكني حسيته.. وفكرتها بوصية عمي ليا علي ود، وقولتلها إني حاسس باللي جواها.. وهي قالتلي:
- "إن جوازي من ود، هو دا الصح واللي لازم يتعمل، وأنه اهم من اي حسابات تانيه".
وبالفعل أبتدينا في الإجرآت أنا وأمي، بس من غير مانعرف حد فيهم، لا ود، ولا كريمه؛ عشان كريمه متعملش حاجه توقف الموضوع،
أقله لو معرفتش تسحر.. هترجع تزن علي ودان ود من تاني، وتقلبها علينا، وهي بتعرف تعمل دا كويس أوي..وخصوصاً إنها في الفتره الأخيره إبتدت تمثل المرض والوهن، عشان تحنن قلب ود عليها، وطول الوقت كانت بتفكرها بحبها ليها، وبكل حاجه حلوه كانت بتعملهالها.. وبصراحه حسيت إن ود إبتدت تلين ليها، وتاخدها بيها الشفقه.
وضبنا الشقه بتاعتنا القديمه أنا وأمي..من الفلوس اللي كانت شايلاهالي في البنك من فلوس المرحوم بابا، وجبنا عفش بسيط، وجهزناها علي قد نص الفلوس، وشلنا مبلغ للفرح، ولشبكة ود.
وخلاص مبقاش فيه أي موانع للجواز، غير إني بس أفاتحها، وقبل دا كله أبتديت إني أقعد معاها وقت أطول، وأخرجها بعد الكليه ونتفسح سوا، وحسيت اننا خلاص اندمجنا، ومبقيناش نقدر نستغني عن بعض إحنا الإتنين.
وفاتحتها فموضوع الجواز، ولقيتها فرحت جدا، مش فرحت بس، دي طارت من الفرحه.. وفلحظة جنون وتهور مني، قررت إننا نكتب كتابنا من غير مانعرف حد ونعملهالهم مفاجاة في البيت.
وإتفقنا علي كده، وقد كان.
وتاني يوم أخدنا كل الأوراق المطلوبه، ومرحناش الكليات بتاعتنا ورحنا المستشفي؛ عملنا الكشف الطبي، وأخدناه وطلعنا علي المأذون، كتبنا الكتاب، ورجعنا البيت، وفجرنا علي مسامعهم القنبله..
أمي بمجرد ماسمعت الخبر زغرتت وباركتلنا.. أما كريمه فمن اول ماسمعت الخبر وحسيت أنها مش عارفه تحدد موقفها ، تفرح ولا تزعل، مره الاقيها إبتسمت، ومره تانيه الاقيها كشرت بديقه، زي مايكون جواها صراع، بين حاجه شايفه إن جوازنا صح، وبين حاجه بتقولها إن جوازنا غلط، لكنها في الآخر باركتلنا.
ومن غير ماتاخد أي فرصه إنها تقعد مع ود لوحدهم، جهزتها هي وأمي للفرح، والليله دي أخدت ود لأوضتي ونيمتها فحضني، بس من غير ماتحصل بينا أي حاجه، لغاية ماتاني يوم أمي تجيبلها فستان الفرح، اللي قالت هتجيبهولها، وتعملنارالحفله، اللي قالت هتعملها؛
عشان تعرف الكل بجوازنا، ونشهره لكل الناس.
ليلتها فضلت صاحي طول الليل، أبص لود وهي نايمه علي دراعي، وأتمني لو إني كنت أول راجل فحياتها..
وأتحسر، والنار تاكل قلبي؛ كل ماأفتكر المنظر اللي شفتها فيه، في الشقه إياها، والكلب شادي شافها فيه قبلي، وفي الاصعب منه كمان.. ومع إحساسي دا لقيتني قمت من جنبها الساعه ٤ الفجر.. لما ماستحملتش أكتر، وحسيت إن عقلي وقلبي هينفجروا من الغيره.. ونزلت علي تحت، فضلت أتمشي في الشوارع، وإنا حاسس بنسمات الفجر البارده، وأتمنيت إنها تبرد كل الأحاسيس الحارقه اللي حاسس بيها دي.
وأخدتني رجليا لغاية الكورنيش.. وقعدت علي السور بتاعه، وشويه ولقيت واحد جه قعد جنبي، بصيتله بعدم إهتمام ومكلمتهوش، شويه ولقيته بيمدلي إيده بسجاره.. بصيتلها وبصيتله ومتكلمتش، ولا مديتله أيدي.. لقيته بيلح عليا وبيقولي:
-صدقني مفيش غيرها بتطفي النار، وتهون الهم.
قولتله بعد مابصيت بعيد عنه:
-ومين قالك إني عندي هم؟!
ضحك بخفه وهو بيولع سجاره، واخد منها نفس ونفخه، وبعدها قالي:-
بيبان ياصاحبي.. يعني واحد سايب بيته وفرشته، وهاجج بالليل في الشوارع، وجاي للنيل يقعد عنده.. هيكون ليه يعني! أكيد مهموم زي حلاتي، وجاي تفضفض للنيل شويه.. ياااه دا النيل دا شايل أسرار وهموم من الناس ياجدع، لدرجة إنه لو بيتكلم كان صرخ وقال كفايه ارحموناااي..
النيل دا هو الوحيد.. اللي عارف إن محدش خالي من الهموم حتي قلوع المراكب..
بصيتله وإستغربت علي كلامه؛ اللي طالع بحرقه كأنه شايل هموم الدنيا، إبتسملي، ومد أيده ليا بالسجاره مره تانيه.. أخدتها منه.. وأنا حاسس إني عايز أجرب الراحه والمواساه بتاعتها اللي بيوصفها دي.
وحطيتها فبوقي وهو ولعهالي، وأخدت منها أول نفس أشربه لسجاره فحياتي.. كان صعب، وموجع، لكني حسيت بعد التجربه بمتعه من نوع خاص.. متعه متخيلتش إن سجاره تديهاني!
وخلصتها.. وهو كمان خلص سيجارته.. وكل دا وإحنا ساكتين، محدش فينا إتكلم ولا سأل التاني إيه اللي تاعبه.. كان كل واحد فينا كان مكتفي بهمه واللي جواه، ومش ناقص يشيل عليه هموم غيره.
فضلنا لغاية مالنور بدأ ينور، وإنتبهت يومها إني فاتتني صلاة الفجر، فقمت من جنبه وبوشي علي أقرب جامع، صليت، ودعيت ربنا إنه يقدرني.. علي اللي جاي، ويصبرني علي إحساسى دا، ويبعده عن قلبي وعقلي، وروحت بعد ماأخدت معايا فطار للكل.
وبمجرد مافتحت باب الشقه، لقيتها صاحيه ومستنياني، وسالتني كنت فين؟ قولتلها:
خرجت أصلي الفجر وإتمشيت شويه.. وبعدها صحيت أمي، وصبحت علينا، وبصتلي وفهمت اللي بيا؛ من غير ماأتكلم.. وجات قعدت جنبي، وطلبت من ود إنها تحضر الفطار، ودا عشان تدينا مجال نبقي لوحدنا، وفضلت تخفف عني وتواسيني، وقالتلي إن اللي أنا عملته مع بنت عمي دا، هو قمة الرجوله، وإن عمي زمانه دلوقتي فرحان بيا، وفخور باللي بعمله مع بنته، وإني بكده حققت وصية ميت، ودا هيخليه ينام مرتاح فقبره.
وبصراحه عمي يستاهل إني أستحمل عشانه أي وجع في الدنيا، ومن أي نوع.
وعدت الساعات، وأبتدت أمي تجهيزات الفرح، والفستان اللي أشترته لود وصل، وأخدتها وديتها الكوافير بالعربيه، وفآخر النهار رحت جبتها، بعد ماجهزت نفسي انا كمان.. وعملنا الحفله، وخلصت، وأخدتها ومشينا علي بيتنا الجديد، اللي هنفضل فيه لوحدنا.. بعيد عن كريمه وعمايلها، وأعمالها.. وحتي بعيد عن أمي.. اللي قررت تتحمل بعدي عنها، وكل دا عشان تفضل سجانه لكريمه، وتخلي عينها عليها، عشان متعملش أي حاجه تأذينا بيها.. بالظبط زي اللي بيفضل حابس وحش، وماسك الباب بأيده، عشان الوحش ميطلعش ياكل حبايبه.
وليلتها غمضت عنيا وانا شايفها بتقرب مني، بعد ماغيرت فستان الفرح، وقررت إني أتجاهل أي حاجه تانيه، غير إن بنت قلبي بين إيديا، وإننا أخدنا فرصه تانيه مع بعض،
وإنها متقبلاني بكل جوارحها، عكس الفتره اللي كانت بتصدني فيها بكل قوتها، ومش بس كده.. دي هي كمان اللي فاللحظه دي بتسعي لقربي.
أخدتها فحضني، وعشت معاها أجمل اللحظات، ونسيت كل حاجه وهي بين إيديا، نسيت ماضيها، ونسيت وجع قلبي، ونسيت نفسي، ونسيت الدنيا..ودوبت فاللي محت كل ذرة زعل من قلبي وروحي بقربها.
ومن يومها عشنا مع بعض أسعد أيام حياتنا إحنا الإتنين، والحياة إستقرت.. لغاية ماحصل اللي قلب كل الموازين..
أتاري الست كريمه رجعت تتواصل مع ود من تاني، عن طريق التليفون، وملت دماغها من ناحيتي، وأفتكرت انها رجعت لجأت للطرق القذره بتاعتها..
اللي حصل.. إن ود إتغيرت معايا ١٨٠ درجه.. دا بالنسبه للمعامله، لكن مش دا كل حاجه، دأنا كمان إكتشفت عن طريق الصدفه.. إن الهانم دخلت مجال الإعلانات! عن طريق وحده صاحبتها، وبتعمل إعلانات من ورايا!
ودا عرفته وانا قاعد علي القهوه مع اصحابي وجه إعلان للهانم علي التلفزيون..
يومها رجعت البيت وانا دمي فاير، وعامل زي البركان، وأول ماشفتها إنفجرت فيها.. فالأول بالشتيمه.. ولما لقيتها بتردلي الكلمه بكلمتين، ومش مغلطه نفسها، ولا معترفه بغلطها، ومقتنعه إن معاها كل الحق فاللي عملته دا..
❈-❈-❈
#
أنا هنا فقدت السيطره علي عقلي بالكامل، ولجأت لحاجه كنت عاهدت نفسي إني مش هلجألها مره تانيه.. واللي هي الضرب..لكن أحياناً اللي قدامك بيجبرك بتصرفاته إنك تنقض عهودك.
واديتها علقة موت، وكل ماافتكر منظرها في الإعلان، وبصة الرجاله ليها في القهوة وتعليقاتهم علي جمالها.. دمي يفور أكتر، واضرب فيها أكتر وأكتر.
وسبتها وهي جثه هامده في الأرض، وقفلت عليها وروحت لأمي.. حكيتلها علي كل حاجه، وقولتلها إني ضربتها لما لقيتها بتبجح في الغلط..
وأمي يومها لامتني، وعاتبتني علي ضربها، وقالتلي "كنت إتصلت بيا وانا كنت فهمتها غلطها.. عمر الضرب مابيفهم ولا يعلم."
ولبست ونزلت معايا راحت لود.. وكل دا كانت كريمه بتسمع مني ومن أمي ومنطقتش بكلمه وحده، ولا شفت فعنيها الخوف اللي بشوفه كل مره علي ود لما تكون مضروبه، أو فيها حاجه، كأن خوفها دا كان تمثيل، ودلوقتي مبقاش له داعي؛ عشان الاطراف المعنيه بالتمثيل مش موجوده.
وسبناها انا وامي وخرجنا، وكانت دي غلطه مننا، وسهوا نسينا فيها إننا ساجنين كريمه.
ورجعنا لشقتي، وفتحنا ودخلنا، ولقينا ود فاقت وقاعده فالصاله.. راحت امي وقعدت جنبها، وبمجرد مانطقت إسمها، ود إنفجرت فيها، وإبتدت تشتم عليها، وعليا بأقذر الألفاظ، واتهمتنا بإننا ظلمه، وطالبتني بعربية أبوها وبكل الفلوس اللي عملتها من شغلي عليها، وقالتلي إن اي قرش كسبته من عربية ابوها.. مش من حقي،
وإن كفايه بابا طول العمر بيصرف عليا وعلي أمي، من فلوس ملناش فيها اي وجه حق، وطالبتني بالعربيه.. ومش بس كده.. دي خيرتني بين إنها تشتغل في الإعلانات، ياكده يإما أطلقها، وكل واحد يروح لحاله، ويشوف مصلحته بعيد عن التاني.
كل دا وانا واقف ومش مصدق اللي أنا بسمعه، ولا قادر أستوعب إن اللي بتتكلم دي هي نفسها ود..
ود اللي نسيت كل حاجه وحشه عملتها، وإديتها حب وحنان وإحتواء من غير حدود.. ومستغرب إزاي تردلي كل اللي اديتهولها فهيئة جحود بالشكل دا!
وحتي أمي إستغربت ثورة ود، لكنها بصتلي بنظره فيما معناها، إنها مش فوعيها، ومش مدركه هي بتقول أيه، وأكيد دي حاجه من عمايل كريمه، اللي إبتدت في الفتره الأخيره تمسك تليفونها وتنفرد بيه، وأمي إدتلها الأمان وإفتكرت إن أذاها كف عننا عند المرحله دي،وببعادنا عنها.
سكت وحطيت الإحتمال دا فحسباني فعلاً.. وروحت للشيخ بود، وأخدتها غصب عنها؛ عشان يشوف فيها أيه.. لكن العجيب إن الشيخ قالي إنه مفيش أعمال ولا حاجه من دي معمولالها!
وروحت يومها وانا محتار من سر تحولها العجيب دا..!
وبسال نفسي:
اذا كان مش بسبب الأعمال.. امال سببه أيه؟ معقول تأثير كلام كريمه عليها يوصلها للمرحله دي!
ورجعنا شقتنا، ومن يومها وكل واحد مننا فجنب، وأنا صممت إن مفيش شغل إعلانات بعد كده.. وهي كل دقيقه كانت تزن عليا في الموضوع دا عشان تقنعني أوافق..
ولما لقيت الوضع بقي لا يحتمل من كتر الزن.. أخدتها ورجعنا للشقه عند أمي؛ أهو قولت تحاول هي معاها، وتلين دماغها، وتحاول تخليها تثني عن تصميمها علي موضوع الإعلانات دا؛ لأني بجد مش هتحمله، ولا هينفع الوضع اللي إحنا فيه.
ورجعنا الشقه، وحتي بعد كلام أمي، وبعد تهديداتي ليها، صممت علي موضوع الإعلانات، وعشان تضغط عليا، وتقولي محتاجه فلوس.. وكل مااديها تطلب أكتر، وفالاخرخلتني بعت عربية عمي وأخدت فلوسها.. بعد ماعايرتني بإني عايش فخيرها وخير عمي..والكلمه دبحتني..
وحلفت بعدها أني مش هصرف علي نفسي، ولا بيتي، قرش غير من شقايا وتعبي..
وحتي معاش أمي.. مش هخليها تصرف حاجه منه عالبيت زي زمان.
وبقيت اشتغل علي تاكسي بتاع واحد صاحبي، اتعرفت عليه أثناء شغلي بالعربيه، وأخدت انا وردية الليل، وهو أخد وردية النهار، وبقيت أصرف علي البيت وعليها من شغلي وتعبي.. لكن للاسف الفلوس مكانتش معيشاها في المستوي اللي كانت عايزاه.
وكل دا وكريمه بتتفرج علينا وعاللي بيحصل بينا من بعيد، وكأنها ملهاش يد فيه.
آخر مافاض بيا، وإبتديت أتخنق من خناقها ليل نهار علي حاجه عايزاها، أو حاجه نفسها فيها، وهي عارفه ومتاكده اني معييش تمنها.. وطبعاً حالف علي أمي متصرفش من فلوسها عالبيت وعلينا، ابتديت أتعصب عليها.. ومع الزن بدأت أطول أيدي؛ عشان تهدي وتسكت، وتتعلم إنها تعيش علي قد ظروف جوزها زي أي ست،وتبطل النغمات الجديده اللي اتعلمتهالي دي.
وكنت بسأل نفسي بإستغراب.. هو فين الحب اللي كانت بتقول إنها بتحبهوني دا؟ وفين وعودها وعهودها.. وازاي تعمل معايا كده؛ وهي عارفه أنا اتحملت عشانها أيه، واتغاضيت عن أيه؟!
ومن هنا كره ود ليا ابتدا يوضحلي وضوح الشمس.. ويتجلي فكل تصرفاتها..اللي أتحولت ١٨٠ درجه.. وانا الوضع مبقاش عاجبني، ولا مريحني..
وكنت بحس كل يوم بقلبي بتتكسر منه حته مع معاملتها دي.. ولا هي دلوقتي لسه ود الطفله.. اللي يتغفرلها تصرفاتها، ولا هي العاقله.. اللي قادره توزن الامور ويكونلها شخصيتها المستقله اللي محدش يأثر عليها.
ووقعت أنا في النص مع شخصيه غير سويه بالمرة.
لغاية ماجيت فيوم.. ولقيت نفسي بوافق إنها ترجع تشتغل في الإعلانات.. ازاي؟ وليه؟ مش عارف! ولا كنت قادر وقتها أستوعب أنا ازاي وافقت علي حاجه زي دي!
وحتي أمي أخدها العجب من موافقتي المفاجأه دي، وتغيير الرأي المغاير اللي حصل بين يوم وليله.. من بعد رفض وتصميم
لكن دا وقتها مكانش له أي تفسير عندي.
❈-❈-❈
ورجعت ود تشتغل في مجال الإعلانات، وطول الوقت كنت شايفها ونفسي أخليها تبطل؛ لكن فيه حاجه مانعاني.
وكنت كل مره يكون عندها تصوير إعلانات، اروحلها الاستوديو، واقعد معاها لغاية ماتخلص، وأخدها من أيدها وارجعها للبيت، لكن مع الوقت لقيت إعلاناتها بقت كل يوم، وطول اليوم، وحتي جامعتها أهملتها ومبقتش تروح اغلب الوقت، وأنا كمان مقدرتش أجاريها، واقعد معاها فكل إعلان.. كان عندي جامعتي، وعندي شغلي اللي لازم أجيب منه فلوس أصرف علي بيتي..
فبقيت بغيب عنها واسيبها تروح لوحدها.. لغاية مافيوم إتصدمت بيها وانا بشتغل بالتاكسي؛ وهي قاعده علي الكافيه اللي كنا متعودين إنا وهي نقعد عليه فالكام شهر اللي سبقوا جوازنا.. كانت قاعده مع اربع رجاله..
وكان لبسها مكشوف.. مكشوف أيه دي كانت يعتبر مش لابسه حاجه، وصوت ضحكها معاهم مالي المكان،
وقفت بالتاكسي وفضلت قاعد فيه دقايق، وانا مش مستوعب اللي شايفه، ونزلت عليها وجبتها من شعرها، ونزلت فيها ضرب قدامهم كلهم.. وأخدتها علي البيت، بس بعد ماكسرت عضمها، وفي اللحظه دي رجولتي إتغلبت علي سحر كريمه وعملها.. اللي إكتشفت بعد كده إنها عاملهولي..
لما رحت بعدين للشيخ بسبب الديقه اللي كنت بحس بيها طول الوقت.
ومن يومها حلفت عليها شغل الإعلانات مش هتعمله تاني.. حتي لو فيه حياتها، وبعدها عنه يساوي موتها.
وقعدتها في البيت.. ومن البيت للجامعه.. لغاية مافيوم قالتلي إنها هتتاخر مع زمايلها في الكليه فيه مشروع هيشتغلوا عليه سوا.
وافقت وطلعت من جامعتي رحت علي البيت عشان ارتاحلي شويه قبل ميعاد الشغل.. وأول ماوصلت لقيت كريمه بتستعد للنزول؛
بحجة إنها رايحه للدكتور.
أنا الفار لعب فعبي؛ من نزولها المفاجئ دا. ومن سربعتها؛ وخصوصاً إنها كانت سليمه ومبتشتكيش من حاجه..
ولما عرضت عليها اوصلها بالتاكسي بتاعي.. رفضت، وقالت إن الدكتور قريب.
خليتها نزلت..ونزلت وراها،واستنيتها لما ركبت تاكسي، وطلعت وراها بالتاكسي بتاعي.
وبعد شوارع وطرق ومشوار طويل.. دخلت فشارع عارفه كويس..الشارع اللي فيه شركة هادي.
والكارثه.. والطامه الكبري؛ إني شفت ود واقفه تحت مبني الشركه مستنياها.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية