رواية جديدة نجم معتم لنهى عادل - الفصل 2
قراءة رواية نجم معتم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نجم معتم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نهى عادل
الفصل الثاني
"أصعب الآلام ..
حزن لا تستطيع الافصاح عن اسبابه ...
وتكتفي بالقول اشعر بالضيق ولا أعلم لماذا ...
رغم انك تعلم يقينا ما السبب لكنه لا يحكى ولا يبكى ...
فـ ثَمّة حروبٌ تخرج منها لا مُنتصرًا ولا مُنهزمًا ...
لا تعرف ما ربحتَ منها أو ما فقدتَ فيها ...
لَكنكَ تُدرك جيدًا أن شيئًا ما انطفأ ومات بداخلكَ".
بقلم:" مبسوطة وسيم"
❈-❈-❈
فى بيت يحيى رضوان
دلف الى شقته وجد والدته تجلس على احدي المقاعد امام الطاولة تقوم بتجهيز الطعام أردف قائلا: السلام عليكم يا ست الكل
ابتسمت السيدة نادية قائلة: وعليكم السلام حمدالله على سلامتك يا حبيبي اتاخرت ليه كده، اكيد كنت عند خالتك المهم قول لى عملت ايه؟!
تنهد يحيى بحزن قائلا: الحمدلله ياماما اخذت التأشيرة والسفر اخر الأسبوع
برغم من حزن ناديه لسفر ابنها الا انها لم تريد أن تقف أمام تحقيق حلمه أردفت قائله بحب: مبروك يا حبيبي تسافر بألف سلامه يجعلك فى كل خطوة سلامه يا ضنايا
نظرت ناديه الى وجه إبنها الشارد و أكملت: مالك يا يحيي انا حاسة انك فيك حاجه
زفر يحيى بضيق و هتف قائلا: زعلان علشان مبسوطة وخالتي يا أمي زعلان إني مسافر وسيبهم لوحدهم
نهضت ناديه من جلوسها و اقتربت من يحيى الذي كان يجلس على الأريكة المتواجدة في الردهة وجلست جواره و قامت ترتب على ضهره بحنان قائله: كلنا جنبهم يا حبيبى سافر انت وحقق حلمك يا يحيى يعز علينا فراقك يا بني بس لا أنا ولا أبوك ولا حتى خالتك ومبسوطة نقدر نقف فى طريق سعادتك و مصلحتك لأن ده حلمنا كلنا يا حبيبي بس أهم حاجه تخلى بالك من نفسك و إوعي السفر لبلاد الغرب يخليك تنسي دينك و تربيتك يا حبيبي
إبتسم يحيى ثم قام برفع يد والدته وقام بتقبيلها قائلا بنفي: اهو ده اللي لا يمكن يحصل يا فندم أنا تربية الأستاذ رضوان الحسيني أستاذ اللغة العربية
قال هذا ثم دار بعينه فى المكان يبحث عنه قائلا: هو صح فين بابا و نرمين محدش سامع صوت ليهم ليه؟!
أجابته قائلة وهى تجلس مرة أخرى إلى الى المقعد أمام الطاولة قائلة: أبوك فى القهوة عمك محسن إتصل عليه و نزل يقابله و نرمين عندها درس وهاتيجي على المغرب بإذن الله أدخل أنت خد حمام و ارتاح شوية و لما الغداء يجهز هابقي اصحيك.
أوما لها برأسه قائلا: تمام
و بالفعل سار يحيى متجه إلى غرفته فتح الباب و دلف ثم ألقى بجسده على التخت ينظر بشرود هل ما سيفعله صحيح
❈-❈-❈
عصرا
فى فيلا وسيم الشاذلي
عاد وسيم من موقع التصوير بعد أن أنهى آخر مشهد فى فيلمه دلف الى الداخل وجد والدته تجلس تقرأ من كتاب الله العزيز إبتسم ثم جلس جوارها بعد لحظات أنهت السيدة إلهام قراءة وردها صدقت و أغلقت المصحف ووضعته على الطاولة نظرت الى وسيم و تحدثت بعدما وجدت علامات القلق و التوتر تعتلى ملامحه:
_ مالك يا حبيبى، إنتَ كويس
تنفس وسيم بهدوء و نظر إليها قائلا: سلامتك يا روح قلبى أنا كويس،شوية إرهاق مش أكثر حضرتك عارفه إن النها ردة كان آخر يوم تصوير، المهم أنا هطلع أنام ساعة و بعد كده ممكن حضرتك تصحيني علشان ورايا ميعاد باليل
نظرت له إلهام برفع حاجب تنظر له بضيق زفر وسيم و أكمل: ده ميعاد شغل يا أمى هقابل مخرج
ابتسمت له إلهام قائلة ببرود: وهو أنا قولت لك حاجه المهم أخلي نعمة تحضر لك الغداء
أردف وهو ينهض قائلا: آه فعلا جعان بس جعان نوم هطلع أنام بعد إذنك يا حبيبتي
قال هذا و مال عليها و قبل جبهتها ثم سار متجها إلى الدرج يصعد إلى جناحه.
بعد مرور ساعة
بعد أن قامت السيدة إلهام بإيقاظ و سيم طلب منها قدح من القهوة لكي يستعيد تركيزه مرة أخرى دلف إلى الحمام و أخذ حماما دافئا ثم خرج يلف خصره بمنشفه قطنية و أخري يجفف بها شعره الفاحم سار متجه إلى غرفة ثيابه و انتقى بدلة من اللون الرصاصي و قميص من اللون الأبيض وحذاء كلاسيك بنفس لون البدلة على عجل ثم مشط شعره بعناية و نثر عطره المميز بغزاره ثم ارتدي ساعته وأخذ هاتفه ثم قام بفتح إحدى الأدراج و اخذ منه مفتاح السيارة و غادر للخارج ينزل الدرج.
_أنا خارج يا ست الكل محتاجة حاجه
نطق بها وسيم و هو ينزل من على الدرج عندما رأى والدته تجلس تشاهد التلفاز
لمعت عيون إلهام بالسعادة و هي تنظر إلى وسيم فهو بالفعل يمتلك حضور أسطوري وهيئة تخطف القلب قبل العين هو بالفعل لا يليق إلا يكون نجم مشهور أجابته بحب بعدما همست فى سرها بآيات قرآنية تحصنه من كل شر وحسد:
_عايزة سلامتك يا حبيبى ربنا يكفيك شر العين خلى بالك من نفسك
ابتسم لها وسيم و خرج الى الخارج بخطى واسعة
استقل سيارته ثم هاتف مايا
❈-❈-❈
فى شقة مايا
وقفت تتأنق أمام المرآه ترتدي ثوب سهر يظهر أكثر ما يخفي خفيف من اللون الذهبي وضعت مكياج صارخ حرصت على أن يبرز جمال وجهها و عينيها ثم فردت شعرها القصير و ارتدت حذاء بكعب عالي بلون الفستان نظرت إلى نفسها بغرور سحبت حقيبتها التى كانت على التخت متجهة إلى الخارج لـيصدح رنين هاتفها ابتسمت بغرور حين وجدت اسم وسيم على شاشه هاتفها وقفت و قامت بالرد قائلة: ألو أنا خلصت يا بيبي أنت فين
أجابها وسيم قائلا:
_ أنا فاضل لي خمسه دقائق و أكون تحت العمارة عندك يا مايا
نطقت مايا قائله:
_ تمام يا بيبي أنا نازلة لك اهو سلام
قالت هذا و خرجت من غرفتها لتجد و الدتها تجلس أمام التلفاز و بجوارها و الدها الذي أردف قائلا: ايه الشياكة دى كلها يا مايا أكيد خارجة مع وسيم
اجابته قائلة بثقة: أيوا يا بابي رايحين نقابل مخرج كبير اوي عايز يشتغل مع وسيم ولو وسيم وافق أنا هيكون لي عمولة كبيرة اوي
لوت الأم شفتاها قائلة:
_شوف البت كل همها على العمولة و مش همها ازاى تسحب رجله لحد هنا علشان يتقدم لها
نظرت مايا بضيق قائلة:
_ الصبر يا مامى و سيم واقع يعنى واقع و يلا بقا سلام علشان زمانه تحت
قالت هذا و ألقت لهم قبلة في الهواء.
بعد مرور حوالي ربع ساعة
دلف وسيم إلى المطعم بكل غرور يبتسم بنصر و هو يرى نظرات الجميع عليه ومعه مايا يضع يدها بداخل يده تتهادى في خطواتها بدلال اقتربوا من الطاولة التي يجلس بها ذلك المخرج إلا انه انتفض من جلسته حين رأي وسيم يدلف إلى المطعم يمد يده قائلا بترحيب:
_أخيرا وسيم الشاذلي تكرم و قبل دعوتي على العشاء
ابتسم وسيم بغرور قائلا:
_إنت عارف يا صفوت إني مشغول بتصوير الفيلم.
قال هذا و جلس ثم وضع ساق فوق ساق وجلست بجانبه مايا
نظر إليه صفوت بضيق و لكنه حاول ان يخفي ذلك و أردف قائلا:
_ كان الله فى العون طبعا أنا عارف إن مفيش ولو عمل لك إلا ولو كسر الدنيا
اتسعت إبتسامة وسيم ونظر إليه بكل ثقة و غرور.
بينما جلس صفوت و أكمل حديثه قائلا:
_إحنا نطلب الغذاء و بعد كده نبقي نكمل كلامنا إيه رأيك؟!
أوما له وسيم برأسه دون أن يتحدث.
بعد قليل جاء العشاء و قاموا بتناول الطعام تحت نظرت صفوت الماكرة لوسيم
بعد مرور حوالى ربع ساعة
قام وسيم بإلقاء الملف الذي يحتوي علي تفاصيل الفيلم الذي يريد صفوت أن يقوم و سيم بأداء دور البطولة في وجه صفوت قائلا بغضب: انت أحقر إنسان شفته فى حياتي و أنا اللي قولت إنك ممكن تكون اتغيرت وتقدم محتوي هادف للناس بس الغلط مش عليك على اللي كانت السبب إني آجي هنا و اقابلك تفرق أيه انت على اللي بيتاجرو فى المخدرات كلكم هدفكم واحد وهو تغيب عقول الشباب لما تقدم فيلم بمحتوي ده فيلم جنـسي بنسبه مائة في المائة يبقى أقول لك أنك غلطت فى العنوان
قال هذا و نظر بغضب إلى مايا
انتفضت مايا من جلستها قائلة بخوف: و الله يا وسيم مكنتش أعرف محتوى الفيلم
بينما وقف صفوت يحاول السيطرة على سب وسيم له و أردف قائلا ببرود: اقعد يا وسيم أنا مش عارف انت عامل ده كله ليه خليك متفتح أكتر من كده، أنت عارف ان احنا بقينا فى زمن كله فيه مباح والرقابة شبه معدومة إيه يعنى لو اتعمل الفيلم أنت مش عارف أجرك هيكون كام
نظر له وسيم بغضب قائلا: فيلم من أي جهه علشان تقول عليه أنت بتغيب عقول الشباب وكل ده علشان شوية فلوس هو انت جنسيتك ايه يا صفوت
ارتبك صفوت قائلا: مصري طبعا
_أشك
نطق بها وسيم بغضب وضيق
ابتسم له صفوت بسخرية و أردف قائلا: أنا مش عارف أنت رافض ليه محتوي الفيلم علشان كام بوسة على كام حضن
اتسعت عين وسيم قائلا: كام بوسه على كام حضن، للأسف أنا مش بقدم المحتوي ده
قال هذا ونظر إلى مايا قائلا: يلا وحسابك معايا بعدين
نهض صفوت هو الآخر قائلا: مغرور أنا اديتك فرصة و انت مستغلتهاش جبان
نظر له و سيم بغضب واحمر وجهه وبرزت عروقه و في لحظة قام وسيم بلكمه بقوة فى وجهه جعلته يسقط في الأرض
مال عليه وسيم و أردف قائلا بغضب: انت وأشكالك لو مابعدتوش عن طريقي هتشوفوا مني وش اتمنى ما تشوفهوش
قال هذا ونظر إلى مايا قائلا: يلا
بالفعل سارت متجهة خلفه لتستقل معه سيارته ترتجف لأول مرة ترى وسيم بهذا الشكل. حاولت أن تتحدث معه ولكنه أوقفها قائلا: لو عايزة نكمل مع بعض مش عايز أسمع صوتك لحد ما أوصلك عند بيتك و بكره لنا كلام تاني.
أومأت برأسها.
❈-❈-❈
بعد مرور ساعة
قضاها وسيم في التجول في شوارع القاهرة يفكر في ما حدث معه
دلف وسيم غرفته و قام بخلع ثيابه ثم ألقى بنفسه على التخت ينظر بشرود و يفكر هل هو يفعل الصواب لماذا يشعر بأن حياته غير مكتملة ينقصها شئ؟ لماذا يشعر أن روحه تائهة منتظرة ظهور شخص مااااا قطع تفكيره دلوف والدته إلهام قائلة: مالك يا و سيم دخلت أوضتك على طول من غير حتي ما تيجى تطمني عليك، فيك إيه يا حبيبي
تنهد وسيم قائلا بحيرة: مش عارف أقول لك إيه؟!
اقتربت منه إلهام بعد ان عدل وسيم من و ضعية جلسته و قامت تربت على ضهره بحنان قائلة: قول يا حبيبى قول كل اللي في قلبك و حاسس بيه
تنهد وسيم قائلا: أنا حاسس إني مخنوق يا أمي حاسس ان فى حاجه ناقصة في حياتي
ابتسمت له الأم قائلة بحنان: طيب إيه رأيك لو تتجوز
نظر لها وسيم قائلا: أنا فكرت فعلا فى الموضوع ده و كنت عاوز اقول لحضرتك نعمل زيارة لأهل
و قبل أن يكمل وسيم حديثه قاطعته إلهام قائلة بحده:
_ومش مايا
نظر لها و سيم قائلا بغضب: أنا مش عارف مايا عملت لك ايه علشان ترفضي دخولها حياتي.
تنهدت إلهام قائلة: يا ابنى يا حبيبى أنا طول عمري أنا و أبوك الله يرحمه عمرنا ما رفضنا لك طلب حتى لما اخترت تكون ممثل و دخلت معهد التمثيل وسبت شغل باباك و قولت أنا مش بحب قعدة المكاتب برغم من إنك بتصمم حلو أوي لكن جواز من مايا مستحيل إنى اوافق عليه
قالت هذا و تركته وخرجت من الغرفة.
بعد خروج إلهام زفر وسيم بضيق و انتصب واقفا وسار متجها إلى الحمام دلف إلى الداخل و قام بفتح صنبور المياه البارد.
بعد الكثير من الوقت خرج وسيم من الحمام يلف خصره بمنشفه قطنية و أخري يجفف بها شعره الفاحم سار متجها إلى غرفة ثيابه أنتقى سروال بيتي مريح وارتده فقط ثم وقف أمام المرآة يصفف شعره بعد لحظات خرج من غرفة الثياب و جلس على إحدي المقاعد يفكر كيف أن يقنع والدته لكي يتجوز من مايا. كان عقله يصور لها أنها هي الفتاة المناسبة له من وضع اجتماعي تصلح تكون زوجه له.
❈-❈-❈
بعد يوم عمل مرهق وشاق دلفت مبسوطة إلى المنزل وجدت والدتها تجلس على إحدى المقاعد أردفت قائلة وهي تقترب منها: ماما إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي
ابتسمت لها عائشة قائلة: ومن إمتى بيجى لي نوم طول ما أنت بره بس إيه اللي اخرك لحد دلوقتي
أجابتها مبسوطة قائلة: كان عندنا شغل كتير فى المطعم المهم اتعشيتي و خدتي علاجك
أومات لها عائشه قائلة: اه يا حبيبتي أروح احضر لك تتعشي على ما تدخلي الحمام
تنهدت مبسوطة قائلة: لا يا ماما انا اتعشيت الحمدلله في المطعم أنا و ليلى ادخلى حضرتك أنتِ ارتاحِي قبل ما تقومي لصلاة الفجر
ابتسمت لها عائشه قائلة: تصبحي على خير يا ضنايا
أجابتها مبسوطة قائلة: وحضرتك من أهل الخير.
❈-❈-❈
فى صباح اليوم التالي
استيقظت مبسوطة انتصبت واقفة متجهة إلى الحمام اختفت دقائق وخرجت ارتدت ثيابها وسماعه اذنها و قامت بلف حجابها و خرجت متجهة إلى المطبخ تقوم بتجهيز الطعام لوالدتها التي دلفت هي الأخرى إلى المطبخ قائلة: صباح الخير يا حبيتي
أجابتها مبسوطة قائلة: صباح الخير يا ماما يلا تعالي علشان تفطري و تاخدي علاجك
هتفت عائشةقائلة: طيب و أنتي يا حبيتى
أجابتها مبسوطة وهى تخرج تحمل الأطباق ووضعتها على الطاولة:
_أنا و ليلى هنفطر مع يحيى يا أمي على النيل
ابتسمت لها عائشه قائلة:
_تمام يا حبيتي بقول لك أنا بعد الفطار هروح عند خالتك أشوفها لو محتاجة حاجة أنتي عارفاها عمرها ما بتسبني فى أي ظروف
ابتسمت لها مبسوطة: مافيش مشكلة و الفلوس جوه عندك فى الدرج يا ماما هاتيلها شوية طلبات ليحيى ياخدهم معاه وهومسافر
ابتسمت لها عائشه قائلة
_ربنا يرضى عنك يا ضنايا.
بعد مرور نصف ساعة
وقفت مبسوطة تنظر بشرود وألم إلى النيل وكأن في بينهم حديث تقص له كل ما بها و بجانبها ليلى التي تعلم ما تشعر به مبسوطة لطالما كانت مبسوطة تذهب مع والدها الذي كان يأخذها فى جوله بداخله في مركب صغير تنهيده وراء تنهيده تخرج من قلب مبسوطة و تليها دمعة حارقة تذكرت آخر لقاء جمعها مع والدها حين كانت فى السنه الاخيره من الثانوية العامة حيث حصلت على مجموع 98٪ علمي علوم كان حلم حياتها أن تصبح طبيبه بشرية تعالج ضعاف السمع مثلها ولكن تأتي السحب بما لا تشتهي السفن
فلاش باك
بقلب ينبض بالحياة والفرحة دلفت مبسوطة إلى داخل شقتها حيث وجدت والدها يجلس أمام التلفاز وبجواره والدتها هتفت بنبرة شديدة الفرحة:
_بابا نجحت يا بابا نحجت يا ماما
انتفض الأب من على مقعده ليفتح ذراعيه إلى مبسوطه لتهرول إليه مبسوطة يضمها داخل احضانه بينما اطلقت الأم الكثير و الكثير من الزغاريد
ابتسمت الأم قائلة: اوعى يا جلال خلينى اخد البت فى حضني
بالفعل اخذت عائشة ابنتها في أحضانها لتضع الكثير و الكثير من القبلات قائلة بحب: مبروك يا روحي مبروك يا نور عينى المهم جبتي كام
أجابت مبسوطة بكل فخر: جبت 98 يا ماما الأولى على المدرسة و الرابعة على الجمهورية
لمعت عيون جلال و عائشة بالدموع وهم ينظرون إلى ابنتهم لطالما كانوا ينظرون إليها بحزن وحسرة طوال فترة دراستها و هى تعاني من التنمر الشديد نظرا لضعف سمعها و لكن كانت مبسوطة الأقوى تحدت كل العقبات ظلت تسهر الليالي حتى و صلت إلى ما هي عليه بحنان ساحق
أردف جلال قائلا بحب: رفعتي راسي يا بنتي وسط الحاره مبروك يا حبيتي
اقتربت مبسوطة من والدها لترفع كف يده و تقوم بوضع قبله عليه قائلا: الفضل يرجع لحضرتك يا بابا و لماما لولا دعمك أنا مكنتش اقدر أوصل للي انا فيه انتم اللي شجعتوني و وقفتوا جنبي ربنا ميحرمنيش منكم ابدا
رفعت يديها إلى السماء قائلة: ألف حمد وشكر ليك يارب كنت السند و الحامي ليا ولأهلي
ابتسم الأب على طفلته صاحبة الأخلاق الكريمة و أردف قائلا: بمناسبه النجاح أنا عازم أميرتي على المكان اللي تختارو
ابتسمت مبسوطة قائله بشقاوة: هو كذلك وأنا قبلت العزومة يا والدي
قهقهه جلال و عائشة على مبسوطة بينما نظر جلال إلى عائشه قائلا: يلا يا أم مبسوطة حضري نفسك علشان ننزل كلنا سوا نخرج نركب مركب في النيل
❈-❈-❈
فى فيلا وسيم الشاذلى.
قامت إلهام بالاتصال على أختها الوحيدة مشيرة كمثل كل يوم التي هتفت قائلة: السلام عليكم ازيك يا إلهام وأزاي وسيم
تنهدت إلهام قائلة: كويسين يا حبيبتي انتي عامله إيه وفريدة
تعجبت مشيرة من صوت إلهام الحزين أردفت قائلة بقلق: مالك يا إلهام صوتك مش عجبني انتي كويسة فيكي حاجه.
أردفت إلهام بتعب و ألم: تعبت يا مشيرة وسيم مجنني معدتش عارفه اعمل معاه إيه
حاولت مشيرة أن تخفف عنها قائلة: اهدي يا إلهام اهدي و ادعيله يبعد اللي اسمها مايا عن طريقه
تنهدت إلهام قائلة: ده عايز يتجوزها.
أردف نادية قائلة: بلاش العند مع وسيم أنتي عارفة طول عمره مش بيحب العند و بيعمل العكس المهم أنا عندي فكرة حلوة أوي هتخلي وسيم يصرف نظر عن الجواز من مايا
تنهدت إلهام قائلة: فكرة ايه يا نادية
_هقول لك.
يُتبع..