-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 37 - 7 الأحد 12/11/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل السابع والثلاثون

الجزء السابع والأخير

الصفحة السابقة

تم النشر الأحد

12/11/2023


خرج من شروده عندما استمع لرنين هاتفه وكانت حبيبته 

-أيوة ياليلى..على الجانب الأخر تجلس بشرفتها تنظر إلى البحر 

-حبيبي هتتأخر انا جعانة ومش هاكل غير لما تيجي..أطبق على جفنيه يسحب نفسًا ثم زفره بهدوء 

-ليلى ممكن مجيش النهاردة عندي شغل، كلي انتِ، لازم أقفل.. ظل يضرب على المقود بعنف حتى كاد أن يكسر معصمه حتى وصل لشاطئ البحر، صف سيارته وترجل متجهًا لجلوس بيجاد المنشاوي 

-عامل ايه..اومأ بيجاد رأسه ولم يعقب على حالته 

-كويس الحمد لله، إيه ناوي على إيه..أشار بعينيه لهاتفه 

-كلم مراتك خليها تجهز نفسها نص ساعة وتكون قدام الشالية، مش عايز ليلى يحصلها حاجة، هسبها أمانة عندكم لحد ماأرجع 

-يعني ايه! انت مش هتيجي بعدها.تسائل بها بيجاد ..هز رأسه بالرفض 

-هتسافر بيها اي دولة يابيجاد، ومن الدولة دي هتوديها ألمانيا وهناك هكلمك، المهم متسافرش ألمانيا على طول، انت طيارتك الخاصة معاك تقدر تحدد المكان ال شايفه أكتر امنا، مدام غنى متسبهاش ابدا مهما كانت الظروف، أنا هكلمك من الخط ال بكلمك منه، متتصلش بيا على الرقم القديم لو سمحت

نهض وهو يطالعه 

-مفيش حد اثق فيه بعد صحابي غيرك، وبما ان كلهم مشغولين بعملية نوح، 

تنهد وهو ينظر حوله قائلا 

-يومين وهكون عندك في ألمانيا، إحنا هنسافر كلنا بكرة الصبح، هقابلك على بالليل قالها وتحرك سريعا متجها للشالية..وصل بعد قليل، 

دلف للداخل ..قابلته نورسين تحتضنه 

-حبيبي كدا تتأخر..رسم إبتسامة يبعد ذراعيها 

-انا تعبان ومش قادر أقف، وعايز انام، توقفت تعقد ذراعيها 

-لا مش اتفاقنا انا قولتلك عايزة اسهر، ونحتفل بعد مااخدت كل حاجة 

اتجه للأريكة ..أنا تعبان حبيبتي وجعان  لو ينفع فنجان قهوة لحد مااتصل بدليفري يجبلنا اكل 

اوكيه هخلي الشغالة تعملك قهوة، اتجهت إليه تمسد على صدره 

-راكي وحشتني أوي.. اتجه إليها بنظرة قاتمة ورسم إبتسامة قائلا 

-انتِ أكتر بس اشرب قهوة عشان افوق كدا وهنسهر للصبح، وكمان عندي مفاجأة هتعجبك أوي 

حاوطت عنقه تجلس على ساقيه 

-بجد ياراكان، هتبات معايا الليلة، فتحت زر قميصه وهمست بإغراء

-انا فرحانة أوي حبيبي، أخيرا.. نهض وأشعل سيجاره 

-مش هشرب قهوة ولا اروح اشربها عند ليلى..اتجهت سريعا متجهة للداخل 

-لا ليلى ايه دي، لازم ارجعلك ثواني هعملها بأيدي كمان..أمسك هاتفه وأرسل رسالة إلى يونس 

❈-❈-❈ 

-يونس اتحرك..بالجانب الآخر قام الاتصال بسارة 

-سارة اعملي زي ماقولتلك..هبعتلك رسالة تكتبيها بالحرف..بعد قليل اتجهت سارة إلى غرفة سيلين التي تجلس تستمع للموسيقى 

-ممكن اتكلم معاكي شوية..زفرت سيلين واعتدلت 

-عايزة ايه ياسارة انا مش متحملة كلمة، لو يونس بعتك تحرقي دمي هضربك واروح اضربه

جلست سارة بجوارها تطالعها بحزن ثم اردفت 

-انتِ واحدة غبية ياسيلين ياريته حبني ربع حبك، تعرفي بيقولي ايه ..إن حبك بيجري في دمه ومهما تعملي ميقدرش يستغنى عنك 

كانت تستمع إليها بقلب ينبض بعنف باسمه، ورغم ذلك نهضت تدفعها بقوة 

-اشبعي بيه، أنا متنازلة عنه..تهكمت سارة بنظراتها

-ياريت ينفع..زفرت سيلين 

-عايزة ايه ياسارة..جلست على المقعد بمقابلتها

-عايزة اشرب قهوة يابنت عمي فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه، ولا هتكوني بخيلة..تحركت بعنف وهي تتمتم


-هجبلك قهوة ياهانم مااشوف اخرتها 

أمسكت هاتفها سريعا ونقشت اسم يونس كما ظن وأرسلت الرسالة ثم وضعت الهاتف 

-لا وبتقول اشبعي بيه، دا حتى الباسورد باسمه، هبلة أوي يابنت عمي 

عند راكان 

وصلت نورسين وهي تضع القهوة تبحث عنه كان يقف بالشرفة ينتظر روحه التي يتخيلها قلبه قبل عقله بحالتها الآن ..وجد السيارة تدلف من بعيد تسأل عن رقم الشالية، فتحرك للداخل يحمل كوب القهوة واسقط معظمها متصنعا

- اووه كدا ..ثم قام بخلع قميصه 

- خلي الشغالة تغسله بسرعة وهاتيه..جذبته وضحكاتها بالأرتفاع 

-هتبرد ياحبيبي لحظة وهرجع ادفيك، نظر لدخولها بإشمئزاز، استمع لطرقات على الباب، قام بإشعال تبغه

خرجت نورسين:

-مش سامع الباب، ممكن يكون الدليفري، وضع كفيه على عينيه ولم يعريها اهتمام، فتحت الباب وإذ بها تنصدم من تلك الواقفة، تنظر بالداخل تتمنى ما رأته يكون ماهو إلا كابوسًا، دفعتها ودلفت للداخل، وجدته يتسطح بهيئته التي ادمت قلبها، بلعت غصة مسننة أوقفت مجرى تنفسها متسائلة بصوت  متقطع ليه؟!..اعتدل ينظر بذهول إليها..لحظات مرت كالدهر وعيناها التي ازرفت عبراتها بغزارة وكأنها دفنت أحدهما  

تراجعت للخلف تتمنى ان يصيبها الله بالعمى وتصبح كفيفة ولا تراه بذاك الوضع 

شعرت بأن أقدامها تجمدت وكأن جسدها شل، فسقطت كمن تلقى ضربة موجعة هشمت جسدها بالكامل، وصرخة بآهة عالية خرجت من جوف حسرتها وهي تصرخ باسمه وتلكم الأرض 

-ليييييه، ليه تعمل فيا كدا 

اتجه بخطوات سلحفية يجثو أمامها 

-مش عارفة ليه..رفعت نظرها وتشوشت الرؤية أمامها تهز رأسها رافضة مافعله 

-علشان اخد منك أمير، إنت إمبارح عملتي تنازل كامل على كل حاجة ومنهم أمير، 

هنا انهار عالمها بالكامل، وشعرت بتوقف نبضها ، فكأن قلبها لم ينبض سوى نبضا يحرقها

انهمرت عبراتها متزجة بنزيف روحها واشتهت الموت بكل جوارحها في تلك اللحظة فاقشعر جسدها وشعرت بإرتعاشه كاملا وهي ترحب بتلك الغمامة السوداء وهي تهمس له 

-موتني معذبي ..ثم سقطت بين ذراعيه يتلقفها بلهفة قلبا متألم 

حاول السيطرة على نفسه، حملها بأيدي مرتعشة ناظرا للتي تقف تنظر إليها بنظرات تقيمية

-انت مش قولت هي متعرفش حاجة..رمقها بنظره نارية

-معرفش يمكن سمعتني بكلمك امبارح، وبعدين مش فارق معايا أهم حاجة اخدت ال عايزه، روحي هاتي حاجة وتعالي فوقيها انا مش طايق ابص في وشها..تحركت للداخل بينما هو نظر إليها بقلبا متألم ينبض بنيران محترقة، نهض مبتعدًا عنها ونيران تتسرب لجسده كادت أن تخرج حتى يشعل المكان وما به، خرجت نورسين بعد لحظات وجدته يقف بالنافذة وينفث سيجاره بشراسة حتى اختفى خلف دخانه، وكأنه ينتقم من نفسه..حاولت نورسين افاقتها، فتحت عيناها تحرك  حاجبيها بتثاقل هامسة بإسمه 

هنا فاق احتماله، حتى ضغط على الكوب الذي بيديه فتهشم بكفيه لينغرز زجاجه بكفيه، واستدار يطالع ملامحها المرتجفة.. بأعين مشوشة اعتدلت تنظر حولها، تذكرت ماصار، فاعتدلت سريعا

نهضت وحاولت لمام شتاتها، طالعته بنظرة أخيرة، تقابلت نظراتهما ود لو اقترب واحتضنها، ولكنه استدار يواليها ظهره حتى لا يضعف فداخله يحترق كمرجل جف مائه من كثرة الغليان حتى شعر بزهق روحه 

أطلقت تنهيدة مرتعشة من عمق ليلها الحالك وخطت فكانت كالزهرة التي تبعثرت وريقتها في مهب الريح، حاوطت خصلاتها وجهها حتى تعثرت وكادت أن تسقط كور قبضته وهو يراها بتلك الهيئة التي أشعلت نيران صدره، ود لو يحر.ق العالم وما به ..خرجت لسيارتها ولكنها توقفت تنظر حولها بضياع، لقد خسرت كل شيئا، ترى مالسبب 

نظرات ضائعة معذبة وقلب ينتفض مذ.بوحا بخنجر الخيانة 

تحركت بخطوات مبعثرة، تاركة سيارتها، سارت بين الأرصفة، لا تشعر بما حولها، فقط نيران صدرها، وأنين قلبها المتمز..ق 

بكت بشدة حتى ارتفعت شهقاتها، واهتز جسدها وتجمد جسدها ولم تشعر بساقيها التي توقفت تنهار بجسدها على الأرض ..توقفت سيارة بجوارها وترجلت منها متجهة إليها 

قومي تعالي معايا..رفعت نظرها بعيناها المغروقتين ولم تكن صورتها واضحة فتسائلت 

-إنتِ مين..اقتربت منها تتلفت حولها، ثم انحنت تساعدها على الوقوف وفتحت باب السيارة

-لازم نمشي من هنا فورا قدامنا عشر دقايق نكون في المطار لو عايزة تنتقمي منه، قالتها غنى وهي تحاول مساعدتها 

-انا شوفتك قبل كدا بس مش فاكرة..سحبتها غنى تنظر حولها حتى استقلت السيارة وأرسلت رسالة إلى راكان 

-الحمد لله ياآبيه ..جلس بعد خروجها وكأنه يجلس على نيران متقدة ينتظر رسالة غنى 

جلست بجواره نورسين 

-هتسبها كدا، مش المفروض تلحقها لتعمل حاجة في نفسها..نفث تبغه وكأنه لم يهتم بحديثها

-انا أخدت ال عايزه وبس، هي اكيد هترجع القاهرة عشان تاخد امير، بس أنا سبقتها بخطوة وماما سافرت بأمير مكان متعرفوش 

قامت بإشعال سيجارها ووضعت ساقًا فوق الأخرى 

-يتخاف منك ياراكي..اتجه بنظرات قاتمة يدقق النظر لداخل مقلتيه 

-طب خافي على نفسك، اصلي اولع فيكي..اقتربت وهي تنظر لعضلاته تتلمسها بوقاحة، فنهض كالذي لدغه ثعبان قائلا 

-هاتي القميص، بردت، الجو صعب ايه معندكيش إحساس 

ضربت قدمها بالأرض وتحركت     

-حاضر هجبلك القميص، تنهد وهو يقرأ الرسالة، ثم ارسلت صورة لها وهي تستند برأسها على نافذة السيارة 

حرك انامله يتحسس وجهها الباكي، أغلق الهاتف ووضعه على المنضدة يحاول السيطرة على نفسه حتى لايدخل لتلك الأفعى ويخنقها 

بالداخل أمسكت هاتفها 

-مقولتش ليه ليلى جاية على الشالية..ارتشف من كأسه الذي يوضع به ماحرم الله مردفًا 

-كنت عايزها تمسكه متلبس ياروحي..صرخت بوجهه 

-حمار ياامجد، دي جت واغمى عليها ومشيت، وطبعا هو هيمشي ومش هيبات ربنا ياخدك ياخي 

نظر إلى السيارة المصفوفة متسائلا 

-ليه هي ليلى خرجت..جحظت عيناها متسائلة 

-يعني انت مش اخدتها دلوقتي..دي خرجت من شوية، روح على شقتها وخلص المهمة قبل مايروح، أنا عارفة راكان هيمشي وراها انا شوفته كان مضايق، مهما يخبي بس حاسة انه هيموت ويلحقها

-ليه مش انتِ بتقولي هو عايز الولد بس 

ارجعت خصلاتها بعنف وصاحت غاضبة

-راكان محدش يعرف بيفكر في إيه مستحيل اسيب حاجة للظروف..اتصرف ياامجد 

خرجت وجدته يستمع للموسيقى ويتناول الفواكه وهو يتصفح هاتفه وابتسامة على وجهه .ضيقت عيناها مقتربة منه 

-راكان إنت مش هتمشي تلحق ليلى، رفع نظره إليها 

-هو مش انا قولتلك ال عايزه اخدته، ليلى معدتش تهمني..تعالي ياحبي شوفي قمصان النوم دي عجبتني..تحركت تجلس على ساقيه تضم وجهه 

-بجد ياراكان انت عايز الحاجات دي..رمقها بعينيه وتحدث من بين أسنانه 

-انزلي من على رجلي، اتجننتي من امتى وانت بتقعدي كدا..وكأنها لم تستمع له فدنت من شفتيه 

-راكان أنا بحبك، انت ليه بتبعدني كدا، إحنا هنتجوز خلاص بعد كام يوم..هب ناهضا مبتعدا 

-ومن إمتى وانتِ بتقربي مني كدا، لحد ماتكوني مراتي تحترمي حدودك، قالها بغضب حارق يحرق احشائه كاملا 

جذب قميصه وتحرك للشرفة يجلس بالبرد وكأنه يحتاج لتلك الصاعقة الباردة حتى تثلج روحه التي كالفوهة البركانية، وذهنه منشغلا بزوجته 

عند ليلى توقفت السيارة وهي مازالت تضع رأسها على النافذة لم تشعر بشيئا، تتذكر ما رأته، كيف لرجل ان يرسم الخداع بتلك الطريقة ..نظرت إليها غنى بنظرات متألمة على حالتها، فقاطعت شرودها 

-ليلى انزلي، لازم نسافر دلوقتي..اتجهت بنظرها إليها

-انتِ عايزة مني ايه، وليه وخداني، أنا مش هروح في حتة

اتجهت تفتح الباب امسكتها غنى 

- مفكرتيش إزاي وصلتلك، إنزلي ياليلى، جوزك عايز يطمن عليكي، 

-انا مش نازلة روحي قوليله مهما يعمل مش هسامحه، 

-حتى لو قولتلك هوديكي لأبنك، إحنا رايحين عند أمير.. انبثقت دمعة غادرة من طرفي عينيها فسقطت على وجنتيها مردفة بصوت متقطع 

-هو اخده مني، لازم ارجع عشان اخده قبل مايخده..أمسكت غنى هاتفها وفتحته متحدثة بالهاتف مع أحدهما 

-طنط ممكن تتكلمي مع ليلى، لأنها قلقانة على أمير.. أمسكت الهاتف بيد مرتعشة وهي ترى صورة أمير الذي يلعب أمام زينب فبكت بصوت مرتفع تضع كفيها على شفتيها 

-أمير ياحبيب ماما..تحدثت زينب 

-متخافيش على أمير ياليلى، إحنا في السعودية حبيبتي هنستنى للحج انا وميرو حبيبي، بس متعرفيش حد، واسمعي كلام جوزك هو خايف عليك..سقط الهاتف من يديها تنظر حولها بضياع قائلة 

-هو ايه ال بيحصل، أنا شوفته بيخوني.. سحبتها غنى متجهة لداخل المطار 

-دا هو هيفهموهولك المهم لازم نتحرك لحد ماتتقابلوا، وهو مش خانك ولا حاجة بدليل وجودي معاكي هنا، وتليفون طنط زينب، وطبعا الرسالة ال هو اصلا بعتهالك من تليفون أخته.. دا ال اقدر اقوله 

أمسكت هاتفها سريعا عندما تذكرت الرسالة، قامت الأتصال بسيلين 

-سيلين انتِ فين ..اجابتها سيلين 

-ليلى أنا آسفة على الكلام ال قولته، طمنيني على البيبي، وأخبار ابيه راكان ايه قوليله انا بحبه اوي ومكنش قصدي ازعله 

-سيلين تليفونك معاكي..رددت سيلين حديثها متسائلة 

-بتسألي على التليفون ليه؟! 

اجابتها بتريث

-انتِ بعتيلي رسالة النهاردة..هزت سيلين رأسها بالنفي

-لا ياليلى، بس سارة بنت عمي كانت بتعمل مكالمة منه..دقات عنيفة أصابت جسدها 

-يعني دا كان ملعوب عليا..سحبتها غنى 

-لو سمحتي لازم نمشي عشان الطيارة ..تحركت معها وعقلها يشغل بكل ماتذكرته تربط الأحداث وحديثه بالأمس..وضعت كفيها على بطنها

-ابوك بيعمل كدا ليه، عايز يوصل لأيه، مفكر كدا هسامحه 

❈-❈-❈

أطلقت تنهيدة مرتعشة من عمق الليل الحالك بها تهمس لنفسها 

-مهما كان ال بتخططله ياراكان مش هسامحك على ال عملته 

تعاقبت الأيام واحد يليه الآخر حتى فقدت مجيئه بعد حديثه لها بعدما وصلت إلى ألمانيا، غابت عنها حلاوة الأيام التي عاشتها بأيامها الأخيرة  

تسطحت على الفراش تضع كفيها على أحشائها تبكي بصمت عندما شعرت بإلاشتياق إليه 

تعشقه بجنون..تعصر عيناها، دلفت غنى وهي تحمل أمير

-حبيب مامي، إحنا جينا..اعتدلت سريعا، تضم ابنها وتقبل كل انش به وتبكي بشهقات 

-حبيب ماما وحشتني ياماما عامل ايه..كان يستند على باب الغرفة يطالعها بهدوء واشتياق، اشتياقه لها فاق الحدود، دقات عنيفة تدفعه إليها وسحقها حتى يفتت عظامها 

رفعت غنى نظراتها إليه، فتحركت للخارج 

-انا دلوقتي لازم ارجع القاهرة..ارتجف قلبها عندما شعرت بوجوده من رائحته التي غزت رئتيها..فاستدارت سريعا تنظر خلفها وجدته يستند على الجدار يعقد ذراعيه، اعتدل ينظر إلى غنى 

-شكرا مدام غنى، وآسف ازعجناكي معانا 

ابتسمت وهي توزع نظراتها عليهما 

-ابدا مش مستهلة شكر، بعد اذنكم لازم انزل عشان بيجاد تحت 

أومأ رأسه وظل بمكانه لا يعلم كيف صمد حتى استمع لإغلاق باب المنزل..اتجه إليها أخيرا يحاوطها بنظراته المشتاقه يدقق بتفاصيلها 

تحرك بخطوات متمهلة يشبع روحه بالنظر إليها

ارتجف جسدها حتى لم تشعر بأمير الذي نزل من فوق ساقيها يسرع إليه 

-بابا ..لم يشعر بأمير الذي أمسك بنطاله يرفع يديه حتى يحمله..أخيرا فاق على صوته فانحنى يحمله يطبع قبلة على وجنتيه وهو يراقب تلك التي انكمشت بجلوسها تضع كفيها على صدرها تهدأ نبضها..طبع قبلة وانزله ينادي على المربية التي بالخارج 

-خدي أمير اكليه وغيريله 

-تمام سيدي..قالتها وهي تسحبه متجهة للخارج..وصل إليها وجلس على عقبيه يضم وجهها يرسمها بقلبه قبل عينيه 

-حبيبتي عاملة ايه وحشتيني 

هزة عنيفة أصابت جسدها وترقرق الدموع بعيناها 

-ليه تعمل فيا كدا، مفكر لما تعمل كدا هسامحك..لكمته بصدره بقوة وبكت بنشيج 

-انا قلبي وجعني ياحضرة النايب، انت خدعتني، وكذبت عليا 

حاوطها بذراعيه 

-إشش اهدي ياليلى، كان لازم اعمل كدا، بطنك بدأت تبان وكان لازم ابعدك عنهم بطريقة محدش يشك فيها، اموت لو حصلك حاجة 

ناظرته بعينين هالكتين من فرط الألم 

-دا يديك الحق انك تخوني، لا خليهم يموتوني ارحملي من انك تخوني ياخاين 

لكمته تصرخ بجنون 

-انا بكرهك ياراكان وطلقني لازم تطلقني ياخاين يابتاع الستات، صرخت وصرخت وهو يضمها بقوة لأحضانه محاولا السيطرة عليها على حالتها التي نوبة من  الجنون 

-ليلى اهدي انا مخنتكيش، يعني هخونك وانا بقولك تعالي شوفيني 

دفعته بضعف لاتريد ان تبعده ولكن كيف تقترب بعدما الام روحها بتلك الأيام 

-انا بكرهك ومش عايزاك، ابعد عني ..احتضن وجهها هامسًا ببحته الرجولية 

-بتكرهي حبيبك ياليلى، قدرتي تكرهيني اليومين دول..كان توسله بعينيه واقع مختلف حتى هدأت من ثورتها الغاضبة، وهي تعلم أن البعد عنه موت لها..هزت رأسها تزيل عبراتها 

-مقدرتش اكرهك مقدرتش ياراكان، يارب اكرهك عشان انتقم منك..لم يدعها تكمل حديثها عندما سحب أنفاسها بالكامل، لدقائق معدودة يبث بها شوقه إليها، ولما لا والقبلة أبلغ من اي حديث يقال بين العاشقين 

تركها عندما أحس بفقدان تنفسها، يضمها أخيرا لصدره ليعود قلبه بالنبض، افترت شفتيه إبتسامة عندما شعر بها تدفن نفسها بأحضانه..تنهيدة عميقة خرجت وهو يهمس لها 

-بحبك يامجنونةومفيش ست تقدر تاخد ربع مكانتك، تردد صوته داخل قلبها يعصف بكيانها وعطره الحاضر، تلمست بأصابع مرتجفة وجنتيه تحسسها 

-قدرت توجعني ياراكان ..طاطأ رأسه بتأنيب ضمير قائلا 

-آسف حبيبي بس مكنش قدامي حل تاني، مكنش المفروض أقرب منك عشان اعرف أخد حقي ولو خايفة على جوزك فعلا وابنك عايزك تفضلي هنا لحد مااخلص ال بعمله 

-عارفة إنك مخنتنيش..ارتفعت ضحكاته يغمز لها 

- دا ايه الثقة دي كلها حبيبي 

وضعت جبينها فوق جبينه وهمست له

-دا عشق مش ثقة ياأبو كيان 

جحظت عيناه وهو ينظر لبطنها 

-عرفتي انك حامل في بنت..وضعت رأسها بصدره تلكمه بقوة 

-كان نفسي تكون معايا، بس شوف عملت ايه، حتة بنت حقيرة خلت راكان البنداري مش عارف يتصرف 

رفع ذقنها ينظر إليها عاجزا على الرد حتى لا يخفيها قائلا 

-اي حاجة بتتعلق بيكي بموت رعب، أنا فيه واحدة ماتت في حضني ياليلى، ومكنتش بحبها كدا، متخيلة المنظر، متخيلة ممكن يحصل ايه..هموت لو حصلك حاجة 

دفنت رأسها وهاتفته غاضبة 

-ولما تقرب منها كدا بتحميني ياحضرة وكيل النيابة 

تسلطت عيناه على شفتيه بعدما أخرجها من أحضانه، وهو لايعلم ماذا يفعل حتى يخرص تلك الشفاة التي أراد سحبها، من أين أتى بكل هذا البرود يستمع إلى سخافتها ولا يروي روحه الظمأنة من الاقتراب منها عزم أمره وهو يعلم ماذا ستفعل به، فحملها بين ذراعيه متجها لفراشهما وتحت بصوتا كالصقيع 

-بعدين احكيلك قصة على بابا والأربعين حرامي دا ..وضعها على الفراش يعانق عيناها 

-ليلى وحشتيني، بلاش توجعي قلبي بكلامك دا، لو قلبك مصدق اني خونتك قوليلي أمشي حالا وهمشي حالا 

انسدلت دمعاتها تجذب زر قميصه تلكمه بصدره 

-عجبك عضلاتك وانت مفتخر بيها قدامها، هو لازم الخيانة تكون سرير ياراكان، دي اكيد قربت ولمست حاجة تخصني.انحنى يوزع قبلاته بكل انش بوجهها 

-وحياة ليلى عندي وماقربت مني ولا خليتها تلمس حاجة ملك مولاتي، 

وصلتك رسالتي مش كدا 

تذكرت رسالته التي ارسلها بالأمس يكتبها بها 

قالت... لي ماذا بعد الحب

قلت ....لها العشق

قالت..... وما أكبر من العشق

قلت ....لها الامان أن نغضب ونثور وقد نتخاصم

ولكن كل منا يعلم أن كل هذا سينتهي ونظل هكذا مولاتي ..بحبك قالها وهو يرتقي بها لجنة نعيمه التي لا يشعر سوى بها ومعها 

بفيلا النمساوي 

ثارت وهي تدور كالمجنونة

يعني ايه مش لاقينها، عايزة اوصلها قبل ماراكان يوصلها، دا ابوها قدم بلاغ انه مش لاقيها

اتجهت والدتها إليها بنظراتها

-مايمكن راكان بيلعب عليكي 

هزت رأسها رافضة حديث امها 

-لا يامامي، راكان كان معايا واتصل بيها كام مرة وتليفونها مقفول، ودور عليها بعد ماابوها كلمه..قاطعها رنين هاتفها 

-أيوة ياامجد، عرفت حاجة 

-معرفتش غير انها ركبت في عربية تبع بيجاد المنشاوي 

٠

بعيادة يونس دلفت إليه إحدى السيدات للكشف، ترتدي نقابًا بجوارها فتاة بعقدها العشرون ..جلست الفتاة أمامه تتحدث 

فطالع المنتقبة 

-يعني هي الحامل ولا إنتِ، لم يكمل حديثه عندما رأى تلك التي ترفع نقابها وترفع سلاحها المكتوم تشير إليه 

-دا عشان ابن عمك أخد ابني بالغصب، لم يسعفه الوقت الا عندما اخترقت الرصاصة صدره 

بفيلا قاسم الشربيني 

بدأ يثور كالمجنون بعدما اتصل به مدير أعماله

-للأسف ياقاسم باشا، اسهمنا بقت في الارض، والكل بعت يسحب عروضه من عندنا..اغلق الهاتف وهو يصرخ..ولم يكمل حتى دلف احد الأشخاص 

-معرض السيارت ولع كله ياباشا، والخسارة فادحة.. 

أمسك الهاتف والقاه بالجدار يتهشم متناثرا ويصرخ 

-هموتك يايحيى ياكومي،  اتجه لهاتفه وقام الأتصال بأحد الرجال 

-عندك شخص عايزك تصفيه، هو في مشفى(   ) هبعتلك التفاصيل 

   

    


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة