رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 34 - 3 الأحد 5/11/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الرابع والثلاثون
تم النشر الأحد
5/11/2023
عند يونس
كان يجلس أمام السفير الذي أكد له تواصل راكان لأحد الأشخاص الذي علم بمكانها، فخرج ونيران صدره تود لو تخرج للعالم لتحوله رمادًا
استقل سيارته يضرب على المقود بصراخ
-ليه ياراكان بتعمل كدا ليه؟! ، أمسك هاتفه وقام بالرنين عليه..كان قد وصل لقصره ودلف للداخل بدخول نورسين التي ترجلت من سيارتها ترمق ليلى التي تحركت مبتعدة عنهما قائلة
-هشوف أمير واستناك بالمكتب، قالتها وتحركت سريعًا عندما فقدت السيطرة على دموعها، وضعت كفيها على صدره، فرؤيتها لتلك الرقطاء حقيقة موجعة تجعل قلبها ينزف ألمًا ويأن كوتر مقطوع..اقتربت نورسين تلقي نفسها بأحضانه
ولكنه ابتعد يضع كفيه قائلا:
-أنا في حالة لا تسمح بوجودك دلوقتي يانور، فلو سمحتي راعي شعوري
قطبت مابين حاجبيها وتسائلت:
-دا كله علشان نوح، مش نوح دا ال مبكلمكش وكان عايز يرفع قضية بفسخ الشراكة، وخلى أسهم الشركة تنزل، إزاي بعد دا كله تزعل عليه
وبعدين ايه الي جاب البت دي هنا
ضغط على ذراعها بقوة آلامتها قائلا بلهجة فظة
-مش اسمها بت، دي أم أمير، وجت بناءً على رغبة ماما، والي ماما تطلبه اجيبه تحت رجليها، متنسيش نفسك، مش علشان خطيبتي تتعدي حدودك، مدام ليلى هنا بناء على طلب زينب هانم اللي هي صاحبة القصر دا، حتى بعد جوازنا دا مش هيكون بيتك علشان تقولي مين يقعد ومين يمشي، تمام ياباشمهندسة
رفعت كفيها على زر قميصه وتغيرت كالحرباء قائلة
-آسفة حبيبي بغير عليك ياراكان، مش بعد كام يوم هتكون جوزي..انزل كفها متحركا للداخل بغضب يأكل عظامه كلما تذكر نظرات ليلى الحزينة، ودّ لو ضمها لأحضانه وطمأن روحها ..وصل يبحث عنها بعينيه، قابلته والدته تنظر بمقت لنورسين قائلة
-اهلا ياحبيبتي اتفضلي، ثم اتجهت بنظرها إلى راكان
-أخيرا يابني جيت، شوفت بقيت عامل إزاي.. تحرك لغرفة جده قائلا:
-ماما نوح مش مجرد صديق وبس، توقف واستدار ينظر لنورسين
-نسيت افهمك قوة العلاقة بينا لو عايزة تكملي معايا، حمزة، ونوح دول خطوط حمرا، اياكي ثم إياكي تحاولي تقربي منهم حتى لو بنظرة، أما بالنسبة ليونس فهو كفيل يرد
دلف للداخل وجد الممرضة تجلس بجواره، اتجه بنظره إليها
-اطلعي برة..ثم تحرك وجذب المقعد وجلس أمامه يطالعه بصمت، سحبًا نفسا وزفره يمسح على وجهه، رغم شعوره بالغضب ومقته منه، إلا أن حالته احزنته، وجد نظراته تدقق به فرسم إبتسامة قائلًا
-عامل ايه ياجدو، ظهرت طبقة من الدموع بعين توفيق محاولا الحديث ولكنه لم يقو..فاقترب راكان بجلس بجواره وتحدث
-تعرف مكرهتش حد ادك، بس في نفس الوقت متنمتش نومتك دي ابدا، وجعتني أوي فوق ماتتخيل، جبروتك من صغري واخدك ليا عشان تحرمني من ماما وتضغط عليها بجبروتك، معرفش دا كله ليه...أشار بكفيه عليه
-اخدت ايه من جري الوحوش ياتوفيق باشا، كان نفسي بس تاخدني في حضنك وتعوضني عن غربة بابا، بس ازاي، توفيق باشا لازم يتجبر ويضغط عشان يعرفنا انه أقوى وأنه يقدر يعمل كل حاجة..دلفت ليلى وهي تمسك بكف أمير، استدار بجسده وجدها تقف على باب الغرفة، فأشار بكفيه إليها
-تعالي حبيبتي، عارف انك خايفة اتهور واموته..تحركت بجسد مرتعش من حزنها على ماوصل إليه زوجها، حتى وصلت اليه، اسرع أمير إليه رفعه بين ذراعيه وطبع قبلة مطولة على جبينه
-عامل إيه ياحبيب بابي،
-انا حلو ..ابتسم وهو يرفعه بين ذراعيه مبتسمًا يشير لجده
-عارف مين دا..نظر أمير ولم يرد ..أشار على توفيق وتحدث
-دا جده الكبير، وبحمد ربنا إنك مطولتش آذاها..
-راكان ايه ال بتقوله دا .. قالتها ليلى وهي تأخذ أمير قائلة له
-روح عند نَانَا حبيبي..هرول أمير للخارج ، جذبها يجلسها بجواره ويحاوطها بذراعيه ينظر لتوفيق
-دي ليلى راكان البنداري، أظن كنت هتموت وتعرف مين صاحبة الرسالة "مولاتي" دفعت كام عشان تعرف ..رفع كفه يلمس وجنتيها مردفًا
-اهي ليلى هي مولاتي ياتوفيق باشا..توسعت أعين توفيق، فاطلق راكان ضحكات حتى ادمعت عيناه وهو يشير إليه
-مستغرب صح، ماهو الصراحة خفت منك اوي، أومأ برأسه قائلا:
-آه خوفت منك، بعترف بضعفي، ماانت قتلت مراتي في حضني في يوم فرحنا، خوفت عليها لتعمل فيها زي شمس، فاكر شمس ياتوفيق باشا، كان ذنبها ايه، انها وقفت وقالت عايزة حقي من الي حاولوا يغتصبوني، كان ذنبها انها اتحامت بحفيدك الي خلاها تاخد حقها من شوية انجاس مخلوقين عشان ينجسوا الأرض
كانت تطالعه مستغربة احاديثه مع جده، فاستدار إليها وخانته ذكرياته وارتسم الألم والحزن معًا على ملامحه
-مستغربة ليه، بعدين نتكلم، اتجه لجده قائلا
-بسببك خلتني اتعامل مع ناس آخرهم بس ارمي عليهم السلام، اقترب منه ينظر لمقلتيه
-مين الي قتل سليم، وعايز يموتني، مين ال قتل ابنك ومراته، أنا عارف انك حاولت تقتل زينة بس مش انت اللي قتلتها، عارف هخليك تموت بحصرتك كدا ونفسك تشوف سيلين وتحضنها، هحصرك عليها ياباشا
انسدلت دموع توفيق وشعر بإنسحاب أنفاسه وشحبت ملامحه، فجذبته ليلى
-قوم ياراكان كفاية بقى لو سمحت، شوف الجهاز نبضاته انخفضت
نهض وامسك كف ليلى قائلا
-انا معرفش ايه اللي جابني اصلا مش مستاهل اني احرق دمك، كفاية حالتك دي ..استمعوا لطرقات على باب الغرفة فابتعدت ليلى عنه، دلفت نورسين
-راكان ممكن ادخل اطمن على جدو..نظر إليها ثم اتجه إلى جده قائلا
-تعالي شوفي المتبقي منه يانورسين هانم، قالها وتحرك للخارج
تحركت ليلى خلفه تستدعي الممرضة
-مش تفارقيه خليكي جنبه، قالتها وهي تنظر لتوفيق بحزن يكسو ملامحها، عقدت نورسين ذراعيها أمام صدرها ورمقتها بجفاء قائلة
-اللي يشوفك وانتِ بتؤمري يقول صاحبة البيت، استدارت إليها ليلى واقتربت منها ونيران الغيرة تغزو قلبها، تناست كل شيئا وتذكرت قربها من زوجها، بل عاشق روحها فتحدثت
-أنا فعلا صاحبة البيت، متنسيش إني ام امير، غير توقفت عندما تذكرت تحذير راكان لها، ربتت نورسين على ذراعيها وتهكمت
-وطليقة صاحب البيت عرفتها ياروحي، بس أنا هكون مراته وأم ابنه ان شاءالله
استدارت متحركة سريعا حتى لاتفقد أعصابها وتلكمها تخرصها، وصلت لمائدة الطعام والحزن مرسوم على ملامحها الجميلة، وجذبت مقعد بغضب وجلست بجواره
-ايه ياليلى اهدي، شوية هتطيريني، طالعته بغضب غير متحكمة بنفسها، وهمست كالمعتوه
-ياريتك طرت بدل ماوجعلي قلبي كدا..استمعت زينب لهمسها فابتسمت رغمًا عنها، بينما هو اقترب يرمقها بنظرات استفاهمية فهمس بجوار أذنها
-ماتسمعيني حبيبي اللي بتقوليه عشان أرد..دفعته بقدمها
-بص قدامك ماما زينب بتبص علينا، غير العقربة عورسين بتاعتك جوا، لا تقفشنا ياحبيبي..قاطعهما حديث زينب
-ليلى قاعدة عندك ليه، نسيتي إنك اطلقتي يابنتي ولا ايه، قومي تعالي جنبي
اتجه بنظره لوالدته
-فيه إيه ياماما، عايزة تقوميها من مكانها ليه، أنا مش عبيط، بلاش تستخفي بذكائي
قطعت اللحم زينب بالسكين تنظر إليه
-خطيبتك جوا ياحضرة المستشار وطبعا هي عارفة انكم مطلقين، وأنا الصراحة مايرضنيش أرملة ابني حد يقول عليها كلمة بطالة..مش كدا ولا إيه
جز على ضروسه حتى اصدرت صوتًا قائلا
-متلعبيش معايا يازوزو عشان منتعبش بعض، ضيقت عيناها متصنعة الذهول
-ألعب هو انت لسة صغير للعب ياحضرة المستشار، وصلت نورسين وجذبت مقعد تجلس بجواره قائلة
-راكان مسألتش يعني عن الفستان، جبت فستان حلو أوي ياحبيبي وجبته معايا هتغدى واجيبه من العربية عشان تشوفه عليا
❈-❈-❈
-أومأ برأسه دون حديث، كانت نظراته على التي جلست بمقابلته تأكل بصمت، فتسائل حتى ترفع نظرها إليه
-فين أمير..أجابته والدته
-داليا طلعت بيه فوق هو عايز يلعب، وكمان سبح كتير النهاردة
اومأ برأسه وتحدث متسائلا
-انا كلمت مدرب السباحة ولغيت السباحة، لسة كمان شوية، لحد مايكمل تلات سنين..
لم تعريه إهتمام ظلت انظارها لصحنها تأكل بصمت، تحدثت زينب تنظر إلى نورسين
-يارب الفستان يكون زي بتاع ليلى، عايزة أقولك ماشفتش بجماله ..استدارت لليلى
-هو فين صحيح ياليلى، يمكن يعجب نورسين وتاخده تحضر بيه فرحها
منعت ليلى إبتسامة عندما علمت بما تنويه زينب فأجابتها
-فوق ياماما، رفعت نظرها إلى نورسين وتحدثت
-بس مش هينفع عورسين، سوري قصدي نورسين، أصله محترم، رفعت سبابتها أمامها
-مش قصدي إنك مش محترمة، قصدي انه بتاع محجبات، وانتِ ماشاء الله فاتحها على البحري
كتم راكان ابتسامته وأكمل طعامه وترك الحرب بينهما، قطته شرسة بطعم نيران الغيرة، ولكنه رفع نظره إلى ليلى عندما أردفت زينب
-طبعا ياليلى هو راكان كان ممكن يجبلك حاجة مفتوحة لا سمح الله..همست ونظراتها تعلقت به..كانت مشدوهة لما تسمعه ملجمة اللسان للحظات حتى تعلقت عيناهما ببعض فتحدثت:
-هو راكان ال جاب فستان فرحي..طالعها بنظرات حزينة تحمل بصدره من الغصص مايكفي لأنقطاع حبل وريده بتلك الفترة المؤذية لروحه ، استمع لها وهي تردف بهمسها الحزين
-مكنتش أعرف، شكرا فعلا الفستان كان حلو
استمع لرنين هاتفه، فنهض دون تكملة اكله وتحرك للخارج، هنا تحدثت غاضبة
-مش هتكمل اكلك ولا تروح تشرب سجاير من غير أكل، لكزتها زينب عندما رفعت نورسين حاجبها بسخرية
-وانتِ مضايقة ليه، نهضت من مكانها وارتبكت أمامها
-مبحبش اشوف اي حد بيدمر صحته واقف اتفرج عليه، قالتها وهي ترمقه بنظرات حزينة وتحركت سريعا..أطبق على جفنيه مكور قبضته بغضب كاد ان يمزق أوردته قائلا
-ماما خلي نعيمة تجبلي القهوة برة..تحرك للخارج يرد على يونس
-انت فين مبتردش عليا ليه..صرخ يونس به
-مين يعقوب المنسي دا ياابن عمي، مراتي في بيت راجل غريب بتعمل ايه..توقف يمسح على خصلاته محاولًا سحب نفسًا قائلًا
-يونس اهدى بلاش تهور، دا واحد سيلين عملت مشكلة معاه من فترة فحب يلعب معانا شوية..قاطعه صارخًا
-اخرص ياراكان مش عايز أسمع صوتك، والحيوانة التانية هعرف ادبها بس اوصلها، قالها وأغلق هاتفه
توجه للداخل سريعا وهو يتحدث مع أحدهما
-عايز طيارة لنوريورك بعد تلات ساعات بالكتير، استمعت زينب إليه فهبت متجه له
-ايه اللي حصل يابني..توقف على أولى درجات السلم ناظرا إليها، ثم توجه لنورسين قائلا
-آسف يانور لازم اسافر امريكا حالا، يونس سافر لسيلين واتجنن عليها، لازم أسافر دا مجنون وممكن يعمل فيها حاجة
اقتربت منه
-خلاص ياحبيبي نو بروبلم "مفيش مشكلة"
قبل جبين زينب التي وقفت بأعين تائهة قائلة
-يونس مستحيل يأذيها صح ياراكان
-متخافيش ياماما، لازم اطلع اجهز عشان متأخرش، قدامي نص ساعة واكون في المطار..
أمسكت ذراعيه قائلة
-استنى أوصلك للمطار، هز رأسه رافضا
-لا روحي انتِ، أنا هعدي على نوح قبل السفر، قالها