-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 34 -4 الأحد 5/11/2023

 

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الرابع والثلاثون


للعودة للصفحة السابقة


تم النشر الأحد

5/11/2023


وصعد للأعلى سريعا..دلف غرفته يبحث عنها، استمع لصوت رذاذ المياه، فتحرك للمرحاض بعدما أغلق باب الغرفة، فتح باب المرحاض بهدوء وجدها ترتدي مأزرها، اقترب بهدوء يضع كفيه على رباطه هامسا بجوار اذنها 

-يعني تغريني في المستشفى ودلوقتي تسبقيني 

حاولت رسم إبتسامة على وجهها قائلة 

-حسيت اني تعبانة وعايزة أنام فقولت أخد شاور قبل مااكسل، نظرت لمقلتيه قائلة 

-معرفش أن عورسين هتسيبك ببساطة كدا تطلع، قبل ماتشوف فستان جنازتها ان شاءالله 

ابتسم من نيران غيرتها ولمس وجنتيها 

-مولاتي غيرانة وبطلع نار، رفعت مقلتيها المغروقتين بالدموع

-دا مش غيرة أد ماهو وجع، مكنتش اتوقع انك تسبها وتجيلي 


جذبها يضع رأسه بعنقها بأنفاسه الحارة، يستنشق رائحتها قائلا

-أنا اسيب الدنيا كلها علشانك،" ليلى".. ولا نورسين ولاغيرها 

شهقة خفيضة باسمه خرجت من رئتيها خفيضة ولكنها مسموعة تحمل مدى اشتياقها له 

رفع رأسه عندما شعر بارتجافها ودقات قلبها المرتفعة، ناهيك عن هبوط وارتفاع صدرها أمامه بأنفاسها المتسارعة، احتضن وجهها وتلاقت اعينهما بنظرة تعانق فيهما نبض قلبيهما المرتفع فهمس أمام شفتيها 

-آسف، آسف، ظل يكررها من بين نثرات عشقه على شفتيها ووجها، حتى انسدلت عبراتها بغزارة، تبادله ذاك الشعور الذي جعلها كملكة متوجة على قلبه، حينما رفعها بين ذراعيه يخرج بها ومازال عشقهما متواصل، ولم يفصلهما سوى أخذ انفاسهما، ليذوبا بملحمة عشقا لكليهما، ب عزفهما المتواصل المنفرد بهما لا يستمع إليه سواهما فقط، هي تعزف بكلماتها العاشقة، وهو يعزف بقبلاته المسكرة لروحيهما إلى أن أخذها لجنة عشقه، متناسيا كل مايدور حولهما، حتى اصدرت روحيهما الحانا لجمال اللقاء 

بعد فترة توسطت صدره متسائلة 

-مين شمس دي ياراكان، هو انت فعلا اتجوزت خمس مرات، كان يفتح عيناها بتثاقل بسبب شدة تعبه فهمس لها 

-شمس دي كانت مراتي من حوالي خمس سنين، اعتدلت تتكأ على ذراعيها 

-وجدك فعلا قتلها..هنا اعتدل وامسك هاتفه الذي أعلن رنينه وقام بالرد 

-أيوة.. يعني ايه مفيش طيارة قبل خمسة الصبح..طيب خلاص، زفر مختنق وأجابه 

-خلاص اجهز علشان هتسافر معايا، تراجع بجسده وأشعل سيجاره يجذبها لتصبح بأحضانه 

-عايزة تعرفي ايه..ضيقت عيناها تشير للهاتف

-انت مسافر، وياترى كنت هتقولي وانت ماشي ولا إيه 

زفر مختنقًا ورفع ذقنها

-يونس عرف مكان سيلين، حطي يونس مع سيلين والشخص الغريب اللي معرفهوش دا، أنا بعت اسمه لجواد الألفي وبيقولي هشوفه بس جاسر مش موجود، مسافر السعودية 

فلازم اسافر واشوف عمو رميو دا كمان، هزت رأسها غاضبة 

-وكنت هتقولي إمتى إن شاءالله..اطلق ضحكة رجولية جذابة وهو يحتضن وجهها 

-نفسي يعدي ساعة واحدة بس بشخصية ليلى الهادية المسالمة، إنما انتِ ماشاء الله صاروخ أرض جو..وضعت رأسها بأحضانه تلكمه 

-رخم على فكرة..طبع قبلة على جبينها 

-بس بيعشقك مولاتي..تشابكت بكفيه متسائلة 

-ايه حكاية مولاتي دي صحيح تقصد إيه بيها لجدك

مسد على خصلاتها قائلا 

-فاكرة البوكس اللي سبتهولك قبل ماأسافر..دا معايا من سنتين، حتى الخاتم والعقد، طبعا توفيق عرف، فكان بيدور ورايا عشان يعرف انتِ مين، متوقعش إنك ابدا 

رمشت بأهدابها قائلة:

-بحبك أوي أوى، ضمها لأحضانه بقوة 

-مش أكتر مني، عايزة تعرفي مين شمس، اولا انا اتجوزت مرتين شرعي، اول مرة بعد مااتعينت بالنيابة، اتعرفت على محامية كويسة، واتجوزتها بس للأسف كان نفسها تجيب اولاد وانا رفضت فافترقنا بهدوء ودي كان بعد موت شمس بحوالي سنة تقريبا..رفعت عيناها فتلاقت بعيناه القريبة 

-وشمس ايه حكايتها حبيبة برضو، زي حلا 

زفر بقوة وهو يهز رأسه بالرفض 

-لا مش حب، بس كان حماية، دي بنت شوفتها صدفة واحنا راجعين من فرح باسكندرية، وشوفنا كلاب سعرانة بيحاولوا يغتصبوها، دافعنا عنها طبعا، عارفة مين كان من الشباب دول ..ضيقت عيناها منتظرة اجابته 

-أمجد الشربيني، وابن عمه وواحد زميل له، مش فاكر اسمه 

اعتدلت تنتظر التكملة

-ضربوني في بطني وقتها بآلة حادة، وقعدت يومين بالمستشفى، بعد ماعملنا بلاغ، طبعا جدي اتجنن عشان هو وقاسم الشربيني كانوا صحاب جدا، وحاولوا اتنازل عن القضية، بس أنا رفضت يعملوا ايه وانا في المستشفى، يروحوا يسجنوا البنت ويعملوا قضية دعارة ليها وبلاوي كتيرة، أنا لما عرفت روحت القسم 

تذكر ذاك اليوم ..فلاش 

وقفت أمام الضابط بجسدًا منتفضًا وعبراتها تنسدل على وجنتيها، وهو يجلس ينفث دخان تبغه قائلا

-اه يعني عايزة تفهميني ان أصحاب النفوز دول هيبصوا لواحدة ذيك ..حاولت الحديث والدفاع عن نفسها ولكنها توقفت عندما دلف بهيبته متوجهًا بنظرة حانية بإتجاهها.. شعرت بالإطمئنان من مجرد وجوده فقط 

نهض الضابط مندفعا

-انت مين وازاي تدخل كدا من غير إذن، انت يابني، صاح الضابط على العسكري بغضب

جلس يضع ساقا فوق الأخرى وأشعل تبغه وهو يرمق الضابط بنظرات إحتقارية 

-راكان البنداري، أو نمشيها المستشار راكان البنداري جوز المدام اللي قدرت تاخدها من بيتي بلبس البيت ونزلت بيها وكأنها متهمة وليست المعتدي عليها  

نهض يرمقه بنظرات نارية 

-الواحد لازم يحترم القسم اللي اقسمه على مهنته، مش شوية رتب تقدر تغير ضميرك المهني ياحضرة الظابط، وعشان كدا لازم تتعاقب عشان وقت ماتفكر إنك تأذي حد، تفتكر هتتعاقب 

ودلوقتي اعتذر من مراتي، وزي ماأخدتها من بيتها، هترجعها معززة مكرمة، وتعتذر منها كمان..قالها واتجه يحاوطها بذراعيه 

-هترجعي حالا مع حضرة الظابط، وأنا هخلص شوية شغل وراجعلك لازم الكل يتحاسب، عشان بعد كدا مش كل واحد يستغل منصبه 

خرج من شروده ينظر إليها 

-كان لازم اتجوزها وقتها عشان احميها، طبعا بعد ماأتأكد من هويتي رجع بيها، وأنا تاني يوم كتبت كتابي عليها، خوفت يعملوا فيها حاجة، مكنتش أعرف الرحمة انتزعت من قلوبهم لدرجة انهم يقتلوها وهي في حضني، معرفتش وقتها دا كان تهديد ليا ولا ليها 

أطبق على جفنيه متألما 

-كانت صدمة كبيرة عليا لدرجة فضلت يومين مش قادر استوعب اللي حصل، قتلوا روح عشان وقفت في المحكمة وقالت عايزة حقي، لازم يتعدموا عشان يكونوا عبرة، ابتسم من بين أحزانه واتجه بنظره إليها 

-تعرفي جدي أخد صدمتي على ايه، انها بنت مش كويسة واتقتلت من عشيقها ولما عرف انها اتجوزت، اصلي نسيت اقولك انهم خدرونا، حطولنا منوم في الأكل، وقال ايه الفندق بيحتفل بالعروسين..كور قبضته وتحولت عيناه لجمرتين وكأن هذا الحدث بالأمس فانسدلت عبرة غادرة من طرف عينيه مسحها بكفه سريعا 

-البنت ماتت بسببي لولا وقفت وقولتلها لازم تاخدي حقك مكنوش عملوا كدا، فضلت سنة من محكمة لمحكمة عشان يتحكملها بالقضية، ولولا تدخل البعض من معارفي كانوا موتوا القضية، وضع رأسه بعنق ليلى وأكمل 

-غدروا بينا بعد ماجه الشربيني بابنه يعتذر منها، وهي العبيطة راحت مسامحه وقالت هتنازل مقدرتش اقولها حاجة، أصلها كانت طيبة اوي ياليلى، وضعيفه هشة، بس جميلة، جذبتني برائتها بشكل ملفت، آه محبتهاش اوي بس كنت بستمتع بالكلام معاها، رقتها كانت زي الطفلة، جت لي في يوم   قالتلي عايزة ابدأ حياة كويسة، بكرة يكون  عندي اولاد، مش عايزاهم يعرفوا حاجة،وشكرتني وقالتلي مش مضطر تتجوزني خلاص القضية انتهت، بس أنا رفضت واتمسكت بيها، يمكن علشان نوعيتها ماقبلتنيش، كنت بحسها طفلة هي كانت لسة في كلية فنون جميلة، مش هخبي وأقولك ماجذبتنيش، لا هي جذبتني جدا، كنت بحسب الوقت علشان اشوفها وأقعد ابصلها وهي بتحكيلي عن يومها في الجامعة، كان بينا سبع سنين ..بس لما جت وقالت هتنازل  

وافقتها وقولت كفاية فضحيتهم في مصر كلها، وخسراتهم، طبعا كل الشركات انسحبت ومحدش بدأ يتعامل معاهم، كنت مفكر اني أذتهم، معرفش انهم بيخططوا لدمار أكبر من دا تلات شهور واتجوزنا وليلة  الفرح قتلوها بدم بارد..تذكر تلك الليلة


استيقظ صباحًا من نومه، تذكر ليلته الأولى مع زوجته الجميلة ابتسم يرفع خصلاتها من فوق وجهها قائلا 

-شمس حبيبتي قومي إحنا بقينا الضهر..ظل يحادثها وضع كفيه على وجنتها يلامسها، ولكن جحظت عيناه وهو يرى شحوب ملامح وجهها وتشنج جسدها الذي انتقلت روحه لعالم بارئها 

صرخ باسمها يضمها لأحضانه وهو يهز رأسه رافضا مايراه، علمت إدارة الفندق، ووصل نوح ويونس وحمزة، بعد اتصال أمن الشرطة بحمزة عندما فقد راكان الحديث 

جلس حمزة بجواره يربت على كتفه

-راكان وحد الله دا عمرها، كأنه لم يستمع اليه، ينظر لذاك الفراش الذي كان منذ ساعات يضج بضحكاتها وعفويتها، جميلة وبريئة كالأطفال..إطبق على جفنيه وانسدلت عبراته رغما عنه، لقد بكى ذلك الحجر الذي لم يبك من قبل، حتى بعد ترك حلا له، لم يشعر بذاك القهر، رأى المسعفون يحملونها..فنهض متحركا يجذبها منهما 

-واخدينها فين، مش لم أعرف مين اللي عمل كدا، مراتي أنا اللي هعرف أخد حقها، اتجه بنظره للطبيب 

-مش هتتشرح، محدش له دعوة بيها، حاوطه نوح بذراعيه 

-راكان اهدى مينفعش كدا، لازم تقوى عشان تعرف مين اللي عمل كدا..نظر للطبيب 

-تحليل الدم كان فيه مواد مخدرة صح، ماتنطق ساكت ليه..نظر الطبيب للأسفل بأسى 

دفع نوح وصاح غاضبا 

-ياولاد الكلب..والله ماهسيبكم

❈-❈-❈

خرج من ذكرياته الأليمة واعتدل ينظر إليها

-فضلت وراهم، لحد ماحبست الشربيني الكلب هو ابن اخوه، أمجد طبعا سافر امريكا بعد ماشمس اتنازلت عن القضية، فمكنش له يد في موتها، بس كالعادة خرجوا بعد سنتين بعد ماواحد شال القضية، وراح اعترف وقال زي ماحفظوه انها كانت عشيقته ..تنهد بوجع وتسطح على الفراش قائلا

-دي حكاية شمس، اللي يعتبر مااتجوزتش بعدها، أما موضوع الجوازت اللي كان بيسمعها  يونس كان بيقول كدا لماما زينب عشان يضغط عليا بيها فاتجوز تاني، فضلت حوالي تلات سنين لحد ماااتقابلنا في قضية باباكي، ورجع أمجد قدامي تاني، وعرفت انه كان بيطاردك

وعرفت انك مسحتي بكرامته الجامعة كلها 

حاوطته بذراعيها وتحدثت

-أمجد كان أكبر مني بتلات سنين في الكلية، معرفش ازاي كان معيد، المهم كان بيخنقني بنظراته حتى الكل لاحظ، جه في يوم خلاني مروحة ووقف قدامي بالعربية، طبعا انا لميت عليه الشارع، والناس اتلموا وبعدها مشي، تاني يوم بالجامعة لقيته عاملي استقبال وخاتم خطوبة وشغل الأفلام القديمة دي، ووقف قدامي وورود وقالي 

-ليلى بحبك، تقبلي تتجوزيني، طبعا انا اتحرجت جدا، وبسيت لكل اللي حواليا والكل بيصقف ويقولي وافقي، رغم كدا قولتله أنا آسفة ومشيت، طبعا هو كان مغرور وازاي أقف واقوله لا، اتجنن ومسكني 

-انتِ اتجننتي إزاي ترفضيني، محستش بنفسي الا وانا بضربه بالقلم على وشه، مكنتش أعرف أن بابا شغال في شركة باباه، وبعد كدا اتجنن وبدأ يضايقني كتير، كنت في آخر سنة وارتحت منه معرفش قعد سنة فين ورجع تاني يقطع طريقي ويهددني، فضل يخنق فيا لحد مارحت أنا وأسما مع نوح وعملنا قضية 

واختفى كمان فترة لحد ماخلصت الرسالة بتاعتي ونسيته تماما، وقولت خاف فجأة لقيت قضية بابا والباقي انت عارفه.. 

طوقها بين أحضانه يعتصرها ورغم نيرانه المستعيرة ابتسم بغموض قائلا:


-المفروض اشكره، عارفة لو معملش كدا مكناش اتقابلنا، وضعت رأسها بصدره تتمسح به كقطة أليفة 

-مش قادرة أوصفلك سعادتي دلوقتي ازاي، طبع قبلة بجانب ثغرها 

-مش محتاجة توصفي علشان أنا حاسس بكل حاجة حلوة منك، فبتالي ارواحنا سعيدة، وضع جبينه فوق جبينها هامسا بصوته الدافئ

-ليلى أنا بعشقك، وبدل وصلتني لكدا اعرفي انك كسرتي كل الحواجز، بخاف عليكي من الهوا، لو طايل احطك جوا قلبي واقفل عليكي مش هتأخر، لامس وجنتيها وأكمل 

-بقولك كدا عشان تثقي في حبي، أنا اتجوزت قبلك اه، بس عمري مااتمنيت عيال من غيرك، ولا اتمنيت أم لأولادي غيرك إنت، بغير عليكي بجنون، فبلاش تدخلي من حتة الغيرة دي علشان وقتها مش هرحمك، اللي عملتيه انتِ ونوح أنا مش ناسيه، بس لولا عارف ومتأكد ان كرامتك وقتها ال خلتك تعملي كدا مكنتش رحمتك، أنا مبحبش لوي الدراع 

-انت إزاي اتجوزت حلا ياراكان بعد اللي عملته فيك، كنت متجوزها علشان تضايقني مش كدا 

تسطح على الفراش يجذبها لأحضانه 

-اتجوزتها علشان تجبلي ورق مهم من عند جدي، جدي علشان يبعد حلا عني، خطف اخوها وكمان جوّزها ابن شريكه وشوية فلوس، هي طبعا حبت الفلوس أكتر مني، وكمان بحمد ربنا ..انسي، اتجوزتها علشان كدا بس 

ارتعشت شفتيها عندما أدار وجه لها 

-أنا اتجوزتها وقعدت معاها ليلة واحدة بس، ودا بناءً على اتفاق..دفنت رأسها بصدره

-بت معاها يوم فرحنا مش كدا، حبيت تدوس على قلبك فقولت أعيش واعمل اللي بتعمليه 

اعتدل سريعا يجذبها بقوة وتحول كليا

-ليلى إنتِ حامل، متخلنيش أغضب عليكي لو سمحتِ، يوم فرحك كنت في مزرعة نوح، مكنتش مع حلا، وبلاش تجبيلي سيرة الزفت الفرح دا، أنا بحاول انسى ..قالها واتجه للمرحاض بغضب ..جلست تنظر لذهابه بعيونا متحجرة 

-مستحيل هننسى وجعنا من بعض ياراكان، مهما حاولنا نرسم إننا نسينا، هفضل عندك اللي ضحت بيك واتجوزت اخوك، وهتفضل عندي الراجل اللي دفني معاه ..اتكأت بظهرها على الفراش تنظر لمكانه الذي برد بعد مغادرته، سحبت مأزرها وارتدته متجهة إليه، دلفت المرحاض وجدته يقوم بحلق ذقنه..تقابلت نظراتهما بالمرآة 

-عايزة حاجة، اوعي تكوني عاملة مفاجأة وجاية علشان تقوليلي إنك ناوية تحميني، ابتسمت واقتربت منه تحاوطه من الخلف

-ليه لأ..مش إنت جوزي، استدارت تقف أمامه، تنظر لمقلتيه 

-آسفة، سامحني، عايزة أقولك أنا كل يوم بكون خايفة ان واحدة تدخلي بعيل وتقولي دا ابنك.. رفعها بذراع وأجلسها أمامه على المقعد المرتفع أمام المرآة 

-لا متخافيش وتأكدي مش هيحصل، لأني مش أهبل ولا عبيط..قطبت جبيناها 

-دا إيه الغرور دا كله..أمسك مكينة الحلاقة متنهدًا 

-دي ثقة مش غرور مولاتي ..ازاي بس، وضع أصبعه على شفتيها وأشار بماكينة الحلاقة 

-احلقيلي وبلاش هبل الستات العبيطة دا، متخلنيش استغباكي أكتر من كدا...رفعت حاجبها بسخرية وتحدثت 

-ليه ياحبيبي ايه الغباء في كدا، ماهو مش معقول كنتوا بتحكوا حواديت طول الليل، أطلق ضحكة صاخبة يغمز بعينيه 

-مابلاش أقولك كنا بنعمل ايه، أصلك تزعلي 

نزلت بغضب من فوق المقعد تدفعه بقوة حتى كاد أن يسقط

-وادي ضريبة ال تحب راجل فلاتي بتاع ستات

جذبها وهو مازال يضحك قائلا من بين ضحكاته 

-تعالي ياهبلة، مش إنتِ ال سألتي، وبجاوبك أهو..دققت النظر بعيناه وأردفت بتقطع 

-راكان لو سمحت متوجعليش قلبي، مش هتحمل، اقتربت تضع كفيها على صدره وتعمقت بالنظر بعيناه قائلة 

-أقولك حاجة معرفش هتصدق ولا لا،  بس دي الحقيقة، أنا لما بشوف أمير بزعل من نفسي أوي انه مش ابنك، قلبي بيوجعني، علشان بسوء الفهم وصل بينا الحال لفين، ابتلعت ريقها بصعوبة 

-حبي ليك خلاني فكرت في ايه، 

آهه خرجت من صدره محملة بنيران الألم الذي اشعلت قلبه 

-دا عقاب زي ماقولتلك قبل كدا، وكان لازم ندفعه، يمكن أنا غلطت كتير فربنا عاقبني بأكتر حاجة اتمنتها، انسي ياليلى، أنا بحاول أنسى، وافتكري حاجة واحدة 

-أنا وانتِ مع بعض وإنتِ حامل في ابني ودا عندي أهم حاجة حبيبي، إنك ملكي وبس، وياله عايز حبيبي يحلقلي..قالها وهو يرفعها مرة أخرى على المقعد،  قهقهت وهي تهز ساقيها بالهواء 

-شكلك عايز تتشلفط النهاردة..حاوطها بذراعيه ينظر لعيناها الساحرة 

-وماله لو من ايدك موافق، المهم أي أثر منك..حاوطت عنقه 

-لا ..حضرة المستشار عايز يتشوه بجد ..تعلقت عيناه بعيناها قائلا 

-حضرة المستشار عايز أثر للمسات مراته، عايز أكد للدنيا كلها ان عشقي تخطى بمراحل الحب 

لامست خاصتيه هامسة 

-وأنا بعشقك ياحبيب ليلى، ونفسي مانبعدش عن بعض ابدا..ابتلع باقي كلماتها بقبلة شغوفة أشعلت نيران عشقهما ولم يفصلها سوى احتياجهما للهواء..ابتعدت تلتقط أنفاسها بصعوبة 

-في مرة هموت منك بجد...ابتسم وألتمعت عيناه بعدما رأى تورم شفتيها: 

-بعد الشر ياحبيبي،  حملها متجها للبانيو 

-تعالي استجمي شوية بالميه السخنة لحد مااحلق علشان اساعدك، مش ضامن نفسي ..قهقهت بصوتها الأنثوي فتحرك سريعا من أمامها 

-والله لولا إنك حامل كنت عرفت اسكتك ازاي      

عند نورسين جلست أمام والدها والشربيني تدخن بشراسة وهي تتحدث بصراخ 

-بقولك رجعها البيت يابابا ونظراتها له مش مريحاني..تراجع الشربيني بجسده على المقعد وأشار عليها 

-بسببك إنتِ سبناه عايش، كنا زمنا ارتحنا منه، استدار للنمساوي متسائلا 

-البت الممرضة بتعمل شغلها كويس مع توفيق ولا تغرقنا 

اومأ برأسه وهو يرتشف من كأسه قائلا

-توفيق كدا مع السلامة، ابتسم بسخرية وأكمل

-والله هيوحشني صراخه كل شوية اللي يقرب من حفيدي هموته و، و، قهقه الشربيني 

-أهو خلي حفيده ينفعه..نهضت نورسين متأففة بضيق :

-هو طول عمره بوق وخلاص وحضرتك يابابي عارف، فاكر لما قالي خلال شهر هتكوني مرات حفيدي، عدى خمس سنين وانا زي ماأنا 

اتجه قاسم الشربيني بجسده يتفحصها بنظراته -معرفش عجبك فيه يانور، دا غير انه نسونجي، يابنتي ماانتي عايشة حياتك مع أمجد وخلاص وفكك من ابن البنداري، هو خلاص كدا كدا ميت 

تحركت حتى وصلت إليه ثم أمالت بجسدها وتحدثت بفحيح

-غلطان ياعمو، الل بيني وبين راكان كبير اوي، لازم ارد اعتباري الأول قدام الكل، كفاية كلمة الل اسمها ليلى دي وهي بتقولي 

-ماانتِ مرمية قدامه طول السنين دي كلها اشمعنى عايز يتجوزك دلوقتي، ممكن يكون عايز يغيظ حد فملاقش ارخص منك 

جزت على أسنانها وثورة حارقة اندلعت بجسدها وهي تتحدث بغضب حتى اشتعل وجهها 

-دا رفضني اهاني، تعرف يعني ايه، انا مستحيل انسى دا كله واعديه، لا مفكرني غبية ومعرفتش علاقاته بست الحسن والجمال أرملة اخوه 

دارت بجسدها تجذب خصلاتها وقالت بنبرة خبيثة 

-وحياة ربنا لادفعه اهانتي غالي قدام صحابي، ورفع ايده عليا كويس، مبقاش نورسين النمساوي ال مضربت عصفورين بحجر، تفتكر سلمى هتكون اشطر مني، لازم احصرها ، واذلها كمان، مش عايزة حد يقرب منه من غير مااخد حقي، ومش بس كدا ولازم احمل منه كمان، قالتها وتحركت للخارج سريعا 

طالع الشربيني والدها قائلا

-نور هضيع ال بنعمله يانمساوي، شكلها بتحبه فعلا..اومأ برأسه ونهض متحركًا يجلس بمقابلته

-هي بتحبه الغبية، بس سيبك هتزعل عليه شوية وخلاص، المهم لازم نطلع أمجد من السجن قبل مانتخلص من راكان 

هز الشربيني رأسه بالرفض 

-لا أمجد مش هطلعه قبل مانخلص من راكان عشان ميتهمش بقتله، بس انت اتواصل مع بيتر خليه يبعتلنا ال يخلصنا منه في أقرب وقت بدل ال هنا فاشلة 

تناول هاتفه الذي أعلن رنينه 

-اهلا اهلا بالبحري باشا..على الجانب الآخر 

-شكرا ياشربيني باشا، حبيت اشكرك بنفسي على ال عملته في ابن الكومي 

نهض متجها للنافذة ينظر بالخارج 

-بس يحيى الكومي لو عرف هيكون اخرتنا واخرتك معانا، فياريت تفهم الباشمهندسة خطورة الوضع ..قالها وأغلق الهاتف متجها للنمساوي الذي غضب 

-غلطت ياقاسم، قربك من ابن الكومي هتخلي العين علينا، مالك انت ومال ابن الكومي، انت متعرفش يحيى دا نابه ازرق اد ايه 

قهقه قاسم وتحدث بصوته الغليظ

-شكل الأخبار الجديدة مش عندك ولا إيه.. ضيق عيناه متسائلا 

-تقصد ايه، أشعل سيجاره ينفثه بالهواء قائلا 

-فيه دعوة مرفوعة من بنت البحيري بتتهم فيها ابن البنداري بمحاولة قتل صديق عمره ياحرام، وكمان فيه شهود على كدا، غير الكاميرات ال مالية الشركة، وكمان القضية ال كان ناوي نوح يرفعها ضده علشان يفض الشراكة  

توسعت أعين النمساوي 

-يابن الايه، دا كدا انت ولعت الدنيا، ومش بس كدا وقعت العيلتين في بعض..نفث سيجاره وأكمل تحب تسمع التقيلة 

-البنت ال قالوا انها بنت محمود البنداري دلوقتي محبوسة مع اكبر عدو لينا، فاكرة ابن المنسي، يعقوب المنسي بتاع اسكندرية، ال بيدور على ال قتلوا ابوه 

هب فزعا يقف أمامه 

-وايه ال وصلها لابن المنسي، ليكون جواد الألفي وصله..هز رأسه رافضا 

-جواد ميعرفش انه عايش اصلا، علشان لو عرف كان زمانه عنده، وانت عارف الباقي 

تنهد براحة بعدما استمع له ثم جمع اشيائه 

-لازم نخلص من جواد دا كمان ياشربيني، أهو رجع يحفر ورانا بعد ال عمله أمجد في بنت اخوه، بس تفتكر هو عرف ان أمجد ورا الحادثة 

ابعد انظاره يهز رأسه قائلا

-معتقدتش علشان خلى ابنه يسيب قضية امجد، ومش جواد ال يسيب حقه، المهم سيبك من جواد الألفي وركزلي على راكان قبل مايغرقنا بالورق ال معاه، والكبار يزعلوا مننا 

بعد مرور عدة ساعات بأمريكا..جلس يرتشف قهوته بجوار يونس 

-جنان مش عايز جنان، قولتلك معرفش لسة الموضوع كل ال عرفته، ناس كانوا عايزين يخطفوها وهو انقذها وكمان ،  هي ضربته بالقلم وحب ينتقم منها بس مقربش منها واتصل بيا علشان اجي اخدها 

افترسه يونس بنظراته ثم نهض 

-قوم ياراكان علشان منخسرش بعض، ظل راكان بمكانه محاولا التفكير حتى لا يأخذه فالمواجهة ستكون شرسة 

طاح يونس بكل مايوضع على المنضدة وجهر قائلا 

❈-❈-❈

-  انت مخبي عليا ايه مخليك قاعد بتخطط لحاجة..وقع راكان في براثن الحيرة أيقص عليه أم يأخذه لمواجهتها ، مسح على وجهه ونهض متحركا دون حديث، وصلا بعد قليل مع بعض الأشخاص الذي ارسلهم إليه يعقوب، دلفوا لمكتبه وجدوه ينتظرهما..جلس راكان بمقابلته أما يونس الذي توقف يعقد ذراعيه قائلا

-إحنا هنا مش جايين نضايف، عايز مراتي علشان امشي، جحظت أعين يعقوب هامسا 

- زوجتك، متزوجة!! اقترب يونس وهو يمسح على ذقنه عندما علم بمكنوناته قائلا

-نعم تكون زوجتي، جلس يضع ساقًا فوق الأخرى ثم ابتسم قائلُا:

-جئت لكي اشكرك على حمايتها، فلك مني جزيل الشكر سيد يعقوب، ولكن لم يكن من الأخلاق حجزها عندك، لما لا تتصل بالسفارة وتبلغهم بالأمر ..دلف بيتر قائلا 

-السيدة بالخارج سيدي..كان يطالعه بتيه فأومأ برأسه حتى تدلف، دلفت سيلين تسرع إلى راكان وألقت نفسها بأحضانه تبكي 

-اتأخرت عليا كتير ياابيه، دا كله..أما يونس الذي تجمد بوقوفه، كأنها انتزعت قلبه ولم يعد للنبض مكانًا، شعرت بوجوده فخرجت من أحضان أخيها تتجه بنظراتها إليه، شعرت بأن الأرض سحبت  من تحت قدميها وهي ترى جموده، ملامحه الجامدة التى اصطنعها بإمتياز، دارت حرب الأعين بينهما، سحبتها قدمها إليه تتامله عن قرب، شهرين مفترقين لقد اشتاقت إليه كثيرا، تناست كل ماصار وتركت لقلبها العنان فهمست بإسمه وهي تلقي نفسها بأحضانه 

-"يونس" أحس بوجع يغزو قلبه، فقد كان غارقا حد الثمالة بتفاصيل ملامح وجهها الذي اشتاقها كثيرا، ارتعش جسدها عندما حاوطها بذراعيه مطبق الجفنين يتمتع بقربها ورائحتها، استمع لهمسها 

-وحشتني حبيبي، هنا فاق من وضعهما، وابتعد يجذبها من كفيها ينظر إلى راكان 

-هنستناك برة..ثم اتجه بنظره إلى يعقوب 

-اشكرك كثيرا..قالها وتحرك للخارج..كان يراقب تحركها معه بنظرات حزينة تمنى لو حلمه تحقق فاق على صوت راكان 

-هل لديك علم بمن حاول أن يؤذيها، لم يقو على ايجابه فهز رأسه بالنفي..توقف يمد يديه إليه 

-اشكرك لحمايتك لها، وودت أن افيدك بما قولته لي، ولكنك رأيت انها متزوجة 

أومأ رأسه مبتلعا غصة مريرة منعت تنفسه، فخرج صوته مهتزا بعض الشي 

-لا عليك، مننت بمعرفة شخصٌ بمثلك 

تحرك راكان للخارج بمصاحبة رجله حتى وصل حيث وقوف يونس بعيدًا ببعض الخطوات عن أخته 

استقل سيارته يشير ليونس بالتحرك، وصل بعد قليل لمنزل عمه بأمريكا، ترجل يونس سريعا متجهًا للداخل، فكلما تذكر نظرات ذاك الرجل إليها يوّد لو يحرقها بأكملها..نادته سيلين بصوت خافت 

-يونس!! 

استدار يقف أمامها وجسده ينتفض بقوة 

-ولا كلمة مش عايز أسمع نفس، استدار متحركًا للخارج، امسكه صديقه

-ممكن تهدى خلينا نعرف نتكلم..رمقها بنظره ثم دفعه وعيناه كجمرتين من النيران يشير إليها بالمًا يمزق قلبه 

-انا اللي استاهل، فعلا أنا حيوان ورخصت نفسي بس لحد هنا وكفاية، اقترب منه وتعمق بالنظر بعيناه 

-لو إنت هترضاها لنفسك، ابتلع راكان ريقه عندما عجز عن الرد فصاح يونس قائلا 

-ماترد، ساكت ليه قالها بصوت زلزل المكان حتى اقتربت منه ودموعها تنسدل على خديها 

-انا معملتش حاجة..استدار يرمقها بإحتقار 

-انتِ طالق..قالها وتحرك سريعا للخارج 

بعد عدة أيام بالقاهرة وخاصة بالعناية كان يجلس بجواره يتحدث معه كأنه يسمعه 

-كدا يانوح شهر كامل وانت ضعيف كدا، وحشتني ياصاحبي، لازم تفوق وترجع لي بسرعة، اقولك سر..تنهد مقتربا منه 

-ليلى حامل، شوفت صاحبك جامد ازاي، قوم علشان نتريق على بعض، طيب اقولك على خبر حلو 

-أسما حامل في توأم، مراتك هتجيب ولدين ياحمار، عارف لو مسمتش واحد راكان هربهولك على قلة الأدب..انسدلت عبرة من طرف عينيه 

-اتهموني بمحاولة قتلك، اغبية معرفوش بكدا جابوا اخرهم، بس شوفت صاحبك عمل ايه، سجنتلك ابو راندا، استنى وشوف هجرهم واحد واحد، عايزك تفوق علشان تشوفهم وهم جنب بعض، مش هرتاح لما اخد حقنا كلنا من شوية كلاب 

احس بحركة اصابعه..نهض مقتربا منه وهو يتحدث بفرحة

-نوح إنت سامعني، ضغط على الزر ليستدعى الطبيب..همس بصوتًا متقطع 

-راكان ..أسما ..ابتسم بسعادة وهو يطلق ضحكات بصوتا مرتفعة مع انسدال عبراته 

-الحمد لله..الحمد لله 

صباح اليوم التالي 

جلست تضع الطعام أمام ابنها 

-ميرو مامي عايزة الأكل دا كله يخلص عشان ميرو يروح يلعب مع بابي لما يخلص 

صفق بيديه وهو يقوم بفتح فمه، قاطعهما دلوف العاملة 

-مدام ليلى فيه واحدة برة عايزة تقابل حضرتك ..اعتدلت تنظر للعاملة 

-مين دي أنا اعرفها..فركت الخادمة كفيها تنظر إلى زينب قائلة 

-معرفش حضرتك تعرفيها ولا لا، بس زينب هانم تعرفها ..

ضيقت زينب عيناها متسائلة:

-مين دي يانعيمة ال اعرفها وعايزة ليلى..دلفت حلا وهي تمسك بكفيها طفلا يبلغ من العمر اكثر سنة ونصف  

-أنا ياماما زينب، ازي حضرتك..نهضت ليلى تنظر إليها بأعين جاحظة وقلبا ينتفض ألمًا بخروج راكان من مكتبه وهو ينادي عليها 

-ليلى اجهزي اتأخرنا... ولكنه قطع كلماته عندما وجد حلا أمامه، استدارت إليه 

-عامل ايه ياراكانقطب جبينه مردفا 

طالعها بنظرات تقيمية متسائلا 

-حلا بتعملي أيه هنا..دفعت الطفل إليه وتحدثت 

-سليم ابنك ال جابني هنا 

رسم إبتسامة سمجة على وجهه وهو يردف ناظر لوالدته 

-ابني..دنت تعقد ذراعيها 

-ايه هتبلى عليك..قهقهات مرتفعة منه حتى احست ليلى بأنه سينقض على كل مايقابله، فاقترب من الطفل يجلس على عقبيه يطالعه بهدوء ومازالت ابتسامته تزين ثغره فتحدث

-اذيك يابن راكان، عامل ايه، إنتِ قولتي عنده اد ايه..اقتربت ليلى منه تجذبه 

-راكان انت اتجننت، رفع نظره إليها وهو يطلق ضحكات رغم حزنه قائلا

-الواد يونس فين، دا عليه حكم إنما ايه، إنما قوليلي ياماما هي السما بتحدف عيال من كل حتة علينا ليه، دا على كدا ولادك ياخدوا وسام الجمهورية، نصب عوده وتحولت ملامحه عما كانت عليه، ثم استدار إلى حلا واظلمت عيناه قائلا

-ابني مش كدا، توقفت ليلى بينهما 

-راكان اهدى لو سمحت، انزل بصره إليها 

-هو أنا مجنون ماأنا هادي أهو، بلعت ريقها بصعوبة من نظراته  النارية وحاولت تهدئته 

-ياله هنتأخر على نوح لازم نمشي ثم اتجهت بأنظارها إلى حلا

-وانتِ أمشي دلوقتي..تجمد جسده وهو يزيحها من أمامه ثم وصل لحلا 

-دا ابني مش كدا..تمام شكرا ومع السلامة، قام بالمناداة بصوت مرتفع على العاملة ومازالت نظراته تراقب حلا 

-طلعي الولد دا فوق، لحد مااشوف حكاية مدام حلا دي..جذبت الولد إليها 

-يعني تطلع الولد، يعني جزاتي اني حبيت أفرحك..ضغط على ذراعها بقوة حتى صرخت 

-هو حد قالك أنا عبيط يابت، جاية بتلعبي على مين..اتجهت بنظرها لليلى 

-حوشيه عني معرفش ليه بيعمل كدا، ابتلعت ريقها واقتربت منه محاولة السيطرة عليه 

-راكان ابعد عنها، هو مفيش حاجة اسمها تحليل..دفع حلا بقوة حتى سقطت على الأرض 

-التحليل دا يتعمل لواحد غبي مش عارف هو بيعمل ايه، اتجه بنظره لوالدته الصامتة وتحدث

-ساكتة ليه، عارف انك دلوقتي فرحانة فيا علشان ياما حذرتيني من الأشكال دي، بس الولد دا مش ابني سمعتيني ياماما 

قالها وهو يجذبها بعنف متجهًا بها إلى منزل عمه جلال..يصرخ على عايدة ثم دفعها بقوة عليها 

-عايزين ايه بالظبط مني، أنا أديت ابن فرح حقه، رغم انه ابن زنا، بس أخد حقه، ليه بتلعبي بيا مفكرين اني عبيط

صرخ وهو يجذب حلا من خصلاتها قولي لمدام عايدة الولد دا ابن مين 

-شعري ياراكان بيوجعني..جذبه بعنف صارخًا 

-قولي يابت الولد دا ابن مين 

بكت بصوت مرتفع 

-ابن جلال البنداري، متجوزني في السر..ارتحت 

دفعها بقوة على عايدة التي وقفت بجسد شحب بالكامل، وشعرت بدوران الأرض حولها فهمست 

-جلال متجوز عليا..اتجه بنظره إلى ليلى التي وصلت للتو قائلا 

-عرفتي ليه قولت لنعيمة تطلع بيه فوق، أصله طلع ابن عمي يالولة   


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة