-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 36 - 2 الخميس 9/11/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل السادس والثلاثون

الجزء الثاني


تم النشر الخميس

9/11/2023

كور قبضته يضغط بأنيابه يكتم صرخاته داخله حتى لا يرتكب خطأ أمامها ويخيفها، دقائق اغتسل وخرج وجدها ارتدت قميصه وتجلس على حافة الفراش تعبث بهاتفه 

اقترب منها وهو يتمتم بصوت خافت 

-لا كدا كتير على قلبي على فكرة، يعني عايزة أقفل علينا هنا وامنع اي تواصل بالعالم الخارجي

رفعت نظرها مستفهمة عن حديثه 

غمز بطرف عيناه عليها وأشار بيديه

-عجبك شكلك دا، ينفع تلبسي قميصي كدا..نهضت وتوجهت إليه حافية الأقدام، عارية الساقين وطوقت عنقه وابتسامة شقت ثغرها 

-هو ينفع؟! اطلق ضحكة رجولية جذابة ورفعها من خصرها حتى أصبحت بمقابلة وجهه، أزال خصلاتها المتمردة على وجهها وابتسامة حالمة بات يتطلع بانبهار لجمالها الآخاذ بسحره، ولمس ثغرها قائلا بنبرة رجل عاشق

-جننتيني يامولاتي، وعلى استعداد حرق العالم كله عشان اخدك زي ماانتِ كدا في حضني. 

استرسل بعينان تهيم عشقا بجمال ليلها وهدوء صفاء وجهها هائما بتفاصيلها

-ليلى بحبك أوي مهما أوصفلك احساسي ايه وانت هنا، أشار على نبض قلبه وأكمل حديثه

حبي ليكي يوقف دوران الأرض حبيبي عايزك تثقي في دا، مهما عملت ومهما قولت، اعرفي انك المحتل لكل راكان البنداري احتلال القلب للجسم، يعني لو معادلة

دقات قلب راكان بتساوي حياته ليلى راكان البنداري، "قضي الأمر الذي فيه تستفيان"

قالها وهو يتوجه بها للفراش يدثرها ثم أمال يطبع قبلة مطولة على جبينها 

-عندي مشوار ساعتين وراجعلك، وزي ماقولتلك القصر مش هنرجعه لما احس اني عايز أرجع هناك، البيت دا اكتر مكان بحبه، كفاية فيه اجمل لحظاتنا 

أمسكت كفيه الذي يضم بها وجنتيها وطبعت قبلة عليه 

-أي مكان المهم تكون معايا وبس، حتى لو آخر العالم...وضع جبينه فوق خاصتها يحبس أنفاسه قائلا

-"ليلى بحبك" ابتسمت مردفة 

وليلى راكان البنداري بتعشق راكان البنداري 

قشعريرة اختلجت كيانه يتملكه عاطفة قوية واحساس صادق من كلماتها التي غزت روحه..انفرجت شفتيه وانعقد لسانه ولم يستمع سوى لأنفاسها العطرة ورؤيتها لخفقان صدرها بالعلو والهبوط 

-لازم أمشي دلوقتي، كدا الموضوع ذاد عن حده، وهكون قتيل الحب دلوقتي لو حد فكر بس مجرد تفكير يكلمني 

اغمضت عيناها وإرهاق جسدها يسحبها لنوم قائلة بصوت متقطع 

-لا خلاص هنام اهو، وانت متتأخرش عليا..طبع قبلة بجانب شفتيها وتحرك سريعا لغرفة الملابس، أما هي ابتسامتها شقت عنان السماء وهي تهمس لنفسها 

-احمدك واشكر فضلك يارب، يارب متحرمنيش منه 


❈-❈-❈ 

بالمشفى قبل ساعتين عند يونس وسيلين

ثارت جيوش غيرته العمياء وهو يقتنص من شفتيها مايخمد ثورته الطاغية، ركلته بقوة حتى تاوه متألما فابتعد، ودموعها تسقط بقوة على وجنتيها صارخة به 

-طول عمرك حيوان، غريزة بس ال بتحركك، أمسكت كنزتها وشقتها لنصفين واشارت على صدرها 

-تعالى ياحيوان، ماهو طول عمرك حيوان يايونس، ال يضحك على بنت ويوهمها بالحب ويتجوزها بطريقة مقرفة لا تمت للجواز بشئ هستنى منه إيه

لكمته بصدره بقوة وتصيح بغضب 

-حيوااان، ال يخلي بنت تنزل جنينها يكون حيوااان وحقييير، انت حقييير وأنا بكرهك، إزاي انت دكتور، المفروض يعدومك ياحقير

قالتها بقلب انثى زُهقت روحها وتعثرت نبضات قلبها من حبيب ظنته يوما لها الطبيب المداوي لجروحها، ولكن كيف للقدر ان يجيبها بعدما صارت أشلاء قلبها محطمة 

مسحت دموعها بقوة آلامت خديها الرقيق وهي تصيح وتثور لكرامتها 

-بتحبني، ضربت كفيها ببعضهما وهي تحدثت من بين بكائها 

-اديني عقل يقولي واحد بيحب واحدة من عشر سنين ويروح يخونها ويتجوز وكمان مراته تحمل ولا وراجع يقولي بحبك، دنت تنظر لداخل مقلتيه ونيران قلبها قبل عينيها تريد أن تحرقه قائلة

-بتحبني صح، وأنا الظالمة الحقيرة ال روحت اتخطبت لواحد تاني، وجاية اقرفك وأقولك انتِ ملكي غصب عنك 

لكزته بكتفه بقوة حتى تراجع خطوة للخلف يقف صامتا مذهولا من قوتها شراستها وأكملت جرائمه الشنعاء 

-تعالى أوقف يامحترم، وخليك راجل مرة واحدة وقولي ايه الدليل انك بتحبني، تعالى قول..دنت حتى اختلطت أنفاسهما ثم طوقت عنقه وهمست له قائلا بنبرة يشوبها الأشمئزاز

-شوية البوس، وشوية الكلام الحلو..رفعت كفيها تضعها بخصلاته وتوزع نظراتها على ملامحه التي شحبت بالكامل 

-صح ياحبيبي، اصدرت صوت بشفتيها يدل على رفضها لحالته

-تؤ، لا مالك ياحبيبي اتصدمت من كلامي، جذبت خصلاته ورفعت نفسها تهمس بجوار اذنه 

-دي حقيقتك القذرة للأسف يايونس، وأنا الهبلة ال مكنتش شايفاها، أو تقدر تقول حبك عماني، ماهو مراية الحب عمية 

تراجعت عنه لبعض الخطوات واشارت على نفسها، ودلوقتي أنا قدامك أهو أعمل ال حقيقتك القذرة بتعمله مع غيري، وعادي اخر الليلة هنضرب ورقة عرفي، اقتربت مرة أخرى 

وتعمقت بداخل عينيه 

-ماتتكسفش ياحبيبي علشان أنا بنت عمك يعني، اعتبرني بنت من الشارع زي ماكنت مصدق في الأول 

دارت حوله وتحركت بشموخ تمنحه نظرات احتقارية 

-علشان لما اولع في نفسي بعد ماتلمسني يبقى اكون مرتاحة، ماهو مش معقولة هسيب جسمي بعد ماايدك القذرة لمسته، وقربت منه 

خمدت ثورتها وجلست تضع ساقًا فوق الأخرى تنظر حولها بالغرفة، تسأله بجرأة

-ايه مفيش كاس هنا ولا ايه، شكلك مش مكنتش عامل حساب للأحتفالنا بس ملحوقة، ممكن سيجارتين عادي هي هتكون صعبة في الأول بس هتعود بعد كدا

وقف مذهولا وكلماتها كأشواك تخربش صدره بطريقة مؤلمة ومؤذية لروحه، أطبق جفنيه، وابتلع مرارة كلماتها مقتربا من خزانة نوح دون حديث يجلب لها جاكيته، ثم استدار إليها يجذبها من كفيها ويضعه على جسدها، يغلق زره، ثم اتجه لمرحاضه لدقائق معدودة وهي واقفة متصنمة، كانت تظن انه سيثور عليها ولكن صمته ازهق روحها اكثر، خرج يضع قميصه ببنطاله وتحرك يجذبها من كفيها، بعدما جذب مفاتيحه وهبط للأسفل متوجها لجراج سيارته، فتح باب السيارة واركبها بهدوء ثم اتجه لمكان القيادة متحركا بسرعة جنونية، كانت تراقب حركاته الصامتة، وسرعته الجنونية، هدأت قليلا عندما توقف بالسيارة ظنا انه سيحادثها ولكنها تفاجأت به يقول 

-انزلي وصلنا، نظرت حولها وجدت نفسها أمام القصر، فتحت باب السيارة ونزلت بهدوء متحركة للداخل، ظل يراقبها حتى فُتح باب القصر ودلفت وأغلق بعد دلوفها 

استدار بالسيارة يعود سريعا كما أتى، سحب نفسًا قويا حتى لا يدخل بنسبة بكاء، ورغم ذلك شعر بإنسحاب أنفاسه وكأن الهواء سحب من حوله، ركن سيارته يدلك صدره لدقائق، ويسحب انفاسًا ولكن كيف وكأن الهواء يحرق صدره من فرط وجعه، اليوم عرت حقيقته النكراء أمام نفسه، ارجع رأسها على المقعد وهنا انفجرت برك دموعه كلما تذكر مافعله بها، تحولها من طفلة وديعة إلى امرأة متجبرة انجرحت بقبلها العاشق، أطبق على جفنيه الذي شعر بتألم عيناه بل قلبه ونبرة صوتها المتألم بكلماتها، ورغم كلماتها النارية التي سقطت على قلبه مزقته الا أنه حزن لكسرها، تألم لألمها، شعر بإنكسار عموده الفقري عندما شقت ثيابها بتلك الطريقة، أهو بالفعل مثلما وصفته، ماذا كان عليه فعله وهي ترفض حبه وعدم نزولها، ماذا على رجل يفعل لاهدار رجولته من فتاة لم تبلغ من العمر عشرون عاما وهي تهينه بتلك الطريقة

  ..فلاش باك 

منذ خمس سنوات بأحدى زيارته لها بألمانيا مع راكان..توقف يونس امامها 

-بت ياسيلي لازم تنزلي مصر، كفاية قعدتك هنا، عايزين نجوزك ونطمن عليكي   

-انا مش بفكر في الجواز دلوقتي خالص ياآبيه، ولا عايزة اتجوز..تهكم راكان وهو يرتشف من قهوته 

-بطل غباء يايونس، مين قالك انا هوافق اجوزها دلوقتي حبيبة اخوها لسة صغيرة، مش كدا حبيبتي..اقتربت تطوق راكان بجلوسه من الخلف 

-انا بموووت في ابيه راكان علشان بيحب سيلين ومستحيل يزعلها، قاطعهما رنين هاتف راكان فتحرك يجب عليه، جذبها يونس مبتعدا إلى غرفتها يدفعها بقوة 

-هتستهبلي يابت، يعني ايه مش هتنزلي مصر، سيلين انا كملت تلاتين سنة ولازم اتجوز واعمل عيلة، عقدت ذراعيها أمام صدرها واجابتها 

-وأنا مالي، ماتتجوز، هو أنا ال هختار العروسة ولا إيه.. عقد ذراعها خلف ظهرها يهمس بفحيح 

-عارفة لو متلمتيش ونزلتي معانا وحياة ربنا لأتجوز ولا هعبرك، قطبت حاجبيها تحاول الخلاص من قبضته 

-ايدي يايونس، أنا مالي ماتروح تتجوز..دفعها بقوة حتى سقطت على الفراش وأشار بسبابته 

-دا آخر كلام..تراجعت على الفراش قائلة

-معنديش غيره، انت حر بحياتك، هو انا مالي يابن عمي

هز رأسه عدة مرات وأجابها 

-تمام ياسيلين، افتكري اني جتلك..توقفت مستغربة حديثه فتسائلت 

-ليه بتقولي كدا يايونس، عايزيني احضر فرحك يعني، قصدك لازم أكون موجودة

تسمر بوقفته ثم استدار ينظر إليها بصدمة متسائلا 

-حقيقي متعرفيش ياسيلين، متعرفيش انتِ بالنسبالي إيه.. اقتربت ورجفة قوية بسائر جسدها تنتظر حديثه بشق الأنفس قائلة

-انت اخويا زيك زي راكان وابن عمي مش كدا ولا ايه، هز رأسه بالرفض وفتح فمه للحديث قاطعهما دلوف راكان يوزع نظراته بينهما 

-بتعملوا ايه هنا، ياله يابني هنتأخر على الطيارة، وانتِ يا حبيبة اخوكي خلي بالك من نفسك، وبلاش تطلعي من غير بودي جارد علشان مزعلش منك، اقترب يطبع قبلة على جبينها وتحرك ينظر ليونس الصامت 

-ياله يابني..اتجه بنظره إلى سيلين يقترب منها، ثم احتضن وجهها ينظر لموج عيناها ونزل يطبع قبلة على جبينها هامسا لها 

-هستناكي آخر الأسبوع لو جيتي هعرف أنا أهمك ولا لا..يونس صاح بها راكان الذي توجه للسيارة، تنهد وهو يسحب نفسا يتذكر تلك الأيام مرت شهور وشهور ولم تعود، ومكالمته التي رفضتها، بعد خمس شهور تعرّف على طالبة بالفرقة السادسة بكلية الطب كانت تحت تدريبه لفترة سنة كاملة وهو ينتظر تلك القاسية للقلب المتجبرة للروح، ولكن كأن القدر له رأي آخر، ظل العلاقة بينه وبين تلك الفتاة سنة حتى وصلت لسنة الامتياز وعملت بعيادته ودلفت لحياته وأصبحت تشغل ركنا بحياته ورغم ذلك قلبه أغلق لتلك المتجبرة 


❈-❈-❈ 

بأحدى الليالي وصل إليه رسالة يكتب عليها 

-دكتور ..سيلين هانم سهرانه مع شاب بترقص معاه في ديسكو، ثم ارسل صورتها، ثارت شيطانه وهاتفه يصرخ به 

-رجعها البيت فورا حتى لو بالغصب، واتصل بركان وعرفه أخته المحترمة بتعمل ايه، ظل يثور ويثور كالبركان الذي أصبح على وشك الأنفجار، حتى استمع لرنين هاتفه يسمعها تصرخ به 

-مش معنى إنك ابن عمي تتحكم فيا، مالكش دعوة بحياتي ارقص ولا مرقصش 

بت احترمي نفسك، اقسم بالله لو مالميتي نفسك لتلاقيني في أول طيارة عندك واجرك من شعرك زي الحيوانة، أمشي روحي مع البودي جارد، واياكي اسمع نفسك 

استمع لشجار بجوارها

-اترك حبيبتي أيها المتخلف..تحركت سيلين ووقفت أمام البودي جارد مردفة 

-لا تفعل له شيئا انه صديقي وحبيبي 

هنا انهار عالم يونس بالكامل وشعر بأن الأرض تسحب من تحت قدميه، وشعوره بفقدان وعيه يجتاح جسده بالكامل، جلس على المقعد عندما فقد اتزانه فتحدث بصوت متقطع إلى الرجل 

-خلي بالك منها متخليش حد يقرب منها، قالها وأغلق الاتصال..رجع بظهره إلى المقعد، ينظر بتشتت لمكتبه حوله، حاول أن يهدأ من روعه ولكن كيف ونيران الغيرة تتشعب بداخله كنيران تلتهم سنابل القمح..هب إلى الغرفة يحطم كل مايقابله كفيه ويركل كل شيئا حتى أصبحت الغرفة أشلاء متناثرة..استمعت تلك الفتاة التي تجاوره بالمكتب وتدعى ضحى فدلفت إليه سريعا  

جحظت عيناها وهي ترى الغرفة التي تحطمت بالكامل، وكفيه الذي ينزف الدماء بغزارة

هرولت إليه تحتضن كفيه قائلة بنبرة يشوبها الذعر عليه

-دكتور ايدك بتنزف.. سحب كفيه سريعا منها واتجه للخارج لغرفة استراحته، وألقى بنفسه على الأريكة يضع كفيها النازفة على وجهه حتى لا يرى احدًا ضعفه، أطبق على جفنيه وانفاسه تتسارع كالحرب حتى استمع لطرقات على الباب صاح غاضبا 

-مش عايز اشوف حد..دلفت ولم تستمع إلى كلماته وبيديها عُلبة الأسعافات وجثت بجواره 

-لازم أطهر الجروح حضرتك دكتور وعارف ممكن يحصل ايه، تركها تنظف جرحه، كانت تراقبه بنظراتها الحالمة تتمنى قربه، استمعت لهمهمات من شفتيه 

-اطفي النور واطلعي وروحي وخلي أمين يودي الكشوفات لدكتور تاني 

-حاضر، قالتها ونهضت متحركة، نهض بعد خروجها يمسح على وجهه يحدث حاله 

-احسن تستاهل، علشان تحب عيلة، مرمطتك..خلع معطفه الطبي يلقيه بعنف وتسطح مرة أخرى محاولا النوم، ولكن كيف النوم وهو يجافيه كلما تذكر صورها وملامسة غيره لها، فتح خزانته وأخرج مشروبًا خالي من الكحول ولكن بحالته يحتاج ليمحي ندوبه التي تحولت إلى قيح يغزو جسده 

بعد فترة دلفت إليه تلك الفتاة المدعوة بضحى

كان متسطح بنومه ولم يشعر بها ، جثت بجواره تطالعه بهيام، حتى رفعت كفيها على خصلاته تتخلل اناملها بخصلاته الفحمية 

فتح جفونه عندما شعر بها فهمس بدون تركيز 

-إنتِ هنا حبيبتي..ابتسمت له وأجابته تهز رأسها 

-هنا ياحبيبي، اعتدل يجذبها لأحضانه يطبق على ثغرها بقبلاته ولم يشعر بما يفعله وهو يهمس لها بكلماته العاشقة لها، ولكن فاق بعدما استمع لصوتها الذي أوضح له أن مشروبه أخرجه عن شعوره

-أنا ضحى يايونس مش سيلين..جلس يمسح على وجهه غاضبا وتحدث 

-ايه ال جابك هنا دلوقتي..اجابته بعبرات تغرق وجهها.

-خوفت عليك جيت اطمن..رفع كفيه يصيح بغضب 

-ليه تطمني أعيش اموت انتِ مالك

-يونس أنا بحبك اوي، قالتها له حتى اعتدل سريعا يدفعها بعيدا عنه 

-انتِ مين، اقتربت منه تلمس وجهه 

-انا بحبك ومش عايزة غير قلبك بس..ثارت ثورته عليها وظهر على وجهه الغضب فتوجه بنظره إليها

-أمشي ياضحى ربنا يهديكي..نظر لشفتيها التي جرحت بسببه فتنهد غاضبا من نفسه قائلا


-انا شكلي شربت كتير، آسف محستش بنفسي، ممكن تسبيني لو سمحتِ ..نهضت متأسفة وعيناها مترقرقة بالدموع 

كور قبضته ضاغطا عليها حتى ابيضت مفاصله من فرط غضبه، 

باليوم التالي اتجه لمكتبها وهو كله عزيمة وإصرار يدعس على قلبه دلف مبتسمًا يسأل عنها أشارت الممرضة إليه 

-في مكتبك يادكتور كان فيه كشف وقفت مع دكتورة هنا، أومأ برأسه واتجه إليها، وجدها تقف بجوار النافذة تستند برأسها عليها، حمحم يخطو إليها اعتدلت تمسح عبراتها 

-آسفة يادكتور، محستش بوجودك، قالولي حضرتك مش جاي النهارده 

سحبها من كفيها واجلسها بجواره، سحب نفسًا وزفره بهدوء متجهًا بنظره إليها 

-ضحى عايزك تسمعيني للأخر وبعد كدا فكري وخدي وقتك، انتِ بنت جميلة ومنكرش انك معجبتنيش، بس أنا كنت بحب واحدة، هي مش واحدة دي بنت عمي، بس افترقنا ودلوقتي أنا مش جاهز ادخل علاقة جديدة، ورغم كدا عندي اقتراح 

رفعت نظرها إليه منتظرة إجابته 

-نتجوز عرفي لفترة، ولو قدرنا نتعايش مع بعض وقدرتي تنسي هنكمل مع بعض، أما إذا نهضت من جواره 

-يبقى ترميني، ماهو هكون مكان فاضي لبنت عمك، آسفة يادكتور، مقدرش اعمل كدا، أنا بعد شهرين هتخرج واكون دكتورة وليا احترامي، إيه ال يخليني احط نفسي بمكانه زي دي واتجوز من ورا اهلي، ليه مش متربية 

أمسك كفيها واجلسها بجواره مرة اخرى

-ضحى احنا هنتجوز بعلم اهلك يعني مش بالسر ولا حاجة، وكمان حقوقك كلها عندك، وعقد جواز، استدارت تنظر إليه 

-وايه ال يجبرني على كدا..اقترب يحتضن وجهها وفرض سيطرته على قلبها هامسًا ببحته الرجولية 

-قلوبنا ياضحى،.. انتِ بتحبيني، وأنا كمان عايز اخرج من سيطرة سيلين عليا، إحنا بقينا سنتين مع بعض اكيد عرفتي كل حاجة عني، وأنا كمان قربت منك وعرفت الكتير عنك، ليه منديش فرصة لبعض 

أمسكت ذراعيه الذي يحتضنها متسائلة 

-وليه منتجوزش قدام الكل بدل اهلي هيعرفوا..ابتعد عدة خطوات وأخرج سيجاره ينفثه قائلا

-مش دلوقتي فيه مشاكل الأيام دي في العيلة مقدرش اتجوزك دلوقتي، ودلوقتي فكري وردي عليا، لو وافقتي هعملك عيادة لوحدك ، هأسسلك حياة حلوة اي بنت تتمناها 

اومأت برأسها واجابته

-هفكر وارد عليك،، مر اسبوع ينتظر جوابها، متناسيا سيلين، كما وهم نفسه، ذات ليلة استمع لطرقات على باب مكتبه ودلفت تجيبه

-أنا موافقة، ممكن تيجي تقابل بابا النهاردة

الصفحة السابقة           الصفحة التالية