رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 38 - 5 السبت 18/11/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن والثلاثون
5
تم النشر السبت
18/11/2023
عند راكان وليلى قبل قليل...انتهى من صلاتهما..جلسا يتسامرون في بعض الأحاديث، نهضت ليلى متجهة بمخدعهما ..طالعها يشير لثيابها
- هتنامي كدا..اومأت وهي تعدل من وضعية الغطاء
-ايوة الجو برد اوي هنا، من وقت ماجيت هنا اتعودت انام بترنجي..نهض يتحرك ببطء حتى وصل ووقف أمامها، يفتح سحابها
- دا لما كنتِ بتنامي لوحدك ياحبي، بس دلوقتي جوزك جنبك هيدفيكِ، ليه الهدوم دي كلها ...قالها وهو يقوم بخلع ترنجها المكون من ثلاث قطع، حتى أنتهى..حاوطت خصره وتحدثت بصوت متحشرج من نومها الذي طغى عليها
-راكان خلاص هنام وانا واقفة..حاوطها متجها بها للفراش ودثرها بالغطاء وتسطح بجوارها يجذبها لأحضانه الدافئة
- بردانة، لو بردانة اجبلك الترنج تلبسيه..هزت راسها بالنفي وهي تدفن نفسها بأحضانه
- لا..دفيانة، احكي لي عن حياتك القديمة معرفش عنها حاجة غير موضوع شمس، قولي اتعرفت ازاي على حلا ومين ال اتجوزتها تاني، قولتلي قبل كدا اتجوزت تلات مرات
مسد على خصلاتها مردفا
-حبيبي انسي دا ماضي ومش حابب اتكلم عنه، ولو ينفع امسحه همسحه من حياتي، قولتلك قبل كدا يعتبر ميلادي من يوم مااتجوزتك
اعتدلت تتوسد ذراعيه حتى أصبحت بمقابلته
- انا عايزة اعرف، ولا فجأة الاقي واحدة داخلة عليا زي الست حلا بتقولي ابنك
تأفف من حديثها اتجه ببصره إليها
-برضو ياليلى هنرجع نتكلم في الماضي، ليلى انا محسبتكيش على الماضي، وعلى مغامرات امجد زفت وهو بيجري وراكي من هنا لهنا، اعمل فيه ايه وهو كان مجنون بيا، دا فضحني في كل مكان ويتكلم عن حبه المجنون ليا، لدرجة صعب عليا والله بس اهو نصيب
لكزته بأناملها ورمقته بغضب
-هو ال بيجري، مش انا ال كنت بجري زي حضرتك..صك على أسنانه وتحولت عيناه للهيب من نيران لو خرجت لأحرقتها
- ليلى مش عايز اسمع نفس على امجد، مجرد اسمه بيغصبني، ايه بيجري وراكي دي، احترمي الفاظك شوية أنتِ نايمة في حضن جوزك، وبتتكلمي عن راجل معجب بيكي
ابتسمت تراقص حاجبها
-مش حضرتك ال عملي فيها رميو، وكل شوية واحدة ترمي نفسها قدامك
أطبق على جفنيه وحاول أن يكتم ضحكاته على غيرتها الشعواء ، فهتف بهدوء رغم سعادته الداخلية
-نامي ياليلى عشان موركيش رميو مجنون ليلى ممكن يعمل فيها ايه..فتحت فمها قائلة
-اه نامي ياليلى واتفلقي، وبعد يومين اشوف صورك انت وعورسين زفت مالية اخبار النجوم والفن تقولش اكتشاف لمسلسلات رمضان الجاي، والكل يقول واو البطل جنان وهيولع في المسلسل ولا التانية ال تقول يابخت البت الباردة ال جنبه دي..ولا..وضع أصابعه على شفتيها
-كلمة كمان والله هكلمها فيديو حالا واتغذل فيها قدامك، وهقلبها نكد، نامي يامجنونة وبطلي جنان
وضعت رأسها بصدره وتمتمت بقلب ينزف بنيران الغيرة
- اه اهو دا ال انا باخده ، يخربيت قلبي الاهبل ال كل مرة بينسى وانت بتدوس عليه
ضغط من ضمها مطبق على جفنيه مستمتع بانفاسها وقربها حتى حديثها المجنون راق له كثيرا..رفعها حتى أصبحت بمقابلته واقتحم عالمها دون أي حديث، فكفى ما يتحكم به العقل، فيصبح القلب هو المتحكم الاول، وليس للقلب أن يكون عاصيا على نبضه..بعد فترة كانت تغفو بعمق وهو يتكأ على ذراعيه يمسد على خصلاتها، ويداعب وجنتيها وأخرى شفتيها المسكرة التي أصبحت كأس نبيذ مختمر لروحه..شق ثغره ابتسامة عندما تذكر جنونهما منذ قليل، هل هذا عشقا..همس قلبه
كيف يكون العشق طاغيا على الحواس جميعها حتى يتحول المرء من شخص حكيم عاقل لشخص اصابه الجنون، حتى من يراه بحكمته وعقله لن يستوعب فقدان كل ذاك عندما يصبح بأحضان من يعشقه..همست شفتيه بكلمة عشق..كيف!!
أهذا فقط..لا بل هذا أكثر بكثير، هذا تلاقي أرواح بعد عذاب ونياط قلوب متمزقة
تنهد براحة وهو يتمدد يدنو من انفاسها، دافنا رأسه بعنقها وانفاسه الحاره تلفح عنقها هامسا
- اه يامن زلزلتي كياني ورجولتي وأصبحت عاشقا متيما لنظرة عيناكِ مولاتي، احبك ثم احبك ثم اعشقك عشق لا منتهى له..شعرت به فابتسمت من بين نومها وكأنه يروادها أحلامها هامسة
-احبك معذبي، ابتسم بانتشاء، بعدما تيقن من وجوده
بأحلامها..دنت لتدفن نفسها، اعتدل يجذبها لأحضانه
حتى غفى بإستسلام وروحه تنتشىى بحبور، ود لو دفنها داخل صدره
بعد قليل
استيقظ على إهتزاز رنين هاتفه الذي يوضع بوضع الصامت..فتح عيناه بتثاقل واعتدل بعدما اعدل من وضع زوجته يجذب الغطاء عليها، وامسك هاتفه بعدما وجده حمزة
خرج من الغرفة هامسًا بصوته النائم ينظر للساعة التي تعد الواحدة ليلا
- فيه إيه ياحمزة، خير ...من أمام غرفة العناية يقف ينظر ليونس المسجى
-راكان لازم ترجع مصر فورا، على أول طيارة..انعقد لسانه وتاهت المفردات من صراخ حمزة لأول مرة، فاهتز جسده يحاول ابتلاع ريقه متسائلا بصوت متقطع
-إيه ال حصل، ماما وسيلين كويسين ..
استمع لبكاء سيلين وشهقاتها المرتفعة بعد اتجاهها لغرفة العناية بعدما اغشي عليها من حديث الطبيب
وقفت خلف الزجاج الشفاف وعبراتها كزخات المطر تطالعه وهي تتلمس الزجاج
-قولي يابابا انه لسة عايش..هو ليه مفيش حد بيخرج يطمنا..تراجع راكان بجسده هاويا على المقعد عندما شعر بفقدانه للوعي وهمس بصوتا كاد أن يسمع
-عملوا ايه في يونس ياحمزة ..تحرك حمزة بعيدًا عن صياح سيلين هاتفا له
- الوضع هنا مش كويس خالص ياراكان، امجد عرف أن ليلى ركبت عربية بيجاد وبيدور وراه، وحلا ضربت يونس ومنعرفش ايه ال حصل
قاطعه صائحا حتى استمعت ليلى لصياحه
- طمني على يونس، هو كويس اهم حاجة، نظر حوله ينظر لجميعهم أمام غرفة العناية
- لحد دلوقتي كويس، بس معرفش ايه ال هيحصل، كلام الدكتور مش مريح وكمان دكتور يحيى قال الرصاصة كانت قريبة اوي من القلب، خايف يضاعف ويدخل في غيبوبة
جلس يمسح على وجهه بعنف ثم نظر بساعته
-تمام هشوف طيارة لمصر، أغلق هاتفه وهاتف أحد رجاله
- طيارة بأقرب وقت لمصر تتصرف حتى لو هتشوفلي طيارة خاصة
- تمام ياباشا هشوف وارد على حضرتك..كور قبضته حتى ابيضت مفاصله، وشعر بألما مفرط يجتاح كل خلية بجسده، اقتربت ليلى تجلس بجواره
-راكان ايه ال حصل ؟!
رفع بصره إليها وانعقد لسانه يمسح على وجهه
- يونس انضرب بالنار،، شهقة خرجت من فمها وهي تضع كفيها على فمها
- هو عامل ايه..؟! نهض ولم يعرف بما يجبها فهز رأسه
-كويس، انا لازم انزل مصر حالا، وهجي بعد كام يوم عشان عملية نوح
تسمرت بوقفتها، ودنت منه
-هنزل معاك ياراكان مستحيل اقعد هنا وانت هناك وبينا بلاد ومعرفش عنك حاجة
تعلقت نظراتها المرجوة به بنظراته الرافضة
- مستحيل ياليلى، مستحيل اغامر بحاجة زي كدا،انت متعرفيش حاجة، بلاش توجعي قلبي لو سمحتي..دنت تحاوط خصره واجهشت بالبكاء
-هموت لوحدي هنا لو سمحت متسبنيش..قالتها والدمع يتساقط من محجريها وكلماتها المتقطعة التي أضعفت قلبه المسكين
أخرجها يحتضن وجهها
-ليلى لو خايفة على نفسك وبنتك لازم تسمعي الكلام حبيبي ، يومين وهجيلك
انزلت كفيه واتجهت تجلس على الأريكة بجفنين معتكرين يُسحب عبراتها الكثيفة دون حديث..