-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 38 - 6 السبت 18/11/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الثامن والثلاثون

6

تم النشر السبت

18/11/2023



بتر حديثهم صوت هاتفه ..أجاب وعيناه تعانق عيناها الحزينة 

-ساعتين تمام، بعد ساعتين إلا ربع تكون تحت البيت .قالها وتحرك متجها إليها يجلس بجوارها يجذبها لاحضانه

- ليلى ممكن تسمعيني، عايزك تعرفي انا لما بكون بعيد عنك، مبكنش عايش، بس مضطر ابعد عشان ولادنا، فترة بسيطة لحد ما اشوف هم عايزين ايه، انا معرفش مين عدوي من صديقي، سحب نفسا وزفره بهدوء ثم صمت هنيهة 

- مش عايز اخوفك، بس دول وصلوا جوا بيتي، تخيلي ايدهم وصلت لبيتي وكمان الشغالين، كانوا بيموتوا جدي بالبطئ، وضعت رأسها على كتفه ودمعة ملتاعة كوت وجنتيها ، اترضى بالابتعاد عنه لفترة وتقف بجانبه حتى يجتاز مصائبه، ام تعانده وتقترب لتنعم به 

نهضت بخطواتها الضعيفة إلى غرفتها قائلة

-هحضرلك الحمام، ياله عشان تلحق الطيارة...آلمته حالتها سارع نحوها وجذبها لاحضانها يدمغ جبهتها قبلة 

ثم رفع كفيها يقبله 

- حبيبتي متزعليش مني يومين وعد وهكون عندك، رفعت كفها على وجهه وتفجرت برك عيناها 

-متتأخرش عليا، انا وأمير مالناش غيرك..جذبها يعصرها بأحضانه، ود لو دفنها بين ضلوعه 

حملها ببن ذراعيه ورسم ابتسامة 

-وداع بقى بحمى لذيذة كدا من مراتي الجميلة .كانت بحالة لا تجيد المزاح كل ما فعلته دفنت نفسها بعنقه تستنشق رائحته تدفنها داخل رئتيها 



❈-❈-❈


بعد عدة ساعات وخاصة أمام غرفة العناية المركزة وصل راكان بكل لهفة وعينان تبحران فوق الجميع 

-ايه الاخبار..هرولت إليه سيلين تلقي نفسها باحضانه وتبكي بشهقات مرتفعة 

- قوله يقوم ياراكان، انا مسامحاه والله هسامحه، هو بيسمع كلامك..ازال عبراتها يحتضن وجهها 

- حبيبتي اهدي، هو كويس، هو بيدلع بس مش كدا ولا ايه، عايز يعرف انك هبلة وبتحبيه..دفنت وجهها بصدره، رفع بصره لحمزة 


-تعالى ورايا ياحمزة...رايح فين ياراكان مش تطمن على ابن عمك الاول...قالتها عايدة التي جلست تضع ساقا فوق الآخر 

استدار بعد خطوتين يرمقها بإشمئزاز 

- واصلة معايا لحد هنا، كلمة كمان هنسى انك ست، أنتِ لو عندك دم اصلا كنتِ قفلتي  على نفسك، بس اقول ايه، ناس معندهاش احساس..نهضت متجه إليها ونظرات جحيمية تشير إليه 

- مين المسؤل عن كدا، مش مجايبك، خربت بيتي واهي قتلت يونس، يارب تتبسط، طول عمرك وانت بتتنطط على الكل ويوم مااتجوزت اتجوزت لمامة

وصل إليها بخطوة وامسكها من أكتافها يغرز أصابعه بلحمها 

- اوعي تفكري عشان مرات عمي هسكت، لا فوقي انا كنت بتحملك عشان بناتك مش اكتر، إنما انتِ تحت جذمتي..دفعها بقوة حتى كادت أن تسقط

صاح خالد غاضبا 

- هو دا وقته ياراكان، طيب كبرنا يابني، مش معقول دا

أشار عليها وبعيونا ملتهبة

-دي واحدة حقيرة، محدش يوقفني بعد كدا، ثم استدار إلى خالد 

- لمها قاتلة القتلى...صاعقة نزلت على الجميع، فنهضت مرتبكة تنظر حولها 

-ايه ال بتقوله دا..دنى ينظر لمقلتيها الهاربة بكافة الاتجاهات

-بلاش شغل الخمس ورقات دول، لا فوقي واتعاملي مع ال قدامك على أنه مش غبي، انا سايبك بمزاجي، اوعي تفكري الحلوف التاني انا سايبه لا اصبري واتفرجي عليه..قالها وتحرك متجها لغرفة العناية، ارتدى الثياب الخاصة بها ودلف للداخل..اقترب من رفيق العمر بل أخيه الذي حاوطه بجناحيه منذ صغره، رفع بصره وعيناه مترقرقه بالدموع عندما وجده ملقى لا يحرك ساكنا مجرد بضعة انفاس متألمة تخرج وتدخل لصدره 

جذب المقعد وجلس بجواره تنهد متألما وهو يطالعها بعينين خائفتين وروح تائهة خوفا عليه

-ياترى الدور على مين يايونس، المرة دي جت فيك، بس ملحوقة فوق كدا بس وحقك مش هسيبه 

ظل للحظات يطالعه بصمت حتى أتى لينهض، فوجد أصابعه تتحرك..دنى يمسد على خصلاته 

-برافو حبيبي، عارفك قوي، فوق وانا شوية وراجعلك

خرج يتحدث مع الممرضة 

-شوفي الدكتور، بدا يفوق..ابتسم حمزة الذي وقف بالخارج ينتظره

-يونس فاق..جذبه من تلابيبه 

-اه ياخويا، عارفه حلوف بيوقع قلبنا وخلاص، كنت عايزه يطول اهو ارتاح منه شوية

قهقه حمزة حتى أدمعت عيناه، فمن يراه الان لم يظن أنه الذي جلس يبكي منذ ساعات 

دفع راكان يمازحه

-انت الاسد يااسد لما بتبعد بنموت من غيرك..توقف راكان عن السير يرمقه ساخرا

-ولا ..خلي بالك من نفسك عذرائيل جالي من يومين وقالي خلي حمزة ياخد باله من نفسه، أصله عجبني

ضرب كفيه ببعضهما متحركا للسيارة بملامح جادة مختلفة عما كانت منذ قريب

بعد قليل وصل راكان لمكتب جاسر الذي كان يحتسي قهوته ويتحدث بهاتفه..دفع الباب ودلف للداخل..استدار ينظر إلى حمزة 

-عرفت ليه احنا بنوقع زي الفراخ عشان الأمن مستتب بقيادة هذا الكائن

قهقه حمزة بصوتا مرتفع حتى جلس على المقعد يمسك بطنه 

-يخربيت فصلانك..اتجه يجذب مقعده ينتظر إنهاء مكالمته..وضع جاسر هاتفه يوزع نظراته بينهما قائلا

-خيرا أن شاءالله!!

ظل راكان يطالعه بصمت ثم تحدث

-انت يابني مين ال امتحنك في الشرطة وخلاك ظابط، يابني انا تعبت منك اه والله، قولي عملت ايه من وقت مامسكت القضية، غير كل مااخل عليك الاقيك تحب في التليفون بس اقول ايه معذور

تراجع جاسر بمقعده، وأمسك قلمه ينظر به

-بقولك ياحضرة المستشار هو مفيش في الداخلية غيرك انت وعيلتك، يابني اتعبتلك والله، واتعبت للظباط  ال ملهمش غير راكان البنداري ومصايبه

دنى يحدق به قائلا باستفزاز 

- دا النائب العام معملناش معاه كدا، قولي ومتخبيش عليا، انت ناوي تترشح للنيابة بمنصب النائب العام 

جذبه راكان من ياقته هاتفًا من تحت أسنانه 

- عملت ايه في موضوع نور، مسكت الولد ال هجم على بيت المزرعة ولا قاعد زي الست الوالدة تتطلب مشروبات وبس 

كتم حمزة ضحكته قائلا

-راكان براحة انت ماسكه زي حرامي الغسيل كدا ليه

دفعه راكان يشير إليه بغضب

-ياريته ينفع حتى حرامي غسيل دا فاشل، مش نافع غير في المصايب وبس