رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 39 - 4 الإثنين 20/11/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع والثلاثون
4
تم النشر السبت
20/11/2023
قبل اسبوعين وخاصة بمدينة برلين، بتلك المشفى تجلس أمام غرفة العمليات، وهي بداخل أحضانه تنتظر إنهاء العملية التي يقوم بٱجرائها نوح
همس بجوار اذانها وهو يحاوطها بذراعيه
- لو تعبانة تعالي اروحك ترتاحي، وأنا هنا
هزت رأسها رافضة
-لا مينفعش لازم اطمن عليه، وكمان مينفعش اسيب أسما لوحدها
اومأ برأسه متفهما..فقام بخلع جاكيته الجلد ووضعه على أكتافها
-خليه عليكي عشان يدفيكي...اعتدلت تمسك الجاكيت وتضعه على أكتافه
-انا مش سقعانة، ولابسة كتير اهو، انت مفيش حاجة غير القميص بس، هتبرد كدا، لوسمحت اسمع الكلام
ابتسم لها ابتسامة خفيفة، فدنى يتحدث
-بريئة وجميلة اوي حبيبتي
نظرت حولها تبعد عن نظراته الخارقة، شعرت بشيئا ثقيلا يوضع مرة أخرى على أكتافها،ثم نهض متحركا إلى يونس الجالس بجوار يحيى ووالد ليلى، قاطعهم خروج الطبيب
هب الجميع يتوقفون، توقف الطبيب أمامهم وتحدثت بلكنته الألمانية
-لقد انتهينا للتو، ولم يقابلنا اي مشاكل بالعملية
الامور تمت بيسر، ونرجو أن يكون نجاحها محققا
كانت اسما تقف وضربات قلبها تتقاذف بعنف، خوفا من نتيجتها..رفعت بصرها لليلى التي ضمتها تربت على ظهرها
-ان شاء الله هيقوم بالسلامة حبيبتي ولا يهمك، تعالي نصلي المغرب وندعيله..وضعت كفيها على أحشائها وانسابت عبراتها
- الولاد مش مبطلين ضرب فيا من الصبح، هما ممكن يكونوا زعلانين وحاسين
مسحت ليلى دموعها واحتضنت وجهها
-اسما بلاش تزعلي عشان ميأثرش على البيبهات، عايزة عريس بنتي يجي بصحة كويسة
ابتسمت اسما تضم ليلى وتبكي بقوة
-خايفة اوي ياليلى، خايفة لا النتيجة متكنش ايجابية، وقتها نوح هينهار،
ربتت على ظهرها وتحدثت بهدوء ، رغم خوفها
-اسما كل شيئ قدر ومكتوب، يعني نصيبنا وهناخده من الدنيا، أنتِ قولي يارب وربك هييسرها، ماهو بعد العسر يسر حبيبتي، هو ال هقولك، يابنتي دا أنتِ قصتك يتعملها كتاب
ابتسمت من بين دموعها
-ربنا يخليكِ ليا ياليلى، كنتِ نعم الصديقة في السراء والضراء، أمسكت ليلى خدودها وابتسمت
-ايوة كدا، عدي جمايلي عشان هتحاجها قدام
تحركت اسما عندما وجدت زوجها متجها للعناية، وخلفه والده وراكان...أما يونس وحمزة جلسوا بجوار عاصم بإنتظار افاقته
توقفت أمام الغرفة، بجوار يحيى تنظر من خلف الزجاج الشفاف وتسائلت بقلبا يأن وجعا
-قولي ياعمو، نوح كويس، المهم يكون كويس، صدقني لو فضل كدا عندي احسن مايروح مني
ضمها يحيى لأحضانه
-هيكون كويس حبيبتي، صدقيني هيكون كويس، اصلا الاشاعات والتحاليل بينت إصابات بسيطة بالعمود الفقري الحمد لله على كل حال
بفيلا النمساوي
جلست بجوار امجد تشاهد الفيديوهات التي توضح ركوب ليلى بسيارة غنى
- شوفتيها قبل كدا...هزت رأسها رافضة
- لا مشفتهاش، بس اسمها مش غريب عليا. وصل قاسم وجلس بجوارهم
-بتعملوا ايه، راكان لسة مرجعش من المانيا ولا ايه
أمسكت هاتفها وتحركت
-هكلمه، المفروض نوح يعمل العملية النهاردة هتصل واعمل نفسي مهتمة
رفع امجد حاجبه ضاحكا بسخرية
-اه وحياتك، وعيطي شوية وقوليله كدا ياقاسي تسبني اسبوع كامل في حضن امجد
رفعت سبابتها على شفتيها
-بس الفون بيدي جرس، أجاب راكان بعد فترة
-ايوة يانور..ابتسمت وهي تحادثه
-ممكن تفتح الكاميرا حبي وحشتني عايزة اكلمك
فتح الكاميرا متوقفا أمام العناية وخلفه الدكتور يحيى وأسما
-فيه حاجة؟! ابتسمت له وتحدثت
-راكان وحشتني، ايه بلاش اطمن على حبيبي ولا ايه...ابتعد بنظره يراقب ليلى التي تجلس بجوار سيلين وعيناها تراقبه، ابتسم واجابها ومازالت عيناه عليها
-انا كويس الحمد لله..لو مفيش حاجه مهمة ممكن تقفلي، زي ماانتِ شايفة مينفعش اتغزل فيكي والوضع هنا مش تمام
جلست على الأريكة ورفعت ساقيها فوقها تمسك بخصلاتها
-يعني لو كنت معاك دلوقتي مكنتش هونت عليك، رفع وجهه بشبه ابتسامة ساخرا واتجه ينظر إليها
-قلبك معايا ياحبيبتي، لازم اقفل خلي بالك من نفسك
استنى بس، انت على طول كدا، نسيت أسأل عن نوح، عمل العملية ولا لا؟!
زفر محاولا السيطرة على نفسه حتى لايغلق بوجهها
-عملها ولسة مفقش، بنستنى، سلام ، هكلمك لما أفضى..قالها واغلق هاتفه سريعا متجها لليلى
وصل إليها، وبسط يديه
-تعالى عشان ناكل، أنتِ من الصبح ماأكلتيش، توقفت سيلين تصفق بيديها
-ايه اخيرا راكي هيعزمنا
دفعها حتى هوت على المقعد
- هو مين دا ال عزمك ياختي أن شاءالله، روحي لجوزك يعزمك، اتجهت بنظرها إلى يونس الذي يتحدث مع حمزة، وأردفت بحزن
-يعني مش هتاخدني معاكم..جذب ليلى واوقفها قائلا
-لا متبقيش باردة وروحي اتغدي مع دكتور الستات
توقفت ليلى رافضة عندما وجدت حزنها
-اطلب اكل هنا، عشان اسما، مينفعش نمشي ونسبها لوحدها
جذبها متحركا قائلا
-اسما نامت، الدكتور يحيى ادلها مهدئ عشان تعبت من الوقوف من الصبح، وكمان هو هيجبلها اكل، متخافيش عليها، مينفعش تخرج وهي كدا
وضعت رأسها بذراعيه
-ليه زعلت سيلين، دلوقتي تقول عليا خطفتك منها .توقف ينظر إليها
-اكيد بتهزري، هي سيلين طفلة عشان تفكر في كدا، وبعدين انا عملت كدا مخصوص عشان تقرب من يونس، يونس عمل كل حاجة وهي دماغها جذمة زي واحدة صحابتنا
هزت راسها ببراءة وتسائلت
-ياترى مين صاحبتك دي ياحبيبي!!
فتح باب السيارة ونزل برأسه يهمس بجوار أذنها
-تنينتي حبيبة قلبي..توردت وجنتيها، فاستقلت السيارة دون حديث
استقل السيارة بجوارها متحدثا للسائق، يخبره عن المكان..جذبها يقربها إليه وضعت الجاكيت على اكتافهما، تحاوط خصره بذراعها
-هو ينفع نروح البيت، تعبانة وعايزة ارتاح شوية، لحد مانوح يفوق بالسلامة
طبع قبلة على رأسها
-ال تؤمري بيه، المهم تكوني مرتاحة، وضعت كفيه على بطنها ورفعت بصرها تنظر إليه بعيونا سعيدة
-حاسس بيها، شوفت بتعمل ايه ..حرك كفيه، وهناك شعور لذيذ يتدفق بأوردته
-مش بتوجعك كدا..كان وجهها قريب من خديه، فطبعت قبلة وأردفت
-تؤ، بالعكس دا اجمل احساس، لما تحس بيه
ضمها بقوة لصدره
-مش مصدق تيجي واشوفها واشيلها ياليلى، عايزة احس بطعم اللحظة دي بيكون ازاي، لما ولدتي امير، حسيت اني بشيل سليم، لأن فيه كتير، كنت فرحان اوي بيه، ولما ضمته حسيت بإحساس حلو اوي، تفتكري بنتي هيكون احساسي بيها ازاي
تشابكت اناملهما واجابته
-دا ميتقلش ياحبيب ليلى، دا احساس يتحس من غير كلام
حاول اخفاء ابتسامته قدر المستطاع ولكنه لم يستطع، عندما أدارت وجهه إليها
- ايه مش عجبك كلامي، طيب بكرة لما تشلها هتعرف
لا ياقلبي مصدقك طبعا، بس انتوا الستات حساسين اوي
رفعت نفسها وهمست بإغراء بجوار أذنه
-لما الواحدة تكون حامل من حبيبها بيكون الاحساس مختلف ياحبيبي، لانه بيكون اغلى من نفسها
ابتسم بجاذبية واتسعت عيناه بحبور متعلقة بليلها
-ياترى فيه اختلاف بين حملك في أمير، والحمل دا
أطبقت على جفنيها تضع رأسها بصدره
-بلاش السؤال الصعب دا ياراكان، الاتنين ولادي، انا قصدي الاحساس عامة بيكون ايه، بما أن حملي المرادي منك فدا في حد ذاته احساس يعجز عن وصفي، بس مش معنى كدا يبقى احساسي بأمير اقل، انا قصدي الحمل ..وضع إبهامه على شفتيها عندما وجد تبدل حالة عيناها من السعادة للحزن، فدنى يهمس بجوار شفتيها
-اهم حاجة عندي في الاتنين أنهم منك، الباقي ميهمنيش
رفعت بصرها ونظرت لعيناه القريبة منها
-راكان انا بحبك قوي..دنى يطبع قبلة بجانب شفتيها ..واسترسل بعينان تهيم عشقا
-راكان بيحب لولته اغلى من أي حاجة في الدنيا
-يعني مش هتندم،، تسائلت بها ليلى
هزة عنيفة أصابت جسده، وإحساس عميق يجتاح كيانه، فأخذ يضمها بقوة ليشعرها بما يشعر به متحدثا
- ندمان الوقت ال ضاع واحنا بعيد عن بعض، حقيقي ندمان على كل وقت عدى علينا واحنا بعيد عن بعض، من اول ماشفتك لحد اللحظة دي، بتمنى ايام كتير اوي تعدي علينا واحنا مع بعض
قبلت كفيه الذي يضم به وجهها
-ان شاء الله هنكبر مع ولادنا،،، قاطعهم وصول السيارة لمنزلهما. ترجل متجها اليها
ترجلت صاعدة معه للأعلى، دلفت للداخل اسرع إليهما امير
رفعه راكان للأعلى وهو يقهقه معه بصوته الطفولي..وضع قبلة على خديه
-عملت ايه حبيب بابي..امسك يديه متجها لألعابه المركبة، وهو يصفق بيديه الصغيرة
-مس تاليا، لعب نا اد البحر..جلس على عقبيه أمامه ووضع كفيه بخصلاته
-ميرو حلو وجميل وسمارت اد البحر، دلف لأحضانه وهو يبتسم له، وتحدث بصوته الطفولي
-انا احب بابا اد البحر...كانت تقف تستند على الجدار، تطالعهما بحب..دلفت للداخل، بعدما وجدته يجلس بجواره ويعلمه بعض الألعاب الأخرى
-جهزي الغدا ياأغا، ثم اتجهت ببصرها لداليا
-امير عمل ايه النهاردة
لعب شوية واتفرج على بعض الألعاب الإلكترونية المسموح بيها لسنه، ورسمنا شوية، وكمان قرأتله قصة سيدنا يوسف زي ماحضرتك طلبتي
-شكرا ياداليا، يبقى غيرله وانزلي تحت شوية بس بلاش ايس كريم الجو برد، ومتنسيش تلبسيه تقيل
قالتها وتحركت لداخل غرفتها، قامت بخلع حجابها واتجهت لمرحاضها تنعش نفسها بحمام دافئ
خرجت بعد قليل تجلس أمام المرآة تقوم بتجفيف خصيلاتها، وجدت بعضها يتساقط
نظرت للمرآة بحزن
-اوف، اوف..اهو ال كنت خايفة منه..وجدت من يحاوطها من الخلف، نزل لمستوى جلوسها وحاوطها بذراعيه
-حبيبي بيكلم نفسه في المراية ليه..استدارت برأسها له
-لا مفيش، افتكرت حاجة بس..تناول منها المجفف الكهربائي وبدأ يجفف خصلاتها
-زعلانة من ايه؟!..تسائل بها بعدما أنهى مافعله
نهضت تقف بمحاذته
-مفيش حاجة حبيبي، ادخل خد شاور عشان ناكل، عايزة انام بطريقة متتخيلهاش
جذبها لأحضانه يحاوطها بذراعيه حتى اختفت بأحضانه تحاوط خصره
-قوليلي مين مزعل مولاتي..تمسحت به كقطة آليفة، تشد من احتضانه كأنه سيبتعد عنها
-ينفع انام دلوقتي ماليش نفس للأكل عايزة أنام بس
أخرجها من أحضانه، ثم رفع ذقنها بأنامله
-مالك حبيبتي، بتحاولي تهربي مني ليه
تنهدت مبتعدة تجلس على مخدعهما
-مش عجبني حالنا دا ياراكان، لازم تفكر في حاجة تانية غير اني افضل بعيد عن مصر
دلوقتي نوح عمل العميلة، وأكيد هترجع مصر، وهنفضل هنا
احتضن وجهها وقربها إليها يلتقط ثغرها بقبلة شغوفة، وضع جبينه فوق جبينها قائلا بأنفاس متقطعة
-لا هتنزلي معايا، مش هتقعدي هنا تاني، لامس وجنتيها بظهر كفيه، يتعمق بعينها واسترسل هائما
-مبقتش قادر استغنى عنك مولاتي، لازم كل يوم تباتي في حضني، وميرضنيش اشوف العيون الحلوة دي حزينة
، لامس خصلاتها ووضعها خلف أذنيها وأكمل
-مستعد احرق الكون بس خلي حد يقرب منكوا، صدقيني ادفنهم احياء
لمعت عيناها بسعادة، رفعت نفسها تحاوط عنقه تهز رأسها بشقاوة
-انا قولتلك قبل كدا بحبك...اغمض عينا وفتح الأخرى، متصنعا التذكر
-مش فاكر، هو من جهة الكلام، أنتِ رغاية اوي بتتكلمي كتير، بس أفعالك قليلة
جحظت عيناها مما تفوه به، لكزته بصدره
-انا رغاية ياراكان، ومبعملش حاجة، غير كلام..طب وسع كدا، ابعد عن الرغاية
حملها بين ذراعيه مقهقها على تمردها الطفولي
-طيب مستعد اشوف أفعال بس، قالوا للكذاب احلف ياروحي، دلوقتي هحكم وانا استاذ القانون
وضعت رأسها بصدره بعدما علمت مايشير إليه
اقترب بوجهه منها قائلا بأنفاس تمر فوق شفتيها
-عايز اشوف قوة الهندسة مقابل القانون ..أتت لتتحدث، ولكنه سبقها عندما احتضن شفتيها يغرقها بقبلاته المسكرة ليبث لها ترانيم عشقه
❈-❈-❈
بالمشفى عند حمزة كان يتحدث بهاتفه
- أيوة ياجاسر خير، فيه حاجة
وقف جاسر بعيدا عن أجهزة الانصات وتحدث
-حمزة نورسين عرفت أن ليلى خرجت من مصر بمساعدة راكان
توجه حمزة للنافذة بعيدا عن يحيى متسائلا
-عرفت ازاي؟!
كان جاسر يطالع الشاشة أمامه فأردف
-سمعتهم لازم تبلغ راكان، مش عارف أوصله
تمام..قالها حمزة ثم أغلق هاتفه..اتجه يونس يقف أمامه
-فيه حاجة ولا ايه..ابتلع غصة مؤلمة عبأت حلقه وتحدث
-الايام الجاية هتكون صعبة على راكان قوي يايونس، لازم نسانده
انكمشت ملامحه بألم وتبدل حاله للحزن قائلا
-فيه حاجة عرفتها من فترة، بس خايف اقول لراكان..
طالعه حمزة بعيناه منتظر حديثه..جذبه يونس متجها للمقاعد وجلس واجلسه بجواره
-سارة قالتلي انها كانت عارفة راكان بيحب ليلى قبل ماتتجوز سليم، ومعرفش حد كان عارف كدا تاني ولا لا، وبما أنهم بيحضروا حاجة بعد ماعرفت حاولوا يقتلوا جدي، تفتكر ممكن يستغلوا دا اتجاه راكان ، انا مش عارف افكر، كل مااجي أقوله مااقدرش
اتجه إليه حمزة قائلا
-كويس انك مقولتلوش، عشان حلا حاولت تلعب معاه في الحتة دي، بس راكان مش بالغباء دا، بس لو كنت قلتله، كان ممكن يشك
قطب يونس حاجبيه متسائلا
-تقصد ايه؟!
هتعرف لما راكان يجي