-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 28 - 1 - الثلاثاء 28/11/2023

  

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثامن والعشرون

1

تم النشر يوم الثلاثاء

27/11/2023

(تحالف)



مساءا دلفت من المطبخ بعد أن أعدت لهما شيئا بيدها فهي أرادت مصالحته عما اقترفته في حقه صباحا فلطالما كان كريما معها أحبها دون أن ينتظر منها مقابل وهي قابلت ذلك بكل جحود في بداية الأمر.

لكن الآن أصبح الهواء الذي تتنفسه فليس كما يقال إن البدايات لا بد من أن تكون جميلة بالعكس فلربما كانت النهايات أجمل وأوقع بكثير.

استغرقت ساعات كاملة كي تعد نفسها لمقابلته حيث إنها أخذت حماما باردا ثم ارتدت فستان قصير من اللون الأرجواني وصففت خصلاتها السوداء بعناية ومن ثم وضعت مستحضرات التجميل كي تكون في أبهى صورها

تأملت هيئتها برضا ثم نظرت في الساعة فوجدتها تشير إلى العاشرة دقائق قليلة وكانت تستمع إلى صوت سيارته تقترب.

صفقت بحماس ثم وقفت خلف باب الجناح تنتظره ريثما يصعد تذكرت أنه غاضب منها لذا لن ينام في جناحهما ففتحت الباب قليلا وعندما أبصرته يدنو من جناحهما تنهدت براحة إلا أنها أبصرته يبتعد متجها إلى الناحية الأخرى فلم تفكر مرتين إذ ركضت باتجاهه تعانقه من الخلف بقوة وتقـ بل ظهره قبـ لات متتالية مغمغمة باعتذار: أنا آسفة أوي يا أدهم آسفة أوي يا حبيبي بس أرجوك ما تبعدش عني النهاردة عارفة إن أنا جيت عليك كثير بس أنت طول عمرك بتسامحني عشان خاطري سامحني يا أدهم.


أغمض عينيه بقوة عندما غزت رائحتها الحلوة أنفه فابتسم ثم استدار إليها يضمها إلى صـ دره بقوة هامسا بخفوت: للأسف يا ديدة أنا ما اقدرش ازعل منك أبدا.


تشبثت به أكثر وهمست هي الأخرى في أذنه بنظرة طاحت بما تبقى له من عقله: أنت أحلى حاجة حصلت لي في حياتي وعوض ربنا ليا اللي عمري ما هافرط فيه أبدا.


ضمها إليه ثم حملها من خصـ رها وهو يهمس بوقـ احة: الظاهر ان ليلتنا هتبقى طويلة النهاردة.


❈-❈-❈


بعد أن طلبت من الخادمة أن تعد لها كوبا من الحليب الممزوج بالشوكولاتة حملتها بين ذراعيها وقبـ لت وجنتها بفتور متسائلة باهتمام: قولي لي يا عشق يا حبيبتي بابي مبسوط مع شمس؟


أومأت لها الصغيرة بحماس ثم أجابتها بعفوية: بيحبها خالص يا مامي وبيعمل لها اللي هي عيزاه وهي كمان قالت لي إنها بتحب بابي خالص.


صكت ناريمان على أسنانها بقوة ثم حملتها من على قدميها زاجلستها بجوارها هاتفة وهي تستقيم واقفة: هعمل تليفون وارجع لك على طول يا حبيبتي والدادة هتجيب لك الشوكولاتة تمام؟


أومأت لها الصغيرة.

صعدت ناريمان إلى غرفتها وبحثت عن هاتفها حتى عثرت عليه ثم عبثت به قليلا حتى وجدت ضالتها ضغطت على زر الاتصال ثم وضعته على أذنها حتى استمعت إلى صوته العابث على الطرف الآخر يقول: ايه يا نونة يا حبيبتي وحشتك ولا ايه؟


أجابته بجدية: لا وانت الصادق عايزاك في مصلحة.


صمت ينصت لها في اهتمام

فتابعت: هو انت قابلت مراد عواد النهاردة؟


ايوة عرفتي منين؟


ابتسمت بنصر ثم أجابته: من بنتي أصل هي قالت لي ان باباها اتخانق مع واحد النهاردة فخمنت ان انت قل لي يا فادي مراد مسك فيك ليه؟


اجابها ببرود وكأنه يتحدث عن حال الطقس: ابدا ما فيش مراته الجديدة عجباني وقلت له كده بصراحة.


اتسعت ابتسامة ناريمان ثم هتفت بشيطانية: يبقى اتفقنة يا دودي انت تاخد مرات مراد وانا أرجعه ليا تاني.


أطلق صفيرا من فمه يدل على انه مستمتعا ثم تساءل بوقـ احة: ليه عشان ترجعي تخونيه تاني ولا ايه!


أجابته بحدة: ملكش فيه المهم انت معايا ولا ايه؟


صمت قليلا يفكر وسرعان ما تذكر صورة تلك الصغيرة فأجابها دون وعي: طبعا معاكي يا نوني.


❈-❈-❈


أمام مرآتها الكبيرة جلست تصفف خصلاتها بعناية بعد أن ارتدت فستان من اللون النبيذي ثم رشت عطرها بغزارة ووضعت القليل من مستحضرات التجميل مما جعلها فتنة لكل من يراها.

فلقد دعاها آدم ابن عمها لتناول العشاء معه وهي بدورها لم تستطع الرفض بل رحبت بشدة كي تخرج نفسها من حالة الحزن واليأس التي اعترتها بعد ترك يوسف الرشيدي لها.

ففي وجهة نظري أن انسحاب الحب من القلب كانسحاب الهيروين من الدم


ابتسامة مريرة ارتسمت فوق كرزيتيها عندما تذكرت مشاكسته لها وتحديها له فكادت أن تذرف الدموع مجددا إلا أنها رفعت رأس إلى أعلى بكبرياء فيكفيها دموع وإذا كان هو قرر أن يعيش حياته فعليها أن تفعل بالمثل.

لوهلة ظنت انه كان محقا مما فعله معها لكن سرعان ما نهرت زاتها فإن كان يحبها حقا كما يقول لبقي معها مهما كانت الظروف فالحبيب لا يترك يد من يحب في منتصف الطريق.


واثناء حالة الشرود التي اجتاحتها أجفلت على صوت رنين هاتفها فايقنت أنه ابن عمها قد حضر وينتظرها بالأسفل لذا هبت واقفة وانتعلت حذائها ثم أمسكت هاتفها وحقيبة يدها الصغيرة التي تماثل لون الحذاء ودلفت للخارج راسمة ابتسامة خفيفة على وجهها ما زادتها إلا اشراقا وبهاء.


❈-❈-❈


بإحباط وانكسار ارتمت فوق فـ راشها تنتحب بقوة فبعد ما هيأت نفسها لقضاء ليلتها برفقته انتصرت عليها تلك الفريدة للمرة التي لا تعرف عددها واقتنصته منها ليقضي الليلة بين أحضـ انها هي عوضا عنها.

تعالت شهقاتها لوقت لا تعرف مدته ثم هبت واقفة بعد أن آتته فكرة مجنونة واتجهت إلى غرفة الملابس ملتقطة ثوبا فاضـ حا يكشف أكثر مما يستر ثم وضعت الكثير من مستحضرات التجميل وصففت خصلاتها القصيرة بعناية ودلفت للخارج بخطوات هادئة

فقابلتها فيروز تسألها بدهشة: مرام ايه اللي انتي عملاه في نفسك ده ورايحة فين كده وايه اللي انت لابساه ده؟


أجابتها بعدم اكتراث: خارجة.


اعترضت فيروز طريقها وهتفت بنفاذ صبر: اعقلي يا مرام الوقت اتأخر هتخرجي تروحي فين دلوقتي؟

وبعدين قلتي لأدهم؟


قهقهت بلا مرح ثم أجابتها: ادهم!

هو انا فارقة معاه أصلا عموما ابقي قولي له انتي ده لو سأل عني يلا باي يا طنط.


ألقت تلك الكلمات ثم أكملت طريقها للخارج تاركة فيروز تشيعها بنظرات غاضبة فبتصرفاتها الحمقاء تلك ستجعلها تخسر كل شيء وتخرب المخططات التي خططت لها من أجلها

لذا اتجهت إلى مكان بعيد عن الانظار وأجرت اتصالا هاتفيا بحازم الذي أجاب على الفور: أهلا أهلا فيروز هانم والله كنت...


قاطعته بسرعة: ما لوش لازمة الكلام ده يا حازم انا عايزاك تنفز الخطوة اللي بعد كده.


امتى؟


اجابته بجدية: يا ريت بكرة الصبح.


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي فتحت عينيها بانزعاج على صوت والدتها التي هتفت في عجالة: يله يا فرحة قومي خطيبك جه يفطر معانا وكمان قال لي إنه حابب ينزل معانا وأحنا بنشتري الحاجات النهاردة.


اعتدلت في جلستها متسائلة بفظاظة: وده جي معانا يهبب إيه ده!

احن نازلين نشتري حاجات حريمي وبعدين مين اللي هيودي يونس الحضانة النهاردة أنا مش عارفة احنا هنرجع أمتى.


أجابتها والدتها وهي تتجه للخارج: مش لازم يونس يروح الحضانة تبقى وديه عند الجيران لحد ما نرجع يله قومي بلاش لكاعة عشان تساعديني نجهز الفطار  والنبي خسارة فيكي الواد اللي زي البلسم اللي قاعد برة ده.


تابعتها بناظريها حتى أغلقت الباب من خلفها ثم هبت من مكانها تغمغهم بحنق: ده إيه البرود ده حد ييجي لحد بدري أوي كده دي حاجة تقرف والله أبو الجواز على اللي عايز يتجوز في ساعة واحدة.


وقبل أن ترتدي خفها تذكرت يونس فاستدارت مرة أخرى تجلس بجواره فوق الفـ راش تربط فوق خصلاته بهدوء وراحت تنادي عليه: يونس يله يا حبيبي قوم.


غمغم بصوته الناعس: سيبيني نايم يا فرحة أنا مش عايز أروح الحضانة.


زفرت بنفاذ صبر ثم أجابت: ما فيش مرواح الحضانة النهارده يا يونس عشان أنا وتيته ريحين مشوار.


اعتدل في مكانه يهتف بسعادة: بجد يا فرحة مش هاروح الحضانة؟


أومأت له بالموافقة.

فقفز عليها يحتـ ضنها بقوة ومن ثم طبع قبـ لة عميقة فوق وجنتها مغمغما: أنا بحبك خالص يا فرحة.


احتـ ضنته بقوة وراحت تضحك بمرح: يله يا بكاش  كل ده عشان ما فيش حضانة عموما أجري اغسل وشك عشان هروح أساعد تيته في تحضير الفطار:

تابع قراءة الفصل