-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 28 - 2 - الثلاثاء 28/11/2023

 

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثامن والعشرون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

27/11/2023



مستندا فوق إطار باب المطبخ يراقبها وهي تعد وجبة الإفطار وهي تدندن بسعادة: هو ده اللي كان ناقصني حلو وكاريزما وعاجبني قلبي شافه نط فجأة من مكانه وراح بايسني.


  توقفت عن الغناء ثم هتفت بسعادة وهي تغمض عينيها: والنبي أنتي ظالمة يا شيرين كان لازم تقولي حلو اوي اوي اوي اوي وبعدين تقولي وكاريزما وعاجبني يله مش مشكلة والله يا خسارتي في البلد دي.


عادت تردد تلك الأغنية مرة ثانية غافلة عن الذي يقف يبتسم بقوة على حديثها مع نفسها فتلك الصغيرة أضافت نكهة جديدة على حياتهم على الرغم من تردده في خوض تلك التجربة مجددا لكنه حمد الله لأنه منحه فتاة مثل شمس فهي عكس زوجته السابقة في كل شيء والأهم من ذلك أخلاقها العالية التي تربت عليها.


تنهد بقوة ثم استغل انشغالها في إعداد الطعام ودنا منها بلطف محتـ ضنا  خسـ رها بقوة مسندا بذقنه فوق منكبها وهو يهمس بسعادة في أذنها: كنتي بتقولي إيه بقى؟


استدارت إليه تهتف بمرح: كنت فاكر أنك هتخضني أنا عرفتك أول ما قربت مني على فكرة ريحه برفانك فضحاك يا بابا.


قبل وجنتها بقوة ثم تساءل مجددا: ما قلتليش بقى كنتي عايزة شيرين تعدل ايه في الاغنية وانا هقول لها.


ابتسمت ببلاها: بجد والله هتقول لها تعدلها هو انت تعرف شيرين؟


أومأ لها بالموافقة وهو يكبت ابتسامته بصعوبة.

فتابعت: حيث كده بقى انا عندي مجموعة أغاني ليها محتاجة تعديل وتظبيط وهبقى أقعد معاك على رواقة عشان تقول لها عليهم أو أقول لك اديني بس انت رقمها وانا هتصرف معاها.


قهقه بمرح ثم ضمها إلى صـ دره وهو يعتصرها بقوة غافلا عن خطة قذرة تحاك ضده للايقاع بينهما.


لكن هل يا ترى ستنجح تلك الخطة؟

أم أن مراد سيكون بالمرصاد ويستطيع حماية زوجته التي راهن على أخلاقها وتدينها منذ ارتباطه بها.


❈-❈-❈


انتهى من ارتداء ثيابه ثم دلف للخارج قاصدا والده اتجه إلى الشرفة بعدما دلته والدته على مكانه ألقى تحية الصباح ثم جلس قبالته وهتف بجدية: بابا أكيد ماما بلغتك امبارح باللي جاي أفاتح فيه حضرتك النهاردة.


أومأ له والده ثم سأله بهدوء: طيب وناوي على امتى إن شاء الله؟


أجابه يوسف: بكرة إن شاء الله يا حاج.


رانا الصمت بينهما قليلا حتى عاجله والده بسؤال: شكلك مش مبسوط يا يوسف. مع ان المفروض انك تكون طاير من الفرحة أنت مغصوب على الجوازة دي يا واد ولا إيه؟


اغتـ صب يوسف ابتسامة مجاملة ثم هب واقفا يدعي الانشغال نظر في ساعة يده: أيوه ده أنا تأخرت أوي يا حاج لما ارجع نبقى نكمل كلام إن شاء الله.


وهنا تأكدت شكوك والده وأيقن بأن يوسف يخفي عليه شيئا أو بالأحرى تلك الزيجة لم تكن على هواه

إذا ما السبب الذي جعله يتخذ خطوة كهذه ولماذا؟


راحت الأسئلة تدور في رأسه حتى قطع شروده صوت زوجته التي وضعت أمامه فنجان من الشاي: سرحان في إيه يا أبو يوسف؟


أشار لها بالجلوس وأجاب:  في حاجة  فيوسف أصله شكله مش مبسوط بالجوازة دي لدرجة اني قلت له هو أنت مغصوب على الجوازة طبعا أنا كنت بقولها بهزار بس دلوقتي أنا حاسس أنها بجد ما تعرفيش حاجة ما جربتيش تجرجري محمد في الكلام؟


هزت رأسها نفيا ثم أجابت: أزاي بس يا حاج ده محمد بيقول إن هو اللي اختارها بنفسه يبقى مغصوب ازاي يعني؟


صمت الحاج رشيدي يفكر في الحديث مليا ثم هتف: ولا يكون في الولا طمعان في البنت لمجرد أنها غنية وبت ناس وفلوس...


قاطعته زوجته باستنكار: إيه اللي أنت بتقوله ده يا حاج يوسف متربي وعينه مليانة مش يوسف بس عيالك كلهم استغفر ربنا كده يا حاج تلاقيه بس قايم مزاجه مش رايق ولا حاجة أو هو مش نايم كويس أما أقوم اصحي محمد عشان عنده محاضرات بدري.


شيعها بنظرات غير مفهومة ثم راح يفكر مرة ثانية فيما يحدث لابنه البكري فهو على يقين بأنه محق في الشعور الذي راوده منذ قليل فحالة ابنه خير دليل لحديثه.


❈-❈-❈


نهضت من جواره ثم أخذت حماما سريعا وارتدت إسدالها دالفة للخارج وهي تشعر بملل خاصة وأنها باتت بمفردها الآن بعد أن ذهبت عشق إلى منزل والدتها

هبطت الدرج وابتسامة كبيرة تزين وجهها البريء فهي الآن تعيش أسعد وأجمل أيام حياتها مع ذلك الرجل الذي أعجبها منذ النظرة الأولى والذي لم تتخيل في أقصى أحلامها بأنها ستكون زوجته يوما ما.

اتجهت إلى المطبخ واعدت لها كوبا من القهوة الممزوجة بالحليب ثم دلفت للخارج إلى حديقة البيت تستمتع بالهواء النقي.

راحت تدور بسعادة وهي تتنقل بين الورود المختلفة وتشتمها دون أن تقطفها.

وفي خضم تلك اللحظات السعيدة التي تشعر بها شعرت بحركة خفيفة خلفها انقبض قلبها ثم استدارت ببطء ظنا منها أنها تتوهم لكن تجمدت أطرافها وتشبثت أقدامها بالأرض وكأنها تمثال نحت من حجر عندما أبصرت وجهه

انه نفس ذلك الرجل الذي قابلته بالأمس مع زوجها يرمقها بتلك النظرات المتفحصة التي جعلتها تشعر بالاشمئزاز.

فتحت فاتها لتتحدث وتوبخه على مجيئه هنا إلا أن الكلمات لم تسعفها فاستدارت عازمة على الركض والدخول للاحتماء في أحضـ ان زوجها الحبيب

إلا أنها بقيت فاغرة الفاه عندما استمعت إلى صوته المشاكس يقول: على فين بس يا مدام مش تسمعي وتعرفي أنا عايز منك إيه؟


❈-❈-❈


سعادة كبيرة تجتاحها منذ استيقاظها فلقد غمرها أدهم كعادته منذ زواجها بالحب والأمان والراحة مما جعلها تشعر وكأنها ليست على الأرض بل تحلق في السماء كعصفور جميل.

تنهدت بعشق عندما تذكرت قبـ لته الصباحية فوق جبينها قبل رحيله لأنه لديه الكثير من الأعمال

والأجمل من ذلك بأنه لم يتعمد إيقاظها يا الله كم باتت تحب ذلك الأدهم بل مجنونة به وبكل تفاصيله

لعنت نفسها مرارا على ظنها السيئ به ومعاملتها القاسية معه لكن هذا ليس مهم الآن فهما قررا أن يفتحا صفحة جديدة كما أنه أخذ منها عهدا بألا تخفي عليه شيئا مجددا  وهي تعهدت أمامه بذلك وأقسمت بألا تخذله مرة ثانية.

كادت أن تتجه إلى غرفة تالين للاطمئنان عليها إلا أنها توقفت عندما استمعت إلى صوت رسالة من هاتفها.

التقطته وفتحتها وسرعان ما تحولت سعادتها إلى حزن عندما قرأت محتوى الرسالة:

"صباح الفل يا ديدة وحشتيني أوي مستنيكي النهاردة في النادي وعلى الله ما تجيش ساعتها هاضطر أجي لك أنا سلام".


قبضت على الهاتف بقوة وانسابت عبراتها ثم أطلقت سبابا لازما لذلك الحازم الذي يأتي دائما في الوقت الخطأ ويعكر صفوها


صكت على أسنانها بغضب عندما تذكرت تهديده لها فإن لم تذهب إليه سيأتي هو مرة ثانية.

ظلت تفكر وقت طويل وقلبها ينبض بقوة حتى حسمت أمرها واتخذت قرار لا رجعة فيه فهي ليست وحيدة وقليلة الحيلة كي يستغلها أحدا ويهددها فرفعت هاتفها وفتحته مرة ثانية عازمة على التخلص من ذلك الحازم للأبد.



..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة