-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 43 -3 - الإثنين 11/12/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل الثالث والأربعون

3


تم النشر الإثنين

11/12/2023



جلس الجميع على طاولة الطعام ثم إجابته ليلى

-كيان نايمة ولما بتصحى مابتبطلش زن والله ياعمو، والصراحة مبحبش اخدها في مشوايرنا مبنعرفش نقعد منها 

قاطعت حديثها أسما قائلة 

-فعلا ياعمو، يوم ماكنا عند درة مبطلش زن، معرفش البت دي صعبة جدا 

اتجه نوح إلى راكان ورمقه ساخرا

-بت رزلة شبه باباها..كان يطعم يامن فرفع نظره إليه واجابه متهكما

-بلاش انت، الله يرحم رزالتك، يونس لسة موجود 

طيب ايه هتفضل نتكلم والأكل برد ...فرغوا من الطعام بعد قليل ..اتجهت ليلى تجلس بجوار أسما 

-وحشتيني يااسوم، من زمان متكلمناش ، شايفة الدكتور يحيى على طول هنا 

وضعت رأسها على الأريكة 

-مبقدرش يبعد عن الولاد ياليلى ، وكمان طنط كانت هنا وروحت النهاردة ، مبقوش يبعدوا عننا 

ربتت ليلى على ظهرها

-ربنا يسعدك حبيبتي..اعتدلت اسما وتسائلت 

-عاملة ايه مع راكان، شايفة السعادة على وشك حبيبتي

اتجهت بنظرها إليه وهو يجلس بجوار يحيى ويتحدث معه

-لسة بتسألي راكان بالنسبالي ايه ياأسما 

اخرجت تنهيدة موؤلمة ثم اتجهت بنظرها إلى أسما 

-هموت لو حصله حاجة يااسما، قالتها بعينان مترقرقة بالدموع 

سحبت اسما كفيها بذهول

-ليلى ..أنتِ مجنونة،بتعيطي 

وضعت كفيها على فمها تمنع شهقة وتهز رأسها بدموعها التي تساقطت رغما عنها

-دايما عندي احساس أني هفقده، حاسة ربنا هيعاقبني بحرماني منه بسبب جوازي من سليم

نهضت اسما وسحبتها بعدما رأتها فقدت السيطرة على نفسها ..رفع نظره سريعا إليهما 

-رايحين فين؟!..تسائل بها راكان 

استدارت اسما بابتسامة

-ايه ياحضرة المستشار هخطفها ولا ايه، هنقعد برة شوية ..كانت نظراته تخترق تلك التي لم تستدير له ولا تعطيه أهمية 

نهض متجها إليهما عندما شعر بوجود أمرا ما..ولكن امسك نوح غامزا

-ايه ياعم العاشق احنا مش مالين عينك، سبهم مع بعض شوية

كانت نظراته على خروجهم ثم استدار إلى نوح كالتائه المشتت واجابه 

-ابدا، بس خايف يروحوا عند الأحصنة مش اكتر 

جلس وعقله منشغلا بزوجته، ولكن جذب تركيزه نوح عندما سأل 

-مجبتوش يونس وسيلين ليه، وحشوني 

استدار إليه بنظراته 

-يونس من وقت مارجع من شهر العسل وهو مضغوط جدا في الشغل، حتى مبقاش يروح الشركة خالص 

بالخارج جلست تبكي فجأة 

طالعتها اسما مذهولة من حالتها :

-ليلى مالك ايه ال حصل لدا كله 

وضعت كفيها على صدرها 

-معرفش ياأسما دايما عندي يقين أن ربنا هيحرمني من السعادة دي 

احتضنت وجهها بين راحتيها وازالت عبراتها 

-ليلى هو انتِ كنتي غلطي في حق سليم، أو خونتيه حبيبتي، ليه بتشيلي نفسك اكتر من طاقتها، ليه مااخدتهاش أن جوازك من راكان عوض

رفعت ذقنها ونظرت لعمق عيناها 

-دا شيطان بيحاول يسلب سعادتك ياقلبي، فكري في حياتك وبس

وضعت كفها على وجهها 

-من وقت ماخلفت كيان وعندي وسواس رهيب، وبيزيد كل ماراكان بيحاول يسعدني بأي طريقة

ربتت على كفيها وأردفت بهدوء

-ليلى بلاش وسواس حبيبتي وربنا يباركلك في جوزك، من الأفضل طلعي صدقة ودامي على الاذكار وقراءة القرآن

ال بيلجأ لربنا عمره مابينضر ابدا حبيبتي..قاطعهم وصول راكان ونوح 

-ايه مش هنروح ياليلى، ولا القعدة مع اسما نسيتك ولادك 

نهضت متجهة إليه بعد توديعها لأسما 

استقلت السيارة بجواره بصمت ..جذبها حتى وضعت رأسها على كتفها وحاطته بذراعه

-راكان بحبك أوي ..رفع كفيها وطبع قبلة عليها 

-راكان بيعشقك يامولاتي..سندت رأسها تعانق أنامله وتضغط عليها 

استغرب حالتها 

-مالك حبيبي ، كنا كويسين 

همست له 

-وحشتني..ايه مينفعش جوزي يوحشني 

رفع حاجبه مبتسما بسخرية

-ليلى هو انت حامل 


❈-❈-❈


عند يونس وسيلين استيقظت بعد فترة وجدته نائما بجوارها ، تذكرت حديثه قبل نومه،ابتسمت بخجل ، نعم تعشقه ولكن كيف لها أن تتغاضى عن مافعله يوم زفافهم..دنت من أنفاسه ترسمه بنظراتها العاشقة لأول مرة يكون بهذا التقارب..رفعت كفيها على وجهه تتلمسه بعشق ثم اقتربت تضع رأسها بعنقه 

-بحبك اوي اوي بس قلبي وجعني منك اعمل ايه عشان انسى وجعك دا

ضمها بقوة لأحضانه عندما شعر بها، حاولت الخلاص من قبضته ولكنها لم تقو عليه

-متحاوليش ياحبي، دخول الحمام مش زي خروجه 

دفعته بقوة 

-يونس مضيقنيش، ابعد..دنى واضعا رأسه بعنقها يستنشق رائحتها 

-سيلي مش كفاية عقاب..توترت من أنفاسه القريبة، ظل يهمس لها بكلماته العاشقة حتى سكنت بأحضانه تبكي 

-يونس انا تعبانة بحبك وزعلانة منك،عايزة اعاقبك وفي نفس الوقت مش قادرة ابعد عنك..ازاي قدرت تبعد عني طول الشهر دا 

أخرجها من أحضانه ينظر إليها بصدمة 

-انا ياسيلين مش انتي ال طلبتي كدا، مش انتي ال قلتي هتموتي نفسك لو قربت منك

لكمته بصدره وبكت: 

-وانت ماصدقت صح، قولت احسن أنها جت من عندها، قطع حديثها بقبلة علها تصمت بعدها 

بعد عدة ايام، يجلس بغرفة مكتبه يشاهد عملية لاستئصال الرحم..

دلفت إلى مكتبه..كان منشغلا ببعض المشاهد الطبيبة لعملية استئصال الرحم

قفزت فوق مكتبه وهي ترتدي كنزة عارية الأكمام بقصة مفتوحة الصدر، وبالاسفل هوت شورت..جز على شفتيه، رافعا حاجبه ساخرا

-السما بترمي نسوان ولا ايه

لكمته بصدره 

-جعانة يابتاع النسوان..انا آنسة مش نسوان 

قهقه عليها بصوته الرجولي وأشار على نفسه

-معلش ياروحي اصلي مبتكشفش على آنسات بشوف نسوان بس

نظرت إليه بغضب وتوقفت على المكتب 

جحظت عيناه من فعلتها فأغلق حاسوبه قائلا

-هتعملي  ايه يامجنونة..ألقت نفسها عليه حتى سقطا على المقعد وهو يقهقه عليها 

-شلني يابتاع النسوان اصلي دوخت

قهقه عليها بصوت مرتفع، حملها متجها بها إلى المطبخ 

-وبعدين من شغل الاطفال دا..وضعها على رخامة المطبخ واتجه إلى الثلاجة 

-خلصتي على الفواكه حبيبتي

نزلت متجهة إليه

-يونس رجع السفرجي والطباخ، بجد انا مبعرفش اطبخ انت بتعاقب نفسك ياحبيبي عشان انا اصلا كل يوم باكل مع ليلى، إنما أنت بتفضل لحد ماترجع وو

استدار إليها يحاوطها بنظراته 

-هتسمعي الكلام وتنسي كلامك الهبل دا ولا لا

عقدت ذراعها على صدرها 

-لا مش موافقة، انا هنزل الشغل مع ليلى ودا اخر كلام يادكتور، قالتها وتحركت إلى الأعلى 

اتجه الى هاتفه وطلب طعام، ثم صعد خلفها، دلف إليها وجدها بالمرحاض، زفر مختنقا ثم تحرك للخارج من أفعالها الطفولية 

أنهت حمامها وارتدت ثيابها الخاصة لليلتها الاولى تتذكر حديث ليلى صباحا 


دلفت ليلى إلى منزلها، وجدتها تجلس تستمع إلى الموسيقى وتقوم بعمل بعض التدريبات الرياضية

-سيلي النشيطة، ايه ياجميل، حابسة نفسك ليه، دا حتى المفروض تخرجي مع يونس بالليل وتغيري جوا، بس شايفة غير كدا 

جلست بمقابلتها ترمقها بهدوء ثم اردفت 

-راكان ال بعتك صح يالولة

-من غير ماراكان يقولي ياسيلي 

حاسة من وقت مارجعتوا وفيه حاجة متغيرة، ودا لاحظته يوم العزومة 

يونس مزعلك في حاجة حبيبتي ، مش قصدي ادخل، بس ..توقفت سيلين وترقرت عبراتها بمحجريها

-ليلى انا تعبانة اوي، وحاسة اني ضايعة

نهضت ليلى من مكانها متجهة إليها

-طب اهدي ليه الدموع دي، شهقت ببكاء مرتفع، ثم ألقت نفسها بأحضان ليلى 

-خايفة منه، خايفة يرميني ويدور على غيري، خايفة يكون حبه ليا هوائي زي ماطنط فريال بتقول

سحبتها ليلى واتجهت إلى الأريكة 

-ممكن تفهميني اكتر

رفعت نظرها لليلى وفركت يديها

-يوم الفرح طنط فريال قالتلي يونس متجوزك عشان ورثك بس، انتِ مفكرة بعد ال حصل هخليكي تتهني ياسيلين ، بعد ماراكان رفض سلمى وراح اتجوز مرات سليم، وبنتي ال خرجت من كل حاجة

ربتت على كتف سيلين بعنف واقتربت تهمس لها

-يونس هوائي، وبكرة ياخد ال عايزاه ويشوف غيرك، وطبعا عمل في غيرك كدا 

رفعت ليلى ذقنها وتعمقت ببحر عيناها 

-تفتكري ياسيلين يونس يفرق معاه فلوسك، بلاش دي واحد عمل المستحيل عشان يفوز بيكي، ممكن يتخلى عنك 

تنهدت ليلى بوجع واسترسلت 

-انتِ عارفة رأيي في يونس من زمان، بس الصراحة احترمت تمسكه بيكي، في عز جبروت توفيق وقف وقال انت وبعدك الطوفان حبيبتي ، متخليش فريال وغيرها يدمروا حياتك، وانا عندي ثقة في يونس، زي ماعندي ثقة فيك وفي عقلك 

ربتت على ظهرها بحنان

-ابني حياتك مع حبيبك حبيبتي متضيعيش ايام من عمرك من غير فائدة صدقيني هتندمي 

أشارت ليلى على نفسها 

-انا اكبر مثال عندك، فضلت اعاند واعمل مبررات من مجرد مواقف، لما كنت هدمر حياتي، لولا رحمة ربنا بيا، كنت زماني عايشة ميتة 

ابتعلت سيلين غصة تورمت داخل جوفها مما فعلته، فرفعت بصرها لليلى وهمست

-ليلى يونس متمش جوازنا

شهقة خرجت من ليلى تطالعها بذهول

-اكيد بتهزري، شهر كامل ، طب ازاي

فركت سيلين كفيها بعنف، صمتت لثواني تقاوم غلالة دموعها التي تجمعت بمقلتيها ثم اردفت بنشيج مرير

-اهو ال حصل..قصت لها ماصار 

توقفت ليلى غاضبة وأشارت بسبباتها

-غبية ياسيلين، أنتِ بضيعي جوزك، وجاية بتقولي يونس هوائي، دا انا وراكان في وقت غضبنا من بعض، وقت ماكل واحد بيدوس على التاني مكناش بنتحمل بعدنا، تقومي انت ال جوزك بيفرش قدامك ولاء الطاعة تعملي كدا 

لم تستطع الرد عليها، سوى بكائها فقط..وضعت كفيها على وجهها وظلت تبكي بشهقات مرتفعة

جلست ليلى وضمتها تمسد على ظهرها

-حبيبتي خلاص بطلي عياط، ولازم تفكري ازاي تحافظي على جوزك 

رفعت عيناها المتورمة من البكاء 

-ليلى انا خايفة، خايفة ومش عارفة اخد قرار، مش عارفة اعمل ايه 

سحبتها ليلى من كفها وصعدت إلى غرفتها..دلفت إلى غرفتها تنظر بأرجاء الغرفة

-واو ..دا ايه الجمال دا، طب حد يشوف اوضة جميلة كدا ويعكنن على جوزه، دا شكل رجالة العيلة ذوق في كل حاجة

ابتسمت سيلين من بين دموعها ودلفت الى الركن الذي صممه يونس إليها 

تعالي ياليلى هوريكي حاجة 

دلفت إلى ركن مزين بحروف اسمها وبه مكتب دائري وبجواره أريكة على شكل الشيزلونج ، ولوحة كبيرة لمظهر طبيعي للبحر، كأن الذي يجلس أمامه كأنه يجلس أمام البحر، وبركنا اخر أرجوحة دائرية، وبيانو

تحركت ليلى تنظر إلى المكان بذهول

-طب والله كانك قاعدة في كومباوند على البحر يابنتي، عجبني جدا

استدارت ترمقها بسخرية

-وكدا هوائي، تحركت ليلى إلى مكانا يوضع به اسطوانات وجهاز ورغم أنه قديما إلا أنه جذابا

ضيقت عيناها

-دي اسطوانات قديمة، دا شكل دكتورنا رومانتيك اهو ياباشمهندسة

استدارت بجسدها تشير بيديها الى الغرفة التي تزين بحروفها

-طب بذمتك دا واحد هوائي، دا انا هروح اتخانق مع اخوكي، كنت مفكرة مفيش زيه 

ضحكت سيلين تهز رأسها

-لا كله ولا راكي يالولة، دا چنتل الرومانسية، ماتقارنيش 

ابتسمت ليلى على ذكراه واقتربت منها 

-الحب أفعال يابنتي، مش مجرد كلمات، وبدليل صبر يونس عليكي دا كله، ورغم أن راكان سأله كذا مرة، ورفض يتكلم كل ال قاله مشغول 

فين هدومك ياعروسة، قالتها ليلى بغمزة 

تحركت سيلين إلى غرفة ملابسها

أشارت ليلى على دولابها

-افتح عادي ولا..دنت سيلين تضمها

-ليلى انت اختي، بلاش موضوع الاستئذان دا بينا 

قهقهت ليلى عليها

-لا ياباشمندسة مش في كل حاجة ، فيه حاجات خاصة بتكون للست والراجل بس، فاهمة قصدي 

اومأت سيلين برأسها ثم فتحت خزانة ثيابها 

مطت ليلى شفتيها تبحث عن شيئا، حتى وقعت عيناها على تلك المنامة البيضاء ثم استدارت إليها 

وضعت بين يديها

-اجهزي ياعروسة لجوزك، وابعدي عن شيطانك، عايزة بعد تسع شهور تجيبي عروسة لأمير بقولك اهو 

استدارت سيلين تهرب بنظراتها تفرك كفيها 

-مينفعش دلوقتي ياليلى،عايزة يومين..وضعت ليلى الثياب على الأريكة واحتضنت وجهها

-احنا قولنا ايه ياسيلي، والله لو عندي شك في يونس كنت اول واحدة قولتلك، يونس بيحبك، بلاش تضيعي حياتك حبيبتي لو سمحتي

ذهبت ذاكرتها لليلة زفافها على سليم، اخرجت تنهيدة حزينة وأردفت بصوت حزين

-تعرفي يوم فرحي على سليم طلبت منه وقت لحد مااخد عليه وهو رفض، قالي انا عريس ودي دخلتنا..انسابت دمعة بجانب جفنيها إزالتها سريعا على ذكرى مؤلمة 

ورسمت ابتسامة تضم وجهها 

-الراجل مالوش دعوة باحساسك بس ال بيحب بجد بيتحمل، ودليل كلامي يونس 

ليلى هو راكان اغتصبك مرة

جحظت اعين ليلى وارتعش جسدها تهز رأسها بعنف رافضة حديثها وتوقفت الكلمات على شفتيها، لحظات وشريط حياتها أمام عيناها وانسابت عبراتها بغزارة عندما فقدت السيطرة على نفسها فجلست

-عمره ماقرب مني بدون اذني،  ياسيلي ليه بتقولي كدا، راكان شاف مني كتير اوي، ورغم كدا عمرة ماغصبني على حاجة، مستحيل إلى بتقوليه دا ، مش شخصية زي شخصية راكان الله تعمل كدا

جلست سيلين بجوارها 

-طب ليه بتعيطي طيب؟!

أزالت عبراتها وهزت أكتافها

-ابدا، بس افتكرت حياتنا في الاول، وازاي احنا عذبنا بعض..توقفت ليلى تشير الي ثيابها 

-حافظي على حب يونس بدل ماترجعي تندمي في وقت مش هيفيد الندم حبيبتي، وخلي بالك لو راكان عرف بعاميلك دي هيزعل اوي، هو كل ال قاله 

-حاسس سيلين ويونس عندهم مشكلة، اطمني على سيلين، بما اننا بنات زي بعض


الصفحة التالية